قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عشق للكاتبة عفت بشندي الفصل السادس

رواية عشق للكاتبة عفت بشندي كاملة بجميع فصولها

رواية عشق للكاتبة عفت بشندي الفصل السادس

- يعنى ايه نقص اب يا احمد
- يعنى إش إش محتاجة اب .. محتاجة حب واهتمام.. لقتهم معايا انا.. وتعبها دا بسبب احساسها انها هترجع لوحدتها تانى
جلس رمزى بكسرة وانهزام
- بس انا عمرى ما حرمتها من حاجة
- حرمتها منك ودا اقسى انواع الحرمان .. انا بجد مش مصدق .. حد يبقى عنده طفلة زى إش إش وما يستمتعش بكل لحظة معاها..

بحث عن مبرر واه ليهدئ من ثورة احمد عليه
- انا ما بعرفش اتعامل مع الاطفال
- ولا انا .. بس إش إش مختلفة عن اى طفلة .. خلتنى اتعلقت واتجننت بيها ف ايام .. انت باه ابوها ازاى سنين عمرها دى كلها تبقى بعيد عنها
- مين قالك كدة... كنت بتابعها بس الشغل اخدنى
قرر احمد ان يحنث بوعده معها لمصلحتها..

- لا مش الشغل.. الذنب القديم
صدم رمزى وتجلت صدمته على وجهه بشدة
- هى راوية حكتلك
- لا.. إش إش اللى سمعتكم .. وهى مش عارفة ولا فاهمة ايه الذنب دا .. بس عارفة انك حكمت عليها حكم مالهاش اى ذنب فيه
انسالت دموع رمزى .. مما جعل احمد يشفق عليه.. فربت على كتفه ولم يجد اى كلام يواسيه به..

قام رمزى ودخل غرفة مكتبه .. اطمأن احمد على اخته حيث انخفضت الحرارة قليلا.. ليجد رمزى يناديه
- نعم يا عمى
- ممكن تعتبرنى صديق او حتى راجل تعبان محتاج حد يكلمه ويطلع من صدره وجع السنين
- لا.. ممكن اعتبرك زى والدى واسمعك ونعالج اى حاجة تاعباك
تنهد رمزى .. وشرد قليلا ثم قال:
- مامتك حكتلك اللى حصل زمان
- ايوة حكته..

- وما حكتلكش عن حياتنا سوا
- لا.. طبعا صعب عليها.. وانا كمان اتحرج اكلمها ف حاجة زى دى
- تتحرج ليه.. انت فاكرنا متجوزين؟
صدم احمد من كلمته .. ولم يتكلم.. فاكمل رمزى..

- انا اتجوزت والدتك عشان نحل موقف.. كانت لوحدها واخواتها اضطروا يشتغلوا ف مكان ما يروحوش ستات.. وهى قالتلى من اول لحظة.. انها مش هتقدر تكون زوجة لاى حد غير محمد.. وانا قلتلها انى ما بصتلهاش ابدا غير انها مرات اخويا ..
اتجوزنا وكل الفرق اننا بقينا ف بيت واحد.. كانت بتعاملنى بذوق وادب واحترام .. وانا كمان .. كاننا اخوات عايشين سوا ..
وشرد واكمل كأنه يحدث نفسه..

- لكن غصب عنى مشاعرى اتحركت، راوية انسانة تجبر اى حد انه يحبها، اسلوبها رقتها حنانها، كل حاجة فيها، حتى عشقها لمحمد واخلاصها ليه كنت بحبه فيها، وكنت محتفظ بحبى دا جوايا .. وعمرى ما عبرت عنه ليها او لاى حد... وانت اول واحد تعرف دا
- امال إش إش...
- هكملك..
وشرد مرة اخرى بحزن..

- كان شغلى وكل حياتى واقفة ايامها .. وف يوم قابلت واحد معرفة جاى من مصر وعاوز يعمل شركة ويخلينى اديرها.. قعدنا وسهرنا وكان معاه مخدرات.. وانا عمرى ما جربت حاجة من دى.. معرفش باه عشان مخنوق ولا عشان مازعلوش ولا عشان الاحباط .. المهم جربت .. وطبعا اول مرة بتكون كارثة.. رجعت البيت مش شايف ادامى .. والشيطان لعب بيا روحت داخل اوضة راوية وهى نايمة .. كانت نادرا لما تخلينى اشوف شعرها اصلا .. دخلت وشفتها نايمة بلبس البيت .. ما قدرتش امسك نفسي ... وحصل اللى حصل..

- تقصد انك...
- اغتصبتها.. صدتنى كتير وحاولت تخرجنى.. لكن اللى كنت شاربه خلانى مش حاسس باى حاجة
كان رمزى يحكى وهو ينظر فى الارض خجلا من دناءة فعلته..
- لما فقت الصبح لقيتها جنبى مغمى عليها.. كنت هتجنن .. ازاى عملت كدة وهى اللى استأمنتنى على حياتها ونفسها.. وازاى خنت اقرب صاحب ليا .. وازاى وازاى... لحد ما هى فاقت..

وتلون وجهه بالالم وهو يقول:
- لما فاقت فضلت تصرخ وتقول انا خاينة خنتك يا محمد .. محمد هيموتنى لانى بقيت خاينة.. وانهارت.. جبت دكتور نقلها المستشفى وطلع انهيار عصبى .. وفضلت شهرين وشوية بتتعالج منه ووقت مادخل تتعب تانى
لحد ما واحد قالى هاتلها شيخ يرقيها.. قلت اروح انا للشيخ واحكيله عشان يقولى اكفر عن ذنبى ازاى..

الشيخ قالى هاجى معاك.. خصوصا لما عرف انها متدينة.. قعد معاها كلمها وقالها انتى غلطك اكبر من غلطه.. انتى زوجته وحرام عليكى الامتناع عنه.. مفيش حاجة اسمها عايشين اخوات .. يا متجوزين يا مش متجوزين .. وانتى كدة عليكى ذنب كبير وهو ما غلطتش..

باختصار حملها اللوم من الناحية الدينية .. وفهمها حالتى وازاى مقهور عليها.. وفضل يوميا يجيلها ويفهمها ويهديها .. لحد ما بدأت تتقبل تشوفنى ونتعامل
ورجعت البيت.. بتعاملنى على الاد بس بتحاول تيجى على نفسها .. لحد ما عرفت انها حامل
نظر ارضا واكتست ملامحه بالضيق..

- جاتلها حالة اسوأ من الانهيار.. صمت تاااام .. لا اكل ولا شرب ولا كلام ولا حياة .. الدكتور قال هى منهارة بس كلام الشيخ محجمها ومخليها ما تعبرش عن اللى جواها.. والكتمة صعبة اكتر
فضلت ف الحالة دى لحد ما ولدت..

ثم ابتسم ابتسامة خفيفة حالمة واكمل:
- وجت إش إش .. كانت حلوة اوى وصغيرة اوى .. بس كانت تعبانة بسبب قلة غذا مامتها والادوية اللى اخدتها.. لما جابوها لراوية ترضعها اتفاجئت بابتسامة على وشها لاول مرة من سنين.. وحضنتها برقة وفضلت تكلمها ف ودنها.. نطقت اخيرا.. قربت منها براحة قلتلها مبروك.. ردت من غير ما تبصلى وقالتلى الله يبارك فيك.. فرحت بردو.. وكنت طاير بإش إش السما لانها رجعت راوية للحياة تانى ..

لكن لما راوية عرفت انها تعبانة .. لدرجة ما سالوش هنسميها ايه عشان فاقدين الامل فيها .. رجعت تعبت تانى ورغم تعبها من الولادة القيصرى بقت قاعدة ادام الحضانة تبص عليها وتدعى وهى مش حاسة بالعالم.. وف مرة سمعتها بتقولها:
"ما تسيبينيش.. انا رجعت للدنيا عشانك.. انا خسرت كل حاجة.. حبيبى وجوزى وابنى وبلدى.. وكنت كرهت الدنيا بعد اللى حصل من رمزى.. وانتى اللى صالحتينى عليهم.. لو روحتى هموت.. هعيش ليه وانا ضايعة ومليش حد مكروهة من اقرب حد ليا وخاينة كمان.. ارجعيلى ورجعينى للدنيا اللى حاسة انى مليش مكان ولا دور فيها دى.. خسرت كل ادوارى من ام لزوجة لابنة .. لو عشت هعيش عشانك انتى بس ولو روحتى هروح انا كمان"..

نزلت دموع احمد لتخيله حالة والدته وقتها .. ولكنه ترك رمزى يكمل..
- من حالتها اصر الدكاترة على انقاذ إش إش.. وربنا اراد ان دعوتها تتحقق وتقوم بالسلامة .. وتعبها دا خلا راوية متعلقة بيها وخايفة عليها من الهوا .. حتى منى .. باختصار اعتبرتها تعويض عن كل حاجة شافتها
- طيب كويس.. امال ايه اللى حصل
- قفلت عليها هى والبنت .. ونسيتنى .. وكانت بتاخد لسة الادوية النفسية والشيخ بيكلمها ف الدين .. وهى بتحاول ..

لكن مرة كانت خرجت من الاوضة وكان نفسي اشوف إش إش.. دخلت الاوضة براحة واخدتها فحضنى .. دخلت راوية زى المجنونة وخطفتها منى .. وكل اللى كانت كابتاه جواها بسبب كلام الشيخ طلعته

فلاااااش
راوية بصريخ هستيرى
- بنتتتتااى.. هتاخدها منى ... ليييييه مانتوا اخدتوا كل حاجة .. احمد اخدتوه من حضنى وقلتوا ميتة .. ومحمد كرهتوه فيا.. وانت خلتنى خاينة وزانية.. والبنت دى اثبات .. وكدة خسرتهم للابد .. مفيش امل ابنى يرجعلى ولا محمد يشوفنى شريفة .. عاوزين ايه تاااااانى.. دى اللى فاضلالى .. سيبوهاااااااالى .. هقتلك لو قربتلها .. هقتللللللللك عشان انت السبب انى خسرت ابنى وجوزى للابد..

باااااك
ظهر الارم والوجع على وجهيهما معا.. واكمل رمزى:
- اه هى ما كانتش ف وعيها.. بس كلامها وجعنى وكرهنى ف نفسي اوى.. وطول الوقت فاكره
اتنقلت المستشفى تانى واخدت كورس علاج دوائى وجلسات.. وبقت كويسة .. والدكاترة قالوا هتاخد فترة وتبقى سليمة تماما.. وفعلا بقت كويسة .. وقدرنا نرجع تانى اخوات زى زمان..

- طيب وإش إش
- إش إش هى اعتبرتها تعويض ليها.. عن كل اللى جرالها .. وعنك .. لكن انا مش شايف غير كلمتها انها اثبات على الخيانة .. اثبات على فعلتى القذرة .. اثبات على عدم امانتى..
كل ما بشوفها بفتكر .. بفتكر غلطتى .. وبفتكر انها مش بنتى
- مش بنتك يعنى ايه
- إش إش بنت محمد ..

اكمل بمرارة
- مامتك طول الوقت بتحكى للبنت عنه.. عن قصة حبهم.. عن سعادتها معاه.. طبعا مش بتحكيها مباشر.. عاملالها قصص زى الشاطر حسن كدة.. بتحكى بيها قصتهم .. وبتحكى صفاته وافعاله وخيره...
ودايما كل قصة آخرها بيكون فى الديب الشرير اللى بيبوظ الدنيا .. انا يعنى..

وعشان كدة إش إش بتعشق الشاطر محمد وعايشة معاه بخيالها وبتتمنى تلاقى زيه ف الدنيا
واكمل بمرارة اكبر
- حتى اسمها .. اسم بنتى .. محمد اللى اختاره
- ازاى
- محمد كان نفسه يخلف بنت ويسميها اسم يوصف علاقته بامك.. كان نفسه ف بنت يسميها عشق.. وامك حققت حلمه.. ف بنتى..

احمد كان فى حالة تشتت وذهول .. فهذا الرجل يتألم بصفة دائمة .. من عشقه لزوجته التى ترفضه.. واحساسه بعدم ابوته لابنته.. واحساسه بخيانة صديقه ايضا

قام احمد وربت على كتفه .. وقال:
- ياااااه يا عمى .. شايل كل الالم دا جواك.. بس انت غلطت غلطة كبيرة اوى هى السبب ف كل دا
- عارف غلطتى
- لا مش عارف.. غلطتك انك اتلهيت ف تعب ماما.. زى ما هى كانت عاوزة علاج نفسي انت كنت محتاج دا.. واكتر كمان
يا عمى ربنا بيسامح.. وانت لا زنيت ولا اغتصبت.. هى كانت مراتك
- يا احمد احنا...

- مفيش حاجة اسمها متفقين .. الجواز مش هزار .. هى كانت مراتك حلالك.. وحلالك لحد دلوقتى .. اذا كنت انت بكرم اخلاقك وحبك لصاحبك واحترامك ليه مش بتقربلها دا شئ يزيد احترامك وتوقيرك.. لكن دا تفضل منك مش حق ليه ولا لماما ..
وبعدين انتوا ليه بتفكروا ف عشق بالانانية دى .. هى معتبراها تعويض وانت معتبرها بنت بابا.. دى كائن حى ليه حقوق واحتياجات .. يعنى انت بتدى حق لبابا ما بقاش حقه اصلا ومش عاوز تدى طفلة حتة منك حقها فيك..

طيب ضميرك هيكون مرتاح لو عشق ضاعت منك ودورت على الحب والاهتمام من برة .. ولا لو حالتها اللى هى فيها دى زادت واثرت عليها .. او لو جالها اكتئاب وانتحرت
اتسعت عينا رمزى وهو يتخيل برعب ما يمكن ان يحدث لابتته.. ليجرى مسرعا يقتحم غرفتها وياخذها فى حضنه وهو يبكى

تستيقظ عشق فى الصباح لتجد رمزى واحمد على جانبيها نائمين .. وتتعجب لامر ابيها الذى لم يدخل حجرتها قبل ذلك.. تتحرق لتقوم فيستيقظان ليشدها والده الى حضنه ويقول:
- حبيبتى حمدلله على سلامتك .. كنت هتجنن عليكى والحمد لله انك بخير
تنظر إش إش بدهشة لوالدها ثم لاحمد.. فيشير لها فتحتضن والدها وتبقى فى حضنه طويلا تعويضا عن ايام البعد.

يخرج احمد يذهب لوالدته التى تنهى صلاتها..
- تقبل الله
- منا ومنك يا حبيبى.. إش إش صحيت
- اه عمى رمزى معاها جوة
- معاها ازاى
- ماما .. سيبيهم مع بعض وتعالى
اخذها غرفته وهى مندهشة ..

- ماما.. انا هأجل سفرى يومين
- بيتك يا حبيبى .. دانا اتمنى ما تفارقنيش ابدا
- بس يا ماما دا بيت عمى رمزى مش بيتى
- قصدك ايه
- قصدى ان الراجل دا انسان جميل اوى.. كل ما اعرفه بحيه واحترمه اكتر
- مانا عارفة.. بردو ما فهمتش قصدك..

- ماما انتى نسيتى لجدى وطنط ماجدة جبروت رهيب .. وعمر ضاع .. يبقى اغفرى للكل وانسى عشان نعرف كلنا نعيش
تصلبت راوية
- انت مين قالك
- مش دا المهم.. المهم اللى جاى يكون حلو .. نقضى مع بعض اليومين الجايين نمحى بيهم اى زعل.. ونبتدى صفحة بيضا عشان خاطر عشق تبقى مبسوطة يا ام احمد
دخل رمزى فى هذه اللحظة حاملا إش إش..

- اهو عشان كلمة ام احمد دى ممكن تقلب الدنيا كلها
ضحكوا جميعا .. واقترب رمزى من راوية
- اعذرينى يا راوية .. اللى فات كان صعب عليا
- انت اللى تعذرنى .. والله كان غصب عنى
- طب ما تعذرونى انتوا الاتنين وتفطرونى بدل مانتوا فاعصينى ف النص كدة.. الحقنى يا ابيه احمد..

قضوا اليومين التاليين فى جو اسرى حميم مرح.. حتى اوصلوا احمد الى صالة السفر وراوية وعشق تبكيان
- فى ايه باه.. ماهو هييجى تانى قريب.. وجيتلكم لابتوب تكلموه كل يوم
ارتمت عشق على صدر احمد تبكى
- هتوحشنى اوى .. تعالى بسرعة
- انتى بتعيطى ليه .. عشان بيعيطوا ف الافلام
- لا عشان بحبك اوى
احتضنها احمد بقوة وعيناه تدمعان..

- مش هقدر اتأخر .. دانتى بقيتى ادمان يا بنت اللذينا
ثم احتضن امه وغاب فى حضنها كثيرا وهمست له
- اوعى تغيب وتتاخر عليا
- مقدرش.. دانتى العشق يا ام عشق
- ام احمد يا واد
ابتسم لها مانعا دموعه من النزول امامها.. ثم احتضن رمزى وهمس فى اذنه:
- عاوزكم دايما مبسوطين زى اليومين اللى فاتوا
- ما تقلقش.. انت زرعت السعادة ف بيتنا يا احمد..

وتركهم مودعا.. ليعود الى بيت لا يعرف لونا للسعادة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة