قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عشق للكاتبة عفت بشندي الفصل الخامس

رواية عشق للكاتبة عفت بشندي كاملة بجميع فصولها

رواية عشق للكاتبة عفت بشندي الفصل الخامس

نظر لها بدهشة .. وقال:
- بابا مش بيحبك؟
- ااااه.. خالص
- ليه بتقولى كدة
- عشان هو مش زى باباهات صاحباتى .. مش بيحب يكلمنى ولا بيطيق يشوفنى ف البيت.. ولا عمره رضى يخرجنى ولا يقعد معايا
- يمكن عشان شقية شوية..

- لا والله.. لو زهقت من اوضتى وخرجت اذاكر برة معاهم يدخل اوضته ويقفل عليه.. ولو بيتفرج على التليفزيون وجه برنامج يعجبنى اخرج اتفرج يروح قافل.. ومش بيفرح حتى لما بنجح ولا عمره فكر يجيبلى هدية خالص.. ومرة حوشت وجبتله هدية سايبها بعلبتها لحد دلوقتى.. وبعدين اصلا لو حد جالنا بيعامل كل الناس كويس.. الا انا .. على طول بيكشر لما يشوفتى..

كانت تتحدث بقوة وحماس يثبت احساسها، مما اثار دهشة عظيمة فى نفس احمد، الذى قارن بين كلامها ومقابلة والدها الحميمية له ومعاملته الطيبة طوال الايام الماضية.. ولكنه تذكر بالفعل ان إش إش تختفى فى غرفتها طيلة وجود والدها وانه لا يسأل عنها ابدا ..

اخرجته من تفكيره حين اقتربت من اذنه وقالت:
- اقولك سر ومش تقول لحد
- قولى
- انا سمعته هو وماما بيتكلموا مرة عن كدة .. بس والله غصب عنى عشان صوتهم عالى ..
- قالوا ايه

فلاااااش
- حرام عليك.. هى ذنبها ايه
- انا ما عملتلهاش حاجة ..
- فى اكتر من كدة تعمله يا رمزى.. دى البنت كأنها عدوتك.. لا بتطيق تشوفها ولا تقعد معاها ولا بتبص ف خلقتها..
- مش قادر.. مش قادر يا راوية .. كل ما بشوفها بفتكر وضميرى بيوجعنى وبيخنقنى
- اذا كنت انا قلتلك انى سامحتك.. وننسى..

- انتى سامحتى عشان مش ادامك غير كدة .. وانا مش قادر اسامح نفسي ولا ابص لشكلى ف مراية
- يا رمزى لازم ننسي.. والبنت لازم تعيش زى اى حد
- حاولت كتير بس والله ما قادر
- طب والحل..
- لو عاوزانى اسيب البيت وتقوليلها انى مت انا مستعد لو دا هيريحك
- يااااااه.. للدرجادى .. عموما.. انا سامحتك يا رمزى على اللى فات.. لكن وجع قلب بنتى مش مسامحاك فيه ولا هسامحك ليوم الدين
باااااك

احتار احمد فى كلمات اخته.. ما هذا الذنب الذى جعل رمزى يبتعد عن ابنته ويعاقب نفسه الى هذا الحد..
- ابيه احمد.. انت زعلت منى
- زعلت ليه
- عشان انى سمعتهم.. والله ما قصدت .. انا كنت نايمة وصحيت على صوتهم..

- مصدقك .. طيب بقولك ايه.. مادمنا اصحاب.. ما تحكيلى انتى باه عنك وعن اصحابك وبتعملى ايه ف المدرسة
وكأنه فتح باب ثرثرة لا تنتهى .. ظلت تحكى وتتحدث كثيرا .. عن كل شئ واى شئ.. وللعجب فقد استمتع احمد كثيرا بحديثها .. وتجاوب معها وظل يثرثر هو الاخر.. حتى دخلت عليهما راوية:
- إش إش .. مش كفاية كدة .. صدعتى اخوكى..

- لا والله يا ماما داحنا بنتكلم وهو مبسوط .. حتى اسأليه
- لا يا ماما ابدا انا مبسوط اوى .. وبعدين اى اخ بيعمل كدة مع اخته زى الافلام مش كدة ولا ايه يا رورو
وضحكوا جميعا .. والقت عليهم راوية تحية المساء وذهبت لتنام..
- انت هتنام
- هى الساعة كام
- واحدة..

- اوباااا .. انتى اتاخرتى يا ست إش إش .. وسهرتى كتير
- انا اخدت الاجازة يا سي الاستاذ احمد خلاص
- سى الاستاذ احمد مرة واحدة.. طيب انا عاوز انام
- خلاص نام
- طب وانتى
تمددت بجانبه واحتضنته واغمضت عينيها
- انتى بتعملى ايه؟

- ايه مش قلت هتنام.. انا كمان هنام مش هقعد لوحدى
- طب ما تروحى تنامى ف اوضتك انتى وماما
- لا هنام هنا ف حضنك
- حضنى؟

- اه .. الاخوات بيناموا ف حضن بعض.. هما ف الافلام بيعملوا كدة
- اه .. لا طالما بيعملوا كدة ف الافلام يبقى لازم نعمل زيهم
واخذها فى حضنه وراحا فى سبات عميق..

استيقظت راوية باكرا تتحسس مكان ابنتها فلم تجدها.. قامت مسرعة تبحث عنها.. وجدتها تحتضن شقيقها تتشبث به بيديها وقدميها .. واحمد مستيقظ
- ايه نيمها هنا دى
- طلبت تنام جنبى زى الافلام
- ههههه طيب معلش حبيبى هصحيها واخدها
- لا تصحيها ايه.. خليها جنبى ..

- مش عاوزاها تضايقك وعشان تعرف تنام
- لا يا ماما سيبيها.. انا مبسوط اوى كدة...
- هى لحقت تاكل عقلك المجرمة دى
- ههههههههه اوووووى.. اول مرة احس انى ليا اخوات
- واخوك من باباك؟

- لا هو بعيد عنى اوى .. عايش ف النوادى والديسكوهات مع طنط ماجدة وطنط نادية وولادها
- ربنا يقربكم من بعض يا حبيبى .. كمل نومك
خرجت راوية .. فعدل إش إش واخذها فى حضنه سعيدا .. وحاول السيطرة على تشبثها القوى به.. حتى خارت قواه ونام .

استيقظت إش إش سعيدة وقامت ببطء تتسحب واحمد يصطنع النوم يريد ان يعرف الى اين ستذهب..
دخلت المطبخ وجدت والدتها..
- صباح الخير يا مامتى
- صباح العسل يا اشأوشتى .. كدة خليتى اخوكى ما ينامش
- اناااا.. دانا كنت نايمة ساكتة خالص..

- هتقوليلى .. طيب روحى اتشطفى واتوضى وصلى عبال ماعملكم فطار
- لا.. انتى اخرجى .. وانا هعمل الفطار
- نععععم.. ودا من امتى باه
- من دلوقتى .. ابيه احمد اخويا مش اخوكى ولازم ياكل من ايدى انا
- باه كدة .. اخوكى مش اخويا.. طب اتفضلى برة باه انا هعمل فطار ابنى..

كان احمد يتأملهما على باب المطبخ ضاحكا وهما يتشاجران بسببه
- صباح الخير
- صباح الخير يا حبيبى
- صباح الخير يا ابيه يا حبيبى انا
- ههههههههههه
- شايف البنت .. بتخانقنى عشانك
- بصراحة يا ماما معاها حق.. من حقها تعمل الاكل لاخوها..

- باه كدةةة.. طب وانا
- انتى كمان من حقك تعملى اكل ابنك
- طب والحل
- الحل تخرجوا انتوا الاتنين وانا هعمل فطار ملوكى لامى واختى
- ههههههههههههههه
جهز احمد الافطار وتناولوه ثلاثتهم فى جو من الدعابة والمرح .. وعندما اذن لصلاة الظهر ذهب احمد ليتوضأ وحين خرج وجد اش اش امامه باسدال الصلاة ..
- ممكن اصلى معاك وتكون انت الامام..

- هما ف الافلام بيعملوا كدة
- لا.. بس ماما قالت صلاة الجماعة احسن .. عشان ناخد ثواب سوا..

فرح بحديثها .. ان هذه الصغيرة بتلقائيتها تلك قادرة على سلب لب اى احد يتعامل معها.. وهنا دار فى رأسه تساؤل عن حديثها له امس.. كيف يستطيع رمزى الابتعاد عن كتلة الشقاوة والتلقائية والبراءة تلك.. انه لا يستطيع سؤاله.. ويخجل ان يطرح تساؤله على والدته.. ولكن فضوله وشفقته على احساس اخته يدفعانه للتساؤل
نفض عنه هذه الافكار وصلى بها.. ثم دخل حجرته واغلقها عليه عشر دقائق.. وخرج يرتدى ملابس الخروج..

- انت خارج يا ابيه
- ايوة
- كدة .. دانا افتكرتك هتقعد معايا انهاردة
- معلش عندى معاد مهم
- مع مين..

- مع بنت زى القمر .. صغننة وشقية وعسولة .. هتقوم دلوقتى اوضتها عشان تلبس وتخرج معايا.. بس لو اتأخرت هزعل وهتقمص قمصة كبيرة اوى زى الافلام
اتسعت عينا إش إش فرحا.. واحتضنته حضنا سريعا وقامت جارية الى غرفتها لترتدى ملابس الخروج
- ماما .. ما تلبسى ونخرج سوا..

- لا يا حبيبى ورايا حاجات كتير اوى .. لما رمزى يسافر نبقى نخرج طول اليوم براحتنا مش هكون مرتبطة بغدا ولا توضيب
خرجت إش إش من غرفتها ترتدى فستانا ابيض به وردات على الاطراف بالازرق والاخضر والوردى .. فانحنى احمد وامسك يدها
- اميرتى الجميلة .. تختارى انتى مكان الخروج ولا اختار انا على ذوقى
- لا اختار انت ...
- اتفقنا
عند الباب اوقفته راوية قائلة:
- ربنا يباركلى فيك يا حبيبى..

قضى احمد ايامه الباقية فى دبى مع إش إش.. سواء فى البيت او خارجه.. وكأن تلك الصغيرة سرقته من العالم بأسره.. وكان يكتشف فيها كل يوم شيئا جديدا.. فهى مبدعة فى الرسم.. والاشغال الفنية.. كما تعلمت الطهو فى ايام معدودة ليأكل احمد من يدها ..
لكن.. الايام الجميلة تمر سريعا.. فقد انقضت اجازته دون ان يشعر.. وتفاجأت كل من راوية وإش إش بانه حان الفراق..

نزلت دموع راوية ساخنة .. اما إش إش فاغلقت الباب عليها وحاول احمد ان يخرجها منها لكنه لم يستطع.. فقرر ان يتركها لليل وقت سمرهما الليلى ليتحدث معها..
ولكن .. جاء الليل ولم تأت .. فدخل لها دون استئذان وجدها نائمة .. وتعجب من ذلك فقد اعتادت النوم ف حضنه الايام الماضية .. اقترب ليقبلها وجد حرارتها عالية جدا .. نادى والدته اخبرها وطلب ان تأتيه بشنطته الطبية..

دخل رمزى لاول مرة غرفة اإش إش ووالدتها.. وجد احمد على وجهه امارات الذعر .. وتعجب من هذا واسره بداخله
وكشف على اخته لم يجد بها اى سبب عضوى ..اعطاها خافضا للحرارة وطلب من امه عمل كمادات لها .. وخرج من الغرفة وخرج رمزى وراءه..

- احمد.. إش إش عندها ايه
- يهمك تعرف
- اكيد .. مش بنتى
- معاك حق.. بنتك.. عشان كدة لازم اقولك التشخيص.. بنتك عندها نقص يا عمى
- نقص ايه يبنى
- نقص اب..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة