قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عشق للكاتبة عفت بشندي الفصل التاسع

رواية عشق للكاتبة عفت بشندي كاملة بجميع فصولها

رواية عشق للكاتبة عفت بشندي الفصل التاسع

بعد الحفل .. اخذ احمد عروسة لسهرة خاصة .. واخذ عادل إش إش واوصلها الى والدتها... وبعد السهرة عاد احمد الى والدته .. وجدها تستعد للنزول
- على فين يا ماما
- على المطار يا قلبى
- بالسرعة دى.. دانتوا جيتوا الصبح.. استنوا يومين حتى اقضيهم معاكم
- كفاية انى حضرت وشغتك .. ربنا يسعد ايامك يا حبيبى..

كانت إش إش تجلس صامتة على غير العادة
- برنسيستى مالها
- زعلانة .. وهعيط كمان
- تعيطى ليه بس حبيبتى
- عشان الواد الغلس اللى غلس عليا..
- ههههههههههه.. اللى عرفته انك طلعتى عينه
- يستاهل .. ما تخليهوش اخوك تانى .. كفاية انا بس
- ههههههههههههههه يا قلبى انتى .. والله انتى فعلا كفاية ..
ثم ذهبوا جميعا الى المطار .. وكان الوداع حارا ...

عاد احمد الى المنزل بعد سطوع الشمس.. ليجد اخاه فى الحديقة
- احمد.. كنت فين دا كله
- ليه فى حاجة حصلت
- مستنيك افهم ايه حكاية اختك دى..
- ودا من امتى .. انت متعود تكبر دماغك عن كل حاجة
- ايوة بس دى مش اى حاجة .. ان يكون ليا اخت ومعرفش عنها حاجة دى ما ينفعش اكبر دماغى..

- اااااه.. يعنى اللى هامك عشان فاكرها اختك.. اطمن هى مش اختك
- ازاى يعنى مش فاهم
- افهم اللى يهمك.. هى مش اختك .. ارتاح باه
وتركه فى حيرته ودخل القصر ..

مرت شهور دون جديد.. سوى تجهيز احمد لجناح كبير فى القصر ليقيم به هو ونادين.. كان يحدث راوية وعشق يوميا.. حتى كأنه يعيش معهما اكثر من اهل بيته
محمود نجح.. والتحق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية .. والجد لا يزال على حاله .. وماجدة ومحمد كل منهما فى عالمه الخاص..
وتم تحديد ميعاد الزفاف.. وقبله بايام كان حمدى وابنتاه فى الساحل الشمالى .. وفى طريق العودة تصادمت سيارتهم بسيارة نقل كبيرة ..

مات حمدى.. وخرجت نادية بكسر ف الحوض والساق.. اما ماجدة فنزفت كتيرا بسبب جروح كبيرة تعرضت لها.. واحتاجت لنقل دماء لها..
تم الغاء حفل الزفاف بسبب حالة الحداد ولحالة ماجدة ونادية رغم تماثلهما للشفاء.. تم عقد القران فى المسجد فى حضور محمد ووالدى نادين اللذين سيذهبان الى عملهما بالخارج صباحا.. كما حضر الجد على الكرسى المتحرك.. ولكن غاب محمود ..

وقبل ذهابهما الى المنزل اخذ احمد نادين الى منزله القديم.. تنفيذا لوصية امه
- احنا رايحين فين يا احمد
- مكان مهم اوى ليا.. وعاوز هناك احكيلك حكاية طويلة
- حكاية ايه.. واشمعنى انهاردة
- لان انهاردة انا وانتى كتبنا عقد ملكية
- ملكية..

- اه.. انتى بقيتى ملكى .. وانا بقيت ملكك.. بقينا واحد
نظرت له نادين بحب وحياء جميل
- انا ملكك من اول يوم عينى جت عليك يا احمد
امسك يدها وقبل باطنها وقال:
- انهاردة اثبتنا دا ادام العالم كله.. بقينا واحد يا نادين.. وعشان كدة المشوار دا مهم اوى .. عشان تعرفى كل حاجة عنى
صمتت نادين .. وظلت تفكر بفضول فيما يمكن ان يكون مهما له لهذه الدرجة فى ليلة العمر..

وصلا الى البيت، ونزلا من السيارة، كانا ملفتين ببذلته وفستان الفرح، اخذها من يدها وطلع بها الى شقة امه وابيه، الذى كانت امه قد تركت له نسخة من مفتاحها
فتح الباب ليجد البيت مزينا ومضيئا.. فيتلفت حوله بلهفة.. ليجد راوية تخرج من الغرفة هيجرى يختبئ بين احضانها..

- حبيبتى .. انا مش مصدق .. طب عرفتى منين ان انا جاى
- كنت متأكدة انك هتنفذ وصيتى وتبتدى حياتك من هنا
- ربنا يخليكى ليا ولا يحرمنى منك ابدا
كانت نادين فى حالة دهشة مما يحدث.. فهى لا تعلم اين هى.. ولا تعلم من تلك التى ارتمى احمد فى حضنها .. ولا تعلم ما الوصية التى يتحدثان عنها..

- نادين.. تعالى حبيبتى .. سلمى على اغلى انسانة عندى ف الوجود
اخذتها راوية فى حضنها وهى تبكى فرحا
- مبارك عليكى يا حبيبتى .. يا زين ما اختارت يا احمد .. زى القمر
- انا مش فاهمة حاجة
- دى امى يا نادين
- نعم.. مامتك.. ازاى .. هى مش والدتك...

- انا جبتك هنا عشان احكيلك القصة دى فعلا.. بس اهى صاحبتها موجودة وتحكيها بنفسها
اعترضت راوية..
- احكى ايه.. انهاردة مش يوم ذكريات خالص.. انهاردة يومكم انتم .. والذكريات هنحكيها بعدين .. تعالى يا نادين
البست راوية نادين عقدا ذهبيا رائعا .. وقبلتها على وجنتيها قائلة:
- ربنا يسعدكم يا حبيبتى.. على فكرة انا معرفش كلمة حما.. انا كان عندى اتنين بقوا تلاتة بيكى .. يعنى هتكونى بنتى التالتة..

- ميرسي لحضرتك الكوليه حلو اوى .. بص يا احمد
- هى حاجة بسيطة مش مقامكم .. بس اهى ذكرى صغيرة منى
كان احمد يتلفت حوله وغير منتبه لهما..
- ماما.. امال فين إش إش
خرجت إش إش من الغرفة
- اخيرا افتكرتنى
- برنسيستى الجميلة وحشتينى..

تعلقت برقبته كالعادة حملها وظل يقبلها.. ونادين تراقبه بدهشة
- دى باه يا نادين برنسيستى .. عشقى وادمانى
- حاسة انى شفتها قبل كدة
- انا اللى قلتلك كنت هتجوزه لولا ان هو ابيه
- اااااه .. يوم الخطوبة .. هو انتى تبقى ...

- اخته .. اسمى إش إش .. وعندى ١٠ سنين وشهرين.. وقلتلك انى قررت اننا هنبقى اصحاب
ضحكوا جميعا.. ثم اعطت إش إش ظرفا مغلقا لنادين وقالت:
- هديتى ليكم تذاكر سفر لعندنا وحجز ف الفندق القريب مننا عشان شهر العسل .. وعلى فكرة هقابلكم هناك كل يوم
- تنورينا يا صاحبتى .. هو انتى اسمك ايه
- اسمها إش إش.. عشقى عشق..

بعد اسبوع .. كانت حالة ماجدة ونادية قد تحسنت كثيرا.. فسافر احمد ونادين دبى شهر عسل دون ان يخبرا من بالبيت بوجهتهما.. وهناك قضيا اجمل ايام عمرهما .. وقد حكى لها احمد قصة امه وكل ما عانته فى حياتها.. فتعاطفت معها بشدة وبكت لاجلها.. وكانت سعادة راوية وعشق ورمزى بهما تفوق الوصف..

رغم تعلق إش إش باخيها وتصميمها على مرافقتهما دائما.. ولكنها كما استطاعت ان تكون عشق احمد بسهولة .. استطاعت كسب قلب نادين حتى انها كانت تطلبها لتأتى لهما ان تأخرت يوما.. كما احبت امه وتعلقت بها بشدة لرقتها وحنانها معها..

ثم عادا الى ارض الوطن.. وذهبا الى القصر .. لم يجد احمد ماجدة ولا محمود.. وتعجب لانه لم ير محمود منذ يوم عقد قرانه.. وحتى فى اتصالاته لم يكن متواجدا بالمنزل.. وعلم من تحية انه لا يأتى الا متأخرا ولا يرونه الا نادرا..
ظل احمد مستيقظا حتى سمع سيارة محمود تدخل المنزل.. فتسحب من سريره ونزل لغرفته.. طرقها ليفتح له محمود.. فيقف احمد مصدوما..

فمحمود لم يكن اخاه الذى يعرفه.. كانت عيناه منتفختين من اثر بكاء.. وجهه ذابل حزين .. وفقد الكثير من وزنه
وعندما رأى احمد امامه ارتمى على صدره يبكى
- محمود مالك فى ايه
- تعبان اوى يا احمد ومحتاجك.. محتاجك اوى
- اهدى طيب وفهمنى .. انا عمرى ما شفتك كدة
- هتجنن يا احمد.. هتجنن .. تعبان اوى..

- طب اهدى بس وفهمنى .. انت اخدت مخدرات او حاجة
- يا ريت.. يا ريت اخد عشان اتوه ومافكرش خالص
هدأه احمد قليلا .. وتركه يسرد ما اثر فيه لهذه الدرجة..
بدأ محمود يحكى .. وعينا احمد تتسع وتتسع ذهولا مما يسمع
- انا مش متخيل .. انت بتتكلم جد
- وهو دا فيه هزار يا احمد.. قولى اعمل ايه .. انا تايه ومش عارف اركز ولا افكر
- الخطوة الجاية هتكون عليا انا .. ولما اوصل لجواب هعرفك..

بعدها بفترة .. كان احمد قد وصل للاجابة .. وطلب محمود ليأتيه فى المستشفى
جاء محمود ملهوفا .. ولا يزال على حالة الهزال تلك.. بل زادت ..
- طمنى يا احمد
- اطمن يا محمود.. انا هفهمك..هى صعبة شوية.. ومحتاجة عقل وتركيز وتخطيط راسى وسليم عشان نوصل للقصة كلها ..
بس المهم انك اخويا .. اى حاجة تانية مش مهم
وارتمى محمود فى حضن احمد وهو يبكى ويزفر بارتياح نسبى..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة