قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل السادس عشر

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل السادس عشر

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل السادس عشر

تحولت ملامح زينب بقدرة قادر إلى ملامح طيبه وحزن وهي تخبره بهدوء تمثيلي رائع...
-شفت يا مصطفى اختك لابسه ايه، انا عايزة مصلحتها ودي بنتي وزي ندى ولازم اعرف كل كبيرة وصغيرة...
ليرد بملل...
-ربنا يخليكي يا عمتي بس هي في البيت يعني تلبس اللي على هواها...
لتقول بخبث...
-ايوة و ماله، ما احنا ياما هنشوف...
رفع حاجبه بغيظ، وقال...
-قصدك ايه ياعمتي؟

-قصدي يعني انك تبعد سمر عن غادة شويه هي متفتحه ومش محجبه هي حره بس ملهاش دعوة بعيالنا...
شعر بنار تحرقه من هجومها فقال بحده..
-انا مسمحش حد يتكلم كده على مراتي ؛ انا مراتي محترمه ومتربيه ومفيش احسن منها وبعدين هي مالها بغاده ولا ندى!..
-يقطعني هو انا قلت ايه غلط بس، انا اقصد انها متديش فساتين كده لغاده تاني، سنهم ده وحش ودول مراهقين!

لتجاوبها غادة بغيظ: اصلا انا اللي قولتلها عايزة انزل اشتري شويه هدوم بيت بس المذاكره هتجنني وهي بكل ذوق و ادب فضلت فاكره وقررت تدهولي وهو جديد انا لبساه اول لبسه عشان ابقي مبسوطه واركز في مذكرتي!
ليأتي صوت ندى مساندا لغاده مع علمها بعقابها لاحقا...
-اصل انا بلبس اكتر من كده في بيتنا!
نظرت لها غاده بانتصار بينما احمر وجه عمته خجلا، لتردف بحرج...

-في ايه يا عيال انتو جايين عليا ليه اكيد طبعا سمر محترمه ومقولتش حاجه وحشه انا كل اللي شغلني خوفي عليكي!
ليرد مصطفى بحده وثقه...
-لا متخافيش انا اختي متربيه احسن تربيه، وبالنسبه لسمر فمحدش يقدر يقول حاجه عنها لانه هيواجهني انا!

مع ذلك انسحب من امامهم وهو مازال يشعر بغضب على عمته التي لا يتنبأ الخير منها نحو زوجته، واكثر غضبا على سمر لاعطاء مثل هذا الفستان لغاده دون علمه إلى ماذا تسعي لتحقيقه؟! ماذا تثبت وهو الذي يكره طريقه لبسها وحذرها اكثر من مره! اتتحداه؟!
زاده هذا التفكير غضبا وهو يتوعد لها، توجه مباشرا إلى بيتها فاستقبلته سلوى عند الباب بابتسامتها الامومية و اخبرته بانتظار مراد وسمر له بالداخل...

وقف مراد وحياه بابتسامه اما سمر فقد اختفت ابتسامتها التي ارتسمت على وجهها عند وصوله عندما رأت ملامح الغضب القاسيه تكسو وجهه ونظرته الحاده اليها مع جز اسنانه وهو يصافحها...
شعرت بخوف يتسلل بداخلها وتوتر، ماذا؟ ماذا فعلت الان؟ الم تحدثه بالصباح الباكر وكان سعيدا جدا حتى انه اجبرها على انهاء المكالمه من جراءة كلماته!
مراد: طمني ايه اللي حصل؟
رمق سمر بنظرة ذات معني وعاد إلى مراد، نظف حلقه وهو يقول...

-في مشكله بيني و بينه، حوار من فترة اصلا بيني وبين واحد كنت مشتري ارضي جنب ارضه وهو كان عايز يشتريها والغريب بقا انه لسه مسددش تمن ارضه دي للمالك الاصلي!
ليرد مراد: هو انت من عيله العرابي...
نظر له مصطفى وكأنه غبي..
-انا ابن دياب العرابي!
رد مراد وهو يبرر تساءله...

-طيب انا معرفش غير اسم العرابي عشان كده مستغرب، وفعلا انا ووالد سمر كنا فاكرين انه عمل كده فيه عشان يسدد تمن الارض ديه لان حلم حياته انه كان ينقل سلسله المطاعم للمكان ده!

هز مصطفى رأسه بتركيز ليردف...
-طيب ليه مخدش خطوة في بيعها او عرضها كمبادله حتى مع مالك الارض؟
رد مراد بحنق...
-هو ده اللي هيجنني! في موضوع كبير اوووي وانا مش عارف اوصله...
ضيق عينيه على سمر التي تقدمت منهم لوضع كوبان من العصير وتتابعهم بصمت وترقب وتدعو الله ان يكون الحل على ايديهم وان يرجع والدها إلى احضانهم مرة اخري...

اخذ العصير من يدها وهو يلامس يدها وكأنه لايستطيع الابتعاد عنها ولكن وبخ نفسه على استسلامه و عاد إلى مراد ليقول...
-في موضوع هتأكد منه ولو صحيح يبقي اتحلت من كل النواحي...
-يارب، احم طيب هضطر امشي انا عشان والدتي!
ابتسمت له سمر و صافحته ودخلت لمناداه سلوى من المطبخ...
سلوى: ايه ده هتمشي من غير ما تتغدي يا مراد!
-معلش اصل الحاجه في البيت مش بتاكل غير معايا سامحوني انهارده!
ردت بابتسامه وتفهم...

-ربنا يخليهالك و يحميك ليها، يوووة الاكل هيتحرق، معلش اروح الحقه!
هرعت إلى المطبخ لتنقذ الطعام، نظر مصطفى إلى سمر وقال بلا مبالاه...
-انا كمان همشي...
ليسبقها لسانها قبل ان تفكر..
-مش هتتغدا معانا الاول!
توقف للحظات بالرغم من انزعاجه منها الا انها المرة الاولي التي تظهر رغبه في وجوده...
تنحنح مراد وهو يلقي السلام ويغلق الباب خلفه...
استجمعت شجاعتها لتساءل بتوتر...
-مالك، انت زعلان مني في حاجه؟

نظر لها بجديه وهو يضع يده بجيب بنطاله...
-ايوة يا سمر، عايز اعرف حاجه واحده بس انتي بتتحديني ليه؟ عايزة تثبتي ايه بالظبط؟!
شحب وجهها وهي تبحث في عقلها عن اي تصرف اخطأت به و تسبب في اغضابه...
فركت شعرها بحيرة وهي تتساءل...
-انا مش فاهمه حاجه خالص!
ليرد بحزم...
-قصدك ايه بانك تدي غادة الفستان!
-فستان البيت؟ هو اللي مزعلك؟!
-ردي عليا يا سمر قصدك ايه!
نظرت له ببلاهه وهي تقول...

-يعني ايه اقصد ايه يا مصطفى! هي كانت عايزة تجيب والوقت مش مساعد وكان عندي ادتها واحد، غلط في ايه...
زفر مصطفى وهو يعلم بانها لم تخطئ ولكنه لا يريد لعمته او ايا كان المساس بها بسوء سواء بالقول او بالفعل، ليردف بصرامه...
-بصي يا سمر لو سمحتي قبل ما تتصرفي في حاجه مع عيلتي اتمني اعرفها الاول، مفهوم!

حزنت سمر الا يفترض ان يطالبها بحب عائلته والاندماج معهم، اهو غاضب لانها تقترب منهم! عاد شعورها بعدم ابقاءه على تلك العلاقه بينهم من جديد!، شاهد مصطفى ملامح الحزن تطغي على وجهها فاقترب منها خطوة يفهمها مايدور برأسه دون ان يجرحها لكنها اعدت شعرها إلى الوراء بحركه عنيفه لتردف بخفوت وهي تعود للوراء...
-هدخل اجهز الاكل مع ماما!

هربت من امامه قبل ان يمسكها، وضع يده على رأسه يضربها بقبضته بغيظ! الا يعقل ان يتقابلا سويا وتنتهي مقابلتهك بسعاده ابدا!
مر الغذاء بصمت مريب وسلوي تنقل نظراتها بين مصطفى الذي لا يرفع عيناه عن ابنتها وابنتها المتجاهلة اياه وتقلب في طعامها...
تنحنحت وهي تخبرهم باجراءها مكالمه مهمه وان يستكملا طعامهم، نظرت لها سمر بشك فهم لا يتواصلوا سوي مع مراد!
حاول مصطفى استغلال الامر فقال...

-هتفضلي تلعبي في اكلك كتير، ممكن تاكلي!

لم تنظر اليه وهي تجيبه...
-شبعت...
مد يده ليمسك بيدها فرفعت نظرها الخالي من المشاعر، ليتنهد وهو يقول...
-انا اسف...!
نظرت إلى الجهه الاخري بقلب يدق لتقول بتلعثم...
-على ايه؟!
خرج صوته اشد قليلا وهو يقول...
-بصي في عنيه وانا بكلمك، مش بحب كده!
ادارت رأسها بغيظ نحوه و قالت...
-انا اسفه، احنا يهمنا ايه غير راحه سعادتك..
ليردف بتحذير..
-سمر!
اغلقت عينها لتمنعه من رؤيه اختلاط المشاعر داخل انهار عيناها...

حاول هو تمالك اعصابه فالهدف اكتسابها وارضائها لا اغضابها، هز رأسه على سخريه القدر ها هو الملقب ب العملاق بين اهالي المنطقه يجلس يراضي فتاة من يراها يظنها طفله ف 16 من العمر!
رفع يده بخفه و هدوء يلامس وجنتها، ففتحت عيناها بخضه تتابعه، حرك ابهامه على وجهها برقه وقال...
-قلتلك اسف وانا مش متعود اتأسف لحد، ممكن تراعي ده ؛ انا ماليش في جو العلاقات فمش لازم كل غلط تزعلي ونحلها احسن!
ردت بصراحه وحزم...

-انت شايف ان احنا هنكمل مع بعض!
اقلقته جملتها واغضبته في نفس لوقت قامسك يداها بين اصابعه وقال...
-انتي عندك رأي تاني؟!
-انا اللي بسأل يا مصطفى؟!
ضغط على اصابعها ليتأكد من احتواءه على كامل تركيزها ليردف بهدوء حاد...
-انتي مراتي وملكي انا ؛ وحكايه هنكمل مع بعض دي تنسيها لاني معنديش شك ولو واحد في الميه اني هسيبك لحد غيري ابدا حتى لو انتي عايزة يا سمر!

لمعت عيناها بمشاعر ارهقتها منذ مده و قلبها يغني بداخلها بسعاده حتى ولو لم يكن اعتراف بحبه لها فقد اسعدتها كلماته كثيرا!

الا انها استمرت في اسألتها...
-ممكن اعرف ليه مش عايز اتقرب من اهلك؟
اتسعت مقلتاه وقال باستنكار...
-مين قال كده؟
-انت طبعا!
-انا! لا طبعا انا مفكرتش حتى في الهبل ده!
-بس انت طلبت مني معملش حاجه مع...
قاطع كلامها بقله صبر ليردف...
-انا قلت متعمليش حاجه قبل ما تقوليلي، يعني اعملي اللي انتي عايزاه بس يبقي عندي خبر بيه!
لترد بحيره...
-طيب وليه؟
زفر بحنق وقال...
-انا ليا اسبابي وانتي لازم يبقي عندك ثقه فيا!

عادت سلوى على امل ان تكون اعطتهم وقتا كافيا للحديث وسعدت اكثر عندما احست بلاطفه الجو وهدوء ملامح ابنتها...
جلست معهم على الطاوله وقالت...
-كل يا مصطفى، الاكل وحش ولا ايه؟
-لا حلو اوي تسلم ايدك، انا باكل اهوه!
هز رأسها برضا واستكملت طعامها...
نظر مصطفى إلى سمر واشار لها بالمعلقه على فمه يخبرها بان تأكل...

ابتسمت سمر رغما عنها فبادلها ابتسامه خففت من حده ملامحه و اخذ الجميع يستكمل طعامه، حتى انه ساعدهم في اعاده الاطباق إلى المطبخ، ولكنه استوقف سلوى من الانشغال في المطبخ وطلب منها التحدث بشئ هام...
-خير يابني في حاجه؟
-خير متقلقيش، انا بس كنت عايز اقولك تجهزوا عشان من بكره تيجوا تسكنوا عندنا زي ما اتفقنا، انا قلت لابويا و ظبطنا الدنيا!
شعرت سلوى بقليل من الحرج لتقول...
-مش عايزة اتقل عليكم يابني!

ليرد بنبرة قطعيه...
-لااا مفيش الكلام ده ؛ اصلا ده عشان راحتي، كده هبقي مطمن اكتر...
-ماشي اصلا كل حاجه هنا بتاعت ام عزت كتر خيرها احنا مش معانا غير هدومنا!
اول تفكير جاء في عقله ان يخبرها بترك ملابس سمر التي تزعجه لانها ترسمها كتحفه فنيه تجذب عيون كل الناس!
تنحنح وهو يردف...
-ماشي الشقه جاهزة من كل حاجه مفيش مشكله واي حاجه هتحتاجوها انا موجود!
سلوى بشبح ابتسامه...
-والله يا مصطفى مش عارفه اشكرك ازاي!

ابتسم لها وقال...
-وافقي بس وتعالوا ويبقي وصلني!
ضحكت سلوى و رمي السلام عليهم قبل ان يهم بالمغادرة..
وقفت سمر على الباب تراقب نزوله حتى استدار لها غامزا فخجلت وابتسمت على مراوغاته التي صارت تنتظرها بفارغ الصبر!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة