قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل السابع عشر

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل السابع عشر

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل السابع عشر

في بيت العرابي...
ندى بغيظ: لا يا غادة انسي يا ماما عايزة تسألي، اسأليها انتي، انتي عايزة تجيبيلي مصيبه!
تأففت غادة لتردف...
-مصيبه ليه بس يا نودي يا حبيبتي...
ندى بابتسامه صفراء...
-لا ابدا عشان بلال لو عرف بس ممكن يقتلني!
مطت غادة شفتيها لتقول بعيون واسعه مدعيه البراءه...
-يعني بلال اغلي مني يا نودي!
ضحكت ندى و كأن ما تفوهت به ما هو الا جنون!
-اكيد طبعا بلال! انتي هبله...

اغتاظت غاده وهي تنكزها بحده في ذراعها...
-بقا كده ؛ طيب ياختي ابقي خلي بلال ينفعك ويقعد يذاكر معاكي عن اذنك...
ضحكت ندى بشده على سذاجتها لتقول...
-يابنتي افهمي بس، دلوقتي هو في حكم جوزي يعني مينفعش اتصل بسمر اسألها عن استاذ مراد ده!
-وفيها ايه يعني، انا مكسوفه اسألها!
-يعني انا اللي متجوزة اروح اسألها عيني عينك عن راجل غريب، اقولها ايه هاااه وهي هتقول عليا ايه!
-اووووف خلاص خلاص انا هسألها!

ربتت ندى على كتفيها كأنها والدتها لتردف بحب...
-ماشي بس متدلقيش اوي كده، احنا منعرفش عنه حاجه!
نظرت لها غاده بنصف عين وقالت...
-شوف مين اللي بيتكلم ؛ ده انتي كنتي هتموتي على بلال...

لترد ندى مدافعه...
-بس انا عارفه بلال كويس وانه بيحبني وهو كمان كان هيموت عليا!
ابتسمت غادة لتردف بمرح...
-ابو شكلك! بحقد عليكي، انا هعنس اصلا كل الرجاله خايفه من مصطفى!
دوت ضحكه ندى...
-هههههههه عشان انتي صغيرة وبيني وبينك مصطفى يخوف بردو!

-اعمل معاه ايه ده عشان يسبني اعيش حياتي...
ردت ندى بثقه...
-على فكره بقا احمدي ربنا، وانتي فاكره اني عشان حبيت بلال و اتجوزتوا يبقي كل الحال كده، لا يا ماما الزمن بتاعنا وحش والرجاله عايزة تتسلي و البنات موقعه المبادئ وماشيه ورا المسلسلات...
ردت غادة بصدق...
-وهو ده اللي مصبرني من ساعه موضوع نوال واللي حصلها مع الواد اللي ضحك عليها ده الله يحرقه ؛ دي طيبه جدا وروحها مفيش بعد كده بس طلعت هبله!

-شفتي بقا، اصلا يابنتي لولا اني عارفه ان بلال ليا مكنتش عبرته...
ضحكت غاده حتى ادمعت وهي تقول...
-على يدددددددددي!
ضحكت ندى معها وهي تهددها بقتلها!
هاتي الفون بقي نكلم سمورة، ردت سمر سريعا بابتسامه...
-الو...
ارردفت غاده مبتسمه...
-الناي الوحشه اللي مش بتسأل!
-هههههههههه انا سيباكي تذاكري والله...
-امممم ايوووة ياختي لكن لو عايزة تعرفي حاجه عن مصطفى تجري تكلميني...
سمر يخجل...
-انا!

-ايوة خشي في عبي خشي، انا فاهمه كويس ياختي، بس على العموم انا اجدع منك وبسأل اهوه...
ضحكت سمر...
-انتي ايه لسانك ده مش طبيعيه! وخدي بالك بقي انا مش مستفاده منك بحاجه و مش عارفه اطلع منك باي معلومه...
-الله وانا مالي يا لمبي هو انتي سألتي اصلا غير مصطفى عامل ايه هو مصطفى هنا وانا مجوبتش؟.
ضحكت سمر لتردف...
-طيب خلاص احكيلي شويه...

ابتسمت غاده وهي تعدل من جلستها وندي بجوارها تضرب كف على كف الم تكن تتصل لتسأل على مراد، كيف انقلب الحديث ليصبح عن مصطفى!
-اممممممم هو ليه عصبي كده مثلا وعلي طول متنرفز!
تنهدت غاده وهي تقول...
-معلش يا توتا هو عصبي بس طيب والله واحسن اخ في الدنيا وعمروا ما كان كده، بس ربنا بقي من ساعه ما ماما اتوفت الله يرحمها وهو بعد عننا كلنا..
اردفت سمر بأسي وحزن...

-اسفه لو بقلب عليكي المواجع! مش لازم نتكلم في الموضوع ده!
اسرعت غاده...
-لا والله عادي مش هتفرق، عايزة تعرفي ايه تاني...
-اممم لو منكن اسأل هو كان مرتبط بيها اوي...

-بصي يا سمر مصطفى طول عمره في حاله ومش بيحب الاختلاط بس كان مع ماما زي ضلها وهي كل حياته بس للاسف الفترة اللي ماما تعبت فيها دي محدش كان يعرف ويشاء القدر انه يتعرف على شله عيال كده بعدته عن البيت وبقي على طول برا البيت، فلما عرفنا بمرض ماما ملحقش يعوض الوقت ده اللي بعد فيه وكان حاسس بتأنيب ضمير انه سابها وانه لو كان معاها اكيد كان حس بيها و اقنعها تتعالج!
صمتت تمسح دموعها وهي تستكمل...

-وانا الهبله اللي كنت جنبها ليل نهار محستش بحاجه!
يبدو ان الاخوين يلومان انفسهم، نزلت دموع سمر رغما وهي تتصور الم الفراق لتردف بخفوت...
-خلاص يا غاده مش عايزة اعرف حاجه يا حبيبتي، انا اسفه بجد نكدت عليكي...
-احم لا ابدا يا قمر، انا هقفل عشان ورايا مذاكره...
-طيب تمام، مع السلامه...
-سلام...

اغلقت غاده بهدوء زائد فاحتضنتها ندى قبل ان تذهب غاده إلى الحمام تأخد حماما بارا يهدا اعصابها على امل ان تنسي الماضي...

نزلت زينب تبحث عن ندى فمنذ ذلك اليوم بينهم وهي تعاملها بغضب بعد موافقتها و زواجها من بلال رغما عنها، بالرغم من محاولات ندى المستميته لارضاءها...
وجدت غادة وندي عند منال يجهزون للغداء...
فقالت بخبثها الثقيل...
-خلاص منال بقت هي بيت العيله والكل ملموم عندها!
لوت غاده فمها لتقول...
-عادي يا عمتي احنا مجمعين عشان سمر و مامتها جايين!
مصمصت بغيظ لتردف بلامبالاه...
-هما كل شويه هيجوا...
لترد غاده بحزم...

-عيب يا عمتي كده وبعدين مصطفى حساس اوي من نحيه سمر ولو سمعك مش هيحصل طيب...
لتجيب زينب بغضب...
-والله عال يا بت انتي اللي هتعلميني العيب!
نظرت غاده بقله صبر إلى ندى لتقول بهدوء
-لا مش قصدي يا عمتي، انا بس بقولك اللي هيحصل، ده غير ان بابا اداهم الشقه اللي فوق يقعدوا فيها لحد ما والدها يرجع!
-نعم! يا ماشاء الله يا ماشاء الله ؛ ابوكي قال كده، لا دي كده زادت عن حدها...
لترد ندى...

-وفيها ايه يا ماما مش مرااته وخايف عليها!.
رمقتهم بنظرات غاضبه لتردف بغيظ...
-بقولكم ايه انا ضغطي عالي مش نقصاكم انا غايرة في داهيه في شقتي...
زفرت غاده بحنق بعد ان ذهبت عمتها لتنظر برعب إلى ندى...
-ايه ده يا ندى امك دي!
تنهدت ندى باسي وهي تقول...
-معلش ياندي هي ماما بقالها فترة متغيرة معرفش جرالها ايه!

دلف بلال إلى شقتهم لترتسم ابتسامته من اول وجهه إلى اخره عند رؤيه ندى، تقدم نحوهم دون ان يبعد انظاره عنها، فتنحنحت غاده بحرج مما يحدث و انسجام الاثنان معا كأنهم في عالم وحدهم وذهبت إلى المطبخ تساعد منال...
-احم طيب انا هشوف لو هساعد طنط وجايه على طول...
ليشير لها بلال بالذهاب، و ما ان اختفت حتى امسك ندى و دلف إلى غرفته وسط مقاوماتها...
ندى بذعر: بلال! خالي جوا ما تستهبلش!

ليقربها إلى احضانه رغما عنها ويقول...
-واحده تقول لجوزها اللي مشفهاش من امبارح متستهبلش!
كادت ان تبتسم ولكنها قالت بحزم...
-ايوة الوحدات اللي انا زيهم و سييني بقا احسنلك...
ضحك بلال وهو يكبلها في احضانه...
-لا ده انا ابهدلك بقا!
نظرت له بحاجب مرفوع لتقول بغرور...
-انا محدش يقدر يبهدلني يا بابا انا لحمي مر...
لينظر لها بجموح و مكر ويردف...
-امممم اجرب و بعدين اقول رأيي...
نظرت له بعدم فهم لتقول...

-تجرب ايه؟! واوعي بقا كتمت نفسي!
-ايوة ايوة الله يرحمه! هو انتو كده يا ستات اول ما تتملكوا الواحد منا وتضمنوا في ايدكم تهملوا وتسيبوه يتمرمط وراكم...
ضحكت قليلا على اقواله و قالت مدافعه بابتسامه عريضه...
-على فكرة انا ممرمطالك من زمان!
رفع حاجبه بذهول ليردف بتحدي مرح...

-يابت اللظينه، طيب حقي بقا اللي هعمله فيكي...
-حق...
قطع جملتها بشفتيه التي وقعت على ثغرها المزين بأحمر الشفاه كرزي اللون الذي اهده لها، حاولت ندى التملص منه ولكن دون جدوي فقد امسك بها كالعنكبوت في شباكه يروي شوقه من تلك الشفتان و صاحبتهم العاتية، ايدي مرتجفه وضعتهم على صدره لتستشعر نبضاته المضطربه تماما كنبضاتها...
دق الباب فجأخ فدفعته بكل قوتها بخوف، باغتته تلك الدفعه ليرتطم بالخزانه خلفه...

نظر لها باعين متسعه توازي عيناها ولكن لاسباب مختلفه، لتدلف غاده وهي تحذر بخفوت...
-انا داخله...
وقع نظرها على بلال الملتصق بالخزانه ثم ندى بوجهها الاحمر على الجهه الاخري، فعضت على شفتها السفليه حتى لا تضحك واحمرت وجنتها هي الاخري لتردف بخجل وضحك...
-عمي في المطبخ و طالع يقعد في الصاله وهينفخكم لو لقاكم طالعين من نفس الاوضه...
قبل ان تنهي جملتها كانت ندى امامها تجذبها إلى الخارج مغلقه الباب خلفها...

نظر بلال إلى المكان التي كانت به بذهول ثم وضع يده على رأسه غير مصدق تلك القوة الصادرة من تلك الصغيرة مصطنعه الرقه!

وضع مصطفى حقيبتي سلوى و سمر امام شقه منال المرحبه بهم بشده...
منال بحب و ترحاب...
-يا الف اهلا وسهلااا والله والله البيت نور يا ام سمر يا حبيبتي! ادخلي يا مرات الغالي...

ابتسمت لها سمر بخجل و دلفت مع والدتها فنكزها مصطفى في جانبها من الخلف باصبعه، شهقت بخفه ونظرت له بتحذير، بينما نظر هو إلى الامام ببراءه!

منال بسعاده: انا عملالكم غدا هتاكلوا صوابعكم وراها...
توقف مصطفى ليمسك بالحقيبتين واردف..
-ارتاحوا انتوا وانا هطلع الشنط..
اندفعت سمر لا استني انا هشيل واحده!
نظر له بتعجب وقال...
-ليه!
-عشان الشنطه بتاعتي تقيله اوووي فاكيد الاتنين هيتعبوك...
رفع حاجبه بابتسامه صغيرة على براءتها ولكنه لم يرغب في ان ينبهها بانه كالتنين بالنسبه لها!..
قال بابتسامه غير بريئه اطلاقا...
-و ماله تعالي شيلي دي...

و بالطبع تطوعت غاده بالصعود معهم على مضض منه...
غاده فبابتسامه: انا فرحانه اوي اني هقدر اشوفك طول الوقت!
بادلتها سمر الابتسامه وقالت وهي تنهج بخفه من حمل الحقيبه...
-والله وانا اكتر...
اراد مصطفى الضحك فقد صعدت 5 درجات فقط ولكنه توقف أعلى الدرج ومد يده الاخري حين وصلت لاخذ الحقيبه من يدها وسط استغرابها...
-ايه، انا هشيلها!
-لا كفايه انتي على رجليكي الصغيرة دي وانا هشيل الشنط...
-طيب انزل انا!

رد بسرعه احرجته قليلا...
-لااااااا، احم اقصد لا هفرجك على الشقه بالمرة...
نظرت له غاده بصدمه غير مصدقه لهفه اخيها قليل الكلام و المنطوي دائما!
تكلمت سمر بخجل مع غاده حتى تغطي على ما صدر منه...
-احم وانتي عامله ايه ياا غادة، بتذكري؟!
-اه بس الرياضيات تعباني جداااا...
-اممم انا كمان كنت بكرها لحد ما مراد بدأ يذاكرها ليا وتخيلي دخلت تجارة!
رفرف قلب غاده عند سماع اسم مراد وقالت محاوله اخفاء لمعان عينييها...

-بجد واضح انه شاطر جدا، ده انا بذاكر وباخد درس وبرضوا بلح!
ردت سمر بابتسامه وامل في المساعده...
-ايوة بجد ولو تحبي انا ممكن اخلي يجي يساعدك لما يزورنا!
زفر مصطفى بحنق ليردف...
-مفيش داعي يا سمر هي هتذاكر...
نظرت غادة بطرف عينيها بحزن طفولي وغضب، فاشارت لها سمر بعينيها بانها ستتصرف فقالت...
-عادي والله هو كده كده بيجي على طول يزورنا!

لم تكن تعلم ان كلامها يزيده غضبا، وصل إلى الشقه واخرج المفتاح وقال وهو يجز على اسنانه...
-بدل الرغي الكتير والشكوي انزلي ذاكري يا غاده متبرريش فشلك!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة