قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثامن عشر

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثامن عشر

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثامن عشر

نظرت له بحنق وغضب محتد...
-لا انا عايزة اقعد مع سمر...
رمقها نظرة مهدده واشار إلى الدرج بعينيه معلنا عن نهايه الحوار!
زفرت غاده وهي تدبدب في الارض ونزلت إلى اسفل...
اتسعت عين سمر عندما وقع في رأسها وجودها بمفردها معه، فتح الباب واشار لها بالدخول...
تنحنحت بقلق لتقول...
-مفيش داعي هنزل معاهت...
حاولت النزول فرفع ذراعه امامها ليقول باصرار...

-استني افرجك الشقه الاول وبعدين انا دراعي وقف من الشنط دي دخلي واحده وانا واحده!
نظرت له بشك ثم توجهت إلى الحقيبه بجواره وهي تقول...
-طيب هبص بسرعه و ننزل عشان ماما هتزعقلي لو اتأخرت!
حاول السيطر على ابتسامته المهدده بالظهور وقال ببراءه مصطنعه...
-طبعااا وماله!
دخلت بخجل وهي تحمل الحقيبه ووضعتها على اول الردهه، اغلق مصطفى الباب خلفه فاستدارت بشده جعلت فستانها يلتف حول ساقها قليلا وقالت بخضه...

-انت بتقفل الباب ليه!
اقترب منها مصطفى بابتسامه الذئب وعيون جامحه ليقول...
-عادي وبعدين انتي خايفه ليه؟ انا جوزك يعني!
ابتعدت قليلا إلى الخلف وقالت بوجه احمر...
-الشقه حلوة ممكن ننزل بقا...
اخذ يقترب منها وهي تبتعد في سباق يسر اعين الناظرين...
ليقول بصوت يشوبه المرح وشعور اعتادت هي عليه منه...
-الله انتي بتبعدي ليه، ماتثبتي!..
رفعت اصبعها بتحذير وزمت شفتيها بغضب يشوبه الخوف والتوتر...

-بقولك ايه انت فاكرني عبيطه عش، ااااااه
اصطدمت بالطاوله وهي تهرب إلى الخلف و كادت تقع على ظهرها ولكنه كان اسرع ومد ذراعه ليمسك بفستانها من عند البطن ليجذبها اليه بقوة منعتها من السقوط...
احاطها بذراعه الحديديه ليقول بنبرة سخريه في مواجهه عيونها المتسعه الغير مستوعبه لما حدث للتو...
-لا معقول افكرك عبيطه ودي تيجي!

فتحت ثغرها على اخره باحتجاج وقالت وهي تشعر بالاحراج..
-انت اللي كنت هتوقعني...
ضحك وهو يرفع حاجبه متعجب من اتهامها فقربها اكثر وهو يدافع عن نفسه...
-هو انا كلمتك!
-ايوة انت بتوترني و بتخليني مش شايفه قدامي...
ابتسم بمشاكسه وهو يقرب وجهه منها ليقول بخفوت وجوع واضح في عينيه...
-فعلا وايه كمان!
احمر وجهها اكثر فتلعثمت بتوتر وخجل...
-هو اا ايه اللي و ايه كمان انا بحكيلك حدوته؟!

حاول امساك نظراتها المتهربه منه ليقول بذهول...
-انتي لمضه ازاي كده، لازم اعرف سر خوفك وشجاعتك في نفس الوقت...
حاولت التحدث بشجاعه..
-خوووف ايه انا مش خايفه...
لتتسع ابتسامته بحب ليردف بخفوت و مكر...
-يعني لسانك مبرد! و قلبك تحت ايدي بيخبط في ضهرك من الرعب و ايدك مسكاني من كتافي عشان متترعش يبقي اسمه ايه غير خايفه مني!.
تركت قميصه من بين اصابعها لتدفعه لكن بلا جدوي فهو كالجدار لا يتزحزح، وقالت بعناد...

-انا مش خايفه منك!
لمعت عيناه ليقول بشوق و صدق...
-كويس يبقي حاجه تانيه و الحمدلله اتأكدت منها!
لم يعطها فرصه للتفكير و لثمها في قبله عنيقه هدمت مقاوماتها ليتبعها بقبلات رقيقه وخفيفه تخالف ما يدور بداخله من اعاصير تهتف للفتك بها، حارب غريزته في امتلاكها في هذا الوقت والحين!

شعور مناقض بداخله، كيفما يحدث معه منذ ان وقع نظره عليها للمرة الاولي ذلك الشعور بامتلاكها وابقائها لنفسه والشعوربالغضب و رغبته في معاقبتها!

رفعها عن الارض قليلا وباتت معلقه بين ذراعيه، قلوب تدق بتناغم وانفاس متقطعه وعيون ثقيله خارجه عن العمل تاركه للقلب حق تقرير مصير احساسهم ببعضهم، ليدوقوا عذاب اشتياق محب يتوق لانتهاء المطاف!..

ابتعدا قليلا لالتقاط انفاسهم والتقت عينيهم فشعرت برجفه تسيطر على جسدها وارعبتها عمق نظراته وشعرت باشتياقه...
لم تستطع تحمل المشاعر الجارفه نحوها فاخفت رأسها في صدره ببراءه اذهلته و كادت تمزق قلبه ؛ لتزيد من ذهوله عندما همست بخفوت...
-انا خايفه!
فهم مقصدها واخذ نفس عميق قبل تربيته على ظهرها برقه لاتخيب في اذهالها ثم ابعدها عنه قليلا واتجه ببطئ نحو الباب ليفتحه معلنا عفوه عنها فقط للان!

نظرت إلى حذائه بخجل لا تستطيع رفع انظارها اليه وما ان تخطته بدقات مسموعه في اذنها حتى امسك يدها ليوقفها، ادارت رأسها متسائلة فرفع يدها برقه يطبع قبله خفيفه عليها، هربت ابتسامه خفيفه منها قبل ان تجذبها وتركض سريعا إلى اسفل، وفي منتصف الطريق وجدت غادة تجلس أعلى الدرج امام شقه منال...
فقالت بتوتر وهي تضع خصله من شعرها الحريري الذي اخرجه مصطفى من ذيل حصانها اثناء عنفوانه إلى خلف اذنها...

-احم انتي قاعده ليه كده!
وقفت غاده مسرعه لتقول بحرج...
-خوفت انزل يسألوا عليكي قلت استناكي...
خجلت سمر ولكنها بعثت لها ابتسامه امتنان وشعرت بقلبها يضخ مزيد من الحب نحو تلك الصغيره شقيقه زوجها المجنون!

دخلت الفتاتان وتبعهم مصطفى بعد فترة، وصل والد مصطفى فالقي السلام على الجميع وجلس يتحدث مع سمر قليلا فاعجب بتفكيرها و هدوئها، ونظر نظرة ذات مغزي لمصطفي...
نزلت زينب بعد فترة تصطنع الابتسام وداخلها يغلي حقدا على تلك الفتاه الدخيله التي ستحوي البيت بما فيه قريبا جدا!
زينب بملل: اهلا بيكم، نورتوا!
ابتسمت سلوى وقالت بأدب...
-اهلا بيكي، ده نورك يا ام ندى!

هزت رأسها وجلست بمنقارها المدبب تراقب تصرفات الجميع وخاصه نظرات مصطفى لسمر وتجاهل الاخيرة له بعنايه مريبه للشك!
فقررت مباغته سمر بأسئلتها الثقيله..
-وبتعرفي تطبخي بقا يا عروسه؟ اصل مصطفى صعب اوي ومش اي اكل يعجبه...
خجلت سمر فهي لم تتعلم من الطهي سوي اساسيات...
-الصراحه مش اوي بس انا عارفه حاجات من وانا بساعد ماما!
اصطنعت الذهول لتقول...
-معقوله ده انتي في كليه، شكلك مدلعه وهتتعبينا هههههههه...

لم تدخل ضحكتها الصفراء على الجميع وخاصا مصطفى الذي رمقها بتحذير مستتر قبل ان يجيب...
-مفيش مشكله ياسمر اي حاجه هتعمليها هاكل منها واقول الحمدلله!
سعادة غمرت داخلها على رده بعد ان كادت تموت حرجا من عمته الخبيثه...
لتردف زينب بابتسامه كاذبه..
-والله شاطرة يا سمر عرفتي تكلي بعقله حلاوة...
كادت ان ترد سلوى المغتاظة من هجومها على ابنتها ولكن منال سبقتها...

-اومال ايه كفايه ادبها وجمالها هو في حلو من غير شقا لازم يغرم شويه ههههههه...
...
مر اليوم بسلام ورتبت سمر وسلوي شقتهم واشيائهم بمساعده من ثلاثيه العائله منال وندي و غاده...
وانتهي باتصال مصطفى بسمر التي امتنعت عن الرد عليه تاركه اياه في نار و غضب من تصرفها المتكبر...
ليقول في نفسه: غبي خوفتها منك بس بردو هوريكي ياسمر مش انا اللي يتعمل معايا كده حتى لو بحبك!

ظلت سمر مستيقظه طوال الليل فكلما اغلقت جفنيها رأت احلاما تجمعها بذلك المتوحش المقتحم مشاعرها بلا رحمه، فهي متأكده الان انها تحبه وتتعجب من سرعه وقوعها في غرامه واكثر ما يؤرقها هو سهوله استسلامها اليه حتى وان كان زوجها!..
اما في اليوم التالي فقد عمد مصطفى إلى تجاهلها عقابا لها على عذابه ليله امس!

كحال اي انثي انزعجت سمر من اهماله وارادت ان ترفض دعوة منال اليهم تناول الغداء معا بحجه انها عادة بيت عائلتهم، لكنها اصرت بشده...
اجتمعت العائله ماعدا زينب التي اصطنعت المرض والرغبه في النوم غير قادرة على تحمل سمر و سلوى!
لم يخلو الغدا من مرح بلال ومشاكساته مع ندى ودخول غاده، حتى ان مصطفى قد مازح غادة مره!
بلال بضحك: لا مش مصدق بردو انك هتنجحي...
تركت ندى معلقتها بغيظ والتفتت إلى منال...
-شايفه يا طنط!

حكت منال وهي توبخ بلال...
-بس يا بلال ملكش دعوة بيها...
-الله مش بطمن على مستقبل مراتي!
لترد غاده مدافعه عن قربيبتها الغاليه...
-لا اطمن يا خفيف واطمن اوي احنا زي الفل!
جاء الرد من مصطفى هذه المرة ليشاكسها...
-فعلا بامارة عقدة الحساب صح!
مطت غاده شفتيها وقالت بحنق...
-عادي سمر كانت كده لحد ما مراد ذاكرها مش زيك عمرك ما ذاكرتلي...

ضحك بلال بينما رمق مصطفى سمر بنظرة غيظ مكبوت وهو يراها تتجاهله و تتصنع تناول الطعام في هدوء اغضبه...
ترك الطعم بعد ان فقد شهيته وقضب حاجبيه بعناد واستأذن بالذهاب تاركا سمر على حافه البكاء من لا مبالاته، فكأي امرأه من حقها الانزعاج و واجبه هو مصالحاتها، الا يشعر بشي نحوها كل هذا انجذاب جسدي بحت!

صعد إلى السطح عله يهدئ من غضبه العارم على تلك الحمقاء، حتى انها لم تخبره بما ضايقها بل توجهت إلى التجاهل و كأنه لاشئ!..
صعد بلال والفتيات إلى أعلى بعد مده لموافاته...
بلال: مسا مساااا، الناس اللي نسيت ان معاها حد عايش حواليها..
رمقه مصطفى بتحذير وهو يطل من السور لمشاهده الطريق ثم رمق سمر الجالسه على احدي المربوعات بجوار غاده التي تثرثر بلا توقف...

حرك كتفيه كعلامه قله حيله وامسك يد ندى يجذبها بعيدا عنهم قليلا...
بلال بحب: وحشتيني يا بت...
ابتسمت ندى بغرور لتردف...
-عارفه...
لكزها في ذراعها وبعث لها نظرة مهدده...
ضحكت وهي تردف بحنان...
-وانت كمان وحشتني بس بطل كلمه بت دي بتضايقني...
ابتسم لها بلال ليقول باصرار...
-بس انا بحبها بقا وطول عمري متعود اقولهالك!
قالت ندى بحنق...
-ده كان زمان خلاص دلوقت انا واحده متجوزة وليه احترامي!

كاد بلال ان يقع ارضا من شده الضحك على جديتها ليردف...
-ياواد يا متجوز انت، بس خدي بالك خليكي فاكرة اللي بتقولي ده كويس!
نظرت له بنصف عين لتقول بابتسامه...
-مش مطمنه ليك!
ليبادلها بابتسامه اكثر مكرا ليردف بحب...
-احلي حاجه فيكي انك فهماني صح وبردو بحبك يا بت!
نظرت بسعاده إلى عيناه لتقول بحب جارف...
-وانا كمان بحبك ربنا يخليك ليا و مايحرمنيش من ضحكتك دي ابدا!

لمس يدها يرفعها إلى فمه يقبلها بحب ويربت عليها بين يديه، ليغمرهم شعور بالدفئ حصري لهم غير عابئين بسمر و مصطفى المتقاتلان سرا ببرودهم!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة