قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل التاسع عشر

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل التاسع عشر

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل التاسع عشر

بعد مرور اسبوع وقفت سمر تضع اذنها خلف الباب تحاول سماع صوت اقدامه فقد اعتادت طوال ذلك الاسبوع تتبع وصوله و ذهابه وصوت خطواته المميزة اصبحت محفوره في ذهنها...
ما ان وصلت إلى مسامعها حتى اخذت نفس عميق و مررت اصابعها بين شعرها لتبدو اكثر جاذبيه، فتحت الباب وهو امامه مباشرا، نظر لها مصطفى وشعر بقلبه يقفز من مكانه فمهما حاول تجاهلها يبقي شوقه لها متغلغل في اعماقه!

نظرت له سمر بحب دفين تتأمل ملامحه القاسيه وعينيه السابحة في بحر من العسل الصافي متزينه ببريق مشاعره...
وجدت نفسها تتفحصه من اخمص رأسه إلى اصبع قدمه مرورا بساقيه الضخمتان و خصره المنحوت بطريقه تلفت الانتباه وصولا إلى صدره الذي لا بدايه او نهايه له...

لكنها لم تنتبه إلى قبضتيه المتحجرتان بجواره وهو يراها تتفحصه باشتياق ما ان اتم تفحصها هو ذاته مانعا نفسه من اختطافها من غباءها لينهل منها ما يتمناه و يتوق اليه، اااه كم يرغب في ضمها إلى صدره لتختفي بين ضلوعه تلك الحمقاء العنيده!
ربما مرت دقائققليله او كثيرة ليست متأكده اخيرا استجمعت شجاعتها وهي تتصطنع اللامبالاة...

الا انه ما ان شاهد تغير ملامحها حتى اشتعل غضبه واستدار ليصعد إلى مخبأه بعيدا عن الجميع بما فيهم حبيبته!
رفعت يدها سريعا صائحه..
-مصطفى!
تسمر مكانه واغمض عينه متشربا نغمات صوتها ثم التفت لها ورفع حاجبه ليردف...
-نعم!
اغتاظت من رزانته فقالت على امل ايقاظه من فترة تجاهله...
عجيبة هي حواء تبدأ الامر وتغضب ان رد لها...
-احم ماما بعتالك ده!
كيف غفل عن الطبق في يدها!
نظر للطبق الملفوف ثم لها واردف بهدوء!
-ايه ده؟

نظرت له وهي تردف...
-ماما عملت كيك و طلبت مني اديك منه...
هز رأسه ومد يده متعمدا لمس يدها التي ارتجفت من شده توترها وحنينها!
-ادخلي انتي عشان في ناس هتطلعلي!
ارادت صفعه اهذا ما يقوله لها بعد كل ذلك التجاهل!
عقدت ذراعهيها وسألت بغرور...
-ناس مين دول؟
رفع حاجبه على فضولها ليقول بهدوء يخالف السعاده التي تعتريه من رغبتها في التدخل بحياته..
-واحد صاحبي!

-مين يعني؟
عقد ذراعيه مثلها ليقول..
-واحد صاحبي ماتعرفوش!
لترد بعناد...
-قول مين عشان اعرف بعد كده...
ضيق عينيه بتحذير وهو يقول..
-مش عايزك تعرفي اصلا، وبعدين ايه سر الاهتمام ده كان فين من الايام إلى فاتت!
شعرت بخجل حاولت اخفاءة بغضب مصطنع وعدم فهم..
-خلاص خلاص مش عايزة اعرف حاجه...

تركته يغلي واغلقت الباب بعد دخول شقتهم و بسرعه التصقت بالباب لتراه من العين السحرية يشتعل من الغضب ويكاد يكسر الطبق بين اصابعه...
وضعت طرف اصبعها في فمها بتوتر، هل زادت في افعالها...
صعد مصطفى سريعا حتى لا يكسر الباب فوق رأسها ويصفعها حتى تستعيد صوابها!

دلفت سمر إلى غرفتها وهي تستشيط غضبا منه، ظلت تدور حول نفسها ما يقرب من ساعه حتى سمعت باب بيتهم يدق توجهت لتفتح فوجدت ندى مبتسمه ومعها صينيه من الشاي و الحلويات...
ابتسمت لها سمر وقالت...
-اتفضلي يا ندوش تعالي...
ردت ندى بسرعه: لا معلش وقت تاني عشان مستعجله معلش هرخم عليكي وعايزة صنيه نضيفه...
هزت سمر رأسها وقالت على الفور...
-طبعا طبعا تعالي طيب المطبخ...
دلفت ندى ورائها وهي تثرثر...

-معلش اصلي دلقت نص الشاي وانا طالعه وماما تحت ونسيت اجيب المفتاح فقلت لو نزلت هدلق الشاي كله فاخبط عليكي ابرك...
ضحكت سمر وقالت بمرح...
-احنا مش عايزين مستر بلال يزعل مننا على الشاي...
مصمصت ندى وقالت بقرف...
-مستر بلال ياختي هينفخني اصلا بس اعمل ايه، امي اصرت اني اطلع الشاي لمصطفي وصحابه وبلال لسه مجاش، قلت الحق بسرعه وانزل قبل مايشوفني...
لمعت عين سمر فجأه لتقول باهتمام...

-ايه ده هو ممكن يحصل مشكله بينم وبين بلال عشان كده!
-اه ياختي، اصل هو محذرني من الموضوع ده بس مقدرش اقول للناس اللي تحت دول لا!
ابتسمت بانتصار لتقول...
-ياحرام، بصي هاتي الصينيه وانا هطلعها، مصطفى مش بيزعل لما بطلع..
نظرت لها ندى بابتسامه ولكنها سألت بخوف...
-انتي متأكده انه مش بيزعل؟
ردت سمر بمنتهي البراءه...
-اه متخافيش هاتي بس وروحي انتي قبل بلال ما يجي...

فرحت ندى كثيرا وخرجت واعطتها الصينيه بالخارج بعد ان اعادوا رص محتوياتها...
وقفت سمر تبتسم بقلق لندي وهي تتجه إلى اسفل فالتفتت إلى الدرج وصعدت إلى وكر زوجها، وقفت امام الباب تأخذ نفس عميق واصواتهم تأتيها من الداخل...
نظرت إلى بنطالها الجينز و التي شيرت بنصف كم وتأكدت انه سيأكلها حيه ان نجحت بالفعل في اغضابه...
سمر لنفسها: ولا هيعبرك اصلا، مش هو بيتجاهلني يشرب بقا!

ضيق مصطفى عينيه بهدوء يستمع إلى المعلومات الخطيرة التي جمعها احدي رجاله...
فتحي: واتأكدت ان الحته دي من ناس كبيرة اوي الغلطه معاها بتطير رقاب وهو اللي وقع نفسه فيهم!
هز رأسه بتفكير ليردف...
-يعني هو بكده محتاج فلوس او الحته دي مش كده!
رد فتحي يؤكد كلامه...
-ايوة طبعا الناس دي معندهاش غالي ولا يا امي ارحميني! سعد الرواي ولا غيره المهم محدش يعلم عليها...

بدأ يفرك ذقنه وهو يخطط في عقله ويحاول وضع نفسه مكان ذلك الخائن...
-واللي خد الحته عايز يتصرف فيها ولا خايف؟!
-والله الواد غلبان مالوش في السكك الصعبة دي هو اخره يثبت عربيه يسحب موبيل مش يتصرف في حته اثار، ده من كتر الخوف ولما سمع انها كانت لناس كبيرة وضاعت مش عايز يتصرف فيها وفكر يكسرها...
ليجيب مصطفى سريعا...

-لا هتنفعنا، انت شايف ايه يافتحي تقدر تاخدها منه بالفلوس اللي يعوزها وأكدله ان اسمه مش هيتقال اساسا...
دعك فتحي رقبته بتوتر ليقول...
-والله هو ممكن يخاف، بس لو عطيناه مبلغ محترم معتقدش يرفض...
سحب مصطفى سيجارة مع انه يكرها الا انه يلجأ لها وقت توتره وحيرته واشعلها وهو يحاوطها بكفه من الهواء ثم حدق به بحاجب مرفوع وهو ينفخ الدخان من انفه بشكل يعطيه رونق اكثر رعبا وقال بنبرة ناهيه بها امر غير مباشر...

-انا عارف انك هتقدر وان الحته دي هتبقي بتاعتي في خلال اسبوع، ماشي!
سمع الباب يفتح فادار رأسه ليري جنيته الصغيرة بكامل جمالها السار للأعين شعر بالسيجارة تسحق بين اسنانه فاعاد رأسه سريعا إلى فتحي المحدق بها بانبهار ليهدر بعنف وهو يعيد وجهه ناحيته بغضب ويمسك ياقه قميصه...
-اياك تبص على حد من اهل بيتي تاني واتعلم تبص في الارض في وجودهم، يلا من هنا!

ابتلع فتحي ريقه بصعوبه بالغه و قد ظهرت قطرات من العرق على جبينه من الخوف وهز رأسه بالموافقه قبل ان يردف..
-انا اسف مكنتش اقصد...
وقفت سمر مكانها بصدمه واعين متسعه وهي تري مشهد تعنيف مصطفى لصديقه على حد قوله!
وقف مصطفى في كامل هيئته وقد زاده غضبه ضخامه، صعقت من سواد عينيه المريب وهو يقترب منها، فتوقفت انفاسها رعبا وهو يبدو كالدب الغاضب...
هل تمادت قليلا! اممم ربما كثيرا!

لمحت صديقه يهرول إلى الباب هاربا من بينهم، ارتجفت يداها بالاكواب، وشحب وجهها عندما امسك ما بيدها ليضعه باهمال بجوارهم قبل ان يمسكها من ملابسها، ويجرها إلى داخل موطنه..

اسرعت تتحدث بخوف وهي تحاول تثبيت اقدامها في الارض..
-مصطفى خلاص بليز انا اسفه!
لم يستمع لها وهو يغلق الباب خلفهم، مستمر في جرها بلا اي جهد مانعا نفسه من ملامسه جسدها فهو متأكد انه في غضبه سيسحق تلك العظام الرقيقه بين اصابعه...
امسك مقدمه كنزتها يرفعها حتى وقفت على اطراف اصابعها وهي تتثبت بذراعه القوية، لتشهق بخضه
-انا اسفه يخربيتك!
زفر بقله صبر واخذ يتنفس من انفه يرجو الهدوء ان يأتيه...

فتسارعت دقات قلبها بشده وهي تراه يقاوم ما بداخله من غضب، اخذت عيونها تأتي و تذهب حولهم بحثا عن منجد...

اردف بصوت هادئ لا ينذر بالخير...
-ممكن افهم دماغك، ممكن تفهميني فعلا انتي بتعملي ايه وعايزة ايه، ليه مصرة تجننيني...
لتقول بغضب...
-سيبني وانا هقولك ليه!
دفعها لتسقط على المقعد خلفها، ارادت الوقوف بغيظ...
-ايه قله الذوق دي...
وضع يده على فمها وقال بتحذير...
-كلمه تانيه وهخليكي تندمي انك جيتي الدنيا دي من الاساس...
دفعت يده من على وجهها، لتقول بصوت عالي...

-انا خلاص ندمت بسببك فعلا، انت بتتعصب عليا ليه هاه انا عملت ايه غلط؟
صاح بها يغضب...
-انا مش قلتلك على السلم تحت ادخلي معايا ناس، لكن لا انتي طالعه برجلك وبالزفت لبسك ده!
لتصيح بقله صبر...
-انا حرة يا اخي لبسي وانا حره فيه...
ضرب بقبضته المقعد أعلى رأسها لتغمض عينيها برعب سيطر عليها وارتجفت من صدي صوته وهو يقول...

-مفيش حرة واضح اني كنت طيب معاكي ويكون في علمك انا هنزل احرق كل هدومك دلوقتي و هتتحجبي ايه رأيك كمان...
زرفت دموعها وهي تعترض ببكاء..
-ملكش حق اصلا...
امسكها هذه المره من شعرها المنسدل على جانبي وجهها بغيظ ليشد عليه قليلا إلى اسفل يمنعها من الاختفاء عن عيونه و جبال صبره تتفتت..

-انتي مراتي، فاهمه يعني ايه مراتي، يعني كل حاجه فيكي بتنعكس عليا يعني لازم تتحملي المسؤوليه وتسمعي الكلام برضاكي او غصب عنك هتسمعي الكلام!
-مش عايزة ابقي مراتك!

نطقت جملتها بخفوت وصت متقطع من بكاءها ولكنه لم يرأف بحالها هذه المرة معلنا عن انفجاره، مال عليها يقبل رقبتها بعنف شديد المها وهي تبكي، حاولت دفعه بضعف لكنه لم يتزحزح ولم يتركها حتى افرغ كامل شحنته على رقبتها المسكينه التي تلونت بالاحمر القاتم الذي سيتحول إلى ازرق خفيف بعد ساعات...

حاولت صفعه ولكنه امسك ذراعها وبدأ يقبل كل شبر يظهر من ذراعها وملابسها لتصبح قبلاته كالوشم على بشرتها البيضاء الحساسة...
لم يأبه لتوسلاتها او تأوهاتها الغاضبه والباكيه بل انه ترك ذراعها لينتقل إلى الاخر..
ارادت الهروب والوقوف لكن دون جدوي...
ابعد رأسه ينظر إلى لوحته الفنيه على جسدها الظاهر برضا ليردف بعناد و قسوة...

-البسي اللي انتي عايزاه ومتنسيش تقوللهم العلامات اللي في جسمك دي من مين ولو ان محدش هيسأل لانهم عارف انك ملكي انا...
نظرت له بعيون باكيه غاضبه وهي تعض على لسانها تود فقط لو يتركها في حال سبيلها بعيدا عن همجيته ووحشيته...
نظر لها بغضب يوازي غضبها وعنادها بالرغم من تمزقه لدموعها، الا ان عقابها كان يجب تنفيذه حتى تفيق إلى نفسها وتعلم مع من تعاند...

جذبها من ذراعها و توجه إلى خزانه صغيرة فاخرج كنزة قطنيه خفيفه طويله الاكمام وقدمها اليها في تحدي صامت وكأنه يتحداها ان تتجرأ وترفض...
غلب عليها البكاء ولم تعد تري امامها وهي تحلل كلماته في عقلها...
اخذتها منه بيد مرتعشه و شهقات مكتومه، وارتدتها سريعا تخفي اثار تحديه من على جسدها...

التفتت إلى الباب لتخرج فامسك بملابسها من الخلف مرة اخري قبل ان ياخد يدها برقه ويطبع قبله رقيقه في باطن كفها تعبر عن حبه وألآمها التي تنهش في قلبه...
ود لو يضمها إلى صدره حتى تهدأ ويعتذر على وما بدر منه ولكن ذلك يعني انه مجنون لا يطاق! كما ان ما حدث هو للافضل لتعرف انه عمود تلك العلاقة و انه سيعودها على اطاعته مهما كلفه الامر...
نظرت إلى الارض منتظره ان يتركها لتهرب بعيدا إلى غرفتها...

تركها سامحا لها بالذهاب و الاختفاء عن انظاره وهي تركض بكنزته التي تبدو كفستان قصير عليها تصل حتى ركبتيها...
كم يستهوي ضعفها وضئاله حجمها...
الان يشعر بوحشيته...
تبا له لقد كان عنيف معها بشكل قاسي و غير مسموح به!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة