قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل العشرون

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل العشرون

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل العشرون

استوقف بلال مشهد نزول سمر الباكيه إلى شقتهم وهي تحاول جاهده ان تنجح في وضع المفتاح متغلبه على غشاوة عينيها، لمح احمرار على طول رقبتها فاتسعت عيناه، هل حدث ما يظن انه حدث بالفعل...
لم تلتفت له المسكينه ودلفت سريعا إلى الداخل ثم إلى غرفتها ترتمي على فراشها لتخرج كل دموعها...

صعد مسرعا إلى مصطفى وجدها يلعب ضغط و يتصبب عرقا...
مسح بيده على شعره ليشد على اطرافه قليلا وهو يردف...
-سمر بتعيط وانت شكلك عصبي و شكلك خربتها واتغابيت!
لم يعيره اي انتباه وهو يأخذ شهيق و زفير عنيف يواكب مجهوده...
رن هاتفه توجه اليه بلال يقرأ اسم مراد له...
توقف مصطفى واعتدل سريعا يسحب الهاتف من يده فيقول بهدوء...
-الو يا مراد، تعالي حالا، معلومات جديده...
لم يسأل مراد حتى وقال...

-ربع ساعه و هكون عندك انا قريب منكم...
صعدت ندى و غاده إلى سمر راغبتان في الهروب من الملل...
فتحت لهم سلوى المستيقظه من النوم حديثا و تركتهم يدخلوا لابنتها الموصده بابها من الداخل، فتحت سمر لهم وحيتهم بادب مبالغ...
نظرت الفتاتان إلى بعضهم البعض فدلفا بسرعه مغلقين الباب خلفهم وكانت ندى اول من نطق...
-عمل ايه؟
اصطنعت عدم الفهم وبللت شفتيها ببطئ لتقول...
-مين؟
عقدت غادرة ذراعيها بحزم لتقول...

-اللي انتي لابسه هدومه!
نظرت إلى كنزته بغضب واغلقت الباب بالمفتاح قبل ان تخلعها لتظهر اثار جنونه على طول ذراعيها ورقبتها ومنطقه الترقوة...

وضعت غاده يدعها على فمها برعب بينما اقتربت ندى تتفحص مدي عمق تلك الاثار لتقول بهدوء...
-متقلقيش 3 ايام بالكتير و كل ده هيروح...
صمتت قليلا لتقول...
-بسبب انك طلعتي فوق صح؟
لم تجيب سمر وبدأت في البكاء...
-بتوجعك صح، اكيد اخويا اتجن، ازاي يضربك كده!
جاء صوت غاده من خلف ندى التي قلبت عينها على سذاجتها فتقول بحده...
-اخرسي يا غاده متعصبنيش...

نظرت لها غاده شزرا واقتربت من سمر تحتضنها وتربت على ذراعيها...
-ازاي اتوحش كده، هو طبعه عنيف اه بس انا على طول بشوفه هادي معاكي وبيحبك...
قضبت جبينها بغضب لتقول...
-لا مش بيحبني طبعا وانا كمان مش بطيقه...
ابتسمت ندى قليلا، فقالت..
-لو مش بيحبك، هيعمل ليه كده؟!
-عشان هو متوحش وهمجي ومفتري...

ضحكت ندى فلسعتها سمر بغيظ لتخرسها...
-خلاص خلاص مش هضحك الله...
لتقول غاده وهي تعلن الحرب...
-انتي هتسبيها تعدي كده ممكن افهم ايه اللي حصل؟، وانتي لازم تخدي موقف وترديها ليه!
لتقول ندى بابتسامه صفراء...
-اه اسمعي كلام غاده واعمليلوا زي ما عملك كده!
احمرت وجنت سمر وهي تسرد ما دار بينهم لتقول بحنق...
-لو هتساعدوني انجزوا، مش هتساعدوني اسكوتوا وسيبوني اعيط...
رن جرس الباب فقالت غاده بخفوت..

-البسي اي حاجه بسرعه...
هنا بكت سمر من شده الغيظ وهي تقول...
-معنديش حاجه تنفع خالص!
لترد ندى بضيق...
-شفتي اهو ليه حق يضايق، فيها ايه لو سمعتي الكلام يعني وتريحي هو مش جوزك بردو ومن حقه يحافظ عليكي!
لتلكزها غاده وهي تقول...
-اقعدي انتي يا نحنوحه دلوقتي! انا هنزل بسرعه اجبلها بلوزة او كارديجان بكم...
قاطعتها ندى بسرعه...
-طيب ورقبتها يا ام العريف؟!
-اعمللها ميك اب لحد ما اجي انا هتصرف..

سمعت الفتيات صوت الباب يفتح ويغلق قبل ان يعلن مراد عن وصوله بصوته المغرد في اذن غاده...
غادة بفرحه: اااااه مراد هنا بجدددددد!
لكزتها ندى وهي تغمزها، اما سمر فنظرت لها بابتسامه...
-انتي معجبه بقا!
دق الباب مرة اخري لستمعوا إلى صوت مصطفى الجهوري، وضعت غادة يدها على فمها بخضه...
-يالهوي يالهوي...
اسكتتها ندى بخوف من ان يسمعها...
-انتي عبيطه هشششش، احنا عند سمر عادي!
سمر بضيق..

-انا مش هطلع روحوا انتوا انا هنام شويه...
ندى: بطلي عبط ياختي انتي كمان يلا ياغاده اعدلي الطرحه على راسك وانزلي هاتي لسمر السويت شيرت بتاعك اللي بزنط ده عقبال ما ظبط الميك اب...
هرعت غاده إلى الخارج والقت السلام على مصطفى ومراد المتعجبين من وجودها ولكنها تجاهلتهم بخجل واخبرتهم بانها ستصعد مره اخري...
مصطفى بهدوء وعيونه تتنقل في المكان بحثا عنها قبل ان يسرد اخر الاخبار على مراد...
-ده اللي حصل كله...

-بص يا مصطفى كده في قطعه كبيرة من اللغز اتحل، لان لو حته الاثار دي مقابلها حياته هو هيبقي عايز فلوس من تحت الارض عشان يفدي نفسه وده اللي يخليه قالب الدنيا هو والحيزبونه اللي معاه على سمر...
هز مصطفى رأسه ليردف...
-انا عندي شعور كبير ان الحكايه هتكون كده، انا لازم اقرب منه عشان في خطه في دماغي لو نفعت بجد هنوقعه في شر اعماله!
زفر مراد وهو يتساءل...
-هتعمل ايه يعني؟
-هكلم سعد الاول وبعدين هفهمك!

-هتكلمه تقوله ايه، انا مش عايزك تقرب منه اصلا انت دلوقتي الخيط الوحيد اللي يوصله لسمر!
انزعج منه ليردف بحده...
-وتفتكر انا هقع بلساني واعترف بمكان مراتي؟! انت شايف اني عيل ولا ايه؟..
توتر مراد قليلا الا ان وصول غاده من اسفل الجم رده وهو يحاول ابعاد انظاره عنها تلك الفراشه الرقيقه بحجابها الغير مهندم العفوي، الذي يبرز قليل من خصلاتها المتمرده...

اغلقت باب غرفة سمر خلفها لتسند عليه وتضع يدها على قلبها...
ضحكت ندى لتقول بملاعبه...
-يا بت اتقلي دي تاني مرة تشوفيه!
ردت غاده سريعا...
-لا دي التالته!
لتردف سمر بحنق...
-نسيب بقا مصيبه اخوكي ونركز في مرتين ولا تلاته!
لتقول ندى بحزم وعيون متوعده...
-مصطفى ده طلع مش سهل، انتي كنتي بتتعاملي ازاي معاه!
احمر وجههت قليلا كيف تخبرهم بان تعاملاتهم دائما تنحصر في تقبيله لها حتى ينسيها اسمها؟!

ارادت ندى الابتسام لتقول...
-مش قصدي يا سافله هههههههه...
ضربتها سمر بخفه لتقول بحزم...
-مكنتش بكلمه اصلا وكنت مقررة اتجاهله...
رفعت غاده حاجبها...
-انتو متعاركين ولا ايه؟!
هزت رأسها بالنفي، فدفعتها ندى بغيظ لتجلس على فراشها وندي بجوارها...
-امال بتتجاهلي ليه يا نكد النكد انتي!
-يوووة بقا اللي حصل، اصل هو مش بيحبني!..
كادت ندى ان تصفعها وتشد على شعرها...
-مش بيحبك وهيعمل كده ازاي يعني انتي مجنونه!

نظرت إلى غاده بنظرة ذات مغزي ثم إلى ندى حتى فهمت الاخيرة انه كلام لا تريد اخبارها به امام غاده المسكينه...
ابتسمت ندى وهي تمسك رأسها وتقول...
-يوووة هاتي انتي يا غاده كوبايه عصير تهدي بيها سمر هتلاقي طنط بتعمل عصير لمراد ومصطفي هي قالت قبل ماتروح المطبخ ومتتأخريش!
نظرت لهم بنصف عين لتقول بتوعد...
-لو قلتوا حاجه من ورايا هزعل منكم، انا عايزة اعرف!
زفرت ندى بغيظ لتردف...

-روحي يا لمضه مش هنفتح بوقنا لحد ما تيجي...
خرجت غاده وهي تتأفف فالتفتت ندى إلى سمر فسردت لها سمر عن مواقف مصطفى معها وكيف تشعر بضعفها معه و تظن انه لا يحبها بل يشتهيها وانه لا يظهر اي مشاعر بكلماته...
سمر باستسلام: بس ياستي عشان كده مكنتش بكلمه وهو كمان ما حاولش انه يتواصل معايا...
مصمصت ندى بغيظ لتردف بضيق...

-بنات عايزة الحرق! هيكلمك ازاي وانتي رافضه تتصلي بيه! ونصيحه بقا انا عمري ما شفت مصطفى مهتم باي بنت وتأكدي ان بنات كتير هنا في المنطقه كانوا هيموتوا عليه وهو منفض!
تسللت مشاعر الغيرة إلى قلبها لتردف بسخريه...
-طبعا البيه خبره اكيد!
-هههههههه يخرببتك ضحكتيني، والله ابدا ده غلبان، وبيحبك بجد واسمعي مني اتعملي معاه برقه شويه و...
-سمعتتتتتكم بتتكلموا اهووووه من غيري...

قالت غاده وهي تدلف وتغلق الباب خلفها بالعصير، قذفتها سمر بالوساده بخضه لتقول بغضب
-رعبتيني يا غاده...
-هههههههه احسن عشان بتكدبوا عليا! ويلا بقا عشان طنط عايزاكي برا هي قاعده معاهم...
ا رتدت سمر ما احضرته لها غاده بعنايه ووضعت ندى لمسات من المكياج لتخفي اثار اسنانه وشفتيه!

انضمت سمر اليهم واستأذنت ندى وغاده المحدقه بمراد ببلاهه وندي تجرها خلفها وتحمد الله ان اهتمام مصطفى منصب بالكامل على سمر منذ ان دلفت اليهم...

و كالعادة تجاهلته سمر وجلست تتحدث وتبتسم لمراد، مما زاد حنقه منها بعد ان شعر بانه قد تمادي في عقابها ولم يفته هذه الملابس التي ترتديها على امل ان تخفي اثاره من على جسدها الرقيق، يحمد الله انه لم يفعل شئ اخر وهو يشعر بهشاشه عظامها و بشرتها الطريه تحت يداه وفمه العابث!
لم يتحمل كل هذا التجاهل منها، فاردف بحزم قاطعا حديثهم بغيظ...
-ممكن نركز في المهم دلوقتي ونشوف هنعمل ايه!

شعرت سمر بحنق ورمقته بغضب يوازي غضبه...
-هيحصل ايه يعني لو اتكلمنا شويه ما حياتنا زي ما انت شايف اهيه مقرفه من كل جانب!
ضيق عينيه بغضب و كاد يجيبها لولا ان مراد قاطع حربهم...
-طيب يا مصطفى قولي شايف ايه؟
التفت له وهو يحاول تمالك اعصابه...

-انا هكلم سعد الراوي وهاخد معاد منه و هنتقابل و احاول احلله واشوف هدخلوا منين وعليه هقدر افتح موضوع الاثار ده ازاي، لان مش معقول هروح اكلمه على حته اثار كده من غير مقدمات كتير...
تدخلت سمر بتساءل...
-اثار ايه اللي بتتكلموا عنها دي مصيبه لوحدها؟!
ليرد مراد: استني دلوقتي ياسمر وانا هبقي اكلمك بليل احكيلك...
غضب مصطفى وقال بضبق..
-وانت تكلمها ليه بليل...

تدخلت سلوى سريعا وهي تشعر وكأنها في دوامه بين كل هذه الاخبار والمعلومات لتقول سريعا منقذه ابنتها...
-بيكلمني انا يا مصطفى وساعات بيتكلموا لو الموضوع على باباها...
وقفت سمر مكانها لتدافع عن نفسها...
-انتي بتدي مبررات ليه يا ماما وفيها ايه لما اكلم مراد يعني على الاقل مهتم وبيحكيلي كل جديد!
ليرد مصطفى بغيظ هو الاخر...
-انا اتصلت احكيلك وانتي مردتيش اصلا...

شعر مراد بان تلك المشكله خاصه بينهم فقال بهدوء...
-طيب يا جماعه ممكن تهدوا شويه انا لازم امشي و مش عايز يكون في مشاكل بينا دلوقتي احنا في وقت حرج...
عقدت ذراعيها وجلست ترمي بكل ثقلها بحنق، فتبعها مصطفى في الجلوس وهو يحارب داخله حتى لا يعلمها الادب على تصرفاتها الوقحه واتهاماتها الباطله...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة