قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل السابع

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل السابع

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل السابع

رفع مصطفى حاجبه بتعجب واقترب منهم ربت على ظهرها مره ظننا انه ازعجها بمزاحه قبل ان يدفعه بلال الذي يرفض ان يلمس احد حبيبته حتى لو كان بمثابه اخيها...
هز رأسه على غباءه وسذاجته وسأل ندى بهدوء...
-مالك يا ندى في ايه؟ انا بهزر انتي زعلتي بجد؟
لترد ندى بصوت مبحوح ومتقطع...
-اوعي تقول كده قدام ماما!
ضيق عينيه بعدم فهم وعاد ليتساءل...
-انك مش متربيه! يابنتي بهزر والله...
هزت رأسها بالنفي وقالت...

-انك ممكن تتجوزني!
نظر مصطفى إلى بلال باستغراب، الذي جحظ عينيه بدوره وهو ينظر اليها منتظر ما تخفيه عنه فاردف بغضب وتهديد...
-ندى اتكلمي مرة واحده من غير الغاز والا اقسم بالله همد ايدي عليكي!
فقالت وهي تبكي وصوتها متقطع!
-حاضر! اصل اصل ماما عايزة مصطفى يتجوزني...
ظهر الرفض والذهول على وجه مصطفى بينما قبض بلال بشده على ذراعها، وقال بغضب...
-لا والله والكلام ده من امتي ومتقالش ليه قبل كده؟!

نظرت له بخوف وقالت بتوتر...
-من كام شهر كده! والله كنت عايزة اقولك بس كنت خايفه يحصل مشاكل بينك وبين مصطفى او انقح بينك وبين امي...
-وكنتي ناويه تسكتي لامتي ان شاء الله لحد ما تتجوزا!
بكت ندى بحده وقالت وهي تقسم...
-ابدا ورحمه ابويا انا كنت خايفه والله مش اكتر، مصطفى طول عمره اخويا...
ازاح مصطفى يده من عليها وهو يحاول تهدأته الا ان لمسته تلك جنت جنون بلال فدفعه في صدره بقوة...

-قلتلك ماتمدش ايدك عليها..
بلل مصطفى شفتيه واخذ يتنفس عميقا حتى لا يقوم بشئ يندم عليه مع بلال، فنظر له بحده ثم قال لندي دون النظر اليها...
-انزلي انتي دلوقتي يا ندى...
نظرت إلى بلال في انتظار الاذن ولكنه كان منشغل بالنظر إلى مصطفى بغضب وصدره يعلو ويهبط...
صر مصطفى على اسنانه وقال بنبرة مخيفه إلى حد ما...
-انزلي!
انتفضت ثم هرولت إلى الباب لتنزل إلى شقتها...

ما ان اختفت عن عيونهم حتى اقترب من بلال بتحدي وفرق الطول والحجم واضح بينهم ومال برأسه إلى اليمين قليلا وقال بتحذير...
-انا هفوتها المره دي وخليك فاكرها يا صاحبي!وندي اختي ولو الدنيا اتشقلبت مش هقدر اعتبرها غير اختي وانت عارف اني اتقدمت لسمر وبصراحه انا مش بيهمني اي ست اساسا فمش بتاعت اخويا اللي هبصلها!

تركه مصطفى وتوجه إلى معزله ليتركه يشعر بالخزي والغضب على نفسه وتسرعه الدائم ها هو يؤذي اقرب الناس اليه اخيه و حب عمره! (احب عمري احم ايه الفصلان ده نرجع لقصتنا تاني)
اغمض عينيه وهو يفكر في حل لهذه المصيبه وعمته العقربة التي تحاول تفريقهم فهو متأكد انها الوحيده التي تلاحظ حبهم ولكنه اخذ سكوتها كعلامه للرضا وانها لن تمانع زواجهم!

دخل بلال بعد فتره على مصطفى الذي اسرع بإغلق علبته الثمينة بتوتر اخفاه بجمود ملامحه، تلك العلبة التي تحمل ارقي ذكرياته مع والدته المرحومه والتي كانت سببا في ابتعاده عن الجميع طوال ال سنوات السته الماضيه وينعزل اجتماعيا عن الناس ويظهر وقت احتياج ابيه لتنفيذ العرف وقراراته ليصبح كالجلاد...
جلس بلال بجواره وهو يشعر بخجل بسيط منه واردف...
-متزعلش مني انا مقصدش...

نظر له مصطفى بنصف عين وابتسامه مائله ولم يرد عليه، فتابع بلال بتوتر...
-يابني احنا اخوات اصلا بس عمتك دي هتخليني اخرب عليهم كلهم، انت اخويا والله وانت عارف كده...
قاطعه مصطفى بضحك...
-بس بس ايه يابني انت فاكرني ندى ولا ايه خلي الرغي ده للحته الشمال، انا مش زعلان اساسا، انت اهبل ياض...
ضحك بلال على غلاسته المعهوده وقال...
-تصدق ياض انت رخم ربنا يعين البت عليك، مش عارف هتستحملك ازاي انا...

اختفت الابتسامه من على وجهه مصطفى وقال بقلق...
-انا اللي مش عارف اعمل ايه معاها دي، انا بحس اني تايه او مجنون لما بشوفها وموضوع لبسها ده جابلي عقده وحاسس اني عايز اراقبها واحميها على طول...
ربت بلال على قدمه وكأنه يتفهمه...
-عارفه والله عشان كده مقعد واحد من الرجاله يروح ورا ندى كل حته من ساعه اخر مره عشان اعرف خط سيرها وابقي مطمن محدش يضايقها..
مصطفى بتفكير...

-انا هبعت حد يفضل وراها مش عارف ليه بس جوايا حاجه قلقاني عليها، بس مش مأمن اي حد...
ليرد بلال سريعا وحماسه...
-يلا ياعم مش خسارة فيك تعويض عن اللي حصل الوقت اللي انت مش هتبقي فاضي فيه تتابعها انا هبقي مع الرجاله وساعتها مش هتقلق عليها منهم حتى!
ابتسم مصطفى وهو يشعر بقليل من الاطمئنان وقال...
-تمام!
نظر له بلال ونصف شفته العليا ترتفع...
-تمام! مفيش شكرا؟!

ابتسم مصطفى ابتسامه صفراء لا تليق بوجهه ذو الملامح الحاده وقال...
-لا مفيش وخد الباب وراك يلا!

اخذت سمر تمارس عملها بشكل يومي من الساعه ال 9 صباحا إلى ال 5 مساءا، وهي تشعر بفخر وسعاده داخليه بانها ستتمكن من اعالة نفسها ووالدتها والا تحمل والدها فوق طاقته وكذلك مراد..
فباختفائها يبدو ان خطه سعد البائس تقترب من الفشل! فحسب اقوال مراد هو يريد ابتزازها لكي تسلم اموالها واكتشفت ان ابيها يودع 10 مليون جنيه في حسابها مقابل وصل الامانه الذي مضاه والدها ب 50 مليون ج...

كانت منشغله التفكير وهي تقوم بتقديم الطلبات، هزت رأسها حتى تستطيع التركيز كي لا تخسر عملها بعد اول اسبوع!

-يعني ايه مش فاهم بردو؟ وبتعمل ايه هناك؟!
جاء صوت مصطفى الحاد...
رد بلال بضيق: وانا هعرف منين يعني هشم على ضهر ايدي انا بقف برا بس لحد ما تطلع!
اخذ عقله يجول حول اسباب ذهابها المتواصل إلى هذا المكان يوميا!ليردف متساءلا...
-هي بتخرج مع حد ولا لوحدها؟
-لوحدها يا مصطفى لو هتقرفني كتير تعالي شوف...
زفر مصطفى بغيظ وقال بحده...
-من غير ما تقول انا سيبت الشغل وجاي في الطريق...

اغلق الهاتف في وجهه وهو يغلي من غباء ابن عمه والذي لم يخبره طوال هذا الاسبوع عن ذهابها المتواصل لذلك المطعم!

اخذت اعصابه تشيط غيرة عندما يفكر انها تقابل احدا ما! فموافقتها على الزواج منه مازالت معلقه حتى الان وكل يوم تسوء مشاعره وتضطرب اكثر من السابق حتى انه منذ يومين وجد نفسه يصعد على الدرج المؤدي إلى شقتهم حتى يطالب بردها ويوبخها على تأخرها ولكن بلال اقنعه في اخر وقت للانسحاب وعدم التهور، حتى انه فاتح والده بانه يفكر في الارتباط ووجد منه موافقه وترحاب!

بعد مده كانت كالسنين اليه وصل إلى بلال ورجاله، اشار لهم بيده بلا مبالاه واتجه إلى الداخل ليري ما يدور مع تلك الجنيه التي تنوي ازهاق انفاسه قريبا جدا!
كانت عينيه تبحثان عنها في كل ارجاء المكان فلم يجدها، جلس على طاوله فارغه غير مبال بكل الانظار المسلطه عليه بريبه وقلق...

توقف قلبه للحظه عندما وجدها تخرج من المطبخ ومعها صنيه الطلبات، ما ان التقت عيناهم بعد لحظه حتى انقطعت انفاسها وشحب وجهها وشعرت بان انفاسها تأخذ منها عنوة!
غلت الدماء في عروقه فقد نبهها اكثر من مرة الا تفعل شئ قد يغضبه ولكن هيهات!
غلب عليها الخوف والتوتر وهي تدور حول نفسها ولا تعرف كيف قدمت ما بيدها من الاساس، جاءت عند طاولته بارتباك وحاولت ان تكون مهنيه تخفي به خوفها فسألته بخفوت...

-حضرتك هتطلب ايه؟
ضيق عينيه وكأنه يهددها بأن يقتلها ان فتحت فمها بحرف اخر ولكنه سيطر على نفسه حتى لا يظهرها بمظهر سئ وسط العمال والناس، اجاب بغموض و غضب تراه جيدا...
-هطلب بس مش هنا، انهارده يا سمر!
كل حرف منه كان يتقاذف عليها كالجمر وقلبها يرتعش بخوف من رده فعله بالرغم من محاوله اقناع نفسها بانه لا يحق له سؤالها في شئ، فالعمل ليس جريمه مثلا!

وقف بكامل هيبته ورمقها بتوعد مرة اخيره قبل ان يتركها وهو يكاد يجن من افعالها ويتوجه إلى بلال بغضب فاردف...
-خليك معاها، انا همشي عشان مش ضامن نفسي، قبل ما توصل الحارة اتصل بيا!
تركهم وهو يحاول ان يقنع نفسه بان لا يعود ليصفعها ويحملها على كتفه إلى حيث تنتمي في بيته! اليوم سيتبدل كل شئ معها ولن يسمع لذلك البلال الغبي الذي يردعه دائما من التصرف كذاته المتوحشه!

مر هذا اليوم على سمر و كأنه سنين و في طريق العوده ظل عقلها وقلبها يتشاجران...
سمر لنفسها: ممكن تهدي! ده مش خطيبك حتى، يعني مالوش حق يتضايق، مالوش حق حتى يتعصب بالطريقه دي، اووووف بس عينه خوفتني اوي كأنه هيقتلني، ياربي بقا انا تعبت واعصابي باظت، وقلبي ده كمان من كتر الدق هيقف! بتدق ليه هاه قولي بس وفهمني بتدق للزفت ده بس ليه؟!ارحمني انت كمان خوف ده ولا جنان ولا ايه!

وقفت سيارة سوداء امامها فجأه بسرعه ارعبتها وشلت حركتها وسببت في حشر صوتها بداخلها لاسيما وهي تري 3 ثيران من الرجال بملامح اجراميه يتجهون نحوها في محاوله لجذبها داخل السيارة الا انه في اقل من 3 ثوان نشبت حرب بينهم وبين 3 رجال اتوا من لا مكان! ومنهم بلال الدائم الوجود مع مصطفى!
عاد صوتها في تلك اللحظه لتصرخ بشده و يبدأ الناس في التوافد لمساعده بلال و رجاله ضد هؤلاء من يريدون خطفها!..

وقف مصطفى على مدخل الحارة وهو يشعر بغليان وغضب اعمي منذ ان راءها تعمل كالفراشه وسط الرجال...
مصطفى لنفسه: اللي زي دي المفروض تتنيل تجوز وتقعد في بيتها مش تتنططلي في كل حته، مش جايباها البر بس الغلط عليا انا اني مشيت ورا كلام الاهطل ده و سبتها...
رن هاتفه ليقطع افكاره، رد بسرعه عندما وجد اسم بلال مضاء على الشاشه...
-الوو، وصلتوا؟
رد بلال بتوتر وقلق...
-الو، لا، في حاجه لازم تعرفها بس اهدى!

استطاع ان يسمع صوت بكاء خافت بجانب صوت بلال فاردف بخوف...
-في ايه يابلال؟ سمر دي؟!
-اهدي بس واسمعني في 3 رجاله اتعرضولها و كانوا عايزين يخطفوا سمر وهي معايا دلوقتي وجاي على البيت...
-لا تعالوا على المكتب! بس الاول هي كويسه حد عملها حاجه!
-لا محدش لحق يلمس شعره منها!
شعر بغصه في حلقه تمنعه من الحديث فقال بصوت خشن ومخيف...
-متتأخرش انا واقف عند المكتب...

بعد نص ساعه من الانتظار الذي يحرقه وصل بلال الذي لم يستطع تهدئة سمر او حتى ارغامها على الحديث معه سوي لاخباره بانها لا تعلم هؤلاء ولم تراهم من قبل...
سمع مصطفى صوت السيارة قبل ان يراها، كان في حالة يرثى لها وهو يشعر بالغضب يتملكه، غضب نابع من خوفه بفقدانها! هي العنيده التي تترك نفسها مطمع لذئاب بشريه!
توجه إلى السياره بسرعه وخفه بالرغم من تشنج عضلاته ليظهر كالدب الغاضب...

فتح بلال باب السياره ونزل حتى يسيطر على ابن عمه المتسرع ولكن مصطفى لم يعطه الفرصه وفتح بابها وهو يمد يده يجذبها بعنف خارج السياره...
شعرت سمر برعب وخوف حقيقي منذ ان رأته يتوجه نحوها بهذه النظرات والتي كانت سببا في ازدياد بكاءها!
التفت بلال للوصول اليه سريعا ولكن قدما مصطفى لم تتوقف وهو يأخذها داخل المكتب، ناداه بلال وهو يركض ليمسك بذراعه وينظر إلى عينيه بتحذير...
-مصطفى اهدي الاول! سيبها هي مش نقصه!

نفض ذراعه منه ولم يأبه لحديثه...
دلف بها إلى الداخل واغلق الباب بعنف جعلها ترتعش في مكانها وهي تشعر بيده تكاد تخترق ذراعها ومتأكده ان اثار تلك اليد ستظهر زرقاء غدا على ذراعها!
حاولت نزعها منه والتحلي ببعض الشجاعه فهو لايملك حق عليها بعد!
قالت بصوت متقطع من البكاء وخائف..
-ممكن ماتمسكنيش كده!
شد على قبضته عليها اكثر وهو يهزها بعنف، ويردف بصوت مرتفع خالي من المشاعر...

-هو ده اللي شاغل تفكيرك! وانك كنتي هتضيعي من شويه مش مأثر فيكي!
ظلت تقاومه بخفوت وهي تحاول فتح يده من على ذراعها الا انه امسك بيدها الاخري ليضعها خلف ظهرها، فصرخت بغضب وقله حيله..
-سيبني بقا سيبني! انت مالك و مالي؟!
لم يصدق وقاحتها وهو الذي جن جنونه منذ ان وصله الخبر!
فقال بصوت هادئ شديد وحذر كالذي يسبق العاصفه وهو ينظر إلى الجينز و التي شيرت الذي ترتديه...

-كام مرة قولت لبسك ده غلط! شفتي اخره اللي بتعمليه ايه!تعرفي لو الناس دي قدروا يخطفوكي، كان هيبقي مصيرك ايه!
كانت تعلم جيدا من هم ولماذا يسعوا وراءها ولكنها لن تفشي سرها لاحد، فنظرت إلى الارض وهي تبكي وتتمني لو يترك يداها لتخفي وجهها عنه وتتعجب من شعورها الزائد بالامان بالرغم من كونه الخطر الاشد عليها و الذي قد يدمرها باصغر اصبع لديه، فهي تبدو كالعصفور الجريح بين يديه وملامحه لا تحمل اي رحمه لها!.

رفعت نظرها عندما هزها لتخترقها نظراته كالسكين وهي تري ارتفاع حاجبه والتي تسألت في نفسها الف مرة عن سبب ذلك القطع في المنتصف والذي يضيف عليه القوة ومزيد من الرهبة! بطريقه لا تفقهها...
يبدو ان الحادث اثر على علقها لتفكر في ذلك في هذه اللحظه الحاسمه!..
قطع تفكيرها صوته الجنوني والمرعب بطريقه زعزعت داخلها وقلبها...

-كنتي هتبقي ضحيه بسبب اهمالك وغباءك، انتي غبيه؟ انتي ازاي غبيه كده؟! ولا مبسوطه من نظرات الرجاله ليكي، عايزة تظهري جمالك للي يسوي واللي ميسواش ليه؟!، شوفتي اخرت النظرات ولبسك بيعملوا ايه؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة