قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل السابع والعشرون

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل السابع والعشرون

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل السابع والعشرون

ضيق سعد عينيه وزاد تنفسه قليلا من التوتر ليردف بهدوء حاد...
-حياتي؟
عادت ابتسامه مصطفى مره اخري ليردف بثقه...
-حياتك معايا دلوقتي يا سعد بيه!
تدخلت نادين هذه المره وهي تشعر بنفاذ صبرها هي الاخري...
-ما تفهمنا يا مصطفى الله!
اشعل مصطفى سيجارة قبل ان يجيب بلا مبالاه...
-معايا حته اثار وقعت تحت ايدي واكتشفت انها في الاصل مسروقة من الباشا سعد الراوي...

شحب وجه سعد لسببين ان مصطفى يعلم بشئ خطير كهذا والثاني بانه ان صدق فستكون حياته بين يد ذلك الكائن الذي لا يعرف غرضه من كل ذلك!
اطفئ سيجارته بغيظ وتوتر ليردف مباشرا...
-عايز كام؟
ليبتسم مصطفى بلا مرح ويردف بهدوء...
-مش عايز فلوس...
-اوماال عايز ايه؟
وقف مكانه ليردف بهدوء وهو يميل على سعد ويطغو على مساحته الشخصيه مما ارهبه قليلا...
-وصل الامانه بتاع شريكك و سلسله المطاعم بتاعته...

الجمت الصدمه لسان سعد وعقله يحاول استوعاب دخل مصطفى بهذا الموضوع...
ليجيبه مصطفى بهدوء...
-مش لازم تعرف عرفت ازاي وليه، كل اللي انت لازم تعرفوا ان حياتك في ايدي...
خبط سعد على مكتبه بغيظ ليردف...
-وانا ايش ضمني انك مش نصاب وان الحته معاك فعلا!
اخرج مصطفى هاتفه ليريه صورة قطعه الاثار المطلوبه وهو يحملها بيديه...
ضحك سعد بسخريه...
-وليه متكونش تقليد؟!

-انت مش عبيط او صغير يا سعد بيه تفتكر هاجي العب اللعبه دي كلها وانا مش مالي ايدي من اللي معايا، عيب فعلا انت كده مش مديني حقي في الشقاوة...
عبست نادين لتسأل بتعجب...
-بس انا عايزة اعرف هتستفاد ايه؟!..
مط مصطفى جسده وطرقع رقبته ليردف بهدوء وثقه...
معاكم 3 ايام تكون لغيت القضيه بتاعت الحج عصام و سلمتني وصل الامانه وسلمتلي عقود المطاعم...
جلس سعد بهدوء ليردف...

-استني بس فلنفترض ان كلامك صح، انا كده خسران وكده خسران، يبقي اقدملك مطالبك ليه؟
قضب مصطفى حاجبيه فهذا الرجل كالثعلب سيتعبه ليستكمل سعد وهو يشعل سيجار مره اخري...
-بص يا مصطفى انا موافق اديك مطاعم اسكندريه و تسيبلي مطاعم القاهره بس اخذ نص الفلوس اللي مع بنته سمر 5 مليون ج وهديك وصل الامانه، قولت ايه؟
صمت مصطفى لبرهه قبل ان ينطق...
-موافق 3 ايام بالظبط...
قاطعه سعد سريعا...
- وهعاين البضاعه سلم واستلم!

هز مصطفى رأسه بسخريه وتوجه للخروج ونادين تهري من تجاهله لها لتردف...
-عايز اعرف ليه ويقربلك ايه عصام عشان تعمل كل ده؟!
اشار بثلاث اصابع اليها اي انها ستعلم بعد 3 ايام!

اجتمع مراد و بلال مع مصطفى عند سلوى وسمر بعد ان اعلن مصطفى حاله التأهب، ليجمع والده جميع رجالهم لحمايه المكان و عائلتهم حتى انتهاء الامر...
فوقفت زينب تهلل على الدرج بانهم شئم وسيأتون على خراب البيت، خرج مصطفى...
-عمتي لو سمحتي عيب كده!
ضحكت بسخريه لتردف...
-عيب ايه! العيب اننا نبقي متمرطين بسببهم...
اتاها صوت دياب هذه المرة بتوبيخ...
-ادخلي شقتك يا زينب واعملي حسابك هتعتذري ليهم لما نخلص...

-يا نهار اسود وكمان انا اللي هعتذر؟
ليردف مصطفى بغضب...
-لا متعتذريش وانا هاخد مراتي وامشي من هنا...
ليوقفه صوت دياب بحده...
-اللي قولته يتسمع يا زينب مش هعيده وانت يا استاذ مصطفى قراراتك كترت اليومين دول انا سايبك بمزاجي لكن احنا لينا كلام تاني لما الموضوع ده يخلص!
تركه دياب ونزل إلى شقته ليدلف مصطفى مره اخري وسمر تبكي بمراره واسف...
توجه نحوها يربت على ظهرها هو ووالدتها ليقول...
-انا اسف متعيطيش...

مسحت دموعها لتقول...
-انا اللي اسفه، هي عندها حق لولانا مكنتوش هتعيشوا في القلق ده...
ليقول بلال يحنق...
-فكك يا سمر هي كده العيب مش عندك صدقيني ده لو غريب هنقف جنبه، انني خلاص بقيتي مرات مصطفى يعني مرات كبير عيلتنا وبقيتي اختي، يعني حمايتك واجب عليا قبل مصطفى كمان...
ابتسم مصطفى لينكزها...
-شفتي اول مرة يطلع من بقه كلمه عدله، شفتي بقي ان اللي حصل ده بفايده ازاي!

ضحكت سمر وهي لاتزال تبكي وهو يمسح الدموع باصابعه فغمزة مراد بخفه حتى يتحلي بقليل من الدم والادب امام والدتها التي اصبح وجهها احمر كوجه ابنتها المسكينة...

في اليوم التالي وقف مراد بتوتر مع مصطفى يتفحص قطعه الاثار ليردف بتحذير وقلق...
-يابني ابوس ايدك خبيها جوا حد يشوفها...
اعاد بلال لفها وادخلها إلى حجرة مصطفى، صعدت سمر باكواب الشاي...
سمر بتوتر: مصطفى لو سمحت ممكن كلمه؟
فوجئ من طلبها ولكنه وقف سريعا ولحق بها عند باب السطح من الداخل ناحيه الدرج...
وقف يسد المكان وهي تقف امامه على الدرجه الاقل لتزداد قصرا، فركت يدها بتوتر ولكنها قد عزمت الامر...

امسكت يده الكبيرة والسمراء بين كفيها الابيضان والصغيران ونظرت له بحب...

احس بقشعريره تسري بكامل جسده فهو لم يتوقع ابدا ان تلامسه بمحض ارادتها او ان تبدأ هي! الا انها استمرت في مفاجأته عندما ابتلعت ريقها ووقفت على نفس الدرج الذي يقف عليه واضعه قدم بين قدماه الكبيرتان والاخري بجانب قدمه اليسري من الخارج وهي تشد على كفه ليميل إلى الامام ليقابلها في منتصف الطريق وتطبع قبله كبيره على وجنته، ضغط مصطفى على كفها وهو ذو ال 7 اقدام تقريبا قد شعر بدوار خفيف من نشوة ذلك التصرف كم يرغب في حملها وصهرها داخل ضلوعه لكن اخرجه من فقاعته صوتها الناعم البرئ وهي تردف بحب...

-مش عارفه اشكرك ازاي على كل حاجه عملتها معانا، انا بجد بحبك اوي و نفسي اقدر اسعدك زي ما انت بتسعدني!
نظر إلى عينيها يبحث عن الصدق في كلامها فقبل يدها بعفويه واردف بخفوت...
-يارب انا اللي اقدر اسعدك، انا على طول مزعلك يا سمر بس مش بقصدي والله وغلاوتك انتي عندي متزعلي مني ابدا!
ابتسمت قليلا بخحل لتردف...
-انت بتزعلني اه بس على طول بتسعدني، انا هطلب منك طلب واحد!

ملس على خصلاتها بحب ليردف بصدق وهو على اتم استعداد لاعطاءها حياته ان طلبت...
-اللي انتي عايزاه هعملهولك يا سمر...
وضعت يدها برقه على صدره ليتوه في دوامه من المشاعر غريبه عليه ومخيفه وهو يسمعها تطالبه بما لم يفكر به اطلاقا...
-انا هطلب انك تاخد بالك من نفسك ولو في اي خطر عليك بلاش تعمل الموضوع ده، انت لو جرالك حاجه انا هموت!..
قاطعها ليردف بحده..

-بعد الشر يا حبيبتي، ممكن تبطلي قلق بقي وتسيبيني اركز مع الناس وبكره ان شاء الله كل شئ هينتهي وهيعدي بسلام وبباكي هيرجعلكم تاني...
احتضنته هذه المره بحب وهي تصب اشتياقها له ولوالدها في ان واحد قبل ان تتركه وتذهب إلى والدتها القلقه التي اعتكفت الصلاه وقراءه القرآن عسي ان يكون الله حليفا لهم...

صعدت غاده لسمر هي وندي للتخفيف من توترها...
غاده بشماته: شوفتي اللي حصل لندوش يا سموره هههههههههه
رفعت حاجب لندي العابسة لتردف...
-لا، حصل ايه؟!
-ههههههههههه بلال نفخها انهارده، عشان دخلت تتعارك مع بتاع البويا لانه محطش اللون اللي هي عايزاه...
ضحكت سمر لتقول...
-قلتلك خليها كلها اوف وايت زي شقتي بتبقي اشيك مسمعتيش الكلام!
عقدت ذراعها وتأففت من ثرثرتهم لتقول...

-انا بيئه انتوا ايش دخلكم! سيبوني عشان اخطط هعاقب بلال الزفت ده ازاي!
ضحكت الفتاتان لتردف غاده بمرح...
-اعوذ بالله منك يا شيخه ابليس...
رمتها ندى بالوسادة لتدور حرب وسائد بين الفتيات...

في اليوم المنتظر ذهب مصطفى وبلال و مراد إلى مكان التسليم، بعد ان اكد له مراد بسحب سعد البلاغ الموجهه لوالد سمر...
بلال باستغراب وقلق...
-هو ايه الجو ده، الراجل ده اوفر طحن، صحرا وضلمه ونور كشاف، هو اهبل...
توقف مصطفى ولكمه في ذراعه بحده ليردف بتحذير...
-بلال هتغابي عليك انا اعصابي مش ناقصه!

نظر له مراد باشمئزاز وهز رأسه على سخافته، فقد كان المكان محايد بين رجال مصطفى و رجال سعد والاثنان في المنتصف...
بعد معاينه لقطعه الاثار ظهرت ملامح السعاده على وجه سعد بعد ان امسك حياته بيده فعليا!..
-الفلوس اهيه و الحته اهيه، ادي وصل الامانه لمراد...
تفحصه مراد ليتأكد من صحته ليضحك سعد بسخريه...
-لا طلعت حويط يا مراد، عرفت تلعبها صح مكنتش اتوقع انك تكون ورا اللعبه دي كلها...

لم يجيبه مراد ونظر إلى مصطفى ليؤكد صحه الشيك ليأتي دور سعد ليسلمه عقود المطاعم ما ان استلم مصطفى، حتى دوي صوت اطلاق النار المكان، لم يعلم سعد ما الذي لحق به، ففي لحظه كان يمسك بالاثار وحقيبه المال ونادين معه واللحظه الاخري وجد الشرطه تحاوط بهم ورجاله يسقطون الواحد تلو الاخر...

اخذت الشرطه الجميع إلى القسم، وقد ابلغ مصطفى عن ما سيحدث من البدايه ليزيد من حمايه سمر و يضمن القضاء على سعد وقبوعه في السجن بعيدا عن زوجته، بعد ساعات طويله من التحريات و التحقيقات، تم القبض على سعد بتهمه الاتجار بالاثار و النصب والاحتيال وتقرير احالته للنيابه، ونادين بالمثل بالرغم من الحاحها ببرائتها وبعدها عن الإتجار بالاثار...
صاح سعد بغضب وهو يشير إلى مصطفى المنتصر...

-والاثار هو اللي مسلمهالي، ده مجرم انتوا سيبينوا ليه...
نظر له مصطفى بكل براءه وابتسامه ليردف...
-ما تتعبش نفسك الظابط عارف ان نادين هي اللي جبتها وانها اللي سرقتها منك في الاصل عشان تبتزك وهي كانت عايزة تستخدمني عشان تحقق لعبتها لولا اني وقعت في طريقكم غلط!
نظر مصعوقا إلى نادين وهو يصيح بأبشع الالفاظ ويتوعد لها بانه سيعمل للقضاء عليها وعليه مهما كلفه الثمن وحتي اخر نفس له...
نادين بحقد وغل...

-انت كداب، كداب، هو اللي جابها...
زفر بلال بملل ليردف...
-يا باشا قالوا للحرامي احلف وحياة ابوك خلصنا من الليله دي انا هموت وانام...
رمقه مصطفى ليخرس حتى انتهي الضابط من الاجراءات اللازمه ليعلن اخلاء سبيل مصطفى و بلال و مراد لمساعدتهم العداله...
هذه الليله لم تنم سمر ومعها غاده وندي على السطح وظل الجميع يدعوا ويدعوا حتى استجاب الله لهم ووصلت سياره مصطفى وينزل مراد وبلال معه...

هرعت الفتيات إلى اسفل، اقترب مصطفى منها بابتسامه واسعه لتقفز مكانها بفرحه وقد تأكدت من نجاح مخططهم وبعد طول انتظار احتضنت ندى وهي تنظر اليه وكأنها تحتضنه هو، لتردف بحب...
-الحمدلله على سلامتك...
دفعتها ندى بمرح...
-اوعي كده اشوف جوزي...
ذهبت إلى بلال فاحتضنها حضن جانبي وقبل رأسها بحب وهي تقول...
-الف حمدالله على سلامتك كنت خايفه عليك اوي...

ابتسمت سمر على عفويتهم وعادت بنظرها إلى مصطفى والتي ارتخت ملامحه وظهر عليها الهدوء لاول مرة منذ اكثر من شهر...
لوح مراد لغاده بابتسامة فاعادتها اليه بابتسامتها الخجوله وهي تتأكد من وضع حجابها! لمحهم مصطفى فاخذ غاده من خلف رأسها (قفاها لامؤاخذة يعني ) ورمق مراد بتحذير، واخذ يصعد بها هي و سمر ويردف...
-طيب تعبناك معانا يا مراد تصبح على خير!..
وقف مراد مذهولا ليردف بأستماته...

-تعبناك ده ايه اقسم بالله انا هبات هنا انهارده! انا لازم اتقدم لغاده دلوقتي...
ضحك بلال وصعد مصطفى متجاهلا اياه وغاده تمط شفتيها وترغب في قتل اخيها الذي يفسد لحظاتها، لتضحك سمر وتقول بمشاكه وتمرد...
-روح يا مراد نام وبكره هات طنط وتعالي هنستناك!

اكملت حديثها بابتسامه واسعه وهي تنظر إلى مصطفى بتحدي، هز رأسه ولف ذراعه حول خصرها اكثر وهو يصعد بزوجته واخته كلا إلى شقتها حتى يستطيع الصعود إلى ملجأه والنوم شهر كامل!

ملأت الزغاريط الحي كله و طغي عليه الاجواء الاحتفاليه بعد ان علق الحاج دياب العرابي الاضواء مزينا المنطقه بكاملها استعدادا للترحيب بالاب الغائب...
دلفت والده مراد بإعجاب تلتفت حولها تري الاضواء لتردف بتساؤل...
-ياااه كل ده عشان هنتقدم لبنتهم...
كاد مراد ان يقع ارضا من الضحك ولكنه قال بمرح...
-ايوة طبعا هو انا اي حد!..

ابتسمت والدته بسعاده وهي تدخل بثقه على اهل غاده لتندمج وتبدأ مراسم طلب الزواج والتي يمر بها كل المصريين...
اعجبت والدته بجمالها واخلاقها واحبت اهلها من حولها ودعت الله ان تكون من نصيبه بالفعل...

دق على الباب ليردف بخفوت...
-يابت افتحي الله يهدك...
-هههههههه لا مش هفتحك، امشي الاول...
زفر بلال بغيظ، ليحذر...
-لو مفتحتيش هنفخك...
عضت ندى على شفتيها لتقول...
-وانت عايز مني ايه يا خويا؟!
-خوت لما يخوتك، افتحي بس وهقولك كلمه في بقك اقصد ودنك...
دوت صوت ضحكاتها لتقول بتحذير...
-خليك كده هنتأخر وابوك او امي هيطلعوا يدورا علينا يلاقوني انا في شقتي و انت واقف برا هتموت وتدخل...
ابتسم بلال ليقول...

-و كده تبقي الجريمه كامله...
-يا بلاااااااال، انت فين يا بني...
اتاه صوت والده المنادي من شقتهم المقابله لشقه الزوجيه قريبا جدا...
ليردف بلال بحنق...
-ده انتي بوووومه كتك القرف...
تركها تضحك وذهب سريعا ليلبي نداء والده بينما انتظرت هي دقائق ثم خرجت ولحقت به إلى شقتهم حيث تجلس غاده بجوار مراد يتحادثون قليلا بعد ان تم الاتفاق على عقد قرانهم بعد شهر من الان.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة