قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثامن والعشرون

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثامن والعشرون

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثامن والعشرون

يوم زفاف ابطالنا المنتظر...
زفر بلال بحنق وهو يهندم كرافتته ليردف...
-ايه النكد ده مش عارف اهبب البتاعه دي!
ليرد مصطفى بكل هدوء..
-بتلبسها ليه؟ اقلعها!
جذبها من حول رقبته ليردف بضيق...
-الهانم اللي عايزاني البسه، على اساس اني مش هينفع اتجوز لو ملبستهاش...
ضحك مصطفى قليلا وهو يعيد ترتيب خصلاته المتمرده، ويمرر اصبعه على حاجبه المقطوع ليزيد من حنق بلال ليقول بغيظ...

-فايق ورايق البيه ما شاء الله ولا كأنه فرحك!
نظر له مصطفى من اسفل إلى أعلى ليقول بحده...
-ما تظبط يااد انت في ايه، هو انت بنت عشان القلق ده كله!
امسك بلال كرافتته مره اخري ليعيد محاولاته ال600 في ارتدائها...
اخذ يرمي بكلمات غير مفهومه بخفوت ليضيق مصطفى عينيه ويقول بصوت عالي...
-اه العشرة مع ندى اثرت عليك اوي اومال بعد الجواز هتعمل ايه...

دلف مراد ليقاطع جدالهم وهو بكامل اناقته مرتدي بذله كحلي بدون كرافته والابتسامه تملئ وجهه...
-ايوة يا عم انت وهو، مين قدكم...
توجه اليه بلال ليقول بتساؤل..
-انت مش لابس كرافته...
تعجب مراد من سؤاله ليجيب...
-لا بتخنقني ومش بعرف البسها اساسا...
كوم الكرافته بين يديه ليرميها على اخر ذراعه ويعدل من ياقه قميصه وهو يفتح اول زر ويردف...
-اقسم بالله ما هلبسها وتبقي تتكلم عشان ابوظ ام الفرح ده...

ازاحه مصطفى قليلا وهو يقول...
-جهزت اللي قلتلك عليه...
ابتسم مراد وغمز له بسعاده...
-عيب عليك حجزتلك في فندق جوا البحر لمده اسبوعين، مع اني كنت شايف تسافروا احلي...
هز رأسه بالنفس ليردف...
-لا السفر بعدين...
ليتدخل بلال سريعا...
-محدش قالي ليه؟! انا معملتش حسابي ونسيت الحوار ده خالص دلوقتي ندى هتزعل!
ليبتسم مراد له باصفرار ويردف بسخريه...
-متقلقش حجزتلكم على كوالالمبار لمده شهرين...

- ه ه ه ه كتكوا القرف في شكلكم صحاب عره...
شد مصطفى على قبضته ولكنه قرر الخروج قبل قتله وهو يخبره بانه قد حجز لهم في نفس الفندق ولكن في حجره بعيده كل البعد عنهم وانه لا يرغب في رؤيه وجهه هو او ندى طوال فتره اقامتهم هناك...
بلال بضيق: اصل انا هسيب شهر عسلي وابقي عايز اقعد في وش جنابك اللي زي الدبابه ده، ربنا يعينك يا سمر والله!
تجاهله مصطفى وتبعه بلال ومراد ليقفوا على اول القاعه بانتظار العروستان...

نزلت ندى اولا بفستانها الابيض المناقض لبذلة بلال السوداء الانيقه وكان فستانها طويل يرسم جسدها بعنايه فائقه والميك اب الجذاب الذي يبرز انوثتها كامله...
بطريقه كادت تجن بلال وهي يتمني لو يخطفها بعيدا عن اعين الجميع، امسك يدها وقبل جبينها بحب وقال بخفوت...
-ربنا يخليكي ليا...
ابتسمت بخجل وهي تتفحص حب حياتها لتعبس مره واحده وتتساءل...
-فين الكرافته؟!

-ابو ام الكرافته انتي في ايه ولا ايه؟ بقولك بحببك بحبك يا بارده!..
ضحكت وهي تضع اطراف اصابعها على فمها بحذر حتى لا تزيل احمر الشفاه لتردف بحب...
-وانا بموت فيك وبعشقك...
زادت ابتسامته وشبك ذراعها ليتجه إلى المكان المخصص لهم...
بعد ان كاد مصطفى ان يقذف بهم إلى الخارج لتأخيرهم نزول حبيبته التي يتلهف لرؤيتها بعد مفاجأتها الاخيرة يوم وصول والدها...

فلاش باك...
انتظر مصطفى سمر وسلوي حتى لا يتأخرا على موعد وصول طائرة والدها، التفت مصطفى إلى بلال ليردف...
-مش معقول هما اللي يتأخروا كده، اطلع نديهم...
اعتدل في وقفته وهو يقول...
-انت متوتر ليه كده الساعه لسه مجتش 5 والطياره هتوصل 7 اهدي شويه...
زفر مصطفى وظل يأكل المدخل ذهابا وايابا...
-انا جهزة!..

-اتاه صوت زوجته الملائكي ليستدير بسرعه ليفاجأه بجنيته الصغيرة ترتدي فستان طويل الاكمام كان قد اهداه لها مغطي برسمة ريش الطاوس كلون عينيها الا ان ما هز كيانه هي تلك القماشه الرقيقه والبسيطه التي تحيط وجهها وتخفي شعرها!
اهو يحلم ام انها ترتدي حجابا بالفعل؟!

اقترب منها بذهول وحاجبيه مرفوعان بصدمه، ابتسمت له وهي تنظر له بترقب منتظرة رأيه في هذا التغيير التي وعدت نفسها بالقيام به كهديه له على كل ما فعله لها عسي ان يرتاح باله، كما ارتاحت هي نفسيا من عند الله ما ان وضعته وشعرت بالرضا عن نفسها وان الوقت قد حان بالفعل لارتدائه...
ابتسم لها بشده ليظهر اصغر من سنه بسنين ليردف...
-بسم الله ما شاء الله، طيب اعمل ايه دلوقتي انتي احلويتي اكتر!

ابتسمت بسعاده راضيه عن اقواله لتختفي ابتسامته مره واحده ليردف...
-انتي هتخرجي وانتي حلوة كده...
زفرت سمر بغيظ و دفعته بكفيها بكل قوتها لكنه لم يتزحزح واكتفى بضحكاته التي اغاظتها اكثر وهي تردف بخفوت...
-you will be a bear forever!
(ستظل دبا إلى الابد )
لتزداد ضحكاته فيبدو انه سيظل دب بري مهما فعل معها...

بعد وصولهم بساعه كانت عائله سمر مجتمعه لاول مرة منذ شهور وعصام يحتضن زوجته وابنته بشوق ودموع من الثلاثه في لقاء اثر عليه هو نفسه!
طلب عصام الحديث مع مصطفى في اخر ذلك اليوم...
-انا مدين ليك يا ابني، فعلا كلمه شكرا قليله عليك...
ليردف مصطفى بادب...
-على ايه يا عمي، ده واجبي سمر مراتي وانا اللي المفروض احميها والحمدلله اني قدرت احميها...
ابتسم عصام وقال...

-انا كنت خايف اجي الاقي بنتي تعيسة معاك خصوصا وان جوازكم كان في وقت غلط...
ضيق عينيه وهو يستشعر كلام لن يعجبه ليشير له بان يستكمل، فاستكمل عصام بالفعل...
-انت راجل وابن حلال بس انت متأكد ان سمر بتحبك!
جال تفكيره إلى اليوم الذي سبق القبض على سعد وتذكر قبلتها على وجنته فابتسم وهو يجيب بثقه...
-متأكد واعتقد لو كانت رافضه كانت او واحده هتعترض لما تشوفك!..

هز عصام رأسه ليؤكد كلامه، صعدت سمر مع ندى تنادي والدها وتخبره ان سلوى قد جهزت جميع الاطعمه التي يفضلها فاستئذن ونزل...
اوقف مصطفى سمر وطلب من ندى النزول واخبرها بانه سيلحق بهم بعد 5 دقائق...
اقترب منها لتخجل ويحمر وجهها على الفور ولكنه لم يبتسم بل ظلت مشاعره مبهمه لا تستطيع التنبؤ بما يجول في خاطره...
و دون سابق انذار مد ذراعه يحيط خصرها به ويقربها اليه بعنف ارعبها قليلا، نظرت له بتوتر وتساؤل...

ليقول بهدوء حاد...
-ابوكي رجع وحمدالله على سلامته وعارف ان الانسان النضيف والمحترم هيخليكي تختاري انك تكملي معاه ولا يطلقك عشان متبقيش مجبره!..
دق قلبها بخوف هل سيحررها منه الم يعد يرغب بها ترقرقت الدموع في عينيها استعدادا لتلك اللحظه القاطعه ولكنه خيب ظنها عندما اردف بجمود...
-بس للاسف انا مش الفارس ولا البطل اللي هيعمل كده، انتي مراتي فعلا وانا عمري ما هتخلي عنك حتى لو حبستك جوا اوضتي دي!

ابتسمت في الوقت الذي نزلت به دموعها ليصبح في حيرة اهذا رفض ام قبول؟! احتضنته لتؤكد على القبول، زاد من ضمها ليردف بحب وحنان...
-بحبك ومش هقدر اعيش غير بيكي، اوعي تطلبي اني اسيبك، عشان عمري ما هقدر حتى لو هقسي عليكي!
-انا بحبك ومقدرش اقولك سيبني!
لتضحك بعدها وتردف بسخريه...
-يخربيت رومنسيتك حتى لو هقسي عليكي! كلام تحفه!..

قرص انفها وطبع قبله خفيفه على فمها لكنها دفعته وهربت من بين يديه إلى والدها ووالدتها بالاسفل...
انتهي الفلاش باك...

وقف يطالع جمالها الخلاب وفستانها الابيض اللؤلؤي وحجابها الذي يكسبها طله ملائكيه تليق ببراءتها وغمازاتها الرائعه...
اتجه نحوها هي ووالدها ليستلمها منه وهو يجذبها بحب ورقه وكأنها زجاج يخشي عليها من يده السميكه..
مال برأسه يقبلها على جبينها بشغف وهو يغمض عينيه ليخلد تلك اللحظه...

لا تتذكر سمر كيف انتهي الزفاف بغمصه عين كل ماتتذكره هو بقائها طوال الوقت في احضان مصطفى الذي رفض ابعادها عنه ابدا لتشعر بأمان مطلق وسعاده غارمه...
وبحبه الجارف وهي تتعجب كيف استطاعت ان تلجم هذا الرجل المرعب والمخيف ليتحول إلى رجل يداعب قلبها بابسط نظراته و حروف كلماته!
الحب يصنع المعجزات وقلبها لا يقبل باي معجزة سواه، حبيب القلب و العين و حبيب كل زمان...

وقفت تحتضن والدتها عند مدخل البيت ومعها ندى...
سلوى بدموع: خدي بالك من نفسك يا حبيبتي ومتزعليش جوزك منك ؛ واسمعي الكلام!
لوت سمر شفتيها بعد ان تأثرت من بكاء والدتها اخرجتها من المود بحديثها اليها وكأنها تذهب إلى الحضانه وليس بيتها!
لتردف بسخريه...
-حاضر يا ماما وهعمل الواجب وهاكل السندوتشات...

وبختها والدتها بخفه لتضحك غاده و ندى التي تشعر بحزن فوالدتها صعدت دون ان تهتم بها حتى تنهدت قليلا ونظرت إلى بلال الواقف على الدرج مع مصطفى ووالد سمر يتحاورون ويضحكون...
ضحك بلال: انا مش سعيد بانك رجعت بالسلامه وبس لا انا مش مفرحني غير اننا اتخلصنا من الحرمه الصعرانه اللي كانت هتموت على مصطفى دي، فاكر يابني اليوم اللي رحتلها بليل عشان الخطه نزلت متبهدل و روج و حركات انا قلت كانت هتاكلك!

قبل ان يحذره مصطفى من سماع سمر للامر، جاءه صوتها الغاضب بحده...
-هي مين دي ان شاء الله اللي رحتلها وبهدلتك روج وعملت ايه بالظبط؟!.
نظر إلى بلال بغضب وتوعد بقتله قريبا، فرك بلال اسفل رقبته وهو يردف..
-ده تبع الخطه يا سمر مع البت سكرتيرة سعد بس محصلش حاجه...
وضعت يدها في جانبها لتردف بغيظ...
-محصلش حاجه والروج والبهدله دي حصلت ازاي؟!..

-احم طيب، عملت اللي عليا انا استأذن بقي عشان ندى واقفه مستنيه هناك!.
هرب بعيدا ليمسك بيد ندى ويهرع إلى أعلى حيث عش الزوجيه...
احمر وجه مصطفى وسمر من الغضب مع اختلاف اسبابهم فهي تتوعد بقتل مصطفى وهو يتوعد بقتل ابن عمه في اسرع وقت...
نظرت سمر بحنق اليه ووجهت حديثها إلى والدها...
-بابا انا مش هتجوز انا غيرت رأيي وهرجع معاك...

وقف امامها مصطفى بعضلاته المشنجة وهو على اهب استعداد لمحاربه جيش كامل وليس صغيرته فقط، ليردف بغضب...
-مش عايزة تتجوزي! انتي اتجوزتي فعلا انتي متخلفه!
رفعت اصابعها في وجهه وعائلتيهم تنظر لهم بذهول وقلق، لتردف بحده...
-انت انسان مش محترم وانا بكرهك وعايزة اطلق، طلقني دلوقتي حالا طلقني...

ليقترب منها مصطفى وينحني ويحملها فوق اكتافه ويتجه إلى الدرج حيث يقف والدها مشدوها غير قادر على الحديث او منعه من الصدمه، ليردف بتحذير مستتر...
-اوعي يا عمي كده معلش عشان بنتك اتجنت!..
كاد ان يوققه ويخالفه الا ان يد زوجته سحبته إلى اسفل من امام مصطفى ليستكمل صعوده وسمر تضرب على ظهره بقوه وتصيح به...
-نزلني يا همجي يا متوحش يا بتاع الستات!

لم يأبه لها واخرج مفتاح شقته يفتحه ليدلف بها ثم اغلق الباب بقدمه...
نظرت غاده إلى مراد بخوف ليهز رأسه نافيا انه قد يفعل ذلك بها يوما، اما والد مصطفى فتنحنح قليلا وهو يخبر والد سمر بان يطمئن على ابنته وان ابنه قد يبدو متوحش الا انه لن يفعل شئ قد يندم عليه ويؤذي زوجته...
اكدت سلوى على كلامه لتهدأ عصام وتقنعه بانها قد اعتادت على شجاراتهم المستديمة والتي لن تنتهي ابدا...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة