قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الرابع

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الرابع

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الرابع

انتفضت مرة واتسعت عيناها وهي تنظر اليه...
يا الهي على الغباء! لما لا يحضر قالب من الحجر ويرشقه في عينيها! المساعده يا الله!وكأن الله استجاب لدعواته صعد بلال وهو يتساءل عن اختفاءه..
بلال: مصطفى انت فين يابني، الواد ده عملك حاجه، ايه اللي في ايدك ده، دمك ولا دم المرحوم...

حسنا ربما لم يستجاب لدعاءه تمام!اراد مصطفى ان يلكمه على وجهه حينما حالت نظره قلق وخوف من الابنة ووالدتها نحوه وكأنه مجرم ينتظر مهاجمتهم...
تنحنح مصطفى قليلا...
-عن اذنك يا حاجه..
امسك بذراع بلال وسط مقاومته ليدفعه امامه الا انه توقف بعد خطوات قليلا وارتفع بنظره نحوهم...
-انتي كنتي عايزة تشتري ايه يا حاجه؟! انا هشتريه!

نظرت له سمر بتعجب وغيظ، واندفعت الي داخل شقتهم بعد ان اعطت المال لوالدتها...
سلوى: مش عايزة يا بني خلاص!
مالبثت ان دلفت حتى خرجت سمر من وراء الباب بغيظ اشد مما تفعله والدتها، واردفت بجفاء...
-عايزين دوا، من الصيدليه!
سحبت المال من والدتها ومدت يدها تجاهه، هز مصطفى رأسه بالرغم من عدم نظرها اليه الا انه لم يبالي بيدها الممتده...
سمر بغضب: الفلوس!
مصطفى بلا مبالاه: لا خليهالك المره دي...

تدخلت ام عزت التي وقفت تراقب في صمت منذ مده وتوجهت الي سمر لتقول...
-كلك ذوق يامصطفي ربنا يحميك يا ابني..
فرغ فمها على وسعه من هذا الاطراء الشنيع...
الا ان صوت والدتها اوقف كلمات يستحقها بشده من الخروج من فمها!
-تسلم يا ابني...
-انتي تؤمري يا حاجه...
رفع يده دون ان يستدير وهو ينزل ومعه بلال متجها الي الشارع...
بلال بحنق من تصرافاته...
-ما براحه ياعم بتزقني ليه الله!
-شششششششششش اسكت خالص...

-تصدق بالله انا غلطان اني جيت اطمن عليك!
زفر مصطفى بحنق و قال له بحده...
-بلال انا مش ناقصك! روح دلوقتي انا عندي مشوار في الارض الجديده وراجع...
عقد بلال ذراعيه متعجبا منه وقال...
-خلاص انت حر! انا مروح اصلا...
هم بالرحيل الا ان مصطفى اوقفه وقال بنحنحه...
-ابعت واحد من الرجاله يجيب الدوا من الصيدليه ويطلعه لقرايب ام عزت...
رفع حاجب وابتسم بمكر...
-امممممممممممممم اسأل ولا استني شويه؟!

مصطفى وهو يصطنع عدم الفهم...
-نعم! عايز ايه يعني؟!
-الدوا ده للحاجه ولا لبت الحاجه...
شعر مصطفى بضيق وهو يتذكر افعاله الحمقاء معها والخوف الذي ارغمه بقلبها!فقال بغضب...
-بقولك ايه ما تنفض من نحيتي وتبعد عني!
-هههههههه خلاص خلاص! هبعت الواد...
مصطفى بحرج لانه لايحب تبرير افعاله...
-وقوله يفضل تحت البيت و يقولهم لما يحتاجوا حاجه يروح يجبهالهم، ويخليهم هما مينزلوش..
بلال بمكر: هما ولا هي!

شدد على قبضته وهو يجز اسنانه يكشر عن انيابه فمال بلال للخلف رافعا كلتا يداه...
-ايه يا عم انت هتشفطني ولا ايه! انا بهزر يعني!..
تركه مصطفى ليقوم ببعض الاعمال وعقله منشغل بجنيتة الي ابعد حد!

على الجهه الاخري من المدينه...
جلس رجل في الخمسينات من عمره وعلامات الغضب مرسومه على وجهه...
-يعني 3 تيران مش عارفين يوصلوا لحته بنت ماتجيش ربعكم!
لترد فتاة تبدو كمساعدتة...
-يا فندم حضرتك عارف ان الخطه اتسربت عشان كده عصام مجاش مصر من الاساس وكان من الطبيعي ان البنت ومامتها يهربوا!
نظر لها سعد باشمئزاز وقال بفم ملتوي...

-حد قالك اني غبي! انا فاهم كويس اوي اللي بيحصل حواليه بس عشان مشغل معايا حيوانات مش بتفهم!انا مش بخطط السنين دي كلها عشان تضيعوا كل حاجه!
نظر الي الرجال مرة اخري وقال بتهديد...
-لو البنت دي مظهرتش خلال اسبوع بالكتير انا هخرب بيتكم!
رد احد الرجال بقلق...
-تمام يا باشا، يلا بينا...
خرج الرجال الثلاثه لمتابعه بحثهم عن هذه الفتاة التي ستتسبب في قتلهم، فتسأل احدهم..

-يعني ايه المهم اوي في البت دي ماهو خد المطاعم كلها ومضي الراجل على وصل امانه قطم ضهره ومش هيرجعه تاني!

رد الثاني بتحذير...
-واطي صوتك ياغبي! هو مش عايز البنت هو عايز الفلوس اللي في البنك باسمها، اصل ابوها شايل اكتر من نص فلوسه باسمها...
ليستكمل حديثه الرجل الثالث...
-وقبل ما تسأل عايز الفلوس في ايه، الباشا كان ماضي على ورق ارض للمطعم الجديد ومحتاج الفلوس دي عشان يشتريها و في حوار تاني بس انت غبي ممكن تفضحنا مش لازم تعرفوا!
ليقول الاول بضيق...
-ايه الطمع ده!
تأفف احدي الرجلين وقام بضربه على رأسه...

-ما تخرس بقا خلينا في حالنا، احنا نخلص وناخد فلوسنا وخلاص انت سامع؟!
-ماشي ماشي انا مال امي اصلا...

في بيت سمر...
سلوى بتأفف و غيظ...
-يا سبحان الله، يعني انتي يا بنتي مش عاجبك العجب!
نظرت سمر الي الجهه الاخري، عاقدة ذراعيها تحت صدرها بطفوليه...
نظرت سلوى الي ام عزت بغيظ من تصرفاتها!فغمزت لها ام عزت لتهدأ، لتردف...
-يووووة ما تسيبيها يا ام سمر! البت بردوا خافت حتى لو هو نيته سليمه!
شهقت سمى بصدمه ونظرت لهم بغيظ...

-نيته سليمه ايوووه فعلا ده ملاك بجناحين وانا اللي مفتريه و وحشه وبخوف العيال بليل، وبعدين تعالوا هنا مش انا بردوا اللي صغيرة ومش فاهمه! فهموني بقي بتاع ايه اصلا جايبلنا واحد يشوف طلباتنا!

ردت ام عزت ببراءه، وهي تنظر الي سلوى...
-عشان امك طبعا! راجل شهم عرف ان عندها القلب قال ميشحططهاش لا هي ولا بنتها!
جحظت سمر عيناها وابتسمت بلا اي شعور بالمرح...
-شووف ازاي! لا shame on me بجد...
نظرت لها ام عزت بعدم فهم...
-ايه الشامبونيه ده!
كادت سلوى ان تضحك الا انها كبتت ضحكتها وقالت لها بعتاب..
-بنت اتكلمي مع طنط ام عزت عدل! هيكون عايز مننا ايه يعني؟!

رجع تفكيرها الي نظراته الجريئه التي لم يستطع السيطره عليها قبل ان يخفيها بنظراته الغاضبه فتنحنحنت قليلا...
-انا اعرف بقي! اوووف خلاص خلاص هو حر وانتم كمان حرين!
ضحكت ام عزت وامسكتها...
-يابنتي انتي خلقك ضيق ليه كده بس! انا عايزاكي تفهميني مصطفى ده طيب جدا ومحترم ومبيعملش غير الاصول...
اردفت سمر بحنق وضيق...
-وهي الاصول انه يوقف بنات الناس ويقولهم لابسين ايه ومش ايه كأنهم قليلات الادب!

تنحنحت ام عزت قليلا ثم اكملت...
-ما هو انتي بردو يا سمر غلطانه شويه، انتي شايفه المكان اللي احنا فيه وانا عارفه انك متعوده ع كده و كل حاجه ومش عيييب بس المكان بيختلف يعني متقارنيش بين مكان كله فيلال و وجناين بحارة زي بتاعتنا و هنا كله عارف بعده واسهل حاجه الكلام و اللي هيقول هي فاكره نفسها فين وربنا مايوريكي بقا المعاكسات و قله الادب...

تنهدت سمر ونظرت الي الارض وقد بدأت تقتنع قليلا بكلام ام عزت الا ان ذلك لا يعني ان تسمح له بالتدخل وقتما يشاء في تصرفاتها...

في بيت العرابي...
جلست زينب بجوار والدة بلال وزوجه اخيها عبدالله واسمها منال، راقبتها بعقربتها اللامتناهيه و سألت بلا اهتمام...
-انتي بتطبخي ايه انهارده؟
ابتسمت لها منال نص ابتسامه فهي تعلم جيدا ما سيلاحق هذه الكلمات...
-بعمل محشي و فراخ...
مال جانب فم زينب وهو تقول امممم خفيفه...
-بس نقصي الملح بقا، عشان اخر مره كان مالح وتعبلي الكلى...
كبتت منال ردها المنزعج وقالت بضيق خفيف...

-تحبي تيجي تعملي معايا عشان نظبطه سوا!
ردت زينب متظاهره بالتعب...
-لا مرة تانيه انا ضهري بيوجعني!.
دخل بلال ووالده فرموا السلام واستئذن عبدالله لتبديل ثيابه، ذهبت منال خلفه تاركه بلال ليجالسها...
-احم ازيك يا عمتي؟
-الحمدلله يا ابني وانت؟!
-انا كويس الحمدلله، اومال فين ندى هي مش معاكي هنا؟
ردت بلا مبالاه وهي تقف للصعود الي شقتها...
-لا انا بعتها عند الخياط تقيس الفستان الجديد!

ضيق عينيه وسأل وهو يدعي اللامبالاه...
-خياط راجل ولا ايه ده يا عمتي؟
ردت بمكر مقصود فهي تعلم ما يدور بقلب ابنتها نحوه ولا تهتم...
-اه طبعا ده اجدع خياط عليه ايد انما ايه سحر!
اشعل كلامها نيران غيرته واحمرت اذنه غضبا وحنقا على عمته وعلي ندى التي سيعلقها ما ان تقع عيناه عليها!
تركته عمته و هو يغلي و يتوعد لها ولم يستطع البقاء اخرج هاتفه للاتصال بها...
بلال بعنف: انتي فين؟!

ندى بتوتر: ما انا قلتلك هروح اجيب حاجه لماما...
بلال بغيظ شديد: حاجه ل ماما زي ايه يعني؟!
بدأ قلبها يرتعش فهي فاشله في خداعه، اغمضت عينها مستسلمه للامر الواقع قبل ان تسحب نفس عميق وتخبره...
-انا انااا عند الخياط بجيب فستان..
شعرت بالجليد يحيط بها من صوته الذي خلا من المشاعر بطريقه تكرهها...
-ماشي يا ندى! مع السلامه..
-استني...

الا انه لم ينتظر واغلق الهاتف في وجهها، توجه الي غرفته وهو يشعر بالغل و الغيظ واصعبها الغيرة التي تنهش في قلبه، الا انه عزم على خطبتها رسميا ولن يسمع حديثها السخيف عن الانتظار حتى تكبر قليلا! اصغر منها وتزوج وعنده اولاد!
بلال لنفسه: انا هوريكي يا ندى!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة