قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الخامس

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الخامس

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الخامس

في بيت العرابي...
دق باب مصطفى بشده ليستيقظ...
-ميييييين؟
رد صوت فتاة منزعجه من لا مبالاته...
-انت لسه هتسأل ما تفتح الباب...
رد بحنق وهو يرغب في العوده الي النوم...
-امشي يا غادة، انا مش فايق..
ضربت الارض بغضب واردفت بعناد...
-افتح بقااااااا يا اخي!
تنهد مصطفى وذهب لفتح الباب، نظر اليها نظرة يظهر بها انزعاجه...
-نعم!

ابتسمت له غاده وقفزت عليه لتحتضنه، وضعت رأسها على صدره، حسنا ربما لم تصل الي صدره لكنها احتضنته على اي حال، هز مصطفى رأسه على هجومها الطفولي ووضع ذراعه حولها والاخري يضربها على جبينها الظاهر بما يسمي ب الكشاف المصري...
-اااااااه يا ابن ايه يا لذينه! هتعمي يا مصطفى حرام عليك!
ضحك مصطفى على تذمرها وقال...
-ايه بحب اختي!

-بتحب اختك! ولا بتموتها! وبعدين دي ايد دي تضرب بيها واحده ست او اي انسان اصلا يا مفتري!
امسكها مصطفى من ضفيرتها وهو يضحك...
-ست مين يا اوزعه انتي وبعدين الايد اللي بالحجم دي ربنا خلقها عشان تضرب انتي هتفتي!
تأففت وهي تجذب ضفيرتها من بين اصابعه...
-سيب شعري يا رخم، ويلا عشان هتوصلني المدرسه!
-ليه بلال فين؟
لوت شفتيها وقالت بملل...

-متخاصم مع ندى و عامل نايم وهي عامله تعبانه ومش هتروح انهارده معرفش ثانوية ايه دي اللي هناخدها الله يحرقهم!
ضحك على منظر شفتيها واردف...
-يخربيت بوزك ده، ربنا يعين اللي هيدبس فيكي!
نظرت له غادة نظره حالمه وقالت بأمل..
-هييييح بس هو يجي بقا!
عقد حاجبيه وقل لها بضيق وشك...
-مين ده بقا ان شاء الله عشان اكسر رجله واقطع رقبتك!
تفاجأت غادة بانقلاب مزاجه السريع الا انها لم تستطح كبح ضحكاتها..

-انت مجنون يابني! هو طول ما انت اخويا حد هيعبرني ولا هيتف في وشي، روح ياشيخ الهي تعنس زي ما هتعنسني، ده العيال لما بعدي من جنبهم بيجروا ويخافوا يبصولي!
استمر مصطفى بنفس الحده وهو يتوعد لكل من سيتقرب منها...
-ايوة وخليكي فاكره بقي ان اي حد هيفكر يبص لاختي هجيب اجله!
-اووووووف طيب يلا يا اخوي هتأخر يا ساتر انت من كتر ما ابويا بيوقفك قصاد البلطجية قلبت زيهم ولا ايه!
-هشششش وثواني وهلبس...

سلوى بترقب: اهلا يا مراد نورتنا! عامل ايه؟
دخل مراد بالاكياس العديده التي يحملها وهو يتنفس بصعوبه قليلا...
-اهلا ياطنط ده نورك!
خرجت سمر عندما سمعت صوته بسعاده وتوجهت نحوهم...
-ازيك يا استاذ مراد؟
نظر لها مراد وكأنها من عالم اخر...
-ايه استاذ دي؟ اومال ايه اخويا ومش اخويا!
-ههههههههههه ايوة صح...
سلوى بابتسامه وقلب يتمني الخير...
-اتفضل اقعد، روحي يا سمر هاتي عصير بسرعه..
سمر بحماسه: فوريره يا مامتي...

ضحك مراد على طفولتها وجلس مع سلوى المترقبه لكل جديد في ما يخص زوجها..
مراد ليطمئنها: انا متفاءل والله يا طنط انا كل يوم بقرب من هدفي اكتر من الاول وان شاء الله الحق هيرجع لصحابه!
سلوى والدموع تحارب للتغلب عليها قالت بتعب وتمني...
-ياااارب، صعبان عليا يبقي في العمر ده ويتمرمط كده!
-عارف والله يا طنط...
خرجت سمر تقدم له العصير وهي تتساءل...
-هي ايه الكياس دي كلها يا مراد؟
تلعثم بخجل قليلا وقال بتوتر...

-دي شويه حاجات يمكن تحتاجوها...
نظرت سلوى الي سمر حتى لا تتحدث كثيرا، الا ان وجهها تلون وهي تقول..
-مكنش ليه داعي، كفايه مساعدتك طول الوقت ده كمان هتيجي بكل الحاجات دي...
مراد بعتاب ووجه احمر...
-هي في مساعده بين الاهل ولا انتو مش معتبرني منكم ولا ايه!
اسرعت سلوى بالتدخل واردفت...
-لا طبعا ربنا عالم انت زي ابني بالظبط ولو عندي ابن مكنش هيعمل كل ده...

-ربنا يخليكي والله انا بعتبركم زي اهلي بالظبط وربنا عالم معزت الوالد عندي قد ايه!

في المقهي امام بيت سمر...
وصل مصطفى بعد ان اعاد غاده من المدرسه واهتم باحدي المباني التي يشرف على بناءها...
-السلام عليكم...
رد بلال السلام وهو منزعج، تعجب منه مصطفى وقال...
-مالك يااض حاطط الوش الخشب ليه!هي حبيبه القلب منفضالك ولا ايه؟!
بلال بضيق: بس بالله عليك سيبني في اللي انا فيه، وبعدين انت من امتي بتشرف هنا كل شويه متروح مخبأك وتفكك مني!.
اردف مصطفى بكل هدوء..
-انا حر انت هتحاسبني!.

اغتاظ بلال اكثر من لامبالاته بل انه اعتدل على مقعده ليجلس بارتاحيه اكثر، فاردف بلال بحنق...
-انسان لا تطاق..
اطلق مصطفى ضحكه خفيفه وقال...
- مش انت اللي عامل فيها حوريه فرغلي على الصبح وعايش الدور ما تنطق تقول في ايه على طول!
-بنت عمتك هتجنني!منين بتحبني ومنين بتقولي استني!
-يعني اكيد واحده لسه عندها 18 سنه وعايزة تتعلم مثلا!
بلال بضيق: اه يا خفه اصل هي متفوقه وبعدين ما تتعلم بعد الجواز هو انا ماسكها!

مصطفى وهو يحاول مساعدته...
-بص ما تجرب تقولها هي الكلام ده!..
بلال بعزم: ايوة فعلا هو ده اللي هعمله، انا ماشي سلاااام...
توقف قبل ان يرد مصطفى عليه، وقال..
-اه صحيح في وش جديد جه من شويه ودخل العماره بتاعت ال...
سكت بلال وهو يغمز لمصطفي، فقال باستغراب...
-وشكلوا ايه ده بقا؟وعايز ايه يعني؟!
-شكلوا عيل ابن ناس كده وعينه ملونه! عايز ايه فمش عارف بس شكله كده يقول خطيبها...

وقف مصطفى مرة واحده ارهبت من حوله وقال بعنف...
-وانت عرفت ازاي؟
اجابه بلال وهو يصطنع الهدوء...
-يعني اصله كان زي اللي جاي بموسم او زيارة لخطيبته!
كان كلامه يزيد من انفاس مصطفى الغاضبه فبدا كالثور الهائج في هذه اللحظه، فتوجه بغضب نحو البنايه وبلال خلفه يحاول السيطره عليه، صعد على السلالم بسرعه وبلال يحاول تعقيله...
-يابني استني ماتستعبطش، هتروح للناس تقولهم ايه، انت اتهبلت؟!

دق مصطفى الباب مرتين ووقف يأخذ انفاسه وهو يتوعد فان ثبت ان لتلك الجنيه خطيب سوف يمحيه من على وجه الارض!
فتح مراد الذي كان يهم بالرحيل الباب ولكن منظر مصطفى المريب والغاضب وهيئته الضخمه اقلقه و اربكه قليلا، نظف حلقه وقال...
-نعم؟
جاءت سلوى وسمر من خلفه لرؤيه الطارق فاسرعت سلوى بتوتر للحديث معه، عندما رأت انظاره القاتله عالقه بمراد وكأنه سيفترسه اي لحظه...
-مصطفى! اتفضل واقف ليه برا...

ابتعد مراد حتى يدخل وخلفه بلال وهو ينظر الي سلوى بقلق ثم الي مصطفى بشك..
-طيب عايزة حاجه يا طنط ولا اقعد شويه؟
لم يلاحظ احد سوي بلال نظرات سمر المتوتره وقد ازدادت ضربات قلبها عندما رأته...

تسارعت انفاسها قليلا وهي تحاول تمالك نفسها، فقد اعتادت على ردت فعلها تلك كلما رأته، رد فعل نتيجه الخوف! نعم ماذا سيكون غير ذلك؟ غريب ذلك الشعور الذي يداهمها ولا تجد اسم له بجوار خوفها ورهبتها منه! حاولت التشجع والوقوف بزاويه الباب والا تظهر بالكامل امامهم!
سلوى بذوق وادب...
-عايزة سلامتك يا مراد، شكرا على زيارتك الحلوة دي..

تنحنحت قليلا وهي تقول لمصطفي المتأهب للهجوم لا تدري لماذا؟! ولكن يبدو ان هدفه هو مراد المسكين...
-تعالي اقعد يا ابني واقف ليه هناك؟
خرج مراد واغلق بلال الباب خلفه وهو يشعر بتوتر، الا انه اغمض عينيه عندما سمع صوت قريبع الغبي الغاضب!

-مين ده يا حجه؟
سلوى بقلق: ده ابن اختي مراد وجي يسأل علينا، ليه في حاجه؟
رد بلال هذه المرة...
-لا يا حجه احنا كنا بنطمن بس لما لقينا حد غريب يكون بيضايقكم ولا حاجه!
جلس مصطفى عندما اشارت لهم سلوى بالجلوس وهو يمتنع عن النظر الي سمر منتظر ان يهدأ قليلا من الحالة المريبة التي تعصف وتتمرد داخله...
مال عليه بلال قليلا وهو يبتسم لسلوي الجالسه امامه وقال بخفوت...

-هههههه اهدي هتفضحنا، البت هتموت من الخوف منك ههههه وانتي كويسه يا طنط؟
رفع عينيه اليها فوجدها تراقبه بخوف، ابعدت عينيها بسرعه وهي تلعب باصابعها و قد احمر وجهها من التوتر، زفر بضيق فهو لم يفعل شئ لترتعب بهذا الشكل، حسنا لا يهم افضل ان تخاف من ان تعود لافعالها السخيفه!
ليعترض قلبه بشده، اي افعال سخيفه فتلك الافعال حصريه لك!

كانت سلوى تنظر الي مصطفى وتنتظر اما ان يتحدث او يذهب، نكزة بلال حتى يفعل شيئا بدلا من النظر ببلاهه الي الفتاة المسكينه...
الا ان ما خرج من فمه فكاد ان يصيب بلال بسكته قلبيه!
-انا عايز اتجوز بنتك!
شهقت سمر وعندما نظر لها مصطفى وضعت يدها على فمها بعيون واسعه فهي لم تتوقع مثل هذا الطلب!
تنحنحت سلوى وهي تشعر بالصدمه الا انها تمالك نفسها وقالت...
-والله انت فاجئتني بالموضوع ده يا مصطفى!

اعاد نظره الحاد الي سلوى وكأنه يتحداها ان ترفض طلبه دون وعي منه!
لتلحق نفسها بالحديث سريعا...
-اديني فرصه افكر عشان زي ما انت شايف الظروف و كده ههههههه!
تعاطف بلال مع توترها فاردف...
-طبعا طبعا حقك انتي و العروسه تفكروا وتاخدوا وقتكم، انا عارف ان الموضوع جه بسرعه و كده بس مصطفى ابن عمي ده طيب جدا وابن حلااااال...
نظرت سلوى له وكأنها تخبره انه يكذب بعيونها فاكمل حديثه وهو يقسم...

-طيب والله العظيم ده نسمه في البيت!
اراد مصطفى ان يخرسه فقال...
- طيب يا حاجه خدي وقتك وانا هبقي اعدي عليكي اشوف ردك!
بلال بابتسامه ولهفه للخروج...
مع السلامه...
نزل مصطفى وهو غير مستوعب ما فعل للتو!
وقف على الدرج والتفت الي بلال في صدمه!
-ايه ده؟!
زم بلال شفتيه و جحظ عينيه بغيظ...
-ده تخلف اجبلك تاني ولا كفايه اللي عندك؟!
نظر له بحده وقال...
-انا مش طبيعي، انا بيحصلي حاجه غريبه؟

ضحك بلال وامسك بذراعه ليكملوا سيرهم...
-لا مش غريبه، انت وقعت يا حنين ومحدش سمي عليك!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة