قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الرابع عشر

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الرابع عشر

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الرابع عشر

خرجت من افكارها وهي تشعر برأسه تتحرك لليسار لتصبح انفاسه في مواجهة انفاسها...
توقف قلبها عن خفقانه لوهله ثم عاد يخفق لاسفل بشده و سرعه ارهبتها و لكن ليس اكثر من قبلته الاولي لها عندما وضع شفتيه القاسيه الرجوليه مقارنه بشفتيها الناعمتين العذراء التي لم يلمسها احد قبله على ثغرها الصغير...

خرجت اخر انفاسها من بين شفتيها بأنين كان كالسكين في احشائه و كأن اخر صبر كان يملكه قد انجرف مع هذا النفس، ليطبق على شفتيها وهو يضع يد اسفل رقبتها يقرب وجهها منه اكثر والذراع الاخر يحيط خصرها كاملا لتلتقي اصابعه بجانبه الاخر وهو يعتصرها اليه بشغف و عشق بلا رحمه!

غير ابه بحصونها او خططها بتجاهله تماما، و بلامبالاتها هي بتلك الخطط والافكار فقد تهات في عالم لم تزوره من قبل ويدها قد ارتفعت تمسك بياقة قميصه دون وعي..

ظل يخطف انفاسها في قبلات عديدة لا تنقطع سوي للحظات حتى يضمن حصولها على الهواء في رئتيها فيعيد التهام ثغرها الصغير بين شفتيه الغليظة التي لم ولن تشبع منها!

بعد دقائق او ساعات لا يعلم تحديدا، تركها رغما عنه حتى لا يتهور و يرعبها اكثر من ذلك، كانت كالخرقة المبللة تماما فرفعها من خصرها قليلا حتى لا تسقط من بين يديه وهو يبتسم لنفسه على براءتها ووجها الاحمر وعيونها التي ترفض فتحها منذ ان ابتعد عنها من 5 دقائق...
نفس رد فعلها عندما رأته للمرة الاولي وهي تغمض وتخفي عينيها في احضان والدتها وكأنه سيذهب ان لم تراه!

ابتسم ومال عليها يقبل وجنتها وقال بصوت يغلب عليه المشاعر...
-لو فضلتي مغمضه كده هفتكر اني دي دعوة اني اكمل اللي بدأته!
فتحت عينيها في ثواني ونظرت له برعب وهو يبتسم نصف ابتسامه عادتا ما ترهب اعتي الرجال ولكن الحنو في نظراته قتل ما قد تحتويه من رعب!
رمشت مرتين ثم نظرت إلى اسفل، وضع يده اسفل ذقنها يرفعه ثم قال...
-حاسه بأيه؟

حاسه بأيه! هل يقتل نفسه الان ام ينتظر لعل القدر يشفق عليه ويأخذ روحه في تلك اللحظة او تنشق الارض وتبلعه من غباءه!
استمرت في نظراتها لاسفل وقد احمرت اكثر، ما هذا السؤال؟هي نفسها لا تعرف ما هو شعورها سوي انه يسلب عقلها و قلبها كلما اجتمعا معا، حاول ازاله ذراعه من حولها واعطاءها بعض المساحه...
ولكنه قال بمرح غير ابه لمحاولاتها...
-في كيميا غريبه بينا وبين الباب!

هزت رأسها لتخبره بانها لا تفهم فتركها حتى يرحمها من خجلها قليلا وعقد ذراعيه امامه، ان كان هذا تصوره عن الرحمه فهو مخطأ تمام فما زادته تلك الحركه الا هيبه و رعبا ليردف...
-مش فاهمه ايه بالظبط!
تنحنحت وقالت بخفوت...
-كل كلامك!
ضيق عينيه بغيظ وقال...
-انهي لما قلت اني عايز اقرب منك على طول ولا انك بتقلبي حياتي...
خجلت وقالت بتوتر...
-اقصد كيميا الباب...
ابتسم بمكر وهو يشير بينهم...

-مش واخده بالك ان مواقفنا الحلوة ورا الباب بس!
فهمت معني حديثه وتذكرت حادثه المكتب خلف بابه والان قبلتها الاولي المسروقه خلف الباب!
مسروقه نعم، كما تريد ان تقنع نفسها! فقد كانت راضيه جدا جدا، بشكل يجب ان تخجل منه، ليعاتبها قلبها ولكنه زوجك لما لا؟ ليعود صوت عقلها يذكرها باهماله لها طوال هذا الاسبوع...
تغيرت ملامح وجهها من الخجل إلى الضيق لتقول بصرامه...

-واضح اني بقلب حياتك وانا قدامك بس غير كده شكليات...
استدارت لتفتح الباب والخروج ولكنه منعها من ذلك بان وضع يده على الباب، فاردف بتحذير..
-بصي يا سمر انا ماليش في شغل الحريم ده وكلامهم، ومش مستعد اقعد احل في فوازير خليكي واضحه وقولي على طول في ايه؟!
عقدت ذراعيها وقد قررت عدم اللف و الدوران فهذه العلاقه ستنتهي عاجلا ام اجلا!
-انا فهمه كويس اوي ايه الغرض من كتب الكتاب ده!

عقد ذراعيه هو الاخر قبل ان يقول...
-اتعودي وانتي بتكلميني تبصي في عنيه هي فوق هنا مش في بطني...
نظرت له بغيظ فاستكمل وهو يهز رأسه وكأنها ارضته الان...
-غرضه ايه بقا يا ام العريف!
ردت بكل ثقه وكأنها حلت مشاكل العالم الثالث اجمعه...
-عشان تحميني طبعا ومتحسش بتأنيب ضمير من نحيه ماما...
هز رأسه يحاول استوعاب إلى اين يتجه هذا الكلام...
-اه كملي!
فتحت ذراعيها لترمي بيدها في الهواء وتقول بضيق...

-بس كده هو انا بحكي حدوته!
رفع حاجبيه وقال بهدوء حاد نسبيا...
-ايوة انا مالي ومال امك يعني!
تأففت وهي تجيب...
-عايز تراضيها عشان ضميرك ما يأنبكش انك اتخليت عنا في ظروف زي دي...
رفع يده ليحركها امام عينيها وهي تنظر له باستغراب ثم وضع يده على جبينها يتأكد من كون حرارتها هي المتحدثه ام انه مجرد غباءها...
اممم لا اثر للحرارة، الغباء فليكن، شيئا مشترك بينهم الان!
دفعت يده بغيظ من سخريته فقال بصوت حاد...

-طيب لو عندي تأنيب ضمير نحيت امك، كان اولي اتجوزها هي بقا!
رفعت اصبعها في وجهه بتحذير...
-اتكلم كويس عن ماما ولم نفسك!
تجاهلها تماما وكأنها لم تتحدث ليردف...
-ثانيا انتو مش من بقيت اهلي عشان ابقي عليكم او اتخلي عنكم! انا لو واقف جنبكم فده مش عشان ضميري خالص انا واقف معاكم بمزاجي ولاسباب انانيه هدفها اني اوصلك و بعيده تماما عن الافكار النبيله اللي خيالك مصورهالك دي!

ردت بغيظ: لا بجد طيب ممكن اعرف متصلتش بيا طول الاسبوع ليه؟!
وضحت الصورة امامه الان فقال بغضب وغيظ كان يحاول كتمانه...
-وانتي متصلتيش ليه؟
نظرت له وكأنه مجنون...
-واتصل ليه! انت الراجل!
-يعني ايه انا الراجل! وانتي مش بتتصلي بالزفت مراد!
اجابت بغضب وحده...
-متقولش زفت وايوة بتصل بس...
قاطعها بصوت جامد وحاد كالجليد ينذر بصدق شرورة...

-مفيش بس! وخدي بالك انتي دلوقتي عي ذمتي يعني اي مكالمه زياده ولا حركه واحده غلط من نحيته هكسر رجليه الاتنين ولو حصل وانتي اللي كلمتيه وعصيتي كلمتي هكسر ايديه ورجليه برده ويبقي انتي السبب!
نظرت له برعب وذهول من تهديداته الصادقه بشكل ارعش قلبها، فاخذت نفس عميق حتى لا تجهش في البكاء وتظهر كالطفلة امامه!..
نظر لها مصطفى بغضب اكثر وهو يري ارتعاش شفتيها ولكن هذه المرة لمحاربه دموعها!

رفع يده ليلمس رأسه ويهدئها، الا ان دموعها اخذت تسيل وتنهمر بقوة لتجهش في البكاء بصوت خفيف وشهقات عاليه صدمته! هل ارعبها إلى هذا الحد ولكنها وقفت بجرأه تهدده منذ دقائق! هل كل الإناث بهذا الشكل ام جنيته فقط!
توتر مصطفى وهو يري بكاءها وشعر بنخزة في قلبه، رفع ذراعيه ليمسك بكتفيها ويقربها منه فأحتضنها بحنان وكأنها مصنوعه من زجاج قد ينكسر بين يديه في اي لحظه...

ارادت ازاحته بغضب مرة ولكنه اطبق عليها وقال...
-بس بقا اهدي، بتعيطي ليه طيب!
اجابته بصوت باكي...
-عشان انت بتخوفني وانا مقدرش مكلمش مراد بابا بيتصل بيه اكتر مننا احنا!
زفر بحنق على تسرعه وقال...
-لا ماتخافيش على فكرة انتي مراتي، انا عمري ما هأذيكي!
-بس هتأذي مراد...
شعر بغضبه يرتفع مره اخري فصك على اسنانه بغيط وهو يقول...
-يعني كل خوفك على زفت مراد!
اجابت بصدق و صوت متقطع...

-لا وكمان خوفي اني معرفش اتواصل مع بابا او ان مراد يزهق ويتخلي عنا!
وضعت يدها على وجهها لتستكمل بكاءها...
فربت على شعرها برقه تتنافي معه وقال بهدوء وخفوت...
-متخافيش اه انا مش بطيق مراد ده بس هو اصيل وبيحب ابوكي، ده غير اني هقلب الدنيا لحد ما ارجع ابوكي ده وعد مني!
نظرت له بشك تبحث عن الصدق في عينيه حتى وجدته فهزت رأسها بالموافقه، على ماذا؟ لا تعلم!
امسك يدها يقبلها ثم مسح على وجهها واكمل...

-ممكن متعيطيش بقا وانا موافق تكلمي مراد بس بشرط!
نظرت له بقلق وتوتر واحمرت خجلا، فعلم اين تتجه رأسها...
فابتسم وقال باصرار...
-تتصلي ليا اكتر منه ولو هتتصلي بيه كلميني قبلها وبعدها...
-طيب ولو نسيت وكلمتك وانا باكل عادي ولا استني بعده!
كان هذا ردها الساخر على شرطه ولكن نظره حادة منه، جعلتها تزم شفتيها كالاطفال وتعقد ذراعيها بعد ان مسحت دموعها لتقول...
-خلاص! اللي انت عايزة...

كاد ان يخبرها كم يحبها وهي عاقله ولكن دقات الانذار اتته سريعه على الباب...
جذبها بعيدا عن الباب وفتحه بسرعه اخذ خطوة للخارج وهي وراءه بينما اتجه بلال إلى ندى الذي اصبح وجهها كلون فستانا الاحمر و تتظاهر بالاكل!
دق باب السطح مرة ثم فتحته منال وسلوي، نظرت منال بشك بينهم ثم نظرت إلى سلوى و كأنها تطمئنها انه لم يأكل ابنتها!
سلوى بخجل بسيط وابتسامه...
-يلا يا سمر اتأخرنا، سلمى على جوزك ويلا...

رفعت سمر يدها وقلبها يدق من ما حدث للتو وكيف كان سينكشف امرهم وشعرت بخجل وهو يصافحها ويضغط على يدها، فقالت بخفوت
-مع السلامه...
-احم مع السلامه، كلميني قبل ما تنامي!
هزت رأسها بالموافقه وتوجهت مع والدتها للرحيل...
يجب عليه ان يسرع اكثر في الحديث مع والده عن حكاية والد سمر ومشاكلهم وامر انتقالهم هنا معهم والذي كان يأجله حتى يضمنها في عصمته وتحت طوعه!

غدا بعد مشواره الهام مع ذلك المدلل صاحب الارض المجاورة لهم والذي يلح عليهم بترك الارض لانه ينوي شرائها ولان الجار اولي بالشفعه ولكن ما اغاظه انه ليس مالك الارض الفعلي وانما يبقي قسطا عليه لم يسدده بعد!..

في مكان ووقت اخر...
رن هاتف سعد فتعرق وتوتر من هذا الرقم الغريب الذي يحفظه عن ظهر قلب!
ابتلع ريقه وهو يرد سريعا على الهاتف...
-ايوة يا باشا، ازي صحة معاليك؟!
اغمض عينيه من الرد الذي يسمعه ومسح على رقبته بتوتر...
-لا يا باشا ارجوك، فلوسك هتوصلك قريب، انا في موضوع في ايدي هخلصه بس محتاج وقت قصير وانا هجمعلك المبلغ كله...

تم اغلاق الهاتف في وجهه بعد ان اخبره هذا الباشا بانها فرصته الاخيرة ليشتري عمره من جديد!
رمي بالزجاجه امامه نحو الحائط لتنكسر مائه قطعه ليصرخ بغيط ويشد في شعراته الرماديه...
-انا لازم اعمل كل حاجه بنفسي يا اغبيه؟!
انتفضت نادين الجالسه خلف مكتبها من ثورته وانتظرت حتى يهدأ قليلا...
-سعد باشا مش كده صحتك!
ليرد بحده وغضب...
-صحة ايه ونيله ايه! بقولك هيقتلوني لااا هيقتلونا كلنا...

اخذت نفس ببرود وانتظرت حتى تهدأ نوبته، فنظر بحده إلى برودها، واردف...
-طبعا الهانم مش في دماغها وكل يوم مع واحد شكل لكن نيجي نشتغل ونفكر في حياتي اللي بتضيع، لاااااااا ازززاي؟!
ردت بهدوء يعكس برودها...
-اولا حياتي الشخصيه ماتخصش حد غيري، ثانيا لولايا انا مكنتش هتقدر تعمل اي حاجه مع شريكك او توصل للناس الكبيرة دي حتى!

نظر لها بغيظ فهي من دبرت بمهارة طريقه وضع اوراق بيضاء بين اوراق عصام باعتبارها المساعده الخاصه بهم!

ولكنها ايضا السبب في تعرفه على هؤلاء الناس وعرفته على اسرع طرق لكسب الاموال، كان اقصي احلامه ان يمتلك المليون والان لديه بدل المليون 5 الا انهم غير كافيين لانقاذ حياته على الاقل 15 مليون اخري عليهم لشراء حياته والتخلص من تلك الورطه!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة