قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الخامس عشر

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الخامس عشر

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الخامس عشر

وقف مصطفى و بلال يتناقشون مع صاحب الارض المجاورة انور في امر ابعاد ذلك المعتوة الذي لم يسدد ما عليه من اموال ولديه الجرأة على ارسال رجال للتحدث إلى مصطفى بترك الارض التي تجاور ما يطلق عليها ارضه واخباره انها تخصه، ليردف انور...
-والله يابني هو راجل مقتدر الصراحه وناقص عليه مليون جنيه من تمن الارض واهو مشعلقني من ساعتها لا سدد ولا نيله...

رد مصطفى بتأني: الله طيب مش بيسدد ليه فلوسه طالما مقتدر...
-مش عارف والله يابني في ناس بيقولوا فلس وناس بتقولك كان عنده شريك ومن ساعه ما مشي خد كل اللي معاه!
هز مصطفى رأسه وقال بضيق...

-انا ميهمنيش كل ده انا مش هنسبه انا بس جيلك عشان توصله رساله صغيرة، قوله الارض اللي عليها اسم دياب العرابي مش بتتغير الا بمزاجه والعمارة احنا هنطلع بيها برضاه او غصب عنه هنبنيها انا بس كنت مستني الرخصه تطلع واهي بقت في ايدي، فقوله بقا يخبط دماغه في انشف حيطه، وعيب تتكلم على ارض جيرانك وانت لسه مسددتش تمن اللي مفروض هتبقي ارضك يعني انت متشعلق بين سما وارض!

-ويقولي ليه ما انا سامع كل حاجه اهوه!
اتاهم صوت من خلفهم، فاستدار مصطفى وبلال يراقبون ذلك الواقف بكل عنجهية و بفمه سيجار كالذي يروه في الافلام تماما!
عقد بلال ذراعيه وهو يقول بثقه...
-طيب الحمدلله يبقي احنا كده مهمتنا انتهت، مع السلامه...
لتأتي ضحكه ساخره من امرأه حادة النظرات كالثعلب بجواره...
-مهمه ايه بقا دي اللي انتهت بالظبط، انتو كده بتنتهكوا حقنا...

كاد ان يجيب بلال فوضع مصطفى يده على صدره لاسكاته وتقدم خطوتين نحوهم وفي كل خطوة كان رجلي سعد خلفه يحسبون لها الف حساب وحساب في حال فقد صبره وانهال على سيدهم بالضرب!

نظر لهم بعيونه الضيقة بتأني وهو يرمق تلك الفاقدة للأنوثة حتى مع جمالها التي سيعده اي حد من الجمال المتميز ولكنها تشعره بالاشمئزاز لا اكثر خاصا عندما رفعت ذلك الحاجب الرفيع المنمق و بدأت تتوغل بنظراتها المريضة عليه بطريقه فاقت كل جراءة راءاها في امرأه من قبل، وقال بهدوء ينذر بشر وقله صبر...
-انتهكنا حقكم؟ انهي حق بالظبط؟!..
اشار باصابعه حوله وقال بتهكم وثقه...

-بص حواليك انت في ارضي وابقي جيب رجاله تكلمنا بعد كده لان واضح ان المدام هنا نظرها ضعيف...
ضحك بلال بسخريه وهو يتشفي في تلك الحيزبونة وقد اشتعل وجهها من الغيظ او امر اخر لا يريد الغوص فيه!
ابتسم سعد وهو يهز رأسه...
-بس دي كانت هتبقي ارضي من قبلك وكان ليا الاولويه...

-واضح ان حضرتك مالكش في شغل الاراضي اوي، فانا هوضح لك حاجه صغيرة هي انك عايز ارض اتكلمت عليها مش مهم ابدا ؛ عايز ارض واتكلمت ودفعت فلوسها وعقدها في ايدك، يبقي مبروك عليك يا كبير!
جز سعد على اسنانه وهو يقول بتحذير..
-بلاش كلام فارغ، انا مش صغير في السوق وفاهم كويس و مش واحد في سني انا هيبص لكلام واحد زيك...
رفع حاجبه المقطوع و قضب جبينه وهو يشير إلى عقله..

-واحد زيي يوزن 10 الاف واحد زيك بس واضح ان السن غلب عليك فعلااا!
اغتاظ سعد بشده وهو يصيح به مستندا على حمايه رجاله خلفه...
-اسمع يا ولد انت كويس انا ميهمنيش جو كينج كونج اللي انت عايشه ده وعذرك لان انت لسه شباب وعنفواني لكن لازم تعرف ازاي تتكلم و تقف قدام سعد الراوي!

صدم مصطفى وشعر كأن دلو من الماء المثلج قد سكب في وجهه، نسي العالم من حوله وهي يتذكر دموع سمر بسبب ذلك المعتوة، افاق بعد لحظه على يد بلال و التي اشتدت على ذراعه بتحذير، اخذ نفس عميق وهو يقتل ذلك الحقير بعينيه و لكنه قرر استكمال الحوار حتى لا يهرب من تحت ضروسه فالقدر كان حليف له في العثور عليه سريعا وبدون اي جهد!

كانت عضلات جسده تشتد وترتخي وحدها من شده غضبه وعروقه نافرة لا تراها سوي عيون متفحصه له بشده كعيون نادين المعجبة بهذا الشخص البالغ القوة والوسيم بطريقته الخاصه، وهوسها المريض بذلك النوع من الرجال بسادية لا تحسد عليها!

نظر لها بلال بقرف وهو يتدخل...
-والله كان نفسي نكمل كلامنا بس احنا ورانا مواعيد ولو عايز نتكلم في موضوع الارض اللي تعباك اوي كده فرقم تلفونا مع انور...
ليرد سعد بثقه: اكيد طبعا انا لسه موصلتش للي عايزة! هبقي اتواصل معاكم عشان نحدد معاد ونشوف الموضوع ده ويكون في علمكم انا مش هتخلي عن الارض دي!

رد مصطفى بابتسامه مجبرة...
-و ماله، عن اذنكم...

صعدا إلى سيارتهم مع احد رجالهم و ما ان اغلق يلال الباب حتى التفت بصدمه إلى مصطفى الذي اسرع بالانطلاق ورأسه مشتته وبها الف فكرة و فكرة، ليقطع بلال الصمت بعد فترة...
-انت مصدق اللي حصل ده!
ابتسم مصطفى بغيظ وهو يقول بثقه...
-وقع و محدش سمي عليه!
ليأتيهم صوت رجلهم من الخلف...
-هو الراجل ده كان عايز منك ايه يا درش...
نظر له مصطفى في المرآه وقال بلا مبالاه...

-الراجل صاحب الارض اللي جنبنا وعامل مشاكل معانا...
حك الرجل رأسه وهو يقول بتحذير...
-بس الراجل ده جامد اوي وفي ناس تقيله وراه...
ليتساءل مصطفى...
-انت تعرفوا؟!
-لا بس بيني وبينك، حد من رجالته اتثبت من فترة، كان بيتنطط على شويه صيع قاموا معلمين عليه وسرقوا عربيته اللي هي عربيه البيه بس اتفتح لهم طاقه القدر لقوا حته اثار في شنطه العربيه، وبتوع الاثار دول يتخاف منهم ومنصحكش تتعامل معاه...

نظر بتفكير إلى بلال الذي بادله النظرات ليطلب من رجله بهدوء...
-انا عايزك تعرفلي اكتر عن الموضوع ده وفي ظرف يومين او تلاته تكون مجمعلي معلوماته كامله...
هز الرجل رأسه بالموافقه واشار إلى عينه اليمني ثم إلى اليسري...
-من عنيه...
اخرج مصطفى هاتفه لمهاتفه مراد الذي رد بعد الرنه الاولي...
-الو يا مراد، فاضي؟
مراد باستغراب...
-ايوة في حاجه ولا ايه؟
-انا شفت سعد الراوي و كان معايا من شويه!
اسرع مراد بغضب وقلق...

-انت رحت له؟ اوعي تكون وقعت بلسانك انك جوز سمر!
زفر مصطفى على شكه بذكاءة وولاءة...
-مراد ما تستفزنيش اكيد طبعا مجبتش سيرة سمر وما روحتش لحد انا هو اللي وقع في طريقي، عشان كده بقولك لازم نتقابل!
تنفس مراد الصعداء وقال بهدوء نسبي...
-نص ساعه وهكون في بيت مدام سلوى هستناك...

بالرغم من انزعاج مصطفى من حضورة المتواصل والذي اصبح شبه عادي فالفتي يعزم نفسه و كأنه يمتلك الدار الا انه تذكر حديثه الاخير مع سمر فهدأ قليلا وقال...
-ماشي هتلاقيني هناك...
شد على بنزين السيارة على امل الوصول قبله!

ما ان وصل إلى منطقتهم حتى اتاه اتصال من والده...
-الو يا حاج...
-انت فين يا مصطفى، عايزك؟!
اغلق عين واحده بغيظ وقال...
-انا هنا يا حاج، هو في حاجه ولا ايه؟!
-لا بس انا عايزك في كلمتين!
-طيب ينفع ساعه واجي ولا لازم على طول؟!
قال دياب بنبرة ناهيه وهو يظن بهروب ابنه...
-اطلع يا مصطفى انا مستنيك!
ومع ذلك اغلق الهاتف...
زفر باختناق وقال لبلال...
-كلم مراد وقوله يستني نص ساعه وراجع هشوف ابويا عايزني ضروري!

هز بلال رأسه بالموافقه و عمد إلى فعل ما يريده...

ظلت افكاره تدور ويرتبها ؛ فعقله يعطيه نبذه عن سبب رغبه والدة في حضوره، فقد ماطل لعده ايام ولكن والده ليس بالصغير...
دلف إلى شقتهم وجد غادة تقرأ احدي مجلاتها و ترتدي فستان قطني قصير نسبيا وربع كم مخالف لما اعتادت على ارتداءه، قضب جبينه ولكنه عدل عن سؤالها فهي في المنزل ولكن اخويته لكزته لسؤالها عن احوالها لفهم مثل هذا التغيير وهي الاخت الصغيرة الرقيقه الفاقدة لامها لتوعيتها...

تركها ودخل إلى والده وقد قرر محادثتها بعد الانتهاء معه، رأي والده يجلس على مقعده ويسبح وهو يرفع نظره اليه، فقال بادب..
-السلام عليكم...
اشار له للجلوس و هو يرد السلام...
-وعليكم السلام، اقعد يا مصطفى...
جلس مصطفى وهو يشعر بتوتر برع في إخفاءه...
-ايوة يا حاج اؤمرني...
-ما يؤمرش عليك ظالم يا ابني، احمممم احكيلي!..

قالها دياب وهو ينظر بدقه إلى عيون مصطفى و كأنه يتحداه ان يصطنع عدم الفهم او المراوغه الا ان مصطفى لم يعتد عليهما فقال بصدق...
-عايز تعرف ليه اتجوزتها بسرعه و لا ليه والدها مسافر و جم هنا؟!..
ابتسم له دياب وهو يشعر بفخر لصدق ولده، فاردف براحه...
-الاتنين...
-تمام شوف بقا يا حاج...

سرد عليه مصطفى اسباب سفر والدها وكيف خسر املاكه لشريكه المخادع والذي رفع قضيه بوصل امانه ب 50 مليون جنيه حتى لايستطيع ان يخطو خطوة داخل مصر ويستطيع اللعب على عائلته فقد كان يعلم بوضع عصام في حساب ابنته سمر مبلغ 10 مليون جنيه، وهو يسعي للحصول على هذا المال مقابل التنازل عن القضيه وتقطيع وصل الامانه وكيف ان والدها يخشي ان يكون له نوايه سيئه ولا يريد لابنته ان تخطلت به، فاخبرهم بالاختباء مع مراد الذي انقذهم في هذا الوضع وهو من اكتشف خديعتهم وانذر والد سمر وترك امر هذه المشكله لهم ومراد يحاول ان يلملم اي دليل من ورائهم قد يفيدهم ويبقي كعين لهم مع هذا الشريك...

هز دياب رأسه بفهم وهو يفرك ذقنه بتفكير عاده ورثها مصطفى عنه، وسأل...
-وكتب الكتاب اللي اتكروت ده؟
احمرت وجنتيه قليلا وهو يجاوب دون ان ينظر إلى والده...
-اصل انا كنت عايز اجبهم في الشقه اللي فوق قدام عمتي هي و ولدتها عشان يبقوا تحت عيني وابقي مطمن خصوصا انها كانت هتتخطف مرة وقدروا يوصلوا ليها...
نظر له دياب يدرسه ثم ابتسم...

-ضمنت البنت خلاص على ذمتك ؛ متخلهاش تعرف بقا ان كان ممكن نديهم شقه في العمارة بتاعتنا اللي قصادنا!.
هز رأسه وقال مدافعا...
-احم بس الحارة كانت هتتكلم وتستغرب!
ليرد دياب بحنان و ثقه...
-انا فرحان انك لقيت اللي تميل ليها، بس متكذبش على نفسك او عليا، انت عارف ومتأكد ان محدش يقدر يجيب سيرتنا لانهم عارفين احنا ايه!
نظر مصطفى بخجل و حرج إلى الناحيه الاخير وهو يهز رأسه بالموافقه...
ليأتيه صوت دياب بحده...

-بص في عنيه، الحب قوة مش ضعف، استغله للاحسن، بس سؤال صغير عشان اطمن؟!
-سمر بتحبك او موافقه برضاها...
ضيق مصطفى عينيه على هذا الاتهام هلي يظنه بلطجي ام ماذا (لا خالص بعد الشر ياخويا)، ولكن ما ان فتح فمه ليدافع و يلوم والده، رفع دياب يده ليخرسه قبل ان يتفوه بكلمه، ليقول بضحك...
-خلاص الاجابه وصلت!
فرك اسفل ذقنه وهو يهز رأسه يمينا ويسارا وابتسم...
-ماشي يا حاج، اللي تشوفه!

تنحنح فهو على نار يريد الذهاب إلى مراد! اممم حسنا من يخدع يريد الذهاب ورؤيتها قبل كل شئ و يا حبذا لو يستطيع اقتطاف احدي ورود شفتيها!
رفع حاجبيه وقال زياده تأكيد...
-يعني اقولهم يجوا من بكرا يا حاج؟..
ابتسم له دياب و هز راسه وهو يقلب في سبحته..
-ومن النهارده لو عايز!
-تمام...
شعر بسعاده تنتشر بداخله على مساعده والده وعدم تعقيده الامور ليس وكانه قد شك في رده ولكن القلق كان حليفه منذ ان عرف تلك الجنيه!

دلف إلى الخارج فوجد غاده تجلس بجوار زينب ووجها احمر من الغيظ فوصل إلى اذنه جمله غاده المحذرة...
-ماتخليش مصطفى يسمع عشان هيزعل...
لترد زينب بكل وقاحه وثقه...
-يعني اضحك على ابن اخويا، انا عايزة مصلحته...
تدخل مصطفى بحده وهو يتساءل...
-مصطفى ميزعلش من ايه بالظبط!..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة