قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثاني والعشرون

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثاني والعشرون

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثاني والعشرون

اغلق مراد الهاتف وهو يرغب في القفز من الفرحه اخيرا سيحظي بفرصه لمقابله تلك الصغيرة التي اقلقت منامه وتفاجأه في كل احلامه تخطف قلبه وتهرب بضحكاتها الموسومة في روحه...
عاد إلى والدته سريعا ليتأكد انها اخذت علاجها وتناولت طعامها...
-ايه يا ست الكل اكلتي ولا لسه بتدلعي...
ضحكت والدته ما ان وقعت عيناها عليه وهو نور عينيها وابنها الوحيد...

ماجده بحب: انا فطرت متأخر معلش يابني مش هقدر اكل، انا هغرفلك بسرعه...
امسكها مراد بسرعه...
-لا يا امي خليكي انا مش جعان ومستعجل وشكلي هتغدي عند ام سمر...
اعتدلت على سريرها لتتساءل بأسي...
-وهما عملين ايه دلوقتي يا ابني، ياحول ولاقوة الا بالله يارب مش عارفه الزمن بقي وحش كده ازاي وكله بياكل كله...
ربت مراد على كفها ليردف بإطمئنان...

-متقلقيش يا ماما انا حاسس ان احنا قربنا نلاقي حل نرجع الحج عصام بيه، دعواتك بس...
-ربنا يوفقكم يابني ويرجع الراجل المحترم ده بالسلامه ويحميك يابني من كل شر على قد ماقلبي بيوجعني من خوفي عليك على قد ما انا فرحانه بيك واللي بتعمله...
-طبعا يا ماما الراجل ده ليه جميل في رقبتي ليوم الدين ومهما حصل مش هعرف اردهوله...

احتضنته والدته بوابل من القبلات والدعاوي ليحفظ الله طريقه ويوقعه في الزوجه بنت الحلال لتنعم بحفيد في القريب العاجل...
ضحك مراد ليردف بخفوت..
-يابركة دعاكي يا امى!.
-بتقول حاجه يابني؟!
-لا يا امي بقول ربنا يخليكي ليا، همشي انا بقي لو عايزة اي حاجه اتصلي بيا تمام...
-ماشي ياحبيبي وانا هنام شويه لحد ما ترجع...
قبل رأسها بحب وربت على يداها قبل ان يدثرها في فراشها ويذهب إلى ملاكه المنتظر...

في بيت العرابي...
وضع بلال يده على رأسه ليردف...
-انت متأكد من اللي في دماغك ده!
زفر مصطفى ولم يجيبه، ليردف بلال بغيظ...
-ما ترد بقي يا ابني...
نظر له مصطفى بضيق ليردف بانزعاج...
-عندك حل تاني؟
-لا معنديش بس البت دي شكلها شمال اوفر دوز يعني مش سهله تضحك عليها بكلمتين وممكن يحصل في الامور امور، وبعدين ايه رأي سمر في الموضوع ده؟

ابتسم قليلا وهو يتذكر رقتها ويتمني من كل قلبه ان تغار عليه بالفعل ولكنه اتخذ قرار بعدم اخبارها...
اردف بامر لا يتقبل المعارضه...
-كلم سعد يا بلال بكره عايز اقابله في مكتبه...
ما هي الا دقائق حتى اخذ بلال معاد من تلك المشعوذة للقاء سعد لمناقشه صراع الاراضي بينهم...
وضع بلال يده بجانبه وهو يحذره...
-مصطفى الموضوع دع كبير على الاقل قول لمراد!

-الله انت بتزن كتير كده ليه هي ندى اثرت عليك ولا حاجه ماتهدي كده ؛ انا اصلا هكلمه انهارده وهتفق معاه...
ليرد بلال باستغراب...
-ما مراد تحت يابني...
نظرت له بحاجبين معقودين ليردف...
-تحت فين؟
-عند سمر انا مسلم عليه وانا طالع، انا بحسبك عارف...
غلت الدماء في عروقه، كان يجب ان يستأذن منه قبل المجئ إلى بيتهم وبالاخص إلى زوجته! هذل تمادي لن يسمح به ابدا!

ترك بلال ليهب كالعاصفه ينزل إلى سمر ليري ما سر هذه الزيارة الغير مرغوب بها!

قبل ساعه عند شقه سمر...
دلف مراد بتوتر وابتسامه ترتسم وجهه البشوش...
-السلام عليكم، ازيك يا طنط؟
-الحمدلله وانت؟
خرجت سمر و غادة مسرعين ووجه غادة مغطي باللون الاحمر خجلا...
سمر بسعاده...
-ازيك يامراد، ميرسي اوي انك جيت!
نظر إلى غادة بابتسامه طفيفه ثم إلى سمر...
-تمام ولا يهمك انتو اؤموني...
-هههههههههه مايؤمرش عليك ظالم على راي طنط ام عزت...

ضحكت غادة وهي تستمع إلى تلك الجمله من سمر فابتسم مراد وكأن عصافير النهار تزقزق امامه، ايعقل ان يحبها بتلك السرعه؟!
لاحظت غادة نظراته فخجلت اكثر، قبل ان يردف مراد بهدوء يخالف ما بداخله...
-ازيك يا انسه غاده؟
اردفت بخحل...
-الحمدلله يا استاذ مراد، انا متشكرة جدا انك وافقت تساعدني!
ردت سمر سريعا...
-يابنتي مراد محترم جدا وبيحب يساعد الناس الشطرة اللي زيك...
سلوى بابتسامه وهدوء...

-ادخلوا يلا على السفرا وتعالي ياسمر خدي عصير لمراد وغاده وسيبيهم يركزوا عشان منأخرش مراد...
غمزت سمر لغاده بهدوء فكبتت غاده ضحكتها وهي تدعي الله ان تنجح تلك الخطه وان يحبها مراد بالفعل! ففارق السن يقلقها للغايه، وتخاف ان ينظر لها كمجرد طفله...

جلست نصف ساعه تحدق به بحب وهيام ولم تفهم حرف واحد مما يقوله ولكنه ابهرها بصبرة وكلما وجدها لا تستوعب يعيد ويزيد لها، فوبخت نفسها لتهتم بكلماته حتى لا يظنها بطيئه الفهم الايكفي تلك المخاطره التي تخشي ان يكتشفها مصطفى!
جلست سمر في كرسي الصالون وهي تتابع مراد وغاده من على بعد ويدها على قلبها تخشي من علم مصطفى بالامر...
ولكن القدر لم يكن في صفها اليوم فقد سمعت خطواته الفجة قبل دقاته على الباب...

التقت انظار غاده و سمر بهلع تعجب له مراد قليلا...
توجهت سمر سريعا إلى الباب على امل انقاذ الموقف، اخذت نفس عميق وفتحت الباب بابتسامه واسعه...
كان وجوم وجهه كافيا لإخبارها بحالته المزاجيه، رفع مصطفى حاجبه على تلك الابتسامه الواسعه بشكل مبالغ فيه ولم يعتاده منها...
سمر بسعاده شبه مصطنعه فبرغم من افعاله وغضبها منه الا ان قلبها يرفرف دائما وقتما تراه...
-مصطفى! احم عامل ايه؟

حسنا هناك امر يدور من وراءه لامحال، ولكنه سيطر على اعصابه حتى لا تخاف منه...
-الحمدلله هو مراد هنا؟
سمر بتلعثم: مراد اه هنا، ليه هو فيه حاجه؟
مال برأسه إلى اليمين هل هي غبيه ام تصطنع الغباء؟! لكنه اردف بهدوءونظرة ذات مغزي...
-لا انا كنت عايز اتكلم معاه شويه بس اتصدمت انه هنا، انتي شايفه ايه؟!
اعادت شعرها إلى الوراء وهي تنظر له بتوتر...
-انا اسفه كان المفروض تعرف صح؟

تنهد مصطفى يبدو ان الطريق طويل امامها لتتعلم، لكن لايهم مادامت ستحاول فاردف بهدوء...
-ايوة يا سمر كان المفروض اعرف طبعا!
لتردف بحزن مصطنع وانكسار تعلم انه سيؤثر به...
-ازاي فلتت مني دي ده بيتك و...
-لا ياسمر مش بيتي، انا لازم اعرف لانك مراتي!
رمشت بخجل وهي تفكر في حل لتمنع ثورته لتردف بصدق...
-حاضر، اصل الصراحه بس من غير ماتزعق!
اقلقه حديثها لينتابه الفضول ليردف...
-قولي مش هزعق!
فركت اصابعها لتردف...

-لا احلف الاول عشان انا عارفه انك هتزعق...
ليردف بعصبيه...
-الله ما تقولي على طول في ايه؟!
لوت شفتيها لاسفل وهي تشير له...
-انت لسه معرفتش وبتزعق اهوه!
وفر بحنق وقال بابتسامه مصطنعه...
-لا مش هزعق يا سمر، ممكن تقولي بقي؟!
عضت على شفتيها ونظرت له بتوتر...
-انا كلمت مراد بس غاده ملهاش ذنب انا كنت عايزة اساعدها!
تغيرت ملامحه إلى عدم الفهم ليأتي صوت سلوى من الخلف...

-ايه قله الذوق دي يا سمر موقفه جوزك على الباب كده، ادخل يا ابني!
دلف مصطفى ليجلس فلمح مراد يجلس على السفره ويفر في بعض الاوراق بجانب غادة...
فهم الامر على الفور بانها استعانت به لحل مشكله ضعف غاده للرياضيات ولكن ما لا تعلمه ان دروس غاده تتم على السطح امام انظاره هو او بلال...

انزعج من غاده اكثر من سمر لعدم اخباره بذلك ولكنه رأف بحالها عندما لاحظ توتر انفعالاتها و الاثنتان يوشكون على البكاء، ما سر اصرار هاتان الفتاتان على اغضابه!..
سلوى بحب: انت جعان ياحبيبي اغرفلك؟
ابتسم لها مصطفى فبرغم ضئالت حجمها فهذة المرأه مثال للحنان بعد منال زوجه عمه الودودة...
ليردف بصوت هادئ مصطنع ووجه احمر، لا يريد التأثير عليها بعضبه وهي مريضه قلب...

-لا يا امي مش قادر لسه واكل انا بس كنت بطمن على غاده تعبا مراد ولا لا...
جاءه صوت مراد الهادئ الغير فاهم للوضع...
-لا يا مصطفى اختك دماغها نضيفه هي بس محتاجه تركيز...
هز رأسه قبل ان يردف مراد ضاحكا..
-انا افتكرتك نازل تسلم عليا ولا حاجه...
ابتسم مصطفى قليلا قبل ان يردف بصدق...
-كده كده كنت هكلمك فعلا، خلص مع غاده ونتكلم...
قاطعتهم سلوى
-طيب انا هدخل اصلي واجي، البيت بيتكم طبعا...

وقف مصطفى وهي تدخل ثم عاد للجلوس وهو ينظر بحده إلى سمر...
-انتي قصدك عناد يا سمر ولا ايه بالظبط عشان نبقي على مايه بيضه؟
اردفت سمر مدافعه...
-لو هعاند مش هخاف منك، انا فعلا كنت عايزة اساعدها بس كنت عارفه رد فعلك...
صمت لبرهه قبل ان يستكمل حديثه...
-متأكده انك مش بتخافي مني؟!
رفعت عينيها إلى عينيه فتعلقت انظارهم هو بجراءته وشوقه وهي بحبها وبرائتها وخوفها من تلك المشاعر!

رافضه ان تريح فضوله، قررت تعليقه لفترة اطول حتى يتعلم من اخطاءه السابقه والا يكررها، فبداخلها هي متأكده انها لا تخافه ولكنها تخاف مشاعرهم المفرطه السريعة بصورة غير وارده عليها ؛ لكن لن يضر ان تشعره بان ذلك الخوف منه مادام سيجعله يحميها هو ذاته من نفسه!

لاحظت غاده نظراتهم فابتسمت لمراد الذي اشاح نظرة بصعوبه عنها لرؤيه مصطفى و سمر، ليعود بنظرة كره اخري إلى غاده يبادلها ابتسامتها و بدأ يشرح بهدوء حتى لايزعجهم...
قدمت سلوى كيك البرتقال الذي يعشقه مراد اليهم مع العصير قبل ان يردف مصطفى بادب...
-كنت عايز استئذانك يا امي ان سمر تطلع معانا كل يوم السطح انا وغادة وندي وبلال يعني متقلقيش كلنا هنبقي مع بعض...
وقبل ان تبدأ في تفكيرها اسرع باعطاء مبرره...

-انتي عارفه طبعا ان خروجها مش مستحب وكأي اتنين داخلين على جواز لازم يفهموا بعض ويتأقلموا ويخرجوا سوا فاحنا هنخلي دي خروجتنا وبالمرة تتسلي عشان متزهقش...
قلقت سمر قليلا من مطلبه ونظرت له بشي من الشك ولكنه تجاهل نظراتها التي تخترق جانب وجهه...
هزت سلوى رأسها بإقتناع لتردف بثقه...
-ماشي يا ابني طالما كلكم متجمعين!

حاولت سمر استكمال طبق الحلوي بينما مراد يأكل بنهم شديد وباستمتاع، ذهلت منه غاده، هل يحب الحلوي إلى ذلك الحد، حمدا لله انها بارعة في اعدادها ينوي هو فقط التزوج منها وهي ستغرقه بما يطيب له!
عرض مصطفى على مراد الصعود للاعلي للحديث مما اقلق الفتيات فوقفت سمر لتردف...
-يلا يا غادة نطلع معاهم، لو ينفع يا مامتي...
وقف مصطفى ليردف بحده...
-لا استنوا ساعه واطلعوا عشان هيبقي عندي ناس، يلا يامراد...

نظر مراد نظره اخيرة مستتره إلى صغيرته ولحق بمصطفي إلى أعلى، ما ان اغلقا الباب حتى وقعت غاده على كرسيها بعد ان ارتخت من شده اعصابها...
غادة وهي تزفر جميع الافكار السيئه من داخلها...
-احيه كنت مرعوبه! انت عملتي ايه عشان يهدا كده؟
جلست سمر بجوارها...
-مش عارفه والله تصدقي لو قلتلك مش فاكره حاجه اخوكي بيخليني مش على بعضي...
دوت صوت ضحكات سلوى و اخترقت جدران المكان وهي تتنفس بصعوبه لتردف...

-ضحكتيني يا سمر والله، طيب يا حبيبتي كويس انك طمنتيني عليكي بس متقوليش كده قدام حد...
نظرت لها سمر باستغراب...
-اقول ايه؟
هزت رأسها وهي تحاول الا تضحك مره اخري على سذاجة ابنتها ولكن بداخلها شعرت بسعاده غامرة وامل بان قراراها في تزويجها من مصطفى كان الحل الانسب والامثل...
بعد مرور سااااعه صعدت ندى تخبرهم بامكانيه اللحاق بمصطفي وان مراد قد رحل، مطت غاده شفتيها لتردف...
-منك لله يا مصطفى طفشت الراجل...

-هههههههههه معلش ومتنسيش ان حضرتك هتشوفي على الاقل مرتين في الاسبوع ماشي وركزي عشان لو سقطي انا اللي هندم اني ساعدتك...
-اه عبس اساس مصطفى هيخلي يجي تاني...
-اسكتي انتي بس وانا هتصرف...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة