قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثالث

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثالث

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثالث

ضربت الارض بطفوليه وتأففت منه...
-انا غلطانه اني قلت وحشني وهروح اشوفه، انا انا انااااا خسارة فيك اساسا..
انفجر ضاحكا علي موشحها وغضبها المتلعثم الذي يعشقه عندما تحمر وجنتيها وتزم فمها...
مما زاد من نمقها عليه، فاردفت وهي تعلم كيف تخرس ضحكاته...
-اوعي بقا عشان اشوف العريس...
توقفت ضحكاته في لحظه وسأل بلهجه جديه وغاضبه...
-عريس ايه يا روح خالتك؟

وضعت يدها في جانبها بانتصار وقالت بملل وهي تمط حروفها...
-عريس شافني وهيموت ويتجوزني...
بلال بغضب وهو يجز علي اسنانه...
-ومالك فرحانه اوي كده ليه بعريس الغفله!
اطلقت ضحكه انثويه، لتشعل بركان بداخله...
-بقولك ايه يا شاطره انا شايف كده انك توحدي الله وتنزلي علي امك وتقوللها اني هقطع رجل عريس الغفله ده لو فكر بس يجي هنا...
حاولت اخفاء فرحتها ككل انثي يتراقص قلبها علي انغام غيرته...

-الله وانا مالي ماتقولها انت...
امسك بطرحتها بغيظ...
-وايه اللي انتي لبساها دي ما قيلتها احسن انتي حطالي منديل ومدلدله شعرك كله، لا بقولك ايه اتعدلي كده عشان ما امدش ايدي عليكي!
ضحكت علي سهوله اغضابه...
-طيب سيب المنديل طاااه اقصد الطرحه وبلاش نرفزتك السودة دي...
رمقها بتحذير، فابتسمت له واخرجت لسانها عبثا...

-انا اصلا بهزر معاك يا قلبي انت، ولا يفرق معايا عرسان الدنيا، انت الراجل الوحيد في عنيه ومن بعدك مفيش رجاله...
ابتسم بالرغم من غضبه ووضع يده علي رأسه...
-يخربيتك لما تثبتيني بعشقك يا بت!
-بعشقك يا واد!
-انا قلت 3 دقايق و تنزل البيه داخل علي نص ساعه!
انتفض الاثنان بخضه علي صوت مصطفى المتكأ علي باب السطح وينظر لهم بضيق...
-خلاص عرفنا انكم بتحبوا بعض، و رجلك ما تخدش علي هنا يا هانم!

ندى بخجل وهي تهم بالنزول...
-حاضر...
بلال بغيظ: فكك منه يابت، انتي بت عمتي زي زيه بالظبط...
لم تنتظر ندى لترد وركضت الي اسفل..
-اه بس بنت عمتي اختي غير بنت عمتك انت يا دكر!
بلال بحنق: ابو شكل اللي يعرفك!
مصطفى بسعاده وشماته...
-قدامي يا حيلتها...

حل صباح اليوم التالي على سمر بسعاده فقد استيقظت علي مهاتفة والدها لهم ووعدهم بان محنتهم ستحل في اسرع وقت وانه سيعود الي احضانهم قريبا...
خرجت سمر بعد ان اخذت حمام دافئ فوجدت والدتها تعد ما يملكون من اموال حتي الان!
-قربوا يخلصوا يا ماما صح...
سلوى بتوتر: شويه، متقلقيش انتي امك لسه بصحتها ولو طولنا في الجحر ده هشتغل وهنبقي تمام..

سمر بحب: ليه ياقمر يا ابو صحه بومب وانا رحت فين انا كده كده لازم اشتغل انا عندي 20 سنه دلوقتي انا لازم ابقيindependent woman...
سلوى بضحك: وامرمطك؟! لا انتي مش وش بهدله يا independent woman...
-لا حاسبي يا سوسو انتي كده بتدخلي في منطقه اعراض وازعل منك واجيب ناس تزعل هاااااه انتي شيفاني فرفورة ولا فرفورة يعني...
-هههههههه لا ابدا، واتفضلي روحي اشربي عصيرك عملاه من ساعه في المطبخ.

قبلت سمر رأسها وربتت علي كتفها في موده واتجهت الي المطبخ، راحت تترنح كالفراشه علي الحان موسيقي شعبيه تأتي من الخارج حتي وقعت عيناها علي زجاجه دواء والدتها في القمامة!
خرجت الي والدتها بسرعه...
-ماما انتي الدوا خلص؟ مقولتيش ليه عشان نشتريه؟!
سلوى بتوتر وهي تبحث عن كذبه..
-اصل انا معايا يابنتي تاني...
رفعت حاجب بألم وحزن...

-ينفع كده يا ماما هو ده في هزار، ده دوا قلب، يعني لو حصلك حاجه دلوقتي بعد الشر هعمل ايه انا يبقي انتي وبابي؟!
نظرت سلوى الي اسفل فقد ارادت ادخار مايمكنها من اموال حتي لا تلجأ الي احد، حتي انها طلبت من ام عزت ان تجد اي عمل يناسب سنها...
اقتربت منها سمر ومالت عليها تقبل جبينها وتأخذ الاموال من يدها...

-ربنا يخليكي ليا يا مامتي بس ارجوكي بلاش الموضوع ده يتكرر تاني، انتي كل حياتي، مش بتحبيني وعايزة تحافظي عليها!
سلوى بنصف ابتسامه...
-خلاص مش هعمل كده تاني يا ماما سمر...
ارتسمت ابتسامه مشرقه علي شفتيها...
-ايوة كده، احممم احمممم، انا نازله اجيب الدوا، ثواني وهرجعلك...
هزت رأسها بالموافقه واردفت...
-ماشي يا سمر متتأخريش...
-حاضر...
اغلقت الباب خلفها وتنهدت بشده...

عندما وصلت اخر الدرج عاد الي تفكيرها صورة مصطفى وغضبه بالامس، توترت قليلا ونظرت الي التي شيرت و البرمودا القصير الخاص بها، وعضت علي شفتها بقلق..
سمر لنفسها: اوفكورس يعني مش قاعد مستنيكي برا! وبعدين مين ده اصلا عشان يتحكم فيا، ده انا بابي ذات نفسه مش بيقولي حاجه!
ركبت عنادها واتجهت بانف مرفوعه الي باب المبني...

كانت عيونه معلقه بنافذتها او باب مبناها بشغف وهو يتمني رؤيتها ولو ثانيه واحده بالرغم من تحذيره لها بعدم رؤيتها بالاسفل...
وكأن القدر يسانده وجدها تطل عليه بهيئتها الملائكية الناعمه، نظر لها مطولا من قدمها الي اعلي رأسها يتفحص ساقيها الطويلتان كموديل إيطالية وعيونها البراقه وجسدها الصغير التي تظهر منه اكثر مما ينبغي!

افاق هذا التفكيرعقله واشعل غضبه، رفع عينيه اليها فوجدتها تنظر له ببلاهه وكأنها غير مصدقه وجوده الان...

شعرت سمر بالارض تهتز تحت قدميها عندما وقف مصطفى بكامل قوته وهي تري في عينيه العزم علي الوصول اليها...
اختار عقلها هذة اللحظه بالذات لتتوقف الحياة من حولها عندما التقت نظراتها بنظراته القاتمه معلنه استسلامها لجموح نيرانه فلم تستطع فعل شئ سوي متابعه تقدمه منها!.
سمر لنفسها: اووووبس! بليز ياربي هو مش شايفني صح؟! لا ده شايفني و بيقرب اهوه، اتحركي اتحركي انتي اتشليتي؟!..

علت انفاسها قليلا من الخوف و بللت شفتيها بطرف لسانها وشعرت بحلقها الاجوف يضيق...
وقف مصطفى علي بعد خطوة منها دون ان بنطق بحرف مما بث الرعب بداخلها اكثر، الا يكفي هيئته المخيفه وضخامته!
ظلت اعينهم معلقه وهذه المرة حين تقدم مصطفى عادت هي خطوة الي الوراء لتجد نفسها داخل البناء بعيدا عن اعين الناس وجسده يخفيها عن انظار من بالخارج..

بدأ العرق يتجمع علي جبينها بترقب وشعرت برعشه خفيفه من صمته المريب، شعرت وكأنها تنتظر نتيجة الامتحان بل اقوي...
رفع حاجبه المقطوع من المنتصف فجعلته اكثر خطورة بالنسبه لها، حين نطق اخيرا...
-قدامك 3 ثواني بالظبط تختاري، يا اما هتطلعي تغيري هدومك دي وتكون واخر مره اشوفك لابسه حاجه قصيره يا هتطلعي فوق ومش هتخطي الشارع برجلك لحد ماترجعي بيتكم!

نظرت له وهي تحاول استيعاب كلماته وكادت ان توبخه علي جرائته وتحكمه الا ان صوت صراخ امرأه جاء من خلفه جذب انتباهها...
التفت مصطفى بسرعه نصف التفافه فوجد ابنه عم ايوب وتدعي امل تقف في منتصف الشارع و ايمن الذي تعرض لها من قبل يحاول التهجم عليها...
شاهد رجليه يقتربوا منهم ليقفوا بينهم فالتفت بسرعه وحزم الي سمر واردف..

-علي فوق ورجلك متخطيش الباب ده، قام برسم خط وهمي بقدمه امام الباب الا انها شعر بقوة وهميه تمنعها حتي من الاقتراب وهي تشاهده يبتعد كالذئب! لا لحظه كالدب البري المتجه لالتهام فريسته!

وقفت بقلق علي باب المبني وهي تتابع بصمت مايحدث حولها وتشهده لاول مره في حياتها وهي تتابع احدي السيدات تدفع فتاة رقيقه محجبه ضعيفه الهيئه بعيدا عن ما يبدو الان كساحه معركه، لم تعلم اين تذهب الفتاة ووقفت وكأنها تائهه وفي حيرة، فاشارت لها سمر بخجل فرأتها ودون تفكير اتجهت نحو باب المبني تختبأ علي الجهه الاخري من سمر لتراقب الموقف هي الاخري!

توتر ايمن فجأه وطرقع بلسانه كأنه يشعر بالملل، وهو يراقب مصطفى وهو يقترب منه بهيبته وقد اطلق نظرات الغضب والكره نحوه...
-عارف اللي عملته ده معناه ايه؟!
-معناه اني عايز اربي اللي هتبقي مراتي...
ضحك مصطفى ضحكه مرعبه اكثر منها مرحا...

-حاجه من اتنين يا اما انت فاكرني غبي وده مش هسمح بيه وهتندم عليه، يا اما انت كنت مبلبع حاجه علي المسا ومسمعتش حكم الحاج دياب العرابي بانك متتعرضش ليها ولو حصل وشفتها بالصدفه تبص النحيه التانيه وتمشي، عارف النتيجه في الحالتين ايه؟!
هز رأسه بالنفي وهو يشعر بالخوف يتملكه...
ابتسم له مصطفى بجنون قبل ان يلكمه بشده علي فمه، الا ان شهقه يعلمها جيدا قد علت علي صوت طرقعة فك ايمن الذي ارتمي ارضا بدماءه...

علا صوت مصطفى حينما وقف اصدقاء ايمن في تردد ايهجموا عليه او يهربوا من امام هذا الوحش...
-اللي عايز يعارض في حاجه انا اهووووه...
خبط علي صدرة بعنف وكأنه يوجهه رساله بصلابته...
-واللي عقله يخليه يفكر مجرد تفكير انه ينزل بكلمه الحاج دياب العرابي، هفعصه ومش هرحمه مش دياب العرابي اللي يقول كلمه وتتردله طول ما انا عايش!

تركهم واتجه بهالته المرجفه للقلوب بخطوات واثقه نحو سمر التي ما ان رأته حتي صعدت بصعوبه والرعب يتملكها الا انه استطاع الوصول اليها بسهوله وامسك ذراعها...
كانت نظره حادة واحده الي امل الواقفه بالاسفل علي يمينه كفيله لتجعلها تفيق من شرودها مما يحدث و ان تهرع بسرعه الي بيتها، جذب سمر بشده وعاد لاغلاق باب المبني مما زادها رعبا، الا انه لم يتوقف بل صعد جاذبا إياها معه الي شقتهم...

حاولت سمر الافلات من يده الملطخه بقليل من الدماء ونظرت له كأرنب مذعور وفمها مقلوب لاسفل، فقالت بصوت مرتفع نسبيا...
-ابعد ايدك، انت مجنووووون! سيب ايدي!
تركها ليرفع كفه امام وجهه فانتفضت وخشت ان يضربها هي الاخري..
الا انه ضربها باصبع واحد علي ذقنها وقال...
-انتي مش طبيعيه صح!
نظرت له بصدمه، يالوقاحته!

-نعععععععم! انا! انا مش طبيعيه انا! اه سوري خطفتك من علي السلم وطلعت بيك وايدي مليانه دم مقرف بعد ما بكل افتري شقيت دماغ الراجل بايدي، لا تؤ تؤ بجد ماليش حق...
ليعلو صوتها نسبيا...
-انا فعلا مش طبيعيه!
ضحك مصطفى ولم يصدق ما يخرج من فم هذه الجنيه، شعور مختلط يراوده ايقتلها ويستريح من ثرثرتا وهذه المشاعر الهوجاء التي تعصفها بداخله ام يقبلها حتي ينقطع نفسها ويعجزها عن رمي المزيد من الترهات!

توقفت فجأه عندما مرر لسانه علي شفتيه وهو يرفع حاجبه وينظر لها نظرات غريبه، فتحولت من غضب جامح الي خجل مريع في لحظه، رمشت اكثر من مرة تستوعب هذا التحول الغريب في تصرفاته، وقالت بصوت مرجوج...
-ايه؟ بتبصلي ليه كده؟! عمرك ما شفت انثي؟!
ضحك مصطفى بمكر: انثي؟! وهي فين الانثي دي، يلا يا شاطره ادخلي بيتكم ومتطلعيش منه غير وانتي ساتره نفسك!
سمر بغضب رفعت اصبعها في وجهه...
-احترم نفسك!

فتحت سلوى الباب عندما وصلها اصواتهم، وقالت بذعر...
-عملتي ايه يا سمر تاني؟
سمر بغيظ من اتهام والدتها...
-مش انا يا ماما ده هو!
لم يعطهم فرصه للكلام واندفع متحدثاا بجديه...
-بنتك يا حاجه مالهاش عيش وسطنا!طول ماهي...!
شعرت سمر برجفه في قلبها هل يطردهم من هذا المكان! دق قلبها بعنف وهي تري الخوف في عيون والدتها فلا مكان يحميهم سوي هذا الان! قاطعته بخوف وتوتر...

- قصدك ايه! اصلا المكان ده بتاع ام عزت، وانا ساكنه عندها...
مصطفى بجديه: وانا مش بطرد حد! ومتقاطعيش كلامي تاني! بس اللي هيقعد هنا يقعد باحترامه..
عضت علي لسانها بشده حتي لا تقول شئ يسبب في طردها هي وامها المريضه، الا انها شعرت بضعف وانكسار بداخلها كاد يحطمها...
رأي مصطفى نظرة عينها قبل ان تخفضها بالم فاحس بقلبه ينقبض وكأنه دعس عصفورا بلا قصد!

لا يعرف التعامل مع هذه المشاعر او كيف يواسيها عندما بدأت دموعها بالتساقط...
رمش بشده وعلت انفاسه غضبا علي نفسه ومعلوماته النسائية المعدومه التي لا تخوله لفعل شئ يهدأ هذه الانثي الصغيرة!
ارتجف صوت والدتها وهي تنظر اليه برجاء...
-معلش يا ابني احنا اسفين وهي ان شاء الله مش هتعمل اي حاجه تضايقك، دي نزلت تشتري...!
قاطعها مصطفى بعد ان اغمض عينيه ونظر ارضا حتي يقلل من هيبت هيئته الطاغيه عليه مهما فعل...

-العفو يا حاجه انا مقصدش، انتي ضيفه هنا وعلي راسي و لو الارض مشالتكمش اشيلكم انا، احنا ولاد بلد ونعرف الاصول، انا بس بتكلم عن لبسها عشان هي ممكن تجبرني ادافع عنها لو حد ضايقها!
اراد ان يقول ان تجبره علي ارتكاب مذبحه ولكنه انقذ نفسه وماء وجهه قليلا من تدخله الغير مسبوق في حياة شخص ما! وليس اي شخص بل امرأتان لا حول لهم ولا قوة! غضب اكتر علي نفسه فهو ابدا لن ينزل الي هذه القذارة حتي لو فعل الاسوء!

ضايقته دموع سمر اللامتناهيه كثيرا بعد ان ابعدت يد والدتها بخفه رافضه ان تحتضنها، فقال بضيق وقله حيله بصوته الخشن..
-اسكتي!..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة