قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثالث عشر

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثالث عشر

رواية عشق بلا رحمة للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثالث عشر

مر الاسبوع سريعا وجاء موعد عقد قرانهم، دون ان يتصل مصطفى ب سمر لانشغاله باعماله او هذا ما يحاول اقناع نفسه به...

فقد اراد ان يتجاهلها ليري ان كانت ستهاتفه اوليختبر مشاعرها نحوه ويتأكد من وجود مشاعى اخري ولو بسيطه غير العناد ناحيته الا ان حبيبته العنيده والغبيه ظنت انه مل من قبل ان يرتبط واخذت مخيلتها تحيك لها كيف يعيش هذا الهمجي حياته وسط رجال ونساء والله اعلم كم من النساء وشعرت بانه مجبر عليها ولكنها تعود لتقنع نفسها بانه قد تقدم قبل ان يعلم بمشاكلهم...

كانت تشعر بغضب شديد واكثر هذا الغضب موجه لنفسها على الاهتمام فلتتركه ليتعفن حتى، تندم كلما هاتفت غاده بحجه الاطمئنان عليها والسؤال عنه...
اخذت قرارها بان ذلك الزواج صوري فقط لاراحه والدتها وانتهاء محنتهم وبعد ذلك يذهب كلا إلى طريقه ولا تعتقد انه سيمانع بل سيوافق بلمح البصر، كم هو حقير يتلاعب بها وبمشاعرها، زفرت بعنف...

سمر لنفسها: تستاهلي عشان غبيه وطول عمرك بتثقي بكل حد وكمان سمحتي انه يلمسك ولو لمسه صغيرة اكيد شافني رخيصه! ازاي تعملي كده في نفسك غبيه!

دخلت والدتها لتشهق بصدمه...
-انتي لسه ما جهزتيش، اتأخرنا ياسمر بلاش دلع قومي بسرعه انا جهزت الفستان والميك اب!
ردت سمر بملل: احنا لسه 9 الصبح يا ماماي اتأخرنا ازاي بس؟!
تأففت سلوى بغيظ لتقول...
-خلي عندك ذوق ما انتي عارفه اني هساعد طنطك منال، مش معقول كتب الكتاب عندهم و كمان تدبس وتشيل الليله لوحدها!
-اوووف خلاص يا مامتي هلبس الجينز والتي شيرت ده وابقي جهزا انا خذت شاور اول ما صحيت!

في الطريق وقبل ان تخطو داخل بيت مصطفى وصلتها رساله، فتحت الهاتف لتقرأ محتواها ففوجأت برساله منه، محتواها...
-انتي اللي جبتي لنفسك!
خرج الهواء من فمها المفتوح بضحكه ساخره بصدمه...
سمر لنفسها: كمان بيهددني، ماشي يا مصطفى يا انا يا انت!
لتهز رأسها بانكار بالتأكيد هو لا محال، طالما تشعر كالنمله بجواره!

في المساء جلست العروستان في انتظار المأذون وندي ترتدي فستان احمر كرسمة الحوريه يبرز فتنتها وانوثتها لتبدو بالفعل كالحوريه، اما سمر فقد برز جمالها الملائكي و رونقها البرئ الخلاب بطريقه مبهره بفستان اوف وايت طويل نسبيا ضيق عند الصدر وحتي خصرها المنحوت ببراعه من الخالق لينزل الفستان بكلوش فضفاض يظهرها كالزهرة في البستان...

تم عقد قران مصطفى اولا باعتباره البكر و تبعه بلال الذي كاد ان يغشي عليه من السعاده...
علت الزغاريط في الحارة من داخل منزلهم وخارجه، من سيدات الحارة اللواتي يقمن بالواجب فرحا بابناء كبيرهم وحاميهم...

حتى سلوى تعلمت كيف تطلق زغروطه عاليه فرحا بابنتها ؛ ادمعت عينيها وتمنت لو كان عصام والد سمر معها وتذكرت حديثه الطويل مع مصطفى على الهاتف وهدوئه النسبي بعدها، فقد اخذ مصطفى عهد وهو يحدث عصام مع امام مراد بانه اذا لم يستطع اسعاد سمر قبل زفافهم فانه سيحلها من ذلك العقد!
هذا ما اخبرهم به مراد بعد ان طلب زوجها التحدث معه بعيدا عن مسامع زوجته، الا ان مراد قد طمئنها بحديثهم المجدي!

وقفت منال في منتصف الردهه تطلق زغروطه عاليه وهي تحتضن مصطفى و سمر معا وحرصت على اظهار حنانها وحبها له قبل ابنها بلال الذي ضحك على اهمالها حتى لا تشعر مصطفى بفقدان والدته وكأن ذلك سيجدي بشئ فهو لن ينسي والدته و لومه لنفسه على فقدانها...
قبلت منال مصطفى و سمر وقالت بحب وحنان...
-مبرووووووك يا حبيبي، مبرووووك يا حبايبي ربنا يباركلكم ويسعدكم..

ثم توجهت واعاده الكرا مع ندى و بلال، بينما خافت ندى النظر إلى والدتها التي تشعر بعيونها الغاضبه تحرقها!
دخلت احدي النساء بمبخره كبيرة تبخرهم، والفضول والابتسامه ظاهره جدا على وجه سمر التي تشهد ذلك لاول مره...
وقفت منال تجذب سمر إلى منتصف الغرفه وتخبرها بان تبقي مكانها لتأتي بمصطفي امامها وتقول...
-يلا يا مصطفى لف سبع مرات حوالين عروستك!

ضحك بلال وكان اول من اظهر اعتراضه وهو يري نظره الرعب على وجه مصطفى، فقال بضحك...
-ايه يا ماما ده كتب كتاب مش سبوع!
تأففت منال وهي تجيبه...
-اسكت انت ملكش دعوة! وبعدين العادة دي بتضمن انك تدخل الحب في قلب عروستك طول العمر وانك على قلبها مهما حصل!
قابل مصطفى عيون سمر وكأنه يخبرها بأقباله على فعل ذلك بالرغم من خرافتها وعدم تصديقه لها ولكنه على استعداد لفعل اي شئ لكسبها!

اقترب منها بينما تسمرت هي واحمرت خجلا من تقدمه الذي لم يتوقف حتى وقف بجانبها تماما وتلامس كتفيهما او بمعني اصح اخر كتفها بوسط ذراعه القاسي كالحجر...
اتسعت عيناها وشعرت بان جسدها قد شل من كميه الكهرباء التي صعقتها من ملامسته،
كان مصطفى في عالم اخر وهو يتفحصها امام الجميع دون خجل، بدأ لفاته حولها وذراعه يلامس ذراعها ليستكمل لفته ليتبعه ظهرها ثم كتفها الاخر و عضمه الترقوه فوق صدرها...

كادت تسيح كالزبد ليس لافعاله فقط ؛ بل من نظراته كلما مر من امامها والتقت عينيهما تلك الوعود الجريئة التي تعهدها منه!
هز دياب رأسه على كشوف وجه ابنه الذي لا يستطيع وصفه سوي بالغشومية! فالان سيتأكد للجميع مقدار حبه لها، ابتسم في نفسه وهو يتحدث بينه وبين نفسه مع والدة مصطفى...

دياب بحزن: كان نفسي تشوفي اليوم ده يا حاجه بس اللي عند ربنا احسن من اللي هنا! كان زمان ضحكتك ملت المكان ده وايدك سبقاكي وانتي بتهزئي الواد ابنك!
وقف ليتوجه إلى الداخل حتى لايري احد دموعه المهدده بالنزول...

انتهت اخر لفه وانتهت معها انفاس سمر، وهي تشعر بالحرارة تنبثق من وجهها ورقبتها واذنيها!
طبع قبله على جبينها برقه صدمتها، ثم اخذ بيدها ليجلسوا على الاريكه...
جاء دور بلال الذي كان اكثر تلاعبا مع ندى بغمزاته وقبلاته الطائرة، التي اخجلتها ولم تستطع كبح ابتسامتها التي تظهرها بمظهر الملهوفه وتحرجها ولكن ما باليد حيله...
زغرطت منال مرة اخيرة قبل ان تقول بسعاده...

- يلا يا عرسان العشا جاهز في الاوضه عشان تقعدوا شويه!

وقف مصطفى وتنحنح وهو يقول و كأن الامر عاديا...
-لا يا مرات عمي انا شايف العشا يبقي على السطح احسن الجو حر هنا...
ليتدخل بلال مساندا له بقوة...
-ايوة وكمان الدنيا مكشوفه فوق والهوا يرد الروح واهدي من هنا عشان تاخدوا رحتكم...
لوت منال شفتيها وقالت بمكر...
-اه يرد الروح وماله يا خويا، يلا يا غادة شيلي الاكل وطلعي فوق...

قضبت حاجبيها بغيظ وقالت بتذمر...
-الله انا مش لسه مخلصه تقديم هي غادة دي الخدامه بتاعتهم...
وبختها مناال لتخرسها...
-بنت عيب، دول عرسان، هنخليهم يطلعوها ولا ايه؟!..
ليقف مراد في اول ظهور له بعيدا عن مقعده بجوار الباب، ويقول بحرج...
-انا هساعدكم، انا اصلا شغال في مطعم ومتعود على الحاجات دي...
اتسعت ابتسامه غاده فاستدارت لاخفاءها وهي تقول...
-طالعه اهوه...

اخذ الاثنان يصعدان بالاطباق و منال تناولها لهم على السلم...
اخذوا يتبادلون النظرات والابتسامات الخفيفه و دائما يقبض عليها مراد تحدق به و كأنها تحلم فاحمرت وجنتيه اكثر، مع انه معتاد على مغازله السيدات له لكن معظمهم كبار في السن قليلا وليسوا كطفله بريئه حتى نظراتها تشعره بتأنيب ضمير رغما عنه!
في اخر نزول لهم امسك لها باب السطح لينزلا معا وغاده تفرك في اصابعها وتبلل شفتيها بتوتر...

بينما يتفحصها هو ويستغفر مرارا حتى استجمع شجاعته ليسألها...
-احم انتي عندك كام سنه؟
ردت غادة بخجل وخفوت...
-17 سنه!
نظر إلى الجهه الاخري واغمض عينه بخيبه امل! فرق7 سنوات بينهم، هل يعقل ان تنظر له كحبيب مثلا بل هل يعقل ان يوافق احد على مثل هذه الجريمه!.
مراد لنفسه: حظك يوم ما تحب تقع في طفله...

صعد مصطفى عندما شعر بتأخرهم فقد شعر باطمئنان لعدم اهتمام مراد بسمر كثيرا وتأكد ان لا مشاعر له ناحيتها فقد جعل مصطفى اكثر اهتماماته اليوم هي مراقبه زوجته و تفحصها ومراقبه ملامح مراد للعثور على اي خطأ او تغيير يشير إلى الضيق...
اما الان فهو يخشي على اخته الصغيرة فقد لمح احمرا وجه ذلك المعتوه قبل الصعود اخر مرة! مما حثه على الصعود لحمايتها من ذلك الوغد...

تلجلجت غاده عند رؤيته وتخطته لتدخل إلى الشقه، بينما تنحنح مراد قليلا وهو يقول...
-مبرووك يا مصطفى عقبال ما تفرح باختك...
نظر له مصطفى بحده وتهديد...
-اختي لسه صغيرة عقبال ما افرح بيك الاول...
هز رأسه وهو ينظف حلقه ثم اتجه إلى الداخل...
مراد لنفسه: غبي ما تروح تقوله انا برسم على اختك اسهل!

دخل مصطفى ورائهم حتى وصل إلى سمر و يجذبها من يدها ليصعدا إلى أعلى، سبقهم بلال وندي على الدرج وسعادتهم ظاهره كالشمس...
نظر مصطفى بغيظ نحوها مرة بينما بادلته نفس النظرة، بدل ان تعيش اسعد لحظات حياتها يرمقها بغضب ويغرقها بغروره هذا الوقح!
ما ان صعدا حتى نظر بلال إلى مصطفى و كأنه يحثه على الدخول إلى قوقعته بالداخل...
زفر مصطفى و فتح باب الحجره بهدوء و اشار ل سمر بالدخول...

نظرت سمر بتوتر إلى الجهه الاخري وقالت...
-لا انا هفضل معاهم هنا!
لم يبالي باجابتها وجذبها من ذراعها يدفعها بلا جهد يذكر إلى الداخل!
شهقت بصدمه وقالت بغيظ...
-ايه الاسلوب ده وقله الذوق!
-انا اللي قليل الذوق ولا انتي!
عقدت ذراعيها تحت صدرها وقالت بابتسامه صفراء...
-انا قليله الذوق ازاي ممكن افهم!
رد بهدوء وبرود...

-طبعا قليله الذوق لما يبقي اتنين لسه متجوزين وعايزيين يقعدوا مع بعض لوحدهم لاول مرة زي الناس الطبيعين يعني مش احنا طبعا بعد الشر!
احمرت خجلا وقالت بعناد...
-مفيش الكلام ده على فكرة خالص...
زفر بقله صبر وقال بضيق...
-عاوزة تخرجي عندهم اتفضلي!
تعجبت من استسلامه السريع والغير متوقع وشعرت بهذا المثل (شمه ريحه مش كويسه )...
الا انها عاندت شعورها وتوجهت بثقه تفتح الباب...

فتحت الباب لتجد بلال يجلس على مربوعة وندي جاثيه على ركبتيها امامه ويداها ممسكتان بذراعيه ويقبلها هو بعنف وشوق شديد صدمها!.
وضعت يدها على فمها لتكتم شهقتها وعادت خطوه إلى الوراء لاغلاق الباب واستدارت سريعا لتصطدم بذلك الجدار البشري على هيئه زوجها!
خجلت اكثر وعادت إلى الوراء خطوتين حتى التصقت بالباب بقلق وتوتر مخلوط بخوف بسيط...

لم تعلم ان ظهورها بهذا الخوف والقلق دائما يثير شئ بداخلها لالتهامها وامتلاكها لتصبح كل مشاعرها ملكه هو!
رفع حاجبه المقطوع من المنتصف بتحدي وهو يقول بمراوغه...
-ايه دخلتي تاني ليه، ما تطلعي!
هزت سمر رأسها بعنف فاصطنع البراءه بالرغم من مشاهدته لما يحدث في الخارج وهو خلفها الا انه قرر اللعب باعصابها قليلا حتى تتعظ وتستمع لكلامه بعد ذلك...

-مد يده ليمسك مقبض الباب بجوارها، فامسكت يده برعب وهي تبعدها وتقول...
-لاااااا مش هطلع انا هفضل هنا...
نقطه ضعف! الان اكتشفها طوال حياته ظن ان لا نقطه ضعف بالنسبه له والتي قد تهدد بفقدانه السيطره ولكن تلك الجنيه الصغيرة اثبتت انها بلمسه واحده صغيرة تستطيع هز كيان رجولته بطريقه لم تفعلها سابقه لها او تقترب منها حتى!
ضاقت عيناه برغبه جامحه بتقبيلها هذه اللحظه فامسك يدها التي تمسكه يزيد ضغطه عليها...

نظرت له بعيون متسعه ثم إلى يده الضخمه والتي تبتلع كلتا يداها، كيف انقلبت الآية من هي تمسك يده إلى هو يمسك بهذه اليد الواحده كلتا يداها!
جذبت يدها بتوتر وهي تري عينيه العسليه تميل للظلام الحالك ربما غضبا او شعور اخر يقلقها اكثر...

اقترب منها قاتلا اي مساحه تفصل بينهم ومال بنفسه وهو يترك يداها ليضع واحده على الباب بجوار رأسها المستند على الباب بتعب و الاخري رفعها لابعاد شعرها عن وجهها وهو يري شفتيها ترتعش من هول هذه اللحظات عليها ويشعر بمقلتي عينيها تتجه يمينا ويسارا بجنون و جسده يمنع رؤيتها لابعد من ذراعيه بجوارها وصدره ملتصق امامها، بهدوء وقلب يكاد يتوقف من الدق وضع ذقنه على أعلى رأسها وهو يشعر بأنفاسها المضطربة والمذهولة على رقبته، اغلق عينيه باستمتاع لا مثيل له من قربها هذا، فانزل بوجهه وهو يلامس وجهها حتى وصل إلى اذنها، فهمس...

-مش بعرف اعبر عن اللي جوايا، بس انتي قلبتي حياتي كلها، مش عارف المفروض افرح ولا اضايق! بس قربك هو الرغبه الوحيده ليا دلوقتي!
اغمضت سمر عينيها وتاهت في كلماته التي دائما ما تخطفها من كان يتوقع ان رجل بمثل قوته تخرج منه كلمات بتلك الرقه ولها معاني كثيرة لاي امرأه من لحم و دم!
خرجت من افكارها وهي تشعر برأسه تتحرك لليسار لتصبح انفاسه في مواجهة انفاسها...

توقف قلبها عن خفقانه لوهله ثم عاد يخفق لاسفل بشده و سرعه ارهبتها و لكن ليس اكثر من قبلته الاولي لها عندما وضع شفتيه القاسيه الرجوليه مقارنه بشفتيها الناعمتين العذراء التي لم يلمسها احد قبله على ثغرها الصغير...

خرجت اخر انفاسها من بين شفتيها بأنين كان كالسكين في احشائه و كأن اخر صبر كان يملكه قد انجرف مع هذا النفس، ليطبق على شفتيها وهو يضع يد اسفل رقبتها يقرب وجهها منه اكثر والذراع الاخر يحيط خصرها كاملا لتلتقي اصابعه بجانبه الاخر وهو يعتصرها اليه بشغف و عشق بلا رحمه!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة