قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشق الصقر الجز الثاني للكاتبة شهد طارق الفصل السادس عشر

رواية عشق الصقر الجز الثاني للكاتبة شهد طارق الفصل السادس عشر

رواية عشق الصقر الجز الثاني للكاتبة شهد طارق الفصل السادس عشر

واقتربت من الباب لتفتحه ولكن قبل أن تفعل ذلك اقتربت بأذنها من الباب لتسمع همهمات تعرفها جيدا وتخاف أن تصدق ما أتى في بالها، اخذت نفس عميق لتفتح الباب ببطىء شديد ولم تجد صقر على مكتبه لتفتح الباب على آخره وتجد الصدمة والتي جعلت عينيها على وسعهما من الصدمة و جعل الحقائب تسقط من يديها، صقر والسكرتيرة الخاص به على الأريكة، ماذا! صقر يخون ومن؟ عشقه.

ومن الصدمة صرخت بإسمه: صقر.
رفع رأسه قائلا: شهد.
رفع رأسه وعينيه تود أن تغلق وفجأة أطلق ضحكة عالية قائلا بعدم وعي: شهد. انتى ايه اللي موقفك هناك كدة امال انا كنت بعمل ايه دلوقتى انتى قومتي امتى.

دفعته هايدى عنها وقامت سريعا وهي تعدل من ثيابها كل هذا تحت أنظار شهد المصدومة التي لا تعرف شيئا وبلحظة كانت تمر هايدى بجانبها ولكن فاقت شهد اخيرا و امسكتها من خصلاتها قائلة: رايحة فين يا حيوانة انطقى.

وصقر مازال يضحك وهو يقترب من شهد وهي ممسكة بهايدى.
ولكن هايدى أمسكت يد شهد وتحاول افلاتها قائلة: اوعى بقا سبينى.
وبلحظة دفعت شهد وهربت ومازال صقر يقترب من شهد حتى وصل إليها و قربها اليه وهو ممسك بخصرها قائلا بتوهان وانفاس ثقيلة: ما تيجى نكمل يا شهودتي.

ظلت تضرب على وجنتيه قائلة بقلق: صقر مالك فوق هما عطوك ايه عشان خاطرى فوق تعالى اقعد عشان خاطرى.

وها قد بدأ نفسه يقل وأمسك بصدره قائلا وهو يغيب عن الوعى وهو يمشي معها: شهد أنا مش قادر اتنفس انا تعبان.

وظل يأخذ أنفاسه بصعوبة بالغة، تركته على الأريكة وهو يفتح قميصه أكثر ويحاول التنفس، لتهرول سريعا على الهاتف الداخلى لتتصل بجاسم قائلة بسرعة: جاسم الحقنى اطلب الإسعاف بسرعة واكملت ببكاء. صقر بيموت، وفي بنت هتخرج دلوقتى من الشركة امسكوها واياك تهرب منك يلا بسرعة، وتركت الهاتف لتهرول عليه سريعا و تجلس تحت رجليه قائلة برعب وهي تشاهد حالته: صقر، صقر حبيبى اتنفس الإسعاف جاية دلوقتى، أمسكت يده قائلة: اااه يا عمرى عطوك ايه بس. وجدت عينيه تنغلق ويغيب عن الوعي.

نهضت وجلست بجانبه وهي تضمه إليها وتقول برعب: صقر فوق يا حبيبي فوق وفتح عينيك كلمنى فوق وحياتى.

وفجأة دخل جاسم ومعه طاقم الإسعاف وهم معهم الترولى الخاص بالمرضى و ها قد اجتمع الموظفين على إثر هذه الضوضاء، اقترب جاسم من شهد قائلا: يا هانم سيبيهم ياخده الباشا عشان نلحقه.

وبالفعل ابتعدت عنه قصرا وهي تراقب المسعفين وهم يحملوه على الترولى وهي هترول خلفهم.

كان مروان ممسك بالاوراق وهو يمشي بالممر ليتوجه لمكتب صقر وفجأة رفع رأسه تزامنا مع تساقط الاوراق من يده ليهرول لشهد ويمسك بيدها ويجد الدموع تغرق وجهها قتىلا برعب: في ايه صقر ماله.

ردت عليه بشهقات وهي تحاول أن تفلت يدها منه قائلة: عايزين ياخده صقر منى يا مروان عايزين ياخده منى، اوعى بقا.

افلتت يدها منه بعنف وهي تجرى خلفهم وتحاول الحاقهم وخلفها جاسم و مروان.
وبالاسفل.
وضعوا صقر داخل عربة الإسعاف و استقلت شهد السيارة بجانبه وهي تمسك يديه وتراقب المسعفين وهم يضعون أجهزة التنفس له.

و مروان استقل سيارته و جاسم استقل عربة الحراسة وهو وحراسه و صعدوا خلف سيارة الإسعاف.

ممسكة بيده و تقبلها وهي تبكى بشدة والدموع تعرف طريقها على وجنتيها قائلة بهمس: حبيبى متسبنيش انا مش عارفة عملوا فيك ايه بس انا اسفة عشان خاطرى متسبنيش انت هتبقى كويس والله بس قاوم معايا قاوم يا حبيب روحى.

وظلت ممسكة بيده وتقبلها من حين لآخر و تبكى بشدة وهي تراقب ملامحه.

فى وزارة الداخلية. في مكتب إحدى اللوءات.

يجلس شريف أمامهم وبتحدث معه قائلا: يا سيادة اللواء انا اصلا مكنتش عيزاها تدخل في الحوارات ديه، حضرتك عارف يا سيادة اللواء انها الحوارات ديه كبيرة وجدا كمان ده أمن دولة وجايز يدخل على المخابرات، شهد مخرجة كبيرة شايفة نفسها چيمس بوند واحنا مش فايقين للكلام دة، اللي حصلها واحنا عارفين من مين ومينفعش غير أننا نمشي قانونى وحضرتك بتشوف بيبعتوا اللي يلبسها، صقر المنياوى تقيل في البلد معنديش مانع بس مش عليا ولا على الداخلية.

نظر له اللواء بهدوء قائلا: خلصت.
امأ برأسه بموافقة، أسند اللواء يده على المكتب قائلا: طب بص يا شريف اولا كدة شهد مش چيمس بوند ولا حاجة، شهد عايزة تكشف فساد وكتر خيرها جوزها جاب آخره و بيهدد عنده حق، معروف للكل عشق صقر لشهد ثانيا بطل برودك اللي هيوديك في داهية ده.

هم شريف بالتحدث ولكن أوقفه اللواء قائلا: على مكتبك يا سيادة الظابط.
قام وادى التحية العسكرية وخرج من المكتب و هو يزفر بضيق لما يحدث.

امام المشفى.
توقفت سيارة الإسعاف و فتح بابها و نزل سريعا المسعفين و هم يحملون صقر على الترولى تزامنا مع توقف عربة كل من مروان و جاسم والحراسة وخلفهم شهد وهي تبكى وتنتحب وقلبها ينزف على حبيب روحها، الكل يجرى و يعمل على قدم و ساق لصقر المنياوى وبعد خطوات من الدخول دخل غرفة العمليات سريعا واغلق الباب.

وقفت شهد تستند على الحائط وهي تبكى وتتعالى شهاقتها جاء مروان اماما قائلا: ايه الحصل يا شهد انا مش فاهم حاجة.

ارتفع صوت بكاؤها قائلة بصوت متقطع: سيبني دلوقتى يا مروان. ابوس ايدك. سيبنى. اطمن عليه. عليه الاول و اقولك كل حاجة.

نظر لها بحزن على حالتها و حال صديقه الذي لا يعرف عنه شىء وهو بالداخل وقف بجانبها و جاسم كام يوزع الحرس للأمان.

تقف شهد و تستعيد ذكريات كثيرة لهم كشريط السينما و تدعو الله بداخلها وايضا تتحدث بداخلها لعل المها يهدأ: يارب ده حبيب روحى و قلبى، روحى اللي مخليانى عايشة ابعد عنه اى شر يارب مش هستحمل يحصله حاجة يااارب.

وظلت تدعى بداخلها أن يحفظه لها.
وبعد وقت لا احد يعلم كم مر عليهم، خرج الطبيب وهو ينزع الغطاء الطبى من وجهه وعلى وجهه علامات الإرهاق، هروبا عليه شهد وهي تبكى وأيضا مروان.

سألته شهد بلهفة: هو كويس صح قول يا دكتور عشان خاطرى.
تنهد الطبيب قائلا: الحمد لله انقذناها على آخر لحظة كان هيصاب بجلطة في القلب لكم الحمد لله لحقنا قبل ما اى حاجة تحصل.

شهقت شهد من الصدمة تزامنا مع وضع يديها على فمها قائلة برعب: طب ليه هو اخد ايه ولا حصله ايه.

نظر الطبيب لاسفل قائلا بإحراج: صقر باشا كان واخد كبيرة من المنشطات ده غير وجود حبة بتسبب هلوسة، اولا كمية المنشطات لوحدها كانت ممكن تموته و بردوا حبة العلوي معاهم كانت عاملة خطر كبير بس الحمد لله هو جه في الوقت المناسب.

تبدلت ملامح شهد للشر وكأنها نسخة من الصقر و توقفت عن البكاء ولكن اكمل مروان قائلا: طب يعنى هو كويس دلوقتى.

الطبيب: هو حاليا هيفضل في العناية المركزة 24 لغاية ما حالته تستقر و نطمن عليه وبعد كدة هيطلع غرفة عادية.

مروان: طب هيفوق امتى.
الطبيب: هو حاليا لسه في اثر البنج ممكن يفوق اى وقت، عن اذنكم.
فجأة وجد شهد تمشي بسرعة كبيرة و كأنها ستخرج من المشفى هرول عليها وامسكها من يديها قائلا: رايحة فين يا شهد و سايبة صقر.

نظرت بأعين تطلق الشرار قائلة: رايحة اخد حق جوزى.
وافلتت يديها سريعا و تقريبا كانت تجرى، نظر مروان بأعين حائرة ايجلس بجانب صديقه ام يهرول خلفها ولكن اشار لجاسم بعينه أن يتبعها، نفذ جاسم الأمر سريعا و ذهب خلفها، وصلت امام سيارات الحراسة واقفة أمام إحدى الحراس وهي تقول له بنبرة أمر: هات سلاحك.

فتح عينيه على وسعهما مما تطلبه ونظر جاسم الذي يقف على بعد والاثنين لا يعرفون ماذا يجب أن يفعلوا ولكن فاق علي صوت شهد وهي تقول بصياح: بقولك هات سلاحك انت لسه هتنح.

كاد أن ينطق ولكن سحبت السلاح من خصره و استقلت إحدى السيارات و انطلقت سريعا تحت أنظار الكل.

زفر قاسم بضيق و أشار لباقى الحراس بالانطلاق خلفها بعد أن استقل السيارة.

فى منزل روان.
بعد أن انتهت من إعداد الغداء خرجت لتمسك بهاتفها ولكن قاطعها هرولت ابنتها عليها وهي تقول بنبرة طفولية: بصي يا ماما رسمتي.

شاهدت الرسمة وقالت بإنبهار لتحمسها: حلوة اوي يا شوشة اوى اوى، يلا روحي كمليها.

حاضر يا ماما.
وذهبت لغرفتها لتكمل الرسمة وامسكت روان بهاتفها لتتحدث مع مروان وبعد ثوان. حبيبى انت فين اتأخرت ليه.

مروان بنبرة حزينة: معلش يا روني عندى شوية شغل بس.
شعرت انه نبرته ليست كعادتها فقالت بتوجس: مال صوتك يا مروان.
مفيش يا حبيبتى الشعب كان كتير بس انهاردة ف مرهق شوية بس.
لا ده مش صوت واحد مرهق مالك يا مروان، مالك في ايه قول عشان خاطري.
نطق بنفاذ صبر: صقر في العناية المركزة يا روان.
شهقت من الصدمة قائلة: ازاى حصل ايه.
مش عارف المشكلة انى مش عارف.
قالت بقلق: طب و شهد حصلها أو هي فين.
معرفش.

يعنى ايه متعرفش.
قولتلك معرفش اول ما سمعت صقر حصله ايه مشيت وهي بتقولي هروح اخد حق جوزي.
وقفت بصدمة قائلة: وانت سمعتها قالت كدة و سبتها عادى.
قال بنبرة تحمل العصبية: امال اسيب صاحبي وهو في العناية المركزة و اروح وراها بعت جاسم وراها واقفلى عشان هروح اطمن على صقر، سلام.

واغلق الهاتف وهي انزلت الهاتف و ظلت تحدق في الفراغ من صدمتها قائلة: امتى هترتاحى من العذاب ده يا شهد امتى هيسبوكي في حالك.

ووضعت رأسها بين كفيها وهي تتنهد بضيق لما يحدث.

بعد وقت ليس بكثير وصلت شهد أمام فيلا ( شاهين الاسيوطى ) وضربت بوق السيارة بعنف ليفتح لها البوابة وبالفعل حدث ودلفت بسرعة مجنونة حتى توقفت أمام الباب الداخلي للفيلا و ترجلت من السيارة وهي تضرب على الجرس بكل قوتها وفتح لها الباب لتدخل وتجد شاهين ينزل على الدرج بإبتسامة واثقة ام شامتة لا تعرف، وهي تقف بأعين حمراء و تتنفس بسرعة و خصلاتها متطايرة بجنون و متمردة كصاحبتها.

اهلا اهلا المخرجة شهد. طارق في فيلتي بنفسها.
وتعمد أن ينطق بأسم والدها أو اسمها الحقيقى لانه يعتبر أنه الشخصية الضعيفة والهشة بهذا الاسم.

اقتربت من خطوة قائلة: لا انا شهد المنياوى حرم صقر باشا المنياوى فاهم صقر المنياوى.

جلس على الأريكة الفخمة وهو ينبث بسيجارته قائلا: ها و بعدين يا ترى مشرفاني ليه.

بص يا شاهين سيباك تعمل فيا اللي انت عايزه و في الاخر تعمل اللي تعمله وتبعت اللي يلبسها و ساكتة و عملياتك ال ة اللي بدخلها البلد وهكشفك لكن. وقطعت كلمتها وهي تشهر السلاح في وجهه قائلة بصياح: لكن جوزى لا يا شاهين، صقر لا ديه فيها موتك لو هاخد فيها اعدام، جوزى لا يا شاهين فاهمنى.

وبعد أقل من دقيقة وجدت باب الفيلا يفتح بعنف و لا يقل عن ثلاث ظباط يشهرون الأسلحة في وجهها قائلا أحدهم: نزلى سلاحك واتفضلي معانا، انتى مطلوب الله القبض عليكى بتهمة الاعتداء على منزل سعيدة الوزير ومحاولة قتله.

نظرت ل شاهين وجدته ينظر ببرود وعينيه تحمل النصر وتأكدت أن كل هذا مرتب من قبل و بحرافية، انزلت سلاحها وهي مستسلمة لأى شىء، وقد أيقن انها فقدت الشهور بما حولها بهذه اللحظة.

وبعد لحظات، يقف بالخارج جاسم والحراسة وصدم عندما وجد شهد ممسكة من قبل الشرطة وتستقل السيارة التابعة لهم.

تقدم علي إحدى حراس شهد قائلا لجاسم: هنعمل ايه يا ريس الهانم اتقبض عليها عنق ل ايه ل مروان ولا صقر باشا.

نظر بما يحدث أمامه بشرود قائلا: مش عارف مش عارف، يلا نطلع وراهم.
وبالفعل صعد الكل خلفهم.

فى المشفى.
يجلس مروان امام صقر بعد محاولات مع الطبيب أن يسمح له بذلك.
ينظر لها بحزن على هيئته التي رأها من قبل عند اختفاء شهد وكأن المشهد يتكرر مع الفرق بوجودها، قطع شروده حركة يد صقر و حركة جفونه وهو يحاول فتح عينيه اقترب منه بلهفة قائلا: فوق يا صقر فوق يا صاحبي.

وبعد ثوان فتح صقر عينيه وهو يأخذ أنفاسه بتعب و ينظر حوله بإستغراب قائلا صوت ضعيف: مروان! هو ايه الحصل ايه اللي جابني هنا.

اقترب منه بهدوء رابطا على يده قائلا: حمد لله على سلامتك يا صاحبي، صدقنى انا معرفش حاجة، شهد اللي عارفة كل حاجة.

عقد حاجبيه بإستغراب بالغ قائلا: شهد ايه يا مروان أنا اخر حاجة فاكرها انى كنت في الشركة براجع شوية اوراق و و بشرب القهوة بتاعتى وفجأة. مش فاكر حاجة بعد كدة.

عقد حاجبيه هو الآخر، هناك حلقة مفقودة عند الاثنين.
طب و شهد فين.
رد عليه بإقتضاب: معرفش.
اعتدل في جلسته وهو يتألم قائلا: يعنى ايه متعرفش بقولك شهد فين.

والله ما اعرف، صقر انا كنت جايلك المكتب عشان تمضي شوية ورق فجأة لقيت الإسعاف شيلاك و شهد بتعيط وصلنا بيك المستشفى و الدكتور عالجك و كشف عليك قال إنك هيجيلك جلطة في القلب و لحقوك و انك خدت كمية منشطات كبيرة و حبوب هلوسة سببتلك كدة و اول سمعت كدة لقيتها هتمشي بقولها رايحة فين. وأكمل حديثه وهو ينظر للارض قائلا: رايحة اخد حق جوزي.

اتسعت عيني صقر قائلا بصوت جهوري جعله يسعل في لحظتها: انت، انت بتقول ايه وسبتها تمشي.

نظر له بجمود قائلا: بعت جاسم وراها مكنش ينفع اسيبك.
انت اتجننت ما أولع ولا اروح في داهية، انت عارفها انت عارف هي بتحبنى ازاى شهد وهي زعلانة مش بتشوف ادامها انت فاهم مش بتشوف ادامها، اتصلى بجاسم شوفها فين متنحش و حسابك معايا بعدين يا مروان بس افهم ايه الحصل.

نظر له بجمود قائلا وهو يهاتف جاسم: حاضر.
وبعد ثوان أتاها الرد من جاسم قائلا: ها يا جاسم ايه الاخبار شهد راحت فين.
بعد أن سمع رده اتسعت عينيه مصدومة مما سمعه كيف سيخبره وكل ما فعله: طب اقفل انت دلوقتى وتابع معايا لو في جديد.

نظر له صقر بقلق وتوجس قابله مروان بنظرات رعب و قلق ولكن قطع هذه النظرات صقر قائلا: في ايه شهد حصلها حاجة.

بلع ريقه و أجاب بخوف قائلا: شهد اتقبض عليها بتهمة محاولة قتل شاهين الاسيوطى.

صاح بصوت جهوري: انت بتقول ايه يعنى ايه اتقبض عليها فهمنى يعنى ايه.
وسعل بشدة و بعد ثوان دلف كل من الطبيب و الممرضة قائلا الطبيب بقلق: يا باشا أهدى حالتك لسه مش مستقرة.

دفعهم جميعا قائلا بصوت مبحوح اثر المجهود وتحامله على نفسه: ابعدوا عنى لازم اروحلها، اكيد بيكدبوا شهد مش ممكن تعمل كدة.

للاسف يا صقر شهد خدت سلاح واحد من الحرس وراحت على فيلا شاهين و هددته و البوليس دخل قبل ما تعمل اى حاجة.

اغمض عينه بعنف قائلا: ليه يا شهد ليه تعملى كدة.
وحاول النهوض ولكن منعه كل من الطبيب و الممرضة ولكن دفعهم بضعف قائلا: اوعوا بقا لازم اروحلها لازم ابقى جمبها اوعوا.

نهض مروان ليمنعه هو الآخر قائلا: طب أهدى بس انا هروح اشوف الموضوع وانشاء الله كل حاجة تتحل ارتاح انت بس انت لسه تعبان.

جلس مرة أخرى وتمدد بتعب قائلا بأمر: تروح دلوقتى و تشوف هي فين و عاملة ايه و تبلغنى بكل حاجة.

هو رأسه موافقا وقال: حاضر والله ارتاح انت.
اغمض عينه قائلا: مش هرتاح الا لما تبقى في حضني و ادام عينى.
وذهب مروان ليفكر ماذا سيفعل.

فى وزارة الداخلية.
يجلس شريف في مكتبه وهو ينظر لعدة اوراق حتى يسمع صوت الهاتف بجانبه ليمسكه ويقول: الو. أيوة يا بنى في ايه.

وبعد دقائق نهض بعنف وهو يضرب على سطح المكتب قائلا: نهارك مش معدى وازاى مبلغتنيش في ساعتها...
باشا ايه ووقت ايه اقفل اقفل.
ترك الهاتف وضرب على سطح المكتب بعنف مرة أخرى قائلا: غبية والله غبية تورينى بقا هتطلع منها ازاى.

وخرج من مكتبه متوجه الى مكتب اللواء.

في سيارة ( شاهين الاسيوطى ).
يمسك بهاتفه قائلا: كله تم يا باشا وبالظبط.
الطرف الآخر وما يدعى ( الباشا ): برافو عليك يا شاهين البوص هيتبسط منك اوى.
ضحك بخفة قائلا: واحنا تحت أوامر البوص وبلغه تحياتي.
الباشا: يوصل يا شاهين يلا سلام لو حصل اى جديد بلغني.
شاهين: اوامرك، سلام.
على الناحية الأخرى اغلق الباشا هاتفه والتف للبوص قائلا: اعذرني يا بوص مش شايف انك شغال على اللي حوالين شهد مش شهد نفسها.

ابتسم البوص بثقة ممزوجة بالشر قائلا: مع ان ده مش سؤال يطلع من رجالتي بس هقولك، انا عديت لشاهين اول حاجة عملها في شهد بمزاجي اه متتسغربش، لكن اللي يكسر شهد مش شهد نفسها اللي يكسر شهد اللي حواليها ودة اللي أنا بعمله دلوقتي، فهمت يا. يا باشا.

ضحك بسخرية قائلا وهو ينحني بدراما: فمهت يا بوص.
و ضحك الاثنان بشر وهم يشعرون بالانتشار مما يفعلوه.

فى مكان آخر في مبنى الداخلية.
تجلس شهد أمام الظابط المختص عن الموضوع وهو يسألها عدو أسئلة ولكنها صامتة لا تتحدث حتى صاح بها قائلا: يا استاذة شهد انا مراعي انك مخرجة و مشهورة ومش عايزة استعمل معاكى اسلوب مش لطيف لكن سكوتك ده مينفعش.

أغمضت عينيها لبرهة ثم فتحتها و قالت بصوت مبحوح: مطلوب مني ايه.
نعيد تانى ايه السبب اللي يخلى واحدة زيك تروح لفيلا وزير الصحة شاهين الاسيوطي و معاها سلاح و تهدده بالقتل.

وقبل أن تنطق قطع كل هذا دخول ( شاهين الاسيوطى ) وسط حراسته.
نهض سريعا الظابط مأديا التحية وقائلا بترحيب: منور الداخلية يا سيادة الوزير، اتفضل.

جلس أمام شهد وهو يضع رجل فوق الأخرى و ينبث بسيجارته قائلا: انا جاي أتنازل عن المحضر.

نظر له بذهول قائلا: ازاى سعادتك ده.
قاطعه قائلا: قولت جاي أتنازل، اصل انا مقدر مخرجتنا الكبيرة شهد جوزها في المستشفى بين الحيا والموت ف اكيد اعصابها تعبانة و انصرفت غصب عنها.

نظرت له بقلق عقب جملته واغمضت عينيها بعنف محاولا عدم قيامها و قتله امام الجميع.

نظر له بإستغراب قائلا: قفل يا بنى المحضر في ساعته وتاريخه، اتفضل امضي سعادتك.

وبالفعل مضى على الأوراق و نظر لشهد بإبتسامة نصر، التف الظابط لها قائلا: تقدرى تمشي.

وبلحظة نهضت شهد لتغادر ولكن أوقفها حديث شاهين قائلا: ابقى طمنينا على صقر يا مخرجتنا.

جزت على أسنانها و لم تلتفت و أكملت طريقها ولحظها السىء وجدت ما لم تريد أن تراها و بمثل هذا الوقت وما كان الا شريف.

فى بيت فادى ولاول مرة.
استيقظ فادى بعد ساعات وكأنه يهرب من كل شىء بالنوم فرك عينيه و شاهد ساعة هاتفه ثم نهض ليتوجه لصالة بيته وجلس على الأريكة ليمسك بالجرنال الذي يوجد على الطاولة، ف كل صباح يأتى الحارس بالجرائد ويتركها بشقة فادى.

امسك فادى بها ويقرأ جيدا ليجد عنوان صادم يحتل الصفحة الأولى و العنوان الرئيسي وهو ( القبض على المخرجة المشهورة شهد طارق بتهمة محاولة قتل وزير الصحة ( شاهين الاسيوطى )).

صدم وفتح عينيه على وسعمها و وقف وكأن لدغ من افعى كبرى قائلا بصدمة: مش معقول.

وجلس مرة أخرى ومازالت الصدمة محتلة كل ذرة في جسده.

فى المشفى.

يجلس صقر وهو ينظر إلى الفراغ و يتذكر كل ما حدث في هذا اليوم الغريب و لكن هناك حلقة مفقودة بالنسبة له ماذا حدث بعد تناوله قدح القهوة و افاقته في المشفى ماذا حدث في هذا الوقت كيف أتت شهد كيف انهارت، هناك شىء مفقود ثم تذكر شىء و امسك بهاتفه ليهاتف المسؤول عن كاميرات المراقبة في شركته قائلا قعد ثوان من طلبه شىء واحد: مش عايز كلام كتير، تجبلي تسجيل الكاميرا اللي موجودة في مكتبي انهاردة و تبعتها على الايميل بتاعي، نص ساعة بالكتير وتكون التسجيلات عندي.

واغلق الهاتف و هو يتنهد و قلبه يشتاق لها و قلق للغاية.

لنذهب مرة أخرى للداخلية.

وقفت شهد أمام من لا تريد أن تراها و بهذا الوقت خاصتا يأتي إليها بملامح شرسة للغاية واقترب منها و امسك بيديها بعنف قائلا بفحيخ كالافعى: غبية والله غبية و بغبائك هضيعى كل اللي حواليكي و هتأذي نفسك و تأذيهم انتى بتعملى كدة ليه ها بتعملى كدة ليه مصرة تكونى بتأذي اقرب الناس ليكى ليه فهمينى بطلي تعيشي دور مش دروك انتى مش بطلة يا شهد، ياريت تهدى بقا معرفش غبائك هيوديكي لفين بعد مدة معرفش.

كل هذا وحديثه يقطع في قلبها اربا ودموعها تتساقط رغما عنها انزلت يديها عنه بهدوء وقالت: عندك حق انا مصدر أذى للكل عندك حق.

وتركته وهرولت للخارج سريعا ووجدت الحرس خاصتها يقتربون منها ولكن وجدت شيئا آخر لم تضعه في حسبانها طوال الفترة الماضية.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة