قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشق الصقر الجز الثاني للكاتبة شهد طارق الفصل الرابع والعشرون

رواية عشق الصقر الجز الثاني للكاتبة شهد طارق الفصل الرابع والعشرون

رواية عشق الصقر الجز الثاني للكاتبة شهد طارق الفصل الرابع والعشرون

يجلس في مكتبه منكب بكل تركيزه على الأوراق التي أمامه و أمام العمل الذي لا يعرف من أين أتى له بكل هذا الكم وكأنه لم يأت لمدة شهر ولكن رجح بسبب سفره لمدة طويلة، ولكن اشتاق لها و اشتاق لعناقها، اشتاق لرائحتها اشتاق لها كلياً، لو هاتفها ستطلب منه المجىء وهو خير مُلبي ولكن عمله كثيرا فقرر فعل شىء ما، امسك بهاتفه وبعد ثوان جاءه الرد: اذيك يا فادي، طب تمام يارب دايما. بقولك ما تجيب همس و تيجوا تتعشوا معانا. يا سيدي تعال بس شهد بتفرح لما بتكونوا موجودين. يلا هنستناكوا.

واغلق معه الهاتف لينظر للشاشة وما يوجد إلا هيئيتها ابتسم بعشق ولكن تحولت ملامحه للاستغراب قائلا: غريبة شهد متصلتش لغاية دلوقتي ليه. امم تلاقيه اندمجت في الرواية اللي بتقرأها عارفها.

ترك الهاتف و اكمل عمله ولكن ظل مشتاق لها.

تهمهم بكلمات غير مفهومة خصلاتها متمردة على وجهها، تحاول فتح عينيها وهي مازلت تهمهم حتى رفعت رأسها قليلا وجدت نفسها بغرفة سوداء فارغة من اي شىء تجلس على مقعد حديدي قديم و يدها مكبلة بحبال على فخذيها تتفقد ما حولها ولكن لا يوجد معالم لاي شىء، حاولت الصريخ ولكن صوتها مبحوح اثر البنج ولكن حاولت حتى ارتفع صوتها قليلا: انتو ياللي هنا عايزين مني ايييه.

دخل بإبتسامته التي تمقتها بشدة والتي مر السنين عليها لتجده يقول بعد أن ارتسمحت ملامح الصدمة على محياها: وحشتيني يا شوشو عاش من شافك.

في الشركة...
انتهى من عمله بعد تمتطع بيديه من كثرة العمل وأخذ انفاس عميقة و لملم اشيائه وخرج من الشركة مستقلا سيارته مع الحرس ليمسك بهاتفه و يهاتفها ولكن لم ترد عقد حاجبيه يإستغراب قائلا: في حاجة غريبة معقول كل ده بتقرأ في رواية، بدأ القلق ينتابه ولكن حاول أن يطمئن قليلا.

ماهر. همست بها شهد تزامنا مع ملامح صدمتها.
جاء بمقعد وجلس أمامها قائلا بخبث: وحشتيني يا شوشو بجد بقالي يجي اكتر من 6 سنين مشوفتكيش بس نعمل ايه حكم القوي.

هتفت بتعلثم: انت. انت ازاي عايش ازاي.
فرك ذقنه بتفكير زائف قائلا: امم عايش ازاي، انا هسبلك البوص هو يفهمك النقطة ديه بس قبل ما تقابلي البوص لازم اوريكي الطرف التالت.

لم تنطق شهد من الصدمة هل االمتوفي يحيى مرة أخرى ومن البوص؟ ومن ذلك الطرف الثالث، كذا يحدث؟

غاب عنها دقائق فسمعت خطوات مرة أخرى لترفع رأسها قائلة بصدمة اكبر: يوسف.

وصل الفيلا و ترجل منها ولكن لم يجد اي حراس أو سيارة شهد فقلق كثيرا دلف مهرولا للفيلا.

نعمات. نعمات.
جاءت مهرولة من المطبخ لتقول بخوف: أيوة يا باشا.
فين شهد و الحرس.
الحرس يا باشا من مدة كدة فجأة ببص من شباك المطبخ لقيتهم خدوا العربية بسرعة ومشيوا أما الهانم من ساعة أو اكتر كدة لقيتها بردوا وانا واقفة في المطبخ خارجة بسرعة و بتعيط وخدت عربيتها بسرعة و مشيت.

صدم من الحديث ماذا الحرس ليسوا متواجدين و شهد خرجت تبكي ماذا؟
وقطع حديثه مع نفسه بوق إحدى السيارات والتي تيقن أنها سيارة حرس شهد أو شهد نفسها، خرج سريعا ليجد حرس شهد يصلون السيارة و يترجلوا من السيارة، ذهب إليهم بعينين سوديتين من الغضب، هجم على جاسم قائلا بغضب: كنتوا فين يا بهايم و فين شهد.

صدم الآخر قائلا بتعلثم: يا باشا اهدا احنا فجأة حد اتصل بينا قالنا أن حضرتك محتاجنا على الطريق الصحراوي لان ساعتك عملت حادثة واكدت أن الهانم متعرفش روحنا لقينا في حادثة بس سعادتك مش موجود مفهمناش في ايه رجعنا تاني.

لم يتركه صاح بهم: يا بهايم اي حد يتصل بيكم تصدقوه مشغل معايا ايه ها، وشهد فين انطقوا.

يا باشا والله احنا سايبين الهانم في الفيلا.
سيبنها لوحدها يا شوية متخلفين.
قطع عليهم هذا الصياح دلوف فادي و همس اقترب سريعا بقلق بعد أن سمع صياح صقر قائلا: في ايه يا صقر.

قال بنبرة تكاد تصنف أنه طفل باكي: شهد، سهم مش موجودة في الفيلا.

يوسف. همست بها بصدمة اخر شخص توقعت رؤيته، هذه اخر حالة توقعت أن تصل إليها من الأساس.

دخل يوسف و خلفه ماهر مربطا على أكتافه قائلا: منور يا بطل، ايه رأيك في المفاجأة ديه يا شوشو، اسيبكم بقا مع بعض شوية عقبال ما ابلغ البوص.

وتركهم ماهر، ليجلس على المقعد بملامح جامدة ناظرا إليها أما هي فتحدتث بصدمة: انت يا يوسف.

امم اه انا يا شوشة.
نظرت إليه قائلة: انا. انا مش فاهمة حاجة ازاي ماهر عايش و ازاي انت معاها انا فين و ايه اللي بيحصل.

ضحك بتهكم قائلا: هتفهمي كل حاجة يا شوشة متقلقيش، بس اعرفي قبل اي حاجة انا عملت كدة عشان انتي حقي.

وقطع هذا الحديث دخول البوص هو من سيكشف الان، رفعت شهد انظارها عن الباب وجدته يدخل و خلفه ماهر، انا يوسف تنحى جانبا، ضيقت عينيها لتحاول أن تعلم من هذا فهمست بإستغراب و صدمة: سليم المحمدي.

في الفيلا.
كاد أن يشت مما يحدث حوله وجد فادي حالته هذه فقال: اهدا يا صقر طب يمكن في اليخت بتاعكم.

تذكر قائلا: أيوة أيوة ممكن تبقى في بيت البحر، اطلعوا ورايا يا بهايم بسرعة.
وبالفعل صعد خلفه الحرس و سيارة فادي و همس والقلق يكاد يقتلهم.

واو مكنتش اعرف ان ذاكرتك قوية كدة يا شهد.
نظرت له بإستغرار لتقول بتعلثم: ماهر و يوسف و و سليم انا مش فاهمة حاجة انتو بتعملوا فيا كدة ليه.

جلس أمامها شابكا يديه ببعضهم قائلا بهدوء مستفز: امم قصة طويلة اوي بس خلاص انا جبتك انهاردة عشان آن الأوان تسمعيها، اول حاجة تعرفيها وديه من زمان اوي قديمة يعني اني كنت الراعي الرسمي للبرنامج بتاعك لمدة سنة تقريبا صح؟

سلمت بذكرياتها في الماضي متذكرة موقفا ما.
دلفت غرفة الاجتماعات هي وفادي متأففة فهي ليس لها علاقة بهذه الأشياء، جلست امامه و في المنتصف استاذ حسن مدير القناة.

ينظر لها بنظرات متفرسة ولكن لم تأبى لها فقال الاستاذ حسن: سليم بيه المحمدي من أكبر رجال الأعمال و الراعي الرسمي للبرنامج بتاعك، الاستاذة شهد المنياوي مخرجة البرنامج يا سليم بيه.

فرصة سعيدة يا. حضرتك انسه ولا مدام.
ردت بتوتر بعد أن نظرت لفادي: انا انا آنسة يا سليم بيه اتشرفت بمعرفتك.
رد بخبث: وانا كمان اتشرفت بمعرفتك.
وظل هكذا لمدة سنة الراعي الرسمي للبرنامج قبل ظهور صقر مرة ثانية.
رجعت مرة أخرى بذكرايتها وهي تحدث به ومازلت لا تفهم شىء قائلة: أيوة انا فكراك بس لسه مش فاهمة حاجة انتو ازاي كلكوا مع بعض هنا ما تنطق فهمني، قاىت الاخيرة بصريخ حاد.

فرد بهدوء: تؤ تؤ يا شهد اكتر حاجة بكرهها الصوت العالي وطي صوتك، على العموم هفهمك يا ستي.
اول حاجة انا اعرفك يجي من 6. 7 سنين كدة من يوم ما اتجوزتي.

وصل صقر و الحراسة وخلفهم فادي و همس، ترجل سريعا صقر امام بيت البحر ووجد السنة النار التهمته وأصبح كالفحم الاسود و بقايا فقط منه، نظر بألم للبيت و ما جعله قلبه ينشطر إلى اثنين هو وجود سيارة شهد أمام البيت.

وجد فادي ينطق بصدمة: يعني ايه، يعني شهد ممكن تكون جوه.
تذكر شىء ما على الفور ليقول: السلسلة.

اول حاجة انا اعرفك يجي من 6. 7 سنين كدة من يوم ما اتجوزتي.
نطقت بصدمة: تعرفني من يوم ما اتجوزت صقر.

جز على أسنانه قائلا: متنطقيش اسمه، طبعا انتي هيجي في بالك اني من أعداء صقر و ينتقم منه فيكي و الفيلم العربي القديم ده بس الحكاية مش كدة خاالص، و الحكاية ابتدت فعلا يوم فرحك، مقدرش اقول غير انك عجبتيني و قولت انتي خسارة في ابن المنياوي وقررت تكوني ليا بأي تمام و هنا جه دور. وأشار على ماهر. ماهر كان وظيفته يوقعك و يجيبك ليا بس للاسف وثعتي كل احتمالتي و هربتي و صراحة كتاب ذكية مخلتيش مخلوق يعرف مكانك رغم وجودك في مصر بس اعترف بذكائك، هتقوليلي ماهر مات ازاي، عادي كانت حركة لأن دور ماهر بعد اختفائك لكان سنة كان انتهى لحد كدة.

قام من مقعده واتجه ليوسف و ربط على أكتافه قائلا: نيجي بقا للكبير چو.

السلسلة. نطق بها صقر متذكرا عندما أهداها سلسلة رقيقة أثناء تواجدها في باريس في فترة علاجها وكان بها Gps ولكن لم يقول لها ذلك، استقل السيارة سريعا و خلفه الحرس مرة أخرى والكل يتحرك وهو لا يفهم شيئا.

وصل الفيلا وترجل منها بعد أن صفها بإهمال، دلف للفيلا وبعدها للمكتب و جاء بالحاسوب الخاص به وظل يبعث به قليلا و الجميع يراقبوه، وفجأة صاح قائلا: ايه اللي موديها طريق صحراوي افهم ايه اللي موديها مكان زي ده الا لو.

وصمت بينما اكمل فادي بخوف: الا لو كانت مخطوفة، امال تفسر ب ايه وجود عربيتها و حرق بيت البحر وحد يتصل بالحرس يقول انك عملت حادثة، تفسر كل ده ب ايه انطق.

لم يرد عليه ولكن امسك بهاتفه قائلا: أيوة يا شريف.

قام من مقعده واتجه ليوسف و ربط على أكتافه قائلا: نيجي بقا للكبير چو.
چو زي ما انتي عارفة بعد ما اتجوزتي سافر برة وكمل حياته هناك بس قبل ما اجي لنقطة چو لازم اعرفك اي اصلا اللي خلاها يدخل في الموضوع، بعد ما اختفيتي وبالصدفة عرفت انك مخرجة البرنامج اللي انا الراعي الرسمي ليه وكنت خلاص هخليكي ليا بأي طريقة جيه الباشا وخدك مني تاني قولت اسيبك في حالك وكفاية كدة، لكن.

صمت قليلا وأخذ يدور حولها ثم أكمل: الاقيكي بتدخلي في شغلي لا معلش ستوب سيبتك في حالك مردتيش، هتقوليلي ما انا معرفكش اصلا، اااه اصل نسيت اقولك يا شوشو اصل شاهين الاسيوطي وزير الصحة من رجالتي اه والله.

نسيت اقولك بردوا أنا سليم المحمدي رئيس المافيا العالمي.
جحظت عينيها من الصدمة اين وقعت هي؟ كل هذه الخيوط بسببه هو كيف؟

أيوة يا شريف عايز قوة من الداخلية حالا.
أيوة بقولك عايز قوة شهد اتخطفت يا شريف.
صدم شريف مما سمعه فرد قائلا: طب عرفت مكانها.
رد صقر: أيوة عارف هبعتلك العنوان دلوقتي بس هي يا شريف انا مش عارف عنها حاجة ابوس ايدك بسرعة.

ابعت اللوكيشن و القوة هتكون وراك يلا بسرعة.
اغلق معه و بعث له المكان في رسالة.

ومن ساعة ما ابتدي تدخلي في شغلي، اوامري كانت بتتنفذ عن طريقه بس للاسف غبي يعني مثلا اول حاجة عملها فيكي مكنتش من اوامري ولا الحادثة اللي كانت السبب في شللك وخلي بالك انا السبب في اني اجبلك الدكتور اللي عملك العملية، ما علينا، كل اللي حصلك كانت قرصة ودن مني ومخلكيش تعيشي ليلة واحدة كويسة مع صقر لأنك بتاعتي، اما چو بقا ف مبلغ مش بسيط نزل مصر عشان بردوا ميخليش شوشو حبيبة القلب تتهنى مع صقر بس حاليا مش محتاجينه، وبعد ثوان أخرج السلاح من جذعه وأطلق رصاصة بقلبه وقع صريعا على الفور وهو ينظر لشهد نظرات نادمة هامسا قبل أن تزهق روحه إلى خالقها: اسف، وانتهى كل شىء.

لم تستطيع الصراخ فقدت النطق تمام كل هذه الحقائق.
متهيألي كدة كل حاجة اتكشفت ادامك يا. يا شوشو، يلا يا ماهر نضف المكان عشان انا و شهد ادامنا كلام كتير لوحدنا.

داخله نار تشتعل لا يعرف اين هي كيف حالها هل هي بخير أم لا ماذا حدث؟
والسيارة الاخرى فادي الذي يتأكل من القلق وبجانبه همس: حبيبي اهدا أن شاء الله هتكون كويسة.

همس برجاء: ياااارب.
وامامهم قوة الداخلية و شريف معهم يحاولون الوصول سريعا.

خرج ماهر ومعه اثنين من الحرس الذين حملوا جثة يوسف.
بينما همست أخيرا شهد: يعني انت دمرت حياتي لاكتر من 7 سنين عشان عجبتك! انت اكيد مريض.

ضحك ضحكة عالية للغاية واقترب منها ممسكا بأكتافها: انتي مخلوقة عشاني مش عشانه يا شهد فاهمة و هتبقى ملكي للابد انسي صقر خلاص انسيه يا شوشو.

وبعد وقت ليس بكثير وصلوا المكان ولكن بعيدا عنه بقليل، شعر الحراس بحركة غير طبيعية فدلفوا إلى الداخل سريعا ليخبروا سليم قبل أن يهجم على شهد بثوان.

يا باشا في حركة مش طبيعية حوالين القصر.
ارتفع سليم بجزعه عن شهد وهم معهم وهو يزمجر من الغضب أما شهد متيبسة من الصدمة عينيها شاردة في الفراغ وأكاد اجزم انها فقدت النطق وبعد ثوان سمعت طلقات نار جعلها تستفيق مما هي عليه، ارتفعت دقات قلبها من الرعب ولكن تمنت بداخلها شىء واحد هو أن الله يأخذ روحها في هذه اللحظة قبل أن تعيش لحظات لم تتمنى أن تعيشها مرة ثانية.

بمجرد خروج سليم وماهر لتفقد ما يحدث في الخارج بدأت قوات الداخلية ضرب المنطقة المحيطة بهم وبدأت التبادل بين رجال سليم وقوات الداخلية وفجأة صرخ بماهر: اتعامل يا ماهر هدخل اخد شهد...

اومأ له سريعا وبدأ التعامل مع باقي الحرس، اما سليم دلف للداخل ولغرفة شهد فك يديها من الحبال وضمها من رقبتها وبيديه الأخرى سلاح ناري، خرجوا من الغرفة وخطوا عدة خطوات واوقفهم صوته الجهوري: اقف عندك.

التف له على وجهه ابتسامة ماكرة قائلا: اهلا الباشا الكبير. العاشق الولهان نورت مكاني المتواضع.

يقف صقر ممسكا بسلاحه أمامه بعد أن دخل متسربا للداخل مستغل انشغال الجميع بالخارج ولكن قلبه يأن خوفا على عشقه التي ملامحها لا تنم على شيئا.

صاح به ليجعله يفيق: بس يا خسارة يا شوشو اللعبة هتنتهي بسرعة.
بدأت الدموع تتجمع في عينيها خوفا عليه ولكن تشعر بجسدها متيبس حتى بدأ الالم يتسلل إلى رجليها، شعر أنه يعرف من قبل ولكن لم تسعفه ذاكرته على التذكر.

فجأة قطع كل هذا دخول ماهر بسلاحه موجه لصقر.
فقال ماهر: اهلا بالباشا، شكلي هنفذ وعدي المرادي يا شوشو و اخليهولك جثة ادامك.

اتسعت عينيه من الصدمة من وجود ماهر على قيد الحياة، فجأة نجد شهد تضرب سليم برأسها فيتراجع للخلف وتأخذ السلاح فجأة مستغلة اثر الخبطة ووقفت ومعالم الالم على وجهها في وجهه السلاح و اصبح ماهر ينتقل بالسلاح أمام صقر و شهد.

قالت بألم يؤلم الكافر: حرام عليكم بقا عيشتوني سنين في عذاب وبعيد عن حبيبي عشان ايه موتوا يوسف ليه ليه، عذبتوني لمدة لا تقل عن سنة ليه عملت ليكم ايه أنا لو يهودية مش هتعملوا فيا كدة، ليه كل الخطط ديه كلها انا بنت عادية والله العظيم بنت عادية.

اقترب منها سليم وكأن الجنون مازال به قائلا: تؤ تؤ قطعتي قلبي يا شوشو.

وبلحظة أخذ السلاح منها وأخذها مرة ثانية وكاد أن يطلق صقر ولكن نجد طلقة اخذت مجراها برأس سليم وطلقة أخرى من سلاح ماهر أصابت شهد وطلقة أخرى اصابت ماهر في ذراعيه، لنجد شريف يهرول على ماهر و يمسك به، أما شهد نظرت إلى الرصاصة التي إصابتها واغمضت عينيها لتغادر الحياة ولكن قبل أن تقع كانت بأحضان عشقها الذي هرول عليها قائلا برعب: شهد حبيبتي فوقي فوقي يا شهد عشان خاطري.

اخذت انفاسها يصعوبة قائلة بحب: انا عيشت معاك سنين وايام حلوة اوي بس عشان خاطري مش عايزة اروح المستشفى انا عايزة اموت كفاية أن انا بين ايديك وانت اخر حاجة هشوفها بس مش عايزة اعيش في الدنيا ديه تاني كفاية لو بتحبني سبني اموت في حضنك.

وصمتت، صرخ صقر بإسمها، جاء شريف بعد أن سلم ماهر لإحدى القوات وطمأنه بوجود نبض حملها سريعا بين يديه وفي سيارته التي قادها شريف، وخلفهم فادي الذي لم يستطيع فعل أي شىء سوى البكاء.

في الطريق، شهد تمام على فخذيه وهو يربط على وجنتيها في كل ثانية وقلب ينفلق من الهلع و الخوف عليها وجدها تحاول بصعوبة فتح عينيها و الدموع تنزل من عينيها قائلة بهمس: عشان خاطري مش عايزة اروح المستشفى عايزة اموت كفاية عليا كدة يا صقر.

حاوط وجهها قائلا و الدموع تنزل من عينيه هو الآخر: هتسبيني لوحدي في الدنيا ديه مش وعدتيني هتفضلي معايا لآخر عمرنا، هتخلفي بوعدك ليه.

تأوهت قليلا ثم أكملت همسها: ما ده اخر عمري انت هتعيش مرتاح من غيري صدقني، سبني يا صقر متودنيش المستشفي عشان...

ولم تكمل هاجمها الدوار و استسلمت له وفقدت وعيها، ضمها إليه أكثر وهو يبكي، وصرخ بشريف ليسرع.

وبعد وقت وصلوا للمشفى ترجل صقر وحملها سريعا بين يديه صارخا في الجميع وبمجرد دلوفها للعمليات خارت قواه ونزل على الأرض يبكي مثل الاطفال وبجانبه فادي يربط على أكتافه ويحاول أن يطمئنه.

بعد قليل خرج الطبيب قائلا له: اهدا يا باشا الرصاصة جت في كتفها وحاليا في نايمة عشان البنج اللي خدته وان شاء الله هتفوق وتبقى كويسة.

امسك يديه قائلا بوجع: بس هي قالتلي انا عايزة اموت مش هكمل.
ربط على يديه قائلا: اهدا بس والله هي كويسة وكمان شوية و هتفوق.
رفع رأيه عالياً حامدا ربه وأيضا همس و فادي تنفسوا الصعداء انها بخير وبعد وقت ليس بكثير.

يجلس على مقعد بجانبها بعد أن فاقت منذ قليل وهي جامدة لم تتحرك أو تنطق فحاول تخفيف الأمر عليها الذي لا يعرفه بأكمله حتى الآن قال بمرح: سيبني يا صقر مش عايزة اروح المستشفى و زي القردة ادامي اهو.

يبدوا أن المزحة لم تروق لها ولكن وجدها تقول بعد ثوان وبصوت خشرجة: أيوة مكنتش عايزة اروح المستشفى ومكنتش عايزة اقوم تاني، بكت وقالت بنشيج: بس مقدرتش كل ما افتكر اني هسيبك لوحدك اعافر عشان افضل عايشة انا إصابتي بسيطة بس لو كنت عايزاه خطيرة كنت عملت كدة، انا مش قادرة اتخيل اللي سمعته لغاية دلوقتي.

نهض سريعا وضمها بخفة ولكن بحذر خوفا على جرحها مربطا على ظهرها: بس خلاص كل حاجة انتهت كل الكابوس انتهى حتى اللي فضل فيهم عايش هياخد حكم مش اقل من اعدام اصلا وكل حاجة انتهت على كدة اتوجعنا بس خلاص حياتنا هتنور من جديد.

بعدها عن أحضانه بخفة ناظرا لعينيها محاوطا وجهها: ايه رأيك ناخدها من ناحية تانية اننا تعبنا الفترة الفاتت ديه كلها عشان يجي وقت و نرتاح مش كدة احسن.

امأت برأسها مع ابتسامة خفيفة: عندك حق، انا بحبك اوي.
ابتسم بحب قائلا: وانا بعشقك اوي.
دلف بعدها فادي و خلفه همس: هتفضلني تقلقينا عليكي كتير.
ابتسمت بألم قائلة: مش بإيدي والله.
جلس أمامها قائلا: بهزر معاكي حمد لله على سلامتك.
حمد لله على سلامتك يا شهد.
اراحت جسدها قائلة: الله يسلمكم يا جماعة تسلمولي، انتفضت فجأة قائلة: صحيح انتو عرفتوا مكاني ازاي؟

ابتسم صقر وأمسك سلسلتها التي تتواجد حول عنقها قائلا: من ديه ازاي.
نظرت له بإستغراب قائلة: من ديه ازاي؟
ضحك فادي قائلا: السلسلة فيها Gps يا ريسة.
شهقت بخفة ناظرة له: حاططلي في السلسلة Gps.
ملس على وجنتيها بخفة قائلا: كنت لسه مش مطمن عليكي واهو جابت بنتيجة.

نظرت بألم واكملت نظراتها بشرود لسقف الغرفة، بينما نظر فادي لصقر بمعني أنهم سيغادرون فأومأ له وخرجوا، وبعد قليل دلف الطبيب ليخبرهم انها بخير وستظل يومين في المشفى حتى تشفى.

وجدها شاردة وحزينة امسك يديها و قبلها قائلا كلمة واحدة: انسي.
أغمضت عينيها بقوة معتصرة جفنيها وبعد ثوان فتحتها ناظرة إليه قائلة: انسى ايه ولا ايه انسى اني بعدت عنك 6 سنين من عمري ولا انسى سنة العذاب اللي شوفتها ولا انسى كل لحظة الم و ذل عيشتها ولا انسى اني كنت جسد من غير روح لما اتشليت، انسى ايه يا صقر.

الى الان صقر لا يعلم من هو سليم المحمدي وماذا فعل بها، منتظرها تتحدث ولكن لحد الان هو لم يفهم.

فقال شيئا واحدا: مين سليم المحمدي.
سرت كهرباء عفوية في جهاز مجرد ذكر اسمه ورعب سرى في أوردتها جعلها ترتعش فقالت بألم: ده اللي عمل كل إلى قولته من شوية.

رد عليها بتعلثم: بس ده أنا معرفوش ولا حتى اتعاملت معاه قبل كدة، طب ازاي.
ضحكت بألم قائلة: لا لا مش من اعدائك، ده من اعدائي انا.
نظر لها في استغراب ولكن قطعت استغرابه وقصت له كل شىء.

لم يجد شيئا ليقوله، ما حدث لا يروى الا بالاحلام و الكوابيس، كل هذه الثعابين حولها فقط، هي من تأذت بكل المعاني بكل الاشكال و الصور، ضمها إليه بعد أن نزلت دموعها مربطا على ظهرها: اهدي، اهدي و انسي مفيش قدامنا حل غير كدة، مش هقولك كله هيعدي لا كله عدى خلاص واللي جاي اللي هنبنيه بنفسنا وهيبقى احسن انتي تعبني كتير بس ربنا هيكافئك على ده صدقيني، ماشي يا شوشتي.

ضمت نفسها إليه أكثر ودفنت رأسها في عنقه تشتم رائحتها وتأخذ انفاس من عبقه قائلة بهمس: شوفت كتير وحل اكتر بس المهم انك معايا و جمبي واني لسه هنا، وابتعدت لتشاور على قلبه ثم قالت وهي تشير لعقله: وهنا، لتكمل: وفي روحك، واستندت على جبينه واغمضت عينيها قائلة: يا من عشقته عشق ابدي.

وبعد يومين، بعد أن تعافت قليلا أصرت على الخروج بعد أن طلبت من صقر فعل شىء ما.

خرجوا من المشفى واتجهوا للقصر بعد إقناع صقر بمعاناة بعدم عقاب الحرس فهم ليس لهم ذنب لما حدث، واخيرا استقلوا السيارة وخلفهم الحرس وبعد وقت وصلوا، تؤجلت من السيارة بعد انا عاونها صقر وجعلها تستند عليه، لتدلف وتجد الجميع في حديقة الفيلا دا عدا خالتها رحاب، منذ يومين، طلبت شهد من صقر أن يقص عليهم كل شىء وبالفعل فعل ذلك و عندما علمت رحاب بما فعله ابنها انهارت ليوم وقررت العيش بمفردها وخاصتا عدم رؤية شهد مرة أخرى على الأرجح، أما الباقي صدموا مما استمعوا إليه، واقنعهم بالمجىء بناء على طلبها، ابتسمامة بسيطة زينت ثغر الكل، جعلها تجلس على إحدى الارائك وهو بجانبها، ظل الصمت سيد الموقف لدقائق حتى تحدثت شهد: مش عارفة اقولكم ايه، بس متهيألي انتو عرفتوا الحكاية كلها، الحياة غريبة اوي يا جماعة اه اوي والله وحكمة ربنا اغرب، اختبارته اصعب، انا شوفت حاجات تخلي الواحد عقله يفوت بس اتعلمت، اتعلمت أن الحياة مش وردي و جميلة طالما في فلوس بالعكس ديه الفلوس ديه هي اللي ممكن تدمر حياتنا، اتعلمت أن ادافع عن الحق بس استحمل يا اما مكملش واخليني ساكتة، اتعلمت ازاي اقف ادام اختبارته واعديها، بس نصيحة بلاش تعدوا حاجة لوحدكم، بتبقى صعبة اوي اوي، اعرف ان مهما حصلك ف انت ربنا شايلك الخير في الاخر ممكن يبقى متأخر بالنسبالك بس صدقني ساعتها هتكتشف أنه الوقت المناسب، حاجة كمان عمر ما كان حل المشكلة انك تهرب منها، جربت اعمل كدة وللاسف كنت بفشل وأقع، أكملت حديثها بعد أن أمسكت بيده: لكن هو اللي كان بيوقفني تاني، اختاروا اللي هيوقف معاكم في الاختبارات ديه لان فيه اللي هيسندكم لآخر نفس وفي اللي هيوقعكم اكتر فاختاروا صح، صدقوني انا شوفت اللي محدش شافه بالنسبة ليا يعني، بس والله شوفت كتير اوي، الكلم شهر اللي عدوا دول شوفت فيهم العذاب بمعني الكلمة، بس خلاص دلوقتي تقدر اقول اني هبتدي حياة جديدة بكل حاجة جديدة، كل غلطة كنت بعملها دلوقتي هعمل الصح واللي كنت المفروش اعمله، الحياة جميلة بس احنا نعيشها ومنعقدهاش، دور على الحلو فيها في كل حاجة حواليك هتلاقي.

مستحيل يكون ربنا مش بيحبك كدة و مش سايبلك اي حاجة حلوة، اوعي عشان شوية اكتئاب زي ما بيقولوا تكره الدنيا و تقول ربنا مش بيحبني، انت لو بتشوف يبقى ربنا بيحبك لو بتتنفس يبقى ربنا بيحبك لو ماشي على ايدك ورجلك يبقى ربنا بيحبك، ابسط نعمه يبقى اعرف أنه بيحبك، لو اختبرك كتير اعرف انه عارف ايمانك اوي بس عايز يقويه، اللي مش مؤمن بيه هتلاقيه بيسهله كل حاجة لانه خلاص مش محتاج حاجة منه، والعاشر مرة اختاروا اللي في حياتكوا صح، لأن ممكن بني ادم يقويك و بني ادم تاني يضعفك وفي وقت بتبقى عايز اللي يقويك و يسندك، نظرت لهم بأكملهم واكملت مرة أخرى: الوحدة وحشة اوي اختار اللي هيملاها عليك بكل الناس وهيبقى كفاية عليك من مليون واحد، وفي هذه الأثناء نظرت لفادي و همس، وعيش حياتك متوقفش عند اختبار خسارته كانت كبيرة، وتفوق قبل فوات الاوان وتعرف أن الدنيا امان وبس، ونظرت لشريف و مريم، ولكن أكملت بحزن: ولازم نعرف أن لو مفوقناش قبل المعاد الصح هنخسر للابد وممكن نخسر نفسنا ورددت بداخلها: الله يرحمك يا يوسف و يغفرلك.

الطمع و الحقد دول شيطان، وسواس الحياة اتخلص منهم، الدنيا مش دايمة عشان نعيش حياتنا في حقد و كره، انا خلصت كلامي و بتمنى كل واحد فينا يبدأ حياة جديدة بقلب و روح جديدة.

الجميع أخذ انفاس عميق من عمق كلامتها من صحته بنسبة مائة بالمائة، ضمها صقر إليه مقبلا جبينها، وايضا فعل ذلك فادي لهمس، أما شريف نهض واقفا امام الجميع قائلا: لمناسبة اننا هنبدأ حياة جديدة، ركع أمام مريم قائلا: ينفع ابدأها معاكي؟

ابتسمت شهد بحب لهذا المشهد، أما مريم ابتسمت بخجل بعد أن اومأت له بالموافقة، قبل يديها وجلس بجانبها مرة أخرى، فصاح فادي بهم، انا بقى عريس وفرحي كمان كان اسبوع والكل معزوم طبعا.

نهضت خلود وصاحت بهم بطفولة قائلة: ايه ده اشمعنا انا ما انا احمد طلبني امبارح و خلاص لقيت نصي التاني، بعد ابن اللذين ما كان سايبني احب على نفسي.

ضحك الجميع عليها و هنئت شهد الجميع هي وصقر، وجلسوا يتحدثون في كل شىء عن حياتهم بعد ذلك، وشهد استغلت انشغال الجميع فأقترب من إذن عشقها قائلة بنبرتها الفاتنة: عشقك كالسهام في قلبي، عشقت حنيتك، عاشقة لأنفاسك، عاشقة لروحك التي تسري في أوردتي، اعشق نبضاتي التي تنبض بإسمك، اعشقك يا اماني، قلبي موشم بك يا من عشقته عشق ابدي.

وبكدة خلصت الرواية.
الله يا تيتة الرواية حلوة اوي اوي معقول ديه حقيقة.
ردت عليها بخبث: شوفي انتي يا عيون تيتة.
يا تيتة عشان خاطري قولي.
نفت برأسها، وقطع حديثهم دلوفه فهرولت عليه قائلة: جدو يا جدو هي رواية تستة ديه حقيقة يعني انتو شهد و صقر اللي بس الرواية.

ضحك بخفة قائلا: اه يا قلب جدو.
اخرجت لسانها قائلة: اهو جدو قالي، بس ايه عاشقان مفيش كلام يعني.
ضربها بخفة على رأسها: امال ايه يا بنتي هو احنا اي حد.
غمزت بعينيها قائلة: ماشي يا جدو يا جامد، انا همشي بقا عندي تصوير يلا باي.
هذه حفيدة شهد وصقر ( رنا ) ابنة ادهم وهي مثل جدتها ولكن أصبحت إعلامية.

ذهب إليها بإبتسامة عاشق لك تتغير رغم مرور السنين ليجلس بجانبها ويضم يديها ليقبل باطن يديها و يتأمل جمالها الذي ظهر عليه الشيب ولكن لم ينقص من جمالها شيئا، أما هي ظلت تنظر لكلامحه التي ظهر عليها آثار الزمن ولكن لم تختلف جاذبيته التي تقتلها، قطع تأملهم قوله: بعشقك رغم السنين يا عشق الصقر.

ابتسمت بحب بتقول: وانا عشقي ليك لغاية الموت يا عشق شهد.
وانتهت الرواية وانتهى عذاب العاشقان
وظل العشق هو سيد الحياة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة