قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشق الصقر الجز الثاني للكاتبة شهد طارق الفصل الثالث والعشرون

رواية عشق الصقر الجز الثاني للكاتبة شهد طارق الفصل الثالث والعشرون

رواية عشق الصقر الجز الثاني للكاتبة شهد طارق الفصل الثالث والعشرون

بعد ليلة من اجمل الليالي التي مرت على العاشقان منذ شهور طويلة من التعب و الوجع انتهت بأجمل ليلة مرت عليهم، ليلة لن تتناسى مثل ليالي كثيرة خالدة في ذهنهم مهما مرت في الحياة مصاعب و اوجاع اعلم انها ستمر و سيكافئك المولى عز وجل ما علينا سوى الصبر وحمده و شكره وتحمل قدره.

جاء الصباح واسرقت شمس الحياة و خاصتا بمدينة العشاق ( باريس )، فتح اعينه ومازال يفرك بها لعله يفيق ويحاول أن يرى اين ذهبت عشقه لطالما ليست بجانبه ومرت ثوان وجدها تدلف لطاولة الفطار المتحركة ببطىء وتعرج طفيف اثر العملية فهى لم تتعافى بشكل كامل ولكن على وجهها ابتسامة ساحرة سلبت أنفاسه بشدة، وصلت بالطاولة حتى الفراش وتركتها لتجلس بجانبه وتضع يده على إحدى وجنتيه بحنان بعد أن قبلته قائلة: صباح الحب على عيونك يا حبيبي.

امسك يديها و قبلها قائلا: صباحك نور يا شوشتي، ايه الروقان و الرومانسية ديه كلها على الصبح.

ابتسمت بحب له قائلة: بقالك شهور بدلع فيا و بتوريني احلى رومانسية، مش من حقك انت كمان تدلع ولا ايه وبعدين بذمتك في زى دلع شوشة.

ضحك بقوة وضمها إليه مقبلا جبينها قائلا براحة: اااه يا احلى شوشة وهو في زيك ولا زي دلعك بردوا.

قبلته من وجنتيه كطفلها قائلة: يلا نفطر بقا.
امأ لها برأسها و ظلوا يتناولون الفطور وسط مرحهم و ضحكاتهم تذكروا ايام الماضي وبعد أن انتهوا التفت شهد لصقر قائلة: حبيبي انا عايزة انزل مصر.

مش عايزة يعني تكملي شهر العسل.
أمسكت يده وهي ناظرة له بحب فقالت: حبيبي انا ايامي كلها معاك شهر عسل مش في باريس بس يعني، بس بجد عايزة أنزل مصر، كل حاجة وحشتني و الكل وحشني، بابا و ماما و الولاد و فادي و همس كله وحشوني جداا ووحشني بيت البحر بتاعنا.

ضمها إليه قائلا: خلاص عيوني هنزل احجز على اقرب طيارة نازلة مصر.
تسلم عيونك يارب يا احلى عاشق في الدنيا.
لم يتحدث بينما نهضوا ليتجهوا للشرفة التي تطل على اروع المناظر المريحة للنفس للغاية يستمتعون بكل لحظة تمر عليهم.

وبعد ساعات طويلة، تقف شهد وهي بأحضان صقر على درج الطائرة تنظر لهذه المدينة الساحرة مدينة العشاق التي دلفت إليها وهي مقعد بينما غادرتها وهي بأحضان من عشقته وهي واقفة وليست عاجزة على مقعد متحرك، انتبهت لهمس صقر بأن يدلفوا الطائرة وبالفعل بعد دقائق جلسوا بالمقاعد الخاصة بهم و ربطوا احزمتهم للامان، امسك يديها و قبلها قائلا: كنتي سرحانة في ايه واحنا على سلم الطيارة.

ابتسمت ابتسامة بسيطة بعد أن تنهدت قائلة: مفيش افتكرت انا دخلت باريس ازاي و اهو همشي منها ازاي، دخلتها على كرسي وخرجت منها على رجليا الحمد لله بحاول استوعب أن الاختبار انتهى، عارف يا صقر كنا فاكرين زمان واحنا صغيرين أن اختبارات المدرسة هي اصعب اختبار اتضح أن ده كان دلع مفيش اصعب من اختبارات الحياة، فوزك في اختبار الدنيا اصعب بكتيررر من اي اختبار.

امسك يديها بقوة وكأنه يطمئنها قائلا: بس المهم اننا نسحتمل الاختبارات وديه ونعافر و نحاول عشان ننجح فيها و منستسلمش ابدا و منعديهاش لوحدنا يا شهد ولازم نؤمن بقدره ونعرف أنه عمره ما هيظلمنا حتى لو احنا حسينا بكدة في لحظة شيطان، فهماني يا شوشتي.

وضعت يديها على وجنتيها قائلة بحنان: ومن امتى شوشتك مش بتفهمك يا حبيب روحي انا.

ضمها إليه وغفوا بأحضان بعضهم.

بعد ساعات أخرى ولكن طويلة اسغرقتها الرحلة للوصول إلى مصر، استيقظ العاشقان قبل وصولها بقليل فرحت شهد بشدة بمجرد مشاهداتها للمناظر من الطائرة اخيرا وصلت بلدها بعد شهور طويلة.

اخذت نفس عميق من هواء مصر، انتهوا من الإجراءات وبعد أن خرجوا من المطار ليقابل الحرس الخاص به، يهرول عليهم جاسم قائلا: حمد لله على سلامتك يا هانم، حمد لله على سلامتك يا باشا نورتوا مصر.

ابتسمت شهد قائلة: الله يسلمك يا جاسم.
ورد صقر أيضا قائلا: الله يسلمك يا جاسم تسلم يارب، يلا عشان نرتاح.
وقبل أن يخطو مرة أخرى أوقفته شهد لتقول: حبيبي هو احنا ممكن نطلع على الاستديو الاول.

اشمعنا حبيبتي.
ابتسمت براحة: الاستديو بقالي كتير اوي اوي مدخلتوش نفسي ارجع ادخله تاني وانا الحمد لله على رجليا لو مش عايز خلاص.

جذبها إليه أكثر و استقلوا السيارة و معهم جاسم وخلفهم الحرس فقال للسائق: اطلع يا حسن على استديو مخرجتنا.

ابتسمت بشدة و قبلته من وجنتيه كالطفلة فضحك بخفة وضمها بمرح وقبلها هو الآخر والعشق و المرح رجع إليهم مرة أخرى.

وبعد ساعة على الأقرب وصلوا للاستديو ترجل صقر و بعده شهد وهو يحاول إسنادها فهي شعرت ببعض التعب، دلفت مع عشقها والكل يحيها و يوجهوا لها السلامة على صحتها، وهي ترد على الكل بإبتسامة و توجهت لمكتب فادي وطرقت عليه ودخلوا بعد أن سمعوا صوته.

كان فادي و همس منهمكين في العمل و لم يلحظوا من دلف، حتى جلست شهد على الأريكة هي و صقر قائلة: ايه الاجتهاد ده يا بشر.

رفعوا رأسهم بفرحة غير مصدقين بأن شهد أمامهم بعد أن غادروا باريس بعد شهر من عملية فادي ولم يروها طوال المدة الماضية، هرولت عليها همس لتضمها قائلة بفرحة: حمد لله على سلامتك، حمد لله على سلامتك.

ضمتها بشدة بإبتسامة مرحة: الله يسلمك يا همس تسلميلي يارب اوعي اروح اسلم على الواد اللي تنح ده.

اسمها صقر لتقف وتذهب إليه و هو يدمع لا يصدق انها اخيرا رجعت الريسة القوية وقفت أمامه قال بهمس: انا لو ارتميت في حضنك دلوقتي هروح في حضن النار صح.

ضحكت بقوة وامسكت يده قائلة: صح والله معلش عليا انا المرادي انا واقفة ادامك اهو.

دمعت عينيه قليلا قائلا: حمد لله على سلامتك يا ريسة نورتي الدنيا كلها، حمد على سلامتك يا صقر.

خطت خطوتين للخلف لتنظر لهم: عشان كدة قولتله لازم اول مكان اروحه هو الاستديو.

مش يلا بينا بقا عشان ترتاحي.
ذهبت إليه لتمسك يده وكادوا أن يخرجوا ولكن أوقفهم جملة فادي ( مش هترجعي يا ريسة تاني ).

وكأنها تصنمت بمكانها التفت له قائلة بجمود: ما انا رجعت يا فادي، رجعت بلدي ورجعت لبيتي و ولادي وجوزي و عشقي معايا، رجعت لكل حاجة يا فادي، ربنا يوفقكم.

هز رأسه بأسف و ذهب ل همس و ضمها إليه قائلا: احنا فرحنا الشهر الجاي.
شهقت بمرح قائلة: اغس عليك كنت عايز تعمل فرحك من غيري.
نظر لهمس ثم ادرفت همس قائلة: وحياتك قولتله كدة قالي انا حاسس ان شهد هترجع قريب وعقبال ما ترجع يكون جه معاد الفرح أنا متأكد واهو طلع كلامه صح ابن ايه.

ضحكوا جميعهم والتفت لهم قائلة بفرحة: مبروك ليكم ويارب تتم فرحتكم على خير و تبقى حياتكم سعادة وفرح بس.

ابتسم فادي قائلا: يااارب، ربنا يخليكي لينا يا شهد، هتكوني اول الحاضرين لو اتأخرتي هزعل.

يا اهبل ده احنا اللي هنيجي نزفكوا، امشي يلا كملوا شغلكم.
واخيرا تحدث صقر قائلا: مبروك يا فادي ليك انت و همس ربنا يتمم ليكم بخير يارب.

رفع رأسه عاليا ليقول: آمين و يخليلكم لبعض.
ضم شهد إليه أكثر مقبلا جبينها قائلا: يارب، احنا هنمشي عشان هي ابتدت تتعب.
ابتسموا لهم و خرجوا من المكتب ليستقلوا السيارة وابتدت ملامح الالم تظهر على ملامح شهد لاحظها صقر فأمسك يديها: ابتديتي تتعبي صح.

ابتسمت بحب قائلة: لا حبيبي ديه شدت عليا شوية من قاعدة الطيارة وقت طويل دا هو اكتوبر قالي ولا تمشي كتير ولا تقعدي كتير امشي بشكل طبيعي بس ومش هتعب، يلا بقا نطلع على بيت بابا و ماما عشان وحشوني و الولاد وحشوني اوي اوي.

اطلع يا حسن يلا، عشان الولاد وحشونا اوي.
ضحكت بخفة ونظرت للطريق وطرقت فكرة في بالها فألتفت له على الفور وبدى عليه الاهتمام لتقول بحماس: حبيبي هو احنا ممكن نعمل حلفة يعني لكل اللي نعرفهم بمناسبة رجوعي يعني و كدة.

ده بيتك و مملكتك تعملي فيه الأنتي عايزاها.
وضعت يديها على وجنتيه ونظرت في عينيه لترى انعكاس صورتها في عينيه التي تشع بعشقها قائلة بتنهيدة حب: حبيبي ده بيتنا و مملكتنا احنا الاتنين مش انا روحك و انت روحي يعني احنا الاتنين واحد يبقى لازم اخد رأيك في كل كبيرة و صغيرة.

قام بدوره ليقول: بس لما تكوني عايزة تعملي حفلة و تعزمي فيها الكل عشان تقوليلهم انا رجعت بقوتي انا عديت اختباره عز وجل و واقفة على رجلي اهو، شهد بتاعة زمان رجعت، يبقى مش محتاجة تاخدي رأيي ولا ايه.

نظرت لها بدهشة كيف فهم ذلك هي حقا تريد إقامة حفل لتثبت ذلك للجميع أو لنفسها أقل شىء، سريعا ابتسمت بحب ف لماذا الدهشة منذ متى وهو لا يفهمها لا حدث قبل ذلك لا لم تحدث على الاطلاق، هو المرآة خاصتها هو انعكاسها.

دست نفسها بأحضانه ضمته بقوة قائلة: عندك حق.

في منزل فاتن و طارق.
تجلس امام احفادها و تطعمهم وتمرح معهم ولكن قلبها مشغول بإبنتها التي لم تراها منذ شهور، و زوجها امامها يجلس على الأريكة يشاهد التلفاز واحيانا يمرح مع أحفاده، تنهدت فاتن قائلة: شهد وحشتني اوي يا طارق.

اطفأ التلفاز وتنهد هو الآخر ليقول: وانا اكتر والله بس هنعمل ايه يارب ترجع بالسلامة.

قطع حديثهم صوت طرقات الباب فهنض طارق ليفتح الباب ومع جعله يفتح عينيه على وسعهم من الصدمة عندما وجد ابنته تقف أمامه و تقول بملاح جدية مصتنعة: ده بيت شهد طارق.

قال بعدم وعي: أيوة.
لانت ملامحها لتقول بإشتياق: اصل باباها واحشها اوي اوي ونفسها يشاهدها في حضنه.

ضمها إليه سريعا وهو يبكى بصمت قائلا: وحشتيني وحشتيني يا حبيبة بابا، حمد لله على سلامة يا نور عين بابا.

بكت هي الأخرى قائلة: الله يسلمك يا اجمل بابا في الدنيا كلها وحشتني اوي اوي.
قطع لحظاتهم دلوق صقر قائلا بمرح: دايما انا منسي كدة اروح بقا لحماتي.
امسك أكتافه قائلا: يا بني انت ما بتصدق تعال هنا خد مراتك...
شوفي عشان تعرفي باعك في ثانية.
ضحكوا جميعهم وقطع مرحهم هرولة فاتن على ابنتها وهي تبكي بشدة لتضمها قائلة: الحمد لله احمدك و شكرك يارب وحشتيني يا حبيبة ماما وحشتيني.

وانتي يا ماما وحشتيني اوي اوي اوي.
مااااامي، وكان هذا صوت ادهم و فيروز ابناء شهد.
خرجت من أحضان والدتها و ضمت ابنائها بشدة قائلة بحنان اموي للغاية: حبابيب وعيون و روح مامي من جوه وحشتوني اوي.

قطع هذا اللحظات الحانية صوت صقر الغاضب غضب طفولي قائلا: يا جدعان امشي انا ولا ايه.

ضحكت فاتن بخفة: لا يا قلب حماتك حقك عليا حمد لله على سلامتك نورتوا والله.
امسك فاتن من ذراعيها بمرح قائلا: حبيبتي يا حماتي مش زي الناس ديه.
ضم طارق فاتن إليه قائلا: اوعي يا عم انت خد اللي يخصك.
ظلوا يمرحون لمدة حتى شعر صقر بتعب شهد يتضاعف فأستاذن منهم ورحلوا مع أطفالهم.

تقف في شرفتها تأخذ انفاس عميقة بعد أن دلفوا و توجهت مع أطفالها في غرفتهم لنقص عليهم بعض الحكايات حتى غفوا و اخذت حمام منعش لتفيق من عناء السفر و اليوم، شعرت بيدين تلتف حول خصرها وانفاس في عنقها لترفع يده التي تلتف حولها وتقبلها وتضمه إليه اكتر حتى سمعت همسه: وحشك ملاذك.

ضحكت بخفة فهو منذ كثير أطلق على الشرفة ملاذها بينما اكمل هو: اضحكي اضحكي أيوة طبعا ملاذك، تبقى زعلانة مني تيجي تقعدي فيها بعد وقت من جوازنا فهمت انك لما تكوني زعلانة بتيجي تقعدي فيها وبعد كتير عرفت انها ملاذك الاول، احم بس بعد حضني طبعا ولا انتي ايه رأيك.

أغمضت عينيها بإسترخاء لتقول: انت شايف ايه.
اكمل بمرح: انا شايف اننا ندخل ننام عشان خلاص انا جبت أخرى.
ضحكت معه وضمها إليه وذهبوا إلى فراشهم ليغفو في ثبات عميق.

صباح يوم جديد، التف صقر ليضمه عشقه إليه ولكن وجد الفراش فارغ، نهض بعد أن فرك عينيه جيدا حتى يفيق، ونزل إلى الطابق السفلى ليجدها تقف وتملي بعد التعليمات على الخدم و القصر نفسه تغير بشكل رائع ليليق بحفل فاخر ما ينقصه بعض الأشياء البسيطة، ابتسم لهيئتها واقترب منها وهو يضمها من أكتافها تحت أنظار الجميع هامسا في أذنها: صباحك نور يا عيوني.

ابتسمت بحب ووجهت حديثها للخدم قائلة: يلا روحوا كملوا اللي قولتلكم عليه.
غادر الخدم المكان أما هي التفت له لتقبله من وجنتيه قائلة: صباحك ورد حبيبي.
دار بعينيه في المكان قائلا بمرح: لا واضح أنه ورد فعلا، ايه التجهيزات ديه كلها شكلك صاحية من بدري.

امسكته من ياقته قائلة: نموسيتك كحلي يا بيه الساعة 2 بعد الضهر أنه صاحبة من 6 الصبح بجهز للحفلة و بعزم الناس و خلاص فاضل التاتش الاخير...

امسك يديها قائلا بغضب: ايه يا شهد من 6 الصبح واقفة على رجليكي انتي اجننتي ومصحتنيش ليه.

أمسكت يده تحاول أن تطمئنه: اهدا بس انا مش واقفة ولا حاجة كنت بقولهم كل حاجة وانا قاعدة يا اما بالتليفون أن لسه واقفة قبل ما تيجى بحبة صغيرين والله...

تنفس بنفوذ صبر قائلا: ماشي يا ستي، بس انا قولت هتفوتي كام يوم وتعمليها مش على طول كدة، طب جهزتي فستانك أو حتى بدلتي.

قضمت وجنتيه بيديها قائلة: غير ديه حاجة تفوت على شوشتك، فستانك و بدلتي جاهزين و القصر اهو جاهز من برة و من جوه و الولاد صحيوا الصبح و فطروا وراحوا مدرستهم و عزمت الكل بالتليفون ها ناقص حاجة تاني ولا انت ايه رأيك.

ضمها من خصرها قائلا: انا رأيي مش هنفطر ولا ايه.
ضحكت بخفة وقالت بصوت عالي وهم يتجهون لخارج الفيلا: نعمات حضري الفطار بسرعة و هاتيه في الجنينة.

ومر فطار العشاق بمرح وجاء الليل، تقف أمام المرأة بثقة تتنفس براحة واخيرا ابتسمت الحياة لها أصبحت خالية من الآلام، ستعيش لنفسها ل روحها وما روحها الا زوجها وأطفالها و عائلتها هم من ستعيش لأجلهم، لأجل سعادتهم فقط، وضعت اخر لمساتها من مساحيق التجميل التي لا تحتاج منها شىء من جمالها البرىء، دلف غرفتهم وهو ينظر لها بعشق جارف بعد أن تأكد من أن أطفاله تجهزوا بشكل كامل فذهب ليرى هل انتهت عشقه ام وها هو يقف أمامها، ذهب إليها ليقبل يديها وهي تبتسم بشدة قائلا بهمس: فرحتي وسعادتي بإبتسامتك الواثقة ديه عندي بالدنيا كلها ادفع عمري كله عشان اشوفها، وحشتني شهد البريئة و الواثقة في نفس الوقت، وحشتني حياتنا بالشكل ده اوي، ربنا ما يحرمني منك ابدا يا حب و عشق عمري كله.

وضعت يديها حول عنقه ناظرة في عينيه قائلة: حياتنا بعد كدة هتكون حلوة بس، عشان هتكون حلوة بيك و بأولادنا بس، اتفقنا، يلا بقا عشان منتأخرش على الناس تحت.

ضمها من أكتافها بحب وخرجوا من الغرفة ليجدوا أطفالهم يخرجون من غرفتهم مع نعمات بمظهرهم البريء مثل والدتهم، أمسكوا بيديهم و نزلوا للاسفل.

توجهت أنظار الجميع للعاشقان الذين ينزلون لدرجات الدرج، تركوا أطفالهم يمرحون، وتوجهت شهد لجميع الضيوف مع عاشقها ومع مجموعة من رجال الأعمال وزوجاتهم.

حمد لله على سلامتك يا مدام شهد، متوقعناش ابدا انك ترجعي تاني. وكان هذا صوت زوجة احدى رجال الأعمال.

ردت عليه بإبتسامة واثقة للغاية: ربك لما يريد يا مدام سمعتي الجملة ديه قبل كدة، ربنا هو اللي عاوز يرجعني زي ما كنت يرجعني واقفة على رجليا، يرجعني لجوزي و بيتي و اولادي ورجعت الحمد لله لاني مؤمنة بيه. توقفت عن الحديث قائلة بعد أن استعمال للموسيقى التي صدعت في المكان بأكمله: عن اذنكم الرقصة بتاعتنا، التفت له وامسكت بيده فهمس لها: انتي لسه تعبانة يا شهد.

لم تجيب عليه بينما تحركت ببطىء لحلبة الرقصة التي خصصتها في منتصف المكان، ووقفت لثوان ناظرة له بحب فأمتد بيده لتضع يديها به ويلفها حتى تصبح بأحضانه ويمتد بيده مرة أخرى لتخرج من أحضانه وتصبح بطول ذراعه ويضمها مرة أخرى متحركا بها يمينا و يسارا، حركات لا يعرفها سوى المحترفين والعاشقان، وبعد مدة من رقص العشاق تحولت الموسيقى إلى أخرى هادئة و شاركهم الجميع وكانت اروع اللحظات بينهم بدأت شهد بالتعب فهمست لصقر ليجلسوا على إحدى المقاعد لتستريح، فأسرع على الفور.

ظلوا يتشاركون الحديث مع الجميع حتى وجدت مريم و يوسف و خلود و خالات شهد بأكملهم و وفاتن و طارق، عائلة شهد، وقفت لاستقبالهم وجدت نظرات تغيرت على الجميع سواء مريم أو يوسف أو خلود هي لا تعرف سر تغيرر هذه النظرات لكن تدرك التغير جيدا لم تشغل بالها حاليا في سعيدة لا تريد شيئا اخر و ايضا صقر انضم لهم ليرحبهم.

وحشتينا يا شوشة والله حمد لله على سلامتك يارب دايما تنوري بينك وحياتك. وكان هذا صوت خلود.

ضمتها بمرح قائلة: ربنا يخليكي يا احلى خوخة و قوليلي ايه اخبار الشغل في الشركة.

تنهدت بهيام قائلة: عسل الشغل في الشركة عسل.
التفت لصقر قائلة: ايه ده يا حبيبي انت بقيت بتوزع في الشركة عسل ولا ايه.
احم ايه يا شوشة بهزر بتميكي في الكلام على طول كدة.
فأقتربت منها شهد وهمست لها: لما نبقى لوحدنا عرفيني مين العسل ها.
ضحكت بخفة والتف الجميع لحديثهم، بينما لفت أنظار شهد عندما نظرت إلى باب الفيلا هو دخول اخر من توقعت وجوده وهو ( الظابط شريف ).

صدمت من وجوده فهمست بأذن صقر: حبيبي خلى بالك من الضيوف ثواني و رجعالك.
قبل وجنتيها هامسا لها: رايحة فين.
تنفست بعمق: رائحة اشوف سيادة الرائد مشرفنا ليه.
نظر لمكان وجوده وتركها تفعل ما تشاء وبالفعل ذهبت له ولكن حالته اختلفت عن قبل وقفت امامه بجمود قائلة: يا ترى سيادة الرائد مشرفنا ليه.

قال بخفوت: ممكن اتكلم معاكي 5 دقايق بعيد عن الدوشة.
نظرت له عدة ثوان وتركته لتذهب لخارج الفيلا و هو خرج خلفها تحت أنظار صقر.

وقفت وهي تربط يديها على صدرها منتظرة حديثه، تنفس بعمق ونظر بعيدا عن أعينها: انا انهاردة جاي اعتذرلك، أيوة اعتذرلك انا للاسف جرحتك بكلام انتي مش اده جرحتك بكلام متستهليهوش ابدا، بس ده للاسف كان بدافع الخوف، أيوة مستغربيش، انا مراتي برصاصة بدالي ودة بسبب واحد من اللي كنت شغال على قضيتهم وحب يأدبني، من ساعتها وانا بارد أيوة زي ما كنتي بتقولي للاسف، لما حسيت انك بتأذي نفسك بأفعالك مكنتش عايز جوزك يخسرك مش هسيتحمل خصوصا أنه بيعشقك عشان كدة طلع مني كلام مكنش ينفع اقوله انا جاي اعتذرلك مرة تانية لاني كنت سبب خسارة ثقتك في نفسك في وقت لاني جرحتك بأبشع الكلام، انا قولت اللي عندي واتمنى تسامحيني.

وكاد أن يمشي أوقفته بحديثها: استنى يا شريف، انا كنت حاسة انك جواك حاجة مخلياك كدة، انا مسمحاك من وقتها متخافش، ربنا يرحمها يارب، حاول ترجع لحياتك و ترجع لنفسك عشان الحياة مش طويلة خالص، عيشها بحلوها و مرها و احمد ربنا واتمنى تكمل معانا الحفلة غير جو.

ابتسم لها قائلا: شكرا يا شهد.
ابتسمت له واكملت الطريق للداخل، سعد صقر بشدة عندما وجد ابتسامتها التي تحيي قلبه على وجهها و خلفها شريف.

وضعت يديها على خصر صقر وهو أيضا قام بدوره لتقول: اعرفكم الرائد شريف الالفي كان المسؤول عن حمايتي من الداخلية.

اعرفك بعايلتي يا شريف بيه. قاطعها شريف قائلا وهو يشاور: يوسف، مريم، خلود، مدام رحاب، مدام يسرا، مدام سماح، والدك و الدتك. غلطان ولا صح كدة.

نطقت مريم فجأة قائلة: وانت عرفت اسمائنا منين.
ابتسم شريف وكاد أن يرد ولكن نطقت شهد: يا ستي بقولك رائد ومن الداخلية يعني عارف كل شخص في حياتي ده ولا المخابرات والله.

ضحك الجميع على حديثها وبدأوا في فتح كثير من الأحاديث بينما شهد ركزت على رد فعل كل من هو امامها، يوسف شارد و تظن للحظة أنه حزين ليس بحالته الطبيعية، أما مريم و شريف ف هناك شعلة ارتفعت هل ستظل ذلك ام تأخذ مسار اخر، خلود مازالت حالة الهيام تسيطر عليها، أطفالها يمرحون و يلعبون، كان مثل المشهد امامها.

انتهى الحفل اخيرا وتعبت شهد كثيرا صعدت للغرفة بعد أن تأكدت من غفو أطفالها و ارتمت على الفراش وهي تتأوه بخفوت.

ولكن شعرت بلمسات حانية للغاية على قدميها و ركبتيها ومن غيره عشقها وبيده بعض الأدوية و الكريمات التي توضع عند الألم ابتسمت له بحب ورفعت جسدها قليلا و قبلته من وجنتيه ولم يحرك وجهه ظل بجموده فقالت: عارفة انك زعلان عشان عملت الحفلة كلها و فضلت واقفة طول الوقت، هاخد الدوا و ابقى كويسة متقلقش بقا، قبلته مرة أخرى قائلة: وحياتي ما تزعل خلاص عشان خاطري.

رد عليها بجمود: شريف قالك ايه خلاكي ترجعي ابتسامتك على وشك و بتعرفيه على الكل.

ردت بشقاوة جديدةة عليها: مش هقولك غير لما اشوف ضحكتك الحلوة ديه.
انتهى من وضع الكريم على قدميها و ركبتيها و قام بغسل يده و ابدا ملابسه وتوجهه للفراش حتى ينام، أما هي قامت و ابدلت ملابسها هي الأخرى و نامت بجانبه ودست نفسها بأحضانه وقبلته من وجنتيه: متزعلش من بنوتك بقا.

ابتسم على هذه الكلمة فقال: طب نامي يا بنوتي.
قبلته مرة أخرى من وجنتيه بسعادة: حاضر يا بابا.
أغمضت عينيها براحة وابتسامة واسعة على شفتيها غافية في نوم عميق براحة في أحضانه، أما هو قبل رأسها داعيا الله بداخله أن يحفظها له.

في مكان مجهول.
يقف اثنين امام ( البوص ) وهم الباشا و المجهول.
التنفيذ بكرة لو غلطة واحدة حصلت هتبقى بعمركم.
امأوا رأسهم بطاعة وخرجوا.
انا هو ارتسمت ابتسامة هادئة ولكن مليئة بشر هذا العالم قائلا: خلاص بكرة هتبقى ملكي يا شهد للابد.

انتهى يوما ويأتي يوما جديدا ولكن هل سيكون فارق في حياة العاشقان لنرى؟!..
تجلس في شرفتها كالعادة وتقرأ إحدى الروايات فهي أهملت قرأتها للروايات الفترة الماضية، بجانبها كوب القهوة التي تحتسيه وأجواء أكثر من رائعة ولكن تأخر عاشقها أخبرها بأن لديه الكثير من الأعمال ولكن اشتاقت إليه، قررت عدم ازعاجه و اكمال قراءة الرواية خاصتها.

ولكن قطع هذه الأجواء صوت صدع هاتفها بنغمة غريبة لترى من هو وجدته رقم بدون اسم لا تعرفه، مطت شفتيها و ضغطت على الهاتف وقبل أن ترد كانت تسمع: الحقي يا هانم، صقر بيه في بيت البحر و هو بيولع و بيحاول يطفيه واحنا بنحاول نبعده ارجوكي تعالي الباشا بيموت، واغلق الهاتف على هذه الكلمة.

اتسعت عينيها من الصدمة وشعرت بالشلل يجتاجها، ولكن فاقت على دموعها التي تنزل بصمت و نهضت لتبدأ ملابسها على الفور تاركة هاتفها وكل شىء و معها فقط مفاتيح سيارتها، خرجت من الفيلا وهي تبكي و تنتحب لم تجد أي من الحراس لن تفهم شىء ولكن لا وقت للفهم، استقلت سيارتها وذهبت ل ( بيت البحر ).

تدعي بداخلها أن يحفظه، ماذا حدث كان يحدثني منذ قليل، كيف بيت البحر و الشركة و يحترق، لا تفهم شىء، هي تود الوصول لعاشقها الان و فقط...

وبالفعل بعد كدة قليلة وصلت إلى بيت البحر، ترجلت بصدمة هو بالفعل يشتعل السنة اللهب تمكنت منه للغاية ولكن لا يوجد احد بالمكان، ظلت تبكي امامه وهو لا تفهم شىء حولها حتى وجدت من يلف يده حول نحرها واضعا قطعة قماش على أنفها هامسا في أذنها: وحشتيني يا شوشو.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة