قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشق الصقر الجز الثاني للكاتبة شهد طارق الفصل الثالث عشر

رواية عشق الصقر الجز الثاني للكاتبة شهد طارق الفصل الثالث عشر

رواية عشق الصقر الجز الثاني للكاتبة شهد طارق الفصل الثالث عشر

على اروع شواطئ الجونة، رمال ناعمة، البحر انقى من السماء كان منظر خيالى لا يوجد كلمات لوصفه.

كان شاطئ خاص بهم فقط حتى يستمتعوا بجو اروع من الخيال.
قرر الكل وخاصتا شهد أن تستمتع بكل لحظة و تأخذ هدنة قليلة عن اى شئ.
خلود و والدتها وتقريبا الباقى كانوا يلعبون بالكرة في البحر ويشاركها و احيانا شهد و صقر يشاركون معهم ولكن أحيان أخرى يستمعتون بمفردهم بعيدا عن الكل.

وروان و مروان يفعلون ذلك أيضا.
يوسف و مريم يجلسون على رمال الشاطئ، يوسف بيدخن بشراهة كعادته ومريم تراقب العاشقان بكل حقد و غل.

وكل من الأطفال، فيروز و ادهم و شهد الصغيرة يلعبون بالرمال ويفعلون الكثير من الأشكال و هم في منتهى البراءة.

فى البحر.
صقر يحمل شهد من خصرها وهي ممسكة برقبته بيديها و يدور بها و اصوات ضحكاتها في المكان بأكمله التي تجعل قلبه يرقص كالطبول.

حتى انزلها و ثبتها امامه و همس لها: مبسوطة بجد.
نظرت في عنينه بقوة و كانت نظرة بكل و عشق وقالت: اعشق هذا الكون لأنك به، اعشق هذه المياه لانك تحمل ملمسها.
اعشق هذا الهواء لانك تشاركنى به.
اعشق ابتسامتك لأجلى.
اعشق سعادتك لسعادتى.
اعشقك يا من اعشقه عشق أبدى.
سند جبينه على جبينها و اتنهد بسعادة لا يوجد حديث يقدر يوصفه.

همست له: عرفت انا مبسوطة ولا، انا طايرة من السعادة حاسة ولا كأنى في شهر العسل، اه معانا العائلة كلها بس كفاية انك معايا، بحبك اوى يا صقر بحبك اوى لا انا بعشقك، انت روحى يا صقر روحى.

حملها مرة ثانية من سعادته و ل يصرخ بسعادة قائلا: بحببببك يا شوشتى...
وهى كل ما تفعله أن تضحك بسعادة و فرحة.
بالطبع الكل يراقبهم ولكل منهم من متمنيا لهم السعادة و منهم من يزيد الحقد و الكره بداخلهم.

بلحظة نهض يوسف و اختفى عن الأنظار وبعد 5 دقائق رجع مكانه و جلس مرة أخرى.
إحدى حراس صقر أشار له لانه حذر الكل من الاقتراب كثيرا من الشاطئ.
صقر: حبيبتى هشوف الحرس عايزين ايه و هرجعلك تانى.
شهد: ماشي حبيبى انا هعوم شوية عقبال ما ترجع.
صقر: ماشي يا قلبى، خلى بالك من نفسك بس اوعى تدخلى جوه.
شهد: حاضر متقلقش.
اكمل سباحة للداخل حتى وصل للشاطئ واتضح أن شخص يحتاج له على الهاتف ضرورى.
و بمجرد اختفاء صقر...

أكملت شهد السباحة ودخلت قليلا وقررت أن تغوص وفجأة وجدت يدين تلتف حولها و تخرجها من الماء، خرجت من الماء و مسحت و جهها كي تفتح عينيها وتقول: كدة يا صقر تخضنى.

لقت همس في أذنها بيقول: بس انا مش صقر.
التفت بسرعة وانفاسها زادت. اوعى ايدك يا يوسف انت اتجننت.
قربها منه اكتر وهمس في أذنها نفس الموقف ولكن هي ليس بين يدي عشقها.
مش ديه كانت ضمن ذكرياتنا زمان ولا نسيتى يا شهد، مش ده اللى نساكى كل حاجة.
علت صوتها بس طبعا محدش مركز: فوق يا يوسف فوق انا مش حبيبتك ولا كان في بينا وقتها كان عندى 15 سنة لسه عيلة فوق بئا و سبنى.

عدة محاولة لأزاحة يده عنها ولكن يده كانت من حديد وظل يعني لها بعنف و جنون: لا يا شهد مش هنسى انتى بتاعتى من واحنا صغيرين ولو سبتك السنين ديه كلها مش هسيبك دلوقتى فهمانى يا شهد.

اوعى بئا سبنى. صاحت شهد فيه عشان يسبها.
شهددددد ودة كان صوت صقر اللى جمد شهد مكانها.
صقر كمل سباحة لعندهم ووصل ليهم وعينه كانت بتطق شرار.
يوسف بخبث: مالك! شهد كانت هتغرق وانا نزلت انقذتها.
مع انها غرقانة في حاجة تانية واكيد قريب هنقذها، اسيبكم تستمعوا.
كمل هو كمان سباحة و طلع على الشط ونشف جسمه وقعد جنب مريم.
عند شهد و صقر.
شهد عينيها اتملت بالدموع ومش عارفة تقول ايه.

قالت بهمس بس وصل له: عايزة اطلع.
لم تكمل حديثها و أكملت سباحة لتخرج على الشاطئ وصقر خلفها.
وصلت شهد للشاطئ وأخذت منشفتها سريعا وجلست بعيدا عن الكل.
وصقر وصل للشاطئ هو الآخر و امسك يوسف بشدة وذهب به إلى مكان بعيد عن الأنظار.
أوقفه بعنف و يوسف يضع يده في جيب بنطاله بكل برود حتى اقترب منه صقر قائلا: انت عارف يا. يا چو مين صقر المنياوى.

امم عارفه.
وفجأة مسكه من قميصه وقال بعنف: يعنى عارف أنه ممكن يقتلك حالا من غير ما عينه ترمش حتى.

امم وتبقى ادام شهد قاتل معتقدتش.
لا يا حبيبى ما انا هقتل عشان شهد، شهد ديه حبيبتى و ملكتى و مراتى يعنى متقربش ستتى منها المرة الجاية هنقرا عليك الفاتحة فاهم.

وتركه بعنف و ذهب ل شهد.
ظل يبحث عنها حتى وجدها تضع المنشفة على أكتافها وتسند رأسها على ركبتيها و صوت بكاؤها يرتفع أكثر واكثر، كانت ملامحه غاضبة وينطلق من اعينه شرار ولكن عندما رأها ارتخت ملامحه قليلا و تنهد بشدة، ذهب اليها وجلس أمامها ووضع يده على احدى أكتافها انتفضت سريعا ورفعت رأسها وهي تنظر له برعب.

امسك برأسها ودفنها بين اضلعته وظل يمسح بخفة على ظهرها تاركا لها تقول ما تريده، وهي بدورها شددت على أحضانه لها قائلة وهي تبكى بشدة: انا. أنا عارفة انك متضايق و عايز تروح تقتله دلوقتى، بس والله انا كمان متضايقة من اى حاجة بعملها ونفسي يبطل حركاته ديه بس مش عايزة اعمل مشكلة مع أهلى او. أو ابعد عنهم. حقك عليا لو بيضايقك أنا اسفة مليون مرة. بس متخليش حد يفرق بينا عشان خاطر اغلى حاجة عندك.

لم ينطق بحرف واحد بل ظل يستمع إليها و تاركا لها تقول ما تريده و تفرغ خوفها.
بعد أن انتهت من حديثها انهضها معه و هي بأحضانه واستقل سيارتهم بدون حرس.
ولكن قال للحرس أن يبلغ العائلة بذهابهم إلى الخيمة التابعة لهم.

فى مكتب فادى بالاستديو.
يجلس أمام الحاسوب الخاص به لينجز أعماله بدلا من شهد ولكن أثناء عمله شرد قليلا فمن قال لها ما يحمله في قلبه ( همس ) همس بإسمها أثناء شروده.

ولكن فاق و هو يتذكر شىء ما قائلا لنفسه: البنت اللى بعتت للريسة على الللاب لازم الظابط يعرف بيها ممكن تكون خطر على شهد انا اتصل بيه أقوله احسن واللى يحصل يحصل.

فتح إحدى ادراج مكتبه ووجد الكارت الخاص ب ( الرائد شريف الألفى ).
دون الرقم على هاتفه وانتظر رده.
أيوة يا فادى خير.
نزع الهاتف على أذنه ونظر له بإستغراب كيف عرف أنه هو من سوف يتحدث.
أعاد الهاتف لأذنه قائلا: انت عرفت منين أن انا فادى.
شريف: فادى انا ظابط ومكلف بحراسة شهد يعنى عارف اى معلومة تخص شهد واى حد حوالين شهد فهمت ولا لسه المهم كنت عايز ايه.

فادى: ماشي. في واحدة من فترة بعتت لشهد رسالة انها عندها معلومات تفيد شهد و انها مش عارفة توصلهلها لأنها عايزة الامان لأنها في خطر بالمعلومات اللى معاها و شهد كلفتنى مبلغكش بس انا خايف عليها ممكن البنت ديه تكون خطر عليها، اتصلت بيك عشان تتصرف.

شريف: معاك اى حاجة تخص البنت ديه رقم، اسم اى حاجة.
فادى: اه معايا رقمها.
شريف: تمام ابعتهولى حالا وسيبنى انا هتصرف. تمام.
فادى: تمام هبعتهولك، سلام.
اغلق معه و ارسل له رقم هذه الفتاة.

فى مصنع مهجور على احدى الطرق الصحراوية للقاهرة.
يوجد طاولة طويلة للغاية ويجلس عليها عدد ليس بكثير من الرجال، والكثير من الحراس يملئون المكان بكل جهة.
ولكن يترأس هذه الطاولة هو ( شاهين الاسيوطى ).
يجلس وهو يدخن سيجارته الخاصة.
وحوله رجاله و رجال اخير ولكنهم ليسوا مصريين...
يبدأ الحوار ليتحدث شاهين قائلا: ها ايه رأيكوا في العرض ده.
يتحدث رجل بلغة عربية ركيكة: يا سيد شاهين ألا ترى أن هذا كثيرا.

اخذ نفسا عميقا من سيجارته و بعد ثوان نفخ الهواء قائلا بغرور: كثيرا ايه، هو انتو من غير اوامرى تقدروا تدخلوا شحنة زى ديه البلد حتى بربع التمن.

اعرف سيد شاهين ولكن هذه نسبة كبيرة للغاية.
شاهين ببرود: ده العرض اللى عندى.
نظر الرجل إلى شاهين عدة ثوان ثم نظر إلى باقى من معه ورجعت أنظاره إلى شاهين قائلا بتنهيدة: اوك سيد شاهين لا مشكلة...

نظر له وعلى وجهه ابتسامة انتصار، ثم وقعوا العقود و انصرف الكل تحت أنظار شاهين وبعد أن تأكد من مغادرتهم ذهب الى غرفة جانبية.

وكان بها الباشا يجلس وأمامه شاشة تعرض ما كان يحدث بالخارج.
جلس أمامه قائلا: تمام كدة يا باشا.
الباشا: تمام يا شاهين برافو عليك، البوص هيتبسط منك اوى.
انزل رأسه قليلا قائلا بإحترام: واحنا تحت أوامر البوص.
الباشا: تمام روح انت.
وبالفعل نهض شاهين وذهب وسط طاقم حراسته مغادرا المكان بأكمله.

بعد مرور ساعات، استيقظ صقر بعد غفا بجانب شهد بعد أن غادروا الشاطىء.
ولكن لم يجدها بجانبه خرج سريعا من الخيمة الخاصة بهم وذهب للحراس.
صقر: جاسم فين شهد.
جاسم: الهانم بلغتنا أن لم حضرتك تصحى نبلغك انها على البحر.
صقر بصرامة: في حرس معاها.
جاسم: طبعا يا باشا.
ذهب من امامه حتى وصل إلى مكان ما تجلس به كانت تقف وتعطيه ظهرها و تنظر للسماء.
ذهب إليها بخطوات متبطئة حتى لا تشعر به وفجأة وجدت نفسها بين يديه.

شهقت بقوة ثم نظرت اليه قائلة: خضتنى يا صقر.
لم تكمل حديثها حتى وجدت نفسها في المياه.
أغمضت عينيها و اخذت نفس عميق من جمال المياه على جسدها ولكن تذكرت ما حدث في الصباح ولم تقوى على النظر إليه.

رفع رأسها بأنامله قائلا: كنتى سرحانة في حد غير حبيبك.
ابتسمت بحزن قائلة: هو انا اقدر اسرح في غيره، صقر انا.
قاطعها قائلا: بس مش عايز اسمع اى حاجة انسى اى حاجة حصلت احنا جايين ناخد هدنة و نتبسط وبس.

لم ترد على حديثه ولكن اكتفت بأحتضانه أكثر وهي تستمتع بملمس المياه، ضمها إليه هو أيضا وهو يدفن رأسه في عنقها وهي ايضا.

انا بحبك اوى اوى مش قادرة اوصلك انا بحبك اد ايه، المهم عندى انى في حضنك ويارب ما يحرمنى من حضنك أبدا.

لم يرد عليها بل دفن رأسه اكثر في عنقها و هو يشتم عطرها المسكر.
مش بترد ليه؟!
رفع رأسه ونظر في عينيها بقوة زلزلتها قائلا: كلامك بيسكرنى لازم اخد وقت عشان استوعبه، مع كل كلمة بتقوليها ببقى مش مصدق أن بتقوليلى الكلام دة، معقول صقر المنياوى بيتقاله الكلام ده و من مين من عشقه.
ها عرفتى مردتش على طول ليه.
نظرت له بعشق بالغ وقالت بهمس: طبعا عرفت.

بعد مرور يومين. في المساء.
يجلس الجميع في حلقة دائرية على الرمال و حولهم مصابيح تنير المكان بشكل ساحر.
وفجأة تحدثت مريم قائلة: ايه رايكم نلعب صراحة.
نطر للجميع لبعضهم بقلق خفى خاصتا شهد ولكن تحدثت مريم سريعا قائلة: يلا انا هجيب الازازة و نبتدى.

نهضت من مجلسها و جلبت زجاجة بلاستيكة فارغة وعادت ثانية.
يلا نبتدى.
وبالفعل بدأت ولفت الزجاجة و جاءت طرف عند صقر و طرف عند مروان ولكن من يسأل؟
فهو مروان.
رفع يده مهللا قائلا: الله واكبر جيت في ملعبى، قولى بئا لو مكنتش عايز تشتغل في الهندسة كنت تحب تشتغل ايه.

ابتسم بعشق ناظرا لمعشوقته: اشتغل مخرج عشان افضل جمبك على طول.
ابتسمت بخجل من عشقه الواضح أمامهم.
يا سيدى يا سيدى خف يا عم شوية.
صقر بضحك: وانت مالك يا بارد يلا كملوا لعب.
لف الزجاجة مرة أخرى و كانت من نصيب شهد و يوسف، نعم يا سادة شهد و يوسف ومن يسأل فهو يوسف.

ابتسم بمكر شديد، وجز صقر على أسنانه محاولا تهدئة نفسه اما شهد فأرتفع خوفها ولكن حاولت أن تتماسك.

قوليلى يا شهد انتى اتجوزت صقر وانتى صغيرة قبل صقر كنتى بتحبى حد.
فجأة ارتفع صوت رحاب قائلة: ايه السؤال ده يا يوسف.
شهد بثقة: استنى يا خالتو، اه يا يوسف كنت بحب ولا اقولك كنت عايشة في وهم الحب بنت عندها 14 سنة معيشنها في وهم انها بتحب وهو كان مجرد وهم لكن لما عشت الحب الحقيقى عرفت يعنى ايه حب، مش وهم بتاع عيال يا يوسف متهيإلى جاوبتك.

أجاب بإقتضاب قائلا: اه فعلا
صمت الجميع عدة دقائق و كانت النظرات هي سيدة المكان ولكن هتفت شهد لتقطع هذا الصمت قائلة بمرح: طب ايه سكتوا مرة واحدة كدة ليه، طب ايه رايكوا انا اسأل سؤال و الكل يجاوب عليه بصراحة، اوك.

نظرت للكل قائلة بخفوت: انا بعدت عن الكل 6 سنين بس كنت عايشة و رجعت لكن لو. وصمتت قليلا ثم اكملت: لكن لو مبقتش موجودة في حياتكم خالص يا ترى هتعملوا ايه ساعتها.

نظر صقر لها بغضب و نفض يديها بعنف قائلا: عن اذنكم هعمل مكالمة.
أمسكت يده سريعا قائلة: اقعد عشان خاطرى متهربش.
نظر لها بجنود قائلا: عايزة ايه يا شهد.
اقعد وحياتى عندك.
جلس وهو يزفر بخنق و لفت انظارها إليهم مرة أخرى قائلة: ها مين هيقول الأول.
خلود: عايزانا نقول ايه يا شهد انتى عارفة غلاوتك في قلب كل حد فينا منقدرش نعيش من غيرك و لو قدرنا ف هنعيش من غير روح الالات بتنفذ و بس.

وفجأة قطع حديثهم هاتف شهد نظرت للهاتف بإستغراب قائلة: سهيلة.
ردت على الفور وبعجوثوان اتسعت عينيها قائلة بعصبية مفرطة: يعنى ايه فادى مختفى بقالوا يومين انتى بتقولى ايه، واعية بتقولى ايه يا سهيلة وأكملت بعصبية اكثر و اكثر. واعية.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة