قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشق الصقر الجز الثاني للكاتبة شهد طارق الفصل التاسع عشر

رواية عشق الصقر الجز الثاني للكاتبة شهد طارق الفصل التاسع عشر

رواية عشق الصقر الجز الثاني للكاتبة شهد طارق الفصل التاسع عشر

بعد ثلاثة أشهر.
دلف الفيلا وجلس على الأريكة بتعب وانهاك وبعد ثوان وجد نعمات أمامه.
نعمات: حمد لله على السلامة يا باشا...
رفع صقر رأسه و نظر إليها قائلا: الله يسلمك يا نعمات، الولاد فين.
نعمات: جم من المدرسة قعدوا مع الهانم شوية و بعدها كلوا ونايمين دلوقتي.
ونطق بصعوبة قائلا: و شهد.
نظرت له بأسف وقالت: الهانم خدت دواها و اكلت بس بسيط اوي و قاعدة في اوضتها من الصبح مخرجتش منها.

هز رأسه قائلا وهو يزفر بقوة: ماشي روحي انتي.
قام من الأريكة ودلف للغرفة ولكن الغرفة السفلية لك يصعد فهو خصص غرفتهم بالاسفل بعد ما حدث.

فتح الباب ووجدها شاردة كالعادة وهي تنظر للخارج وتتابعه في عالم اخر ولكن ما غرز في قلبه ككل مرة يدلف الغرفة فيها و يراها هو جلوسها على مقعدها المتحرك!

فلاش باااااااك ( قبل ثلاثة أشهر ).
بعد أن أعطته الأدوية الخاصة به وجلسوا في أحضان بعضهم يراقبون أطفالهم وهو يمرحون مع بعضهم، ظلوا هكذا لساعات حتى آتت نعمات تخبرهم بالغداء، نهض الاثنان وتجهوا للاسفل مع أطفالهم وجلسوا يتناولون الغداء وسط مرحهم وسط ضحكاتهم ترتفع، وقطع هذا الجو العائلي جرس الباب توجهت أنظار شهد للباب وهي تأكل، وجدت نغمات تفتح الباب ووجدت من يدلف ليس سوى استاذ حسن و سهيلة.

ابتسمت بتوتر وقامت من مجلسها وتوجهت إليهم قائلة بترحيب: اهلا اهلا نورتوني.
وأشارت لهم بالجلوس وبعد ثوان توجه صقر إليهم قائلا بإبتسامة: منورين.
وجهوا لهم ابتسامة حتى قال حسن: احم. انا عارف انك قدمتي استقالتك انا لسه موافقتش عليها وعارف انك خلاص سبتي القناة، بس مفيش امل ترجعي؟

نظرت لأسفل لعدة ثوان ثم رفعت وجهها و هي تزيل خصلاتها قائلة: للاسف يا استاذ حسن مفيش امل.

نظرت لها سهيلة بتوسل: عشان خاطري بت ريسة مش هنعرف نشتغل مع حد غيرك.
نظرت لها شهد بتهكم قائلة: مش شهد ديه اللي كل كرة هتوديكم في داهية
انتي عارفة اني مش ببقى اصدي انا بس المفاجأة اللي بتحصل في ساعتها مش ببقى عارفة أنا بقول ايه احنا بقالنا اكتر من 5 سنين بنشتغل معاكي يا ريسة مش هنعرف نشتغل مع حد غيرك.

ثم أكمل على حديثها حسن قائلا: عندي ليكي حل، بصي انتي عارفة أن حلقة بكرة جاهزة فاضل عليها التصوير، تعالي صوريها وبعد كدة معاكي في أي قرار هتاخديه.

نظرت إلى زوجها والذي ليس على وجهه اي رد فعل وعادت تنظر إليهم و عينيهم تقطر التوسل فقالت بجمود: هرد عليكم بكرة الصبح.

تنهد كل منهم قائلا حسن: ماشي هستنى. يلا يا سهيلة.
نهضا الاثنين وتوجهوا للخارج وشهد معهم حتى غادروا التفت لصقر وجدته ينهض بجمود قائلا: انا داخل المكتب عندي شغل.

دلف للمكتب، وهي تنهدت بنفاذ صبر وذهبت خلفه وجدته يجلس على مكتبه وينظر للاوراق ولكن ليس مهتم وهو ينظر لها فقط، ذهبت له ووقفت بجانبه وادارت وجهه لها قائلا بحنو: مش هتقولي اعمل ايه.

افلت وجهه من يديها قائلا بجمود: قرارك وانتي اكتر حرة فيه.
نفت برأسها وهي ممسكة بيده: لا مفيش حاجة اسمها قرارك، أنا و انت واحد.
ابتسم في خفية ولكن عاد لجموده المصتنع قائلا: انتي عارفة رأيي يا شهد.
ابتسمت بدلال قائلة: ايه ده يعني انا مش شوشتك.
ابتسم بعشق وجذبها اليه ليضمها قائلا: انتي قلبي و روحي و حياتي و شوشتي.

ضحكت بخفة و عشق وظلوا صامتين لثوان وقطع هذا الصمت: روحي يا شهد صوري الحلقة و بعد كدة نشوف هناخد القرار ازاي ايه رأيك.

نظرت له قائلة: ماشي حبيبي بس ممكن طلب، عشان خاطري مترحش الشركة اليومين دول وحياتي عندك.

تنهد قائلا: حاضر اي طلبات تانية.
ابتسمت قائلة: ربنا يخليك ليا.
ابتسم لها هو الآخر وضيق عينيه قائلا: شهد واحنا امبارح في الشقة قولتلي فادي اتخطف و اتهان، عرفتي منين كل ده.

نظرت له بحرج قائلة: احم يوم ما كنا في الاستديو و قالي الكلام اللي قاله خرجت ادامكم عشان اروح اشوف قال الكلام ده ليه لاني كنت متأكدة أنه مش فادي اللي اعرفه واقف ادامي، وقبل ما ادخل المكتب سمعته صوته و هو منهار و بيحكي كل حاجة، واتأكدت من شكي.

امم ومقولتليش ليه.
نهضت وهي تتحاشى النظر اليه قائلة: مجتش فرصة انت عارف اللي حصل.
نظر لها قائلا: ماشي يا شهد يلا نطلع ننام عشان ابتديت اتعب.
ابتسمت له بتوتر وضموا بعضهم وصعدوا للغرفة بعد أن تأكدوا من صعود أطفالهم لغرفتهم و ذهابهم للنوم.

وانتهى اليوم بسلام و ليس كالمعتاد على الاطلاق.

في اليوم التالي.
استيقظت شهد وابدلت ملابسها ولكن قبل أن تخرج أوصت صقر ألا يخرج للعمل بالشركة خوفا على صحته وخرجت من الغرفة واطمنت على أطفالها وخرجت واستقلت سيارتها مع الحرس بعد القاء الصباح عليهم.

وبعد وقت وصلت للاستديو وترجلت من السيارة قائلة لجاسم: جاسم خد الورقة ووصلها ل فادي بس مش عن طريقك شوف اي حد يبعتها، و هات حارس معاك و تعالوا ورايا...

هو رأسه بإحترام قائلا: امرك يا هانم، واستدار للحرس قائلا: علي تعالى معايا، وانتو اقفوا في اماكنكم.

دلفت للداخل وسط ترحيب الكل وهي تأخذ أنفاسها وتوقفت عندما رأت فادي أمامها بنظراته الباردة ولكن المصتنعة بالتأكيد رسمت على وجهها قناع البرود قائلة: تقعد في مكتبتك و متتحركش منه لغاية ما اخلص الحلقة ديه مش عايزة اشوف وشك خالص.

وذهبت لمكتبها بكل برود وتركت قلب كل منهم يتألم لما يحدث.
كانت تقف على الجهة الأخرى همس تشاهد ما يحدث و رغم نظرات فادي الباردة ولكنها لمحت بهم الألم الذي يحاول اخفاؤه، نظر لها و ذهب إلى مكتبه بصمت و هي خلفه.

بمجرد أن دلف جلس على مكتبه وجسده للخلف و مغمض العينين، شعر بها امامه ولكن لم يتحدث حتى سمعها تقول: انت عارف انها بتقول كدة من ورا قلبها متزعلش نفسك بقا.

قطع حديثها طرقات الباب و كان الساعي دلف و هو يضع ورقة على مكتبه قائلا: حد ساب الجواب ده ليك يا استاذ فادي و مقالش اسمه.

لم يتحرك قيد انش حتى قالت همس: ماشي يا عم عبده روح انت.

خرج الساعي وهو يهز رأسه، فتح فادي عينيه وأمسك بالورقة وفتحها وكان مضمونها ( معلش عارفة اني تعبتك، عرفت يا سيدي انك عرفت صقر مكاني، مكنتش اعرف ان اخويا ذكي كدة، واسفة على الكلام اللي هقوله لما اقف ادامك، بس انا متأكدة أن في حد بيراقبك و بيراقب تصرفاتنا لازم اعمل كدة، انا احتمال كبير اوي اصور الحلقة ديه وبجد ابعد عن كل حاجة و اعيش لجوزي و اولادي، لسه مش عارفة، فرحني بقا و فرح البت اللي معذبها معاك ديه وروح اخطبها، واسفة مرة تانية عن اي حاجة يا احلى اخ في الدنيا يا فادي.

شهد )
ابتسم ابتسامة صغيرة و اغلق الورقة ووضعها بجانبه حتى قالت همس بخبث: هي شهد بس اللي بتخليك تبتسم ولا ايه.

نظر لها ووضع يده على المكتب قائلا: اه شهد بتخليني ابتسم وفي واحدة بتخلي قلبي يدق اوي اوي.

ابتسمت بخجل و هو ضحك بخفة على خجلها.
بجانب اخر بالاستديو تقف شهد تراقب حركة الكل من حركة الكاميرات الى الديكور لكل شىء حتى وجدت سهيلة تدلف من باب الاستديو بإبتسامة قائلة: كنت متأكدة انك هتيجي.

ابتسمت لها بهدوء قائلة: انتي عرفاني بعشق شغلي ازاي وحتى لو سبته ف عشان اسباب تقريبا انتي عارفة منها كتير وكمان لو مجاش انهاردة كان هيحصل مشكلة للقناة طب وليه، المهم يلا بلاش رغي على مكانك.

ابتسمت بمرح وذهبت لمكانها كما أمرتها شهد وذهبت شهد أيضا.
وبعد سااااعات ليست بطويلة انتهت شهد من تصوير الحلقة وتنهدت بتعب وبعد ثوان دلف ا/ حسن.

شكرا يا شهد انك قدرتي القناة وجيتي انهاردة.
التفت له شهد قائلة: مفيش شكر يا استاذ حسن القناة هنا بيتي التاني ولو فكرت اسيبها ف اكيد هيبقى غصب عني.

عندك حق عمتا انتي في إجازة مفتوحة لغاية ما تقرري هتعملي ايه.
ابتسمت له بإمتنان: شكرا يا استاذ حسن عن اذنك.
نهضت شهد وأخذت حقيبتها وخرجت من القناة وهي تود بشدة أن تلتف لمكتب فادي وتذهب إليه تود رؤيته للغاية ولكن التفت سريعا و خرجت من الاستديو وترجلت سيارتها وهي تزفر بشدة وتحرك خلفها جميع الحراس، أمسكت بهاتفها وهاتفت عشقها.

زفرت بإرتياح بمجرد أن سمعها قائلا: وحشتيني.
ابتسمت بقوة: انت اكتر يا حبيبي، عامل ايه دلوقتي.
تمام يا شوشتي كويس الحمد لله، المهم خلصتي تصوير.
اه يا حبيبي خلصت خلاص انا في الطريق.
وصمتت فجأة بعد أن سمعت السائق وهو يخبر جاسم بشىء واحد: جاسم بيه العربية مفيهاش فرامل.

شهقت بخفة وهي تخبر صقر بهمس مرعب: صقر الحقني العربية مفيهاش فرامل.
وكانت آخر جملة سمعها صقر قبل أن يسمع صراخها وينقطع الخط.
وكانت هذه لحظة تغير كل شىء في حياة العاشقان.

اغلق صقر الهاتف سريعا و ابدل ملابسه وهو يكاد يبكي واستقل سيارته والحراسة خلفه لا يفهمون شيئا، يقود سريعا وهو يدعو الله بداخله أن تكون بخير، ظل يقود بسرعة خطيرة لطريق الاستديو ولكن ما جعله قلبه ينقسم عندما أبطأ بسيارته وترحل منها زوجك سيارتها منقلبه على الطريق ويصدر منها دخان اسود كثيف و الجميع ملتف حولهم و عربات الإسعاف و الشرطة بالمكان بأكمله.

ترجل من السيارة وهو لا يسمع شيئا رغم ازدياد الاصوات والضوضاء كلما يقترب كلما تألم قلبه ودموعه كالعادة لم تتحمل واغرقت وجنتيه، كل خطوة يريد أن يرجعها ولكن لا مجال للرجوع، تصنم مكانه عندما وجدها على نقالة الإسعاف ينقلها المسعفون ووجهها غارق بالدماء.

فاق من صدمته بعد أن دخلت إلى عربة الإسعاف، هرول سريعا عليها وركب عربة الإسعاف وهو يضمها إليه ويصرخ قائلا: شهد شهد فيكي ايه قومي وحياتي عندك يا شهد.

قاطعه إحدى المسعفين قائلا: يا فندم ارجوك سيبنا نشوف شغلنا كدا خطر على حياتها هي حالتها خطيرة اصلا.

تركها وهو ممسك بيديها ويبكى وتألم قلبه أكثر عندما سمع همسها بإسمه واختفى بعد ثوان وصمتت الي، لا نعرف.

بعد وقت وصلوا للمشفى وترجلوا سريعا وهو خلفها دلف معهم صارخا في الكل أن يأتوا، مهددهم بإنقاذ حياتها والا الموت لهم.

جلس على الأرضية يبكي ويضرب رأسه بالحائط يدعي الله أن يحفظها له، قطع كل هذا إحدى الحرس قائلا له بقلق: يا باشا الحرس كلهم اتنقلوا المستشفى كلهم فيهم إصابات بسيطة بس السواق بتاع عربية الهانم و جاسم للاسف حالتهم خطيرة.

صرخ به قائلا: روح قول لكل الدكاترة مش عايز اي حد فيهم يموت روح.
هز رأسه سريعا وذهب من امامه.
وبعد ساعات نهض وهو يخبط على باب العمليات قائلا بصريخ: حد يطلع يطمني بقا.
وبعد ثوان خرج الطبيب وهو يزيح قناعه بتعب قائلا: أهدى يا صقر باشا أهدى.
رد عليه بصريخ: متقوليش إهدى، ارجوك قولي انها كويسة صح.

نظر له بتردد ولكن قال: هي كويسة، احم بس للاسف الخبطة اثرت على دماغها و أثرت على خلايا المخ ف، فأدى انها يكون عندها شلل نصفى و كمان.

صرخ به: وايه انطق.
نطق سريعا: للاسف المدام كانت حامل في اسابيع لكن الجنين نزل من أثر الحادثة.
نظر له بصدمة وهو يريد أن لا يصدق ما قاله الان ماذا عشقه هذا ما أصابها كيف! فقد جزء من روحه بداخلها، رد عليه بشرود: هتفوق امتى.

المفروض بعد ساعتين بس ممكن اكتر شوية الخبطة مكانتش سهلة ابدا، عن اذنك اروح اشوف الباقي.

لم يرد عليه ولكن ظلت شارد حتى لم يشعر بدموعه ظل واقفا هكذا حتى أكثر من ساعتين وهو لا يشعر بما حوله.

ولكن العجيب للامر أن بعد أكثر من ساعتين فاقت شهد وكان بجانبها صقر لم ينطقا الاثنان بحرف وهي نظرت له بتعب وهي مشوشة للغاية لم يخبرنا اي شىء وذهبت إلى عالمها مرة أخرى وظلت ليلة كاااملة هكذا ما بين افاقتها و همسها بإسمه و ذهابها إلى عالم اخر، حتى أتى يوم اخر ولم يكن بجانبها وسمعت حديث الممرضات الخاصيين بها و علمت ما حدث بها، وعندما ذهب إليها صقر وامسك بيديها والدموع تأبى النزول قالت شىء واحد: انا بقيت مشلولة و خسرت ابني صح؟

لم يرد ولكن بكى بعنف وعلمت الإجابة دون أن ينطقها وظلت شهرين لا تتحدث وكانت إقامتها بالمشفى لخطورة إصابتها، يصرخ بها لتتحدث معه، يتوسلها ولكن لا تنطق، لم تصرخ، لم تنهار وكأنها فقدت الشعور بالحياة بفقدانها لجنينها وفقدانها للشعور بجسدها وبعد الشهرين، خرجت من المشفى، ويصر صقر في اى مرة أن يحملها بين يديه، اقسى ثلاثة أشهر مروا على الجميع ويكاد أن يموت ابشعهم، يوم شهد يبدأ بإستيقاظها وهي تتمنى كل يوم أن تنام ولا تستيقظ، تأخذ جميع الأدوية الخاصة بها و طعامها القليل للغاية و تجلس أمام شرفة غرفتها ولكن ليس كالعادة على مقعدها، بل مقعدها المتحرك!

وصقر في حزنه و انقسام قلبه يفعل كل شىء كى تتحدث معه أو تبتسم ولكن لا يقابل منها شىء ولا يعرف ماذا يفعل لها.

أما جاسم رئيس حرس شهد، إصاب بعرج دائم ب رجله وايضا بعض الإصابات بوجهه و السائق أيضا و قال لهم صقر أن لهم إجازة مفتوحة المدة بالتأكيد.

وبالفعل علم الجميع بأن قطع الفرامل فهى ما إلا محاولة اغتيال شهد، شهدت القضية الكثير من التحقيقات ولكن بالاخير كانت ( ضد مجهول ).

لأذكركم الأمر العجيب للغاية ولم يتوقع أحد وهو توفي ( شاهين الاسيوطي ) بعد حادثة شهد ب ثلاثة أيام وبسبب أزمة قلبية!

لم تتأثر شهد بشىء على الاطلاق فقدت كل الشعور بأكمله.
وهذا ما حدث للعاشقان خلال الفترة الماضية.

أما عن باقي ابطالنا. فادي، تقدم لخطبة همس و اخيرا أصبحت ملكه وقريبا بإسمه، نعم سعيد لما حدث ولكن بداخله خلال ثلاثة أشهر ذو حزن وألم داخلي على شقيقته التي انجبتها الحياة له، يبتسم أمام عشقه ولكن بداخله يصرخ، وهمس أكثر من يفهم عاشقها، هي تقدر ابتسامته لها ولكن تحزن لما بداخله هي تعرف ما بداخله جيدا، بعد حادثة و معرفته لما حدث لها ظل اسبوع بمنزله لا يتحدث، لا يخرج لا يعلمون ما حدث له في هذه الأيام وكثيرا يقضي وقته في الصحراء واحيانا تأتي له همس واحيانا يظل بمفرده.

ومن المتشفى لكل هذا ما الا ( مريم ) الحقد و الكره يزيد بداخلها وما أسعدها كثيرا ما حدث لشهد، يوسف لم يعرف احد موقفه على الاطلاق هل حزين، سعيد، متشفي، لا احد يعلم.

فاق صقر من تذكره لهذه الفترة الأليمة للكل، دلف للغرفة وجلس أمامها على ركبتيه بمجرد أن رأته ابتسمت ابتسامة طفيفة رد عليها قائلا: وحشتيني.

نظرت لثوان وقالت: وانت كمان وحشتني، وعادت بنظرها للشرفة وتبدلت ملامحها على الفور، زفر بشدة ولكن هدأت أنفاسه قليلا: ممكن تيجي معايا مشوار.

التفت له قائلة بإستفهام: مشوار ايه؟
ابتسم بعشق وامسك يديها جيدا وقال: مفاجأة عشانك ها ممكن؟!
كانت تريد الرفض ولكن تحت نظراته لم تقدر وقالت بإستسلام: ماشي.
وقف ليحملها كما اعتادت ولكن أوقفته: طب اغير هدومي.
نظر لها بمشاكسة قائلا: لا انتي قمر كدة، يلا بينا.
ابتسمت له وحملها بين يديه وخرجوا من الغرفة ومن الفيلا، وضعها بالسيارة برفق واغلق الباب و استقل السيارة هو الآخر و كالعادة مع الحراس خلفهم.

ظلت تنظر للطريق بنظرات خاوية، لم تتحدث معه كعادتها وهو كل فترة ينظر لها نظرات حزينة للغاية ولكن يرجع للطريق مرة أخرى، بعد ساعات لاحظت شهد اقترابهم من طريق اليخت ولكن توقف صقر فجأة و اخرج من جيبه شريط اسود قائلا لها: ممكن احطها على عنيكي.

هزت رأسها بإبتسامة بسيطة والتفت ليضعها على عينيها، وبعدها ترجل من السيارة و حملها بين يديه وظل يمشي عدة خطوات وبعد وقت قال لها أن تزيل القطعة السوداء، أغلقت عينيها سريعا نتيجة الضوء وانزل رجليها وجعلها تقف وظهرها له ولكن يمسكها جيدا حتى لا تقع، فتحت شهد عينيها جيدا واعتادت على الضوء حتى فتحت عينها على وسعهما.

بيت من الخشب على شكل ( كوخ ) مثبت بأعمدة في البحر وله ممر خشبي طويل للوصول إليه والممر محاط بالورود، قبل أن تستوعب حملها مرة وسار بها الممر وهي ترى كل انش به بعشق، ودلف بها إلى هذا البيت ألوانه من الداخل من الفيروز التي تعشقه شهد مزخرف بأشكال بسيطة و مقاعد من الاسفنج على الأرضية في شكل وسادات ويارب بها خطوات أخرى وانزلها على الأرض لتجد فتحة مربعة من الزجاج الشفاف يظهر ما يوجد من اسماك رائعة الشكل، وجلس خلفها ليجعلها تستند هامسا بأذنها: يارب تكون المفاجأة عجبتك يا شوشتي.

صرخت بفرحة لاول مرة منذ ثلاثة أشهر قائلة: انت بتهزر انا مش مصدقة انك عملت كل ده عشاني البيت ده بتاعنا بجد.

قال هامسا لها: فاكرة لما مرة كنتي قاعدة في حضنى واعدتي تقوليلي أنا نفسي في بيت في البحر يا صقر بيبقا شكلهم حلو اوي، صقر منساش يا عشق الصقر، كان بيجهزلك فيه واول ما خلص جه هنا عشان يشوف ضحكتك اللي بتحيي قلبه و روحه و عقله و كيانه كله.

ادمعت عينيها والتفت بوجهها له وامسكت وجهه بين راحة يديها قائلة: انا مستهلكش ابدا.

تنهد بعمق قائلا: تاني يا عشق الصقر تاني، انتي تستاهلي اكتر من كدة، تستاهلي عشق الدنيا ديه كلها، بحقق احلامك زي ما بتتمنيها ده كفاية عليا، نفسك في الدنيا كفاية عليا، روحك اللي محاوطة قلبي و محتلياها كفاية عليا.

حاولت على قدر من الإمكان أن تلتف له لترتمي بأحضانه مرددة: انا بعشقك اوي اوي، اسفة على كل حاجة، كل حاجة يا صقر.

ضمها إليه قائلا بمرح: ايه رأيك في السمك يا شوشتي.
خرجت من أحضانه ونظرت للسمك وضحكت بخفة: حلو اوي اوي، بص السمكة ديه.
وظلوا ينظرون ويتحدثون ويضحكون بأصوات عالية لاول مرة منذ الحادثة.

يقف في الصحراء ينظر إلى الفراغ وكالعادة شعر بها من عطرها الذي أصبح يدمنه وسمعها تقول: طب يا سيدي معنديش مانع نيجي في المكان الصحراء الجرداء ده بس أعظم عليا والله شكلك بخيل.

ضحك بشدة أصبح يعشق روحها المرحة هذه منذ خطبتهم، بعد أن توقف عن الضحك نظر للخاتم الذي بيده وهي الدبلة خاصتها و قبلها، نظرت له بإستغراب وقالت: هو انت ليه كل ما يحصل أي موقف بينا الاقيك بتبوس الدبلة.

نظر لها وأمسك يديها: مش الدبلة ديه انك بقيتي بتاعتي.
امأت برأسها وهو اكمل: بس مش من حقي المسك ب ببوس الدبلة بدل ما، وغمز بعينيه.

ضحكت بخجل وفهمت ما قاله حتى انزلت رأسها لاسفل وهو رفعه بديه قائلا بخبث: ولا تحبي اعمل بدل ديه.

ضربت على يده بخفة قائلة بخجل: بس بقا، وبعدين متهربش، طالما جيت هنا يبقى فيك حاجة قولي مالك.

ترك يديها وتنهد واختلف ليقف كما كان فقالت: شهد صح.
شوفتها من بعد الحادثة بشهر وحتى لما قابلتها فضلت اتكلم وهي ولا بصتلي ولا ردت عليا لغاية ما مشيت خالص ومن بعدها مشوفتهاش ولا سمعت صوتها، حاسس ان لوحدي حاسس اني مش عارف اعمل حاجة من غيرها خالص، لولا أنك جمبي والله كان زماني ضعت يا همس ضعت.

أمسكت يده قائلة: انا جمبك يا روح همس، استحمل يا فادي انت عارف اللي حصل لشهد كان الضربة القاضية بجد انت عارف شهد حصلها ايه مش سهل ولا عمره هيكون سهل ابدا، اكيد هتتغير او تخف عن اللي هي فيه وديه اكيد مهمة صقر.

ابتسم بتوتر قائلا محاولة تغيير الموضوع: عندك حق، بقولك انا خدت إجازة يومين من الاستديو، انا و الشلة طالعين يومين نغير جو تيجي معانا.

نظرت له وهي تصتنع التفكير قائلة: طب هقول ل بابا و ماما و ابلغك بليل، ماشي المهم هتروحوا فين.

احتمال نطلع دهب.
صفقت بيديها بحماس طفولي: الله انا نفسي اوي من زمان اطلع دهب.
امسك بيديها الاثنين ونظر بعمق في عينيها قائلا: معايا هتحققي كل حلامك يا همستي.

عمقت نظرها هي الأخرى قائلة: انت حلم عمري يا قلب همستك.
ابتسم بشدة ولم ينطق وظلوا ينظرون للقمر وكل منهم يتمنى شىء بداخله.

في مكان مجهول.
البوص بغضب شديد: هو انا مش قولت تشوف ليا اشطر دكتور في العالم عشان حالة شهد.

الباشا برعب: والله بدور يا بوص من يومها بس حالتها صعبة شوية ومفيش دكتور بيقبلها صدقني هوصل.

نهض وهو يلتف في الغرفة بغضب: بردوا قتلت شاهين و مفيش فايدة أخفيت موته واعلموا انها بأزمة قلبية و بردوا مشفاش غليلي غبي غبي، عدتها مرة له جاي في الاخر يقطعها فرامل العربية و من ورايا و يخليها تتشل، ااه يا شاهين اجيبك من قبرك واعذبك ولا اعمل ايه.

وانت تشوف لي الدكتور بأي شكل لازم شهد تيجي مملكتي في اسرع وقت عشان كدة اللعبة وبخت معايا اوي ها اوي، وتشوفلي الزفت التاني هيشتغل عليهم ازاي يلا امشي من ادامي، يلا.

ركض الباشا مسرعا للخارج خوفا من بطشه، أما هو جلس على مكتبه بغضب قائلا: هتيجي يا شهد مملكتي بس تخفي عشان كدة كفاية اوي.

في منزل مروان.
من الصباح وهو غير طبيعية، يأتي لها الدوار بكثرة، معدتها تألمها وغير قادرة على الطعام، حتى خرجت من المرحاض وامسكها مروان قائلا بقلق: الف سلامة عليكي حبيبتي.

ابتسمت له بحب قائلة: الله يسلمك يا حبيبي.
اجلسها على الفراش وجلس أمامها على الأرضية: حبيبتي انتي تعبانة اوي من الصبح ما تيجي تروح للدكتور نطمن.

وضعت يديها على وجنتيه بحب قائلة: لا مش لازم عشان انا عارفة انا تعبانة ليه.
رد بقلق: طب مالك ما تقوليلي.
اخذت يده ووضعتها على بطنها قائلة بحب: عشان هتبقى اب مرة تانية يا مرواني.
همس بصدمة: بجد!
ضحكت بخفة وهي تقول: اه بجد يا حبيبي.
نهض وحمل وظل يدور بها قائلا: بحبك بحبك يا احلى روني في الدنيا كلهاااا.
ضحكت بشدة فهي استطاعت رسم ضحكته بعد وقت طويل من بعد حادثة شهد.

في مكان العاشقان.

بعد أن جلسوا كثيرا أمام الزجاج الشفاف، حملها بين يديه و خرجوا من باب اخر ليكى على البحر مثل الشرفة بسور خشبي وهناك وسادات قطنية مريحة اجلسها عليهم وجلس بجانبها وضمها إليه و ظلوا يشاهدون الغروب الرائع و المريح للأعصاب كل منهم كان يحتاج لهذا اليوم من مدة طويلة للغاية، شكرا صقر الله بداخله على الهامه لهذه الفكرة هو توقع أن تسعدها ولكن ليس لهذه الدرجة على الاطلاق، ما اوجعه هو أنها مازالت صامتة، نعم عبرت عن سعادتها ولكن ظلت صامتة.

ولكن قطع صمتهم وتأملهم هاتف صقر نظر له والموصل ما كان الا...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة