قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عروسي المشوهة للكاتبة سارة علي الفصل العاشر

رواية عروسي المشوهة للكاتبة سارة علي الفصل العاشر

رواية عروسي المشوهة للكاتبة سارة علي الفصل العاشر

تطلع وسام اليها بصدمة شديدة من اعترافها المباشر له فاخر ما توقعه منها ان تعترف له بسهولة وهي التي لطالما راوغته وتلاعبت معه وأنكرت مشاعرها نحوه...
انتي بتقولي ايه...؟!
سألها بعدم تصديق لتجيبه بسلاسة:
بحبك، مش ده اللي كنت عاوز تسمعه...
ايوه، بس مستغرب...
مستغرب ليه...؟
سألته ليجيبها بصدق:
متوقعتش انك اعترفي بالسهولةدي...
اعترافي ده مش هيغير حاجة، انا وانت مستحيل نجتمع سوا...

ليه...؟ ليه يا رزان انا بحبك...؟!
قالها بصدق حقيقي نابع من اعماق قلبه لتهتف به بجدية:
عشان انت بتاع نسوان، وانا ميناسبنيش الوضع ده...
تطلع اليها بعدم رضا لتسأله باستنكار:
بتبصلي كده ليه...؟
هو ده السبب الوحيدين يا رزان، مفيش سبب تاني...؟!
تنهدت بصمت ثم اجابته بجديه:
لا فيه، انصياعك لجدي ده مش هيناسبني، انا مش عقدا اعيش تحت رحمته العمر ده كله...

اقترب منها اكثر حتى بات على بعد مسافة قصيرة منها، رفع ذقنها بأنامله واخذ يتأمل ملامح وجهها بتمعن، تحدث اخيرا بصوت صادق قائلا بحب:
انا مستعد اعمل اي حاجة عشانك يا رزان، انا بحبك جدا، بالرغم من كل علاقاتي النسائية بحبك، بالرغم من جدي وسيطرته عليا بحبك...
أبعدت ذقنها من أنامله ونهضت من مكانها مبتعده عنه وهي تهتف به:
الكلام ده مش هيفيد، ومش كافي بالنسبة ليا...
اعتصر قبضة يده بقوة ثم قال بنفاذ صبر:.

امال ايه الكافي بالنسبة ليكي...؟!
اجابته بجديه:
تثبتلي كلام ده، تبطل سرمحة مع النسوان، تخرج من تحت سيطرة جدي وتعمل ليك كيان لوحدك، ساعتها ممكن ادي لعلاقتنا فرصة...

كانت تهم بفتح الباب والهبوط الى الطابق السفلي حينما رن هاتفها فذهبت اليه لتجد المتصل مازن، ابتسمت بخفوت وضغطت على زر الاجابه ليأتيها صوت مازن قائلا:
صباح الخير، صحيتي ولا لسه...؟!
اجابته:
اه صحيت من شوية وكنت هنزل جوه...
طب جهزي نفسك عشان هاجي آخدك...
سألته باستغراب:
تاخدني فين...؟
اجابها بسرعة:
لما تجي معايا هتعرفي...

اغلق الهاتف في وجهها بعد ان اكمل ما قاله فتنهدت بصمت وذهبت ناحية خزانة ملابسها لتخرج منها ملابس مناسبة لها وترتديها على عجل...
بعد حوالي ثلث ساعة ركبت سالي بجانب مازن الذي بدأ يقود سيارته متجها الى وجهته المحدده...
عادت وسألته مرة اخرى:
مش هتقولي احنا رايحين فين...؟!
اجابها وهو مركز أنظاره على الطريق الذي امامه:
هتعرفي بعد شوية...

بعد دقائق اوقف مازن سيارته امام عمارة ضخمة للغاية فهبطت سالي من السيارة وأخذت تتطلع الى العمارة بتعجب سرعان ما تحول الى صدمة وهي تتطلع الى اسم الطبيب الموضوع في اللافتة الموجودة اعلى العمارة...
استدارت ناحية مازن ترمقه بنظرات لأئمة صامته لكنها تحكي الكثير، تحدثت متسائلة بصوت متحشرج:
انت جايبني هنا ليه...؟
اجابها مؤكدا افكارها:
فيه دكتور شاطر اووي هيشوفك...
سألته مرة اخرى بعيون مدمعة:
يشوفني ليه...؟!

تنحنح بارتباك وهو يجيبها بجدية:
عشان يشوف علاج للتشوهات...
قاطعته بسرعة:
ولو مكانش فيه علاج...
اجابها بسرعة نافيا ما تقوله:
اكيد فيه، هو قال انوا فيه...
مازن انا مش عاوزة اروحله...
قالتها بنبرة اقرب للبكاء فاقترب منها مازن محتضنا اياها بسرعة قائلا:
عشان خاطري يا سالي، خلينا نجرب نروحله، مش هنخسر حاجة، نجرب مرة واحدة...

تطلعت اليه بعدم اقتناع فهز رأسه مشيرا اليها ان تفعل ما يقوله، تطلعت ناحية اللافتة مرة اخرى وقد تولد امل في داخلها ان تجد علاج مناسب لها، تحولت افكارها فجأة من اليأس الى الامل والطموح في الحصول على وجه وجسم مثالي لطالما حلمت به، فوجدت نفسها تتبع مازن متجهه معه الى الطبيب...
جلست سالي امام الطبيب الذي اخذ يتطلع اليها بتمعن شديد وأمامها جلس مازن، تحدث الطبيب قائلا بجدية:.

قوليلي يا مدام سالي، التشوهات دي حصلتلك ازاي...؟
اجابته سالي بتردد وخفوت:
حادثة عربية، كان عندي عشر سنين، لما العربية اتقلبت بيا، وقعت من فوق التل، وفالاخر انفجرت قبل ما حد ينقذنا، الانفجار سبب حروق ليا فوشي وجسمي تحولت لتشوهات...
هز رأسه بتفهم ثم عاد وسألها مرة اخرى:
مرحتيش على دكتور قبل كده...؟
هزت رأسها نفيا فنهض الطبيب من مكانها قائلا بجدية:.

اسمحيلي افحصك يا مدام سالي عشان احدد مدى عمق التشوهات ومدى إمكانية علاجها...
نهضت سالي من مكانها واتبعت الطبيب الى المكان المخصص للفحص وهي تدعو ربها ان يضع الامل في علاجها...

خرجا من عند الطبيب وسالي تكاد تطير من الفرح، ابتسمت بسعادة كبيرة وهي تقول بحبور شديد:
انا مش مصدقة يا مازن، مش مصدقة انوا فيه أمل اني أتعالج...
مازن بابتسامة هو الاخر:
مش قلتلك، قلتلك انوا الأمل موجود وأنك هتتعالجي...
سالي بلهفة:
يعني خلاص وشئ هيرجع طبيعي ومش هخاف من شكلي وانا ببصله، وجسمي هيرجع طبيعي...
احتضنها مازن بين ذراعيه قائلا:
كل حاجة هترجع طبيعية يا سالي، كل حاجة...
انا بحبك اوووي...

قالتها بحب حقيقي نابع من اعماق قلبها، قالتها وهي تشعر بها تستوطن داخل أعماقها...
تطلع مازن اليها بدهشة من اعترافها ثم قبل جبينها واحتضنها بقوة وصدى كلماتها ما زالت تتردد داخل أذنيه...
بعد فترة ليست بقصيرة
كانا جالسين امام بعضهما في احد المطاعم الراقية يتناولان طعامها بنهم شديد...
توقف مازن عن تناول طعامه ثم تنحنح بارتباك فتطلعت سالي اليه بتعجب متسائلة:
انت عاوز تقول حاجة صح...؟

سالي هو انتي مامتك عايشة ولا ميته...؟
تطلعت اليه بصدمة من سؤاله، سرعان ما ابتلعت صدمتها وهي تسأله باستغراب شديد:
وانت عاوز تعرف ليه...؟
اعتبري فضول...
عضت شفتها السفلى بتوتر ثم بدأت تتحدث قائلة:
ماما عايشة، بس معرفش هي فين، هي سابتنا من لما كنّا صغيرين، انا ورزان، هربت وسابتنا ومن ساعتها احنا منعرفش عنها حاجة...

قالت كلماتها الاخيرة وهي بالكاد تسيطر على دموعها التي تكورت داخل مقلتيها، تطلع مازن اليها بشفقة ثم ربت على يدها برفق قائلا باعتذار:
انا أسف يا سالي، مكانش قصدي ادايقك...
متعتذرش، انت سآلت سؤال عادي، انا بس اللي بتحسس شوية من الموضوع ده...
ابتسم لها بخفوت ثم بدأ يتحدث في أمور اخرى محاولا اخراجها من هذا الموضوع وهي بالفعل اندمجت معه في احاديثه...

عاد كلا من سالي ومازن الى المنزل مساءا، دلفا الى الداخل بعد ان فتحت الخادمة لهما الباب، اتجها ناحية صالة الجلوس حينما وجدا دينا تجلس هناك برفقة نهى والدة مازن والتي كانت تتطلع اليهم بتوتر شديد...
نهضت دينا من مكانها ما ان رآتهما وهي تقول بابتسامة:
وأخيرا جيتوا، ده انا مستنياكم بقالي كتير...
تطلع مازن اليها بصدمة شديدة، بلع ريقه بتوتر ثم سألها بجمود:
خير يا دينا عاوزة ايه...؟

ببساطة كده، مش لما تعرفني بالمدام الاول، ده انت حتى بقالك اسبوع مش بترد على اتصالاتي...
تطلعت اليها سالي بقلق وقد شعرت ان هذه السيدة تضمر شيء سيّء ناحيتها، مسكت يد مازن وهي تسأله بخوف:
مين دي يا مازن...؟
اجابتها دينا عوضا عنه:
انا هقولك مين دي، انا أبقى حبيبته والمفروض كنت هبقى خطيبته كمان لولا جوازه منك...
دينا...
نهرها مازن بسرعه الا انها لم تهتم وهي تردف قائلة:.

متستغربيش كده، أصل مازن قالي انوا مضطر يتجوزك عشان يرجع أملاكه...
املاك ايه...
سألتها سالي بعدم فهم لتجيبها دينا بقسوة:
الاملاك الي خدها جدك، املاك عيلة مازن، واللي اتفق مع مازن انوا هيرجعها ليه في حالة انوا يتجوزك ويخلف منك، امال انتي كنتي فكرة ايه، الحب والدلع ده كده ببلاش...
الكلام ده صحيح يا مازن...

سألته سالي بدموع لاذعة وهي تقبض على ذراعه بيدها، صمت مازن ولم يجبها فكررت السؤال على مسامعه مره اخرى:
رد عليا...
استدار مازن ناحيتها مجيبا إياها:
ايوه صحيح، بس انتي لازم تسمعيني الاول وتفهميني...
اسمع ايه، يعني كل ده كان تمثيلية، كان كدب...
كانت تتحدث والدموع تتساقط من عينيها وهي تشعر بطعنة قوية في قلبها، شعرت فجأة بالأرض تمد بها فسقطت عليها فاقدة للوعي تحت أنظار مازن الهلعة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة