قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عروسي المشوهة للكاتبة سارة علي الفصل الحادي عشر

رواية عروسي المشوهة للكاتبة سارة علي الفصل الحادي عشر

رواية عروسي المشوهة للكاتبة سارة علي الفصل الحادي عشر

بعد مرور اسبوع
طرقات متردده على الباب ايقظتها من شرودها الدائم الذي بات رفيقها طوال الفترة الاخيرة، مسحت دموعها المتدحرجة على وجنتيها باناملها ثم قالت بصوت متحشرج:
ادخل...
دلفت رزان الى داخل غرفتها وهي ترسم على شفتيها ابتسامة خفيفه، تقدمت ناحيتها وجلست بجانبها وهي تقول:
عاملة ايه النهاردة يا سولي...؟
اجابتها سالي بملامح مشدودة:
كويسه الحمد لله...
تنحنحت رزان بارتباك ثم قالت متسائلة بجدية:.

فكرتي فالخطوة الجايه ولا لسه...؟ هتعملي ايه مع مازن...؟
أغمضت سالي عينيها بالم ثم فتحتها مرة اخرى وهي تجيبها:
أخدت قراري خلاص، انا هطلق منه...
سألتها رزان بعدم اقتناع:
متأكدة...؟
لتجيبها سالي بإصرار:
ايوه متأكدة...
طيب انا عاوزة أتكلم معاكي فموضوع مهم...
استدارت سالي نحوها بملامح متسائلة لتستمر رزان في حديثها قائلة:
بما انك قررتِ تطلقي، انا بردوا قررت قرار مهم...
ايه هو...؟
سألتها سالي لتجيبها رزان:.

احنا هنسافر بره...
يعني ايه...؟
اجابتها موضحة:
هنسيب البلد و نستقر بره، كفاية عايشين تحت رحمة جدي وسلطته، لازم نتحرر منه ونبدأ من جديد...
ثم وجهت حديثها الى سالي:
وانتي لازم تعملي العملية...
منين، هنجيب الفلوس منين...؟انتي عارفة انوا الفلوس كلها عند جدي...
رزان بثقة:
انا هجيب الفلوس، هتصرف، ملكيش دعوة انتي فالموضوع ده...
سالي بعدم اقتناع:
انتي ناوية على ايه يا رزان...؟ ناوية على ايه بالضبط...؟

تنهدت رزان وقالت:
اسمعي كلامي يا سالي وخليكي واثقة بيا، المهم محدش يعرف فالموضوع ده، انا هرتب كل حاجة وهنسافر بهدوء...
هزت سالي رأسها بتفهم وهي تتطلع اليها بنظرات غير مقتنعه وشعور كبير بالخوف مما هو قادم يعتمل في داخلها...

دلف مازن الى مكتب حامد الذي كان ينتظره هناك، جلس على الكرسي المقابل له متسائلا بضيق واضح:
خير، عاوز مني ايه...؟
كان وجه حامد صلب جامد لا تظهر عليه أية تعابير، سأله بصوت ثابت:
انت ناوي على ايه مع سالي بِالضبط...؟
يعني ايه ناوي على ايه...؟!
سأله مازن بعدم فهم ليجيبه حامد:
يعني هطلقها زي ما طلبت ولا لا...؟!
لا طبعا مش هطلقها...
ابتسم حامد بأريحية مما جعل مازن يردف بتهكم:
بس اتفاقي معاك ملغي...

يعني ايه...؟
يعني سالي مراتي وانا عاوزها، عاوزها العمر كله، مش عاوزها عشان فلوس وأملاك زي ما اتفقت معاك زمان...
ابتسم حامد قائلا بسخرية:
ايه حبيتها...؟!
اجابه مازن بلا مبالاة:
وليه لا...
مط حامد شفتيه بتهكم ثم قال:
حبها براحتك، بس متجيش تطالب باملاكك بعد كده...
املاكي هاخدها وغصبا عنك...
اعتبر ده تهديد...

اعتبره زي ما تعتبره، انا سكت كتير، بسببك خسرت سالي، وقبلها خسرت فلوسي واملاكي، بس لو فاكر اني هسكتلك فتبقى غلطان...
ضرب حامد المكتب بكفي يده قائلا بعصبية:
اتكلم على قدك يا مازن...
نهايتك قربت يا حامد، قربت اووي، خليك فاكر ده...
قالها مازن بتوعد ثم هب خارجا من مكتبه تاركا حامد يتطلع اليه بقلق شديد...

طرقت على باب مكتبه ثم دلفت الى الداخل لتجده جالسا خلف مكتبه يتابع أعماله بتركيز شديد، ما ان شعر بوجودها حتى رفع أنظاره من فوق الملف الذي بيده وابتسم لها قائلا بترحيب:
يا اهلا برزان هانم...
اقتربت رزان منها وهي تحمل مجموعة اووف بيدها وعلى شفتيها ابتسامة قائلة بشوق:
وحشتني قلت أجي اشوفك...
رفع وسام احد حاجبيه قائلا بتعجب:
من امتى الحنية دي كلها...
كده يا ويسو، ده انا كلي حنية...
ويسو مين ده كمان...؟!

قالها وسام بعدم استيعاب لتجيبه بمكر:
ويسو انت يا حبيبي...
ابتسم وسام مرددا ببلاهة:
وكمان حبيبي...
أردف قائلا بجدية:
من غير لف ودوران، جاية مكتبي ليه يا رزان...
اجابته بلا مبالاة وهي تمط شفتيها قليلا للأمام:
عشان توقع الأوراق دي...
مدت يديها بمجموعة من الأوراق فتطلع اليها وسام متسائلا:
أوراق ايه دي...؟!
اجابته:
أوراق تخص الصفقة الجديدة، امضي عليها بسرعة عشان العميل بره مستنيها...

هز رأسه بتفهم وترك توقيعه على الأوراق فأخذت رزان الأوراق منه وهي تبتسم بخبث فهاهي خطتها تسير بشكل صحيح كما ارادت وخططت.

وقف امام الباب وهو يشعر بتردد شديد، اخذ نفسا عميقا وزفره ببطأ ثم طرق على الباب عدة مرات لتفتح الباب له وتظهر من خلفها عليا والتي رحبت به بابتسامة:
اهلا يا مازن اتفضل...
دلف مازن الى داخل الفيلا واخذ يتطلع حوله بحثا عنها فقالت علياء:
هندهلك سالي حالا...
ثم ذهبت الى سالي تطلب منها الهبوط ورؤية مازن...
هبطت سالي درجات السلم واتجهت ناحيته ووقفت امامه واضعا يديها امام صدرها هاتفه به:
خير عاوز ايه...؟

اقترب منها هاتفا بشوق:
وحشتيني جت اشوفك...
ابتسمت بتهكم قائلة:
وده جزء من الخطة ولا ايه...؟
سالي انا كنت ناوي أقلك...
قاطعته:
بلاش كدب، انت كدبت عليا من اول يوم، وانا للاسف صدقتك، لو كنت ناوي تقلي، كنت قلتلي من يوم اعترافي ليك فموضوع حبوب منع الحمل، بس انت قررت تستمر فكدبتك عشان تحقق مصالحك...
متظلمنيش يا سالي...
اظلمك، انتي اللي ظلمتني وخدعتني، خلتني اصدق اني ممكن اعيش حياة طبيعية وأحب واتحب...

اقترب منها اكثر، قبض على كف يدها وقبله، تطلع اليها بحب معترفا:
سالي انا بحبك، لآول مرة بقولهالك، انا بحبك بجد، الاسبوع اللي فات اكتشفت فيه انوا مقدرش اعيش بعيد عنك، حبيت براءتك ونقاوتك، طيبتك، حبيت كل حاجة فيكي، عارف انوا ده صعب حد يصدقه، انا نفسي مكنتش مصدقه، بس انا فعلا بحبك...
أبعدت يدها بنفور ثم قالت بقسوة:
ودي مين علمهالك، حامد بيه ولا الست والدتك...
سالي ارجوكي...
قاطعته بصرامة:
طلقني يا مازن...

مش هطلقك...
أردف قائلا:
انا بحبك وانتي بتحبيني يبقى اطلقك ليه...
انا بطلت احبك، انا عمري محبيتك اصلا، يمكن انبهرت بيك، اتعودت عليك، يمكن عشان كنت اول واحد يعاملني بحنية، اول راجل فحياتي، يقرب مني ويلمسني، دي حاجات خلتني احس اني بحبك، بس الواقع غير كده، وخصوصا بعد اللي عملته معايا وخداعك ليا...
سالي مهما حاولتي تنكري انا عارف انك بتحبيني...
وانا بقولك طلقني...
اخذ نفسا وزفره ببطأ ثم قال بعناد:.

مش هطلقك، واعملي اللي انتي عاوازاه...
ثم خرج من الفيلا تاركا اياه تتبعه بنظراته الحزينه...

بعد مرور يومين
في منتصف الليل
مدت رأسها من باي غرفتها وتأكدت من عدم وجود احد ما في المكان، خرجت من غرفتها تجر حقيبتها وراءها، اتجهت الى غرفة سالي التي كانت بانتظارها، فتحت الباب واشارت لها ان تخرج فخرجت سالي وهي تجر وراءها حقيبتها...
هبطتا درجات السلم ثم خرجتا من الفيلا متجهتين الى المطار...

بعد حوالي ساعة ونصف وصلتا الى المطار اخيرا، بعد ان أكملتا جميع الإجراءات المطلوبة منهما جلستا في صالة الركاب...
اخذت سالي تتطلع حولها بتوتر شديد مما جعل رزان تنهرها قائلة:
كفاية تبصي حواليكي وترتيني...
خايفة اووي يا رزان من اللي بنعمله ده...
خايفة ليه، متخافيش، كلهه ساعة ونبقى فوق فالسما، وهنوصل أمريكا ونبدي حياة جديدة بعيد عن جدك وقرفه...

صمتت سالي ولم تعقب لكنها ظلت تشعر بالقلق والخوف من ان يكشف احد ما خطتهما...

في صباح اليوم التالي
دلفت السكرتيرة راكضة ناحية مكتب وسام وهي تقول:
مصيبة يا وسام بيه، مصيبة...
فيه ايه...؟!
نهض وسام من مكانه بسرعة وتقدم ناحيتها لتهتف به:
الجماعة بتوع الصفقة الإيطالية أتصلو بينا وبيقولوا انوا فلوسهم موصلتش...
يعني ايه فلوسهم موصلتش...؟! اتصلتي بالبنك اتاكدتي انوا حول المبلغ المطلوب...؟!
اتصلت، وقاولولي انهم حولوه لحساب تاني بناء على طلب سعادتك...

ثم مدت يده بمجموعة من الأوراق والتي اخذها منها وبدأ يتطلع اليها بصدمة شديدة فهي نفسها الأوراق التي وقعها وأعطاها الى رزان قبل يومين...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة