قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عروس رغما عنها الجزء الثاني للكاتبة سولييه نصار الفصل السابع

رواية عروس رغما عنها الجزء الثاني للكاتبة سولييه نصار الفصل السابع

رواية عروس رغما عنها الجزء الثاني للكاتبة سولييه نصار الفصل السابع

ضمها جابر إليها وهلع وهي تبكي بتلك الطريقة، قلبه تأ. لم لأجلها، لقد خذله ادم. خذله وحطم قلب حفيدته...
أبعدها جابر عنه وهو يعانق وجهها المحمر بسبب شدة البكاء، عينيها المشبعة بالدموع وشفتيها التي ترتجف بقوة
- حبيبتي، مهرا.
قالها جابر وهو يعيد شعرها الثائر للخلف...
أغمضت مهرا عينيها وهي تبكي أكثر وتقول: - طلقني منه يا جدي، ابوس ايديك طلقني أنا مش عايزاه.
- بنتي يا مهرا اهدي...

قالتها مروة بتوتر وهي تري عيني جابر التي اشتعلت بها نيران الغضب، رفع جابر كفه في علامة لاسكاتها وقال: - عمل ايه الجلنف ده؟!
مسحت مهرا دموعها، لم تكن تريد أن تقلل أكثر من شأنه أمام جده لذلك اكتفت بالقول؛
- مش مهم عمل ايه المهم اني مبقتش عاوزاه!
تنهد جابر وقال: - خلاص يا بنتي، اهدي وروحي اوضتك وارتاحي دلوقتي وانا هعملك اللي انت عايزاه!

بعد قليل
في غرفتها...

كانت مهرا متسطحة على ظهرها بينما الدموع تنفجر من عينيها بقوة، ا. لم ساحق في قلبها وهي تتذكر الكلمات السا. مة التي أطلقها ادم عليها، لقد شعرت أنه أطلق عليها الرصاص في قلبها، بدا وكأنه مختلف عن ادم هذا الذي كانت بين ذراعيه يخبرها كم يحبها في المنزل الذي قرر أن يستأجره، كيف يمكن لأقرب ما لها أن يقت. لها بتلك الطريقة، كانت مهرا حقا متأ. لمة بسببه، وضعت كفها على فمها وهي تكتم الشهقات التي خرجت من فمها بسبب البكاء، لقد خطت هي نهايتهما سويا عندما ادخلت جدها ولكن ما فعله ادم، كان قاسي. قاسي للغاية!

طرقة على الباب جعلتها تنتفض من مكانها وتنهض ثم بدأت بمسح دموعها بقوة وقالت بصوت مختنق: - ادخل...
ولجت مروة إلى غرفتها، وقفت قليلا لتنظر إلى وجه ابنتها المحتقن وبقايا الدموع التي تلطخ وجهها، رغما عنها تأ. لم قلبها لأجلها، اقتربت مروة من مهرا وجلست بجوارها، أمسكت كفها بقوة لتشهق مهرا فجأة ودموعها تتدفق بعنف من عينيها، ارتمت مهرا بين ذراعي والدتها وهي ما زالت تبكي...

ربتت مروة على ظهرها وقالت: - بس اهدي يا حبيبتي، كل حاجة هتتحل...
- انا مبقتش عايزاه يا ماما مبقتش عايزاه!..
- يا بنتي الأمور مش بتتحل كده، أنت بتقولي كده بسبب غضبك منه بس. لكن أنت بتحبي ادم، بتحبيه اووي.
ابتعدت مهرا وهزت رأسها قائلة: - بس الحب مش كفاية يا ماما، اللي عمله ادم المرة دي صعب اووي، أنا مقدرش اسامحه...
عانقت مروة وجهها وقالت: - طيب ممكن تحكيلي عمل ايه؟! قوليلي.

تنهدت مهرا والدموع تحتشد بعينيها مرة أخري وقالت: - حاضر هحكيلك كل حاجة.
وبالفعل قصت مهرا على والدتها كل شىء!

وبعد أن انتهت وضعت كفها على وجهها وهي تبكي. تشعر أنها مج. روحة جدا منه للغاية...
- لا هو بصراحة غلطان جدا جدا كمان، مكانش مفروض يقول كلمة زي دي.
قالتها مروة وهي تقر بالأمر وتبعد كف مهرا عم وجهها، ادم تلك المرة تعدي حدوده...
ثم نظرت إلى ابنتها وقالت برفق: - بس أنت غلطتي لما روحتي لمروان يا مهرا، ادم من كتر خوفه وغضبه منك قال كده...
شهقت مهرا بكاءا وقالت: - تاني يا ماما، تاني بتقفي في صفه!

هزت مروة رأسها وقالت ؛
- انا مبقفش في صفه يا بنتي أنا بقول الحق، ادم غلطان جدا جدا، بس أنت كمان غلطانة صح ولا ايه.
اطرقت مهرا برأسها ودموعها تتساقط اكثر من عينيها وقالت: - انا عملت كده عشان خاطره يا امي، حقه يزعل بس الكلام اللي بيقوله بيك. سر قلبي من جوه، أنا انسانة وليا مشاعر يا ماما وادم مصر يك. سرني، أنا تعبت منه. بحاول ارضيه واتأقلم مع حياته.

. اللي بيزعله مش برضي اعمله. لكن هو، هو طر. دني من حياته أنا على أي أساس ارجعله.
امسكت والدتها كفها وقالت: - ومين قالك انت ترجعيله هو اللي هيجي ويصالحك كمان...
هزت مهرا رأسها وقالت: - وانا خلاص مبقتش عاوزاه يا ماما خلاص أنا عايزة اتطلق...
- بس انت بتحبي ادم ومش هتقدري تتطلقي يا مهرا صح ولا ايه؟!

نظرت مهرا لوالدتها ثم انف. جرت ببكاء مرير مرة اخري وقالت: - للاسف صح، أنا بحبه، بحبه اووي، ياريتني اقدر اشيله من قلبي يا ماما عشان ارتاح، ياريت...
مسحت مروة دموع ابنتها وقالت بخبث: - وهو بيحبك وانا متأكدة من كده، بس بلاش طلاق يا بنتي، احنا هنعا. قبه شوية، نقرص على ودنه عشان يعرف ان الله حق!

في المساء...
ولج ادم إلى المنزل وهو متكدر. لقد ندم على الكلمات التي قالها لمهرا وينوي جديا ان يعتذر، ولج بغرفته مباشرة دون ان ينظر إلى والدته او شقيقاته وخفق قلبه بر. عب عندما لم يجدها!، خرج من الغرفة راكضا
- فين مهرا؟!
قالها ادم وقلبه يخفق من الر. عب عندما لم يلمح طيفها، كانت شقيقتيه ووالدته جالسين على الأريكة ينظران إليه ولم يرد عليه أي أحد...
- مهرا فين انطقوا!

- جاي تتكلم بعد ما طر. دتها وطفشتها يا ادم!
قالتها ليلي بغضب ليصرخ ادم بها وهو يقترب: - انت بالذات تخر. سي خالص...
ثم امسكها من ذراعها وضغط عليه بع. نف وقال: - احسنلك يا ليلي تحطي لسانك جوا بوقك والا هضر. بك!
انسابت الدموع من عيني ليلي لتصرخ والدته: - ادم سيبها فورا...
زفر بضيق وهو يدفعها بعيدا عنه ويقول: - يستحسن الايام اللي جاية مشوفش وشك اصلا، أنا مش طايقك!

ثم ذهب إلى غرفته لتنف. جر ليلي بالبكاء وتركض إلى غرفتها!

في غرفتهما...

كان جالس على الفراش وهو يد. فن رأسه في كفيه، قلبه يتأ. لم، لقد تركته مهرا، هل سينفي الخطأ عنه الان، كلا لن يفعل، هو أخطأ كثيرا، جر. حها بقوة، لقد أوضحت له من قبل أنها تتأ. لم بسبب كلامه وهو قالها مرة أخري، هو بلسانه طر. دها من حياته، كيف يقول هذا، كيف لم يسيطر على غضبه، هل كان واعي لما يقوله، بالتأكيد لا لانه لو فكر لثانيتين فقط في كلامه كان سيعرف أن مهرا ليست زوجته فحسب بل هي جزء منه، هو يحبها ولا يستطيع أن يتخلي عنها ابدا، يحبها كم لم يحب أحدا من قبل، فكيف فعل هذا كيف...

كان ادم متأ. لم، مشتت وغاضب من نفسه
طرق باب غرفته ثم انفتح ليجد امامه مرام، زفر بضيق بينما مرام تقترب منه
- حابة اتكلم معاك!
قالتها مرام وهي تربع ذراعيها وتنظر إليه، دخلها كان يش. تعل من الغضب ولكن من الخارج هي كانت باردة للغاية!
- عايزة ايه يا مرام؟!
قالها بكدر لترد هي: - مهرا قالتلي الحقيقة يا آدم!
نظر هو إليها بحيرة شديدة لتكمل هي: - مهرا قالتلي أنت اتجوزتها ليه!

بهت ادم قليلا لتقول هي وكانت ظهر انفعال على وجهها الجامد: - وقتها أنا عرفت انت بتعامل مهرا كده ليه يا آدم!
- انت بتقولي ايه؟!
قالها ادم بصدمة وصدره يرتفع وينخفض بإنفعال لترد مرام وهي رافعة رأسها دون أن تخاف منه: - يعني اقصد يا آدم انت بتعامل مهرا المعاملة دي لانك شايف انك متفضل عليها، شايف انك يا عيني انقذتها من فض. يحة فيالا اهي. نها براحتي واطر. دها وهي هترجع تاني!
- اخرسي، اخرسي يا مرام!

قالها ادم وبراكين الغضب تنف. جر داخله بينما ينهض هو، ولكن مرام لم تجفل حتى وقالت بتحدي: - صراخك وزعقيك وفروا لحد غيري يا آدم أنا مبخافش، أقصي حاجة هتضر. بني صح، اضر. بني عشان بقولك الحقيقة...
تنفس بعن. ف وقال: - عارف يا آنسة مرام انك مش بتخافي مني، عارف ده كويس اووي، بس على الاقل احترميني أنا اخوكي الكبير...

- اخويا الكبير مبيعرفش يفكر. اخويا الكبير بيجر. ح الناس اللي بتحبه، اخويا الكبير بيد. مر حياته، لما الاقي اخويا الكبير غ. بي لازم اوعيه...
- اخرسي قولت.
صرخ بها وهو يرفع كفه ليصفعها لكنه توقف فجأة، كان مذهول مما سوف يقدم عليه. كيف يفعل هذا، هل فقد عقله!، نظر إلى مرام التي احتشدت الدموع في عينيها وكم بدت مجرو. حة وقتها وقالت: - انت مخسرتش بس مهرا يا ادم، انت خسرتني انا كمان!

ثم تركته وغادرت لينهار على الفراش مغمضا عينيه والدموع الساخنة تلامس وجنته!

وضع قبلة قوية على شعرها ثم أخذ يعبث بشعرها ويقول: - يالا بقي يا حبيبتي اصحي الساعة بقت تمانية بالليل.
تنهدت كارما في نومها ليبتسم سامر ثم بخ. بث مد يديه وهو يحاول أن يزيح منامتها ولكنها ضر. بته على كفه ثم ضحكت، ضحك هو أيضا عندما فتحت عينيها وقال وهو يقبلها على أنفها: - يالا قومي البسي.
عقدت حاجبيها وقالت: - هنروح فين؟!

- مفاجأة يا كرمتي، يالا قومي بقا، أنا جهزتلك فستان حلو تخرجي بيه هتلاقيه في الدولاب متعلق
ابتسمت وهي تهز رأسها ثم نهضت واتجهت الخزانة واتسعت عينيها بسعادة وهي تمسك الفستان وتنظر إلى سامر بسعادة ثم استدارت ولجت إلى الحمام...
نظر سامر إلى باب الحمام الذي يغلق ثم بسرعة استل هاتفه واتصل برقم ما وقال: - احنا طالعين دلوقتي جهزوا كل حاجة، هحاول ااخرها شوية ماشي. يعني ساعة تكفيكم تمام اووي...

ابتسم برضا عندما سمع الجواب من الطرف الاخر!
ذهب هو إلى الخزانة واخرج الحلة التي جهزها كي يذهب بها...
اتجاه إلى المرآة وجفف شعره جيدا ثم خلع مئزر الحمام وبدأ بإرتداء ملابسه...

بعد قليل كان قد انتهي من تزير قميصه الابيض ثم تناول سترة الحلة الرمادية وارتداها، سرح شعره وامسك زجاجة عطره الثمينة ورشها عليه اتجه للخزانة مرة اخري واخرج عبوة مخملية ووضعها في جيبه...
ثم جلس على الفراش بهدوء وهو ينتظر كارما...

بعد ربع ساعة...
خرجت كارما وهي في كامل زينتها، لقد جففت شعرها بالداخل وزينت وجهها على مرآة الحمام...
- ايه رايك؟!

قالتها بابتسامة وهي تدور حول نفسها وتبتسم بسعادة، فغر سامر فمه وهو ينتبه إليها، بدا جمالها اسطوري في تلك اللحظة. حقا لم يري اجمل منها الفستان الاحمر الناري كان يليق بها كثيرا. كان بسيط ومحتشم بينما شعرها معقود في تسريحة رائعة، احمر الشفاه القاني كان يزين شفتيها وبدت في تلك اللحظة كأنها اميرة، اميرة احلامه!

فكر وهو يفترسها بنظراته بينما هي شعرت بالخجل، نهض هو واقترب منها ثم امسك كفها وقبله بلطف وقال؛
- يالا عشان نلحق المفاجأة يا حبيبتي لاني لو قعدنا هنا ثانيتين مش هنخرج!
احمر وجهها من كلامه وهزت رأسها وهي تدفن كفه في كفها...

بعد ساعة قيادة بسيارته الفارهة توقف سامر امام مطعم راقي، خرج ثم استدار من الناحية الاخري وهو يفتح لها الباب ويمد كفه...
ابتسمت كارما وهي تمسك كفه بينما قلبها يخفق بسعادة، سحبها إلى المطعم، وما ان ولجت إليه حتى رأت النادل يقترب منها ويعطيها باقة ازهار رائعة، ازهار الياسمين التي تعشقها.
- ميرسي.

قالتها كارما بسعادة ولكن سرعان ما تجمدت الابتسامة على شفتيها واتسعت عينيها بدهشة وهي تري المطعم، المطعم كان فارغ تماما من الناس، فقط الازهار مزينة الارضية الراقية له وعلى الجدار. كانت شاشة عرض كبيرة...

هز سامر رأسه ليسود الظلام المطعم، شهقت كارما وهي تمسك سترة سامر بخوف بينما اضاءة الشاشة سطعت وهي تعرض ذكريات كارما مع سامر، صور قليلة صحيح ولكن ذكرياتها بقت في قلبها، احتشدت الدموع في عيني كارما والصور تتابع ثم بعد ذلك صدحت موسيقي لإحدي الأغاني التي تعشقها بشدة ) because you loved me (.

شدها سامر وراقصها وعينيه تلمع بحب قائلا: - يمكن مش هتقدري تصدقيني ابدا، ويمكن مش هتقدري تثقي فيا بعد كده يا كارما، بس أنا فعلا حبيتك، وبحبك وهفضل احبك لحد ما امو. ت، أنا مصدوم زيك من المشاعر اللي تكونت فجأة في قلبي بس صدقيني يا كارما حبك هاجمني بقوة وانا خسرت قدامه...
توقف فجأة وقال: - انا قاومت نفسي عشان محبش بس خسرت قدامك، بس كسبت حبك وقلبك، وده اعظم مكسب ليا...

ثم فجأة جلس على ركبتيه وهو يخرج الخاتم المآسي ويرفعه امام عينيها ويقول: - تقبلي تتجوزيني يا كارما؟!
نظرت إليه بصدمة وقالت: - بس احنا متجوزين و...
هز رأسه وقال: - انا عايز اتجوزك تاني عشان عايز ابدا معاكي حياة جديدة. حياة محدش هيكون فيها غيرنا احنا واولادنا الجايين، تقبلي نبدأ من جديد ونرمي الماضي، تقبلي تسعديني وتتجوزيني يا عمري...

تأثرت وانسابت الدموع من عينيها وهي تهز رأسها، ابتسم والبسها الخاتم ثم نهض وهو يعانقها بقوة ويقول: - حبيبتي انت، مش هنفترق ابدا. ده وعدي ليكي.

- العشا اهو، عملتلك الكريب بالطريقة اللي أنت بتحبيها.
قالها على وهو يلج إلى الغرفة، على شفتيه ابتسامة رائعة، خفق قلب ميار تأثرا وهي تراه يدللها بتلك الطريقة، واحتشدت الدموع بعينيها وهي تتذكر كيف أنها حط. مت قلبه عدة مرات، لكم شعرت بالخجل من نفسها، فعلي قابل اسا ءتها بالاحسان وانقذها من ش ر والدها وزوجته، هي لن تنسي ابدا ما فعله معها، ستظل ممتنة له حتى المو. ت...

اقترب على وجلس بجوارها وهو يطعمها بيده برفق جعل الدموع بعينيها تنسكب من عينيها، ارتبك على وهو ينظر إليها وقال: - حبيبتي فيه ايه؟!
أغمضت عينيها وهي تشهق بقوة وتبكي، وضع هو الطعام على الطاولة التي بجوار الفراش ثم عانق وجهها بينما هي تبكي بهذا العن. ف، شدها إليه وعانقها وهو يقول بهلع: - ميار فيه ايه قوليلي، تعبانة اوديكي الدكتور.

شهقت بقوة أكبر وهي تضمه بدورها، تضمه بقوة وتقول بصوت مختنق: - انا مستاهلش يا علي، مستاهلش المعاملة الحلوة دي منك، أنا استاهل استاهل...
ابتعد عنها وأمسك كفها بقوة وقال: - انت تستاهلي كل خير يا ميار...

رفع كفها وقبله ثم قال: - مش هقدر اقول اني مش زعلان منك، أنا زعلان بس انا بحبك، حبي ليكي اقوي من غضبي وحق. دي عليكي، عرفت انك اهم حد في حياتي لما لاقيتك مضر. وبة وواقعة على الأرض، وقتها قلبي وقع في رجليا...
صمت وتنهد قائلا: - انا عارف انك مش بتحبيني وده واجعني اووي، كنت اتمني انك تحسي بيا، بس ده نصيبي لكن انا قررت اللي حاباه هيحصل يا ميار، قولي أنت عايزة ايه وانا هعمله.

دف. نت كفها في شعره الاسود الكثيف بينما دموعها تهطل كالامطار في ليلة كثيفة السحاب. ثم قربته منها ووضعت جبينه على جبينها وقالت بعاطفة: - لو ليا سلطان على قلبي يا على مكنتش خليت حد في قلبي غيرك، ياريت اقدر اديك الحب اللي تستحقه، ياريت اقدر اسعدك واعوضك عن كل اللي عملته، أنا عايز احبك يا علي، احبك وابقي معاك، عايزاك تكون شريك حياتي لحد ما امو. ت.

ابتسم على مغمضا عينيه ثم قرب فمه من فمها وقال: - وانا مش هسيبك ابدا يا حياتي.
ثم قبلها برفق.

في صالة المنزل...
كانت والدة على تبدو كمن جالس على صفيح ساخن، تضر. ب ساقيها بكفها وهي غاضبة، ماذا حل بإبنها، واي سحر تمتلكه تلك لتعيده إليه بكل بساطة لقد ترك ورد ورجع لتلك الاف. عي!..
هزت راسها وهي تشعر بأ. لم فظيع وكأن ضغطها قد ارتفع بسبب غبا. ء ابنها، اه كم تكر. ه تلك الفتاة!

فجأة خرج على وهو يحمل صينية الطعام ونظر لوالدته التي تجهم وجهها واشاحته للناحية الأخري، كانت ترفض ان تنظر إليه، قلبها غاضب عليه ولن تسامحه...
ابتسم على وادخل الطعام للمطبخ ثم اتي ليجلس بجوار والدته وقال: - انت عارفة اني بحبك صح؟!

لم ترد عليه والدته بينما تنظر إلى الجهة الأخري بإصرار، بشغب طفولي امسك على وجهها وجعلها تنظر إليه ثم قبل رأسها وقال: - سعادتي مع ميار يا امي، وهي اتعلمت الدرس خلاص، انا عايزها هي وبس...
تنهدت والدته وقالت: - دي ك. سرت قلبك قبل كده يا ابني...
- وهي الوحيدة اللي تقدر تصلحه، ولو فعلا بتحبيني يا امي اقبليها في حياتي لاني مش هحب غيرها...
- براحتك يا علي!
قالتها والدته بإستسلام!

في اليوم التالي...
واماكن مخفر الشرطة. كانت تقف ميار وهي ترتجف بقوة، امسك على كفها وقال: - انا معاكي يا ميار، ومش هسيبك ابدا...
هزت ميار رأسها وهي تشعر بالآمان وسارت معه، مهما حدث لن تخاف فحبيبها معها!

بعد قليل...
كانت ميار وعلى في غرفة الضابط مع المحامي الخاص بهما وايضا المحامي الخاص بوالدها موجود، ثواني ودق الباب ودخل والدها وزوجته وهو مقيدان بالأصفاد...
- ميار بنتي حبيبتي.
قالها الاب وهو يحاول الاقتراب منها ليقف على امامها ويقول: - متقربش منها...
- دي بنتي، وهي هتتنازل دلوقتي حالا عن القضية يا علي، مش صح يا ميار...

قالهل عثمان وهو ينظر إلى ابنته التي انسابت الدموع منها وقالت: - لا مش صح يا بابا، أنا مش هتنازل.
هلعت علياء وقالت: - يا ميار يا حبيبتي أنا زي أمك يا ميار، طلعيني من هنا، ابوس ايديكي...
لم ترد عليها حتى بل استدارت وقالت للضابط: - ده قراري النهائي يا فندم أنا مش هتنازل عن المحضر...
واتبع كلماتها صرخة علياء المر. تعبة!

هو رجل لا يعرف الاستسلام، لقد كان جبا. ن في المرة الأولي عندما تركها يوم زفافها ولكنه لن يكرر هذا الخطأ ابدا، لقد عرف انها في قلبه، لا يستطيع أن يتخلي عنها، سيفعل المستحيل كي تعود ويطلب الغفران الف مرة لو تطلب الأمر ولكنه لن يترك السعادة تنفلت من بين يديه، بينما يقف بسيارته أمام البناية الخاصة بها منتظرا أن تظهر. وبالفعل ظهرت هي لتجعل قلبه يخفق بقوة وهو ينظر إليها، عيناه السوداء كانت تتفرس بها، مختلفة اليوم نعم، فملابسها اليوم مبهجة على غير العادة، لقد تخلت عن الأسود!، ترتدي بنطال ازرق من الجينز وقميص من الحرير الزهري، شعرها معقود في ذيل حصان نظارة زرقاء تغطي عينيها وحقيبة بيضاء أخرجت من الحقيبة مفتاح سيارته ثم ضغطت على الزر لفتحها، ابتسامة شامتة تكونت على شفتيه بينما تقترب هي من سيارتها، فجأة توقفت وهي تعقد حاجبيها بشدة بحيرة وهي تجد أن العجل الخاص بسيارتها تالف!

التفت ونظرت إلى العجلات الأخري وضربت الأرض بقدمها ليضحك احمد وهو ينظر إلى الآلة الحادة التي معه، وضعها بجيبه وعدل من وضع ملابسه المجعدة بسبب طول الفترة التي قضاها في السيارة ونهض خارجا من سيارته، اقترب منها وعلى وجهه ابتسامة شامتة وقال ببراءة مزيفة: - ايه ده معقول العجل نايم؟!
نظرت إليه حياة بغضب وقالت: - انت اللي عملت كده صح؟!
ابتسامته ازدادت اتساعا وقال دون خجل ؛
- ايوة، يالا بقا عشان اوصلك...

- بجد مشوفتش في بجا. حتك!
ضحك بمرح وقال وهو يغمز لها: - وده يخليني مميز، فين هتلاقي واحد ببجا. حتي، يالا يا حبيبتي عشان اوصلك.
قالها وهو يمسك ذراعها لتنفض هي ذراعه بعن. ف وتقول: - شيل ايديك عني يا احمد ولا مش عاوزاك. توصلني أنا هاخد تاكسي...
ثم ذهبت من أمامه غاضبة ليذهب هو خلفها ويمسكها من ذراعها ويجذبها إليه قائلا: - لا هتيجي معايا يعني هتيجي معايا، يالا اركبي العربية!

نظرت إليه بصدمة، كم هو و. قح، لا تصدق وقا. حته...
- ابعد، ابعد عني يا بني آدم انت، احمد احنا في الشارع. اتلم!
ابتسم بشر وقال: - وعشان احنا في الشارع أنا بقول يا حبيبتي لمصلحتك الشخصية انك متعانديش معايا وتركبي بهدوء والا...
قاطعته بإنفعال: - والا ايه، قولي والا ايه! انت بتهد. دني يا احمد، هتعمل ايه؟! ها قول وإلا ايه؟!
ابتسم بعاطفة قوية يحملها لتلك الفتاة النارية وقال: - والا هبوسك...

احمر وجهها بقوة وتبعثرت دقات قلبها ليكمل هو مقتربا أكثر وقال: - بس شكلك ده اللي أنت عايزاه لو صممتي متركبيش معايا...
كانت تنظر إليه بعجز. تخاف أن ينفذ تهد. يده وفي نفس الوقت ليس لديها اي جراءة كي تدفعه عنها وتصرخ لذلك وافقت صاغرة أن تذهب معه وقالت: - ماشي هاجي، امشي قدامي وحسبي الله ونعم الوكيل.
ضحك احمد وهو يشدها من كفها ويذهب معها.

- هو انت موديني فين؟!
طالبته حياة بالإجابة بينما هو يسير بسيارته، لقد كانت ذاهبة إلى طبيبها النفسي قبل ان يداهمها هو ويسحبها خلفه كخروف!، كان أحمد لا يرد عليها، غضبت هي وقالت: - انطق يا احمد موديني فين؟!
ابتسم احمد وقال بنبرة رقيقة: - اصبري يا عمري وهتعرفي...

زفرت بضيق وهي تنظر من الناحية الاخري بينما قلبها يخفق بع. نف، الحق. ير ما زال يسيطر على قلبها، مهما حاولت تنساه تفشل تماما، ماذا فعل ليمتلكها بتلك الطريقة هي حقا لا تفهم، لماذا لا تستطيع ان تكر. هه بعد كل ما فعله بها، تتمني يوما ان تستطيع ان تنفيه من حياتها للأبد وتنساه، وتنسي كل ما يتعلق به...

أخيرا توقفت سيارة احمد، اتسعت عيني حياة فجأة وهي تجد نفسها امام منزلها القديم، المنزل الذي سلبه منها احمد، خرج احمد من سيارته وفتح لها الباب ثم مد كفه فقالت هي: - تبقي مج. نون لو فكرت اني هطلع معاك...
ضحك بخ. بث وقال: - ليه يا حياة خايفة من ايه؟! أنا مش هعمل حاجة من غير رضاكي، فيمكن خايفة أنك تضعفي مثلا!
نظرت إليه بغضب ثم مدت كفها وقالت بتحدي: - انا مش خايفة!
- جميل اووي!

ثم صعدا سويا إلى الشقة...

في منتصف الشقة وقفت حياة وهي ترتجف بينما الدموع تحتشد بعينيها، ذلك المنزل حمل ذكريات دافئة للغاية، وهي تحبه، تحبه كثيرا، يكفي انه المنزل الذي عاش به والداها...
انتبهت عندما خرج احمد من غرفته ومد لها ورق...
- ايه ده؟!
قالتها بحيرة ليرد هو ويقول: - ده تنازل عن البيت اللي انا سرقته منك، حتى الفلوس اللي اخدتها منك وفتحت بيها مكتب واشتريت عربية هرجعهالك لاخر مليم...
- والمقابل؟!

قالتها وهي ترفع حاجبها الايمن ليبتسم هو بحزن ويقول: - المقابل أنك ترجعي قلبي. رجعي قلبي ومش عايز حاجة تاني، ولو مش هتقدري ترجعيه خديني أنا واديني فرصة اكون معاكي، اديني فرصة اصلح غلطي...
هزت رأسها بالنفي ولكنه اقترب منها وهو يعانق وجهها ويقول: - حياة بحبك، والله بحبك اديني فرصة بس، فرصة اثبتلك اني اتغيرت، مش بقول ارجعيلي بقول بس اديني فرصة ارجعك ليا، متطر. دنيش برا حياتك.

ومهما حاولت حياة الهروب منه كان أحمد لا يستسلم، لقد تقيدا سويا بقيد الحب ولا آمل بالفرار!

في فيلا عزام.
خفق قلب مهرا وهي تراه أمامها، لقد اتي فعلا، اتي إلى منزلها، دقات قلبها كان لا يمكن السيطرة عليها على الاطلاق...
أمسكت بكتف جدها بتوتر ولم تدرك أنها تضغط عليه بعن. ف، كانت مرتعبة. ليس من ادم بل من نفسها. تخاف أن تضعف وتعود. معه وهي لا تريد هذا
. لا تريد أن تضعف الان، لا تريد أن تعود فيعود لاها. نتها، ادم لن يتغير ابدا، سيظل يجرحها بكلماته وهي لم تعد تتحمل.
- جاي ليه يا آدم؟!

كان هذا صوت جدها الذي أخرجه من شرودها...
- جاي اخد مراتي!
رفع جابر حاجبيه وقال: - بس حفيدتي قالت إنها مبقتش عاوزاك وعايزة تتطلق...

تلك الكلمة بدت كالخنجر الذي طعن قلب آدم، طلاق! اي طلاق، هو سيمو. ت لو طلقها، يعلم أنه غب. ي. احم. ق لا يستطيع السيطرة على نفسه أو غضبه ولكنه يحبها، يحبها أكثر من كل شىء، ويحبها أكثر من الحياة بأكملها، مهرا ليست زوجته فحسب بل هي قطعة من روحه، رغم أخطا. ؤه بحقها ولكنه حقا يعشقها وهو نادم بالفعل على ما قاله!

- اي طلاق اللي حضرتك بتتكلم عليه يا جابر بيه! أنا مش هطلق مهرا دي مراتي، ولا انت ولا غيرك هيقدروا ياخدوها مني!
رفع جابر حاجبيه بذهول وقال: - حلو اووي بتهد. دني في قلب بيتي يا آدم...
رفع ادم رأسه وقال: - انا مش بهد. د أنا بقولك اللي هيحصل...
ثم اقترب اكثر وهو يمد يده قائلا: - يالا يا مهرا نروح بيتنا!
احتشدت الدموع في عينيها ولكنها لم تسمع لها بالتحرر وقالت؛
- لا يا آدم...
- مهرا تعالي هنا!

قالها وهو يضغط على فكيه بينما عينيه الزرقاء تبرق بغضب، تراجعت مهرا وامسكت بكتف جدها، واشاحت بوجهها عنه...
نظر جابر إلى ادم وقال: - اهو عرفت ردها يا آدم، حفيدتي مبقتش عايزاك...
كان يشمت به، كان آدم يفكر وهو يشتعل من الغضب بينما أبعدت مهرا وجهها عنه بشكل جعله يتأ. لم...
- انا عايز مراتي يا جابر بيه...

قالها ادم وهو يقترب من مهرا الا أن جابر رغم تعبه نهض ووقف في وجهه وقال: - حفيدتي مش هتروح من هنا غصبا عنها يا آدم، لو عايزة تروح معاك مش همنعها ولكن لو اختارت تبقي مفيش اي مخلوق هيقدر ياخدها من عندي...
كانت عيني. جابر تبرق أيضا، وبدا هو و ادم في تلك اللحظة متشابهان للغاية! نفس الغضب، نفس العناد...
- مهرا مراتي، تخصني وملكي، وانا هعرف ازاي اخدها من هنا يا جابر عزام ومحدش هيمنعني حتى انت...

نظر إلى مهرا التي ارتعشت بقوة وقال: - وحتي انت
ثم خرج غاضبا من الفيلا، بينما ركضت مهرا للأعلي وهي تبكي...
- هو حضرتك بجد هتخليهم يتطلقوا!
قالتها مروة بتوجس ليضحك جابر ويقول: - لا طبعا يا مروة، ادم هو الوحيد اللي هيحافظ على مهرا، هو بيحبها بس هو جلنف طالعلي، لازم نشد ودنه شوية وبعدين نرجعهاله!

في فيلا أنس...
كان أنس جالسا على الأريكة وهو يشرب قهوته بهدوء، عاقد حاجبيه بقوة، هو في حيرة من أمره، لقد اتصلت به ليل وتوسلته لكي تري ملك قبل أن تسافر وقلبه أخبره أن ليل ووالدتها يخططان لشئ ما، قلبه يخبره بهذا!
نزلت ملك من الطابق العلوي لتجلس بجوار والدها على الأريكة وقالت: - هي خالتو بجد هتيجي دلوقتي؟!..
بذل أمس محمود خرافي ليبتسم وقال وهو يعبث بشعرها: - وحشتك خالتو صح؟!
- مش عارفة يا بابي...

عقد انس حاجبيه وهو يسمع نبرة ابنته الغريبة وقال: - فيه ايه يا لوكا ليه متضايقة كده؟!
هزت ملك كتفها وقالت: - بصراحة اللي قالته آخر مرة ضايقني اووي يا بابي.
- وضايقني أنا كمان يا لوكا والله، بس مننساش ان دي خالتو ولازم نعاملها كويس، فعشان كده ودعيها بهدوء، اتفقنا يا حبيبة بابي.
ابتسمت ملك وقالت: - حاضر يا بابي.
فجأة فتحت الخادمة الباب معلنة عن قدوم ليل...

ولجت ليل إلى الفيلا وهي ترتدي فستان كلاسيكي راقي بينما شعرت معقود في تسريحة بسيطة لكن جميلة، وجهها الجميل مزين بدقة بمساحيق التجميل، رغم جمالها الباهر الا انس لم يتاثر ابدا قيد انملة!
فكرت هي بضيق، كانت غاضبة ان انس اغرم باخري لا تمتلك نصف جمالها حتي...
- لوكا حبيبتي.
قالتها ليل بصوت عاطفي مفتعل وهي تفتح ذراعيها بشوق، بهدوء اتجهت ملك إليها وارتمت بين ذراعيها...

ضمت ليل ملك بقوة والدموع المزيفة تحتشد في عينيها بينما يقف أنس وينظر إليها بسخرية، لا يصدق ذلك الحزن، كل شىء مزيف عندما يتعلق بتلك المرأة...
- هتوحشيني يا حبيبتي هتوحشيني اووي...
ثم ابتعدت وهي تعبث بشعر ملك وتبتسم لها من بين دموعها وتكمل: - لو تعرفي قد ايه هتوحشيني...

بينما ملك تنظر إليها وهي متحفظة قليلا عنها، لقد تغيرت نظراتها لخالتها في الوقت التي حاولت هي فيه ان تعصيها على والدها، ومنذ ذلك الوقت الذي تم طر. دها فيه وهي لم تحتك. بها او تكلمها، ولكنها اتت اليوم فجأة لكي تودعها قبل ان تسافر!..
ابتسمت ملك ابتسامة صغيرة بشق الانفس وقالت: - وانت كمان هتوحشيني اووي يا خالتو.
قبلتها ليل على جبينها ونهضت قائلة: - روحي على اوضتك يا لوكا عايزة اتكلم مع بابي شوية.

هزت ملك راسها بطاعة واتجهت إلى غرفتها بالطايق العلوي، تاركة ليل بمفردها مع أنس الذي كان ينظر إليها بسخرية...
تجمعت طبقة من الدموع في عيني ليل، وكانت دموعها حقيقية تلك المرة، اللعنة على العشق الذي جعلها بهذا الضعف، لم تتخيل ليل ان رجل سوف يخضعها بتلك الطريقة، والاسوا انه رجل لا يحبها من الاساس، ويح. تقرها أيضا!

- ليه بتبصلي كده، اهو أنا هختفي من حياتك لفترة وهسافر عشان تتجوز حبيبتك اللي انت اختارتها، هسافر وابعد عشان انساك واداوي قلبي اللي ك. سرته، ده مش يخليك تحت. قرني يا انس...
- فعلا، يعني انت مش رايحة عشان اطمن واتجوز مرام وانساكي وبعدين تستغلي العقد اللي بيننا وتاخدي مني ملك...

شحب وجهها بطريقة جعلته ينف. جر من الضحك، اقترب منها وقال: - هو انت فاكراني غبي يا ليل، بجد. أنا عارف اللي بيدور في عقلك انت ووالدتك، انتوا الاتنين تعابين ومش هتسبوني في حالي، أه اقصد مش هتسيبوا ثروتي في حالها، هو ده اللي انتوا عايزينه الفلوس وبس. عشان كده بتلعبوا بورقة ملك!
هزت ليل راسها بإرتباك وكادت ان تنفي كل حديثه ولكنه قال بحزم؛
- متتجرأيش وتكدبي عليا يا ليل، لاني عارفك كويس...

اقترب منها اكثر وامسك ذراعها ويضغط عليها وهو يقول: - قولي للست الوالدة ان افكارها العبقرية دي من جيل السبعينات ومبتاكلش معايا، هي عارفة كويس مين انس وعارفة اكتر أنا اقدر أعمل ايه كويس، متفكروش انكم هتلوا دراعي...
انسابت دموع ليل وشهقت وهي تقول: - لو بس تعرف أنا قد ايه بحبك يا أنس مش هتقول كده، أنا بحبك اكتر منها، يمكن ماما عايزة فلوسك بس أنا لا، أنا عايزاك انت، انت وبس...

زفر أنس بضيق وهو يترك. ذراعها وقال: - بس أنا مش عايزك، مش عايزك يا ليل افهمي. الحب مش عافية، وانا اختارت اللي انا حاببها وعايز اتجوزها...
تلمست كتفه وقالت بصوت مختنق: - وانا موافقة أنك تتجوزها، اتجوزها واتجوزني أنا كمان، ان شاالله حتى تيجيلي يوم واحد في الأسبوع مش هطلب كتير...
ابتعد انس وقال: - امشي يا ليل دلوقتي...
- طيب موافقة ابقي عشيقتك...

اتسعت عيني أنس بصدمة وغضب من المستوي المتدني الذي وصلت إليه وصرخ بها: - قولتلك امشي يا ليل والا بجد هزعلك!
شهقت ليل وانفجرت دموعها اكثر وهي تري قسوته معها، وضعت كفها على فمها المرتجف من البكاء والانفعال ثم ركضت لخارج الفيلا وهي تبكي بعنف، قلبها تح. طم مرة اخري وعلى يده، رباه متي سيتقبلها في حياته، لقد القت كبرياؤه عند قدميه ورغم هذا لم يهتم بها، اللع. نة على العشق، واللع. نة عليه وعليها أيضا!

امام مقبرة والدته كان يجلس وهو يبكي بعن. ف، قلبه يتمزق من الأ. لم، ور. عب الخسارة يحوم به، منذ اخبره والده بمرضه وهو يعاني صراع الرعب والحزن، يشعر ان الحياة ضاقت به، يشعر بالإختناق، يشعر ان ليس هناك أي آمل في الحياة وان المو. ت سيكون لامثاله راحة لا مثيل لها، لمن سوف يعيش، الجميع يكر. هه ويحت. قره، حتى الفتاة الوحيدة التي احبها من اعماق قلبه، الفتاة التي رأي فيها قوة والدته، تلك الفتاة محرمة عليه، تلك الفتاة لن تنظر إليه ابدا، حتى حياة، حياة تركته وذهبت عندما اخبرها بما فعله، حسنا هو لن يلومها فهو قد كان حقي. ر للغاية عندما اخفي عنها الأمر، حتى الطبيب النفسي توقف عن الذهاب اليه، حياته انقلبت كليا واصبح المو. ت هو هدفه الاساسي!..

مسح ودموعه وقال بصوت مختنق: - بابا، بابا تعبان اووي يا ماما، تعبان اووي! وانا مرعوب عليه، خائف اخسره، خائف يسيبني لوحدي زي ما انت سبتيني، أنا عقلي واقف، مش عارف افكر ولا أعمل أي حاجة، مش عارف، أنا خايف يضيع مني، أنا بحبه يا ماما، بحبه اووي، هو عيلتي الوحيدة...

لم يستطع ان يقاوم دموعه اكثر من هذا وانفجر بالبكاء وقلبه يت. مزق من الأ لم الذي يشعر به عظيم، يشعر انه مقيد ولا يستطيع التصرف، هو حتى جبان لم يبقي مع والده ليواسيه بل فضل الهروب، الهروب لكي يبكي بمفرده صحيح انه حاول بقوة ان يقنع والده ان يتعالج ولكنه رفض بإصرار، والده متيقن أنه سوف يمو. ت وهذا سبب له الهلع اكثر...

اغمض مروان عينيه ودموعه تنساب اكثر وقال: - ياريتك معايا يا ماما، ياريتك كنتي معايا دلوقتي، أنا حزين ومك. سور.
تنهد وهو يمسح وجهه بقوة ثم انحني اكثر وقبل قبر والدته ونهض وقرر الذهاب، ربما لو تكلم اليوم مع والده سيقتنع بالعلاج!

كان يسير بسيارته في الطريق دون احساس بالزمان او المكان، ما زالت الدموع محتشدة في عينيه، كان يهز رأسه لتطرف تلك الدموع التي تمنعه عن الرؤية، فجأة توقف وهو يجد نفسه امام جامعتها، جامعة ليلي، الفتاة التي احبها بطريقة مجنو. نة والتي يعرف انها ابدا لن تكون ملكه!
خرج من سيارته ووقف امام الكلية. كان قد قرر أنه سوف يراها ويغادر سريعا، لن يضايقها ابدا!

خرجت ليلي من الجامعة وبجوارها صديقتها ميار، كانت ليلي متجهمة، عينيها دامعة وهي تضم حقيبتها...
نظرت إليها ميار بحزن وقالت: - خلاص بقا يا لولا كل حاجة هتبقي كويسة ومهرا هترجع مع ادم، هو اخوكي دبش وكلنا عارفين!
هزت ليلي رأسها ومسحت دموعها وقالت: - معرفش ادم طالع لمين كده، ده بيرمي طوب من بوقه!

ضحكت ميار وقالت: - هو الحق يتقال يا لولا كلكم دبش سواء انت او اخوكي او مرام حتى بتحدفوا طوب من بوقكم، كأن الدبش وراثة عندكم!
ضحكت ليلي وكادت ان ترد الا انها تجمدت وهي تري مروان من بعيد ينظر إليها، اشتعلت النير. ان بعينيها السوداء وهي تترك ميار بنصف حديثها وتندفع نحو مروان الذي ارتبك عندما رأها تتقدم نحوه، وصلت هي عنده ليتراجع قليلا.
- انت ليك عين تظهر قدامي بعد اللي عملته!

صرخت ليلي في مروان الذي تراجع بتوتر وقال بإرتباك: - انا، أنا.
- انت تخرس. خالص، فاهم تخرس خالص! مش عايزة اسمع صوتك، ولا عايزة اشوفك، انت عايز ايه مني، عايز ايه، قولتلك مستحيل ابص لواحد زيك مستحيل، انت د. مرت حياتنا كلها...
- انا اسف...

هكذا قالها بوداعة استفزتها لتصرخ هي: - يا برودك يا اخي، كده اسف وبكل بساطة كأنك دوست على رجلي من غير قصد، مش كفاية حياتنا اللي اتد. مرت بسببك، مهرا هتسيب اخويا من ورا راسك...
صدم مروان وقال: - ليه هتسيبه؟ وازاي بسببي...
- لانك أساس الفساد في حياتنا، من أول ما شوفتك وحياتنا باظت خالص...

ابتلع مروان ريقه بينما اكملت ليلي بعصبية: - اخويا عرف ان مهرا وانا جينالك البيت لما حبسته واتخانق معاها، شوفت أنك. بتجيب المصايب في رجليك، لا وبعد كل ده بكل بجا. حة عايزني اسامحك واحبك يا اخي حبك برص...
تجهم وجه مروان وقال: - انا آسف، آسف اووي يا ليلي، اوعدك مش هزعجك تاني.
- يكون احسن برضه لاني مش عايزة المحك حتي.
. أنا هفضل اكر. هك طول حياتي!
ثم ذهبت من امامه ليغمض عينيه وهو يعرف بالضبط ما سيفعله!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة