قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عروس رغما عنها الجزء الأول للكاتبة سولييه نصار الفصل السابع

رواية عروس رغما عنها الجزء الأول للكاتبة سولييه نصار الفصل السابع

رواية عروس رغما عنها الجزء الأول للكاتبة سولييه نصار الفصل السابع

نهضت مرام ووجهها محمر من الاحراج والغضب. ولكن بسرعة استعادت برودها بينما تغلي من الداخل، كانت فعلا غاضبة ومجروحة، تشعر وكان أحدهم طعنها بسكين في قلبها، تخلص ادم من صدمته ونهض، اقتربت مرام منه بسرعة وهمست: - اهدي يا آدم...

كانت خائفة أن يتهور شقيقها، تعرف انها تعني لادم الكثير ولن يحتمل أن يهينها أحد ولكن ادم أبعدها بلطف ثم اتجه لتلك التي تنظر إلى فستانها الثمين، كان الجميع متوتر وهم يروا ادم يتجه إليها، امسكها ادم من ذراعها ثم جعلها تنهض وقال ببرود وان كان من داخله يغلي: - اعتذري منها...
- اعتذر من مين يا بني ادم، انت بتقول ايه هي اللي بوظت فستاني مفروض هي تعتذر!

ضغط ادم على يديها حتى شعرت أن عظامها ستنكسر وقال مجددا: - اعتذري لو سمحتي...
نظرت إليه مهرا بغضب ولكن لدهشتها لم يكن ينظر إليها بل كان ينظر إلى شقيقته ويتفادي النظر إليها كأنها شئ مقيت لا يرغب برؤيته، بلعت ريقها وهي تشعر بالالم وكادت أن تصرخ به عندما تدخل جدها وقال: - اعتذري يا مهرا...
- بس يا جدي...
عارضت مهرا بسخط ليكرر جدها بحزم: - قولتلك اعتذري يا مهرا...

رمشت مهرا وسقطت دمعة من عينيها لتمسحها سريعا بكفها، كانت تشعر بالقهر والظلم وهي تتطلع إلى نظرات جدها الجليدية، كما أن ادم يؤلمها وهو يضغط على ذراعها بتلك الطريقة.

نظرت إلى مرام وظنت أن الفتاة ستكون منهارة ولكن لصدمتها كان وجهها متجمد ونظراتها باردة وكأنها غير مجروحة بسبب الذي حدث، كانت مهرا مصدومة من تلك الفتاة ولكنها فضلت أن تعتذر وينتهي الأمر، لن تكون تلك المرة الأولي التي يتضرر فيها كبرياؤها، لقد اعتادت الأمر، فكرت بحزن وتنهدت وهي تقول: - انا اسفة...
ترك ادم ذراعها عندما ردت مرام بإيجاز: - مفيش مشكلة...

جلست مهرا على مقعدها وهي تنظر للاسف، دموعها تتساقط، تشعر بالاختناق وتريد أن تخرج من هنا كي تصرخ، تصرخ وتبكي...
اقترب ادم من جابر وقال بهدوء: - جه الوقت عشان تعتذر انت كمان قبل ما نتفق على كل حاجة يا جابر ولا ايه نسيت اتفاقنا...

نظر جابر إلى عيني ادم، بدا مصر كثيرا، ابتسم جابر بسخرية وفكر أن مهما أنكر ادم قرابتهما يظل من دمه يشبهه كثير، أكثر من أي أحد حتى ابنه ذات نفسه، ادم يمتلك قوته وعناده، يمتلك حماسه، ذلك الحماس الذي كان يشتعل في عيني جابر منذ صباه يراه في ادم، هذا الشاب سوف يكون سند حقيقي لمهرا، هو من سيعيدها إلى رشدها، ادم فقط الذي قادر على تغييرها ولا أحد غيره وبصراحة يفكر جديا بأن يجعل هذا الزواج دائم. رغم علمه ان ادم لن يوافق ولكن سيفعل المستحيل من اجل ان تبقي حفيدته تحت حماية ادم...

هز جابر رأسه وقال: - اكيد يا ادم لازم اعتذر أنا وعدتك...

اقترب جابر من حسناء وهو ينظر إليها دون تعبير ولكن داخله كان يحمل كره عظيم لها. كان يكرهها بشكل لن يتخيله انسان لو بيده لمكان قتلها الآن بدل الاعتذار منها، من قال ان سيأتي يوم وسوف يعتذر من ابنة المرأة التي كانت تعمل لديهم، امرأة كانت تعيش من احسانهم عليها، وابنتها التي تعلمت بفضلهم وبدل ان تحفظ الجميل حامت حول ابنه حتى اوقعته في شباكها وابعدته عنها، لقد تزوجها ابنه وهو في العشرين فقط من عمره! هز جابر راسه ليصفي ذهنه، ثم ابتسم ابتسامة لم تصل لعينيه حتى وقال: - انا بعتذرلك يا حسناء على كل اللي عمله معاكم السنين اللي فاتت. وبعتذرلك قدام الكل...

وضعت حسناء كفها على فمها ونهضت قائلة: - لا يا عمي متعتذ...
- لا ده حقك عليا...
ارتبكت حسناء واحست بالحرج بينما تدخل ادم وقال: - يالا عشان نتفق على كل حاجة...

- سلام قولا من رب رحيم.
قالها ادم بفزع عندما فتح عينيه ووجد ليلي فوق رأسه، ابتلع ريقه وهو يراها تنظر إليه ببرود، شعرها مشعث قليلا، بدت كأنها خرجت من فيلم رعب...
- ايه شوفت عفريت.
قالتها ليلي بسخرية فرد ادم وهو ينهض: - يخربيتك قطعتي خلفي ايه اللي جابك عندي الوقت ده ما تروحي تنامي عشان كليتك بكرة...
- بكرة الجمعة يا حاج، مفيش محاضرات...

وضع كفه على وجهه وقال: - ايوة صحيح نسيت ازاي، طيب روحي نامي هصحيكي بكرة عشان تذاكري، يالا تصبحي على خير...
وكاد ان ينام مجددا الا انها امسكته وقالت: - لحظة يا ابيه عايز اقولك حاجة ضرورية...
تنهد وقال: - والحاجة الضرورية دي مينفعش تتأجل يا لولا...
هزت راسها وقالت: - للأسف لا يا أبيه محتاجة اتكلم معاك فورا...

تنهد وهو ينهض معتدلا وقال: - اتفضلي يا ستي اتكلمي بس انجزي بالله عليكي عايز انام هروح الورشة بكرة بدري مش باخد اجازات زيكم يا متدلعين...
ضحكت ليلي بخفوت ليقول هو: - يالا يا بنتي قوليلي عايزة ايه؟!

نظرت إليه صامتة، كانت متوترة ولا تعرف ماذا تقول من الأساس وكيف تبدأ كلامها، لكن يجب أن تخبره أن تلك الفتاة المغرورة التي اتت اليوم لا تصلح اطلاقا كزوجة لهم، فهي تمتلك كل الصفات البشعة التي يمكن لفتاة ان تمتلكها، لن تنسي ليلي كيف أن تلك الفتاة اهانت شقيقتها المسكينة ولن تسامحها من أجل هذا، رغم تحكم مرام بمشاعرها بشكل يثير الحنق إلا أنها اليوم رأت عيني شقيقتها تلمع بالدموع، لقد احست بالإحراج، تعرف أن تأثير ذلك الحادث ما زال موجود، ومرام تخجل أن تتكلم في هذا الأمر، لا تريد ان تشعر أنها عاجزة، ولكن اليوم تلك الفتاة السطحية أهانت مرام وضغطت على الجرح، وهي لن تقبل أن يتزوج شقيقها الرائع من فتاة ذات لسان طويل مثلها ولن تنسي حادثة السيارة بالطبع، لن تسمح لادم أن يتزوج تلك الفتاة، هذا على جثتها، ستخبره بصراحة أنها لا تحب تلك الفتاة ولا ترحب بها كعروس في منزلهم، وبالطبع شقيقها لن يخسرها من اجل غريبة، هي متأكدة من هذا...

كان آدم ينظر إلى ليلي الشاردة وهو يتثاءب، كان يشعر فعليا بالإجهاد، هذا اليوم كان متعب كثيرا له وكانت اللحظة الاجمل بالنسبه اليه هي تلك اللحظة التي ارتمي فيها على الفراش ولكن شقيقته المدللة أفسدت تلك اللحظة...
- ما تخلصيني يا ولية عايز انام مش كفاية قطعتي خلفي اتجوز ازاي أنا دلوقتي ها، قوليلي...
قالها ادم ممازحا إياها بخفة فردت ليلي مسرعة: - ياريت، ياريت يا أبيه متتجوزش...

- اومال عايزاني اعنس يا بت أنت ده انا خللت جمبكم، ده يومين تاني هتاكلوني جمب الفراخ، اه.
ابتسم وهو يدرك قصدها، امسكها من وجنتها وقال: - فهمت خلاص، أنت غيرانة عليا صح، فاكر اني حد قدك، متقلقيش يا لولا أنت اللي في القلب...
ثم خفض صوته وقال: - ده هيكون سر بيننا ان شاء الله حتى لو اتجوزت هحبك اكتر من مراتي متقلقيش...

لكنها لم تبتسم حتى وقالت: - يا أبيه مش قصدي، أنا مش عايزاك تتجوز البنت دي بالذات، دي مش شبههنا يا أبيه وهتتعبنا بعدين شكلها بنت مش محترمة...
- ليلي.
قالها ادم بتحذير ثم أكمل: - دي تبقي بنت عمك، اتكلمي عنها كويس، بعدين هي صحيح عملت موقف وحش النهاردة وانا خليتها تعتذر من مرام قدام الكل ومرام قبلت خلاص.
زمت ليلي شفتيها وقالت: - شوفتها مرة راكبة عربية واحد غريب كان هيدوسني، وباين أنه كان حبيبها...

اخترع ادم كذبة بسرعة وقال: - ده اكيد خطيبها القديم يا ليلي وهي سابته دلوقتي خلاص...
- بس يا أبيه...
قبلها ادم على رأسها وقال: - هتحبيها يا ليلي صدقيني مهرا مش زي ما أنت فاكرة، يالا دلوقتي روحي نامي...
تنهدت ليلي بحزن ثم ذهبت ليتسطح ادم على فراشه ويقول: - انا عارف اني هجيب وجع الدماغ لراسي!

في اليوم التالي...
في شركة انس.

كانت مرام في مكتب انس تقوم بتنظيم كل شىء حتى يأتي، نظرت إلى ساعتها وحسبت أن بعد دقيقتين بالضبط سوف يأتي، اتجهت إلى اله صناعة القهوة وقررت أن تجهز له القهوة التي يريدها، انتهت من صناعة القهوة اخيرا واتجهت لتضعها على المكتب لكن مرة أخري ساقيها خذلتها وانسكبت القهوة على الملفات وعلى يديها ووقعت ليتناثر الزجاج في كل مكان، دمعت عينيها وهي تنظر إلى الذي حدث بصدمة كبيرة، لقد أتلفت الملفات الهامة، ويديها تحرقها كثيرا، حاولت النهوض ولكن فشلت، شعرت فعلا بالعجز ودمعت عينيها، رمشت لتبعد تلك الدموع، هل هي تافهة لتبكي أمر بسيط هكذا، ماذا سيحدث في أسوأ الأحوال، سيطردها مديرها، ولكنها كانت تعرف أن تلك الدموع ليس بسبب الخوف من انس، ولكن بسبب الشعور بالعجز، العجز في ساقيها أصبح عائق كبير في حياتها، تشعر أنها مختلفة عن باقي البشر، تري نظرات الشفقة في كل من يراها تسير، لدرجة أن شابة لطيفة عرضت عليها المساعدة اليوم وهي تقطع الطريق، شعور العجز يمزقها، وشعور الشفقة الذي تراه في أعين الناس يقتلها حرفيا، هي تواجه أسوأ شعورين بالعالم، الشفقة والعجز، كم تبغض هذا، لا تريد لأحد ابدا ان يشفق عليها، لا تريد، وضعت كفها على قلبها وهي تغمض عينيها وتقول: - خلاص اهدي يا مرام، اهدي وحاولي تقومي...

حاولت النهوض مرة أخري إلا أن ساقيها تخدلت وسقطت مرة اخر لتصرخ متألمة وهي تشعر بقطعة زجاج تخترق جلد كفها...
- حصل ايه؟!
قالها انس بصدمة عندما دخل ووجد سكرتيرته تجلس على الأرض وهي تصرخ بألم، اقترب انس منها وقال: - انت كويسة يا انسة مرام، حص...
ولكن فجأة بهت وهو يري كفها ينزف، جلس بجوارها لتقول هي بصوت مخنوق: - اسفة. اسفة القهوة بتاعة حضرتك اتكبت على الملفات و...

أغمضت عينيها وهي تركز في حديثها لتكرر أسفها مرة اخري: - سامحني يا استاذ أنس كان لازم اخد بالي، أنا
- بس بس اهدي، مش مشكلة بس كفك بينزف و...
قالها وهو يمد كفه ليحتوي كفها ولكن هي أبعدت كفها فقال بتفهم: - تحبي انادي حد يساعدك تقومي طيب؟!
لحظات وانفجرت هي في البكاء ليتراجع انس للخلف ويرفع حاجبيه ويقول: - فيه ايه يا انسة مرام أنا قولت حاجة غلط...
لكنها لم ترد عليه واستمرت في البكاء...

ارتبك انس اكثر ثم بدأ يعتذر: - انا آسف لو زعلتك من غير قصد مكنتش اقصد، يا انسة ابوس ايديكي بطلي تعيطي...
سحب محرمة من جيبه وقال: - طيب خدي امسحي دموعك طيب وايدك بتنزل دم...

لكن مرام لم تستجيب له وكأنها أخيرا انفجرت، اخرجت كل الحزن والقهر الذي في قلبها، القهر الذي شعرت به عندما تركها سامر قبل زفافهما، اخرجت مرارة الخيانة التي شعرت بها عندما اخبرها سامر انه خطب صديقتها، واخرجت شعور الخيانة التي شعرت به عندما ارتبط اخاها بفتاة من العائلة التي دمرت حياتهم منذ سنوات، ان كان ادم نسي فهي لن تنسي الذل الذي تعرضت له والدتها، لن تنساه ابدا...

- يا انسة كفاية، خلاص كفاية قوليلي أنا عملت ايه غلط لده كله...
قالها انس بانفعال وهو يشعر بوجع غريب بسبب بكاؤها لترد هي من بين شهقاتها: - مش محتاجة مساعدة حد أنا هقوم لوحدي، أنا مش محتاجة حد...
- طيب اهدي، اهدي أنا آسف...
قالها ونهض منتظرا اياها لتحاول هي النهوض بكل قوتها ووقفت فعلا ولكنها كادت ان تسقط مرة ثانية الا ان انس امسكها من ذراعيها وثبتها جيدا وهو يقول: - حاسبي...

اتسعت عيني مرام بصدمة وهي تدرك الوضع المؤسف الذي هي فيه، كيف يتجرأ ويلمسها بتلك الطريقة، كادت ان تبتعد عنه وتصرخ الا ان الباب انفتح فجأة ووقفت امرأة جميلة وهي تنظر إلى الوضع بصدمة خلفها واحدة من اكثر الموظفات التي لا تطيقها مرام بالشركة...
تماما المرأة الجميلة وقالت: - انس انت بتعمل ايه؟!

في المساء
في المطبخ...

كانت مرام تقف في المطبخ، شعرها الطويل مربوط، ووجهها الجميل بلا أي مشاعر فقط حاجبيها معقدوين في علامة تدل على الضيق، تشعر بالضيق والغضب من نفسها، كيف سمحت لنفسها أن تنهار بهذا الشكل أمام أي أحد وبالأخص مديرها، لقد كانت دوما مسيطرة على مشاعرها بشكل يثير حنق الجميع منها، هي حتى لم تبكي بتلك الطريقة عندما تركها سامر ولكنها انهارت أمام مديرها بتلك الطريقة الغبية. رائع سيظنها الان مجرد طفلة غبية، تنهدت مرام وهي تغلق عينيها لتستعيد تركيزها فيما تفعله، يديها المضمدة بسبب القهوة الساخنة وجرحها تعيقها عن عمل كعكة الشوكولاتة التي تحبها، كما أن ما حدث اليوم يجعلها تشعر بالغضب الشديد بكاؤها ثم، اغمضت عينيها وهي تتذكر كيف امسكها المدير من يدها، هي التي لم تسمح لأي احد ان يلمسها حتى خطيبها وقت خطبتهم، كيف يمسكها بتلك الطريقة، ارادت ان تصرخ في وشه وان توبخه ولكن دخول تلك المرأة منعها من هذا بدل من ذلك ابتعدت عنه بصعوبة وخرجت وسط نظرات المرأة الغاضبة والموظفة المتسلية. يا الله ماذا ستقول عنها الآن، لابد ان الوضع برمته سوف يكون سئ جدا...

انتهت مرام أخيرا من صناعة الكعكة وادخلتها الفرن ثم انتظرت حتى تنضج وغرقت في افكارها مرة اخري، لقد ضغطت على نفسها كثيرا ما حدث معها لم يكن سهلا ابدا وكان انفجارها غير متوقع، لقد سقط قناعها الجليدي الذي طالما تمسكت به بسبب شئ تافه وبكت، بكت حتى افرغت كل شئ، تمكنت فقط ان هذا الانفجار يحدث في غرفتها. لا بأس حتى ان تراها ليلي ولكن ليس مديرها، ليس شخصا غريبا مثله بالطبع سيعتقد انها مجنونة، هزت مرام راسها وهي تعود لتجد أن الكعكة قد شارفت على النضوج، رن جرس الفرن أخيرا فأخرجتها ثم احضرت صوص الشوكولاتة التي احضرته وغرقت الكعكة به، عندما تشعر بأي احباط او غضب تتناول تلك الكعكة، هي تحب الشوكولاتة كثيرا، تشعرها دوما بالسعادة في قمة حزنها، قطعت الكعكة في طبق ووضعت شوكة ثم اتجهت لصالة المنزل وهي تحمل الطبق، جلست على الاريكة وبدأت في الاكل. كانت تأكل بشراهة وبغضب، تأكل ولا تتنفس تجمدت مكانها عندما سمعت صوت ادم يقول: - مالك يا مرام. انت بتتحولي بالليل ولا ايه، ايه طريقة الاكل ده...

ابتلعت الطعام بصعوبة وهي تنظر إلى وجه احبها المصدومة حقا من فعلها، اكتسي الحمار وجهها وهي تفكر ان اليوم اكتمل معها بجميع الكوارث. لكنها تسلحت بقناعها الجليدي وقالت: - كنت جعانة ايه ممنوع اكل، ولا ممنوع...
ابتسم ادم وقال: - طبعا لا يا مرام لو عايزة دراعي كمان كليه معنديش مانع.
- نفسي اضحك يا ادم بس هكون بنافق لان دمك مش خفيف بالمرة...

- اه الدبش الجميل اللي طالع من بوقك ده سببه حاجة قوليلي أنا زعلت اميرتي في ايه...
قالها وهو يضع كفه على شعرها ويحركه لتغتاظ هي وتقول: - مفيش حاجة يا ادم. ده بس تأثير الجوع...
تنهد ادم وجلس بجوارها وقال: - انت زعلانة عشان هتجوز مهرا، مش قادرة تسامحيني صح.

تركت هي الطبق وقالت وهي تنظر إليه: - بصراحة كده ايوة يا ادم، أنا حاسة أنك خنتنا، متبصليش كده، ليلي يعتبر معاشتش اللي انا وانت وماما شوفناه، ازاي يا ادم تحط ايدك في ايد اللي ذل امنا، ازاي مش انا وانت اتعاهدنا أننا لو هنموت من الجوع منروحش للراجل ده تقوم تتجوز حفيدته، حقيقي انت زعلتني.

ثم كادت ان تنهض الا انه امسك كفها وقال: - مش هقدر اقولك تفاصيل اكتر بس فيه سبب مهم اجبرني اتجوز مهرا، متسألنيش في تفاصيل ابوس ايديكي لكن والله فيه سبب مهم مقدرش اقوله!

بعد اسبوع...
في الورشة الخاصة به...
كان يعمل، يرتدي تيشرت رمادي ملطخ بالجبس، شعره يغطي جبهته وصوت ام كلثوم العذب يصدح من الراديو الصغير الذي بجواره.
اللي شفته، اللي شفته قبل ما تشوفك عينيا
عمر ضايع يحسبوه إزاي عليا
اللي شفته قبل ما تشوفك عينيا
عمر ضايع يحسبوه إزاي عليا، عليا
اللي شفته قبل ما تشوفك عينيا
عمري ضايع، ضايع يحسبوه إزاي عليا
إنت عمري، إنت عمري اللي إبتدى بنورك صباحه
اللي إبتدى بنورك صباحه.

إنت، إنت، إنت عمري
ولجت مهرا إلى الورشة وهي تنظر حولها بإعجاب، كانت فاغرة الفاه وهي تتطلع إلى الاشكال الرائعة المصنوعة من الجبس، انه فنان حقيقي، فكرت بإعجاب، لا تعرف لماذا اتت اليوم هنا فأول ما استيقظت ارتدت فستان صيفي يليق بها واسدلت شعرها وطلبت من جدها أن تذهب لادم وللدهشة وافق وامر السائق ان يأخذها هناك، ويعيدها معه.

وقعت عينيها العسلية على ادم وشعرت مجددا بتلك النبضات السريعة بقلبها، تلك النبضات غير المرغوب بها والتي جعلتها تعترف ان جاذبية ذلك الرجل لا تقاوم وانها كانت مخطئة كثيرا عندما ظنت انه قبيح، لم تتخيل ابدا انه بتلك الوسامة، هزت راسها لتصفي ذهنها ثم صرفت نظرها عنه لتجد العديد من الكتب المكدسة على مكتب مهترئ اتسعت عينيها وهي تدرك انها كتب خاصة بتعلم اللغات وكتب عن الادب العربي والطب والعديد من التخصصات التي سمعت بها والتي لم تسمع بها وتساءلت ما شأن شخص جاهل مثله بتلك الكتب؟!

فجأة رفع ادم عينيه وتجمد وهو يراها امامه، عقد حاجبيه بضيق وهو ينظر إلى فستانها القصير قليلا وبسرعة نظر بعيدا وقال: - انت جاية هنا ليه؟!
ابتلعت ريقها وقالت: - كنت حابة اقولك حاجة...
ظهر على وجهه العصبية وقال: - كان ممكن تقولي الحاجة دي لجدك يقولهالي، مكانش فيه أي داعي تيجي بنفسك هنا يا هانم...

احمر وجهها من الغضب، حسنا قد يكون وسيما لكنه قليل الذوق بشكل لا يصدق، تنهدت وقالت بقوة: - اللي هقوله دلوقتي مينفعش اقوله لجدي!
ابتسم ساخرا وقال: - فعلا، طيب اتكلمي...
من شروطي عشان نتمم الجواز دي، منها انك متلمسنيش ابدا، متفكرش تحط ايديك عليا ابدا...

قالتها مهرا وهي ترفع راسها وتخفي داخل صدرها قلب ينتفض بقوة، كان آدم ينظر إلى الفراغ، عينيه ترفض اساسا أن تنظر إليها وقال ببرود: - متقلقيش في الحالة دي أنا متفق جدا على كلامك، من الأساس جوازنا مؤقت وانا معنديش اي نية اني المسك ولا حابب كده اصلا...
كلامه أشعرها بالإهانة، احمرت عينيها العسلية من الغضب وصرخت غاضبة: - تقصد ايه انك مش حابب، ليه شايفني وحشة مثلا أنا قرد بالنسبالك؟! ها رد...

نظر إليها بغتة، كانت المرة الأولى التي تحاصر عينيه الزرقاء عينيها العسلية، تراجعت مهرا قليلا وازدادت نبضات قلبها ليقول هو بسخرية: - بالنسبالي شايف القرد احلي بكتير.
- تقص، د تقصد ايه...
قالتها مرتبكة من شدة الغضب فرد ببساطة: - غريبة ان واحدة متعملة زيك مبتفهمش اصلا الكلام الواضح، ده انت معدل الذكاء عندك بالسالب...
- انت قليل الذوق ومش...
- اياكي تغلطي...

قالها بشراسة لتشعر بالرعب منه فيكمل هو: - يالا يا شاطرة روحي لجدك امشي ومتجيش هنا تاني...

كانت تغلي من الغضب بسببه، ارادت حقا ان تضربه ليتعلم كيف يتحدث معها ولكنها اثرت السلامة واخبرت نفسها انها يحب أن تغادر وما كادت ان تغادر حتى اوقفها وقال: - بالمناسبة اياك اشوفك بفستان قصير بالشكل ده تاني، انت دلوقتي خطيبتي ولحد ما نخلص اللعبة دي تلبسي اكتر حاجة محتشمة عندك، زي الفستان اللي جيتي بيه أول مرة كان لطيف...
اتسعت عينيها ولم تستطع اخفاء سعادتها، لقد رأي الفستان!

بعد اسبوع...
نظرت ليلي بتوتر إلى ذلك الشاب الذي أصبحت تراه دوما، منذ اكثر من اسبوع وهي تراه يقف أمام جامعتها، تراها وهي تدخل الجامعة وهي تخرج منها أيضا، كأنه يراقبها، وتذكرت ان هذا الشاب نفسه الذي اوقفها من قبل والذي كاد ان يدهسها بسيارته، والذي من المفترض انه كان خطيب مهرا، خطيب مهرا...
فكرت ليلي وهي تربط الاحداث ببعضها ايمكن انه يطاردها من أجل مهرا، هل يريد الانتقام منها لان مهرا تركته...

هزت ليلي راسها وقالت وهي تؤنب نفسها. : - ما تبطلي خيالك الواسع ده يا ليلي ايه جو الأفلام الهندي ده، مهرا اللي سابته انت مال اهلك؟!
ثم ولجت لجامعتها وقررت الا تتصرف الا إذا حاول ان يعترض طريقها...

ابتسم مروان وهو يراها، جمالها منعش للغاية يدخل البهجة إلى قلبه المتألم، تلك الفتاة ستكون تجربة مختلفة بالنسبة إليه، لقد راقبها من بعيد وهام بتفاصيلها، شعرها الثائر وعينيها السوداء التي تتألقان بذكاء، ابتسامتها العذبة، كل تلك التفاصيل احبها، من بين من عرفهم من النساء كانت هي الاجمل على الاطلاق، ليس في الشكل بالطبع ولكن لديها شئ لم يجده في أي امرأة من قبل، فكر مروان ان اسبوع كافي جدا للمراقبة الصامتة سوف يكلمها اليوم ويطلب منها أن يخرج معها، لن يتردد او يخاف، هي فتاة صغيره ولن تأكله بالتأكيد، فكر بتسلية...

في قاعة المحاضرات.
كانت تجلس ليلي بجوار ميار التي تضع يديها على خدها وتقول: - ده أنا بنيت احلام يا ليلي، قولت أكيد اخوكي هيتجوزني. مش فاكرة يوم ما قالي انت غالية عليا يا ميار...
نظرت إليها ليلي وقالت: - ايوة فاكرة بس فيه جملة انت نسيتيها. هو قال انت غالية عليا زي اختي ها زي اختي، ابوس ايديكي تفتكري كلامه كويس عشان اخويا نفسه مش عشمك بحاجة.

- انا قولت أكيد مكسوف، يعني هي بنت عمك دي احلي مني ولا احلي مني، اخوكي ده اعمي...
ضربتها ليلي على كتفها وقالت: - ما تتلمي يا ولية انت ما تشتميش ابيه عشان مزعلكيش. متنسيش انه اخويا...
نظرت إليها ميار بغضب طفولي وقالت: - خلاص اخوكي المز طار يا ليلي، الاقي واحد حلو زيه ازاي...
- مش هتلاقي اخويا مفيش منه، ده كل بنات الشارع عندنا هتتجنن عليه وهو ولا معبرهم...
- بس أنا حاسة انه كان بيحبني...

قالتها ميار لتهز ليلي راسها وتقول: - يا ميار يا حبيبتي اطلعي من اوهامك دي، ابيه ذات نفسه قالي أنك صغيرة عليه وهو بيعتبرك اخته، ركزي في حياتك وشوفي حد غيره الراجل خلاص ارتبط...
- وانا هلاقي حد بالجمال مع فين بس ياربي، الواد كان قطعة نادرة، اثرية كده تتباع في متحف.
ضحكت ليلي وقالت: - يخربيت عقلك، خلاص يا ستي دوري على قطعة اثرية تانية وباذن الله هتلاقي...

بعد ساعات طويلة وقف فيها مروان خارج الجامعة يتناول الشطائر التي اعدتها له العاملة في المنزل، كان يشعر بملل شديد، يتساءل من ستخرج تلك من كليتها كي يتحدث معه، يجب أن يتحدث معها اليوم، لن يصبر اكثر من هذا، فجأة خفق قلبه وهو يراها تخرج من شابة اخري مثلها وتضحك معها برقة...
هندم مروان نفسه وترك الشطائر في سيارته واتجه نحوها وهو يمسك شيئا في يده: - يا انسة يا انسة...

قالها مروان برقة لتتجمد ليلي برعب وهي تنظر إليه فيقول هو: - ممكن تقبلي دي مني...
قالها وهو يمد لها الازهار ثم اكمل: - انا بصراحة معجب بيكي وعايز ارتبط بيكي...
لم يكن يقول هذا حتى صرخت ليلي بأعلي صوتها وهي تقول: - متحرش الحقونا!

- انشغلتي عني الايام دي يا حياة؟!
قالها مروان وهو يمسك خصلة من شعر حياة، ابتعدت حياة عنه وهي تبتسم ابتسامة باهتة وتقول: - معلش يا مروان مش فاضية...
ابتسم مروان بشر واقترب منها وقال: - احمد قدر ياخدك مننا، ايه اخيرا وقعتيه...
لم تسيطر هي على السعادة التي ظهرت ولا على قلبها الذي بدأ يخفق بسرعة وقالت: - احنا مجرد أصحاب...

ضحك مروان بسخرية وقال: - عليا يا بيبي برضه، احمد عمره ما هيكون صاحبك لانك بتحبيه، حبك ليه مفضوح من اول ما كنا في الكلية وده سبب كرهك لمهرا وانت بنفسك اعترفتيلي...
تنهدت حياة وقالت: - انا بحبه بس هو لسه بس عندي امل ان يحبني، بقا يعاملني بلطف وانا حاسة، حاسة...

ضحك مروان فجأة وقال: - صحيح انك مسكينة يا حياة، بجد افتكرت انك بتفكري بس طلعتي مغفلة جدا كمان، احمد مين ده اللي هيحبك يا ماما فوقي شوية، هو شايفك واحدة سهلة وقال يتسلي بيكي شوية لكن هو طول عمره بيحب مهرا، الحب الاول مش بيتنسي بسهولة يا حياة...
بلعت حياة ريقها وقالت بإنفعال: - بس مهرا مبتحبهوش، هي قالتها كده في وشه، ومهرا مش موجودة دلوقتي في حياته، انا اللي موجودة وهو هيحبني و.

- افهمي يا غبية احمد مش بيحبك، احمد بيقرف منك، قالها بعينيه اكتر من كلامه...
شملها مروان بنظراته وقال: - يعني يا بيبي محدش فينا ميعرفش مغامراتك الكتيرة وعلاقاتك اللي بالهبل.
انسابت الدموع من عينيها وقالت بصوت مختنق: - وانا قررت اغير من نفسي وابعد عن كل القرف ده واولهم أنت...

مط مروان شفتيه وقال: - ابعدي عني هو انا ماسك فيكي يعني، أنت بالنسبالي ولا حاجة، بالنسبالي وبالنسبة لاحمد أنت ولا حاجة، مجرد واحدة رخيصة بتعرض. نفسها...

اقترب مروان وعينيه تلمع بشر وقال: - انت بضاعة مستهلكة يا حياة محدش هيرضي بيكي خصوصا احمد اللي بيموت في مهرا واللي لو دلوقتي شاورتله هيرميكي من غير ما يتردد، وحتى لو مدخلتش مهرا حياته عارفة مصير احمد. هيتجوز من واحدة شريفة، واحدة معرفتش غيره مش واحدة كانت مقضياها سنين، واحدة فلتانة ملهاش أهل يربوها.

عضت شفتيها وهي تكتم شهقاتها، لن تكون المرة الأولي التي تهان فيها بسبب ماضيها ولن تكون الأخيرة، لكن كلام مروان كان به شيئا من الصحة، احمد فعلا يشمئز منها، حتى لو تكلم معها بلطف مرة لن ينسي ما فعلته، لن ينسي ابدا انها ليست بريئة ولن ينسي اخلاقها السيئة، هو لن ينظر إليها ابدا...

نظرت للأسف ودموعها تنساب بغزارة. ان الحب مؤلم للغاية، الحب هو من اضعفها بتلك الطريقة كنت انها بأمان ولكن عندما دخل احمد حياتها احبته، احبته لدرجة ان قلبها اصبح يؤلمها بسبب هذا الحب، واحبت الألم الذي شعرت به، فالاحاسيس التي تشعر بها مع احمد لا تقارن بأحاسيسها مع أي شخص آخر...

ابتسم مروان وهو يراها هكذا، لقد كان محبط، حزين على والده من جهة ومن جهة اخري تلك الفتاة ليلي التي جمعت عليه امة لا اله الا الله أمام الجامعة واتهمته بالتحرش، كان حقا غاضب ولم يجد أي احد ينفس به غضبه ووجد حياة بالنادي فكان لها هي النصيب الاكبر...
قال بعد فترة: - بس أنا مقدر اللي انت فيه، اهلك ماتوا من زمان فمفيش حد هيربيكي...

نهضت وهي تضرب الطاولة وقد اصابها بالانهيار وقالت وشفتيها ترتعش ودموعها تتساقط: - ايوة أنا اهلي ماتوا من زمان بس على الأقل كانوا بيحبوني، عمرهم ما فضلوا شغلهم عليا رغم مشاغلهم الكتير، الدور والباقي عليك اللي حتى ابوك مش بيحبك!
ثم ذهبت من امامه تاركه اياه ينزف من الداخل!

لقد تزوجها!

فكر سامر وهو يدخن سيجارته بشقة الزوجية الخاصة به، الشقة التي اختارتها مرام على ذوقها، شقة هادئة وراقية مثلها، كل قطعة من تلك الشقة لها ذكريات خاصة في قلبه لأنها هي من لمستها، لقد كانت مصممة أن تختار كل شىء على ذوقها وقد انبهر هو بذوقها الراقي وظل أياما يحلم بتلك اللحظة، اللحظة التي سيحتضنها في منزلهما سويا، لقد تخيل حياتهما بأكملها وظل يحلم ويعد الايام لزفافهما ولكن ذلك الحادث دمر كل شىء وعندما عرف بأمر إعاقتها ارتعب كثيرا، ليكن صريحا هو فكر بأنانية وراي أن حياتهما سويا شوف تنهار لو تزوجها. سيأخذ امرأة ليعينها في كل شىء، ثم إن برودها معه في خطبتهما جعله ينفر منها أكثر ووجد نفسه يبتعد عنها رغم انه لن يعشق غيرها، حتى كارما، كارما مجرد بديل لمرام ولكن كارما لن تحتل أي مكان في قلبه، هي ستكون زوجته ولكن حياتهما ستكون بلا حب، ولكن لديه آمل أن ينسي مرام عندما ينشغل بحياته وينجب اطفال، سينساها بالتأكيد، ذلك الحل الوحيد، فهو يعرف ان مرام ابدا لن تعود إليه بعد ما فعله، بعد ما تخلي عنها، اغمض سامر عينيه وهو يستحضر صورة مرام في مخيلته، لم تكن هناك اجمل منها في كل العالم، كانت الاجمل دوما لقد وقع في غرامها منذ أول لحظة واسرع يتقدم لها، لم يطلب منها ارتباط لانه عرف انها سترفض بل دق الباب وانتظر الموافقة بفارغ الصبر وكانت اجمل لحظات حياته عندما وافقت، فرح كثيرا، شعر ان هذا العالم الواسع لا يكفي سعادته، اقسم انه سيحافظ عليها ولكنه اخلف قسمه وتركها في اول مشكلة تقابلها. تركها وتخلي عنها والان يكتوي بنار البعد، يقسم ان برودها اهون عليه من ابتعادها عنه، ولكن الآن فان الاوان، الآن خسرها للأبد، تنهد بإحباط وهو يطفئ سيجارته ويفتح عينيه ويفكر انه يجب ان يدخل لكارما، لا يصح ان يتركها في يوم كهذا بمفردها، لا يصح اصلا ان يفكر بامرأة وهو متزوج من اخري، ذلك ليس عدلا.

ارتعش جسده عندما شعر بكارما تحيط بجسده من الخلف وهي تضع رأسها على ظهره وتقول: - ايه خايف مني ولا ايه انا استنيتك كتير يا حبيبي...

اغمضت عينيها وهي تريح خدها على ظهره وتقول وهي غارقة بأحلامها. : - مش هتصدق استنيتك قد ايه يا سامر، استنيتك كتير تشوفني وتحبني، استنيتك تبصلي ولا بصة واحدة بس، كنت دايما بدعي ربنا تكون من نصيبي، استنيت أي اشارة منك عشان أقرب، مش هتصدق قلبي بيدق ازاي لما بشوفك، بحس انه هيخرج من مكانه، بحس بسعادة غريبة وكأن وجودك. بالنسبالي هو الحياة، انت الحياة يا سامر، وانا عمري ما حبيت قدك، وحتى انت مش هتلاقي حد يحبك زيي، مش هتلاقي حد يقدرك زيي، أنا هعمل المستحيل عشان تبقي سعيد، هعمل اللي انت عايزه، أنا من النهاردة ملك ليك وبس، عايزك تحبني زي ما بحبك يا سامر، عايزاك تبصلي بنظرة حب وصدقني ده كفاية بالنسبالي، كفاية اني احس بحبك...

زم شفتيه وشعر بالتوتر وتأنيب الضمير، تلك الفتاة تحبه كثيرا...
استدار سامر وتطلع إليها، إلى شعرها القصير قليلا والذي يختلف عن شعر مرام الطويل. أه مرام، فكر بحسرة وهو يطردها بعنف من افكاره، مرام تحتله اكثر يوما بعد يوما...

حاول التركيز على الفتاة التي امامه ثم دفن كفه في شعرها وسحبها إليه ليقبلها برقة، وضعت كارما كفها على صدره الخافق وبادلته قبلته، ليبتعد عنها بعد دقائق ويقول بصوت أجش: - مرام. أنا بحبك!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة