قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عروس رغما عنها الجزء الأول للكاتبة سولييه نصار الفصل الثاني عشر

رواية عروس رغما عنها الجزء الأول للكاتبة سولييه نصار الفصل الثاني عشر

رواية عروس رغما عنها الجزء الأول للكاتبة سولييه نصار الفصل الثاني عشر

وجهه احمر من الغضب، وبرقت عينيه بشكل مخيف، كان لا يصدق انها اقدمت على فعل هذا، ضم كفيه بقوة وهو يمنع نفسه أن يفعل أي شئ، ظل لبضعة دقائق ينظر إليها بغضب، اما هي فتراجعت وهي تشعر ان قلبها سوف يخرج من صدرها من شدة الرعب، كانت تنظر إليه بعصبية وتوتر وهي تنتظر الخطوة التالية، ربما الضرب او الاهانة، ولكن ما سيفعله لن يكون اسوأ مما قاله منذ قليل، فما قاله قد قتلها، لم تتخيل ابدا ان يكون ادم بتلك القسوة، ان يجرحها بهذا الشكل، ارادت ان تصرخ به. لكن ما فعلته الآن جعل الامور تنقلب عليها، ادم لن يسامحها على هذه الصفعة، اقترب ادم بشراسة لتبتعد هي بخوف وعينيها مشبعة بدموع الخوف والرعب، امسك هو ذراعها بقوة وهو يقربها منه ويقول من بين اسنانه: - ايه اللي عملتيه ده انطقي!

ارتجفت برعب وقالت بتلعثم: - ان، انت.
- اخرسي، اخرسي يا مهرا، اياكي تتكلمي...
دفعها وقال: - غوري من وشي دلوقتي والا وديني مش هخلي في وشك حتة سليمة، انت فاهمة ولا لا، غوري يالا اوضتك ومش عايز اشوف وشك، يالا...

ارتعشت مهرا بخوف ثم أسرعت إلى غرفتها وأغلقت الباب بعنف، نظر ادم إلى باب الغرفة وهو يشعر ببركان من الغضب يشتعل داخله، هو يحتقر من يضرب النساء. ولن يفعلها ابدا، ولكن في تلك اللحظة أراد حقا أن يخنق مهرا حتى يسلب روحها، كان غاضب للغاية منها، غاضب لأنها تكلمت باسمه وطلبت من جابر عزام عمل، هذا الرجل الذي يكرهه من كل قلبه...
- ادم انت جيت؟!

قالتها حسناء وهي تخرج من غرفتها، كان مظهرها يوحي بالتعب وما زال النعاس يسيطر على وجهها بالكامل، اقترب ادم بقلق من والدته وقال: - انت كويسة يا امي فيه حاجة...
هزت راسها بالايجاب وقالت: - انا كويسة يا حبيبي بس كنت نايمة وسمعت صوت الباب بيتقفل فيه حاجة يا آدم...
اقترب وقبل رأسها وقال: - لا يا ست الكل مفيش، انبسطنا النهاردة الحمدلله واهو رجعنا...

نظر مرة أخري إلى والدته والقلق ينهش به وقال: - امي بالله عليكي قوليلي مالك شكلك مش عاجبني، وشك احمر كده ليه. خلينا نروح الدكتور طيب...
ابتسمت بتعب وقالت: - والله مفيش حاجة يا حبيبي انا كويسة، أنا عملتلك رز بلبن اللي بتحبه روح اغرفلك طبق وادي مراتك انا هروح انام لاني مرهقة شوية وصحيني شوية عشان اجهز الاكل لاخواتك...

كان القلق يستبد بقلب ادم وهو لا يقتنع بكلام والدته، يشعر أن بها شيئا ما ولكنه لا يعرفه وهي بالطبع لن تقول...
قبل هو رأسها مرة أخري وقال: - روحي ارتاحي أنت وانا هعمل كل حاجة متقلقيش يا ست الكل...
ابتسمت حسناء له ثم دخلت الغرفة اتجهت إلى الفراش وسقطت عليه وهي تشعر أن جسدها ساخن للغاية كما أن هناك صداع شديد يفتك برأسها...

كان آدم يقف في المطبخ يغسل الدجاج وباله مشغول بتلك الصفعة التي تلقاها من مهرا، كما أنه يشعر بالضيق لانه كلمها بهذا الأسلوب، ولكن يعلم الله أن مهرا قد تجاوزت حدودها بكلامها مع جابر عنه، هو لن يسامح جابر ولن ينسي أنه كان السبب في موت والده. هذا مستحيل، اغمض عينيه بتعب وهو يعترف أنه أيضا قابل خطأها بخطأ اكبر، ما قاله سئ للغاية خصوصا انها تعرضت للخداع ولا ذنب لها فيما حدث، هز هو رأسه وهو يخرج الأفكار من عقله واتجه لطهي الطعام من أجل إخوته!

- مين المعجب السري ده يا لولا؟!

قالتها ميار وهي تغمز لليلي بينما ليلي تمسك الورود وهي تنظر إليها بذهول، كان تشعر ان قلبها يذوب من هذا الاهتمام المفاجئ، لا تعرف ما بها، قلبها لا يدق بتلك السهولة ابدا، إذن ما تلك المشاعر التي هاجمتها فجأة، كانت ليلي لا تفهم اي شئ، بل تنظر إلى الورود بذهول حقيقي، بينما من بعيد كان مروان يراقب رد فعلها وهو يبتسم، يبدو أن شقيقة ادم سوف تقع بسهولة في يده، ابتسم بإنتصار وهو يفكر أنه سوف يدمر ادم عن طريق شقيقته، سيدفع ثمن ما فعله غاليا، هو لن يسامحه ابدا على ضربه له، كان يستطيع أن يزجه به إلى السجن ولكنه قرر أن يفعل ابشع شيئا قد يفعله الإنسان، قرر أن يطعنه في شرفه، ليلي كأي فتاة لها مفتاح معين لسرقة قلبها وهو عرف هذا المفتاح جيدا وسوف يحاول ويحاول حتى تهيم به بجنون، سيأخذ كامل وقته معها ولن يدعها تفلت من بين يديه ابدا، سيغرقها بالهدايا حتى تصبح ملكه...

- بت يا لولا اتكلمي تعرفي مين ده...
هزت ليلي رأسها وقالت: - والله لا يا ميار معرفهوش، ولا مهتمة اصلا اعرفه، أنا مالي، شكله واحد عبيط...
ثم مشت إلى سلة القمامة التي بجوارها والقت بها الورد...

بهت مروان وهو ينظر إليها كيف ألقت الورد بكل ذلك البرود، كان لا يصدق، اي فتاة كان ليطير عقلها، حتى أنه ظن أن ليلي سوف تفرح به وتحبه، ولكن اتضح أنها ليست سهلة على الاطلاق، لا مشكلة، هو لن يستسلم ابدا، سيظل يغرقها بالهدايا حتى تستسلم له، هي لعبته وهو لن يترك لعبته لشخص غيره...
ارتدي نظاراته وركب سيارته ثم انطلق بها...

- رميتي ورد بالجمال ده في الزبالة يا مفترية...
قالتها ميار بصدمة لتهز ليلي كتفيها بالامبالاة وتقول: - اومال اعمل بيه ايه يا ميار، اكله مثلا؟! ثم ده جه من حد معرفهوش مينفعش اقبله...
- يا ستي ممكن يكون معجب سري...
هزت راسها وقالت: - لا معجب سري ولا غيره يا ميار، أنا حاليا مشغولة في دراستي ومش فاضية لكلام الروايات دي...
هزت ميار رأسها وقالت: - انت فقرية زي اخوكي يا بيبي!

كانت تجلس في صالة المنزل، تجلس على المنضدة الكبيرة وتنظر إلى كتبها وهي تشعر ان الكلمات متداخلة. قلبها ينبض بطريقة عجيبة، وعقلها مع تلك الورود التي القتها في القمةأمة وهي تدعي انها لا تهتم ولكنها للأسف كانت مهتمة، لا تعرف لماذا ولكن هذا التصرف سلب قلبها، رغم جهلها بهوية من بعث الورود، لم تكن ليلي تعاني حتى من قلة الاهتمام بل دوما كانت تعاني من الكثير من المطاردات، لقد لاحقها العديد من الشباب كي يرتبطوا بها الا انها اغلقت قلبها تماما، لانها تربية آدم، وادم رباها ان تحتفظ بقلبها حتى يأتي نصيبها وهي فعلت ما قاله، لم تسمح لأي احد ان يقترب منها او أن يتجاوز حدوده معها، ظلت دوما محافظة على قلبها ولم تهتم لأي محاولة اقتراب منها ولكن لا تعرف لماذا اليوم قلبها يدق بتلك السرعة، لا تعرف لماذا فقدت تركيزها تماما، لا تعرف كيف شخص مجهول الهوية بعثر دقات قلبها بتلك الطريقة، دقات قلبها تزداد ويزداد رعبها ان تهيم بهذا الاهتمام، تنهدت وهي تهز رأسها وتتساءل ماذا تفعل الان، هل تخبر شقيقها بما حدث أم تنتظر، ولكنها سوف تقلق ادم أكثر، كانت خائفة أن تغلبها اهواءها، تحاول دوما أن تتذكر نصيحة أخاها...

- يارب ساعدني...

قالتها وهي تربت على قلبها المنهك ثم بدأت بالنظر في الكتب وهي تحاول استعادة تركيزها، هي لن تدع أي شخص عابث يسيطر على تفكيرها، ولو اتتها اي هدايا مرة أخري سوف تخبر أخاها لتري من هذا الذي يتجرأ ويعبث معها. ابتسمت بثقة واخبرت نفسها انها ليست من ذلك النوع من الفتيات التي تسقط بسهولة ولن تكون هكذا هي ناضجة وتعرف ان الحب ما هو إلا تضييع للوقت وان دراستها الان هي الأساس، دراستها وعملها هما من سيرفعوا شأنها، والحب سوف يأتي لاحقا، هي تدرس الطب ويجب عليها ان تركز، أقل تشتيت لها سوف يتسبب بكارثة وقد تفشل في دراستها والدليل هو الآن. هي تجلس أمام الكتب منذ وقت طويل ولم تستوعب اي شئ لأنها تفكر في هذا المجهول، هزت راسها بعنف مرة أخري ثم ضربت رأسها وهي تقول: - ركزي يا ليلي في دراستك بلا حب بلا كلام فاضي...

فجأة انتفضت عندما اتتها صرخة ادم من المطبخ، نهضت بخوف وذهبت إلى المطبخ بسرعة، خرجت مهرا أيضا من الغرفة وقلبها يدوي بعنف وهي تسمع صرخته...
وما هي إلا لحظات وقد كان الجميع بالمطبخ ينظرون إلى ادم الذي يمد كفيه إلى الامام والحمار يغطيهم بينما مرام تقف بجواره وهي تحاول أن تمسك كفيه...
- ايه حصل.؟!
قالتها حسناء برعب...
أشارت مرام إلى ابريق الشاي وقالت: - ابريق الشاي وقع على ايديه الاتنين وهو سخن...

ارتعبت ليلي وهي تنظر إليه واقتربت وقد ابتلت عينيها بالدموع وقالت: - ابيه!
حاول ادم أن يكبح المه وقالت: - متقلقيش يا لولا أنا كويس يا حبيبتي...
خرج هو من المطبخ والجميع خلفه، ولجت مهرا إلى الحمام وهي تخرج عبوة الإسعافات الأولية التي اكتشفت انها موجودة منذ أول يوم لها هنا وجلست بجوار ادم على الأريكة وقالت: - لازم تغسل ايديك عشان الحرق.
هزت ليلي رأسها وهي تمسح دموعها وتقول: - مهرا عندها حق...

اخذت مهرا وليلي ادم للحمام وقاموا بغسل يديه ثم خرج وطلبت مهرا إحضار فازلين ثم وضعتها برفق على يديه وبعد قليل قامت بتضميد كفه، كل هذا وادم ينظر إليها بذهول، كان لا يصدق أنها تتصرف بتلك الطريقة المسؤولة.

كانا يجلسان سويا في منزل أنس، كان معتز يبتسم وهو يحتسي عصيره ويقول: - قولي بقا يا أنس ايه سبب العزومة المفاجئة دي؟!
هز اني كتفه وقال: - يعني لازم يكون فيه مناسبة عشان اعزمك عندي يا زيزو...
ضحك معتز وقال: - ما دام فيها زيزو يبقي عايز حاجة قول يا راجل علطول متتكسفش...
حك أنس شعره وابتسم وهو يقول: - يا ساتر عليك دائما كاشفني كده...

ابتسم معتز بلطف وقال: - انت انسان شفاف يا انس ملكش في اللف ولا الدوران، يمكن عشان كده أنا بعتبرك أعز اصحابي، متعرفش غلاوتك عندي قد ايه...
ابتسم أنس وقال: - كلامك ده يشرفني والله يا معتز، أنا مش عارف اقولك ايه والله على كلامك الجميل ده.
ضحك معتز وقال: - تقولي على السبب الحقيقي اللي خلاك تعزمني النهاردة، أنا شايف اسئلة كتيرة في عينيك، اتكلم يا أنوس عايز ايه...

تنهد انس وهو ينظر إليه بتوتر، كان متردد ان يتكلم، تري لو سأله على مرام هل سيكتشف مشاعره عنها ام لا، ماذا سيحدث إذا عرف أحد بمشاعره تلك، تلك المشاعر التي يحاول أن يتخلص منها ولكنها تحاصره بقوة، مرام أصبحت تحتله كليا، تحتل كل انش من عقله، أصبح يفكر بها، يتحجج كي يراها والأسوا أنها لا تشعر به، وأسوأ شئ أنه لا يستطيع حتى أن يرتبط بها بسبب اتفاقه اللعين مع ليل...

- يالا يا بني قولي فيه ايه، شايف التردد على وشك ليه...
قالها معتز وهو ينتزعه من أفكاره، ليهز أنس رأسه ويقول: - مش عارف الموضوع اصلا مش مهم، هو مجرد فضول عشان متفهمنيش غلط
ضحك معتز وقال: - انس عمري ما افهمك غلط ولا اسئ الظن فيك، اتكلم ومتقلقش أنا سامعك، ها عايز تقول ايه...
تنهد أنس وقال: - انسة مرام؟!

اختفت ابتسامة معتز فجأة ليشعر انس بالتوتر وقال وهي يحاول أن يلطف الوضع: - الحقيقة اتصدمت أنها كانت متجوزة، خصوصا انها مقالتش كده خالص ومعرفش ليه...
هز معتز رأسه وقال: - ولا أنا بصراحة اعرف، وحتى مش عارف سامر ليه طلقها، ده عمل المستحيل عشان يتجوزها، المستحيل حرفيا...
- عمل ايه يعني؟!
قالها انس يتساؤل ليرد معتز: - خسر صداقتنا عشانها...
- ازاي...

تساءل انس ليرد معتز: - انا كنت معجب بمرام جدا وكنت ناوي اتقدملها، واول واحد صارحته بكده كان سامر. وبس يا سيدي لقيته تاني يوم راح هو اللي اتقدملها وانا بعدها اتقدمت واترفضت، صحيح أن الموضوع نصيب بس انا مش قادر انساهاله...
- ولسه بتحبها؟!

قالها انس وهو يحارب إحساسه بالغيرة ليرد معتز ويقول: - فيه مشاعر مش بتموت بسرعة يا أنس، بس مشاعري تجاه مرام حاليا تقدير واحترام أنا معايا اللي مكفياني، مراتي اللي بحبها ومش هحب قدها...
تنهد معتز وقال: - عموما نصيحة يا أنس روح اتقدملها متبقاش جبان بدل ما تضيع منك...
ضحك أنس بتوتر وقال: - اتقدم، اتقدم ليه انسه مرام مجرد...

ضحك. معتز بقوة وهو يربت على ساق انس ويقول: - حبك باين في عيونك يا برنس، الاعمي يشوفه، اسمع كلامي واتقدملها بدل ما تندم!

ازاحت وجهها الناحية الاخري وهي متجهمة بينما أخرج هو ملابسه كي يبدلها، وضع هو ملابسه على الفراش ثم بدأ بخلع التيشرت الخاص به، فجأة تأوه عندما شعر بوجع شديد في كفيه جراء الاصابة.

. حاول ان يخلع ملابسه مرة آخري ولكنه فشل مجددا، اغمض عينيه وهو يسيطر على انفعالاته، بينما الألم في كفيه يشتد، كان الألم لا يطاق، كان يجب أن يستمع إلى ليلي ويأخذ مسكن، ولكنه عنيد للغاية لا يسمع لكلام احد ويعاني هو في الاخر. تنهد وقرر ان يضغط على نفسه حتى لو شعر بالألم. هو. لا يهتم، يجب أن يتحمله، بالطبع لن يخرج ويطلب من احد من اخواته ان يساعدوه، ومحال أن يطلب من مهرا، فبعد ما حدث وهما لا يتكلمان سويا من الأساس، صحيح انها هي من ضمدت كفيه بعد أن وقع عليه ابريق الماء الساخن ولكن أظهرت بوضوح أنها ترفض التواصل معه، وهو بالطبع لن يحدثها بعد ما فعلته، هو أيضا غاضب منها ولن يمرر ما فعلته بسهولة ابدا، فجأة ارتعش وهو يشعر بكفها على كتفه. نظر إليها ليجد. مهرا تنظر إليه بوجه خالي من التعابير وتقول: - انا هساعدك...

هز راسه وقال ببرود: - لا شكرا مش عايز. أنا عارف اساعد نفسي...
امسكته بحزم وعينيه العسلية تبرق بغضب وقال: - انضج شوية يا ادم، أنا هساعدك مش هاكلك، فلو سمحت خلصني...
ابتلع ريقه وقال بتوتر: - قولتلك. مش عايز أنا.

ولكنها دون أن تستمع لباقي كلامه بدأت بخلع التيشرت الخاص به، ابعدت وجهها وهي تخفي احمرارها عندما وجدته بهذا القرب وبتلك الحالة، أمسكت قميص المنامة ثم البسته له بهدوء تام وأخذت تزرر قميصه، كل ذلك وهو ينظر للجهة الأخري منتظرا أن تنتهي...
- يالا البنطلون.
قالتها بهدوء وهي تمسك بنطال المنامة، اتسعت عينيه وقال: - نعم يا اختي؟!

هزت كتفها وقالت: - ايه هو اللي نعم، يالا عشان اساعدك في البنطلون، مش معقول انك هتنام ببنطلون الجينز ده هيتعبك...
- لا. لا أنا هنام بيه عادي...
زفرت بضيق وقالت: - ممكن تخلص لو سمحت عايزة انام ولا اجيب اخواتك. يساعدوك لأن حضرتك مكسوف مني...
- لا لا خلاص متجيبيش اخواتي. أخفت ابتسامتها وهي تبدأ بمساعدته لكي يرتدي بنطاله...

بعد ما انتهوا نام كل طرف على جانبيه والصمت مسيطر عليهما، كانت مهرا ما زالت تشعر بالحزن على ما حدث اليوم، تمنت أن تظل علاقتها بآدم هادئة، لا تريد المشاكل، ولا تريد أن يعاملها بذلك الجفاء، حسنا هي أخطأت ولكن ما قاله قد دمرها تماما، لما يعايرها بشئ خارج عن إرادتها؟!، كانت تغلي من الغضب كلما تذكرت هذا، لقد ظنت أنه مختلف ولكنه مثل البقية، مثلهم جميعا، نهضت فجأة ووقفت، نظر ادم إليها بحيرة وقال: - مالك فيه ايه...

- اعتذر مني يالا...
قالتها بأمر، نظر إليها بدهشة لتقول وهي تمسك دموعها بقوة: - يالا اعتذر على اللي قولته، اعتذر على كلمتك أنك خبيت فضيحتي...
نهض بهدوء وهو يقول: - وطي صوتك وروحي نامي
ولكنها ضربته على صدره بقوة وقالت: - قولت اعتذر يا آدم، اعتذر يالا. يالا لانك بتعايرني بحاجة مليش ذنب فيها...

صمتت قليلا وقد انسابت دموعها وشعرت بالاختناق، بدأت تبكي وتقول: - انت كمان زيهم يا آدم بتعايرني وانا الضحية، أنا اللي اتخدعت، أنا...

حاول ادم أن يلمسها ولكن كفيه كانوا يؤلمانه، كان يراها تبكي بعنف أمامه وهو يشعر بضميره يجلده، اقترب وهو يتحامل على نفسه ورفع يديه بصعوبة محاصرا وجنتها وجعلها تنظر إليه، عينيها الزرقاء كانت صافية للغاية بينما يقول: - انا اسف يا مهرا، اسف اوعدك عمري. عمري ما هتكلم في الموضوع ده ولا افقد اعصابي بالشكل البشع ده، بس أنت اوعديني انك متتدخليش بيني وبين جابر عزام لو سمحتي يعني...

قربه منها بهذا الشكل وترها وعلى الرغم من الأسئلة الكثير التي كانت تدور بعقلها قالت: - اوعدك حاضر.

كانت تقف أمام المرأة تسرح شعرها، اقترب هو منها وهو يعانقها من الخلف، وضع قبلة خفيفة على عنقها، تجمد وجهها وهي تشعر بالقلق منه، ابتسم على وقال: - وحشتيني، طول اليوم النهاردة في الشغل بفكر فيكي بجد.
- فعلا...
قالتها هي ببرود ليمسكها هو ويجعلها تقابل وجها لوجه، نظر إلى عينيها وقال: - فعلا يا ميار، أنت متعرفيش أنا بحبك قد ايه...
- ميرسي...

قالتها ببرود، فتجهم وجهه وقال: - جينا للبرود اللي مبحبهوش، مالك يا ميار، فيه ايه؟!
هزت كتفيها وقالت: - مالي يا على أنا كويسة اهو، بس مرهقة شوية وعايزة انام...
امسك هو كفها وقبله وقال: - بس أنا حابب اقعد معاكي شوية، بقولك وحشاني اوووي، خلينا نقعد ونتكلم...

كانت ميار تضغط على نفسها كي لا تصرخ بوجهه، هي تعرف ماذا يريد، هو لا يريد الكلام، بل يريد أن يأخذ حقوقه منها وهي لا تمانع ما دام سيتركها وشأنها بعد ذلك، حاولت أن تبتسم له بلطف وقالت وهي تحاوط عنقه: - وانت كمان وحشتني يا حبيبي...

ابتسم على بفرح، بكلماتها البسيطة تلك أدخلت السرور لقلبه، قد لا تعلم ميار، ولكنه يحبها بطريقة مجنونة، لذلك يتجاوز دوما عن أخطائها الكثيرة جدا، يحاول دوما ان يتفهمها، يحاول أن يوصل لها أنه يحبها بجنون...

اقترب منه وهو يقبلها بلطف بالغ كأنها زجاج هش يخاف عليه من الانكسار، كانت ميار تغلق عينيها وهي تشعر بالاختناق، هي لا تستطيع أن تحب علي، لأن في قلبها ما زال يقبع ادم، ادم ما زال يمتلكها بالكامل، ابتعد على قليلا لتفتح عينيها وتنظر إليه، وللحظات تخيلته ادم، ادم حبيبها الذي حلمت دوما ان تكون له، ادم هو كل حياتها، حبها الاول والاوحد...
وضعت يديها على وجنتيي على وهي تقول بحرارة: - حبيبي، حبيبي...

كان على لا يصدق تلك العاطفة منها، يشعر أنه في حلم، اقترب وقبلها مرة اخري، بقوة تلك المرة لتبتعد هي وتعانقه وتقول: - ادم!..
تجمد وجه على واحمرت عينيه من الغضب...
بعد لحظات...

- اه، سيبني يا علي.
صرخت ميار وهي تبكي بينما على يجذبها من شعرها، دفعته ميار وهي تصرخ برعب وكادت ان تهرب الا انها شدها من شعرها مرة اخري ثم رفع كفه وصفعها بقوة حتى وقعت على الأرض، اقترب على منها وغضب العالم كله على وجهه، تراجعت هي وقالت برعب: - علي على ابوس ايديك سامحني...

جلس بجوارها ثم بدأ يصفعها بقوة وسط صراخها وقال: - اسامحك.! اسامحك! اسامحك ازاي وانت بتقولي اسم حبيبك القديم وانت معايا، بتقولي اسمه يا ميار، لسه برضه بتفكري فيه...
صرخت ميار وهي تحاول ان تصد صفعاته عنها فلم. تستطع، نهض هو وجذبها من شعرها وقال: - اطلعي برا بيتي، برا مش عايز اشوف وشك هنا تاني.
- هروح فين دلوقتي.

صرخت برعب وتوسل ولكنه لم يستمع إليها وهو يجذبها ناحية باب المنزل ثم فتحه ودفعها للخارج حتى سقطت على الأرض واغلق الباب في وجهها!
ثم اتجاه وجلس على الاريكة بإنهيار وهو يشعر ان قلبه يعتصر من الألم، لا يصدق انها فعلت هذا به مجددا بعد ان اعطاها الامان فعلت هذا به، كان منهار، يشعر انه على حافة الجنون، بدأت عينيه تلمع بالدموع ثم انسابت وهو يدرك انه عشق انسانة لا تستحق.

- ابوس ايديك يا على افتح الباب. احنا في نص الليل، ابوس ايديك افتحه. هروح فين دلوقتي، يا علي...
قالت جملتها والأخيرة وهي تبكي، اتجه بتعب إلى الباب ثم فتحه ودون أن يتكلم استدار وذهب إلى غرفته واغلق الباب!

في اليوم التالي...

نهض سامر من النوم واتجه إلى الفراش، كانت كارما تدعي النوم وعندما ذهب فتحت عينيها ودموعها تنساب، منذ ذلك اليوم الذي جعلها فيه زوجته وهو لا يلمسها، فقط يخرج لعمله ويعود ويأكل ثم يجلس على هاتفه قليلا وبعدها يخلد إلى النوم، نفس الروتين لا يتغير ابدا، هو يتفنن بكسر قلبها، يشعرها دوما أنها لا شئ، وقد بدأت تحس في الحقيقة أنها نكره، ليس لها أي أهمية، وهذا يحطمها ويكسرها، هي بدأت تفقد الامل، ولكن أملها دوما يتجدد، مشكلتها انها مصرة على التمسك به على حساب كرامتها وكبرياؤها، تعلم أنها ستخسر ولكن ماذا تفعل هي مبتلية بحبه، أن تركته سوف تموت، القرب منه اهو من أن تبتعد عنه وتفقد صوابها كليا، لا تعرف ولكن رغم ما يحدث هي لديها أمل أن يحبها، أن يشعر بها، صحيح تشعر احيانا أنها سخيفة لأنها ما زالت تأمل أن يحبها، تري هل سيحبها يوما، هل سينظر إليها كما كان ينظر لمرام في يوم من الايام، ام ستظل تستجدي الحب منه ولن تجده، تلك الأفكار كانت ترعبها حرفيا، أنها تتوسل من الله أن يحدث أي معجزة ويحبها سامر، وتقسم أنها لا تريد شيئا اخر...

فكرت بتعب وهي تنهض، قررت أن تجعل هذا اليوم مختلفا وتبادر هي لعله يشعر بها...

اتجهت إلى ملابسه كي تجهزها لها، اختارت له الالوان التي تجذبه، ثم بدأت بكيها، وبعد أن انتهت أمسكت بحذاؤه ثم لمعته جيدا ووضعته بجوار ملابسه المرتبة حتى عندما يخرج من الحمام يجدها ويرتديها فورا، تذكرت أن حافظة الأموال الخاصة به ما زالت في بنطاله الذي ارتداه في الامس، اتجهت إلى ذلك البنطال وأخرجت الحافظة. ابتسمت وهي تتلمسها، أنها تعشق كل شىء يتعلق به. أغمضت عينيها وهي تفكر أنها تعشقه بطريقة ميئوس منها. وكم حاولت أن تنساه وفشلت تماما، فتحت الحافظة بحب ليبهت وجهها فجأة وتشعر وكأن أحدهم يعتصر قلبها بقوة، بدأت الدموع تتجمع في عينيها وهي تري صورة مرام، شهقت عندما سحب سامر منها الحافظة، نظرت إليه لتجده ينظر إليها بغضب ويقول: - انت ازاي تفتشي في محفظتي بالشكل ده، ازاي تلمسيها، مش عيب عليكي...

- ليه صورة مرام عندك يا سامر، صورة مرام لحد دلوقتي بتعمل عندك ايه...
قالتها كارما ودموعها تتساقط، كانت تشعر بألم عميق في قلبها، حاول سامر الا يظهر عليه التوتر والاحساس بالذنب وقال: - ملكيش دعوة، دي حاجة خاصة بيا، ايه اللي مضايق حضرتك!
- من حقي اتضايق لما اشوف جوزي حاطط صور مراته القديمة في محفظته، انت ايه مبتحسش؟!

صرخت بها كارما بإنهيار، كاد سامر ان يتحرك بعيد عنها ببرود الا انها امسكت ذراعه وقالت: - مش هتمشي قبل ما نخلص كلامنا يا سامر، لازم تعرف النار اللي جوايا لما اعرف ان جوزي بيحب واحدة غيري، لسه بيراقبها لحد دلوقتي ومتحسر انه متجوزهاش...
دفعها سامر وهو يزعق بها وقد كان يحترق قلبه بسبب تذكره الدائم انه قد خسرها للأبد؛.

- انت اتجوزتيني وعارفة اني بحبها، أنا بحب مرام يا كارما وهحبها طول حياتي ولو بس فكرت ترجعلي هرميكي برا حياتي. لاني بكرهك، أنا عمري ما حبيتك ولا هحبك، عمرك ما هتأخدي مكانها في قلبي، عمرك.
ثم دفعها بعنف حتى سقطت ارضا وأمسك ثيابه وخرج من الغرفة ليرتدي ثيابه ويخرج!

نظرت كارما إلى اثره بذهول، كانت لا تصدق كيف ينقلب الأمر عليها، لا تصدق ما قاله للتو، سيرميها وكأنها خرقة بالية لا أهمية لها، لن تستطع كارما تحمل الأمر وانفجرت بالبكاء!

كان يقف أمام منزلها، لقد مر ثلاث ايام منذ آخر مرة رآها فيها، يعلم أن ما فعله لا يغفر ولكنه يثق أنها تحبه كثيرا وسوف تغفر له خطأه، كان احمد متأكد من هذا بأنه يعرف كم هي تحبه، وكم تريده في حياتها، هو متأكد جدا أن حياة لا يمكنها أن تعيش بدونه، فبإعتذار واحد سوف تلين، تنهد وتذكر أن في تلك الليلة لم يكن على طبيعته ابدا، لقد حاول أن يعتدي عليها، لم يكن هو ابدا بتلك الحقارة، ولم يصل ابدا إلى ذلك المستوي المتدني ولكن زواج مهرا جعله محطم للغاية، لقد شعر أنه يحتضر، يموت، ولم يجد ما يسكن المه لذلك لجأ لحياة ولم يعي ماذا يفعل، هو غاضب من نفسه لأنه فقد السيطرة بتلك الطريقة، ومن حسن حظه أن حياة لا تمتلك اي نوع من الكرامة أو الكبرياء والا كانت سوف تبتعد عنه وهو من سيتدمر، لقد خاف الايام السابقة ان تطلب من المحامي أن يطرده بسبب فعلته ولكن لدهشته لم تطلب هذا بل اختفت تماما عن الأنظار، وهو اتي اليوم لكي يعتذر لقد كان يأتي كل يوم ليراها ولكنها لم تكن تخرج من المنزل، ولكنه قرر اليوم أن لم تخرج سيصعد هو لها، انتبه وهو يراها تخرج من منزلها لأول مرة منذ ثلاث ايام، كانت متشحة بالسواد كليا، ملامحها الجميلة متجهمة ووجهها صافي وخالي من مساحيق التجميل، فتحت سيارتها الحمراء واستقلتها ثم انطلقت، اسرع احمد وركب سيارة اجرة وذهب وراها...

بعد ربع ساعة تقريبا، توقفت حياة أمام مقبرة ما ثم نزلت من سيارتها ودخلت تلك المقبرة، دخل هو خلفها دون أن تشعر، كان هي تمشي وهي منهكة، تشعر أنها تنزف من الداخل، كلما اتت هنا وأدركت أنها خسرت الأهم في حياتها تتحطم كليا، انهارت عندما وصلت إلى ق بر والديها...

دموعها المحبوسة في عينيها البنية انسكبا على وجهها كألامطار الغزيرة في ليلة ممطرة، كانت شهقاتها تخرج وهي تمزق قلبها، وضعت يديها على القبر وهي تبكي بعنف وتقول: - وحشتوني اوووي أوووي انا بموت من غيركم، الحياة من غيركم عقاب صعب أنا مش قادرة اتحمله مش قادرة، يارتني معاكم، ياريت اموت وارتاح ياريت، مش قادرة اتحمل نفسي احضنكم، على الاقل انتوا الوحيدين اللي حبتوني، بابا، ماما، انتوا الاتنين حبتوني كتير، حبتوني اكتر من اي حاجة في الدنيا. ولما خسرتكم أنا خسرت كل حاجة، خسرت العيلة والدفا والحب، حاولت ادور على الحب دايما بس مكنتش بحس أن فيه حد بيحبني بجد، وبعدين ابتليت بحب واحد اناني، واحد مستغل كسرني. وخلاني اكره الحياة اكتر، عشان كده انا جيت عشان اموت معاكم، أنا هموت هنا وسطكم وهدفن معاكم...

كان احمد ينظر إليها بصدمة وهو لا يفهم ماذا تقصد، وعندما فهم اتسعت عينيه بقوة وهي تخرج سكين من حقيبتها وتضعها على رسغها، ابتسمت حياة من بين دموعها وقالت: - كده احسن مش كده ولا ايه، على الاقل هكون معاكم للابد، على الاقل مش هكون في مكان أنا غير مرغوب بيا فيه...
ثم كادت أن تمرر السكين على رسغها إلا أن أحدهم دفع السكين وهو يصرخ قائلا: - انت اتجننتي!

نظرت حياة لتجده احمد، نهضت وصرخت: - ملكش دعوة بيا، ملكش دعوة...
ثم كادت أن تمسك السكين مرة اخري إلا أنه امسكها وهو يهزها ويقول: - فوقي يا حياة، مينفعش اللي بتعمليه ده، فوقي لنفسك، اهلك مش هيكونوا مبسوطين وأنت بتعملي في نفسك كده...
لم تستطع السيطرة على نفسها وانهارت بين أحضانه وهي تضمه بقوة وتبكي بعنف، اخذت تبكي وتبكي حتى ظنت ان دموعها نضبت تماما!

في مكتب انس، - ازيك يا أنس.
قالتها ليل وهي تدخل إلى المكتب بكامل أناقتها المعتادة، كانت ترتدي بنطال جينز انيق مع حذاء ذو رقبة وقميص من الدانتيل الرائع، عينيها الخضراء تبرق وتنظر إليه بإعجاب...
تجهم وجه انس وهو يراها وقال: - خير يا ليل جاية ليه...
نظرت ليل بخبث إلى مرام الواقفة بجوار انس وبيدها ملف ما وقالت: - دي مقابلة تقابلني بيها يا أنوس...

حاول انس تمالك اعصابه وقال: - انسة مرام. ممكن معلش تسيبنا لوحدنا.
هزت مرام رأسها وهمت بالخروج، رفعت ليل حاجبيها وهي تلاحظ العرج البسيط في قدمها وقالت: - مال رجلك يا انسة مرام. أنت كويسة...
أخفت مرام انفعالاته بمهارة بينما تجهم وجه انس وقال من بين أسنانه: - ليل...
نظرت إليه وقالت: - انا بس بطمن عليها يا أنس، يمكن لو تعبانة تديها إجازة، بلاش تشغل البنت وهي تعبانة حرام عليك يا مفتري...

ابتسمت مرام في وجهها وقالت: - لا يا انسة ده مش تعب، أنا من فترة عملت حادثة وهي سببت ليا عرج بسيط، الحمدلله على كل حال...
ابتسمت ليل لها ابتسامة سخيفة وقالت: - اووه زعلتيني عليكي يا مسكينة، اكيد بتواجهي صعوبة في الشغل عند انس هنا، اصل الشغل هنا تقيل ومحتاج حركة دايما واكيد أنت بتتعبي اووي مش كده...

كان أنس يغلي من تصرفات ليل فقال بحدة مقصودة: - انسة مرام من أكفأ الموظفين عندي يا ليل متقلقيش على الشغل ومتتدخليش في اللي ملكيش فيه...
حافظت ليل على ابتسامتها ولم تشعر بالإحراج بسبب معاملة انس لها، ولكنها من الداخل عرفت أن تلك الفتاة لها تأثير كبير على أنس وهي يجب أن تتصرف قبل أن يطير هذا الوسيم من بين يديها، اصطنعت هي ابتسامة ودودة وقالت: - انا بس قلقانة عليها يا بيبي...
- محدش قالك تقلقي...

كانت مرام محافظة على مظهرها الجليدي وقالت: - طيب عن اذنكم أنا بقا...
ثم خرجت بسرعة...
- عاجبك اللي نيلتيه ده، أنت ايه لسانك ده متبري منك، ازاي تجرحيها بالشكل ده، وليه تتكلمي معاها اصلا، وليه كل شوية تنطيلي هنا، أنت عايزة مني ايه...
رفعت ليل حاجبيها واقتربت منه وهي تقول: - بتحبها.

ابتسمت بخبث وهي تري علامات التوتر على وجهه بينما يبلع ريقه بصعوبة، ضحكت هي وقالت بذهول: - مش معقول انك تصوم تصوم وتفطر على دي...
- احترمي نفسك يا ليل!

قالها هو غاضبا لترد هي وقد انقشع الود من وجهها ليظهر الغضب، الحقد والتملك: - انت اللي فوق لنفسك وكفاية كده، انت بتغرق يا استاذ، انت فاكر اني مش حاسة بيك، مش شايفة بتبصلها ازاي، عينيك بتلمع ليها وبتدافع عنها كأنها حد يخصك، شوفت عينيك وهي بتسرق نظرات ليها، حاسة بقلبك اللي بيدق ليها، بس لا يا أنس ده مش هيحصل، اليوم اللي تقرر ترتبط بيه بحد غيري أنا هاخد ملك منك واربيها أنا واوعدك انك عمرك ما هتشوفها، متنساش الاتفاق، أما ملك أو قلبك وانت اختار، خرج البنت دي من دماغك لانك انت اللي هتتعب...

- مترسميش سيناريوهات من عقلك يا ليل آنسة مرام مجرد...

ضحكت هي بقوة وهي تقترب أكثر ثم امالت على مقعده تحاصره وقالت: - عليا الكلام ده يا أنوس، يا بيبي أنا حاسة بيك، نظراتك فاضحاك يا أنس، العاشق دايما مفضوح وانت للاسف هويتها بس البنت دي هتخسرك كتير فلازم تتصرف، اتصرف بدل ما تلاقي نفسك خسرت ملك، لأن والله لو عرفت بس بحوار أي ارتباط بينك وبينها هقلب الدنيا عليك، ودلوقتي لازم تطردها من الشركة والا هاخد ملك...
- نعم بتقولي ايه؟!

قالها انس بصدمة لترد ليل بحزم: - اطردها يا أنس، اطردها!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة