قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عروس رغما عنها الجزء الأول للكاتبة سولييه نصار الفصل الثالث

رواية عروس رغما عنها الجزء الأول للكاتبة سولييه نصار الفصل الثالث

رواية عروس رغما عنها الجزء الأول للكاتبة سولييه نصار الفصل الثالث

اوقفت سيارتها امام الفيلا، عينيها منتفخة من البكاء وشفتيها ترتعش، ما زالت تحت تأثير صدمة ما حدث انها خسرت كل شئ، كل شئ حرفيا، اغمضت عينيها ودموعها تنساب على خدها، وضعت كفها على فمها وهي تبكي بعنف، شعرت ان الحياة تضيق بها، لا تعرف ماذا تفعل في تلك الكارثة وكيف تتصرف، جدها لو عرف سوف يقتلها بكل تأكيد، لا تصدق انها وقعت في الفخ الذي اعده لها مروان، ظنت انه حقا يعشقها ولكن اتضح انه حقير كان يسعي خلف شئ واحد فقط، كل يسعي لجسدها لكي يلقيها بعد ذلك كأي خرقة بالية، لم تتخيل في أسوأ احلامها ان هذا سوف يصيبها على يد اكثر شخص احبته في حياتها!

ارجعت راسها للخلف على مقعد السيارة ودموعها تتسابق على وجنتيها، بينما تهاجمها الذكريات المريرة. تهاجمها لحظة ادراك انها فقدت كل شئ...
.
فلاش باك...

تأوهت مهرا وهي تشعر بصداع يكاد يفتك دماغها، تشعر انها فاقدة للذاكرة، لا تتذكر أي شئ، حتى انها لا تستطيع ان تفتح عينيها، تشعر ان عينيها ثقيلتين كجسدها، حاولت ان تفتح عينيها ولكن فشلت، وضعت يديها على رأسها الذي يكاد ينشطر من الألم وكادت ان تستلم مرة اخري للنوم ولكن لحظة ادراك جعلتها تتشبث بالوعي بقوة ووالصور تتلاحق امامها، مروان! لقد اتي مروان بها إلى هنا!، لقد راته يتجرد من ملابسه ويجردها من ملابسها، فتحت عينيها بضعف وهي على حافة الانهيار، أول ما رأته هو السقف المزخرف لغرفة حياة، اغلقت عينيها بألم عندما اصطدمت بالاضاءة القوية للغرفة، ثم فتحتها مرة اخري وهي تقاوم بشدة، نهضت ببطء ولطمت على وجهها وهي تجد نفسها عارية وملابسها ملقاه بجوارها، شدت الغطاء إلى جسدها وهي تطلق صرخة فزع، نظرت حولها ودموعها تتساقط على وجهها لتتجمد وهي تري مروان يجلس على المقعد في اخر الغرفة ويدخن بشراهة...

- ايه اللي حصل؟!
قالت بصوت مرتجف، نظر مروان الأرض ولم يرد عليها، كان يبتلع ريقه بتوتر ولا ينظر إليها حتي...
بكت واخذت تلطم وهي تقول: - انطق ايه اللي حصل بيننا يا مروان، عملت ايه فيا، ومين، مين...

وضعت كفها على شفتيها وهي تبكي ثم اخذت تضرب وجهها بكفها، عينيها العسلية اصبحت حمراء كالدم وشفتيها نزفت بسبب ضربها لوجهها المستمر، شعرت أنها في كابوس، كابوس تود الاستيقاظ منه، كابوس اسود مخيف، لقد تدمرت، تدمرت تماما.

كان مروان ينظر إليها ببلادة، لا يعرف ماذا يقول. كان يراها وهي تضرب نفسها وتصرخ بفزع، لم يتحدث، لم يبرر او يعتذر حتي، كان ينظر إليها وكأنه منفصل عن العالم بأكمله بينما صراخها يخترق اذنه، كانت تسأله، تريد أن تعرف ما حدث بينهم، ولكنه لم يريحها وكان احدهما قص لسانه فأصبح لا يستطيع التحدث، توقفت مهرا فجأة عم البكاء والصراخ كأنها قد تعبت. وامسكت ملابسها وولجت إلى الحمام بسرعة، اخذت ترتدي ملابسها وهي ترتجف وتبكي، كانت تتمني ان يكون كل ما حدث مجرد كابوس مخيف وستفيق منه، كيف يفعل بها هذا، كيف تفعل بها حياة هذا، حياة من اعتبرتها افضل اصدقائها تفعل هذا، ومروان من عشقته اكثر من أي شئ، أي خيانة تلك، لقد كان الألم مضاعف، الم عظيم لا تقوي على تحمله، كيف ستعيش الآن، الموت اهون لها من الفضيحة التي ستنالها...

اتمت ارتداء ملابسها وخرجت مسرعة من الحمام...
- منك لله...
قالتها بإنهيار لمروان ثم خرجت مسرعة من الغرفة وهي تشعر بالاختناق، يجب أن تذهب من هنا بسرعة والا سوف تموت!
باك
عادت من شرودها ومسحت دموعها بسرعة وهي تخرج من السيارة بينما تشعر وكأن العالم يدور بها.

كان يدخن سيجارته بشرود ما حدث منذ ساعة تقريبا ما زال يدور بعقله، جسده بالكامل مخدر، اغمض عينيه وهو يغلق عقله عن ما حدث، لا يريد التفكير في شئ، لا يريد ان يفكر فيما حدث منذ قليل، لا يريد التفكير من الاساس، كان مشوش للغاية، متعب والالم يفتك برأسه فلا يرتاح، قرر ان ينهي سيجارته ويرتدي ملابسه ثم يذهب...

صوت خطوات دخول أحدهم الغرفة جعله يفتح عينيه، كانت حياة تبتسم له بشر، كان كعبها العالي يحتك بأرضية الغرفة الراقية مصدر صوتا مستفز...

ارجعت شعرها للخلف وميلت راسها قليلا وهي تراقبه، قد يظن مروان ان حياة فعلت هذا من اجله او من اجل ان تنال منه سيارة تافهة، ولكن لا، هي فعلت هذا لتري مهرا في هذا الموقف، اعجبها ان تري مهرا منكسرة. منهارة، لم تتخيل سعادتها وهي تراها محطمة، لا تستطيع ان ترفع رأسها من الاساس
فلاش باك...

كان الحفل في نهايته عندما لمحت حياة مهرا تخرج من فيلتها وهي تضم حقيبتها إلى جسدها، كانت ترتعش وواضح انها تبكي، ابتسمت حياة بخبث وهي ترتشف مشروبها، مظهر مهرا كان مبهج لها، لا تصدق ان ما سعت له منذ زمن تحقق أخيرا، ارادت ان تلوث مهرا وفعلا هذا، لقد كسرت غرور تلك الفتاة المدللة وعندما يعلم جدها بما حدث سوف يقتلها بكل تأكيد، التفكير فقط في هذا اطربها، لوهلة رفعت مهرا عينيها ونظرت إلى حياة وهي تبكي لتمنحها حياة ابتسامة مستفزة ثم تطبع على كفها قبلة وترسلها لها على الهواء، لتذهب مهرا بسرعة إلى سيارتها المركونة خارج الفيلا وتقودها مسرعة...

باك...
ما زالت حياة محتفظة بإبتسامتها الشريرة، أخيرا اصبحت مهرا مثلها، مجرد فتاة رخيصة، فالفتاة التي كانت تتشدق بكبرياؤها قتلت على يديها، والان مهرا امامها حلين، اما ان تستلم لذلك الطريق وتكون عشيقة رخيصة لمروان، او تنتحر لتتخلص من العار...
تنهدت حياة وهي تقترب من مروان وقالت: - صباحية مباركة يا عريس، خلصت بسرعة، ده أنا قولت هتقعد للصبح...
لم يرد مروان عليها بل ما زال غارق في افكاره...

جلست حياة بجواره وهي تسحب منه السيجار وتقول: - جرا ايه يا مارو مفروض تكون مبسوط، مهرا بقت عند رجلك خلاص، وانا واثقة ان هي اللي هتجيلك برجلها المرة اللي جاية، ووقتها انت اللي تقرر ترفضها ولا تكمل لحد ما تزهق منها...

لم يرد مروان عليها ولم يعطيها أي اهتمام. لتضع ذراعها عليه وهي تتكلم بينما كانت غارقة في افكارها: - تعرف يا مارو أنا مبسوطة اووي أننا قدرنا نكسر غرورها، اصلك متعرفش مدلعة قد ايه ومبسوطة بنفسها كأن مفيش حد جميل غيرها، هي مبسوطة بالجمال ده، بس ايه فايدة الجمال من غير شرف، دلوقتي يا عيني هي خسرت وانكسرت ومش هتعصي عليك تاني، وانت هتحركها بإيديك زي ما انت عايز، تعرف يا مارو احنا نسينا نصورها في الوضع ده كنا هنكسرها اكتر، بس يالا مش مهم، نصورها بعد كده، أنا حاسة ان الجايات كتير اوووي...

نظر مروان إليها وقد صدر أخيرا منه رد فعل وقال: - انت شايلة منها اوووي يا حياة...
- فوق ما تتخيل...

لمعت عيني حياة بحقد وهي تكمل: - فوق ما تتخيل يا مروان، أنا بكرهها اووي، بكرهها اكتر من أي حد في حياتي، بكره كبرياءها وغرورها وجمالها، بكره الحب اللي بتحاول تظهرهولي وهي اصلا مبتحبش غير نفسها، بكرهها لان الانسان الوحيد اللي حبيته واتمنيته وكنت ناوي اتغير عشانه حبها هي، صحيح هي رفضته عشاني، بس ده ميمنعش ان كرهي ليها كبير وهفضل اكرهها واخرب حياتها.

وقفت تحت الدوش، الماء البارد يندفع إلى جسدها، لم تشعر ببرود الماء. جل ما تشعر به هو حريق داخلها، نيران تلتهما، نيران الغضب والذنب، بينما قلبها المسكينة ينزف من خنجر الخيانة الذي طعنت به، ترغب ان تصرخ بقوة، تخبر أي احد بما حدث. تخبرهم كيف تم انتهاكها ولكن لا تستطيع، يجب أن تصمت، يجب أن تخفي ما حدث، يجب ألا تتحدث والا هي من سوف تموت، هي التي ستعاقب، هي من ستكون المجرمة رغم انها ضحية، ولكن لن يقف بجانبها احد اولهم جدها الذي سوف يقتلها لو عرف، وضعت كفيها على وجهها وهي تبكي، جلست على الأرض وهي تضرب وجهها وتبكي. ليتها تموت، تريد أن تموت حقا، فالموت اهون مما ينتظرها، الموت اهون من الفضيحة، نهضت وهي تمسح دموعها، لقد قررت، قررت انها سوف تنتحر، لن تنتظر ان يكتشف جدها ما فعلته، لن تتحمل هذا...

اطفأت صنبور المياه والتقطت المنشفة وجففت نفسها جيدا ثم ارتدت منامتها وخرجت...

جلست على فراشها واخرجت الحبوب المنومة التي تتناولها عندما يعصي عليها النوم، امسكت العبوة وهي تذرف الدموع، تعض على شفتيها بإنهيار وقلبها يتداعي كانت يديها ترتعش، ما ستقدم عليه صعب ولكنه الحل الوحيد، فهي لن تعيش بهذا العار، هذا مستحيل، مسحت دموعها وحسمت امرها، اخرجت كل الحبوب ووضعتها على كفها ثم امسكت كوب المياه، كادت ان تضع الحبوب بفمها الا ان صرخة والدتها اوقفتها، اسقطت مهرا الحبوب بفزع وهي تنظر إلى والدتها التي تصرخ بهلع، اقتربت مروة من مهرا وهي تمسك من عبوة الحبوب وتلقيها بعيدا وزعقت بها: - انت اتجننتي، اتجننتي يا مهرا...

ابتلعت مهرا ريقها وابتلت عينيها بالدموع وتساقطت مرة اخري، اخذت والدتها تهزها وهي تقول: - ليه عايزة تنهي حياتك، ليه، انت اتجننتي يا مهرا، ليه يا بنتي تحرقي قلبي عليكي ايه...
انهارت مهرا بين ذراعي والدتها وهي تبكي وتصرخ: - ماما أنا عملت كارثة، ماما أنا انتهيت. الموت احسنلي يا ماما، صدقيني اني اموت احسن من الفضيحة...
ابعدتها مروة وقالت: - فضيحة ايه يا بنت اللي بتتكلمي عنها، انطقي.

- ماما، ماما، مروان، الولد اللي بحبه، شربني حاجة معرفش ايه هي و. و...
صرخت مروة وهي تلطم: - يا مصيبتي يا مصيبتي...
- ماما...
قالتها مهرا بإنهيار ولكن والدتها لم تتوقف عن اللطم...
- منك لله ضيعتي شرفنا، شرفنا بقا لعبة في ايد ابن السويسي، يا مصيبتي، يا دي المصيبة، جدك لو عرف، جدك...
- مهررررا
اتنفضت مهرا وجدها يصرخ بإسمها، اخذت ترتعش وقد سيطر الغضب على وجه جدها، كل تجعيدة في وجهه كانت تظهر غضب صارخ.

- جد، جدي
قالتها مهرا برعب، ليقترب منها جدها ويمسك شعرها بعنف ويقول: - انا كنت عارف أنك هتجيبلنا العار، ده اخرى دلعي ليكي لحد ما بوظتي وسلمتي نفسك لواحد ميسواش يا رخيصة...
صفعها على وجهها لتسقط ارضا، حاولت مروة ان تزيحه الا انه صرخ بها وقال: - ابعدي يا مروة بدل ما اقتلك معاها...
- اقتلني يا جدي. اقتلني ابوس ايديك، أنا مش هقدر اعيش بعد اللي حصل، ابوس ايديك اقتلني...

صرخت بها مهرا وهي تبكي بعنف. ضغط جدها على اسنانه وقال: - حتي الموت بسهولة متستحقهوش.
ابتعد عنها قليلا وقال: - تترزع في البيت لحد ما اشوف حل للمصيبة دي...
نظر إلى مهرا وقال: - قادر دلوقتي اقتلك يا مهرا، اقتلك لحد ما اشفي غليلي، بس للأسف وعدت ابني قبل ما يموت اني احميكي دايما، ولازم انفذ وعدي والحق الم الدنيا قبل الفضيحة...

في شقة مروان الخاصة...
- ده ملفها يا باشا...
قالها المحقق الخاص وهو يعطي الملف لمروان، ترك مروان السيجار التي بيده واخذ الملف، اكمل المحقق وقال: - جيبت المعلومات على حسب الوصف اللي ادتهوني، كمان الملف مرفق بصورة عشان تتأكد أنها نفس البنت اللي عايز المعلومات عنها...

فتح مروان الملف ونبض قلبه بعنف وهو يري صورتها، ابتسامة احتلت شفتيه وهو يتطلع إلى ملامحها الجميلة، انها المرة الاولى التي تروقه فتاة لهذا الحد ويكون مصمم على أن ينالها وسوف ينالها، سوف يجعلها ملكه مهما حدث، يجب اولا ان يجعلها تقع في غرامه وهذا ليس صعبا على مروان السويسي، ستعشقه حد الجنون، فلن تخلق امرأة بعد ترفضه، قصرا ذهبت افكاره إلى ما حدث مع مهرا ولكنه هز رأيت وطرد كل تلك الذكريات غير المرغوب بها، لن يفكر في مهرا ابدا، فهدفه الجديد ها هو امامه، اطفأ مروان وهو يتمعن في الملف، مط شفتيه بإعجاب وهو ينظر إلى معلوماتها...

- هي في طب، جميل اووي...
قالها مروان بتسلية نظر إلى الاسم ليتجمد فجأة ويقول: - اسمها ليلي على عزام...
تراجع مروان على كرسيه وعينيه اتسعت بصدمة وهو يقول: - ليلي على عزام، مهرا كريم عزام، على عزام، ايوة ابويا حكالي عنه، ده اللي رفض يتجوز مروة حسان واتجوز بنت الخدامة وساب البيت، فاضطر كريم يتجوز مروة وخلف منها مهرا، الاتنين ولاد عم! مش معقول!، ده أي صدف الأفلام الهندي دي...

ضحك مروان بصدمة وقال: - يعني لما مهرا قابلت ليلي مكانتش تعرف انهم ولاد عم، أكيد لانهم متقابلوش أكيد، حتى مهرا عمرها ما قالتلي ان ليها عم...
كان المحقق ينظر إلى مروان وهو يكلم نفسه وقال بصوت منخفض: - مجنون ده ولا ايه!
نظر مروان إلى المحقق واعطاه ظرف وقال: - شكرا، ده نصيبك...
ابتسم المحقق وهو يأخذ الظرف ويخرج المال وقد لمعت عينيه بسعادة واخذ يعد المال...

بينما مروان ما زال يتفقد الملف وداخله ما زال مصدوم بما عرفه الفتاة وابنة عمها...
ضحكة ساخرة احتلت شفتيه بينما انتهي المحقق من عدد امواله وودع مروان وذهب...
تنهد مروان وهو يفكر كيف سيتسطيع ان يمتلك تلك الفتاة، ما عرفه منذ قليل زاده اصرارا على امتلاكها!

- استيقظت من نومها وهي تشعر بسعادة جديدة عليها، فبعد ان اتاها الرد بالأمس على الموافقة انها تعمل بالشركة وهي سعيدة للغاية، صلت البارحة ركعتين لتشكر ربها ونامت وهي تحلم بحياة جديدة تماما لها، ووعدت نفسها انها ستفعل المستحيل كي تثبت مكانتها بالشركة...
نهضت مرام من الفراش، كي تتوضأ وتصلي الفجر، خرجت من غرفتها لتجد ادم يلبس حذاؤه كي يستعد ويخرج لصلاة الفجر ابتسمت وقالت: - صباح الخير يا حبيبي.

- صباح النور يا مرام، أنا طالع عايزة اجيبلك حاجة معايا؟!
- ممكن تجيبلي شوكولاتة
ابتسم وقال: - عيوني حاضر...
ثم خرج لتدخل هي الحمام وتتوضأ...
خرجت مرام وارتدت اسدال الصلاة ثم صلت الفجر.
في هذا الوقت اتي ادم من الخارج وهو يحمل حقيبة بلاستيكية بها عدة انواع من الشيكولاتة، اعطاها لمرام وقال: - سيبي شوية لليلي بدل ما تفضحنا الصبح.
ضحكت مرام وقالت: - حاضر يا حبيبي.

تثاءب وقال: - هروح دلوقتي انام شوية على ما تطلع الشمس، حرفيا هلكان...
نظرت إليه مرام بشفقة وقالت: - الله يكون في عونك يا حبيبي روح ارتاح...
هو رأسه وقبل راسها وذهب لغرفته، جلست مرام على الطاولة وامسكت المصحف ثم بدأت بقراءة سورة البقرة...

انتهت من القراءة وقبلت المصحف ثم امسكت الشوكولاتة وبدأت بتناولها وعلى ثغرها ابتسامة حالمة، في عقلها تضع خطط كي تبهر الجميع بعملها، كي تستطيع التقدم في حياتها وتساعد شقيقها، نهضت بنشاط بعد ان تناولت الشوكولاتة ثم ذهبت لتحضر الفطار...

ولجت إلى الشركة وعلى شفتيها ابتسامة رقيقة، وقفت امام فتاة الاستقبال وكادت ان تتحدث الا ان الفتاة اوقفتها وقالت بلطف: - اهلا يا انسة مرام، فورا روحي مكتب الاستاذ انس. فورا عشان هو وصل من دقيقة...
هزت مرام رأسها وصعدت السلالم، عقدت هايدي حاجبيها وقالت بحيرة: - ما فيه اسانسير!

وقفت مرام امام باب المكتب وهي تتنفس بسرعة. هدأت نفسها ثم دقت الباب وولجت للمكتب واغلقت الباب خلفها...
- بعدين تبقي تيجي قبلي بنص ساعة على الأقل لو سمحتي...
قالها انس دون ان ينظر إليها. كان يرتدي نظارات القراءة وهو يقرأ ملف ما...
ابتلعت ريقها وقالت: - حاضر يا فندم...
نظر إليها أنس وقال بهدوء: - اتفضلي اقعدي عشان نتفق ازاي هنمشي الشغل...
هزت مرام راسها وتقدمت ثم جلست على المقعد...

نظر إليها أنس وقال بعملية: - استاذة مرام انت السكرتيرة الخاصة هنا يعني تنظيم اوراق او مواعيد هتكون مهمتك الرسمية، انت هتكوني دراعي اليمين وانا هعتمد عليكي اعتماد تام، الشغل في شركتي معناه ان حضرتك تتعبي عشان تثبتي نفسك، لو مش هتقدري على الضغط بتاع الشركة متورطيش نفسك من البداية، الشغل هنا كتير، تمن ساعات من غير راحة مفيش الا ربع ساعة راحة للغدا، اما باقي الساعات حضرتك هتكوني شغالة مش هتوقفي لحظة...

ارتعشت مرام من كلامه الصارم ولكنها هزت رأسها وقالت: - فهمتك يا فندم، متقلقش هعمل اللي اقدر عليه.
ابتسم أس بلطف وقال: - تمام يا انسة مرام، طبعا عارفة مكتبك فين. هناك هتلاقي السكرتيرة القديمة اللي هتفهمك كل حاجة، عايز شغل بجد.
- حاضر يا فندم...
قالتها ثم نهضت وخرجت من المكتب واتجهت لمكتبها الذي بجانب مكتب انس، لتجد فتاة شابة تلملم حاجاتها بينما تسمح دمعة شاردة من على وجنتها...
- السلام عليكم...

القت عليها مرام السلام لتشهق الفتاة ثم تبتسم بإرتباك وتقول: - اهلا يا انسة مرام، اتفضلي.
- استاذ انس قالي...
هزت مريم رأسها وهي ترجع شعرها للوراء وقالت: - ايوة ايوة، اقولك الشغل نظامه ايه، اتفضلي.

اقتربت مرام منها لتسلمها مريم دفتر صغير وتقول: - دي النوتة بتاعة استاذ انس، دي مهمة اووي فيها كل مواعيده، كل الحاجات المطلوب تعمليها، هتساعدك جدا في شغلك، تناولت منها مرام الدفتر فأكملت مريم: - مرام استاذ انس طيب اووي، انسان فعلا محترم ومقدر ومش وحش ولا استغلالي بس هو عملي زيادة يعني متقصريش في شغلك لان ده بيضايقه، هو بيحب الإلتزام في الشغل، بيحب كل حاجة تمشي زي ما هو حابب هو اللي كبر الشركة دي ومصمم يحافظ عليها، فأنت اعملي شغلك على اكمل وجه وهو بإذن الله هيقدرك جامد...

ابتسمت مرام وهي تهز رأسها فقالت مريم وهي شاردة: - بس اوعي تحبيه يا مرام، وقتها هتتحرمي منه للأبد...
عقدت مرام حاجبيها وقالت: - نعم؟!
هزت مريم راسها وهي تعود لوعيها وقالت: - لا لا مفيش حاجة، دلوقتي هقولك على باقية المهام...

في ورشة ادم...
كان يعمل كالعادة وهو يدندن مع اغنية لأم كلثوم، عشقه الابدي.
بعد ساعتين...
كانت قد انتهي تماما من عمله وقرر ان يذهب إلى منزله يأكل ثم يأتي مرة اخري...
ولج إلى الحمام الملحق بالورشة وخلع التيشرت الخاص به وارتدي ملابس نظيفة وخرج...
تجمد فجأة وهو يجده واقف في ورشته، اتسعت عيني آدم وهو ينظر إلى كابوسه اليومي، جابر عزام...
ابتسم جابر وقال: - وحشتني يا حفيدي!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة