قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عاشقي المخاطر للكاتبة حنين محمد الفصل الثامن

رواية عاشقي المخاطر للكاتبة حنين محمد الفصل الثامن

رواية عاشقي المخاطر للكاتبة حنين محمد الفصل الثامن

في الأقصر
ضغط معتصم علي مكابح سيارته سريعاً لتتوقف أمام تلك الغابة الصغيرة ممسكاً بهاتفه ينظر الي موقع زينة، خرج من السيارة مسرعاً الي الداخل قائلا بقلق:
-بتعملي أيه هنا يا زينة هتروحي في داهية.

بدأ بالتجول بين الأشجار بقلق علي جميلته، عندما فقد أمل إيجادها، صرخ بإسمها عالياً، و أستمر في النداء عليها و هو يركض داخل الغابة، حتي سمع همسات قريبة بصوتها تنادي أسمه، فتمكن من إيجادها بعد دقائق صغيرة ملقاة علي الأرض و بجوارها كريم مسطح علي لوح خشبي يتدلي من جانبيه حبل..
أقترب سريعاً منها و جلس أمامها و قد وضع رأسها علي قدمه بقلق قائلا ً:
-زينة، مالك يا حبيبتي
أبتسمت زينة بوجع و أردفت:.

-شوف لتاني مرة نقع في نفس الموقف و نفس الحركة، أنا واخدة عالقة او طالعة من موتة حلوه زي المرة دي كده
ضحكت بخفوت و هي ترفع يدها لتمررها علي وجنته اليمني قائله:
-وفي كل مرة ببقي بموت و مش بيغمي عليَّا حتي، تحس إني هركليز في نفسي كده، بس متقلقش و الله أنا كويسة بس بعيداً عنك اول مرة احس إني في جهنم علي الأرض
نظر معتصم الي جروح كريم التي ازداد احمرارها ثم أعاد ببصره نحوها و ضمها الي صدره بقوة قائلا:.

-أنتي كنتي فين و ولع يا زينة أنتي و كريم، كريم لازم يتنقل علي المستشفي حالاً
أبعدها عنه بقلق مرعب و نظر في أنحاء جسدها قائلا:
-أنتي متحرقتيش صح؟
أومأت برأسها نافية، و أردفت:
-أنا كويسة بس كريم أتحرق جامد لازم نروح علي المستشفي قوم ساعده و انا هقدر أمشي لوحدي
وقف معتصم و أمسك بيدها ليساعدها علي الوقوف، ثم رفع كريم علي كتفه و أمسك بيد زينة مردفاً:
-يلا بسرعة، العربية مش بعيدة من هنا.

سار معتصم مع زينة و كريم فاقد الوعي بخطوات شبه واسعة بسبب تعب زينة، حتي وصلوا الي السيارة، صعدت زينة في المقعد الأمامي، بينما وضع معتصم كريم في المقعد الخلفي و صعد خلف عجلة القيادة و أنطلق مسرعاً نحو أقرب مستشفي..

في المعادي بجريدة منارة الحقيقة
دخل منير الي مكتب عادل بحماس كبير و هو يعطيه ورقة بها آخر تحقيقاته مردفاً:
-اتفضل يا أستاذ عادل
سحب منه عادل الورقة و أشار الي المقعد قائلا:
-أقعد يا منير عاوزك
جلس منير و تحدث بإهتمام شديد:
-خير يا أستاذ
شبك عادل أصابعه بإبتسامة مستفسراً:
-زينة فين يا منير؟!
نظر منير حوله ليترقب أن كان يراقبهما أحد، ثم أقترب أكثر من عادل و تحدث بصوت هامس:.

-بتتابع تحقيق خالد الدهشوري و بصراحة يا فندم هي بعتتلي حاجات أشتغل عليها في التحقيق علي ما ترجع، فعايز أستأذن حضرتك توافق إني أكون شريكها في التحقيق ده..
-بعتتلك أيه حاجة مهمة ولا مش أوي؟!
هز منير رأسه نافياً و قد رفع كتفيه و هو يقول:
-هي قالتلي بس أن معتز الدهشوري وراه مصيبة و عايزاني أراقبه
أومأ عادل برأسه و أشار الي منير ليذهب قائلا:.

-طيب يا منير معاك إذن تساعدها و يا ريت التحقيق ده يخلص بسرعة
وقف منير بإبتسامة و أردف:
-أكيد يا فندم أدعيلنا بس، عن أذن حضرتك
غادر منير المكتب، ثم أقترب عادل من الباب و أغلقه تماماَ و أغلق الستائر عليه و باقي الستائر بأكملها، أقترب من أحدي شهاداته المعلقة عن الحائط لتظهر لوحة صغيرة تحتوي علي الأرقام من صفر الي تسعة و علامة النجمة و الشباك و شرطة، كتب سريعاً <1988-12>..

أنفتح الحائط و دلف عادل الي داخله و أعاد إغلاقه من خلال مقبض من الداخل، ثم توجه مباشرةً الي حائط أبيض اللون وضع كفه علي جزء به، ليتفحص بصماته ثم ظهرت عبارة أنجليزية TECNO WORLD ..
وضع عادل يده علي وجهه ليزيل قناع الوجه الذي يرتديه، فظهر تيسيير والد مني، الذي تحدث قائلا:
-دكتور ألفريد داووين
لتتحول العبارة الانجليزية الي مكالمة فيديو سرعان ما أستجاب لها ألفريد الذي تحدث بلغة عربية رديئة:.

-ماذا فعلت يا تيسيير؟
أبتسم تيسيير وهو يردف:
-منى قالت أن أحتمالية نجاح التجربة علي صلاح قوية جداً المرة دي، و أحنا في انتظار أن يفوق، أتخلصنا من أمه أسمهان، و كمان مسحت أي حاجة ليها علاقة بينا من الصحافة و الإعلام و مواقع التواصل الاجتماعي، و أي حاجة هنعملها محدش هيعرف بيها خالص ولا حتي مجرد شك
ثم نظر الي عادل المقيد في زاوية الغرفة فاقد الوعي قائلا:.

-و عادل ساعدنا كتير في ده، لو مش بمعلومات فبوشه اللي خلانا نوصل للنقابة و نمحي أي أثر جديد أو قديم لينا، و لحسن الحظ أحنا مش في حاجة أننا نخلص منه لأنه ميعرفش أشكالنا أو نوايانا، و المخدر اللي مني صنعته بيغذيه و يخليه فاقد الوعي بطريقة متضروش أبداً علشان لو أحتجناه في المستقبل
ثم عاد تيسيير بنظراته نحو ألفريد قائلا بإبتسامة ودودة:.

-هنكون مبسوطين جدا بوجودك في مصر خلال شهر ألفريد علشان تقييم التجربة و نبدأ في تنفيذ المهمة اللي بقالنا سنين بنحاول فيها
رد عليه ألفريد بإيجاز:
-و انا كمان سعيد تيسيير، و اتمني المحادثة الجاية ما بينا تكون في مصر
-أن شاء الله.

أغلق تيسيير المكالمة من تمرير يده أمام وجه ألفريد، ثم ذهب الي جهاز في أحد أركان الغرفة، و توجد بداخله صور لعادل، ضغط تيسيير علي القابس، ليبدأ الجهاز في العمل علي قطعة الصلصال امامه لتتشكل في وجه عادل بعد عدة دقائق..

ارتدي تيسيير القناع ببراعة ليظهر في شكل عادل من جديد ثم خرج من الغرفة السرية و ضغط علي الأرقام من جديد لتغلق الغرفة، فعاد تيسيير ليضع الشهادة في مكانها و جلس علي مقعد مكتبه قائلا بإبتسامة متفائله:.

-كلها أيام و أخرج من الوش ده و أرجع لحقيقتي اللي مش هقبل أني اتنزال عنها أبداً بعد كده، العالم المصري تيسيير ماذن الشافعي أختصاصي الهندسة الكمية، و أخيراً هفتح بوابات جديدة علي الأرض هتحولها من جحيم لجنة جميلة لكل اللي عايش فيها

في المقطم في منزل عزيز.

أستيقظت حسناء من قيلولتها النهاية علي صوت طرقات عنيفة علي باب المنزل، هرعت إليه في فزع و فتحته لتجد أخر ما قد تتوقعه أمامها، الشرطة امامها و قد أبتسم الشرطي العجوز مردفاً:
-و اخيراً يا جنات جه اليوم اللي هركبك فيه عربية الترحيلات بإيدي علشان تاخدي جزاءك، عارفة أيه قمة النحس؟ أن تقدري تختفي 29 سنة و قبل ما الحكم يسقط من عليكي ب 3 شهور ألاقيكي علشان تواجهي مصيرك.

ثم أشار الي العساكر ليحضروها، فأمسكوا بها و هبطت معهم بهدوء و هبطت معها دموعها أيضا، كان جميع من في الشارع ينظرون لها بعدم تصديق فماذا أرتكبت يا تري؟ صعدت جنات مع العساكر في سيارة الشرطة التي أنطلقت سريعاً نحو مصيرها الأخير..

في أستوديو برنامج دقائق من الحقيقة .

أنهي عزيز نشرته بختام مميز علي وعد بأخبار جديدة سارة للجميع في الغد، و ما أن أنتهت الحلقة حتي تجمعت عناصر الشرطة حول عزيز الذي وقف بعدم فهم و أقترب منه محمود بقلق قائلا للضابط:
-في أيه؟
نظر الضابط الي عزيز بإبتسامة صفراء قائلا:
-سبحان مين جمعنا من غير معاد يا كامل.

نظر محمود بصدمة الي كامل الذي طأطأ رأسه و سالت الدموع من عينيه مثل بركان قد حان موعد انفجاره، فلقد علم أنه تم القبض علي حسناء بالتأكيد، نظر الي محمود الذي لم يبعد أنظاره عنه، و أستمعا الأثنان الي حديث الضابط قائلا:
-أستاذ كامل السعيد، حضرتك مطلوب القبض عليك بتهمة التزوير و انتحال شخصية ميتة و كمان التستر علي مجرمة هاربة من تحقيق العدالة، هاتوه.

وقف محمود بين الضابط و العساكر الممسكون بكامل و تحدث:
-لو سمحت، ممكن نتكلم شوية قبل ما تاخدوه
نظر الضابط الي محمود بشفقة و أردف:
-أستاذ محمود انا مقدر أن حضرتك كنت صاحبه من زمان و حالياً كمان و مخرج البرنامج بتاعه بس مفيش أي كلام ممكن يمنعني من اني أخده معايا
رفع محمود يده أمام الضابط بإستسلام قائلا:.

-تمام تمام، أنا عارف أن في كل الحالات هتاخده، بس معتقدش ممكن يضر حضرتك لو أنا أخدته معايا في عربيتي للقسم و ركب معانا أتنين عساكر
نظر الضابط الي محمود و كامل بتردد ثم أردف أخيراً:
-تمام يا أستاذ محمود، انت يا أبني أنت و هو هتروحوا معاهم و الباقي اتحرك علي البوكس يلا، أستاذ محمود هتمشي قدامنا.

أومأ محمود برأسه موافقاً، ثم سحب كامل من يده و خرج من الأستوديو و خلفهما العساكر، صعد الجميع داخل سيارة محمود الذي أنطلق نحو قسم الشرطة، نظر محمود الي كامل قائلا بعتاب:
-ليه كل ما كنت بسألك أنت كامل ولا لأ كنت بتنكر يا كامل؟
أبتلع كامل لعابه بصعوبة و تحدث بإيجاز:
-مكنش ينفع حد يعرف حاجة
ضرب محمود عجلة القيادة بيده بقوة و صرخ في كامل قائلا:.

-أنا مش حد يا كامل مش حد، أنا صاحبك فاكر ولا نسيت؟ أحنا كنا أقرب أتنين لبعض، عارف كنت بموت أزاي لما عرفت أنهم لقوا عربيتك متفحمة يا كامل!
-محمود لو سمحت
قاطعه محمود مجهشاً في البكاء و تحدث:.

-ليه أتسترت علي جنات؟ و ليه بعدت عننا؟ كل ده علشان الحب! ملعون الحب اللي يوديك في داهية و يخليك تبعد عن أكتر ناس بيحبوك، طنط رقية أنتحرت يا كامل بسببك، قبل ما تموت نفسها كتبت جواب أعتذرت فيه لأنكل مراد عن إصرارها لجوازك من جنات، و إنها مستحملتش تفضل عايشة أكتر من كده و هي عارفة أن الكل هيلومها أنها السبب في جوازك، و أنها عايزة تلحقك بأقصي سرعة و تموت معاك.

عض كامل علي شفتيه و هو يحاول كبت دموعه بقوة و تحدث بصوت متحشرج:
-جنات مقلتش مصطفي يا محمود، هو كان خسيس و واطي و ندل بس مفيش بني أدم يستحق أنه يتقتل و جنات مقتلتهوش، هي دافعت عن نفسها و ضربته بالسكينة لمَّا حاول يعتدي عليها، بس هي مكنش معاها مسدس تقتله بيه
صرخ به محمود من جديد مردفاً:
-ده الوهم اللي حبك ليها مخليك مصدقه، مكنش فيه حد في البيت مع مصطفي في البيت غيرها و محدش كان يقدر يدخل.

صمت محمود قليلاً و هدأت أنفاسه، ثم نظر الي كامل بصدمة شديدة:
-غير داليدا لأنه بيتها و أكيد خالد لأنه أخوه، اللي قتل مصطفي خالد أخوه! علشان داليدا!
نظر له كامل بيأس قائلا:
-انت صاحبنا من زمان و لسه فاهم ده دلوقتي بعد 30 سنة، متوقعش البوليس ممكن يفهمه يا محمود أبداً
صمت الأثنان حتي وصل الجميع الي مركز الشرطة هخرج كامل و خلفه العساكر فنظر له محمود قائلا بحدة:.

-ربع ساعة و هتلاقي 3 محامين عندك، مش هسمح ان حد يسجنك أنت أو مراتك لأي سبب من الأسباب
نظر له كامل بإبتسامة يأس قائلا:
-محدش هيصدق يا محمود، هروب جنات و هروبي أكبر دليل علي قتلها لمصطفي، القضية أتحقق فيها و أتحكم فيها من زمان، و ده وقت تنفيذ الحكم و بس يا محمود، خد بالك من ولادي بس

في الزمالك بمنزل جاسر
وقف جاسر خلف أميرة و هو يربط لها أربطة فستانها الخلفية مردفاً بفرحة ظاهره:.

-أخيراً رضيتي عني و هنروح نقول للكل الحقيقة
وضعت أميرة يدها علي بطنها المنتفخ بقلق قائله:
-علي قد ما انا خايفة من المواجهة دي، بس خوفي أن أبني يشوف النور و يلاقي نفسه جاي في السر أكبر بكتير، أنا مش عاوزة أي حاجة تأذيه، حتي لو فيها موتي
أنتهي جاسر من ربط فستانها و ضمها بقوة من ظهرها الي صدره قائلا بحنان:
-بعد الشر عليكي أنتي و هو يا حبيبتي، ان شاء الله كله هيكون تمام و هتقومي بالسلامة أنتي و هو.

ألتفتت أميرة إليه و أمسكت بوجهه بحب و وضعت قبلة صغيرة علي خده الأيمن ثم تعلقت في رقبته مثل طفلة صغيرة قائله:
-بحبك أوي يا جاسر بحبك
ضمها جاسر الي صدره بحنان ليطمئنها قائلا:
-و انا كمان بحبك أوي
أبعدها عنه و أمسك وجهها بكفيه و تحدث بمشاكسة أطفال:
-يخربيت جمالك عايزة تتاكلي أكل حتي و انتي حامل و مكلبظة كده
أبتعدت عنه بغضب أنوثي قائله:
-مش عجباك ولا أيه يا سي جاسر.

أمسك جاسر يدها حنان و قبلها بحب قائلاً:
-اللي ميعجبوش البدر يبقي مريض عقلي
و بعد مرور دقائق كان الأثنان في سيارة جاسر المتجهة الي المقطم يتحدثان و يضحكان بصوت عالٍ في محاولة من جاسر لتخفيف توتر أميرة، نظر الي عداد السرعة بتعجب فالسرعة تزداد شيئاً فشيئاً رغم ضغطه عدة مرات علي المكابح ليوقف السيارة و يري ماذا يحدث و لكن كانت جميعها فاشلة، نظرت له أميرة بقلق قائله:
-مالك يا جاسر؟

نظر لها بقلق شديد و أردف بسرعة:
-ألبسي الحزام بسرعة يا أميرة و أرجعي بالكرسي ورا علي قد ما تقدري.

سحبت حزام الأمان سريعاً و ربطته حولها ثم عادت بكرسيها الي الخلف قدر المستطاع و هي تدعو الله أن تكون الأمور علي ما يرام، بينما ربط جاسر هو الآخر حزام الأمان الخاص به، و حرك غيارات السيارة الي الأول حتي تهدأ قليلاً، ثم أمسك بالفرامل اليدوية بجانبه و هو يصعد بالسيارة علي الرصيف متجهاً نحو الصحراء الكبيرة بجواره، فصرخت أميرة بخوف:
-في ايه يا جاسر.

لم يجيبها جاسر و لكن أستمر في القيادة، ثم نظر الي أميرة قائلا:
-أتشاهدي
نظرت له أميرة بصدمة و هزت رأسها بصدمة نافية ما يحدث:
-لالا مستحيل، في أيه يا جاسر؟ هنموت! أبني هيموت يا جاسر قبل ما يشوف الدنيا
وضع جاسر يده علي خدها بحنان:
-أوعدك هحاول نخرج كلنا بخير، بس اتشاهدي يا أميرة، يلا يا حبيبتي.

هبطت دموع أميرة و هي تنطق بالشهادة بشهقات متقطعة و هي تضم بطنها المنتفخ بيدها، و كذلك تشاهد جاسر قبل أن يسحب مقبضة الفرامل اليدوية و كذلك مفاتيح السيارة من مكمنها، لتبدأ السيارة بالإلتفاف عدة مرات وسط صرخات أميرة و تمسك جاسر بيدها بقوة حتي أنقلبت السيارة مرة و عادت لتقف علي عجلاتها الأربعة من جديد..

نظر جاسر الذي جاهد الأغماء أثر هذه الزجاجات التي دخلت الي جسده بكميات كبيرة و كذلك وجهه الي أميرة التي فقدت وعيها بجانبها، أمسك هاتفه بصعوبة شديدة و أتصل بالأسعاف قائلا:
-أنا و مراتي عملنا حادثة علي الطريق الصحراوي قبل المقطم، مراتي حامل و بتولد ألحقوها
-دقايق و هنكون عندك، أتماسك بس.

أغلق جاسر الخط و نظر أميرة التي قد بدأت تنزف بقوة بالإضافة الي هبوط مائها معلاناً عن رغبة جنينها في الخروج الي العالم الآن..

في مستشفي الأقصر
جلس معتصم علي الفراش بجوار زينة، دلفت ممرضة الي الغرفة و بدأت في حقنها بإبرة صغيرة و أردفت بإبتسامة جميلة:
-حمدلله علي سلامتها، هتفوق خلال دقايق ان شاء الله
أبتسم معتصم بإمتنان قائلا:
-الله يسلمك، تعبناكي معانا داخلة و خارجة كل شوية تتطمني عليها.

-مفيش تعب ده شغلي، حمدلله علي سلامتها مرة تانية، عن أذنك
-اتفضلي
ذهبت الممرضة و ثواني و فتحت زينة عينيها فأنتفض معتصم بقلق قائلا:
-زينة، حبيبتي أنتي كويسة؟
أبتسمت زينة بخفة و أردفت:
-متقلقش مش هخليك تترمل قبل ما أجيبلك تخلف عقلي زيي
ضحك معتصم بخفة و قرص أرنبة أنفها بمداعبة قائلا:
-هتفضلي تنكشي فيَّا زي العيال الصغيرة لحد أمتي حتي و انتي ميتة كده
-لحد ما انت تموت يا قلبي.

رفع أحد حاجبيه بتعجب و أردف:
-يعني مش لحد ما انتي تموتي؟
-تؤتؤ لحد ما انت تموت
جلس علي الأرض بجانبها و أمسك يدها و قبلها بحنان و هو يقول:
-لو هموت علي إيدك فأنا موافق
-لا بقولك أيه أنا معدتي بتقلب من الجو ده
ضغط معتصم بأسنانه علي شفتيه بغيظ قائلا:
-يخربيت الفصلان اللي بيجري في دمك
ضربته بكف يدها علي ذراعه بمشاغبة، فوقف معتصم بينما أنتفضت هي فجأة قائله:
-فين كريم؟
نظر لها بعدم فهم و أردف:.

-كريم أيه؟ زينة انا مش هعدي وجودك جنبه دايماً ده بالساهل و لا سفرك معاه، ولا القلق عليه اللي ظاهر عليكي ده علشانه، أنا راجل و مش مركب قرون قدامك
أمسكت زينة بيد معتصم لتهدأه:.

-معتصم أوعي تقول كده مرة تانية، انت عارف كويس أوي أني بحبك و أنك أرجل واحد أنا قابلته في حياتي، و قلقي علي كريم ده من خوفي ليكون هرب، كريم كان بيقول علي كل تحركاتي لخالد زفت و معتز كمان شغال مع خالد، و داليدا و خالد كانو في الأقصر بيفتحوا مقبرة تحت بيت من البيوت، و هيسلموا البضاعة دي لواحد فرنسي أسمه كريستيان فريد
أوقف معتصم زينة بسرعة قائلا:
-و لسه فاكرة تقوليلي يا فالحة، قومي نشوفه راح فين.

سحبها معتصم من الغرفة سريعاً متجهاً نحو غرفة كريم فأردفت زينة:
-معتصم، كريم جاي ينتقم من بابا و ماما علشان فاكر أن مصطفي أبوه، كريم ميعرفش الحقيقة، بس بيساعد خالد علشان داليدا متورطة معاه
دلف الأثنان الي الغرفة و لكن لم يجدا أحد بها، سيطر القلق علي قلب زينة الذي أنقبض و تباطئت انفاسها و هي تبحث عنه في كل مكان و كذلك معتصم فلم يجداه، نظرت زينة الي معتصم و تحدثت بصوت يرغب في البكاء بقوة:.

-مينفعش يهرب يا معتصم، أكيد عرف إني كشفته، ماما، لازم ألحق ماما قبل ما البوليس يوصل ليها، ماما مقتلتش مصطفي يا معتصم مقتلتهوش
نظر معتصم خلف زينة و وجهه يملؤه الوجع قائلا:
-بس شكلهم وصلوا يا زينة و من بدري.

نظرت زينة خلفها فوجدت شاشة تلفاز يظهر بها والدها يمسكه العساكر و يدخلوا به قسم الشرطة، فوضعت يدها علي فمها بصدمة، فأمسك معتصم يدها بقوة و خرج من الغرفة و خرج من المستشفي، صعد الأثنان في سيارته و أتجها بها نحو القاهرة..
أرتفع رنين هاتف معتصم بعد ساعة، فوجد أسم جاسر علي الشاشة، أجابه بسرعة قائلا:
-ألو يا جاسر.

-أنا مش جاسر، استاذ جاسر عمل حادثة هو و مراته علي الطريق و هما دلوقتي في مستشفي المقطم التخصصي و ده كان اخر رقم أتصل عليه، يا ريت حضرتك تيجي بسرعة
شعر معتصم بإضطراب شديد، فلا بد أن كريم هو من دبّر هذا الحادث، فتحدث معتصم:
-أنا في الأقصر و ساعات و هوصل عندك بس يا ريت كل ما يحصل جديد تتصل تطمني عليه أرجوك
-تمام يا فندم مفيش مشاكل، هو و المدام دلوقتي في العمليات، اول ما يخرجوا هكلم حضرتك تاني.

-تمام شكراً ليك
أغلق معتصم الهاتف و نظر الي زينة التي كانت تنظر أمامها بجمود تام قائله:
-قول يا معتصم متسكتش، كريم عمل أيه تاني؟! لو كان عايز يحبس ماما و بابا بس كان عمل كده من بدري
-جاسر في المستشفي، هو و مراته عملوا حادثة علي الطريق
نظرت له زينة بدهشة قائله:
-مراته! وحادثة!
ضربت مؤخرة رأسها عدة مرات في مقعدها و صرخت:.

-لييه يا جااسر، لما تصاحب حد متقربش غير من كريم و تقوله اسرارك اللي محدش يعرفها غيرك ليه
أمسك معتصم يدها بقوة و أردف:
-زينة، أنتي تقريباً السليمة اللي فيهم دلوقتي، لو أنهارتي مش هنلحق لا عمو و لا طنط ولا حتي جاسر و ريهام.

-ماما و بابا خلاص قضيتهم خلصانة، ماما اتحكم عليها بالإعدام و الحكم هيتنفذ، و بابا هيتحبس أكيد، و جاسر مش أحنا اللي هنساعده الدكاترة اللي هيلحقوه، أتصل بريهام يا معتصم بسرعة شوفها فين، اتطمن عليها
أمسك معتصم بهاتفه من جديد و ضغط علي أسم ريهام، و بعد تكرار المحاولة سبعة مرات أجابت ريهام ببكاء شديد:
-معتصم ألحقني
-أهدي يا ريهام و قوليلي حصل أيه؟!
تعالت شهقاتها و أردفت:.

-معتز يا معتصم، أغتصبني و سابني في شقة غريبة معرفش انا فين، مش لاقية هدوم أنزل بيها و مش عارفة اعمل أيه؟ قبل ما يمشي قالي أن كلها ساعة و الشقة هتكون جهنم، و فاضل ربع ساعة، انا خايفة يا معتصم ألحقني و النبي
ضرب معتصم عجلة القيادة بقوة و تحدث:
-أبعتي اللوكيشن بتاعك حالاً يا ريهام يلا
أغلق الهاتف فنظرت له زينة و لكنه أردف:
-هعمل حاجة اهم و بعدين هقولك حصل أيه!

أتصل معتصم بصديقه عبدالله الذي أجابه سريعاً:
-حماك أتقبض عليه يا معتصم
-عارف يا عبدالله عارف، دلوقتي فيه حاجة أهم، ريهام أخت زينة في شقة هبعتلك اللوكيشن بتاعها دلوقتي علي الواتساب، تكلم أقرب قسم للشقة دي و يكونوا عندها قبل ربع ساعة يا عبدالله فاهم لازم يلحقوها قبل ربع ساعة
أردف عبدالله بقلق شديد:
-حاضر يا معتصم، أبعت اللوكيشن
-و تجيب ليها معاك فستان سهل أنه يتلبس أو عباية، فاهم يا عبدالله.

هز عبدالله رأسه بتفهم قائلا:
-حاضر متقلقش، سيب ريهام عليّا
أغلق معتصم الخط و أرسل لعبدالله الموقع الذي أرسلته له ريهام، ثم أرسل الي ريهام رسالة صوتية سريعة قائلا:
-ريهام، لفي نفسك بملاية أو أي حاجة، و دقايق و هتلاقي البوليس عندك و هتلاقي معاهم واحد صاحبي أسمه عبدالله جايبلك هدوم، أهدي بس و متخافيش
أغلق المسجل، ثم نظر الي زينة التي يأكلها القلق و سرد لها كل ما حدث، لتصرخ زينة بوجع:.

-و الله ما هسيبهم و الله لندمهم كلهم علي اليوم اللي فكروا يعملوا كده في عيلتي فيه
صمت معتصم و فضَّل عدم التعليق، فصمودها حتي الآن كالجبل لا يقدر عليه أشد الرجال
.

في المقطم بالمنزل التي تجلس به ريهام بعد أن وضعت علي جسدها غطاء السرير في أنتظار ان يأتي لإنقاذها أحد، سمعت صوت تحطم زجاج النافذة في يمينها، فصرخت بقوة و هي تري النار تشتعل في الغرفة، خرجت الي الصالة سريعاً لتسمع نفس صوت تحشم الزجاج قبل أن تقذف داخل المنزل زجاجة ملوتوف أخري تشعل ما في المنزل من أثاث، أستمر قذف الزجاجات دقيقة كاملة، و لكن أستغرق إحتراق الشقة ثواني..

سرعان ما شعرت بشخص ما يكسر الباب و دخل عبدالله بسرعة ليجد النيران أمامه، و كذلك ريهام تقف و تتمسك بالغطاء جيداً علي جسدها علي بعد ثلاثة امتار منه، أشار لجميع العساكر بالإنتظار في الخارج بينما دخل هو و سحب ريهام من يدها بعيداً عن النيران و ذهب الي الجانب الأيسر من الشقة فوجد المطبخ، فوضع في يد ريهام فستان أسود طويل قائلا:.

-أحنا لحقنا العيال اللي حرقوا البيت قبل ما يحرقوا الجزء ده كمان من الشقة، قدامك دقيقة واحدة بس ألبسي الفستان و أخرجي بره أنا مستنيكي
تركها و غادر لتتمكن من أرتداء فستانها و أنتظر دقيقة في الخارج فخرجت له ريهام بتعب و أقتربت منه، نظر الي وجهها الأصفر و شفتيها التي قاربت علي اللون الأزرق و تحدث:
-سيبي نفسك، متمسكيش نفسك أكتر من كده، أنا موجود.

أمسك بيد ريهام التي لم تستغرق ثواني قبل أن تفقد وعيها بين ذراعيه بعد أن أعطاها الأذن و الأمان لتفعل هذا، حملها عبدالله بين يديه و خرج الي العساكر قائلا:
-أطلبوا المطافي حالاً و أدخلوا حاولوا تسيطروا علي الموقف جوه لحد ما يوصلوا و أياكم تستخدمو الماية ده بنزين أعتقد مفهوم
ربت الضابط الأخر مهيمن علي كتف عبدالله مردفاً:
-متقلقش انا هاخد مكانك وديها المستشفي يلا

في سيارة معتصم.

أرتفع رنين هاتفه من جديد فقاطع حديث زينة و معتصم، ألتقطه بسرعة و وجد عبدالله المتصل فأجابه بسرعة قائلا:
-عملت أيه؟
-واخدها علي المستشفي، أقول أيه هناك!
-واحد أغتصبها و متبلغش و متنطقش بكلمة زيادة
-تمام سلام
أغلق معتصم الخط و نظر الي زينة بإهتمام قائلا:
-يعني واثقة في منير ده ولا هنروح في داهية.

-منير محل ثقة أكيد متقلقش أنا أه معرفهوش من فترة طويلة بس أنا واثقة فيه كويس جدا، بعتله كل الصور اللي صورتها و طلبت منه يتابع التحقيق من عنده و الحمدلله أني عملت كده لأنهم أخدوا الكاميرا و الموبايل
أعطاها معتصم هاتفه و أردف:
-لو حافظة رقمه خدي كلميه
ألتقطت زينة منه الهاتف و أردفت:
-مش حافظاه أكيد، بس هكلم سامية في الأستقبال و هخليها توصلني بيه.

أتصلت زينة برقم الجريدة فجائها رد سامية السريع، عرفتها بنفسها و طلبت منها إيصالها بمنير، و ثواني و كان منير يرد عليها قائلا:
-أنتي فين يا زينة؟ الدنيا مقلوبة هنا
-عارفة يا منير، عملت ايه في اللي قولتلك عليه
-متقلقيش أنا طلعت كل الصور في ورق و مش ناقص أننا نمسكهم متلبسين وقت الاستلام مش هنغلط المرادي، و كمان لقيت في الورق اللي بعتاه صفقة أدوية دخلت المستشفي منتهية الصلاحية و تخيلي وقعنا مين تاني؟

-معتز! هو اللي بيشتغل مع أبوه
-بالظبط هو معتز، بس هبعت الورق كله مرة واحدة بحيث يتقبض علي معتز و خالد و داليدا في نفس الوقت من غير ما حد فيهم ياخد حذره أنهم راحو في داهية
أشارت زينة الي معتصم بيدها أن كل شئ يتم علي أكمل وجه قائله:
-متشكرة جدا يا منير، هتروح علي قسم المقطم و هتسأل علي واحد أسمه
نظرت الي معتصم الذي أخبرها:
-فاروق سويلم
عادت لتتحدث مع منير قائله:.

-فاروق سويلم، و هتوديله كل الورق ده و هتقوله أن التسليم هيتم النهاردة قبل الفجر، و انك جاي تبع معتصم
-تمام ساعتين بالكتير و هروح، هسجل الرقم ده و لو فيه اي جديد هبلغك سلام
أغلقت زينة الهاتف و نظرت الي معتصم و قبل أن تنطق بكلمة، أرتفع رنين الهاتف من جديد برقم خاص، أجابت زينة بتعجب و فتحت مكبر الصوت:
-مين؟!
-كريم يا زينة، أيه لحقتي تنسي صوتي
نظرت زينة الي معتصم و صرخت بغضب:.

-أقسم بالله ما هعديلك اللي حصل ده علي خير أبداً يا كريم فاهم
تحدث كريم ببرود شديد:
-اهدي كده يا قلبي، كده كل واحد في عيلتك حرفياً أتدمر، أبوكي و أمك و ريهام و جاسر، فاضل مين؟ فاضل أنتي، و بصراحة أنتي محتاجة لحاجة تقطم ضهرك نصين، هلاقيها قريب أن شاء الله و هدمرك يا زينة
-أنت مريض أقسم بالله أنت مجنون يا كريم، هتندم علي كل حرف نطقته و كل حاجة عملتها في أهلي فاهم.

-و ده نفس اللي أنا عملته، كل واحد فيكم هيندم علي اللي حصل في أبويا و قتل أمك ليه، لا و كمان مش مكفيكم و انتي عايزة تسجني ماما، بس أنا طلعت أذكي منك يا غبية، و الكاميرا خلاص بقت حتت و الكارت الميموري بتاعها ولع في نار زي اللي هتولع فيها ريهام بالظبط
أغلق كريم الخط قبل أن تنطق بكلمة واحدة، فألتقط منها معتصم الهاتف بسرعة و لكن لسوء حظه أن كريم كان يتحدث من رقم خاص، لن يستطيع معرفة مكانه..
.

في مستشفي المقطم التخصصي
أقتربت زينة و كذلك معتصم من الباب الرئيسي متجهين نحو الأستقبال فتحدثت زينة بسرعة:
-لو سمحت، فيه واحد أسمه جاسر عزيز جاي في حادثة عربية هو و مراته
هز الموظف رأسه قائلا:.

-أيوه يا فندم انا اللي كنت ببلغكم بالأخبار أول بأول، الأستاذ جاسر في العناية المركزة بعد ما خرج من العمليات للمراقبة بس 24 ساعة بس هو حالته شبه مستقرة، و المدام هي اللي حالتها حرجة و في العناية بردوا جنبه علطول، اما البيبي فهو في الحضانة سليم الحمدلله بس حطيناه في الحضانة لأن كان المفروض الولادة بعد شهر.

نظرت زينة الي الموظف بدهشة، أي طفل هذا؟! أخيها متزوج و لديه طفل الآن! لم تستطع تحريك لسانها لتتحدث، فسأل معتصم الموظف:
-العناية فين لو سمحت؟
-الدور الأول يا فندم
-شكرا جدا لحضرتك.

أمسك معتصم بيد زينة و سحبها معه نحو الدرج و صعدا بسرعة و تفقدا جميع غرف العناية حتي تمكن الأثنان من إيجاد جاسر، فوقفت زينة أمام الغرفة تراقب جسده الراقد علي الفراش و هي تدعو ربها أن ينجيه هو و زوجته و أبنه من كل ما يحدث..

أقترب معتصم من الغرفة المجاورة لجاسر و نظر بداخلها فوجد رجل عجوز علي الأجهزة، و تذكر الموظف و هو يقول ان غرفتها بجواره تماماً، فذهب الي الغرفة التي تسبقه فوجد فتاة مسكينة تحتل الفراش و حولها الأجهزة من كل جانب، نظر معتصم الي زينة و نادي بأسمها، فنظرت له و أشار لها، فأقتربت منه و نظرت الي الغرفة فتحدث معتصم:
-دي المفروض مرات أخوكي
هزت زينة رأسها بصدمة قائله:
-أميرة!
-انتي تعرفيها.

نظرت زينة الي معتصم بدون أن تجيب، ثم جلست علي الأرض ضامة ركبتها الي صدرها و تحيطهما بذراعيه، فجلس معتصم بجانبها قائلا بحنان:.

-انا عارف ان ده كتير أوي عليكي، بس دي فترة و هتعدي بكل الوحش اللي فيها، و مش زينة اللي تبقي ضعيفة و تستلم كده، مش دايماً تقوليلي أنك غير أي حد، كنتي صادقة فعلا، أنتي غير أي حد انا عرفته في حياتي، لو أي حد مر باللي حصلك ده كان زمانه دلوقتي جاتله سكتة قلبية و لا جلطة في دماغه و مات
أمسك بذراعها بقوة قائلا:.

-بس أنتي مش أي حد، أنتي زينة عزيز صحفية في جريدة منارة الحقيقة، و جه وقت تأدي باقي دورك في الحكاية دي يا زينة، فأوعي تستسلمي
نظرت زينة الي معتصم و تحدثت و هي تشعر بالضياع:.

-كنت دايماً فاكرة أني عايشة جوه فيلم، فيلم بدايته وحشة أوي، بدأ بإتهام أمي بالقتل، قولت أكيد النهاية هتكون سعيدة زي باقي الأفلام، بس النهاية طلعت بشعة يا معتصم بشعة أوي بجد انا مش قادرة أستحملها، كنت فاكرة ماما هيسقط عنها الحكم، و هنقدر نكمل حياتنا طبيعي و بابا لو أتحكم عليه المحامي قال هيكون مع وقف التنفيذ علشان سلوكه كويس و فيه شهود كتير علي ده، كنت فاكرة اننا هنتجوز و هنجيب بنوتة حلوه أوي و ولد كمان، و اني هكون صحفية كبيرة و معروفة و مش هبطل أخوض مغامراتي اللي ممكن تقتلني في يوم، و ان جاسر و ريهام هيحققوا حلمهم في اول فيلم ليهم سوا و هينجح و هيبقوا مشهورين، أنا كنت شايفة الحياة وردي بس كنت غبية.

أمسك معتصم وجهها بيده قائلا:
-الفيلم لسه مخلصش، أنتي ناسية ولا أيه، الحكاية اللي نهايتها سعيدة تبقي نهايتها لسه مخلصتش صح ولا لأ، و نهاية الحدوتة مش هتخلص غير بموت البطل، و انتي البطلة و أديكي لسه عايشة يبقي حكايتك موقفتش لحد هنا، لسه هنشوف كتير يا متمردة
نظرت له و قد تساقطت دموعها و تحدثت:
-انت عارف اني متمردة!
هز رأسه بالإيجاب بإبتسامة جميلة قائلا:.

-عرفت لما سيبتي الأكونت مفتوح علي اللاب بالغلط ممكن بقا نفك التكشيرة الوحشة دي و خلينا واثقين ان حكايتنا لسه فيها فرحة كتير، و قومي نشوف أبن أخوكي و نتطمن علي ريهام كمان أكيد هي هنا و انا هكلم ناس تبعي و أشوف عمو و طنط

في مستشفي المقطم التخصصي
في غرفة ريهام، أستيقظت من غيبوبتها القصيرة، فوجدت عبدالله يقف أمام النافذة يتحدث في الهاتف و يعطيها ظهره، فتحدثت بصوت شبه مسموع:
-لو سمحت.

ألتفت إليها عبدالله و أقترب منها و هو ينهي مكالمته الهاتفيه، ثم نظر اليها بإبتسامة ودودة قائلا:
-حمدلله علي سلامتك، تحبي اناديلك الدكتور؟
-أنت عبدالله!
هز عبدالله رأسه بالإيجاب و هو يسحب كرسي و يجلس امامها قائلا:
-أيوه انا، خير محتاجة حاجة؟!
هزت رأسها بالإيجاب قائله:
-أيوه لو سمحت ناديلي الدكتور
أومأ عبدالله برأسه و تركها و ذهب لينادي الطبيب و حضر معه مسرعاً، فتحدث الطبيب:
-حمدلله علي سلامتك.

-الله يسلمك يا دكتور، لو سمحت عايزة أعمل بلاغ باللي حصل
نظر عبدالله الي ريهام و هز رأسه بالنفي قائلا:
-أنا أسف بس مش هقدر قبل ما معتصم و اختك يكونوا هنا و يوافق انه يعمل بلاغ
نظر الطبيب الي ريهام قائلا:
-أول مرة أشوف واحدة بالشجاعة دي أنها تقدم بلاغ في شخص انه أغتصبها، في العادي بيتنازلوا بسرعة علشان سمعة البنت.

-لا لو سمحت أنا عاوزة أعمل البلاغ ده في الدكتور و المنتج معتز الدهشوري مش بس بلاغ بالإغتصاب، لا بمحاولة قتلي كمان
نظر عبدالله الي ريهام بغضب و أرتفع صوته قائلا:
-لو سمحت يا دكتور سبنا دلوقتي و متعملش أي حاجة لحد ما أجي و أقولك، محتاج أتكلم معاها شوية لوحدنا
أومأ الطبيب برأسه بتفهم، فتحدثت ريهام بصوت مرتفع:
-انت بأي حق بتعلي صوتك و رافض أني أعمل بلاغ.

-بحق ان حضرتك متعرفيش انه أتقبض علي والدك و والدتك و أتكشفت الحقيقة كلها و أي خطوة دلوقتي مش محسوبة زي دي محدش عارف ممكن أيه يحصل بسببها
نظرت ريهام بدهشة عبدالله و كررت وراؤه:
-بابا و ماما أتقبض عليهم!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة