قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عاشقي المخاطر للكاتبة حنين محمد الفصل التاسع

رواية عاشقي المخاطر للكاتبة حنين محمد الفصل التاسع

رواية عاشقي المخاطر للكاتبة حنين محمد الفصل التاسع

وقف فاروق من بعيد و هو يمسك بالجهاز اللاسلكي قائلا:
-الكل موجود في مكانه
-أيوه يا فندم.

نظر الي منير الذي فتح كاميراته و بدأ بتصوير سيارات خالد الدهشوري و داليدا و هما في أنتظار كريستيان فريد الذي جاء بعد ربع ساعة، فخرج خالد من سيارته و كذلك دليدا، و خرج كريستيان من سيارته هو الأخر، أشار خالد لأحد رجاله ليحضر صندوقان كبيران، و فتحهما امام أعين كريستيان، فظهرت آثار مصرية من الذهب الخالص بأعداد كبيرة، نظر كريستيان الي الآثار بإعجاب، ثم نظر الي رجاله، فأحضروا خمس صناديق ضخمة طولها حوالي متر و فتحهم امام خالد و داليدا اللذان نظرا الي المال بجشع فتحدث خالد و هو ينفث دخان سيجارته قائلا:.

-ديل، فوزي شيل الفلوس دي علي العربيات
علي الجانب الآخر تحدث منير:
-أحنا مستنيين أيه هيمشوا؟
-متقلقش
أجابه فاروق ثم أمسك باللاسلكي و تحدث:
-هجوم بعد 5 ثواني
استعد الجميع ثم هجموا عليهم، ليبدأ تبادل إطلاق الرصاص من الطرفين في أثنائه تمكن خالد من ركوب أحدي السيارات و غادر المكان مسرعاً، فنظر فاروق الي ضابط أخر معه قائلا:
-جيبه يا مهند بسرعة أوعي تسيبه يهرب.

أقترب منير من داليدا التي تجلس خلف سيارتها بخوف شديد و هي تبكي، و جلس أمامها و هو يصور وجهها قائلا:
-أيوه خلينا نجيب وشك كده بوضوح، نهايتك جت يا داليدا هانم.

وضعت داليدا يدها علي وجهها تخبأ وجهها ثم دفعت منير الذي تعالت ضحكاته و اكمل تصوير اطلاق الرصاص بين الطرفين، حتي أستسلم كريستيان و رجاله الذي فقد أغلبهم و كذلك أستسلم رجال خالد بعد ان عرفوا بهروبه، و قام العساكر بتقييد الجميع بالأصفاد و وضعهم في سيارات الشرطة، فأقترب فاروق و خلفه منير بكاميراته من داليدا قائلا بإبتسامة صفراء:
-مدام دليدا.

رفعت داليدا عينيها إليه بخوف فأظهر الأصفاد أمام أعينها قائلا:
-أنا قولت أجي أشبكك، و صدقيني هتلبسي الشبكة دي مرة واحدة بس مش هتلحقي تلبسي غيرها
أمسكها من ذراعها بعنف و أوقفها و وضع الأصفاد بيدها و أخذها نحو سيارة الشرطة، صعدت بداخلها فنظر فاروق الي منير وجده يصور فوضع يده علي الكاميرا بنفاذ صبر قائلا:
-فيه حد يبعت صحفي أهبل كده يصور حاجة مهمة زي دي.

-أهبل أيه يا حضرت الظابط، انت مش متخيل أن بقالنا سنين بنحاول نمسك عليهم حاجة، و أخيراً قبضنا علي داليدا و دي مفيهاش قلم و هتعترف بكل حاجة و هنلاقي خالد أن شاء الله و زمان معتز أتقبض عليه، فيه أيه حاجة ممكن تفرحني أكتر من كده و تخليني أهبل زي ما أنت بتقول
نظر فاروق الي منير بإبتسامة سمجة و هو يدفعه في صدره قائلا:
-طب يلا روح صور الفلوس و الآثار خلينا نحرز الحاجات دي و نخلص من أم اليوم ده
-هواا.

تركه منير و ركض نحو البضائع و المال و بدأ في تصويرهم بهدوء، بينما تحركت سيارات الشرطة التي تنقل الرهائن الي مركز الشرطة، و بعد دقائق أقترب فاروق من منير قائلا:
-معتز هرب يا منير
ألتفت له منير بصدمة قائلا:
-نعم! نهار أسود.

في مركز الشرطة
جلس محمود امام كامل و هو يطأطأ رأسه بحزن قائلا:
-جنات هيتنفذ عليها الحكم بكره الساعة 10 الصبح، و انت هتتعرض علي النيابة بكره في نفس المعاد
وضع كامل رأسه بين كفيه و بدأ بالبكاء قائلا:
-جنات معملتش حاجة، مينفعش تتعدم علي جريمة مرتكبتهاش، أتصرف يا محمود أرجوك أتصرف.

-كل المحامين حاولوا بس محدش هيقدر يطلعها منها، هي كانت في بيته يعني دفاع عن النفس مستبعدة جدا لأنها رايحة برجليها لهناك و البواب شافها و هي طالعة بكامل إرادتها، و الجواب كمان أختفي يا كامل مفيش حاجة تثبت أنه هددها و السكينة عليها بصماتها و المسدس كان في شنطتها و مش بتاعها و مش مرخص
-بس مفيش دافع للقتل يا محمود
-بس فيه جثة وسلاح جريمة و هروبكم ضيع أي أمل.

وقف كامل و فتح الباب و خرج فوجد حارس يمنعه ضربه لكمة قوية فأرتد علي أثرها علي الأرض و بدأ كامل بالركض بسرعة نحو مكتب اللواء الذي تولي التحقيق معه بنفسه و جميع العساكر في القسم يركضون خلفه، فتح باب مكتبه و دخل بسرعة و هو يبكي قائلا:
-أنا اللي قتلت مصطفي أفرجوا عن جنات انا اللي قتلت مصطفي
ظل يصرخ بنفس الجملة أمام اللواء ممدوح، و تجمع عدة عساكر و أمسكوا بكامل بقوة و وقف محمود قائلا:.

-لا يا فندم أوعي تصدقه هو عايز يخرج مراته، أرجوك متاخدش ده علي أنه أعتراف
أشار ممدوح للجميع ليهدأوا، ثم أشار للعساكر ليذهبوا و لمحمود و كامل ليجلسوا أمامه، فجلس كامل و هو يشعر أن جسده ينتفض بقوة و لم يتوقف عن البكاء، فتحدث اللواء بهدوء:
-أستاذ كامل، لولا ان أنا أعرف حضرتك كويس كان هيبقي ليَّا تصرف تاني مع حضرتك، اللي حصل ده مينفعش
نظرله كامل و توقف عن البكاء بصعوبة ليتحدث:.

-مش انت عايز قاتل مصطفي، انا اللي قتلته ضربته بالسكينة و بعدين كان معايا المسدس و قتلته بيه و الدافع علشان حاول يتحرش بمراتي
نظر ممدوح الي محمود الذي يومأ برأسه نافياً ما يقوله كامل ثم عاد بنظره الي كامل قائلا:
-مش هقدر أخد كلام حضرتك ده بعين الأعتبار ولا أنه اعتراف منك، انت دلوقتي مش في كامل قواك العقلية
وقف كامل و صرخ بقوة قائلا:.

-لا انا عاقل و هتاخد كلامي ده أعتراف أو هروح أقول للدنيا كلها إني القاتل و اقلب الشعب ضدكم علشان عاوزين تعدموا واحدة بريئة و البلد أصلا مشتتة لوحدها
لم يجد كامل رد من اللواء سوي الصمت ليصرخ من جديد قائلا:
-انت مش بترد عليَّا ليه بقولك انا القاتل انا القاتل انا اللي قتلت مصطفي الدهشوري
نظر الي محمود و تحدث:.

-هو مش بيرد عليّا ليه، ردوا عليّا انا مش بكلم نفسي، خرجوا جنات من السجن جنات بريئة انا اللي قتلته
وقف محمود و أحتضن كامل بقوة و تحدث:
-اهدي يا كامل
بكي كامل كثيراً و هو يقول بضعف:
-أنا اللي قتلتها سيبوا جنات هي بريئة سيبوها
شعر محمود بثقل جسد كامل ليتحدث:
-سيادة اللوا كامل أغمي عليه.

بعد عدة ساعات
دلف اللواء ممدوح و محمود الي غرفة كامل و لكن وجدا فراشه خالي، نظر كلاهما الي بعضهما بصدمة و تحدث محمود:
-الدكتور قال أن كامل عنده أنهيار عصبي و أداله مهدأ و نايم دلوقتي، أزاي ده حصل؟!
نظر ممدوح بشك الي محمود قائلا:
-مفيش غير أحتمالين، حد هربه هو حد خطفه.

-أكيد مش انا اللي عملت أي احتمال، من لما جينا المستشفي و انا مع حضرتك و حتي تليفوني مرنش مرة واحدة و متكلمتش مع أي حد، و في القسم انا داخل لكامل متفتش و أخدوا موبايلي يعني مكلمتش حد بردوا أنا معملتش حاجة و أولاد كامل التلاتة في المستشفي يعني معملوش كده بردوا
تحدث اللواء بتركيز قائلا:
-اولاده التلاتة بيعملوا أيه في المستشفي؟!

-جاسر عمل حادثة هو و مراته، و ريهام أتعرضت للإغتصاب و محاولة قتل، و زينة كانت مع خالد الدهشوري في الأٌقصر بتراقبه و قدرت تمسك عليه حاجات قدر البوليس يقبض علي داليدا بس خالد هرب و بيدوروا عليه و هناك أتخطفت و أتعرضت لمحاولة قتل بردوا، و هي و ريهام و جاسر قدموا 3 بلاغات، أول حاجة ريهام اتهمت معتز الدهشوري بالقتل و الاغتصاب و جاري البحث عنه بعد ما هرب من البوليس اول مرة، و جاسر أتهم كريم في محاولة قتله، و زينة بتتهم كريم بمحاولة قتلها و خطفها.

في المستشفي
جلست زينة علي مقعد معدني في الردهة، فخرج معتصم و جلس بجوارها ثم سحبها لتسكن علي صدره و صمت الأثنان تماماً، حتي أرتفع رنين هاتف، أبتعدت زينة عن معتصم بتعجب و هي تشعر بالهاتف في جيب بنطالها، فأخرجت الهاتف و نظرت الي معتصم الذي سألها:
-تليفون مين ده؟
-معرفش، أستني ده برايفت نامبر، أكيد كريم
أجابت زينة علي الهاتف و حاولت ان تظهر السخرية في نبرتها قائله:.

-خير يا كيمو لقيت حاجة تكسر بيها ضهري ولا لسه!
تعالت ضحكات كريم و أردف:
-لقيت يا زينة، لقيت يا قلبي، هقطم ضهرك بنفس الطريقة اللي اتقطم بيها ضهري
أنتفضت زينة من مكانها كذلك وقف معتصم فأردفت زينة بنبرة ظهرت طبيعية:
-قصدك أيه؟!

-البوليس كله دلوقتي بيدور علي باباكي، تخيلي هو فين بقاا، معايا يا حبيبتي، هتنزلي من المستشفي دلوقتي حالاً هتلاقي تاكسي واقف قدامها هتركبيه لوحدك و إياكي تقولي أي كلمة لأي مخلوق يا زينة يا هجيب أخواتك واحد واحد و أقتلهم زي ما هعمل في أبوكي بالظبط، و نص ساعة و هتكوني عندي يا قمر متتأخريش، تيكير
أغلق كريم الخط فنظرت زينة الي معتصم قائله:
-عبدالله راح يجيب اللي انا قولتلك عليه من البيت ولا لسه.

نظر معتصم الي أخر الممر قائلا:
-أه و جه اهوه يا رب يكون لاقاه، بس أنتي ليه مقولتيش ليَّا أن عندك مسدس
-بابا حذرنا نقول لأي حد علشان كده مكنش ينفع أقول لحد خالص
أقترب عبدالله و مد يده بحقيبة جليدية باللون البني، ألتقطتها منه زينة و وضعتها علي كتفها قائله:
-متشكرة جدا تعبتك معايا لازم أمشي
أمسك معتصم يدها بسرعة قائلا:
-أستني هنا رايحة فين، الزفت ده قالك ايه و انتي رايحة فين؟

-مش هلحق أقول حاجة دلوقتي و خصوصاً في نص المستشفي كده بس أنا لازم أمشي أوعي تيجي ورايا يا معتصم
تنهدت بقوة قائله:
-اعمل نفس اللي عملته لما كنت رايحة الأقصر مع كريم
تركته و غادرت المستشفي، وجدت سيارة أجرة أسفل المستشفي في أنتظارها، صعدت إليها فأنطلقت مسرعة، فتحدثت السائق:
-هاتي الشنطة!
فتحت زينة حقيبتها لتخرج مسدسها و لكنها وجدت بداخلها علبة من العصير، فنظرت الي السائق و أخرجت العصير قائله:.

-فيها أكل مكلتش من الصبح
-بقولك هاتي الشنطة
صرخت به زينة قائله:
-و انا بقولك فيها أكل، أتصل باللي باعتك و هو هيقولك سيبها
-طب هاتي الموبايل اللي معاكي
أخرجت زينة الهاتف من جيب بنطالها و أعطته للسائق الذي أخذه و أغلقه تماماً، و بعد نصف ساعة من القيادة و مراقبة زينة و طعامها وصلا الي مخزن في منطقة صحراوية، هبطت زينة من السيارة و كذلك السائق الذي أخرج سلاحه و وجهه نحو زينة قائلا:
-يلا قدامي.

سارت معه زينة بهدوء الي الداخل حتي وجدت كريم يجلس امامها فوقف قائلا:
-بقي حد ينفع يستقبل حد كده بردوا يا لطفي، نزل المسدس و روح أنت
ذهب السائق من المخزن، فضمت زينة ذراعيها الي صدرها قائله:
-فين بابا؟!
أبتعد كريم حيث كان يقف ليظهر كامل مقيد علي كرسي من الخشب و غائب عن الوعي، فتحدث كريم:
-عندك مانع يا تري لو أستنيناه لما يصحي علشان يكون الموضوع ممتع أكتر
أبتسمت زينة أبتسامة صفراء قائله:.

-هو فعلا هيكون ممتع و انا شايفة الدم بيخرج من كل حتة في جسمك
أخرجت مسدسها بسرعة و وجهته الي كريم الذي اخرج مسدسه في ذات اللحظة ليشهره في وجهها، فتحدث بإعجاب:
-بصراحة صدمتيني، مكنتش متخيل أنك معاكي مسدس يا زينة
سألته زينة بعد ان تجاهلت جملته الأخيره قائله:
-بصراحة نفسي أعرف ايه اللي حصل بالظبط؟ الحدوتة بتاعتك بدأت من أمتي و انتقامك بدأ من أمتي؟
أبتسم كريم بطريقة مريضة و تحدث:.

-و ماله مش هحرمك انك تعرفي كل حاجة قبل ما أصفيكي أنتي و أبوكي، تحبي أبدأ منين أه، يوم ما روحتي تشوفي صفقة المخدرات بتاعت خالد اللي طلعت أدوات طبية أيه رأيك؟!
1#
في الشارع
أقترب مجموعة من الرجال من زينة و بدأوا في ضربها بقوة بعصاهم، و عندما أنتهوا منها، غادروا الشارع متجهين سريعاً نحو سيارة كبيرة، و صعدوا علي متنها و أطلقت بسرعة، فتحدث أحدهم الي كريم الذي يجلس بجوار السائق قائلا:.

-كله تمام يا كريم باشا، البت بتطلع في الروح بس أتطمن مش هتموت
أبتسم كريم إبتسامة مريضة قائلا:
-عاش عليكم يا رجالة، قولتولها أنكم تبع خالد باشا
-حصل يا باشا
هز كريم رأسه في صمت و هو يتحدث في داخله:
-كده بدأناها، هخلص من خالد و أبعده عن ماما، و انتقم للي قتلوا بابا
نظرت زينة الي كريم بصدمة قائله:
-ايه يا أخي البجاحة دي، يعني انت السبب في ضربي و كمان أنت اللي كنت بتعالجني.

-أعذريني يا زوزة بس اللي يلعب لازم يلعب بذكاء
هزت زينة رأسها بسخرية نافية:
-بس صدقني أنت مفيش أغبي منك يا كريم يا دهشوري
-طب أيه رأيك نكمل للي حصل يوم عيد ميلادك الجميل اللي قضيناه في المستشفي؟
2#
أمسك كريم بساعته الثمينة ماركة روليكس و تحدث:
-فاكراني أهبل يا ماما أنتي و جوزك و مش عارف انك مركبين حاجة في الساعة، ده أنا أبن مصطفي الدهشوري.

أرتدي كريم ملابسه و ألتقط ساعته و ذهب نحو المتجر و قام ببيعها و قبض ثمنها، فتحدث:
- علي الأقل طلعت بحاجة مفيدة من الساعة دي
3#
في يوم عيد ميلاد زينة
أمسك برزمة من المال الذي باع به الساعة و غادر منزله متوجهاً نحو أحد محلات بيع الهواتف في التجمع و الذي يعرف صاحبه جيداً و تحدث:
-عايز OPPO F11 و عايز حاجة خاصة هتقبض عليها كتير
أبتسم صاحب المتجر بطمع قائلا:
-أنت تؤمرني يا كريم بيه.

-عايزك تركبلي فيه ميكروفون و جهاز GPS و تربطهم بتليفون تاني يكون HAWUWI Y7، مش عايز صاحب التليفون يعرف أنه متراقب خطوة بخطوة
-عيوني ليك يا كريم باشا
أخرج كريم رزمة المال من جيب بنطاله قائلا:
-و دي لفة ب 20 ألف، شوف الحاجة دي هتتكلف كام و الباقي حلال عليك
تعالت ضحكات زينة و ما زال سلاحها موجه نحو كريم قائله:.

-لا بصراحة شاطر عجبتني كنت بتراقب كل تحركاتي علشان تعرف ضربتك الجاية هتكون فين برافو يا كريم
-بس للاسف رجلك المكسورة و خطوبتك لمعتصم كانو وقت كبير جدا مكنش فيه أي جديد بالنسبالي، بس الجديد الحقيقي جه قريب جدا، يوم ما معتز جالي البيت بالغلط و قال أن ماما و خالد في الأقصر
4#
دلف غرفته ليرتدي ملابسه حتي يذهب مع زينة الي الأقصر، فتح الواتساب و أرسل رسالة صوتية الي خالد قائلا:.

-انا و زينة جايين ليك الأقصر كمان شوية، لو زينة مسكت حاجة علي أمي يا دهشوري هفصل رقبتك عن جسمك، فاهمني مش كده
أرتدي ملابسه و ذهب بسرعة الي زينة
أكمل كريم بإبتسامة واسعة و بفخر:
-لا و مش كده و بس، ده بعد ما جيتي لحد عندي تاني زي الهبلة و حكيتيلي علي اللي لاقيتيه هناك، كان لازم أعمل تصرف تاني مهم
5#.

أنتظر لتنتهي زينة من طعامها ثم أعطاها المنظار لتكمل عملها بين توجه الي الحمام المحلق بهذا المنزل المتهالك و أرسل رسالة أخري الي خالد قائلا:.

-زينة جاية النهاردة الفرح، و دخلت البيت و شافت الباب اللي في الأرض يا دهشوري، و فتحت الخزنة و صورت كل اللي فيها، عاوزك تتصرف في أسرع وقت فاهم، بدل ما تهديدي هيبقي حقيقة، أه صحيح حطت ليكم ميكروفون تتابعك منه انت و ماما، اوعي تقع في الكلام في البيت لا أنت ولا أمي
أنتهي من تسجيل الرسالة ثم كتب أسفلها أسمعها بره البيت
أبتسمت زينة بسخرية قائله:.

-و المرة الجاية لو حصل نصيب و نويت تنتقم من حد، أبقي وطي صوتك و انت في الحمام يا كيمو علشان ده اللي كشفك قدامي و بعتت كل الصور لزميلي في الجريدة
-لا بصراحة صدمتيني يا زينة، مكنتش متخيلك ذكية كده
-عايزة بس أعرف الست اللي أسمها عفاف دي كانت عارفاني من الأول ولا لأ
رفع كريم كتفيه قائلا:.

-أكيد كانت عرفاكي و علشان كده عزمتك علي العشا، اللي أكلناه و أتخطفنا بعدها، دي ست غلبانة عرف خالد يملي عنيها بالفلوس
6#
أقترب فواز من عفاف و تحدث:
-الباشا بيقولك راقبي البت دي كويس علشان هيبعت رجالة يخطفوها يومين كده و يسيبها
-أنا عزمتها النهاردة علي العشا علشان أوقعها في الكلام
أبتسم فواز بشر و تحدث:.

-حلو أوي، دلوقتي روحي علي أقرب صيدلية و جيبي منوم و حطيهولها في الأكل هي و الواد اللي معاها و أبقي اتصلي بيان و انا هكمل الباقي
وضع فواز يده في جيب جلبابه و أخرج رزمة من المال قائلا:
-الباشا وعدك هيغرقك فلوس و دي دفعة صغيرة كده علي الماشي
نظرت زينة بعدم فهم الي كريم و أردفت:
-بس أزاي خالد خطفك معايا و عرض حياتك للخطر كده؟

-خالد مخطفكيش ولا حاجة، انا اللي خطفتك يا زينة و عملت نفسي مخطوف معاكي علشان متشكيش في حاجة، و كنت حاطط علي جسمي كله كريم ميأثرش فيه أي حرق بسيط أو من الدرجة الأولي، و العلامات الحمرا اللي كانت في جسمي دي ميكب مش أكتر، ميكب أنا حطيته بعدما شميتي غاز مخدر في الغابة و أغمي عليكي
هز كريم رأسه بأسف قائلا:.

-مكنتش ناوي أن كل ده يحصل بسرعة كده كنت عايزة أجيب كل مصيبة لوحدها بس أهوه اللي حصل بقا معلش، خليت ممرضة تحطلك جهاز في مستشفي الأقصر و أول ما سمعت و انتي بتحكي لمعتصم كل حاجة مشيت بسرعة علشان أبدأ أنفذ كل اللي انا عايزه، ده طبعا بعد ما خليت معتز أخويا يكلم البوليس و يبلغ عن مكان جنات هانم و كامل بيه، و بعدين ميكانيكي شاطر بوظ فرامل عربية أخوكي و مراته اللي كان حكالي عنها كتير و اداني العنوان مرة علشان أروحله، و بصراحة كنت محتار جدا مع ريهام لأني معرفهاش كويس، بس لقيتها عاجبة معتز، و ده أخويا الصغير محبش أقوله علي حاجة لا، و دلوقتي جه دورك يا زينة و انتي بتشهدي علي لحظة موت باباكي.

تحدثت زينة بتهديد:
-انت عارف أنت لو لفيت ثانية واحدة بس هتلاقي رصاصة في نص دماغك
-يبقي أبعدك انتي الأول عن المسدس
أطلق رصاصة أبتعدت عنها زينة بسرعة قبل أن تستقر في ذراعها فتحدث كريم:
-كل ثانية بتبهريني أكتر من اللي قبلها يا زينة
هزت زينة رأسها بالنفي قائله:
-مش هموت يا كريم ولا بابا هيموت، حتي انت مش هتموت يا كريم، علي الأقل مش قبل ما تسمع الحقيقة كاملة
نظر لها كريم بإستغراب و أردف:
-حقيقة أيه؟

-حقيقة موت أبوك، و الحقيقة اللي بجد هي أن أبوك لسه عايش
نظر كريم لها بصدمة و أردف:
-نعم؟ لسه عايش إزاي؟!
-أنت مش ابن مصطفي يا كريم، انت و معتز ولاد خالد، ليه بقاا لأن أمك المصون خانت جوزها مع اخوه و كنت أنت النتيجة
صرخ بها كريم بحدة:
-أخرسي.

-لا مش هخرس و هتسمعني للأخر، أنت أبن خالد الدهشوري و داليدا هانم السويسي، و مصطفي الدهشوري مش أبوك و أن قاتل مصطفي مش أمي أبداً يا كريم، مصطفي بعت جواب تهديد لماما و راحتله البيت و لما حاول يعتدي عليها ضربته بالسكينة و في نفس اللحظة أتضربت رصاصة أتقتل بيها ابوك، و لو جينا للعقل و المنطق هنلاقي ان داليدا و خالد هو اللي قتلوا مصطفي لأن موت مصطفي يهمهم جداً علشان يكونوا مع بعض و كمان موته هيخلي داليدا عندها ثروة مش بتخلص و الثروة دي كلها طبعا هتكون من حق الطفل اللي في بطنها اللي هو انت و الحقيقي أنه أبن خالد مش أبن مصطفي.

أنزل كريم سلاحه و تحدث بضياع:
-أنتي كدابة، اكيد كدابة؟

-الورق و المستندات اللي انا صورتها راحت للبوليس امبارح يا كريم و قبضوا علي دليدا و هي بتسلم شحنة آثار و خالد هرب و دلوقتي هو و معتز أخوك البوليس بيدور عليهم، و انت كمان بيدوروا عليك لأن متقدم فيك بلاغين بخطفي و محاولة قتلي في الأقصر و بمحاولة قتل جاسر، و داليدا أضعف من أنها تستحمل قلم واحد بس و هتعترف بكل حاجة، بما فيه اللي حصل في الماضي، ماما مش هتتعدم و بابا هياخد حكم مع إيقاف التنفيذ و علفكرة ريهام في المستشفي و لسه عايشة هي و جاسر، يعني الوحيد اللي خسر في اللعبة دي يا ابن الدهشوري هو انت و اهلك، و لأول مرة في حياتي أصدق مقولة هذا الشبل من ذاك الأسد يا ابن خالد الدهشوري.

و في ثواني كانت الشرطة قد حاوطت المخزن من كل جانب و أقتربوا من كريم الذي فقد الإحساس بالعالم من حوله، سحبوا منه سلاحه و وضعوا الأصفاد في يده و أخذوه نحو سيارة الشرطة ثم خرج أثنان من العساكر و في يدهم معتز الذي وجدوه في غرفة وحدة التحكم..
ركضت زينة نحو كامل الذي لا يزال فاقد وعيه و أحتضنته بقوة قائله بفرحة عارمة:
-الحمدلله يا رب الحمدلله
أقترب منها معتصم فألقت بنفسها علي صدره بقوة قائله:.

-أخيراً خلصنا من الكابوس ده يا معتصم
نظر معتصم حوله فوجد المكان ملئ بالعساكر، فسحب زينة الي الغرفة التي وجدوا بها معتز و أغلق الباب خلفهما، فتحدثت زينة بتعجب:
-في أيه مالك؟
وضع معتصم يده علي خصرها و رفعها لتصبح في مستواه فأحاطت عنقه بكفيه و تحدث معتصم:
-عايز أعمل حاجة مش هينفع أعملها بره، أنا عارف أن المكان و الموقف غريب بس عايز أسرق أول بوسة يا حرمي المصون.

أبتسمت زينة بخجل فأقترب معتصم منها بشفتيه ليضع قبلة هادئة علي شفتيها سرعان ما أبتعدت زينة عنه بعدها، فنظر لها معتصم بتعجب قائلا:
-في أيه يا بنتي
وضعت زينة يدها علي شفتيها قائله:
-في ايه انت كهربتني؟
نظر لها معتصم بصدمة من جملتها ثم ألقي بها في الأرض و تركها و خرج من الغرفة، لتضحك زينة و تتألم في الوقت نفسه، فعاد إليها معتصم قائلا:
-يا تضحكي يا تقولي أه أنما الأتنين سوا مينفعوش.

مدت له يدها و أردفت:
-طب هات أيدك مش قادرة اقوم أقف، غالباً طاقتي خلصت في اليومين دول
تجاهل معتصم يدها الممدودة و حملها علي كتفه فتحدثت زينة:
-انت شايل شوال بطاطس يا ابني، يا حظابط رد عليّا ده انا حتي حرمك المصون
أستخدمت كفيها و ظهره و بدأت في التطبيل علي ظهره و هي تغني حتي وضعها في السيارة و أنطلق بها، فتحدثت:
-فين بابا؟
-الأسعاف خدته المستشفي
-و احنا رايحين فين؟

-هنحجز القاعة و فستان الفرح، علشان هنعمل فرحنا قريب أن شاء الله بعد ما اللي في المستشفي و السجن يخرجوا
-قاعة أيه دلوقتي و فستان أيه؟ انا عايزة أخد شاور أنت مش شايف منظري
قاطع حديثهما أرتفاع رنين هاتف معتصم فأجاب:
-ألوو يا فاروق عملتوا ايه؟، بجد! ده خبر حلو جدا، طب خدوا بالكم بقاا ليهرب و النبي احنا ما صدقنا لميناهم كلهم و مفاضلش حد، ماشي يا باشا و مبروك الترقية مقدماً مع السلامة.

أغلق الهاتف و نظر الي زينة بفرحة قائلا:
-قبضوا علي خالد
أطلقت زينة زغروطة طويلة تعبيراً عن فرحتها، فأمسكها معتصم من خصلاتها البرتقالية و قربها منه قائلا:
-يخربيتك بيئة بس بعشقك.

مرت ثلاثة أشهر حدث بهم الكثير، فأنقلب بها السحر علي الساحر، وعاد الحق الي أصحابه:.

أعترفت داليدا بكل ما حدث و كل الجرائم و الصفقات القذرة و الغير مشروعة التي أشتركت بها مع خالد، كما أعترفت بمشاركة أحمد و جلال السلاموني معهما في كل أعمالهم، و بعد القليل جداً من الضغط أعترفت بقتلها لزوجها السابق مصطفي الدهشوري، كما أرشدت الشرطة الي مكان الرسالة التي أرسلها مصطفي الي جنات فكانت بمثابة دليل قوي في صالح جنات، التي ذهبت الي المحكمة من جديد ليعاد الحكم من جديد و حصلت علي البراءة أخيراً من تهمة القتل..

أما خالد فقد رفض التحدث تماماً سوي امام محاميه و الذي رأي ضعف موقفه بسبب الأوراق و أمساكه متلبساً في جريمة تجارة الآثار و بيعها للأجانب، بالإضافة الي شهادة زوجته و شريكيه عليه، فلم يجد مفر من الأعتراف بكل ما حدث و قد أزدادت قذارته و هو يعترف علي طفليه بكل ما قاما به سواء مساعدة كريم له أو شراكة معتز له في كل أعماله غير المشروعة...

و قد تم تشكيل محاكمة أخري من أجل كامل و التي حكم فيها عليه بعشرة سنوات من السجن مع وقف التنفيذ نظراً الي سلوكه السليم الذي أستخدمه طوال السنوات الماضية هو و عائلته..

أصبحت حالة أميرة و خالد و طفلهما جيدة للغاية و لكن رفضت أميرة من جديد أن يعرف أي شخص عن زواجهما، فلقد أعادت التفكير طويلاً بعد الحادثة و طلبت اخذ المزيد من الوقت للتفكير، و تعهدا زينة و معتصم لها أن لا يخبرا اي شخص عن علاقتهما حتي تأذن هي بهذا..

في أحدي مستشفيات الأمراض النفسية و العقلية في المعادي
كان كريم يجلس في غرفته البيضاء ضاماً قدميه الي صدره في صمت تام، دلف طبيبه المعالج الي الغرفة و بعد دقائق من محاولة الحديث معه التي كانت فاشلة تماماً، خرج من الغرفة و أغلق خلفه الباب و نظر الي زينة و معتصم اللذان يقفان في أنتظاره، فتحدث الطبيب بأسف:
-للأسف لسه زي ما هو مفيش أي تقدم في حالته من لمَّا جه هنا.

صمت الطبيب لبعض الوقت قبل أن ينظر الي كريم مرة أخري بشفقة مكملاً حديثه:
-مش عارف واحد زيه يحمد ربنا أنه في وضعه ده يا إما كان زمانه في السجن بيقضي باقي عمره هناك ولا يخاف عليه لحالته النفسية دي تزيد و تطور و يحصل مضاعفات بشعة ليه
نظرت زينة الي معتصم ثم تمسكت بحقيبتها بقوة و عادت ببصرها نحو الطبيب قائله:
-ممكن أدخل أتكلم معاه شوية
أومأ الطبيب برأسه قائلا:.

-أيوه ممكن، بس يا ريت متطوليش أوي جوه و لو حصل أي حاجة يا ريت ترني الجرس اللي جنب السرير
هزت زينة رأسها بالإيجاب و تركتهم بالخارج، رحل الطبيب و ظل معتصم واقفاً علي الباب في مراقبتها، أقتربت زينة من فراش كريم و جلست امامه، و حاولت إخراج صوتها طبيعي و أردفت:
-أزيك يا كريم.

لم تجد رد من كريم الذي لم يلتفت لها من الأساس و كأنه لا يشعر بالعالم من حوله فتنهدت زينة و تحدثت علي أمل أن يستمع عقل كريم الباطن الي حديثها:
-أنت مكنتش تستاهل كل اللي حصل ده يا كريم، و محدش من أهلي أستاهل اللي أنت عملته فينا، كنت دكتور شاطر و قدامك الحياة طويلة أوي، مش قادرة أتخيل أنك هتفضل هنا علطول علي أمل أنك تخف، بس حتي لو ده حصل فأنت هترجع السجن.

مسحت دموعها التي هبطت و أبتسمت و هي تسرح بخيالها مردفة:
-كنت متخيلة أننا هنفضل صحاب و هقدر أقنع معتصم أنك شخص كويس، أنك هتلاقي بنت جميله و تتجوزها و نكون انا و هي صحاب و نبقي عيلة كبيرة أوي، أعتبرتك واحد مننا يا كريم، يا ريتك كنت سألت قبل ما تعمل كل اللي عملته ده، فاكر لمّا خبطتك في المستشفي تاني مرة و قولتلي في التأني السلامة، أنا لو كنت أعرف أنك هتعمل كده كنت قولتلك نفس الجملة.

مسح دموعها التي هبطت مرة أخري و تحدثت:
-خلاص مش هعيط تاني، انا هجيلك كل يوم لحد ما تخف ماشي، و هتنازل عن البلاغ اللي قدمته فيك أنا و جاسر و هحاول كمان في قضية خطف بابا و محاولة قتله، أنت هنا دلوقتي بسبب ضميرك اللي حبسك جوه دوامة الحاجات الغلط اللي عملتها، و لما تخرج من الدوامة دي مش هسمح انك تفضل تعاني تاني ماشي يا كريم
فتحت حقيبتها و أخرجت منها تفاحة حمراء، ثم فتحت يديه و وضعتها بداخلها قائله:.

-اخر مرة انت كلت التفاحة بتاعتي بعد ما حدفتك بيها، المرادي هديهالك أنا و يا رب تاكلها
أغلقت يده علي التفاحة، ثم وقفت و أتجهت نحو معتصم و تأبطت ذراعه مغادرين المستشفي، وقفا الأثنان أمام الباب الرئيسي للمستشفي و ظهورهم إليه، فنظر معتصم الي زينة و تحدث:
-فرحنا بكره و بصراحة مكنتش متخيل أن دي الحاجة المهمة أوي اللي كنتي عايزة تعمليها قبل الفرح
تنهدت زينة بقوة قبل أن تدير رأسها نحو معتصم و هي تقول:.

-حبيبي، كريم حد كويس حتي رغم اللي عمله، كان فاهم غلط و ده خلاه يتصرف بتهور، و مش هنفضل نحاسب الشخص علي الماضي علطول، لازم نعرف ان ممكن روح أي بني آدم تتجدد و تبقي روح نضيفة و صافية
-ممكن، يلا بقاا علشان طنط جنات موصياني مأخركيش بتقول عندكم تجهيزات كتيرة بكره
ثم غمز لها بعينه اليسري و هو يقول بوقاحة:
-تجهيزات ايه يا قلبي
وقفت زينة امامه و هي تضم يداها أمام صدرها قائلا بإشمئزاز:.

-تصدق يا معتصم بفكر أراجع نفسي في موضوع جوازي منك ده بسبب قلة أدبك
ألتفتت و هي تشير الي أحدي سيارات الأجرة قائله بصوت عالٍ:
-تاكسي
-خدي هنا يا مجنونة.

بعد 24 ساعة
في حديقة واسعة في المعادي الساعة الثالثة ظهراً.

دخلت زينة عبر بوابة من الزهور البيضاء و الوردية متأبطة ذراع معتصم و قد علت علي شفتيهما أبتسامة رائعة، ليبدأ التصفيق لهما بقوة و أرتفعت أصوات الأغاني، و يتقدم منهما عدة أشخاص للتهنئة و مدح فستان زفاف زينة الذي كان يستحق أن يوضع في متحف للنوادر من شدة جماله و الذي زاده جمالاً هي من ترتديه مع خصلاتها البرتقالية المصففة ببراعة و مكياجها الهادئ...

تجمع جميع الشباب من الحضور و بدأوا في الرقص حول العروسان اللذان بدآ في الرقص بحب و حماس و سعادة كبيرة فلقد أنتهت المشاكل أخيراً و اليوم هو زفافهم..
أرتفع صوت أغنية 3 دقات ثم الأغنية الأنجليزية Love me like you do و عدة أغاني أخري أشعلت فتيل الحماس بين الجميع، فبدأ جميع الشباب و الفتيات بالقفز أثناء الرقص بحماس..

و في اثناء كل هذا الحماس انكسر كعب حذاء ريهام التي كادت أن تسقط علي الأرض و لكن وجود عبدالله خلفها منعها من هذا، و عندما شعر بها تسقط علي صدره أمسكها بسرعة قبل أن يقع كلاهما، فأبتعدت ريهام بإحراج قائله:
-أنا أسفه جدا يا عبدالله
نظر لها عبدالله بقلق و وزع نظراته الي جسدها بأكمله قائلا:
-فيكي حاجة؟ أنتي كويسة!

أومأت برأسها بالإيجاب و هي تمسك بذراعه و تنحني لتخلع حذائها المكسور ثم وضعته أمام عينيه قائله:
-كعب جذمتي أتكسر، معلش بس تساعدني أوصل لترابيزة بابا و ماما
أومأ عبدالله رأسه بترحاب و إبتسامة ودودة قائلاً:
-يا سلام أنتي تؤمريني
أخذها عبدالله الي الطاولة الخاصة بوالداها اللذان وقفا بسرعة في قلق و أقترب كامل منها قائلا بقلق:
-مالك يا حبيبتي؟ أنتي كويسة؟!
أومأت ريهام بإبتسامة مطمئنة قائله:.

-أه يا حبيبي بس كعب جذمتي أتكسر
ثم ألتفتت الي عبدالله و أردف:
-ميرسي يا عبدالله تعبتك معايا
-مفيش تعب ولا حاجة، عن أذنكم
عاد عبدالله الي الرقص من جديد، بينما جلست ريهام علي الطاولة مع كامل و جنات، فأتصل كامل بشخص ما و بعد قليل من الحديث، نظر كامل الي ريهام و تحدث:
-حبيبتي أنتي مقاس رجلك 39 مظبوط؟
أومأت برأسها بتعجب قائله:
-أه يا بابا، أشمعني؟

لم يرد كامل عليها، فرفعت ريهام كتفيها بلامبالاة و تابعت الجميع مع أبتسامة جميلة تزين شفتيها، و بعد دقائق جاء رجل مع علبة شبه كبيرة و وضعها علي الطاولة قائلا:
-تؤمرني بحاجة تانية يا أستاذ كامل
هز كامل رأسه نافياً:
-لا شكرا ليك أتفضل أنت
ذهب الرجل، فنظر كامل الي ريهام و تحدث:
-ألبسي الشوز ده و روحي كملي رقص مش هتفضلي قاعدة كده ساكتة في فرح البت زينة، قومي متسيبيش أختك لوحدها.

أتسعت إبتسامة ريهام التي أرتدت الحذاء في سرعة ثم أتجهت نحو كامل و جنات و وضعت قبلة طويلة علي خديهما ثم تركتهما و ركضت لتكمل رقص، فنظر لها عبدالله بإبتسامة:
-يعني رجعتي بسرعة؟
أشارت الي حذائها الجديد و أردفت بصوت مرتفع حتي يتمكن من سماعه:
-بابا جابلي شوز تاني.

دخل جاسر الي الحفل متأخراً و هو يحمل أميرة بين يديه و التي تحاول التخلص منه و الهروب من هذا المكان، فتحدث جاسر:
-و لا كلمة هيعرفوا أني متجوز يعني هيعرفوا، مش معقول مش هتحضري فرح زينة يعني و انتي هتنشلي و تروحيه
حاولت أميرة أن تهدأ من أعصابها و تحدثت:
-جاسر، أنا مش مستعدة دلوقتي أن حد يعرفني، ده فرح اختك بلاش نبوظه علشان خاطري
-أنا بحب أبوظه.

تقدم بها نحو والديه و ما زالت تحرك قدميها و يديها في محاولاتها البائسة للتخلص منه، ثم وصل جاسر الي خلف طاولة والديه و كاد أن ينادي عليهما فوضعت أميرة يدها علي شفتيه قائله بخفوت:
-حبيبي أعقل و يلا نمشي قبل ما حد يشوفنا، عماد في البيت أزاي طاوعتك و سبته مع الست الغريبة اللي أنت جبتها دي
أبعد جاسر يديها عنه و تحدث:.

-دي مربية أطفال و دي شغلتها فهي مش غريبة أبداً، و جايبها تساعدك مع البيبي بما أنك لوحدك
ثم صرخ بقوة و هو ينظر الي كامل قائلا:
-بابا.

وضعت أميرة يدها علي شفتيه من جديد و قد فتحت عينيها علي مصرعيهما بصدمة من خداعه لها، بينما ألتفت كامل ليجد أميرة بين يدي جاسر و كذلك ألتفتت جنات، فأبعد جاسر يدها عن وجهه ثم أنزلها الي الأرض امام والديه، فتمسكت بقوة بقميصه بخوف و قلبها يدق بطريقة مرعبة، فأبتسم كامل و أقترب منها قائلا:
-كل ده علشان تقابلينا يا ست أميرة
نظر كلاً من أميرة و جاسر الي كامل ببلاهه، فتحدثت أميرة بتلعثم:.

-حضرتك، حضرتك عارف
أقتربت جنات منهم فوضع كامل ذراعه علي كتفها و تحدثت جنات:
-امال يعني فاكرانا مش عارفين أن جاسر متجوز، ده أبننا
أقتربت زينة و معتصم منهما و تحدثت زينة بإحراج:
-سوري يا ميرو بس وقعت بلساني قدامهم.

بعد مرور ساعة
بدأت أميرة تعتاد الجو بين الجميع و وقفت لترقص مع جاسر بين الجميع، تحتضنه بقوة تارة و تضع قبلة علي خده تارة أخري..
أنخفض صوت الأغاني قليلاً ليتحدث منظم الحفل قائلا:
-يا ريت كل الكابلز يقربوا علي الأستيدج، الأستاذ كامل السعيد مقدم أغنية مخصوص لمدام جنات و حابب أن كل الكابلز يشاركوه فيها.

أرتفعت موسيقي أغنية هو الحب لأدهم نابلسي، ثم وقف كامل و هو يغلق زر حلته السوداء ثم مد كفه الي جنات و أردف بحب:
-تسمحيلي بالرقصة دي مدام جنات السعيد.

أبتسمت جنات بحب و إحراج و وضعت يدها في يده ليقترب كامل بها في منتصف الحديقة و بدأ معها في الرقصة و أقترب منهم الكثير من الأزواج منهم زينة و معتصم بالإضافة الي جاسر و أميرة، بدأ الجميع في الرقص بسعادة و أصبح المكان يشع بالحب و السعادة فقط، فكان مثل إعصار من الطاقة الإيجابية قد أحتل المكان فترك أثراً طيباً في نفوس كل من في الحفل..
أنتهت الأغنية ليتحدث منظم الحفل مرة أخري بطريقة مرحة و لطيفة:.

-و دلوقتي جه معادنا مع بوكيه العروسة، يا ريت كل البنات السناجل يقفوا وراها، علشان نشوف مين جوليت اللي عليها الدور في الحب بعدها.

أقتربت جميع الفتيات من ساحة الرقص و وقفن أمام زينة التي أعطتهم ظهرها و كذلك معتصم، ثم بدأت في العد من واحد الي ثلاثة، ثم ألقت بباقة الزهور الي الخلف لتسقط بين يدي عبدالله الذي كان يقف بعيداً و الذي سيطر عليه الذهول مما حدث، فنظر حوله بإحراج بينما ألتفتت زينة و معتصم و نظرا الي عبدالله و تعالت أصوات الضحك من حوله، بينما نظر هو الي الأرض بإحراج و ما زال ممسكاً بباقة الزهور، لتقترب منه ريهام بمرح و سحبت منه الباقة قائله:.

-شكلك مش عايزها و مش ناوي علي جواز، بس هي شكلها حلو فأنا هسرقها منك، مبروك عليك يا روميو
بينما تحدث منظم الحفل في الميكروفون:
-واضح أن العروسة أختارت روميو بدل جوليت
و خلال ثواني أنقلب الحفل رأساً علي عقب بعد أن سقط من السماء جثمان لأمرأة ميتة بصورة بشعة و يظهر أنها قد توفقت من مدة ليست بقصيرة، أنتشرت رائحتها العفنة في المكان و تراجع الجميع في ذعر، فنظرت زينة الي معتصم و أردفت:.

-أوعي تقول أن السما بقت بتمطر جثث
هز رأسها بالنفي قائلا:
-لا غالباً حظنا هو اللي بيمطر نحس
نظر معتصم الي عبدالله الذي أقترب هو الأخر من الجثمان و تحدث:
-اتصل بالبوليس يا عبدالله، و كلم منظم الحفلة يقفلها علي كده و يعتذر للكل
أومأ عبدالله برأسه و أبتعد عن الجثمان، فنظر معتصم الي الجثة بإشمئزاز قائلا:
-شكلي هأجل شهر العسل شوية يا حبيبتي، لازم أحقق في الموضوع ده و أعرف حصل كده ليه.

أنحنت زينة و جلست القرفصاء أمام الجثمان و هي تنظر الي صدرها و التي تظهر عليه سلسلة من الذهب، و تحدث بذعر:
-ده مش أحتمال ده أكيد، أنا كمان ورايا تحقيق
عادت بنظرها نحو معتصم و تحدثت:
-لإني عارفة الست دي، دي طنط أسمهان أم صلاح اللي كريم أشتري منها الشقة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة