قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عاشقي المخاطر للكاتبة حنين محمد الفصل الثامن عشر

رواية عاشقي المخاطر للكاتبة حنين محمد الفصل الثامن عشر

رواية عاشقي المخاطر للكاتبة حنين محمد الفصل الثامن عشر

كان معتصم يمضي في المنزل ذهاباً و أياباً و كان الجميع يجلس امامه، فتحدث زينة بنبرة هادئة:
-معتصم اهدي شوية، توترك ده مش هيخليك تفكر
صرخ بها معتصم قائلا بموجة شديدة من الغضب:
-أهدي أيه يا زينة! الحيوان ده طلبك منى بمنتهي البجاحة اللي في الدنيا، قالي يا زينة يا الريموت
تحدث كامل بشفقة على حال معتصم:
-يا ابني أهدي زينة معاها حق، أقعد خلينا نفكر بهدوء.

جلس معتصم بجوار زينة و قبل أن ينطق أي شخص أرتفع رنين هاتف ريهام الذي كانت توصله بالتلفاز و سرعان ما ظهر أسم حبيبي على التلفاز، نظرت حولها بفزع بعد أن واجهتها نظرات الجميع مطالبة بتفسير و قبل أن تغلق الأتصال تحدث كامل بحدة:
-أفتحي و ردي
نظرت له ريهام برجاء قائله:
-بابا لو سمحت
-بقولك ردي يا ريهام
نظرت ريهام الي الهاتف و أستجابت له و ردت ليظهر صوت عبدالله واضحاً و هو يقول:.

-ريهام أنتي وقعتي عقد فيلمك مع غريب أمتي؟!
أنكمشت ملامح ريهام في ذهول و تجاهلت كل من حولها بعد هذا السؤال و أجابته:
-فيلم أيه؟! أنا موقعتش حاجة! انا مخرجتش من لما رجعنا من موسكو
جاءها صوت عبدالله المذهول قائلا:.

-يا بنتي و الله غريب منزل بوست على فيس بوك ببوستر الفيلم و بيأكد انه هيكون في السنيمات قريب جداً و عليه صورة جاسر أهيه و مكتوب تحت إنك المخرجة، غريب مستحيل يعمل حاجة زي دي من غير توقيع منك
ثم قبض حاجبيه في تعجب و سألها:
-انتي عاملة لحد توكيل يا ريهام؟!
نظرت ريهام بغضب الي جاسر الذي أزدرد لعابه بصعوبة و لم يتحدث، فتحدثت ريهام:
-أه، معلش يا عبدالله هكلمك بعدين
صرخ بها عبدالله بقوة قائلا:.

-أستني أستني، بابا عايز يكلمك قبل ما تقفلي و مصمم
نظرت ريهام حولها بتوتر بالغ و تحدثت:
-عبدالله بجد مش وقته، أعتذرلي منه و هكلمك بعدين
ظهر صوت عبدالله يملؤه الشك قائلا:
-أنتي حد جنبك يا ريهام؟!
لم يأتيه صوت ريهام، فأزدرد عبدالله لعابه و تحدث بصعوبة:
-و فاتحة الأسبيكر
لم يأتيه رد ريهام هذه المرة أيضا، و لكنه سمع صوت كامل الذي أردف:.

-فعلا يا عبدالله و أتمني يكون عندك تفسير منطقي يخلي ريهام تسميك على تليفونها حبيبي و إن والدك عايز يكلمها
تحدث عبدالله في سرعة:
-أكيد عندي، عندي و عايز أقابل حضرتك النهاردة قبل بكره
نظر كامل الي معتصم و سأله في حدة:
-عبدالله عنده كام سنة يا معتصم!

صمت معتصم و لم يجيبه فلقد علم الي ماذا يهدف، و لعن الحظ الذي جعل عبدالله يقع في حب من هي أكبر منه بعدة سنوات، فأعاد كامل سؤاله على عبدالله و لم يأتيه سوي الصمت، فتحدث كامل بنفس موجة الهدوء التي تحتله:
-يعني عرفت ردي على أي حاجة هتقولها مظبوط
-طيب أسمعني بس يا أستاذ كامل و بعدين أبقي خد قرارك لو سمحت
و سرعان ما جاءهم صوت اللواء مجاهد قائلا برسمية:.

-أستاذ كامل، انا بستأذن حضرتك إني أجيلك زيارة في البيت في أقرب وقت مع عبدالله
تنهد كامل بإستسلام فتدخل مجاهد في الأمر يغير من طريقته تماماً فتحدث:
-تمام، تقدر تيجي في الوقت اللي يناسب حضرتك
-النهاردة الساعة 8 بالليل مناسب؟!
أجابه كامل بالموافقة قبل أن يغلق الأتصال و سرعان ما سحب هاتف ريهام بحدة و وقف أمامها و هي ترتجف و تحدث:.

-أوعي تفتكري إني علشان هقابل والده إن الموضوع ده هيتم فاهمه يا ريهام، و هتتعاقبي على إنك خبيتي موضوع مهم زي ده عننا، و التليفون ده أنسيه، و انت يا جاسر العقد مع غريب تتصرف و تفسخه بأي طريقه تقطعه 100 حتة، اختك مش هتخرج من البيت خالص بعد كده مفهوم، و إياك حد فيكم يعترض بدل ما يقعد جنبها
وجه كامل نظره الي جنات ثم تحدث بقسوة:.

-لو خرجت من البيت بدون إذني هيكون بطلاقك يا جنات فاهمه، ولا حتى علشان تجيب طلبات البيت
وضعت ريهام يدها على صدره و هي تحاول السيطرة على هذا الألم و الأعتصار الذي يسيطر على قلبها و سرعان ما استمعت الي عبارة والدها الذي بات يرددها كثيراً:
-علي اوضتك حالاً.

وقفت ريهام لتسير نحو غرفتها قبل أن يصرخ معتصم بأسمها و يلتقطها بذراعيه و هي تفقد وعيها في الحال، فهبت زينة هي الأخري نحوها و كذلك جاسر و الجميع فيما عدا كامل الذي عاد يجلس مكانه في محاولة للسيطرة على أعصابه، في حين حمل معتصم ريهام بين يديه و وضعها على الأريكة و ركضت زينة لتحضر زجاجة عطر و أميرة لتحضر الماء، و جاءت الأثنتان في ذات الوقت، و بعد عدة محاولات لإفاقتها و إنعاشها، فتحت ريهام عينيها بتعب، فأقترب جاسر منها بحنان قائلا:.

-غمضي عيونك و أرتاحي يا حبيبتي
سمعت ريهام صوت جاسر و تمكنت من تمييزه برغم عدم رؤيتها له بسبب تشوش بصرها، و لكنها شعرت به بعد ذلك يأخذها نحو غرفتها و وضعها على الفراش ثم تركها و خرج ليجلس مع الجيمع في الخارج فتحدث كامل:
-ولا كلمة من أي حد، خلونا نرجع لموضوعنا الأول، صلاح

في واشنطن.

جلس ألفريد داووين رجل الأعمال الشهير خلف مكتبه و هو ينفث دخان سيجارته بحنق و يداه ترتعشان بقوة، ثم نظر الي مساعده الأول مارسيل و تحدث بلهجة فرنسية قوية:
-أحضر لي تلك الصحفية و زوجها الضابط، لا بد من تلقينهم درس قاسي لمَ فعلوه
هز مارسيل رأسه في طاعة و نطق بتفكير:
-و لكن يا سيدي ماذا سنفعل؟ هل أنتهي الأمر عند هذه النقطة!

هز ألفريد رأسه بالنفي و عاد ليأخذ نفساً طويلاً من سيجارته قبل أن ينطق ببرود القطب الشمالي:.

-هؤلاء الحمقي لا يعلمون أن الأخطبوط لا يتم السيطرة عليه عن طريق أمساك إحدي أذرعه، لأنه يمتلك أخري سيتمكن من إحاطة أعناقهم بها و أعتصارها حتى الموت، ربما كانت بداية السيطرة على العالم كانت في مصر، و لكنها ليست النهاية، فمازالت هناك سبعة دول أخري و من كل دولة عالم قد ناقشوا الخطة بأكملها مع منى و تيسيير، و سيبدأون بتنفيذ ما تم في مصر، و وقتها لن يتمكن أحد من كشف الخطة أبداً.

تحولت لهجته الي الحدة بقوة و أردف:
-أفعل ما أمرتك به يا مارسيل
خرج مارسيل من المكتب، فرفع ألفريد يده الي الهاتف و ضغط على بعض الأرقام ثم وضعه على أذنه و بعد ثواني أتاه الرد فتحدث بأنجليزية ركيكة:
-أنتقل الي الخطة باء عزيزي مايكل، فلقد كشف المصريين أنهم أكثراً ذكاءاً مما توقعنا
أجابه مايكل من الطرف الأخر ببعض الحنق مخلوط بالسخرية و هو يقول:.

-لن نستمر طويلاً يا صديقي قبل أن نلقنهم درساً ليتعلموا إغلاق عقولهم بعد الآن و أن يطيعوا الأوامر فقط
أغلق مايكل الأتصال، فنظر ألفريد أمامه و تحدث بصوت ساخر بلهجته الفرنسية:
-ربما يجب أن نبدأ بتعليمهم الآن يا مايكل
ضغط ألفريد مرة أخري على بضعة أرقام قبل أن يضع الهاتف على أذنه و يتحدث في نفس اللحظة فلقد أتاه الرد سريعاً:
-أريدكم في مكتبي بعد نصف ساعة على الأكثر.

ثم أغلق الهاتف ليضعه أمامه على الطاولة و أردف بصوت مسموع:
-سنترك مهمة أختطاف الصحفية و زوجها لمارسيل، و نتجه الي ما هو أكثر أهمية

دخلت زينة الي مكتب صلاح الذي وقف بسرعة و أتجه نحوها قائلا بسعادة:
-زينة، وحشتيني
وضعت زينة يدها أمام صدره تماماً و أردفت بحدة شديدة و بلهجة أقرب الي الحزن:
-ولا كلمة يا صلاح قبل ما أخد منك جهاز التحكم
عقد صلاح ساعديه أمام صدره قائلا بلهجة حادة هو الآخر:.

-أنا قولت لمعتصم اللي أنا عايزه في المقابل
رفعت زينة أصبعها أمام وجهه و تحدثت بغضب يملأ كيانها و كادت دموعها أن تهبط على وجهها:
-أسمع يا صلاح، أنا جوزي طلقني بسببك و بسبب شرطك الحقير اللي زيك، فيا هتقبل تديني الجهاز دلوقتي أوصله لمعتصم تحت و بعدين نطلع نكمل كلامنا يا هتلاقي إيدي نازلة تعملك عملية تجميل في وشك، أختار
عاد صلاح الي مقعده ليجلس عليه بفتور و ببرود و أردف:.

-و أنا أيه يضمنلي أنك مش هترجعي ليه تاني
رفعت زينة كفها الأيمن امام وجهه و هبطت الدموع من عينيها قائله:
-الضمان أني قلعت دبلته و طلقني عند مأذون شرعي في المهندسين جنب مكتبك علطول، محتاج ضمان تاني ولا أسيبك و أمشي و تولع أنت و الجهاز اللي معاك
وقف صلاح ليقترب منها بشك يتخلل قلبه و أردف:
-ده مش ضمان كفاية يا زينة
مسحت زينة دموعها بسرعة عن وجهها ثم تحدثت بلهجة تملأها الضيق و التقزز:.

-تقدر تاخد الضمانات اللي انت عايزها بعد ما أوديله الجهاز، هو قاعد تحت في عربيته هات الجهاز و أديه لواحد من رجالتك يوصلهوله.

هز صلاح رأسه بموافقة، فهذا حل مناسب بالنسبة إليه طالما زينة تقف أمامه و خاصةً بعد دموع الانهيار هذه التي سقطت على وجهها، فأتجه نحو اللوحة و أبعدها فظهرت خزانته السرية و كتب أرقامها ثم أخذ منها الجهاز و أعاد كل شئ الي مكانه قبل أن يقترب من مكتبه ليرفع سماعة الهاتف و لكن سرعان ما أستمع الي صوت زينة الحاد المملؤ بالسخرية قائله:.

-شاطر يا صلاح، و دلوقتي أي خطوة هتلاقي رصاصة داخلة في دماغك و محدش هيعرف أن حمدي الصمدي مات لأن المسدس كاتم للصوت
رفع صلاح رأسه بحدة الي زينة فوجدها تقف و تمسك في يدها مسدسها فرفع يده في أستسلام بسرعة و ذعر و تحدث:
-زينة، بطلي جنان، انتي عارفة أنك لو قتلتيني البوليس هيعرف و هتتسجني
هزت زينة رأسها نافية و أردفت:.

-واخدة أذن من البوليس نفسه اني اموتك في حالة أتهورت يا صلاح، و أعتقد أن بعد تجربة مع الموت رقدتك في السرير أسبوع في غيبوبة و صحيت منها شبه ميت و أنت مش قادر تسيطر على نفسك و جسمك، هتخليك تفكر كتير قبل ما تعمل حركة غبية تخليك تخسر حياتك تاني
مدت يدها لها و أردفت بحدة:
-الجهاز
أمسك صلاح الجهاز بين يديه بقوة و سألها:
-أنتي و معتصم أتطلقتوا ولا دي مجرد خطة
رفعت زينة كفها الأيمن من جديد و أردفت:.

-أنت شايف أيه؟!
نظر صلاح الي كفها من جديد و لم يجد خاتم زفافها، فمد يده لها و أعطاها الجهاز الذي ألتقطته بسرعة و دسته في حقيبتها و هو يقول:
-شايف أنكم أتطلقتوا بجد، و ده معناه إن فيه فرصة أننا نكون مع بعض
أقتربت زينة من صلاح فلم يعد يفصل بينهما الا ما يقل عن المتر و أردفت بلهجة ساخرة:.

-و أنا شايفة أنك لسه غبي يا صلاح من لما كنت في الحارة معانا، لأن المتجوزين بيلبسوا الدبلة في الشمال و الا أنت شوفتها دي اليمين.

نظر لها صلاح في دهشة ثم الي يدها اليسري التي تمسك بالمسدس، وما أن وضع عينيه على خاتمها حتى وقعت يدها هي الأخري على عنقه بقوة فهبط على الأرض فاقداً الوعي، ثم وضعت زينة مسدسها في حقيبتها و أنطلقت الي الخارج بدون أن يعوق أحد طريقها، و جلست على المقعد المجاور لمعتصم في سيارته التي انطلقت بسرعة بعيداً عن الشركة و أردفت بإبتسامة:
-تم يا سيادة الرائد
أخرجت الجهاز من حقيبتها و أردفت بسخرية:.

-كنت خايفة ليكون بقي ذكي بعد اللي حصل منه، بس للأسف لسه الغباء بيجري في جسمه زي الدم
أبتسم معتصم و هو يضم زينة الي صدره في حب و تحدث:
-تصدقي الشغل معاكي ممتع أكتر من أي حاجة تانية في الدنيا
أمسكت زينة في قميصه و تحدثت بمرح:
-أه شغل فضلنا مستخبيين فيه 5 شهور
أبعدها معتصم عنها في سخرية و حدة مردفاً:.

-أه أصله كان بمزاجي، مش كله كان بسببك انتي واللي عملتيه في قضية ثرية اللي كانت هتموتك و جسمك فضل 3 شهور بيوجعك و كل شوية الجروح بتلتهب أكتر لحد ما بقيتي كويسة و كنت كل ما بخرج بتصرخي و تقوليلي مش هتروح في حتة من غيري، صح ولا لأ يا هانم، و أخر شهرين معرفناش نخرج علشان خالد أصر على وجودنا في المخزن كزيادة أمان و معرفناش نعارضه خصوصاً بعد ما كنت هموت مرتين كمان، و قال أن اللي بره شغالين على القضية و قضيناهم تدريب، صح ولا أنا غلطان ما تردي.

صرخت زينة في وجهه بغضب و أردفت:
-أيوه هتفضل ماسكهالي العمر كله، أنت مش هتبطل بقا تفكرني باليوم ده علفكرة أنا كنت هموت عارف يعني أيه، يعني المفروض تحاول معايا أنسي اللي حصل مش كل شوية تفكرني بيه
-لا لازم تفتكريه، علشان تعرفي نتيجة قراراتك المتهورة بتعمل أيه، زي بالظبط أتعلمتي انك مينفعش تثقي في أي حد بعد كريم
عادت زينة لتصرخ من جديد في ضجر و هي تقترب منه و بدأت تضغط على رقبته بقوة قائله:.

-بطل يا معتصم يا هخلي روحك تطلع و ربنا أنا مجنونة و أعملها
أقترب معتصم من نهاية الرصيف بسرعة و ضغط على مكابح السيارة لتستقر بجوار الرصيف تماماً، و سرعان ما حمل زينة كعصفور و وضعها على قدميه بعد أن أغلق جميع النوافذ أزال كفيها عن رقبته ليقيدهما خلف ظهرها ثم نطق بغيظ و هو يضغط على شفتيه بقوة:
-تفتكري تتعاقبي إزاي على قلة الأدب دي.

حاولت زينة أن تحل قيد ذراعيها و لكن كان هذا شبه مستحيل بسبب قوته و ضيق المكان بالإضافة الي الجلوس على قدمه، فأعاد معتصم جملته عليها من جديد في حدة، لتخفض بصرها في إستسلام و هي تكاد تبكي من الغضب، فترك معتصم ذراعيها في هدوء، و وضع يده في خصلاتها ليقرب وجهها منه و تلامسك انوفهم، فتحدث معتصم في حنان قائلا:
-متزعليش، انتي عارفة مش بقدر على زعلك، أوعدك مش هجيبلك سيرة المواضيع دي تاني.

لم ترفع زينة نظراته و لم تتحرك أنش واحد فتحدث معتصم في حب بالغ:
-بحبك يا برتقالتي، خلاص متزعليش مني
رفعت زينة عينيها إليه و قد تحول بريق عينيها الي الحب، فضمته بقوة إليه و هي تمسك بكتفي قميصه و هي تضربه بقوة عليهما قائلا:
-متزعلنيش تاني
أبتسم معتصم و هو يبادلها عناقها بقوة و هو يقول:
-مقدرش

في واشنطن.

جلس ألفريد على طاولة الأجتماعات يرأسها في حين وقف بعض الرجال الأشداء حول الطاولة، و جلس آخرون يبدو عليهم الوقار حول طاولة الإجتماعات، فأردف ألفريد ببساطة في لهجة أنجليزية:
-يجب أن نقم بأختطاف رئيس المخابرات الحربية في مصر
ضم الجميع حواجبهم في صدمة و ذهول في حين أردف باولو :.

-هذا الأمر ليس بهذه السهولة يا ألفريد، فالمخابرات المصرية في غاية الذكاء و المكر، و رجالها يمتازون بعشقهم لوطنهم و لأستقراره بالإضافة الي شهامتهم التي تجعل كلاً منهم على أتم الأستعداد للتضحية لحياته من أجل الأخر، هذه المهمة مستحيلة
وافق الجميع باولو الرأي و أعترضوا على ما قاله ألفريد، الذي تجاهل كل حديثهم و أكمل:.

-و لدي خطة مناسبة لإحضاره الي هنا يا سادة، و ستقومون بتنفيذها في الحال، او سأجعل رجالي يصنعون من أجسادكم مصفاة للرصاص
أنتفض الجميع في خوف، فالجميع يعلم بطش ألفريد، و تحدث أكثرهم حكمة كاميلو :
-أخبرنا يا ألفريد، ما هي خطتك؟!
أشار ألفريد الي مارسيل الذي وضع أمام كلاً منهم ملف صغير ثم عاد الي موقعه في حين أردف ألفريد:.

-هذا الملف يحتوي على كل تحركات رئيس المخابرات الحربية، و بعد تدقيق شديد وجدنا ان أفضل طريقه لجذبه الي صيدنا هو في ذلك اليوم الذي يقضيه مع أحفاده في أحدي الحدائق بمدينة الزمالك، فلا يوجد من هو يرافقه في تلك الرحلة أبداً، و أثناء لهوه مع الأطفال، ستقومون بجذب أحدهم بحيلة ما و عندما يكتشف اختفاءه و يبدأ بالبحث سيخبره أحد رجالنا بأنه قد رأي طفلاً ذاهب نحو البحيرة الإصطناعية في هذه الحديقة و سيهرع الي هناك في سرعه وقتها سيجد 10 من رجالنا في أنتظاره و خلفه أثنين سيقومون بحقنه بمخدر قوي، و سيتم نقله الي أمريكا في سفينة متجهة نحو فرنسا، و من هناك ستمكن من إحضاره الي أمريكا في سهولة.

أردف باولو في حنق:
-و كيف تتوقع أن يقوم أحد رجالنا بجذب طفل في وجود رئيس المخابرات الحربية، سيكتشفهم بالتأكيد
أجابه ألفريد في سخرية:
-ليس إذا كان هناك حفلاً يُقام في هذه الحديقة و يحتوي على الكثير من الأطفال و آبائهم، بالإضافة الي كثرة عدد أحفاده فهم تسعة أطفال، لن يتمكن من مراقبتهم في نفس الوقت، صدقني يا عزيزي باولو ستنجح هذه الخطة بلا شك، و إن فشلت فهناك خطة أحتياطية بالطبع و سأخبركم بها
.

جلس معتصم على فراش منزله القديم بتعب و أردف:
-كده يبقي احنا سيطرنا على كل حاجة، و مفاضلش غير المتخصصين اللي هيوقفوا الشرايح عن طريق الجهاز
جلست زينة بقلق على هذا المقعد بجوار الفراش و تحدثت:
-بس مش هيقدروا يرجعولهم ذكرياتهم.

-متنسيش يا حبيبتي أن اكترهم ضباط و ذاكرتهم لسه محفوظة، و الباقيين أعتقد دي فرصة حلوه ليهم أنهم يبدأو من جديد و الدكاترة هيحاولوا معاهم علشان يستوعبوا الموضوع، و هيرجعوهم لأهاليهم و هيدولهم شوية صلاحيات زي أنهم يرجعوا يدرسوا تاني مثلا على نفقة الدولة، أو يوفرلهم شغل كويس و مناسب، هيساعدوهم يا حبيبتي، مستحيل يسيبوهم كده.

نظر لها معتصم و هو يشعر بالتعب يحتل كل جزء من جسده فوجدها تنظر حولها بنوع من القلق، فأعتدل قائلا:
-مش عاجبك المكان ولا أيه؟!
أومأت برأسها نافية في سرعة و تحركت لتجلس جواره قائله:
-هو أيه ده اللي مش حلو البيت يجنن يا معتصم، بس أنا ممكن متعودتش عليه، أو حاسة بقلق، مش عارفة بس ده ملوش علاقة بالبيت
ضمها معتصم الي صدره و تحدث:.

-مفيش قلق ولا فيه أي حاجة أهدي أنتي بس، أيه رأيك تاخدي شاور! هتسترخي شوية في البانيو و هترتاحي
أومأت زينة برأسها موافقة، فأتجه معتصم نحو الحقيبة الصغيرة معهم و أخرج لها ملابسها، و أستدار قائلا بإبتسامة جميلة:
-أرتاحي أنتي و أنا هجهزلك الحمام.

تركها و أتجه نحو الحمام و ملأ الحوض بالماء و بعض الصابون السائل برائحة البرتقال الذي تعشقه زينة، بالإضافة الي تلك الصابونة التي تضعها بداخل الحوض فيمتلأ بالفقاعات، و تأكد من وجود المنشفة في مكانها و وضع الملابس بجوارها، ثم خرج و على وجهه إبتسامة سرعان ما ذهبت عندما وجد شخص ما يقف خلف زينة تماماً و يقيدها و يده على شفتيها و أنفها ممسكاً بمنديل قطني، و سرعان ما هوت زينة بين يدي هذا الرجل و على وجهها علامات الفزع، فرفع معتصم سلاحه قائلا بعصبية مفرطة:.

-أبعد عنها بدل ما مش هخلي البوليس ميعرفش يلم فتات دماغك من على الحيطة
أبتسم الرجل في سخرية و تحدث بالإنجليزية قائلا:
-سأحافظ على أن أفعل نفس الشئ بك يا رائد معتصم
نظر معتصم خلفه بسرعة و وجد آخر يقف و كان على وشك إطلاق النار و لكن الآخر غرس في رقبته إبره، فتهاوي معتصم مثل زينة تماماً..

في تمام الساعة الثامنة مساءاً.

دق باب منزل كامل، فأقترب منه و فتحه و أستقبل مجاهد و مؤمن، و جلس الجميع في الصالون، فأقتربت جنات في إبتسامة مغتصبة حاولت أن تكون طبيعية قدر الإمكان و هي تحمل في يدها ثلاثة أكواب من العصير و قطع من الكيك و أردفت:
-نورتونا
تحدث مجاهد في أدب و لباقة:
-البيت منور بأصحابه يا أم زينة
جلست جنات بجانب كامل، و أردف مجاهد بجدية و رسمية شديدة:.

-احنا هندخل في الموضوع علطول يا أستاذ كامل، انا جاي أطلب أيد ريهام لأبني عبدالله
أعتدل كامل في جلسته و نظر الي عبدالله و أردف:
-و أنا كمان هتكلم علطول يا أستاذ مجاهد، ابن حضرتك لو تعرف هو الظابط المسئول عن قضية أختفاء ريهام، و طول الخمس شهور اللي فاته كان عارف مكانها و مقالش حاجة لا ليّا ولا لغيري
كاد عبدالله أن يتحدث و لكن فضّل ألا يقاطعه أثناء حديثه فأكمل كامل:.

-و أنا مبقتش بثق في عبدالله لأنه مراعاش ربنا في شغله و مهتمش بحرقة قلوبنا على بنتنا، أزاي عاوزني أثق فيه و أسلمه بنتي
أجابه مجاهد في محاولة لتلطيف الأجواء بعد عبارات كامل الصريحة و هو يقول:.

-حضرتك معاك حق أكيد، عبدالله غلط باللي عمله، بس ده مش معناه أن حضرتك تفقد ثقتك الكاملة فيه، و عبدالله على الرغم من انه غلط بس انا شايف أن غلطه ده صح، أنا لو مكانه كنت عملت نفس اللي عمله، ريهام كانت خارجة من حادثة مش سهلة و تقريباً دمرت حياتها و جت من بعدها بقت حامل، راحت أسكندرية مخصوص علشان أعصابها تعبانة و هناك أنتحرت و لولا ستر ربنا كان زمانها ماتت، و طلبت منى أساعدها تخرج بره البلد تروح عند دكتور متخصص في موسكو و تعرفه من لما كانت بتدرس هناك، و طلبت منى مقولش لأي مخلوق، أكيد مش هروح أقول لأهلها لأني كده هبقي بدمر أول خطواتها في العلاج و هتبقي فقدت الشخص الوحيد اللي هي بتثق فيه حالياً و ممكن لا قدر الله كانت حاولت تنتحر تاني او تسيب البلد و تمشي لوحدها و محدش هيعرفلها طريق أبداً غير لما ترجع براحتها، كل دي عوامل تخلي عبدالله ميقولش لحد عن ريهام و يستناها لوحدها تقرر ترجع أمتي و تقول لحضرتك أمتي.

هز كامل رأسه بعدم أقتناع و أردف:
-أنا أسف يا أستاذ مجاهد بس ده مش سبب مقنع أبداً بالنسبة ليّا أنه يعمل اللي عمله
نظر عبدالله الي مجاهد الذي أذن له بالحديث، ثم نظر الي كامل و أردف:.

-طيب يا عمي بعد أذنك أسمعني، ريهام كانت فهمت مشكلتها و هي أنها لسه عايشة في تجربتها القديمة و قررت تاخد خطوة في علاجها، انا مكنتش أقدر أقولها لا انا همنعك تاخدي خطوة من غير أذن أهلك، ريهام كانت زهقت و تعبت من نظراتكم ليها، بقت حاسة أنها ناقصة حاجة أو فيها عيب ده غير نظرات الشفقة اللي في عيونكم و أنتو صعبان عليكم بنتكم الكبيرة يحصل فيها كده، يا عمي اللي حصل ده متعبش ريهام بس كلكم تعبتم و خصوصاً حضرتك لأن عيلتك كلها كانت في خطر، كان لازم تروح لدكتور متخصص انت كمان تتكلم معاه و يخرجك من الصدمة دي، حضرتك لو بصيت لنفسك قبل اللي كريم عمله و اللي بعده هتلاقي فيه فرق كبير أوي ما بين الشخصيتين، بقيت حريص و حذر و بتخاف على أولادك بطريقة تخوف، أنا مش بقولك متخافش عليهم ده طبيعي أنت أبوهم، بس أنا أسف أني أقول أن ده مبقاش مجرد خوف ده بقي وسواس، ريهام مبقتش بتخرج من غير ما حد يكون وراها يراقبها صح ولا لأ! و كذلك زينة و معتصم انت دايماً حاطط حراسة وراهم، و معتصم علفكرة عرف و نزل مرة ضرب الحارس ده لحد ما عرف أن حضرتك اللي باعته فأعتذرله و قاله ياخد باله من زينة دايماً طول ما هو مش جنبها، و جاسر حضرتك معتبره الأضعف ما بينهم مع أنه الراجل لأنه حساس أوي و ده مش عيب بردوا، بس حضرتك حاطط جهاز جي بي أس في عربيته و معين مراقبه حواليه و حوالين بيته و مراته كمان، و حوالين أي لوكيشن تصوير هو فيه و مراقب تليفونه، كل ده صح ولا لأ يا عمي!

صمت عبدالله قليلاً قبل أن يكمل بأسف:.

-للأسف حضرتك في التجربة اللي حصلت دي تقريباً أتأثرت أكتر من ريهام نفسها و محتاج تفتح قلبك لحد و تحكي و تعيط و تصرخ و تقول أن بيتك كان هيتهد على شعرة، و أن ولادك بقيت حاسس دايماً انهم في خطر، ده مش غلط ولا هيقل من حضرتك، الأعتراف بالحقيقة و الأعتذار في الغلط ده شجاعة مش ضعف أبداً، و حضرتك محتاج تعترف انك مخنوق و خايف دايماً على ولادك و محتاج تعتذر على مراقبتك ليهم من غير ما هما يعرفوا لأن حضرتك كده بتتجسس على أدق تفاصيلهم و على حياتهم الشخصية و ده غلط، ولاد حضرتك كبروا و محتاجين دعمك و حضرتك كمان كبرت و محتاج دعمهم، بلاش تخليهم يتخلوا عن دعمك و عن حضنك و عن أمانك لمجرد أنك محاصرهم، جاسر مثلا لو عرف اللي حضرتك عامله معاه هييجي يحكيلك أيه و أنت عارف كل حاجة عنه! هيحس بأمانك إزاي و هو حاسس أنك عارف اللي بتقوله ده كويس و مش بتفكر معاه بصوت عالي علشان يحل مشاكله لا أنت بتكون حلتهاله خلاص.

أختلفت لهجة عبدالله كثيراً فقد تحولت الي التوسل و الرجاء فهتف:.

-أرجوك ريهام ما صدقت أنها خرجت من اللي كانت فيه و بقت بتبص للحياة بشكل طبيعي تاني و أنها تقدر تكمل حياتها، رجعت تحس أنها طبيعية، بلاش خوفك يرجعلها خوفها و تعبها، أنا دلوقتي بررت لحضرتك أنا ليه مقولتش لحضرتك عن ريهام و قولت كمان كل اللي جوايا و اللي كان نفسي أقوله بطريقة أحسن من كده و أسف لو قولت حاجة غلط وسط كلامي أو أسلوبي مكنش كويس، و أسف كمان علشان خبيت موضوع ريهام بس أنا لحد اللحظة دي شايف أن سفرها جاب نتيجة كويسة فأنا مش شايف أني غلطان، انا مش هفاتح حضرتك في موضوع جوازي منها تاني دلوقتي لأن حضرتك الأول محتاج تفكر في الكلام اللي انا قولته ده كويس و بعدين تقرر، بس أنا عرضي بجوازي منها لسه ساري أن شالله ل100 سنة قدام، و معتقدش يا عمي أن فرق السن ما بينا ممكن يعمل عائق كبير في علاقتنا لأننا متفاهمين جداً و أنا بحب ريهام و علشانها أعمل أي حاجة حضرتك تؤمر بيها.

ساد الصمت بين الجميع، فوقفت جنات بإبتسامة و هي تقول:
-انا هنادي ريهام أحسن أكيد نفسها تشوف حضرتك يا أستاذ مجاهد زي ما حضرتك كنت عاوز تكلمها
نظرت جنات الي عبدالله و غمزت له بعينها فنظر لها بإمتنان قبل أن تتجه نحو غرفة ريهام فأستأذن كامل منهم و اتجه نحو الشرفة ليفكر بهدوء، فنظر عبدالله الي مجاهد الذي أشار له ليذهب ورائه، و أطاعه عبدالله و ذهب وراء كامل و تحدث بهدوء و أدب:.

-عمي، أنا بجد مش عايز حضرتك تزعل منى على الكلام اللي قولته لو كان سبب لحضرتك أي أحراج أو زعل
أستند كامل الي سور الشرفة و لم يلتفت له و لكنه سأله:
-انت عرفت منين أني براقبهم!
تحمحم عبدالله بإحراج و تحدث:.

-معتصم قالي على اللي بيراقب زينة، و انا كنت مع جاسر مرة في عربيته و احنا خارجين من القسم و لقيت عربيتي واقفة مش راضية تتحرك، فخدني في طريقة و هناك لاحظت الجهاز اللي ورا المراية الأمامية و هو بيعدلها بس مرضتش أقوله و بصراحة دورت و عرفت أنك مراقب تليفونه كمان و لاحظت عربية ورانا دايماً، و هو قالي أنه حاسس دايماً ان فيه حد وراه و مراقبه في كل مكان و من ضمنهم بيته و لوكيشن التصوير بس بيحاول يكدب نفسه و أنا قولتله أنه مفيش حاجة و ان الراجل ماشي عادي ورانا و هو أقتنع خصوصاً أن كان فيه أكتر من واحد بيراقبه بعربيات موديلات و ألوان مختلفة، أما ريهام فلما كنا في أسكندرية و قالتلي أنها محتاجة مساعدة، فهي كانت عارفة ان حضرتك معين حد يراقبها و كانت عايزاني أساعدها تهرب منه، ده كل اللي حصل.

أومأ كامل في صمت، فعاد عبدالله ليتحدث من جديد و لكن أرتفع صراخ جنات و هي تنادي على ريهام، فركض كامل اللي الداخل و كذلك خرج جاسر من غرفته و أميرة و دخل الجميع الي غرفتها، فأقترب كامل من جنات و ريهام و سألها بقلق:
-ريهام مالها يا جنات
بكت جنات و أردفت:
-مش بترد عليّا يا كامل ألحقني و متلجة
أقترب عبدالله من ريهام بسرعة في لهفة و بدأ يهزها بقوة قائلا:
-ريهام، ريهام قومي.

وضع يده على وجهها فوجدها باردة كسيبريا تماماً، أمسك يدها في سرعة و بدأ يتحسس نبضها فلم يجد، وقع على الأرض بجوارها قائلا بعدم تصديق:
-ريهام، ريهام أصحي.

أقترب جاسر هو الأخر منها و تحسس نبضها بيد مرتعشة ثم أبتعد عنها بسرعة و كأن صاعقة قد أحتلت كيانه و ردد أسمها بصدمة و هبطت دموعه من عينيه و أرتكز في زاوية الغرفة ينظر لها بصدمة و هو يضم ركبتيه الي صدره في عدم تصديق، و أقتربت أميرة منه و جلست بجواره على الأرض و ضمته بقوة و هي تنظر الي ريهام و تبكي بصمت هي الأخري، و وقعت جنات على الأرض و هي تصرخ بقوة بينما وقف كامل مثل صنم لا يتحرك أبداً و مجاهد ينظر الي ريهام في شفقة، فالمرة الاولي التي يراها تكون جثة هامدة على هذا النحو!

أقترب عبدالله منها و أمسك يدها بيد مرتعشة و وضع يده على شعرها و بدأ في البكاء مثل طفل صغير قائلا:.

-ريهام، حبيبتي علشان خاطري ردي عليّا، أنا مش هقدر على بعدك و الله، قومي و هاخدك من هنا و هنمشي و نسيب الناس دي كلها، بس متسبينيش لوحدي أنا ما صدقت لقيتك، قومي مش كنتي عايزة تفرحي و تلبسي الفستان الأبيض، قومي و هعملك فرح كبير أوي و الله، مش قولتيلي مش هنبدل مكان الدبل غير في الفرح حتى بعد ما أتجوزنا، قومي يلا علشان نبدلها، قومي انتي وعدتيني هنفضل مع بعض و مش هتسيبيني لوحدي خالص، هتخلفي بوعدك معايا بدري أوي كده ليه.

صرخ عبدالله بقوة منادياً عليها، و لكن لا حياة لمن تنادي، فلقد أنتهي الامر ماتت زوجته و حبيبته قبل أن تبدأ حياتهم و سعادتهم سوياً، و كُتب للأخر أن يعيش في حزن حتى يلقي حتفه مثلها تماماً..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة