قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل السادس عشر

رواية عاشق المجهول ج2 للكاتبة أمنية الريحاني كاملة

رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل السادس عشر
( حب لا يعرف الانتقام )

فاطمة: طب ممكن أعرف أنت مودينى فين ؟
خالد: هخطفك!
تنظر له فاطمة فى إستنكار قائلة: تخطفنى ؟!
خالد: بالضبط كده، إيه مش مسموحلى أخطف مراتى
فاطمة: خالد بجد قولى رايحين على فين ؟

يقف خالد بالسيارة وينظر إلى فاطمة قائلا: فاطمة إنتى مش واثقة فيا ؟
تنظر له فاطمة فى تردد قائلة: لا أكيد واثقة فيك.
يكمل خالد قيادة السيارة قائلا: يبقى تسيبيلى نفسك خالص النهاردة.

بعد عدة ساعات يصل خالد إلى الإسكندرية، وتحديدا أمام منزل والدته القديم
تنظر له فاطمة فى تعجب قائلة: إحنا إيه اللي جابنا هنا
خالد: هتعرفى دلوقتى
فاطمة: خالد الولاد لوحدهم فى الفيلا مع الدادة
خالد: ممكن تبطلى قلق، الولاد ودتهم عند عادل، ووردة ومرات خالى هياخدوا بالهم منهم على ما نرجع.
تنظر له فاطمة فى قلق، فيجذبها من يدها متجها بها إلى شقة والدته القديمة ويدخلها ويغلق بعدها الباب.

تنظر فاطمة للشقة فى إشتياق قائلة: ياااه يا خالد وحشتنى أوى
خالد: إنتى اللي وحشتيها يا فاطمة
تلتفت فاطمة إلى خالد قائلة: ليه جبتنى هنا النهاردة يا خالد ؟

يضمها خالد من كتفيها جاذبا إياها قائلا: تعالى معايا يا فاطمة وإنتى تعرفى.
يشير خالد إلى مكان ما قائلا: شايفة الحتة دى يا فاطمة، هنا كان أول مرة عينى تيجى فى عينك، إحساس غريب ساعتها أتملكنى، إحساس بإنك هتكونى حد مهم أوى فى حياتى، خطفتينى من غير حتى ما أعرفك.

يشير إلى حجرة والدته قائلا: وهنا أمى أدتنى درس عمرى ما هقدر أنساه، لما خلتنى أعرف إن حبك موجود فى قلبى من أول يوم شفتك فيه.

ويتذكر خالد كلمات مريم له" أكيد ربنا شايف اللي إحنا مش شايفينه، وعارف إن الخير لسه مستنيك أدام، مع واحدة تحبك بجد، واحدة يكون كل حلمها تفضل جنبك ومعاك مهما حصل، واحدة تكون أنت كل حياتها، زى ما هى تكون كل حياتك، واحدة عندها إستعداد تضحى عشانك وتكون لك حضن أمان تترمى فيه وقت ضيقك، وتكون لك فرحة تملى حياتك.

أحيانا بيكون فى شخص مجهول فى حياتنا منعرفوش، بيبقى أهم شخص فى حياتنا، ويمكن تكون حكايتك اللي جاية لسه مبداتش مع حب مجهول "
يعود خالد من ذاكرته وينظر فى حزن قائلا: الله يرحمك يا أمى.

فاطمة: الله يرحمها
ينظر خالد لفاطمة قائلا: الحب اللي أمى قالتلى عليه كانت تقصدك إنتى بيه، الحب اللي عشت طول عمرى حاسه جوايا ومش شايفه بعينيا
فاطمة: خالد، أنا يضع خالد يده على فمها قائلا: أرجوكى يا فاطمة، سيبينى أكمل..

يجذبها من يدها ويدخلها إلى غرفتها القديمة قائلا: وهنا كانت أوضتك، كنت كتير بقلق بليل وأفضل رايح جاى ادامها، خايف ليجيلك كابوس أو حلم ومحدش يسمعك، ولما كنتى بتتعبى كنت بفضل قاعد أدام الاوضة خايف عليكى، وكل شوية أطمن عليكى من أمى، ورغم كده عمرى ما كان مسموحلى ادخلها.

ويجذبها مرة أخرى إلى غرفته قائلا: وهنا يا فاطمة، فى أوضتى، أعترفت لنفسى إنك أقرب إنسانة لقلبى، هنا أعترفت إنى مبرتحش غير لما برمى همومى فى حضنك ، وهنا كمان أعترفتيلى أهم إعتراف فى حياتك.

تنظر له فاطمة متساءلة، فيكمل قائلا: لما قولتليلى إنى بالنسبة ليكى بر أمان، فاكرة اليوم ده ويستعيد كلاهما هذه الذكرى وكلمات فاطمة لخالد " يوم ما مامتى ماتت وبعدها بابا سابنى لوحدى وبعتنى هنا لعمتو اللي كان فاكر إنها هتاخدنى فى حضنها، لكنها طردتنى، ولقيت نفسي فى الشارع مكنتش عارفة هروح فين ولا هعمل إيه، عرفت إنى هبقى وحيدة فى الدنيا، كنت خايفة أوى، لا أنا كنت مرعوبة، كنت بتمنى إن أروح لمامتى أحسن وأكون معاها، أحسن ما أعيش فى الدنيا دى من غير حد، كنت شايفة الدنيا سودا أوى ومفهاش أى نور، لكن فجأة ظهرلى نور، عرفنى إن لسه فى حاجات حلوة فى الدنيا، وإنى ممكن أعيش وأكمل حياتى، عارف مين النور دا يا أبيه.

حضرتك يا أبيه، أيوا حضرتك النور ده،من ساعة ما عرفتك وأنت بالنسبة لى القوة والأمان، عارف يعنى إيه، يعنى أنا بستمد أمانى منك، يعنى أنا بنام مش خايفة عشان عارفة إنك موجود معايا، يعنى أنا نسيت الخوف ورجعت أشوف الحياة حلوة عشان أنت موجود فيها ".

يعود خالد إلى الواقع وينظر إلى فاطمة التى تجمعت الدموع فى عينيها قائلا: فاكرة يا فاطمة
فاطمة: لسه فاكر يا خالد؟
خالد: عمرى ما نسيت أى حاجة تخصك يا فاطمة، بس إنتى شكلك اللي نسيتى، أو يمكن مبقتش بالنسبة لك الامان زى زمان
تنظر فاطمة إلى الأرض، فيرفع خالد وجهها بأطراف أنامله وينظر إليها قائلا: ردى عليا يا فاطمة، خلاص مبقتش بالنسبة لك الأمان، مبقتيش بتطمنى بوجودى زى الأول.

تحتضن فاطمة نفسها بذراعيها قائلة: أنا خايفة يا خالد، خايفة أوى.
خالد: خايفة من إيه يا فاطمة، خايفة منى؟
تنهال الدموع على وجه فاطمة قائلة: خايفة من كل حاجة، أنت زى ما بتقول كنت بالنسبة لى الأمان، بس حبك علمنى الخوف يا خالد، خايف أقرب والأقيك أنت تبعد، خايفة تجرحنى، خايفة أتوجع تانى منك يا خالد، خلاص مبقاش فى قلبى مكان للوجع، مبقتش مستحملة، وخايفة أبعد عنك، انا مقدرش أبعد عنك يا خالد.

وتكمل فاطمة فى إنهيار قائلة: مش قادرة يا خالد، بحبك لدرجة إنى ممكن أموت لو بعدت عنى.
يضمها خالد إليه ويهدئها قائلا: اهدى يا حبيبتى، مين قال بس إنى هبعد عنك ولا هتبعدى عني.
تتشبث به فاطمة دون أى إجابة وكأنها وجدت بر الأمان تظل على حالها إلا أن يشعر خالد بأنها هدأت فى أحضانه، فيخرجها فى هدوء قائلا: رجعى ثقتك فيا يا حبيبتى، خليكى واثقة إنى عمرى ما هفكر أوجعك تانى.

فاطمة: ولو وجعتنى يا خالد، ساعتها بجد ممكن أضيع، مش هيبقى فى فاطمة الحديدى تانى خالد: مش هوجعك يا فاطمة تانى، صدقينى.
توميء له فاطمة رأسها بالموافقة، فيعيد ضمها إليه من جديد وكأنه يريد أن يدخلها إلى قلبه.

فى فيلا الصفدى:
تجلس وردة تلعب مع الاولاد، فتقترب منها غالية قائلة: عاملة إيه دلوقتى يا وردة؟
وردة: الحمد لله يا ماما، بقيت أحسن كتير
غالية: عادل حس بحاجة يا وردة؟
توميء لها وردة بالرفض قائلة: متقلقيش يا ماما، أنا مش من إهتمامات عادل أوى كده عشان ياخد باله
غالية: معلش كل حاجة هتبقى كويسة إن شاء الله
تنظر لها وردة وكأنها تريد أن تسألها عن شيء ما، فتلاحظ غالية نظرتها قائلة: إنتى عايزة تسألينى عن حاجة يا وردة؟

وردة: بصراحة سؤال نفسى أساله لحضرتك بقالى مدة
تبتسم غالية قائلة: عايزة تسألينى أنا ليه بعمل معاكى
كل ده رغم إنى كنت بعاملك وحش فى الأول مش كده ؟
تنظر لها وردة فى تعجب قائلة: فعلا، كنت هسأل حضرتك كده
غالية: هجاوبك يا وردة، عشان لما شوفت نظرة الوجع فى عينيكى رجعتنى سنين كتيرة لورا وحسيت فى لحظة إنك تشبهينى.

تنظر لها وردة فى تعجب قائلة: أشبهك ؟!
غالية: آه يا وردة، أوعى تكونى فاكرة إنى طول عمرك كنت قاسية، مفيش يا بنتى إنسان أتولد قاسى، فى إنسان الظروف هى اللي وجعته، ويمكن قناع القسوة والشدة اللي كنت لابساه دايما كان بيدار وجع بحاول أخفيه.

وردة: وإيه اللي ممكن يكون وجع حضرتك؟
غالية: تفتكرى إيه الحاجة إيه اللي ممكن توجع أوى ومتتنسيش مع الأيام
وردة: قصد حضرتك إنك كنتى...

غالية: آه يا وردة، كنت بحب، زمان قبل ما أتجوز يحيي الله يرحمه كنت فى الجامعة بنت صغيرة، ذيبي زى باقى البنات نفسى أحب وأتحب، ومستنية الفارس اللي يجى يخطفنى على حصانه ويبعد بيا، وفعلا جه الفارس ده، كنت شايفاه الحلم اللي بتحقق أدامى، كان زميلى فى الجامعة، حبيته فوق ما تتخيلى، كان دايما بيطرب ودنى بكلامه اللي بيسحر، كنت دايما أسأل نفسى هو فى حب وسعادة أكتر من اللي أنا عايشاها دى، وكنت بعد الأيام والليالى لحد ما يتخرج ونتجوز ونكمل قصة حبنا.

وردة: وإيه اللي حصل؟
غالية: الحلم أتحول لكابوس، بعد ما أتخرجنا قالى إنه عايز يقف على رجله الأول ويكون مستقبله عشان يبقى جدير بيا وبابا يوافق عليه، وعشان كنت بحبه، أستنيته ووقفت جنبه لحد ما فتح شركته الخاصة، مش بس كده أنا كمان كنت بساعده بالفلوس، مكنتش شايفة فيها حاجة إحنا شخص واحد، لحد ما وقف على رجله، وبقى معاه فلوس وشركة ومستقبل.

وردة: وأتجوزك بعد كده؟
تضحك غالية فى وجع قائلة: هو فى الحقيقة أتجوز، بس مش أتجوزنى، أتجوز أقرب صاحبة ليا، وطلعوا هما الاتنين بيلعبوا بيا عشان يستغلونى.
تنظر لها وردة فى صدمة قائلة: ياااااه، فى ناس كده؟

غالية: وأكتر، كرهت بعدها نفسى، وقررت أشيل الحب اللي ملى قلبى وكان السبب فى ضعفى، وأملي مكانه الكره والقوة، بقيت بحقد على أى أتنين بيحبوا فى بعض، وأولهم كان عاصم اخويا ومريم أم خالد، عملت المستحيل عشان أوقع بينهم، وأخلى مريم تتجوز واحد غيره، مش بس كده أنا فهمته إنها خانته وأتجوزت غيره، عشت سنين الكره والحقد هو اللي مسيطر عليا، لدرجة إنى كنت بأذى أقرب الناس ليا.

تنزل دموع غالية رغما عنها قائلة: الله يرحمك يا عاصم يا اخويا، ويرحمك يا مريم، ويسامحنى على كل اللي عملته فيكم
وردة: وإيه اللي غيرك يا طنط؟
غالية: غادة بنتى، بعد اللي حصلها فى جوازها من وليد، والعذاب اللي شافته، حسيت إن ده ذنب مريم اللي ظلمتها، وذنب كل واحد أذيته.

تمسح غالية دموعها قائلة: عشان كده يا وردة أنا بساعدك وهفضل أساعدك عشان عارفة إنك بتحبى عادل، وإنك هتقدرى تحافظى عليه وتسعديه.
وردة: تفتكرى يا ماما.
غالية: آه أفتكر وإلا مكنتش ساعدتك، إنتى النهاردة هتعملى اللي هقولك عليه، وسيبى الباقى على ربنا.

فى مكتب عادل:
يتحدث عادل فى الهاتف ويبدو عليه الصدمة قائلا: إيه، بتقول إيه يا خالد، أتصالحتوا.
ينظر خالد لفاطمة النائمة خلفه على السرير، ويتحدث فى هدوء قائلا: أيوا يا عادل، بقولك أنا وفاطمة أتصالحنا، فاطمة رجعتلى يا عادل، أنا مش عارف من غيرك كنت عملت إيه، ربنا ما يحرمنى منك يا عادل ولا من نصايحك، أنت فعلا أخويا.

يغلق عادل الهاتف مع خالد، ويظل يضحك فى هيستيريا حتى تدمع عينيه، ثم يلقى بكل ما أمامه على المكتب على الأرض فى غضب قائلا: رجعتهاله تانى يا عادل، غبى وهتفضل طول عمرك غبى، غبى بيسلم حبيبته بنفسه لغيره!!

يدخل عادل فيلته فى ضيق، ويتوجه إلى غرفة البنات لإطمننان عليهم، يقبل رضوى ثم فاطمة، ثم يتوجه إلى غرفة الأولاد فيقبل حسن وهو ينظر إليه مليا محدثا إياه، تعرف إنك شبهها أوى، بالرغم من إن ملامحك تشبه أبوك، لكن روحك حتة منها ثم يتوجه إلى سرير جاسر ويقبله هو الأخر محدثا إياه: أما أنت بقى يا بشمهندس جاسر اللي غيرت مسار الحكاية فى الوقت الضايع، أثبت للكل إن علاقتهم مش مجرد مشاعر وبس، علاقتهم بقت على إيد حضرتك، علاقة دم وروح، جيت عشان فى لحظة تخلى خالد أبوك وفاطمة أمك من غير حتى ما يتجوزوا.

و يقبل عادل هو الأخر، ويخرج من غرفة الأولاد وهو يشعر بداخله بنار يريد أن يخمدها، تمنى فى داخله ألا تكون وردة مستيقظة حتى لا تلاحظ حالته، ولكن حدث ما كان لا يتمنى، حين رأها مستيقظة فى إنتظاره وتستقبله فى أبهى زينة لها.

ينظر لها عادل قائلا: مساء الخير يا وردة
تقترب منه وردة قائلة: مساء الخير يا حبيبى
ينظر لها فى شك قائلا: حبيبى، وورد وشموع، وعشا رومانسى، هو فى مناسبة النهاردة ولا إيه
وردة: أمممم فى مناسبة، ومناسبة مهمة أوى كمان
عادل: ومناسبة إيه دى بقى، يكونش النهاردة عيد الشرطة وأنا معرفش.

وردة: بطل هزار يا عادل، أنت شايفنى عسكرى أدامك عشان تقولى عيد الشرطة
يلفها عادل من يدها قائلا: لا عسكرى إيه، أنا شايف
قمر الصراحة أدامى، بس إيه برضه المناسبة ؟

تقترب منه وردة، وتلف ذراعيها حول رقبته قائلة: المناسبة إنك وحشتنى أوى أوى، وأكتشفت إن بقالنا كتير مقضناش وقت مع بعض، عندك إعتراض.
يبتسم لها عادل قائلا: وأنا أقدر.

يقضيا الأثنان ليلة رومانسية كالحلم، تشعر فيها وردة بالسعادة لأول مرة منذ فترة طويلة، تشعر وكأنها تحلق وتطير فى سماء حب عادل وعشقه، فهى لم تشعر بحبه وعشقه لها بهذه الطريقة من قبل، ولا تشعر أن تحليقها ما هو إلا سقوط بطيء، وأنا الحلم سيتحول إلى كابوس بعد فترة من تواجدهما سويا، يحتضن عادل وردة ممسدا على شعرها، بينما هى تنعم بحبه وأمانها فى حضنه، ليهمس إليها قائلا: مبسوطة يا حبيبتى؟

وردة: طبعا يا حبيبى، كفاية وجودى جنبى، دا كفاية يخلينى أسعد إنسانة فى الدنيا
عادل: وأنا ميمهنيش فى الدنيا كلها غيرإنى أشوفك سعيدة يا فاطمة!

تتجمد وردة إثر سماعها إسم فاطمة ينطق بها، شعرت وكأن أحدهما سكب دلوا بارد على رأسها، هل ما تسمعه حقيقة، هل كل ما كان يبادلها به عادل من حب كان مجرد وهم، وأنه يتخيلها فى صورة إمراءة أخرى، لهذه الدرجة يعشقها ولا يقدر أن ينساها، لهذه الدرجة يتخيلها معه حتى وهو مع زوجته، شعرت بطعنات تمزق قلبها، خاصة بعد أن أدرك عادل جرم ما لفظ به، ونظر إلى وردة فى قلق قائلا: وردة ... أنا أسف...
مكنش قصدى... أنا...

نظرت له وردة نظرات كلها إتهام ولوم، ولكن أى كلمات تستطيع أن تعبر عما تشعر به فى هذه اللحظة، وقفت الكلمات فى حلقها، وكان الصمت حليفها فى هذه اللحظة، وما كان منها إلا أن والته ظهرها قائلة فى ضيق: تصبح على خير يا عادل.

وكأن صمتها كان أشد قسوة من حديثها، تمنى فى هذه اللحظة تصرخ به، توبخه، حتى لو تقتله، أهون عليه من صمتها الذى زاد من عذابه وإحساس الذنب تجاهها توجه إلى الحمام ووضع رأسه تحت الماء البارد يحاول تهدئة ما يشتعل داخله من نار، فحبه لفاطمة أفقده السيطرة على نفسه حتى فى أحرج المواقف مع زوجته، وهو الأن لا يعرف إلى أين سيؤدى به هذا الحب الذى طالما حرص أن يخفيه عن الجميع ليتعذب به وحده.

فى الصباح:
تستيقظ فاطمة فى كسل، وتنظر بجانبها باحثة عن خالد، الذى تجده يدخل عليها وفى يده صينية من الطعام قائلا: صباح الفل يا أميرتى.
تنظر له فاطمة فى حب قائلة: صباح النور يا حبيبى، أب رحت فين ؟
يضع خالد صينية الأكل أمامها قانلا: مفيش قمت من النوم، وأكتشفت إن مفيش طبعا أى حاجة ناكلها، فنزلت جبت فطار وأكل زى زمان فاكرة ولا نسيتى تنظر فاطمة للأكل فى شهية قائلة: الله يا خالد، وحشنى اوى فطار زمان، طعمية وعجة وفول محوج بالزيت
الحار.

يقبل خالد يدها قائلا: بالهنا والشفا يا حبيبتى
تنظر له فاطمة وهى تأكل قائلة: أمممم، حضرتك هتقعد تدلنى كده كتير، علفكرة هتعود على كده.
خالد: يا ستى أتعودى وملكيش دعوة، المهم ننول رضا مدام فاطمة الحديدى
تترك فاطمة الطعام من يدها وتلف ذراعيها حول رقبته
قائلة: لا أنا هنا ومعاك فاطمة وبس، طمطم مراتك وحبيبتك.

يمسك خالد يدها فى فرح قائلا: دعواتك يا حاجة مريم، إظاهر أمى مكنتش بتبطل تدعيلى قبل ما تموت
فاطمة: وعلفكرة مكنتش بتبطل تدعيلى أنا كمان، قولى بقى هنسافر إمتى ؟
خالد: نسافر مين، دا أنا مصدقت نتصالح وأعرف أستفرد بيكى، أعملى حسابك إنك مخطوفة هنا لمدة أسبوع.

فاطمة: خالد مينفعش، طب والشركة والأولاد
خالد: الشركة حسام قايم بالواجب فيها، والاولاد مع وردة وعادل وأنا بطمن عليهم كل يوم، خلينى أطمن أنا بقى على مستقبلى معاكى، أنا كنت يأست يا شيخة.
تضحك فاطمة على حديثه ويكملا طعامهما سويا فى سعادة.

وفى فيلا الصفدى:
يجلس عادل مع غالية يتناولا الإفطار سويا، تلاحظ غالية شرود عادل، فتنظر إليه قائلة: مالك يا عادل، فى حاجة مضيقاك؟
ينظر لها عادل مستنكرا: لا يا ماما مفيش أنا كويس.
يقطع حديثهما صوت وردة تنزل من على السلم، تتوجه وردة ناحيتهم وتنظر إلى غالية قائلة: صباح الخير يا ماما.
تبتسم لها غالية قائلة: صباح النور يا بنتى، اقعدى أفطرى معانا.

وردة: معلش يا ماما عشان خارجة
ينظر لها عادل فى استنكار قائلا: خارجة؟ خارجة رايحة فين؟
تجيبه وردة فى جمود دون أن تنظر إليه قائلة: هخرج الولاد، عن إذنكم.
وتتركهم دون أن تسمع رد عادل عليها.
تنظر له غالية فى استفهام قائلة: هى مالها يا عادل، أنت مزعلها
يبدو على عادل الارتباك قائلا: لا يا ماما مش مزعلها ولا حاجة، عن إذن حضرتك.
ويتركها هاربا من إستجوابها له.

فى شركة الصفدى:
يصل عادل إلى مكتبه ويجلس و أمامه بعض الملفات التى يحاول مراجعتها، ولكنه غير قادر على التركيز، يزفر عادل فى ضيق، ويرفع سماعة هاتفه محدثا.
السكرتيرة قائلا: أيوا يا رغدة، ألغى كل مواعيدى أنا نازل إسكندرية حالا...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة