قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل السابع عشر

رواية عاشق المجهول ج2 للكاتبة أمنية الريحاني كاملة

رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل السابع عشر
( حب لا يعرف الانتقام )

يسافر عادل إلى الإسكندرية، ليذهب إلى كاتم أسراره الرجل المسن عم سعد، فهو الوحيد الذى يتحدث معه عادل ويخرج ما بداخله أمامه دون أى خجل أو خوف يصل عادل إلى محل سعد وما أن يراه حتى ينتابه القلق قائلا: مالك يا عادل يا ابنى، إيه اللي حصل؟
عادل: مخنوووووق يا عم سعد.

يجلسه سعد قائلا: طب تعالى أقعد، واحكيلى إيه اللي يروى عادل ما حدث إلى سعد، فينظر له سعد فى عتاب قائلا: بقى ده أسمه كلام يا عادل يا ابنى، ما مراتك ليها حق تزعل منك، هو فى حاجة تقهر الست غير لما تحس إن جوزها مشغول بغيرها، تقوم تغلط فى اسمها وفى وقت زى ده.

عادل: غصب عنى يا عم سعد، صدقنى أنا مبقتش عارف إيه اللي بيحصلى.
ينظر له سعد فى حزن قائلا: الكوباية يا ابنى.
ينظر له عادل فى استغراب واستفهام قائلا: الكوباية ؟!

يكمل سعد حديثه قائلا: أيوا الكوباية، الكوباية لو فضلت تملى فيها طول ما أنت شايف إنها تقدر تاخد مبتوقفش مليها، لكن فجأة تلاقيها بدأت تدلدق وتغرق الدنيا حواليها، وهو ده اللي حصلك يا ابنى، من ساعة ما حبيت بنت خالك وعرفت إنها قلبها مع غيرك، وأنت عمال تملى كوبايتك، عمال تضحى وتيجى على نفسك عشان تشوفها سعيدة، واللي مكنتش عامل حسابه إن هيجى عليك الوقت وكوبايتك مش هيبقى فيها مكان لأى تضحيات ووجع تانى.

ينظر له عادل فى وجع قائلا: عندك حق يا عم سعد، أنا مبقتش قادر أستحمل، وجودها أدامى بقى بيتعبنى وبيعذبنى، وبرضه مش قادر اخد قرار إنى أبعد عنها، هى محتجانى جنبها ومش هقدر أتخلى عنها.
سعد: فاهمك يا ابنى، بس اللي خايف منه يجى عليك اليوم وحبك يتحول لكره
ينظر له عادل فى دهشة قائلا: كره ؟

سعد: طبعا يا ابنى، الواحد لما بيحب أوى ويفضل يضحى من غير مقابل، مع الوقت بيزهق، والحب بيتحول لوجع، والوجع ممكن يتحول لكره من غير ما تحس.
عادل: لا يا عم سعد، أنا مش ممكن أكره فاطمة، ولا حتى أقدر أكره خالد، دا أخويا مش بس ابن عمتى.
سعد: بس ممكن تكره علاقتهم ببعض، وحبهم اللي شايفه سبب عذابك
عادل: والحل ؟

سعد: يا تبعد، يا تحاول تنسى وتعيش حياتك الطبيعية مع مراتك، لأنك لو فضلت على كده أنت الوحيد اللي هتخسر فى الأخر
ينظر عادل للفراغ قائلا: عندك حق.

تمر الأيام دون أى جديد سوى خالد الذى استطاع أن يعيد علاقته من فاطمة ويجعلها قوية، ويشعر وكأنهما يعيشان الحب من جديد بكل لحظاته السعيدة، وبعد مرور أسبوع يعودا الأثنان إلى القاهرة ويسترجعا أولادهما فى منزلهما.

وفى اليوم التالى من رجوعهما يقرر خالد ان يأخذ فاطمة فى سيارته مصطحبها إلى الشركة حتى لا يتفرقا مرة اخرى بعد أن تجمعا يصل كلاهما إلى الشركة ويتوجه خالد إلى مكتب فاطمة ممسكا بيدها حتى يدخلها مكتبها.

تنظر له فاطمة فى حب قائلة: هو أنا صغيرة يا خالد عشان توصلنى لحد باب المكتب
خالد: يا حبيبتى مهما كبرتى هتفضلى بالنسبة لى بنتى الصغيرة اللي بقلق عليها
تقترب منه فاطمة قائلة: يعنى أنا بنتك ؟
يهمس إليها خالد قائلا: إنتى بنتى ومراتى وحبيبتى وأختى وصاحبتى وكل حاجة ليا.

يهيما سويا بعض اللحظات إلى أن يقطع لحظتهما مفرق الجماعات حسام قائلا: أنا قولت كده، أنتوا تتصالحوا واشيل أنا الشغل كله على دماغى.
يرفع خالد يده فى استسلام قائلا: عجبك كده، أهو جه الحقودى هادم اللذات.
حسام: حقودى ؟! طب شيل يا أخويا الشغل عشان أعرف أتجوز وابطل أحقد عليك أنت ومراتك، أسمع أنا رايح مكتبى، خمس دقايق لو ملقتكش أدامى أنت حر.

يضحك خالد قائلا فى مرح: حاضر يا مرات أبويا.
تضحك فاطمة على حديثهما، فيكمل خالد هامسا إليها: إحنا كنا بنقول إيه ؟
تدفعه فاطمة بعيدا عنها قائلة: كنا بنقول روح شغلك، وسيبنى أنا كمان أشتغل.
خالد: أوامرك يا جناب المديرة
تنظر له فاطمة فى جدية قائلة: خالد، بجد أنا عايزاك ترجع تمسك الشركة، وأنا...

يقاطعها خالد واضعا يده على فمها قائلا: لا يا فاطمة، أنا سعيت إننا نتصالح وعملت جهدى، لأنى بحبك بغض النظر عن أى إعتبارات تانية، إنتى أهم حاجة فى حياتى بعيدا عن أى شغل، وياريت تنفذى كلامك ليا من الأول لما قولتى شغلنا حاجة وحياتنا الشخصية حاجة تانية يخرج خالد من مكتبها تاركا إياها تبتسم وتدور وهى محتضنة نفسها فى سعادة.

فى مكتب فاطمة:
يدخل حسام المكتب على فاطمة ويجلس فى شرود، تنظر له فاطمة فى تعجب قائلة: خير يا بشمهندس حسام مالك ؟
ينظر لها حسام فى هيام قائلا: عايزة أتجوز يا طمطم تحتد نظرة فاطمة له قائلة: نعم ؟!
يتراجع حسام ويرفع يده فى إستسلام قائلا: أوعى تفهمينى غلط، انتى مالك بقيتى عنيفة زى جوزك ليه، أنا عايز أتجوز زهرة.

فاطمة قائلة: زهرة أخت وردة صاحبتى
حسام: أيوا هى زهرة أخت وردة، تصدقى ريحة الجناين هفت على المكان.
تضحك فاطمة قائلة: لا دا أنت شكلك واقع بقى، طب وهى إيه رأيها ؟
حسام: عيب يا باشا، أنا برضه مسيطر، هى بس محرجة تتكلم معاهم فى البيت، فلو ينفع يعنى تكلمى وردة وهى تمهدلهم الموضوع
فاطمة: طبعا يا حسام، من غير ما تقول دا أنتوا أخواتى.
ينظر لها حسام مليا، ثم ينفجر بعدها فى نوبة ضحك.

تنظر له فاطمة قائلة: أنت بتضحك على إيه يا حسام؟
يحاول حسام أن يهدا قائلا: لما برقتيلى دلوقتى، أفتكرت لما زمان لما جيت أطلب إيدك من خالد، وأقوله عايز اخطب أختك، يومها كان هيكسر عليا المكتب وهو بيقولى ويقلد حسام خالد قائلا فاطمة دى مش أختى دى خطيبتى وهتبقى مراتى.

تضحك فاطمة على حديثه وتلتمع عينيها بالحب قائلة: معلش بقى جت فيك، بس إحنا كنا ساعتها عاملين زى القط والفار
حسام: ماشى يا ستى، المهم تقضيلى مصلحتى وأنا عينيا ليكى
يقطع حديثهم صوت خالد قائلا: مصلحة إيه لمؤاخذة
ينظر له حسام فى رعب مصطنع: آه حضر الوحش، أخلع أنا قبل ما أضرب
ينظر خالد لفاطمة قائلة: مصلحة إيه اللي البيه بيتكلم عليها؟
فاطمة: تعالى يا حبيبى وأنا أحكيلك.

وفى مكان أخر فى شركة البدر:
تجلس زهرة على مكتبها، فيدخل عليها حسام فى مرحه المعهود قائلا: وأنا أقول ريحة الشركة كلها حلوة ليه
تنظر له زهرة فى إرتباك قائلة: بشمهندس حسام؟!
حسام: بشمهندس إيه بقى، ما خلاص كلها كام يوم إن شاء الله وتبقى حرمى المصون
زهرة: حرمك المصون ؟!

حسام: إنتى علقتى يا بنتى ولا إيه، عموما أنا كلمت فاطمة وهى وعدتنى هتفاتح وردة أختك فى الموضوع.
تظهر ملامح الفرح على زهرة قائلة: بجد يا حسام ؟
حسام: أتشالت كلمة بشمهندس فى ثانية، أمال لو كتبنا الكتاب هتقوليلى إيه ؟

تتورد وجنتى زهرة، وتنظر له فى خجل، ليكمل حديثه
قائلا: المهم يا زهرتى تتابعى مع وردة، أنا عايز فى خلال أيام اكون جيتلكم البيت وتأهلت، لأحسن أنا خلاص بقيت عاملة زى البت اللى بارت.
تضحك زهرة على حديثه وتنظر لنظرة الحب التى تتوج عينيه كلما رأها.

فى اليوم التالى:
تستأذن فاطمة مبكرا من الشركة وتذهب إلى الفيلا لتطمأن على الأولاد، ومأن تدخل الفيلا حتى تسمع صوت جرس الباب يرن، تهم كريمة بأن تفتح الباب، ولكن توقفها فاطمة قائلة: خليكى إنتى يا دادة، أنا هفتح الباب.
تفتح فاطمة الباب، فتتفاجيء بوجود غادة أمامها، تزفر فاطمة فى ضيق قائلة: غادة، إيه اللى جابك تانى ؟

تدخل غادة رغما عن فاطمة قائلة: جاية أشوف اللى ليا هنا
تنظر إليها فاطمة مستنكرة قائلة: اللى ليكى ؟! إنتى ملكيش حاجة هنا يا غادة.

غادة: لا ليا يا فاطمة، وهيفضل ليا مهما عملتى وحاولتى تبعدينى، إنتى صحيح بعدتى خالد عنى، بس مش هتقدرى تبعدى رضوى بنتى من خالد، واللى هتفضل شايلالى مكان هنا فى البيت ده، وبعدين دا أنا مكانى كبر كمان، ولا ناسية إنك بنفسك جبتى عادل ابنى هو كمان يعيش معاكى، يعنى من الأخر أقدر أجى هنا البيت ده فى أى وقت أشوف ولادى رضوى وعادل.
تنظر لها فاطمة فى ضيق وصدمة، فتتخطاها غادة وهى تنادى على عادل ورضوى.

يجلس عادل فى حديقة الفيلا وهو يحمل حسن يلاعبه، تدخل عليه غادة وتنظر له فى تعجب قائلة: عادل !
ينظر له عادل قائلة: ماما ! إيه اللى جابك ؟
تقترب منه غادة قائلة: إيه يا عادل، مش عايزن أجى أشوفك
عادل: عادى يعنى يا ماما، مش متعود بس.
تتجاهل غادة أسلوب عادل الساخر، وتكمل قائلة: مين اللى أنت شايله ده يا عادل؟

عادل: دا حسن أخويا
تنظر له غادة فى إستنكار قائلة: أخوك؟!
عادل: أيوا حسن ابن بابا خالد وماما فاطمة
تنظر له غادة فى صدمة قائلة: ماما فاطمة؟! ومن إمتى وأنت بتقولها ماما فاطمة، وبعدين هو دا ابن خالد وفاطمة، ما طبعا عشان كده متمسك بيها مش جابتله الولد، مش عايزة اسمعك تقول ماما فاطمة دى تان، كفاية عليا أختك.

عادل: بس هى فعلا ماما فاطمة
تصرخ به غادة قائلة: قولتلك دى مش أمك، أنا اللى أمك، ولازم تعرف يا عادل اللى بتقولها ماما دى هى اللى فى يوم من الأيام دمرت حياة أمك، هى اللى خلت خالد يسيبنى وكانت السبب إن خطوبتنا تتفسخ قبل جوازانا بعد كام يوم، وساعتها مكنش أدامى غير إن أتجوز باباك، باباك اللى كان بيتفنن فى إهانتى وذلى وضربى حتى أدامك وأنت صغير...

حتى لما القدر جمعنا من تانى وأتجوزت خالد وكنا عايشين سعدا مع بعض، فضلت تلف وتدور عليه لحد ما طلقنى بعد ما خلفت أختك رضوى، يعنى هى السبب فى كل مشاكلى، هى السبب إنى أتجوزت علوان وبعدت عنك، ولولاها كان زمانى لسه متجوزة خالد اللى كان بيعاملك زى ابنه وعايشين مبسوطين.

ينظر لها عادل دون رد أى رد فعل، فتكمل قائلة: أنت ساكت ليه يا عادل ؟
عادل: يعنى مش عارف حضرتك بتقوليلى الكلام ده ليه، ويخصنى فى إيه ؟
غادة: يخصك فى إنى مامتك، واللي بتقول عليها ماما دى تبقى عدوتى اللى خربت حياتى.

عادل: مامتى مش بالكلام، مامتى باللى أنا حاسه، حضرتك بتقولى إنك مامتى وأنا عمرى ما حسيت بالكلمة دى، لما كنتى حضرتك متجوزة بابا خالد زى ما بتقولى كنتى علطول مشغولة عنى، متعرفيش حاجة لا عن مذاكرتى، كلت ولا مكلتش، نمت ولا منمتش، الوحيدة اللى كانت بتسأل عليا هى ماما فاطمة، بالرغم إن زى ما بتقولى هى عدوتك، بالعكس دا كانت المفروض تكرهنى، لكن هى كانت حنينة عليا أكتر من امى اللى بجد، يوم ما جالى الحمى وسخنت هى اللى قعدت جنبى طول الليل تعملى الكمادات، كنت بشوفها بتهتم برضوى أختى...

كانت هى اللى بتفتكر مواعيد التطعيم بتاعها، كل ده كانت هى مش إنتى، حتى لما أطلقتى من بابا خالد، ورحتى أتجوزتى جوزك اللى أنا اصلا مشوفتوش ولا مرة، كانت هى برضه اللى بتسأل عليا كل يوم وتكلمنى تطمن عليا، إنتى بقى كلمتينى كام مرة من ساعة ما أتجوزتى، ولما حست إنى عايش زى اليتيم وأمى عايشة، هى اللى طلبت من خالو وتيتة أجى أعيش معاهم ومع أخواتى عشان محسش بالوحدة، تفتكرى بعد كل ده، يبقى مين اللى يتقاله يا ماما... يا ماما.

تنظر له غادة فى صدمة من حديثه بعد أن لجمها حديث عادل، وتنزل دموعها رغما عنها، تتركه غادة وتغادر فتقابل فاطمة فى طريقها، تنظر لها فاطمة فى قلق قائلة: مالك يا غادة، حصل إيه ؟
تمسح غادة دموعها قائلة: أنا لو حياتى هتقف على إنى أسامحك، عمرى ما هسامحك يا فاطمة، وأوعدك إنتقامى مش بس هيأذيكى، أنا هدمرلك حياتك، زى ما دمرت حياتى وتتركها غادة وتغادر فى تعجب من فاطمة.

بعد مرور عدة أيام فى شركة البدر:
تدخل غادة الشركة متوجهة لمكتب رئيس مجلس الإدارة، فتوقفها السكرتيرة قائلة: نعم حضرتك عايزة مين ؟
غادة: بشمهندس خالد، هو مش جوا.
السكرتيرة: لا يا أفندم البشمهندس خالد مكتبه أتغير، دلوقتى هتلاقيه فى قسم المشروعات، لكن دا مكتب المهندسة فاطمة الحديدى دلوقتى.

تنظر لها غادة فى سخرية قائلة: طب كويس، ومكتب المهندس خالد ألاقيه فين ؟
تصف لها السكرتيرة مكتب خالد، فتذهب إليه، وتدخل دون إستنذان، يقف خالد غاضبا عند رؤيتها قائلا: إنتى إيه اللى جابك هنا يا غادة، وإزاى تدخلى عليا كده من غير إستئذان؟!

تنظر غادة للمكتب فى سخرية قائلة: طول عمرى بدخل من غير إستئذان يا خالد، حتى لما كنت رئيس مجلس الإدارة، قبل ما الهانم تسحب من تحت رجلك البساط.
خالد: آه هو دا اللي جاية تقوليه النهاردة، إنتى إيه يا بنتى مبتزهقيش
غادة: لا يا خالد، مش دا اللي جاية أقوله، جاية أوريك.

الحقيقة اللي عينيك عامية عنها بقالك سنين، من ساعة ما الهانم شرفت مصر وهى عيلة صغيرة مكملتش 13 سنة، يومها وأنا حسيت إنها هتفضل وراك لحد ما توقعك، وفعلا وقعتك، ومكتفتش إنها خطفتك منى مرتين وخربت بيتى، لا دى كمان خدت منك شركتك اللي عشت طول حياتك تبنى فيها، وفى الأخر لسه برضه بتحبها وبدافع عنها يا خالد.

خالد: وهفضل أدافع عنها لحد أخر يوم فى عمرى، لأنها حبيبتى ومراتى، تقدرى تعتبريها حب عمرى كله
غادة: وأنا يا خالد كتت بالنسبة إيه، لما هى حب عمرك
خالد: أنا هقولك يا غادة إنتى بالنسبة لى إيه..

وفى مكان أخر داخل الشركة تشعر فاطمة بالإشتياق لخالد، فتقرر أن تذهب لمكتبه، وبالفعل تتجه نحو مكتبه، ولكن قبل أن تفتح الباب توقفها كلمات خالد.
ينظر خالد إلى غادة قائلا: أنا هقولك يا غادة إنتى بالنسبة لى إيه، إنتى أكتر إنسانة حبيتها فى حياتى، أنا حبيتك يمكن أكتر ما حبيت فاطمة، وأديتك أكتر بكتير من اللى أديته لفاطمة.

فى الخارج تضع فاطمة كفها على فمها محاولة أن تكتم شهقاتها إثر كلمات خالد لغادة عن حبه لها، ولم تستطع إكمال سماع حديثه، فتركض نحو مكتبها ثم إلى الحمام، وما إن تدخل الحمام حتى تنهار فى البكاء، تشعر وكأن خنجر طعن فى قلبها، بعد فترة تتمالك فاطمة نفسها، وتخرج إلى مكتبها وبعد أن تجلس تنظر فى تحدى وتمسك هاتفها محدثة شخص ما قائلة: أيوا...
معلش كنت مشغولة... أنا محتجالك النهاردة وعايزة أجيلك... خلاص أخر النهار هقول أى حجة لخالد وأجيلك.

ونعود لمكتب خالد مستكملا حديثه مع غادة التى لم تكمله فاطمة قائلا: إنتى أكتر إنسانة حبيتها فى حياتى، أنا حبيتك يمكن أكتر ما حبيت فاطمة، وأديتك أكتر بكتير من اللى أديته لفاطمة، أو يعنى الأصح إنى كنت بتوهم حبك، كنت دايما حاسس إن فى حب جوايا أكبر وأعمق بكتير، حب محاوطنى قريب منى حاسه بقلبى لكن عينى مش شايفاه، لكن مع الوقت عرفت إن فاطمة هى الحب ده، أيوا يا غادة أنا أكتشفت لما حبيت فاطمة إنى محبتش حد قبلها لا إنتى ولا حتى حنين الله يرحمها، أتأكدت إن حب فاطمة هو حب عمرى اللي بجد، صحيح أنا أتوهمت فى لحظة إنى حبيتك...

يمكن تعود عشرة، يمكن عشان كنا قريبين من بعض بحكم إننا كنا قرايب، حتى لما أتجوزتك كان مجرد إحتياج عاطفى وصدمة بعد موت حنين، لكن لما أتجوزنا أكتشفت إن فى حاجة غلط ، وإن الحب اللي جوايا ليكى اتبخر مبقاش موجود، ودا أكدلى ساعتها إحساسى، ورغم كده مسبتكيش غير لما إنتى خونتينى وبعتينى للمنافس بتاعى، وحاولتى تخلينى أتهم فاطمة، فاطمة اللي من يوم ما عرفتها وهى فى ضهرى واقفة جنبى، فاطمة اللي رغم كل حاجة جرحتها بيها عمرها ما أتخلت عنى ولا حبى اللي فى قلبها أتغير ، صدقينى يا غادة فاطمة عرفتنى إن الحب حاجة تانية خالص غير اللي كنت عايشه معاكى.

تنظر له غادة بعيون دامعة قائلة: يااااه كل ده لفاطمة، فاطمة الملاك، فاطمة اللى مبتغلطش، فاطمة الجدعة، فاطمة، فاطمة، فاطمة، كل حاجة فاطمة، طب أحب أنصحك نصيحة يا ابن عمتى، فاطمة اللي عمال تدينى محاضرة عن حبك ليها، هى نفسها اللي خرجتك من
مكتبك وقعدت مكانك، ومش بعيد بكرة أسمع إن جبتها من حضن راجل تانى وهى بتخونك، وبكرة الأيام تثبتلك..
لم يشعر خالد بنفسه إلا وهو يصرخ بغادة قائلا: اطلعى برة يا غادة، ومش عايز اشوف وشك فى شركتى تانى، بررررررررة

تخرج غادة فى غضب من خالد الذى يحاول أن يهدا وما أن تمالك نفسه حتى قرر الذهاب لحبيبته التى لطالما بثت إليه الطمأنينة والهدوء يتوجه خالد إلى مكتب فاطمة وقبل أن يدخل يوقفه صوتها وهى تتحدث فى الهاتف قائلة: وأنت كمان وحشتنى أوى يا حبيبى!...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة