قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الثامن عشر

رواية عاشق المجهول ج2 للكاتبة أمنية الريحاني كاملة

رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الثامن عشر
( حب لا يعرف الانتقام )

فى شركة البدر:
يتوجه خالد إلى مكتب فاطمة وقبل أن يدخل يوقفه صوتها وهى تتحدث فى الهاتف قائلة: وانت كمان وحشتنى أوى يا حبيبى!
ينظر خالد إلى فى تعجب وبعدها يدخل إلى فاطمة، التى ما إن تراه تبتسم له قائلة: إزيك يا حبيبى، أنا كنت لسه هعدى عليك فى المكتب
خالد: خير فى حاجة؟

فاطمة: لا أبدا كنت واحشنى فقولت أروح اطمن عليك ينظر لها خالد فى استفهام قائلا: إنتى كنتى بتكلمى مين قبل ما أدخل؟
تظهر ملامح الإرتباك على فاطمة قائلة: دا... دا خال.. خالى يوسف، بيسلم عليك من لبنان.
ينظر لها خالد نظرة غامضة قائلا: أمممم، الله يسلمه، عن إذنك ورايا شغل ويتركها خالد متجها إلى مكتبه، وما إن يدخل المكتب يجلس واضعا رأسه بين كفيه، وكلمات غادة المسمومة تتردد فى أذنيه" ومش بعيد بكرة أسمع إن جبتها من حضن راجل تانى وهى بتخونك ".

يرفع خالد رأسه فى عتاب قائلا: لا لا، إيه اللي بتفكر فيه ده، مستحيل أنت أتجننت، دى فاطمة، فاطمة بنتك وحبيبتك وأختك قبل ما تكون مراتك، مستحيل، تعمل كده، مستحيـــل.

ونعود لمكتب فاطمة التى تتحدث إلى وردة فى الهاتف قائلة: لا يا وردة أنا زعلانة منك، من ساعة ما نقلتوا
القاهرة مشوفكيش ولا مرة، إنتى يا بنتى مخصمانى ولا إيه
تحدثها وردة فى جمود قائلة: وأنا هخاصمك ليه، أنا عارفة إنك مشغولة فى شركة خالد الله يعينك، وبعدين بعرف أخبارك كلها من عادل... جوزى.

فاطمة: بس برضه وحشانى وعايزة أتكلم معاكى كتير، حاولى تجيلى إنتى الفيلا
وردة: ربنا يسهل يا فاطمة
فاطمة: طب اسمعى بقى عندى ليكى خبر حلو
وردة: خبر إيه؟
فاطمة: زهرة أختك يا ستى متقدملها عريس، وإنتى تعرفيه كويس، حسام صاحب خالد.
وردة: حسام؟ بس دا كبير عليها أوى يا فاطمة، دا من سن جوزك وعادل، وزهرة عندها 22 سنة

فاطمة: وفيها إيه يا وردة طالما بينهم تفاهم، واللي فهمته من كلام حسام إن زهرة موافقة عليه، وبعدين ما خالد أكبر منى، وإنتى نفسك عادل أكبر منك، وعايشين مبسوطين.
تتحدث وردة فى سخرية قائلة: آه فعلا مبسوطين..، عموما أنا هفاتح بابا وماما وربنا يسهل.
بعد إنتهاء اليوم، يأخذ خالد فاطمة إلى منزلهما، وفى أثناء تناول الغداء يرن هاتف فاطمة، تنظر فاطمة إلى الهاتف فى قلق، ثم تعيد النظر إلى خالد.

يشير خالد إلى الهاتف قائلا: إيه مش هتردى؟
فاطمة: لا مش ضرورى، أصله رقم غريب، وغالبا النمرة غلط
ينظر لها خالد فى شك قائلا: براحتك فاطمة
ويهم بالمغادرة، فتوقفه فاطمة قائلة: إيه مش هتاكل ؟
خالد: كلت، الحمد لله.

فى اليوم التالى يستعد خالد للذهاب إلى الشركة وينظر لفاطمة النائمة على السرير قائلا: إنتى مش نازلة معايا ولا إيه؟
فاطمة: لا يا حبيبى، انا النهاردة هروح الشركة عند عادل، كان محتاج منى إمضا على شوية ورق، وبينى وبينك أنا رامية حمل الشركة كله عليه.

ينظر لها خالد نظرة غامضة قائلا: براحتك.
ويتركها ويغادر فى إمتعاض، وما أن يخرج حتى تمسك
هاتفها وتتحدث لشخص ما قائلة: أيوا يا حبيبى...
وصلت ؟... نص ساعة بالكتير وأكون عندك... لا خالد لسه خارج.

تقوم فاطمة بإبدال ملابسها وتتوجه إلى سيارتها وتقودها فى طريقها، دون أن تعلم بأمر خالد الذى يسير خلفها بسيارته ويراقبها
تصل فاطمة أما إحدى الفنادق وترتجل من سيارتها متجهة إلى الداخل فى دهشة من خالد.
ينظر خالد إلى الفندق فى تعجب قائلا: يا ترى جاية ليه هنا يا فاطمة؟

فى فيلا الصفدى:
تجلس وردة فى الشرفة شاردة، وتتردد إلى أذنيها همسات زوجها وهى يردد اسم غيرها أثناء قربهما سويا، تغمض وردة عينيها فى ألم، فتنزل دموعها رغما عنها.
تدخل غالية عليها قائلة: إيه وردة اللي مخليكى قاعدة لوحدك علطول، مالك يا بنتى، هو عادل مزعلك ؟

تنظر لها وردة فى صمت، فلا تعرف بماذا تجيب عليها.
تحدث نفسها قائلة: أقولك إيه بس، أقولك إنى اتجوزت ابنك وأنا عارفة إن بيحب واحدة تانية، طب ما أنا اللي رضيت على نفسى الوضع من الأول، على أمل إنى فى يوم أقدر أخليه يحبنى، ولا أقولك إن ابنك اللي عامل فيها مصلح وكبير عيلة بيحب بنت خاله المتجوزة.

تشير غالية أمام عينيها قائلة: إيه يا وردة، بكلمك سرحانة في إيه؟
تمسح وردة دموعها قائلة: مفيش يا ماما، أنا بس قلقانة من نتيجة العملية.
تربت غالية على كتفها قائلة: يا بنتى إنتى عملتى اللي عليكى، سيبيها على الله، يالا قومى من حبستك دى وتعالى نخرج شوية نروح أى مكان.

فى المساء فى فيلا بدر:
يدخل خالد الفيلا يبحث عن فاطمة، ليجدها نائمة فى كسل على سريرها، فينظر إليها قائلا: مساء الخير يا فاطمة، إنتى نايمة بدرى ليه كده ؟

تنظر له فاطمة فى إرهاق واضح قائلة: مساء النور يا حبيبى، معرفش أن طول اليوم كسلانة كده ومش قادرة أقوم من السرير
ينظر لها خالد فى قلق حقيقى قائلا: طب تحبى أبعت أجيبلك دكتور؟
فاطمة: لا يا حبيبى، أنا هبقى كويسة متقلقش
ينظر لها خالد فى غموض قائلا: على كده بقى إنتى مروحتيش لعادل الشركة النهاردة؟
تجيبه فاطمة فى إرتباك قائلة: لا يا خالد، أنا مقدرتش أنزل النهاردة، هعدى عليه بكرة إن شاء الله
ينظر لها خالد فى شك قائلا: براحتك

فى اليوم التالى:
تخرج فاطمة من الفيلا وتقود سيارتها، وخلفها خالد يراقبها كما فعل من قبل، ولكن هذه المرة تقف أمام إحدى البنايات، وتنزل من سيارتها متجهة إلى الداخل، وبعدها تركب الأساسنير وتصعد، يدق خالد بأصابعه على المقود فى قلق، وبعد فترة يمسك هاتفه ويتحدث
إلى فاطمة، لم تجبه فاطمة فى البداية ولكن مع إصراره فى الإتصال أجابته بنبرة مرتبكة قائلة: أيوا يا خالد.

خالد: إنتى فين يا فاطمة ؟
فاطمة: أنا.. ما أنا قولتك يا خالد رايحة لعادل الشركة
خالد: يعنى إنتى فى الشركة عند عادل دلوقتى ؟
تجيبه فى تردد قائلة: أيوا
خالد: طب استنينى هعدى عليكى، أنا كمان نفسى أشوفه
تتحدث فاطمة فى إندفاع قائلة: لا متجيش... قصدى
يعنى أنا خلاص قربت أخلص وهروح عشان تعبانة شوية.

خالد: ماشى يا فاطمة.
ويغلق فى ضيق منه، يمسك مقبض باب السيارة وهو ينوى النزول منها والدخول إلى العمارة، ولكنه يعود فى قراره، ويقود سيارته من جديد متجها إلى شركته وما أن يصل خالد إلى الشركة ويدخل مكتبه، يمسك هاتفه محدثا عادل قائلا: أيوا يا عادل، أخبارك إيه؟

عادل: إزيك يا بوص، أنا تمام الحمد لله، أنت عامل إيه ، وفاطمة والولاد عاملين إيه؟
خالد: إحنا تمام، عادل أنت فى الشركة، عشان كنت عايز أعدى عليك
عادل: لا يا حبيبى أنا فى بورسعيد بقالى يومين، بخلص بضاعة من الجمارك، بس هرجع على بليل إن شاء الله، ممكن تعدى عليا بكرة
ينظر خالد إلى الفراغ فى ضيق قائلا: إن شاء الله يا عادل
يغلق الخط مع عادل ويمسح وجهه فى ضيق.

اليوم التالى فى منزل أهل وردة:
تجلس وردة مع أمها وأبوها تخبرهم بطلب حسام للزواج من زهرة، تنظر لها أمها فى فرحة قائلة: يعنى مديرها فى الشغل عايز يتجوزها يا دى الهنا يا دى الهنا
والد وردة: استنى بس يا ستى، بتقولك اكبر منها بسنين كتير.

أم وردة: وإيه يعنى يا أخويا، الراجل ميعيبوش إلا جيبه، وبنتك بتقول إنه راجل محترم وشريك فى الشركة اللى بنتك شغالة فيها، هنعوز إيه أكتر من كده.
والد وردة: مش يمكن بنتك ليها رأى تانى ؟
وردة: طب أسألها يا بابا، وشوف رأيها.

ينادى والد وردة على زهرة، فتلبى نداءه قائلة: نعم يا بابا
ينظر إليها والدها قائلا: اسمعى يا بنتى، بشمهندس حسام المدير بتاعك طالب إيدك، إيه رأيك؟
تنظر وردة إلى أسفل فى خجل، فيكمل حديثه قائلا:
فهمت أنا إيه كده، يا بنتى قولى رأيك
أم وردة: يووووه، بيقولوا السكوت علامة الرضا.

والد وردة: برضه أسمعها منها
تضع وردة يدها على كتف زهرة قائلة: خلاص يا زهرة، ريحى بابا وجاوبيه
ترفع زهرة عينيها فى خجل قائلة: اللي تشوفه يا بابا
والد وردة: خلاص يبقى هسأل عليه، ولما أتأكد من أخلاقه يبقى لينا كلام تانى.

بعد إنتهاء حديثهم، تدخل وردة مع زهرة غرفتها لتتحدث معها بشأن حسام قائلة: بقى كل ده يحصل من ورايا وأنا معرفش.
تنظر لها زهرة فى خجل قائلة: ما هو محصلش حاجة يا وردة
وردة: لا يا شيخة، والقلوب اللى طالعة من عينيكى دى إيه
وتتحدث وردة فى جدية قائلة: بتحبيه يا زهرة ؟

ترفع زهرة عينيها قائلة: أوى يا وردة، بحب كل حاجة فيه، خفة دمه غيرته، شقاوته، حتى عصبيته بحبها.
وردة: طب والسن اللي بينكم ؟
زهرة: السن عمره ما كان فرق بين اتنين بيحبوا بعض، و حسام ميبنش عليه السن، وبعدين استنى هنا ما إنتى متجوزة أبيه عادل وهو أكبر منك تنظر وردة فى حزن قائلة: ما أنا عشان كده خايفة عليكى يا زهرة، لازم يا حبيبتى تتأكدى إن هو كمان بيحبك زى ما بتحبيه
زهرة: متقلقيش يا وردة، حسام طيب وحنين وبيحبنى أوى، وبكرة تتأكدى بنفسك.
تنظر لها وردة فى حب قائلة: ربنا يسعدك يا حبيبتى.

يذهب خالد لعادل فى فيلته ويتحدث معه فى غرفة المكتب، يروى له خالد ما يمر به من شكوك، فينظر له عادل فى غضب قائلا: أنت أكيد أتجننت، أنت بتشك فى فاطمة ، فاطمة اللي محبتش فى الدنيا حد غيرك، فاطمة اللي فضلت متعلقة بيك طول السنين اللي فاتت من غير حتى ما يكون عندها أمل تحس يوم بحبها، وغير دا كله دى فاطمة الحديدى بنت خالى عاصم الحديدى، إيه اللي جرالك يا خالد، دا أنت مربيها على إيدك.

خالد: يا عادل أنا فاهم كل اللي بتقوله ده، وقولته لنفسى قبلك، بس غصب عنى، فاطمة من ساعة ما رجعت وهى متغيرة أوى، مش هى فاطمة اللي كانت أدامى كتاب مفتوح، فاطمة اللي كنت بفهمها من عينيها، دلوقتى عينيها بقت كلها ألغاز، تصرفتها بقت غريبة.
عادل: طب لما أنت شاكك فيها ليه مطلعتش وراها الفندق وشوفتها هتقابل مين، وليه راقبتها تانى يوم وبرضه مطلعتش وراها العمارة، ليه محسمتش الشك اللي جواك.

خالد: معرفش يا عادل، صدقنى معرفش، فى اللحظة اللي كنت هنزل وراها وأشوف هتقابل مين، رجعت تانى، خفت أيوا خفت
عادل: خفت من إيه ؟
خالد: معرفش، خفت أشوفها مع حد، مش عارف ساعتها كنت هعمل إيه، وخفت تطلع مظلومة، وتلومنى على شكى فيها وساعتها ممكن أخسرها للأبد، عارف لما تبقى الحقيقة أدامك على بعد خطوات منك، وتخاف تقرب منها أو تشوفها، يمكن لأن الحقيقة ممكن تطلع مرعبة لدرجة تكسرك.

عادل: أنت صعبان عليا أوى يا خالد، ودخلت نفسك فى طريق الله أعلم هيوديك لفين، بس كل اللي أقدر أنصحك بيه إن فاطمة المرة دى مستحيل تسامحك، إلا الشك يا خالد، بلاش يا خالد تخسر فاطمة، لو خسرتها ممكن مترجعلكش تانى.

يفكر خالد فى حديث عادل ويخرج من المكتب فى طريقه للمنزل، ولا يعلم كلاهما أن وردة كانت تستمتع إليهم، حين جاءت من زيارة أهلها، وأوقفتها كلماتهم عن فاطمة، بعد أن خرج خالد من المكتب، فوجيء عادل بوردة، فنظر إليها فى صدمة قائلا: وردة ؟! إنتى هنا من امتى؟
تتجاهل وردة سؤاله، موجهة سؤالا أخر قائلة: أنت اللي بتقابل فاطمة يا عادل صح ؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة