قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل التاسع عشر

رواية عاشق المجهول ج2 للكاتبة أمنية الريحاني كاملة

رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل التاسع عشر
( حب لا يعرف الانتقام )

فى فيلا الصفدى:
تكمل وردة مواجهتها لعادل قائلة: أنت اللي بتقابل فاطمة يا عادل صح؟
ينظر لها عادل فى غضب قائلا: إنتى بتقولى إيه يا وردة؟
تنظر له وردة فى هدوء قائلة: بسألك أنت اللي فاطمة
بتقابله من ورا خالد، أنت اللي راحتلك الفندق والشقة؟
عادل: إنتى إتجننتى، إزاى تشكى فيا أنا وفاطمة حاجة زي دى، إزاي يوصلك تفكيرك إنى ممكن يكون بينى وبين فاطمة علاقة زى دى.

تنظر له وردة فى سخرية قائلة: وإيه اللي يمنع؟
يصرخ بها عادل قائلا: اللي يمنع حاجات كتير يا هانم، اللي يمنع تربيتى واخلاقى، اللي يمنع إن فاطمة دى زى أختى وأمانة خالى ليا، اللي يمنع إن بتتكلمى عليها دى فاطمة الحديدى اللي الكل بيشهد بأخلاقها، أنا مش متصور إنك إنتى تفكرى فى فاطمة كده، دى صديقتك وعشرة عمرك.
تعيد وردة حديثها فى سخرية قائلة: بس كل ده ممنعش إنك تتخيل فاطمة وأنت معايا.

وتتركه فى صدمته وتغادر، كيف لها أن تفكر به بهذه الطريقة، كيف تفكر أنه يمكن أن يخون أخوه وصديقه خالد مع زوجته، كيف أن يمكن أن تفكر أنه يقيم علاقة من الأساس مع إمراءة أخرى، وكيف تظن كل هذا فى فاطمة، لابد وأنها قد جنت.

فى المساء يصل خالد إلى منزلته ليجده هاديء بعض الشيء، يتجه إلى غرفته ويدخل إليها، ليجد فاطمة نائمة ويبدو عليها الإرهاق، يجلس خالد أمامها ينظر إليها فى شرود وهو يتأملها، وتتردد بعض الكلمات إلى أذنيه.

"- أنت أكيد أتجننت، أنت بتشك فى فاطمة، فاطمة اللي محبتش فى الدنيا حد غيرك، فاطمة اللي فضلت متعلقة بيك طول السنين اللي فاتت من غير حتى ما يكون عندها أمل تحس يوم بحبها، وغير دا كله دى فاطمة الحديدى بنت خالى عاصم الحديدى، إيه اللي جرالك يا
خالد، دا أنت مربيها على إيدك.

- أستاذ سيد أنا سبق وشاركت بشمهندس خالد، ودلوقتى زودت عدد الأسهم اللي ليا ف الشركة، يعنى نصيبى يعدى 50 فى المية من أسهم الشركة، وعليه أنا بطالب بأحقيتى فى رئاسة مجلس إدارة الشركة، وياريت مشوفكش هنا فى مكتبى تانى يا بشمهندس.
- إنتى فين يا فاطمة؟ما أنا قولتلك يا خالد رايحة لعادل الشركة يعنى إنتى فى الشركة عند عادل دلوقتى؟
تجيبه فى تردد قائلة: أيوا
طب استنينى هعدى عليكى، أنا كمان نفسى أشوفه
لا متجيش... قصدى يعنى أنا خلاص قربت أحلص وهروح عشان تعبانة شوية.

ياااه كل ده لفاطمة، فاطمة الملاك، فاطمة اللى مبتغلطش، فاطمة الجدعة، فاطمة، فاطمة، فاطمة، كل حاجة فاطمة، طب أحب أنصحك نصيحة يا ابن عمتى، فاطمة اللي عمال تدينى محاضرة عن حبك ليها، هى نفسها اللي خرجتك من مكتبك وقعدت مكانك، ومش بعيد بكرة أسمع إن جبتها من حضن راجل تانى وهى بتخونك".

وهنا ظلت كلمات غادة عن خيانة فاطمة ل تتردد فى أدنى خالد، وضع وجهه بين كفيه يحاول تهدئة نفسه، وبعدها رفع رأسه ينظر لفاطمة فغلبه النوم بعد فترة وهو جالس فى مكانه.
فى الصباح تستيقظ فاطمة وتملس على جانبها بحثا عن خالد، ولكنها تجد مكانه فارغ، فتبحث عنه بعينيها لتجده نائما على الكرسى أمامها وهو مازال مرتديا ملابس الخروج، تقترب منه فاطمة فى قلق قائلة: خالد، يا خالد، اصحى يا حبيبى.

يفتح خالد عينيه فى ضعف قائلا: فاطمة
فاطمة: أيوا يا خالد، إيه اللي منيمك كده وأنت قاعد من غير حتى ما تغير هدومك
ينظر لها خالد دون أى رد، فتجلس على ركبيتها أمامه قائلة: إيه يا حبيبى مالك؟
ينظر لها خالد نظرة طويلة قائلا: فاطمة، إنتى لسه بتحبيني
تنظر له فاطمة فى تعجب قائلة: بحبك؟ مالك يا خالد على الصبح؟
خالد: جاوبينى يا فاطمة لو سمحت، لسه بتحبينى؟

تنظر له فاطمة مستنكرة قائلة: وأنا من إمتى بطلت أحبك يا خالد، أنا طول عمرى بحبك، وأنت عارف كده كويس
خالد: حتى بعد المشاكل اللي حصلت بينا، حتى بعد ما افتكرتى إنى بخونك وبعدتى عنى، الفترة دى مخلتش حبى يقل فى قلبك.

تمسك فاطمة يديه قائلة: يا خالد أنا حبيتك وأنا عيلة لسه مكملتش 14 سنة، حبيتك وأنا مش عارفة أصلا يعنى إيه حب، كنت عارفة إنك بتحب غيرى وخاطب ورغم كده حبيتك وداريت حبى عنك عشان ميكونش يوم سبب فى ضيقك، كل يوم كنت بكبر فيه كان حبى ليك بيكبر معايا، كنت بحبك وأنا مش عارفة حبى ده أخرته إيه، كان كل همى إنى اشوفك سعيد حتى لو على حسابى، شوفتك بتتجوز أدامى بدل المرة اتنين، ورغم كده عمرى ما قدرت أنسى حبك، تفتكر حب زى حبى ليك، حب عاش وهو واثق إنه عمره ما هيشوف الشمس، ممكن يتهز فى يوم أو يقل.

تترك يده وتنظر إلى الجهة الأخرى وتذفر فى ضيق قائلة أنت حبك يا خالد بقى بيجرى فى دمى، دا أنا يمكن أكون كمان مريضة بحبى ليك.
وتعود مرة أخرى تنظر إليه فى حب قائلة: أنت يا بشمهندس حب الطفولة والمراهقة والشباب وتكمل فى مرح: وحتى حب الشيخوخة، يعنى حتى لما تعجز وأنا اعجز هفضل أحبك ونفضل عكاز لبعض، وبعدين مالك يا بشمهندس قالبها دراما ليه على الصبح كده؟

ظل خالد ينظر إليه فى حيرة، أيمكن لحب مثل ما يراه فى عين فاطمة أن يكون غير حقيقى، كيف وهو يعلم كيف تحبه بل تعشقة، وهل يمكن لأنثى تعشق مثل عشق فاطمة أن تخون حتى ولو بدافع الثأر لكرامتها، لا لا يمكن أن تخونه فاطمة، فهى حبيبته ومن ملكها حتى من قبل أن يعلم بعشقها له.

ينظر لها خالد ويبتسم إبتسامة باهتة قائلا: مفيش يا حبيبتى، أنا كنت محتاج أسمع منك الكلمتين دول وبس، الراجل دايما يحب يسمع من مراته إنها بتحبه
فاطمة: لا لو على كده بقى اطمن يا حبيبى، أنا بحبك وعمرى ما فكرت ولا هفكر فى يوم احب غيرك، وممكن بقى يالا عشان ورانا شغل كتير، والمفروض نسلم مشروع مستشفى العبور الأسبوع ده.
خالد: تمام يا أفندم.

فى شركة الصفدى:
يتحدث عادل فى هاتفه مع فاطمة الصغيرة قائلا: إيه بس يا حبيبة بابى، مين اللي مزعلك؟
فاطمة: مفيش يا بابى، بس أنا محتاجة أتكلم معاك شوية
عادل: طب يا حبيبتى، أنا هجيلك النهاردة، ومش همشى غير وأنا شايل كل الزعل من عندك
فاطمة: بجد يا بابى
عادل: بجد يا طمطم، هو أنا عندى كام فاطمة يا حبيب وفى هذه اللحظة تدخل وردة عليه فجأة، فيرتبك عادل من فعلتها ويغلق الهاتف سريعا.

تنظر له وردة فى سخرية قائلة: أنا أسفة إظاهر جيت فى وقت مش مناسب
عادل: مش مناسب؟ يعنى إيه؟
وردة: يعنى تقدر تكمل مكالمتك مع اللي كنت بتتكلم معاها
وتهم وردة بالمغادرة، فيوقفها عادل قائلا: إنتى كنت عايزة حاجة يا وردة؟

وردة دون أن تلفت له قائلة: كنت جاية أقولك إن بابا كان عايزك تحضر النهاردة مقابلته مع حسام  وتلفت له فى سخرية قائلة: يعنى أنت المفروض جوز بنته الكبيرة.
عادل: المفروض؟ فى إيه يا وردة، ما أنا فعلا جوز بنته الكبيرة، بلغيه إنى هكون فى الميعاد إن شاء الله.
تنظر له دون أى رد وتتركه وتغادر.
ينظر عادل إلى أثرها ويمسح على شعره فى ضيق.

فى شركة البدر:
تجلس فاطمة فى مكتبها، فيدخل عليها حسام فى سعادة قائلا: أحلى رئيس مجلس إدارة فيكى يا مصر
تضحك فاطمة على حديثه قائلة: طب يارب خالد يسمعك عشان متلحقش تتجوز ولا حتى تخطب.
يرفع حسام يده فى استسلام قائلا: لا وعلى إيه، دا إيده مرزبة وأنا عارفه.

ثم ينحنى لها قائلا: تحياتى يا أفندم لمديرتى وزوجة صديق عمرى
تشير له فاطمة بالجلوس قائلة: طب أقعد يا بشمهندس وقولى إيه اخبار مشروع المستشفى
حسام: لا تمام متقلقيش، وهنسلم فى الميعاد، أنا نفسى مفتوحة على الشغل اليومين دول
فاطمة: والبركة فى زهرة طبعا.

حسام: طبعا هو فى غيرها، عارفة يا فاطمة، إحساس جميل أوى لما يبقى قلبك مقفول سنين طويلة محدش قدر يقتحمه، وفجأة تلاقى الشريك اللي بدور عليك بيدق قلبك ويدخل من غير أى إستئذان، أنا كنت متخيل إنى عمرى ما هحب أبدا، لكن لما شوفت زهرة ورغم فرق السن اللي بينا، لقيت نفسى بتشدلها وقلبى بيدق كل لما يشوفها، صحيح مكدبش اللى قال إن أول حب فى حياة الإنسان مختلف عن أى حب.

تنظر له فاطمة فى شرود، وتتذكر أنها ليست أول حب فى حياة خالد
تنظر له فاطمة قائلة: لو مكنتش عرفت تتجوز زهرة يا حسام، ممكن تحب غيرها
حسام: مفتكرش، ممكن أوهم نفسى بحب غيرها عشان أقدر أنساها، لكن حب حب متهيألى صعب
تنظر فاطمة إلى الفراغ وترتسم ملامح القلق على وجهها.

فى المساء فى منزل أهل وردة:
يحضر حسام مع والدته لخطبة زهرة من والدها، ويجلس معهم عادل، ينظر والد وردة لحسام قائلا: بص يا حسام يا ابنى، أنا سألت عليك وعلى أهلك، وسمعت عنك كل خير، فاطمة كمان صاحبة وردة بتشكر فيك هى وجوزها، مش بس كده.
ويشير لعادل قائلا: عادل جوز بنتى هو كمان بيشكر فيك.
ينظر له حسام فى سعادة قائلا: طب ما تمام يا عمى، واضح إنى واخد موافقة بالاجماع، نكتب الكتاب بقى.

ينظر له والد وردة فى تعجب، فيهمس عادل لحسام قائلا: أنت يالا، مش طالبة خفة دمك النهاردة خالص، أعقل خلى الراجل يوافق
وينظر عادل لحماه قائلا: حسام عشرة عمر، وأنا أعرفه بحكم علاقته بخالد، وبصراحة أخلاقه لا يعلى عليها، ومش عايز أقول لحضرتك دمه خفيف إزاى.
والد وردة: لا ما هو واضح تنظر والدة حسام فى جدية قائلة: شوف يا حاج، ابنى حسام طول عمره راجل، وهو اللي بنى نفسه بنفسه،
وتعب وشقى كتير لحد ما وصل للى هو فيه، وصدقنى لو اديته بنتك هيحطها فى عينيه.

والد وردة: أنا عارف يا حاجة، وكفاية إحترام ووقار حضرتك، عموما أنا معنديش أى مانع، هنعمل خطوبة فى الوقت الحالى والجواز بعد سنة ينظر له حسام فى إستنكار قائلا: سنة؟ ليه يا عمى، أنا جاهز وشقتى كمان جاهزة، ليه نستنى سنة.
والد وردة: معلش يا ابنى، عشان تعرفوا بعض أكتر، وبعدين سنة مش بعيد، الأيام بتجرى بسرعة وقبل أن يعترض حسام، ينظر له عادل، ويقطع حديثه قائلا: أنا بقول نقرى الفاتحة.

وبالفعل يقرأ الجميع الفاتحة، وبعدها تدخل زهرة وبجانبها وردة ووالدتهما، تقبل والدة حسام زهرة، وبعدها يهمس حسام منها قائلا: أخيرا بقيتى خطيبتى يا زهرتى.
تنظر له زهرة فى خجل، بينما يجذبه عادل من ذراعه قائلا: خد بالك، كده هيخلى الخطوبة خمس سنين، أتلم أحسن لك
يتفق حسام مع والد زهرة على تحديد موعد الخطوبة بعد أسبوع

يغادر عادل ووردة إلى فيلتهم، وأمام الفيلا يقف عادل بسيارته ويبدو عليه الارتباك قائلا: أنزلى إنتى يا وردة، وأنا..
تقاطع حديثه وردة قائلة: وأنت رايح مشوار، روح مشوارك ومتعطلش نفسك
وتتركه وتغادر السيارة فى ضيق منه.
يصل عادل إلى منزله الآخر، وما أن يدخل حتى يركض إليه كلأ من فاطمة وشهاب، فيحتضنهما فى إشتياق.

شهاب: بابي وحشتنى أوى
عادل: أنت كمان يا حبيبى وحشتنى أوى
شهاب: أنا زعلان منك، بقالك يوم ويوم مجتش ولا شوفتنى
عادل: معلش يا حبيبى، بابى كان مشغول وينظر عادل لفاطمة الصامتة قائلا: دا من الواضح إن مش أنت بس اللي زعلان منى، طمطم كمان زعلانة منى يجذبها عادل من ذراعها ويجلسها على رجليه قائلا: إيه يا حبيبت مالك؟

تنظر له فاطمة فى حزن قائلة: بابى، أنا ليه مش عندى مامى زى باقى الولاد، كل الولاد بابى ومامى اللي بيوصلوهم، وأنا معنديش حد يوصلنى ولا يجيلى المدرسة.
يحتضنها عادل قائلا: حبيبتى يا فاطمة، إنتى عارفة إنى مامى راحت عند ربنا وه بتولدك، بس هى حاسة بيكى علفكرة، وبتبقى مبسوطة لما بتبقى مبسوطة، وبتزعل لما بتبقى زعلانة، وبعدين هو بابى قصر معاكى فى أى حاجة.

فاطمة: بابى حضرتك علطول مش بتبقى موجود معانا، وقاعد فى بيتك التانى، وإحنا بنخاف ننام لوحدينا بليل، وبنبقى عايزينك جنبنا
عادل: أوعدك يا حبيبتى قريب أوى هاخدك إنتى وشهاب تقعدوا معايا فى بيتى التانى، وتعيشوا مع تيتة غالية.

ينطق شهاب وفاطمة فى نفس الوقت قائلين: بجد يا بابى
عادل: بجد يا حبايب بابى، كفاية نفضل مخبين لحد كده
وينظر لفاطمة قائلا: ممكن بقى طمطم حبيبتى متزعلش، إنتى عارفة أنا مبحبش أشوف فاطمة حبيبتى زعلانة أبدأ
فاطمة: حاضر يا بابي
وينظر عادل إلى الفراغ وكأنه يفكر فى شيء ما.

يمر الأسبوع المحدد على أبطالنا دون أى جديد، غير أن خالد يحاول أن يقاوم الشك الذى بداخله، مما جعله يبتعد دون أن يشعر عن فاطمة، ووردة التى تتجنب الحديث مع عادل، وحسام الذى يعد الأيام من أجل لقاءه بحبيبته.

وفى يوم خطوبة زهرة وحسام:
تستعد فاطمة لحضور الحفل وترتدى فستانا أنيقا يزينه من فوقه حجابها الذى يزيد منها جمالا، ولكنها شعرت ببعض الدوار، فأستندت على الدولاب أمامها فى تعب، ينتبه خالد لها، فيركض نحوها قائلا: حبيبتى مالك؟
فاطمة: مفيش يا حبيبى، حاسة إنى دايخة شوية، أكيد إرهاق من الشغل والولاد
خالد: طب تحبى منروحش ونعتدر
فاطمة: لا يا حبيبى أنا بقيت كويسة، عشان زهرة متزعلش، وعشان نفسى كمان أشوف وردة.
خالد: زى ما تحبى يا فاطمة.

فى منزل أهل وردة:
تتم خطبة زهرة على حسام فى جو عائلى وسط حضور بعض الأقارب والأصدقاء، وحضور كلا من خالد وفاطمة، وردة وعادل ومعهما غالية، وشادى وبعض موظفى الشركة.
يلبس حسام زهرة خاتم الخطوبة فى إصبعها، وينظر إليها فى حب قائلا: مبروك يا حبيبتى
تنظر له فى خجل قائلة: الله يبارك فيك يا حبيبى
حسام: يعنى أبوكى دا مش كان لين دماغه شوية، وكنا كتبنا الكتاب بالمرة، أقله أعرف أقولك مبروك بمزاج.
ليجد من يضع يده على كتفه قائلا: ما هو عشان كده رفض يا فالح، عشان عارف اللي فى نيتك، مبروك يا حبيبي.

حسام: الله يبارك فيك يا خالد، عقبال ولادك كلهم، وأنت ما شاء الله عندك كوم عيال.
يرفع خالد كفه أمام حسام قائلا: أعوذ بالله، أنا عرفت مين اللي بيقر عليا
ينظر حسام لفاطمة قائلا: متصدقهوش يا فاطمة، هو اللي بيتلكك بيا
تضحك فاطمة قائلة: مبروك يا حسام، خد بالك من زهرة
ينظر حسام لزهرة قائلا: فى عينيا.

فى مكان أخر تقف وردة تجهز الحلويات والمشروبات، فتقترب منها فاطمة قائلة: زعلانة منك علفكرة، بقالى كتير مشوفتكيش، ومبتسأليش عليا.
تنظر لها وردة فى جمود، وتطيل فى نظرتها لها وهى تتذكر ذكر زوجها اسمها أثناء وجودهما معا، تفيق من شرودها على صوت فاطمة قائلة: إيه يا وردة، رحتى فين يا بنتي.

وردة: مفيش يا فاطمة، كنت مشغولة شوية الفترة اللي فاتت معلش
تضع فاطمة يدها على كتف وردة قائلة: مالك يا وردة، حاسة إنك متغير، فى حاجة؟
وردة: لا هيكون فى إيه يعنى، أنا بس فرحانة على متلخبطة، إنتى عارفة أختى الصغيرة بتتجوز
فاطمة: مع إنى مش مصدقة، بس أنا كمان فرحانة عشانها، بس دا ميمنعش إن لينا قاعدة مع بعض
وردة: إن شاء الله يا فاطمة.

يقف عادل مع خالد، فينظر عادل لخالد قائلا: عامل إيه مع فاطمة يا خالد؟
خالد: بحاول أبقى كويس يا عادل، بس صدقنى مش هرتاح غير لما أعرف فاطمة مخبية عنى إيه، ساعتها كل شكوكى هتموت
عادل: حاول تتكلم معاها بهدوء، وأوعى تدخل الشك ما بينكم، الشك زى السم لما بيدخل قلب الإنسان بيفضل فيه بيجرى فى دمه

ينظر خالد إلى شخص ما قائلا: ودا إيه اللي جابه دا كمان؟
يتبادل حسام الأحاديث مع زهرة، فيجد من يقترب منه ويمد يده إليه قائلا: مبروك يا بشمهندس.
حسام: الله يبارك فيك يا شادى، مش قولتلك زهرة تخصني
يضحك شادى قائلا: أنت اللي كنت فاهم غلط علفكرة، عموما أنا بجد فرحان ليكم، وربنا يتمم بخير.
زهرة: متشكرة يا أستاذ شادى
يميل شادى على حسام هامسا: علفكرة أنا أخر واحد ممكن تغير منه على خطيبتك، ويتركه ويغادر فى حيرة من حسام.

فى مكان أخر تشعر فاطمة بالإختناق وأن الدوار سيعود إليها من جديد، فتدخل إلى الشرفة تستنشق بعض الهوا، لتجد من يحدثها من خلفها قائلا: يا ترى بدبرى لقتل مين يا بشمهندسة؟
تلتفت فاطمة لصاحب الصوت، لتجده شادى، فتبتسم له قائلة: شادى جيت إمتى؟
شادى: لسه جاى دلوقتى، يا دوب باركت على حسام.

تقف زهرة تتحدث مع حسام، بينما يقف خالد فى الخارج مع عادل، ليلفت إنتباهه وجود فاطمة مع شادى فى الشرفة يتحدثان، يتوجه خالد للشرفة، بينما يمسكه عادل من ذراعه قائلا: رايح فين يا خالد؟
خالد: رايح أرسى على بر فى شكوكى يا عادل.
ويتركه متجها إلى الشرفة، ليقف مكانه عند سماعه شادى قائلا: خلاص يا فاطمة هستناكى، بس يارب توفى بوعدك المرة دى!...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة