قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل العشرون

رواية عاشق المجهول ج2 للكاتبة أمنية الريحاني كاملة

رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل العشرون
( حب لا يعرف الانتقام )

فى منزل أهل وردة:
بعد إنتهاء الحفل، تجلس وردة مع اختها زهرة فى غرفتها بعد أن أصرت أن تقضى ليلتها فى بيت أهلها معللة ذلك أنها تريد البقاء مع زهرة، وأمام إصرارها لم يقدر عادل أن يرفض.
تنظر وردة لزهرة التى تملس على خاتمها فى سعادة قائلة: فرحانة يا زهرة؟
زهرة: اوى أوى يا وردة، إنتى مش متخيلة أنا بحب حسام إزا؟
وردة: بتحبيه ليه يا زهرة، إيه اللي شدك فيه خلاكى تحبيه؟

تقف زهرة وتدور حول نفسها قائلة: ياااااه يا وردة حاجات كتير مش قادرة أوصفلك، خوفه عليا، غيرته يمكن جنانه، إحساس التملك اللي واصلنى منه من أول يوم شوفته فيه، وإنه دايما شايفنى أخصه هو وبس، إحساس جميل أوى لما تحسى إنك مسئولة من حد
تنظر لها وردة فى شفقة وتقترب منها قائلة: طب أقعدى يا زهرة، عايزة اتكلم معاكى.

تجلس زهرة وتنظر إلى وردة، فتكمل حديثها قائلة: الحب دا شيء جميل، وأنا مبسوطة إنك بتحبى حسام وهو كمان شخص يستاهل إنه يتحب رغم إعتراضى على فرق السن، بس مش دى المشكلة.
تنظر لها زهرة فى إستفهام قائلة: أمال إيه المشكلة يا وردة؟

وردة: المشكلة يا حبيبتى فى طريقة تعاملك مع خطيبك، فى حالة التملك اللي بتتكلمى عنها، واللي إنتى فرحانة بيها، إنتى بتقولى إن حسام من أول يوم عرفك فيه، وهو دايما شايفك حاجة تخصه ملكه، ومين اللي اللي خلاه أفترض إنك موافقة على الوضع ده، إيه اللى خلاه يفترض وهو حتى ميعرفش إذا كنتى مرتبطة بحد ولا لا، موافقة أصلا عليه ولا لا، هو كل واحد واحدة تعجبه يعتبرها ملكه بغض النظر عن رأيها وشخصيتها، كل ده وهو مكنش يربطك بيه أى علاقة، تخيلى بقى لما بقى خطيبك هيعمل إيه.

تنظر لها زهرة فى قلق قائلة: قصدك إيه يا وردة، هو ممكن يعمل إيه؟
وردة: مش حاجة من اللي فى دماغك يا زهرة، حسام محترم وأنا أعرفه من زمان، بس حسام فى الأول وفى الأخر راجل، وأى راجل بيبقى عايز يفرض شخصيته على الست اللي معاه، ويلغى شخصيتها تماما، خاصة لو هى أديتيله الفرصة دى من أول يوم، وإنتى ما شاء الله عليكى، من أول يوم تحت طوعه من غير حتى ما يقولك بحبك ولا معجب بيكى ولا أى حاجة، فرحانة إنه شايفك حاجة تخصه، ودا غلط يا زهرة، دا كده ممكن يرخصك فى نظره يا حبيبتى.

زهرة: يالهوى، يرخصنى، لا يا وردة، أنصحينى يا أختى أعمل معاه إيه
وردة: حسام صحيح خطيبك لكن مش جوزك، يعنى فى حدود بينكم، وطالما إنتى لسه فى بيت أهلك يبقى ملوش حكم عليكى، إنتى عارفة إن ممكن يقولك سيبى شغلك

تبتسم زهرة فى راحة قائلة: يا شيخة خضتينى، لو الشغل أنا كده كده مليش فيه، أنا واحدة عايزة أقعد فى البيت واتستت..
تزفر وردة فى ضيق من طيبة أختها، وتكمل قائلة: يا بنتى افهمى، شغلك دا البداية، وهيجر وراه حاجة كتير هتلاقيه يقولك متكلميش ده، متقعديش مع ده، متروحيش متجيش، سلسلة من الأوامر، إنتى نفسك مع الوقت هتلاقى نفسك مخنوقة.

زهرة: طب قوليلى أعمل معاه إيه؟
وردة: بابا خلى الخطوبة سنتين بينكم، وفى الفترة دى متخلهوش يتعدى حدود إنه خطيبك، ينى ملهوش أمر عليكى، وطبعا الحدود بينكم محفوظة، فهمانى يا زهرة.
توميء لها زهرة برأسها بالموافقة، فتكمل قائلة: حسسيه دايما إنك غالية ونجمة بعيدة عنه مش هيطولها غير بالجواز، خليه هو اللي ملهوف عليكى، مش إنتى فاهمة..
تنظر لها زهرة وبعدها تنظر إلى الفراغ وتفكر فى شيء ما...

فى فيلا خالد:
تبدل فاطمة ملابسها فى غرفتهما فى إرهاق واضح قائلة: يااااه الليلة كانت طويلة أوى، حاسة إنى هموت من التعب، بينما ينظر لها خالد نظرات غامضة دون أى إجابة، بعد أن تنتهى فاطمة من تبديل ملابسها تنظر إلى خالد.
قائلة: مالك يا خالد؟
خالد: كان بيقولك إيه؟

تنظر له فاطمة متساءلة: هو مين يا خالد؟
خالد: شادى، اللي كنتى واقفة معاه فى البالكونة عمالين ترغوا، وناسيين الناس كلها، يا ترى كان بيقولك إيه
فاطمة: مكنش بيقول حاجة مهمة يعنى، كان بيكلمنى فى الشغل عادى
خالد: وهو كان جاى الخطوبة عشان يكلمك فى الشغل، غريبة مع إنكم طول اليوم فى الشركة، ولا محلقش يخلص كلام

تنظر له فاطمة فى إستنكار قائلة: فى إيه يا خالد، مالك؟
خالد: طب هسألك سؤال تانى، إشمعنى شادى اللي وكلتيه عنك ساعة صفقة الشراكة اللي بينا، ليه موكلتيش حد تانى
تزفر فاطمة فى تعب قائلة: أنت عايز إيه يا خالد، وإيه اللي فكرك بكل ده دلوقتى؟
خالد: عايزك تجاوبى يا فاطمة ولا مش من حقى
فاطمة: لا من حقك يا خالد، عشان معرفش غيره يا خالد ممكن يقوم بالمهمة دى..

خالد: كان ممكن تخلى عادل مثلا، ولا هو مفيش غير شادى خطيبك القديم
فاطمة: عادل مكنش هيوافق على اللي عملته، ومن الأخر كنت عايزة أغيظك ساعتها وأضايقك، أرتحت كده
يجلس خالد على السرير وهو ينظر إليها فى صم فتقترب منه فاطمة وتمسك يده قائلة: خالد، قولتهالك مية مرة، وهفضل أقولهالك، أنا بحبك أنت وبس، بحبك من قبل ما اعرف شادى أو غيره، خالد، أنا تعبت وعايزة أرتاح، عايزة أعيش بقية عمرى معاك فى حضنك من غير أى مشاكل ولا صراعات، كفاية علينا تعب لحد كده، ممكن يا حبيبى.

وتتركه وتنام على الجانب الأخر من السرير، بينما يظل هو ينظر إلى الفراغ فى شرود..
ونعود لمنزل أهل وردة، تمسك وردة هاتفها وتطلب رقم غالية، فتجيبها غالية قائلة: مساء الخير يا وردة يا بنتي
وردة: مساء النور يا ماما، معلش صحيتك من النوم، بس كنت بحاول أكلم عادل وموبايله مقفول، ممكن حضرتك تديله تليفونك أكلمه
غالية: عادل مش بايت هنا يا حبيبتى، قالى هيبات عند خالد النهاردة هيتكلموا فى شغل.
تبتسم وردة فى سخرية قائلة: ماشى يا ماما، تصبحى على خير.
غالية: وإنتى من أهله يا بنتى.

وفى منزل عادل الثانى، يحمل عادل كلا من شهاب وفاطمة وهو يحتضنهما فى حب
فاطمة: بجد يا بابى هتبات معانا النهاردة
عادل: طبعا يا حبيبتى، أنا النهاردة معاكم لحد ما تزهقوا
شهاب: يبقى مش هنزهق منك يا بابى..

وقبل أن يجيبه عادل، يقاطعه صوت هاتفه، ليجدها وردة، يأخذ عادل الهاتف بعيدا عن الأولاد ويتحدث قائلا: أيوا يا حبيبتى، صاحية يعنى لحد دلوقتى.
وردة: مجاليش نوم، قولت أطمن عليك، أنت فين
عادل: هكون فين يا وردة، نايم فى البيت طبعا، أنا هموت من التعب
تغمض وردة عينيها فى ألم وتكمل قائلة: طب يا عادل، تصبح على خير وتغلق الهاتف دون أن تنتظر رده.

فى اليوم التالى يوم مليء بالمفاجأت على الجميع، منها ما هو سار، ومنها ما هو قاسى.
تنزل زهرة من منزلها متجهة إلى عملها، فتفاجيء بحسام ينتظرها أمام العمارة ويستند على سيارتها مرتديا نظارته، تنظر له زهرة فى هيام قائلة: يخربيت جمال أهلك، بقى القمر دا خطيبى ومستنينى، دا أمى دعيالى.

تبتسم له زهرة فى حب، وتتجه نحوه، ولكنها تتذكر حديث وردة لها، وكلماتها تتردد فى أذنيها قائلة: أتقلى عليه، أوعى ترخصى نفسك، خليه دايما ملهوف عليك تنظر زهرة إلى الفراغ فى شرود، وكأنها تحدث شخصا ما قائلة: حاضر حاضرى، يا ست وردة، هتقل عليه.
وتحدث نفسها قائلة: هتقل عليه إزاى بشكله ده..

يقترب منها حسام ويمسك يدها فى حب ويقبلها قائلا:
صباح الفل على أحلى عروسة فى الدنيا، وحشتينى من إمبارح
تحاول زهرة أن تتصنع الجمود قائلة: وأنت كمان، قصدى أنت كمان إيه اللي جابك دلوقتى..

ينظر لها حسام فى تعجب قائلا: نعم؟!
زهرة: قصدى يعنى مقولتليش إنك جاى.
حسام: حبيت أعمل لخطيبتى وحبيبتى مفاجأة، ومن هنا ورايح هعدى عليكى الصبح نروح الشركة سوا، وأروحك أخر النهار، عقبال ما نروح بيتنا يا حبيبتى إن شاء الله..

تبتسم زهرة رغما عنها، فيكمل حسام حديثه قائلا: يالا بقى يا حبيبتى عشان منتأخرش على الشغل.
يتوجه حسام لمكان القيادة، فتنظر زهرة إلى الفراغ قائلة: خلاص بقى يا وردة، مش لازم أتقل دلوقتى، بكرة، أوعدك من بكرة إن شاء الله هبدأ أتقل عليه.
تخرج من شرودها على صوت حسام قائلا: زهرة، إنتى بتكلمى مين يا حبيبتى
زهرة: ها، ولا حاجة يا حبيبتى، أنا هركب أهو وتركب السيارة بجانبه، ويتوجها سويا إلى الشركة.

فى فيلا خالد:
تستيقظ فاطمة فى كسل، وتملس على جانب السرير، لتجده خالى، تنظر إلى جانبها فى تعجب قائلة: هو خالد راح فين؟
وتمسك بساعتها التى تجاورها قائلة: ياااه، أنا نمت كل ده، أنا كنت تعبانة أوى تقوم من مكانها وتستعد للخروج، بعدها تنزل إلى أسفل
بعد أن أبدلت ملابسها، وتنادى كريمة قائلة: دادة، هو فين خالد؟

كريمة: نزل من بدرى يا بنت، وقال عنده شغل مهم توميء لها فاطمة رأسها بالموافقة، وتكمل حديثها قائلة: أمال فين الولاد؟
كريمة: فاطمة ورضوى وجاسر راحوا المدرسة، وحسن نايم فوق، متقلقيش عليهم.
تتركها فاطمة وتغادر بعد أن تطمئن على حسن، وتركب سيارتها متجهة إلى وجهتها، ولا تعلم أن خالد يراقبها من خلفها، بعد أن أنتظرها خارج الفيلا حتى تخرج وقاد سيارته خلفها.

فى فيلا الصفدى:
تجلس وردة مع غالية يتناولا الإفطار، فيدخل عادل الذى يتفاجيء بوجود وردة قائلا: وردة، إنتى جيتى إمتى؟
تنظر له وردة فى سخرية قائلة: جيت الساعة 6 الصبح يا عادل
عادل: وإيه اللي جابك بدرى كده؟
وردة: مفيش جيت أطمن عليك تكون محتاج حاجة.
تنظر له غالية قائلة: عملت إيه مع خالد يا عادل؟
عادل: خالد؟!

غالية: مش قولتلى إنك كنت بايت عنده
عادل: لا... ما أنا غيرت رأيى... وبعدين جيت بليل... بس محبتش أقلقك يا ماما
وردة: أمال أنت جاى منين كده يا عادل؟
عادل: مفيش ... خرجت الصبح أشم هوا
تنظر له وردة فى سخرية قائلة: خرجت قبل 6 الصبح، دا إيه النشاط ده، وكمان خارج فورمال
ينظر لهم عادل فى تردد، ويتركهم قائلا: طب عن إذنكم أغير هدومى عشان أروح الشركة

تنظر غالية لوردة قائلة: فى إيه يا وردة، فى حاجة بينك وبين عادل، أنا مش عبيطة علفكرة
وردة: صدقينى يا ماما، أنا نفسى معرفش، عادل فى حاجة مخبيها وأول ما أعرفها أكيد هقولك.
تصل فاطمة إلى نفس العمارة، وتنزل من سيارتها متجهة إلى الداخل، فيركض خلفها خالد الذى نزل من سيارته هو الاخر، ليتابعها وهى تركب المصعد وتقف به فى الدور السادس، وما ان يهم خالد أن يركب هو الأخر المصعد حتى يوقفه صوت حارس العقار قانلا: رايح فين يا بيه؟

خالد: طالع الدور السادس
ينظر له حارس العقار فى شك قائلا: وحضرتك طالع الدور السادس عند مين بقى إن شاء الله
ينظر له خالد فى إرتباك قائلا: عند... عند...
حارس العقار: عند أستاذ أمجد، ولا مدام صفية؟
خالد: لا عند أستاذ أمجد
حارس العقار: طب أتكل على الله يا بيه، معندناش حد أصلا فى العمارة أسمه أستاذ أمجد
خالد: اسمعنى بس.

ويخرج من جيبه حفنة من المال يهم أن يعطيها له، فيوقفه الحارس قائلا: بتعمل إيه يا بيه؟ أنا براعى ربنا فى شغلى، أتكل على الله يا بيه الله لا يسيئك، وأعرف الاول أنت طالع لمين.
يخرج خالد فى يانس من العمارة ويظل واقفا أمامها فى حيرة، وبعد عدة دقائق من الانتظار، يمسك هاتفه طالبا فاطمة، فلا تجيبه، فيظل يهاتفها عدة مرات إلى أن ترد عليه قائلة فى إرتباك: أيوا يا خالد، فى حاجة؟
خالد: إنتى فين يا فاطمة؟

فاطمة: أنا ... أنا ... أنا عند عادل فى الشركة وقبل أن يجيبها يستمع لصوت أحد الأشخاص بجانبها
يحدثها قائلا: ها خلصتى يا فاطمة؟
يضغط خالد على الهاتف بقوة قائلا: مين ده يا فاطمة اللي بيكلمك، دا مش صوت عادل؟

تحدثه فاطمة وقد بدا عليها الارتباك أكثر قائلة: دا حد من الموظفين جايبلى ورق مهم أمضيه، خالد حبيبى هخلص وأكلمك وتغلق معه دون أن تنتظر رده، فيعاود مرة اخرى للعقار فى محاولة للصعود، ولكن يوقفه حديث أحد السكان مع الحارس قائلا: وبعدين فى القرف ده، هى الشقة دى كل شوية يسكنها أشكال مش ولابد، دا كده هيشبهولنا العمارة.

الحارس: هعمل إيه يا بيه، صاحب الشقة غاوى يأجرها مفروش، والله أعلم بالأشكال اللي بتسكن فيها، دا اليومين دول مأجرها لواحد وواحدة شكلهم لمؤاخذة مش مظبوط الله أعلم متجوزين فى السر ولا ماشيين مع بعض فى الحرام، كل كام يوم يجوا يقضوا فيها ساعتين ويمشوا، ربنا يستر على ولايانا.

الساكن: لو فضل الوضع كده أنا هبلغ عن الشقة اللي فى الدور السادس دى، خلى العمارة تنضف بقى
كان الخالد يستمع إلى كلامهما فى صدمة، وهو ينظر لأعلى الدرج، وبعدها سحب رجليه فى ضعف وكانهما لا يستطيعا أن يحملاه، إلى أن وصل إلى سيارته وركبها، ووجد نفسه يستند على المقود فى تعب وكلمات الحارس.

تتردد فى أذنيه " دا اليومين دول مأجرها لواحد وواحدة شكلهم لمؤاخذة مش مظبوط الله أعلم متجوزين فى السر ولا ماشيين مع بعض فى الحرام، كل كام يوم يجوا يقضوا فيها ساعتين ويمشوا".
بعدها رفع رأسه فى ضعف وقاد سيارته متجها إلى الفيلا..

وفى مكان أخر، تجلس فاطمة أمام شخص ما ويبدو عليها الغضب قائلة: أنا تعبت خلاص، مش قادرة أكمل حياتى مع خالد بالشكل ده، مش قادرة أعيش معاه وأنا بكدب عليه.
الشخص: يعنى عايزة تقوليله الحقيقة، مستعدة تقوليله إنى كنتى بتكدبى عليه طول الوقت اللي فات ده
فاطمة: أيوا هقوله الحقيقة.
الشخص: وتفتكرى هيسامحك بعدها
فاطمة: خالد بيحبنى وهيقدر الظروف اللي خلتنى أعمل كده، انا عمرى ما كدبت على خالد، ومش قادرة أكمل حياتى وأنا عارفة إنى بخدعه، أنا هقوله واللي يحصل.

وفى مكان أخر تخرج فاطمة من إحدى المعامل وفى يدها ورقة وملامح الفرح ترتسم على وجهها، تمسك فاطمة هاتفها وتتحدث فيه قائلة: عادل، أنت فين، طب أنا جيالك حالا.

تجلس وردة فى الحديقة شاردة، فيقترب منها عادل الصغير قائلا: مالك يا طنط وردة، قاعدة زعلانة حال
وردة: تعالى يا عادل يا حبيبى، أنا مش زعلانة ولا حاجة
عادل: حضرتك فكرانى صغير، علفكرة أنا كبرت وفاهم كل حاجة
تضحك وردة على حديثه قائلة: وفاهم إيه بقى يا بشمهندس عادل
عادل: فاهم إن حضرتك زعلانة من خالو عادل، وإنه عامل حاجة كبيرة أوى مخليكى زعلانة منه، بس هو طيب وأكيد هو مش واخد باله إن الحاجة دى مزعلاكى، لو عرف اكيد هيصالحك وهيبطل يعمل أى حاجة تزعلك.

وردة: طب ولو هو عارف إن الحاجة دى مزعلانى ومصمم يعملها
عادل: برضه اصبرى عليه، وهو لوحده هيجى يصالحك، عشان اللي بيحب حد بيصبر عليه ومبيز علش منه علطول
وردة: أنت فعلا كبرت يا عادل
عادل: بقيت قد خالو كده
وردة: لا الله يخليك كفاية علينا عادل واحد.

فى شركة الصفدى:
تجلس فاطمة فى مكتب عادل، فيدخل عليها عادل ويبدو عليه الإرهاق قائلا: سورى يا طمطم، بس شايفة الشغل كتير النهاردة
فاطمة: ولا يهمك يا أبيه، الله يعينك
عادل وهو يقلدها قائلا: ولا يهمك يا أبيه، الله يعينك، هو دا اللي ربنا قدرك عليه
فاطمة: طب عايز إيه يعنى؟
عادل: مش عايز حاجة يا أخر صبرى، أعمل إيه إذا كان أبويا وخالى ماتوا وسابولى شريكة مكبرة للشركة بالى فيها ورامية كل الحمل عليا.

فاطمة: طب شريكتك بتقولك مش هتفضل رامية الحمل كله عليك، وهتجيلك قريب تشيل معاك
عادل: ودا من إيه إن شاء الله؟
تقف وردة تنظر من النافذة وتتحدث فى جدية قائلة: خلاص يا أبيه، تعبت من لعبة القط والفار اللي شغالة بينى وبين خالد، أنا عايزة أعيش مع خالد وولادنا فى هدوء وإستقرار.

تلتفت له فاطمة وتكمل حديثها قائلة: أنا خلاص قررت، هتنازل عن نصيبى فى الشركة لخالد، وهخليه يرجع يدير الشركة من تانى
يبتسم عادل قائلا: أخيرا يا طمطم، قررتى تنهى الحرب، بصراحة الراجل أستوى.
فاطمة: أخيرا يا أبيه، والأهم إنى أرجع أشتغل معاك هنا فى شركة بابا وعمى يحيي، يعنى هزهقك منى كل يوم
يبتسم لها عادل إبتسامة باهتة، ويكمل حديثه قائلا: طب ممكن اعرف إيه سبب التغيير دا كله.
تنظر فاطمة إلى الفراغ وتبتسم فى شرود...

يدخل خالد إلى الفيلا فى غضب جامح، ويصعد إلى غرفته هو وفاطمة، يدخل الغرفة ويتوجه إلى دولاب فاطمة ويبحث شيء ما فى جنون وهو يخرج كل ما فى الدولاب ويلقى به فى الأرض، وفى أثناء بحثه فى الدولاب تمسك يده شينا ما، فيخرجه وينظر إليه فى
صدمة منه..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة