قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل السابع والعشرون

رواية عاشق المجهول ج2 للكاتبة أمنية الريحاني كاملة

رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل السابع والعشرون
( حب لا يعرف الانتقام )

فاطمة: هو سؤال واحد عايزاك تجاوبنى عليه، أنت بتحبنى يا عادل؟
ينظر لها عادل فى صدمة قائلا: إيه، إنتى بتقولى إيه يا فاطمة؟

فاطمة: أنا بسألك يا عادل، هو سؤالى مكنش واضح؟
ينظر لها عادل فى تردد قائلا: إيه يا بنتى الدراما دى، أكيد طبعا بحبك زى غادة أختى.
تقترب منه فاطمة، وترفع وجهه لينظر إليها إجبارا، وتكمل حديثها قائلة: عادل، أنت فاهم قصدى، أرجوك ريحنى وجاوبنى، وقبل ما تفكر تكدب عليا، أعرف إن عينيك هتفضحك، عادل، أنت فعلا بتحبنى؟

ينظر لها عادل نظرة طويلة يبث بها كل ما يشعر به من حب طوال السنين الماضية، لتكون نظرته لها أبلغ من أى كلام يمكن أن يقال
تنظر فاطمة له فى صدمة قائلة: يعنى فعلا بتحبنى، طب إزاي ومن إمتى، وإزاي أنا محستش بحبك طول الفترة اللي فاتت.

يخفض عادل رأسه لأسفل قائلا: عشان أنا اللى ما حاولتش أعرفك بحبى يا فاطمة
تكمل فاطمة كلامها فى آلم قائلة: يعنى إيه، يعنى أنت بتحبنى، أنت يا عادل، يعنى لما كنت بتساعدنى وتقوينى كل مرة خالد كان بيجرحنى فيها كنت عشان حبيبتك مش أختك، يعنى لما كنت بتقرب بينى وبين خالد وبتسعى فى جوازنا كنت بتجوز حبيبتك، يعنى لما
سلمتنى بإيدك لخالد يوم فرحنا كنت بتسلم بإيدك حبيبتك لغيرك، طب ليه، ليه مقولتليش، ليه سبتنى أجرحك بالشكل ده، ليه خلتنى أدوس على قلبك ومنبهتنيش، ليه مصارحتنيش بحبك ليه؟؟

بنظر لها عادل فى آلم قائلا: عشان أشوفك سعيدة يا فاطمة، دى الحاجة الوحيدة اللي كانت تهمنى فى حياتى سعادتك.
تصرخ فاطمة قائلة: ملعون أبو سعادتنا اللي تخلينا نجرح الناس اللي بنحبهم، سعادة إيه اللي تخلى غيرك يجرح فيا وأنت تداوى جرحى، وسايب جرحك ينزف، أنا دلوقتى كرهت نفسى وكرهت علاقتى بخالد اللي كانت سبب فى وجعك فى يوم من الأيام.

يقترب منها عادل ولأول مرة ينظر إليها بعين عاشق قائلا: اسمعينى يا فاطمة، يمكن ما يكونش فى فرصة أقولك الكلام ده تانى، من أول يوم شفتك فيه وعينى قابلت عينك، ساعتها حسيت إحساس غريب، مقدرش أقول إنه حب، لأن ساعتها سنك كان أصغر بكتير إنى أحبك، لكن إحساس بالانتماء، عارفة لما تشوفى حد وتحسى إنه جزء منك، ومن غير تفكير لقتنى بصدق كلام بابا إنك بنت خالى وبجرى أدور عليكى، كأنى ما صدقت ألاقى حاجة تربطنى بيكى، ولما لقيتك حسيت كأنى لقيت حاجة جوايا كانت ضايعة منى...،

كان نفسى أدخلك جوايا وأخبيكى، بس خفت، خفت عليكى من كل اللي حواليكى، خفت عليكى من ماما واللي ممكن تعمله معاكى، خفت عليكى من نفسي يا فاطمة، أيوا خفت أكون بتوهم أو غصب عنى مشاعرى الجديدة عليا توجعك، خصوصا وأنا مش فاهم مشاعرى دى كانت إيه...

ولما وديتك بإيدى عند خالد، كنت مطمن لأنى كنت عارف إنه بيحب أختى غادة، وإنه عمره ما هيفكر غيرها، لكن حصل العكس، وخالد فعلا أتشدلك من أول ما شافك، يمكن مشاعر أخوة يمكن كنتى بتفكريه بأخته كل ده مش مهم، المهم عندى إنك إنتى نفسك أتشديتله، لا إنتى مكنتيش شايفة غيره، وكأن الساعات اللي بتشوفيه فيها أخر الأسبوع بتكفيكى حب وأمان طول الأسبوع...

فضلت أقنع نفسى إن اللي إنتى فيه حب مراهقة مش أكتر، وأقنع نفسى إنى أنا شخصيا اللى جوايا مش أكتر من حب أخوى، لكن الايام كل ما كانت تمر كانت تبينلى العكس، وأعرف إن لا إنتى حبك لخالد حب مراهقة ولا أنا حبى ليكى حب أخوى، إحنا الأتنين كان حبنا حب أتحكم عليه ميشوفش الشمس لحد ما أعترفت لنفسى إنى بحبك، أيوا يا فاطمة بحك، مش أختى، لا بحبك إنتى فاطمة بقلبها وحبها وطيبتها، بحب فاطمة الانسانة، عشان كده كنت علطول بتحجج بالشغل وأسافر، لكن عمرى ما قدرت أنسى الحب ده بعدك عنى كان بيزود حبك فى قلبى مش بينقصه.

تنزل دموع فاطمة رغما عنها قائلة: وليه مقولتليش، ليه كنت بتحاول تقرب خالد منى، دا أنت اقنعتنى بخطوبتى من شادى، وبعدها جوازى من خالد، ليه وسط ده كله مصارحتنيش بمشاعرك؟
عادل: عشان لو كنت قولتلك ساعتها، مكنتيش هتعرفى تتعاملى معايا على إنى أخوكى وسندك، كنتى هتخافى وتبعدى، كنتى هتحسى إنك السبب فى وجعى، وانا مكنتش عايز كل ده يحصل يا فاطمة، كنت عايز أفضل أول واحد تفكرى فيه يوم ما تحتاجى لحد، عشان كده
جيت على نفسى ومشاعرى وقلبى..

ينظر عادل من الشباك إلى الفراغ قائلا: مكنتش أقدر أقولك أنا بحس بإيه وإنتى بتكلمينى عن حبك لخالد، كنت بتوجع أوى كل لما أحس إن قلبك مش قادر يشوف غيره، حتى لما اقنعتك تتخطبى لشادى، كان ساعتها جوايا نار أضعاف اللى كانت جوا خاد، ولما عرفت إنك سبت شاد غصب عنى فرحت، بس فرحتى دايما كانت فرحة حزينة، لأنى عارف إن عمرك ما هتشوفى حبى، ولا هتحسى بيا، إنتى وقلبك طول عمركوا لخالد وبس، ودى الحقيقة اللى اقنعت نفسى بيها وأقلمت حياتى معاها، بس كل دا مكنش بيهمنى، طالما شايفك سعيدة ومبسوطة حتى يوم ما اتجوزت وردة، وكنت متخيل إنها هتقدر تنسينى حبك، لكن للأسف وردة مقدرتش تنسينى حبك، أنا عارف إن يمكن أكون ظلمتها معايا، ويمكن يكون جوازى من وردة هى أكبر غلطة ارتكبتها فى حق نفسى وفى حقها...

ينظر لها عادل قائلا: عشان كده يا فاطمة أرجوكى متحسسنيش إنى ضيعت كل حياتى، وإنى جيت على نفسى على الفاضى، أنا عايزك سعيدة، ودى الحاجة الوحيدة اللي تهون عليا أى وجع عيشته فى حياتى.

تنظر له فاطمة بعيون تملأها الدموع قائلة: ياريتك كنت قولتيلى من زمان، ياريتك كنت عرفتنى بحقيقة مشاعرك، كنت فاكرة إن بعد خالد عنى الحاجة الوحيدة اللي ممكن تكسرنى، بس انا النهاردة أتكسرت يا عادل، أتكسرك يوم ما أكتشفت إنى عشت حاجة مش من حقى، أتكسرت لما سندى ودعمى الوحيد بقى لازم يبعد عنى، اتكسرت لما عرفت إن القلب اللي عاش طول عمره يساعدنى كنت بدوس عليه من غير ما أحس، عادل أنا عمرى ما هسامح نفسى عمرى...
وتتركه وتغادر وهى منهارة وتركض إلى الخارج، في حين  يضع عادل وجهه بين كفيه وتنزل دموعه رغما عنه.

يقود خالد سيارته، فيرن هاتفه، يجيب خالد على الهاتف ليجده شادى قائلا: أيوا يا خالد، أنا عرفت فاطمة راحت فين
يجيبه خالد فى حماس قائلا: فين ياشادى؟
شادى: فاطمة كانت عند وردة، ومشيت من عندها.
خالد: طب متعرفش راحت فين بعد كده؟
شادى: للأسف معرفش، بس وردة كان صوتها غريب، وواضح إن حصل حاجة بينهم
خالد: حاجة زى إيه؟
شادى: مش عارف، بس يمكن لما تتكلم مع وردة أنت تعرف
خالد: عندك حق، أنا هرجع فى الطريق حالا واروحلها على بيت والدها.

أمام شركة البدر:
تسير زهرة فى الشارع متجهة إلى منزلها، فيوقفها
حسام قائلا: زهرة، أقفى أرجوكى، عايز أتكلم معاكى
تلتفت له زهرة قائلة: عايز إيه يا حسام، مينفش توقفنى فى الشارع كده
حسام: بس انا خطيبك، ومن حقى أتكلم معاكى
زهرة: إظاهر أنت مفهمتش كلامى يا حسام، أنا فسخت الخطوبة، خلاص مبقاش يربطنا حاجة..
ينظر لها حسام نظرة رجاء قانلا: لا يا زهرة، أكيد مش هتنهى كل اللي بينا عشان موقف هايف زى ده.

وهنا ينفجر البركان الخامد داخل زهرة قائلة فى صراخ: هايف؟! تشك فيا وفى أخلاقى وتقولى هايف، أمال هستنى إيه بعد كده، لما تتهمنى بالخيانة، زى ما صاحبك عمل ما فاطمة، لما الموضوع ده هايف، أمال إيه اللي يستاهل يا بشمهندس، أنا عديتلك كل حاجة كنت بتعملها معايا، كنت ببرر أى موقف وأحطه تحت بند الغيرة والحب، لكن لا، لحد وكده ومش هسكت، لأن اللي حصل ميتحطش تحت بند الحب أبدا، دا يا إما قلة ثقة، يإما مرض نفسى وعقد جواك.

حسام: طب ادينى فرصة تانية وأنا أوعدك هغير كل اللى مزعلك منى
زهرة: أسفة يا بشمهندس، الطبع يغلب التطبع، ودا طبعك ومش هتغيره
حسام: دا اخر كلام يا زهرة؟
زهرة: آه يا حسام، وعن إنك عشان أتأخرت وتتركه وتغادر وهو ينظر إلى أثرها فى غضب وحزن.

أمام إحدى المدافن:
تقف فاطمة أمام مدفن أبيها وبعد أنا قرأت له سورة الفاتحة، تنظر إلى المدفن والدموع فى عينيها محدثة نفسها: سيبتنى ليه يا بابا، وأنت عارف إنى مليش حد غيرك، سيبتنى للدنيا تجيبنى وتودينى، طب رجعتنى مصر ليه، ليه مستنيش مع خالى، ليه خلتنى أرجع وأنت عارف إن محدش فيها بيحبنى، أنت السبب يا بابا لو مكنتش رجعتنى مصر، مكنتش هشوفه، مكنتش هقابله، مكنتش هحبه كل الحب ده، الحب اللي خلانى فضلت أضحى أتعذب طول أيامى، وهو مش حاسس، وأدى من غير ما مقابل، وأشوف سعادتى فى سعادته،
وانسى نفسى عشانه، ويوم ورا يوم، والحب بيزيد والجرح معاه بيزيد، أنا بقيت لوحدى أوى يا بابا...

مبقاش ليا حد بعدك الكل بعد عنى، خلاص الكل مبقاش عايزنى، لا خالد ولا وردة ولا أى حد، حتى الوحيد اللى كنت فكراه ضهرى وسندى من بعدك، هو كمان مبقاش ينفع يفضل قريب منى، مين اللى ممكن يحمينى ويضمنى من بعدك، مين اللى ممكن اشكيله همى ويكون حضنه واسع غيرك، مين اللى ممكن يوقفلى ويجيبلى حقى وميسمحش لحد يجى عليا خلاص يا بابا أنا اتكسرت، مين يا أبويا يسندنى بعدك ميييييييين؟
يقطع حديثها صوت يأتى من خلفها قائلا: أنا يا فاطمة تنظر له فاطمة فى صدمة.

فى منزل وردة:
تدخل زهرة من الباب ويبدو عليها الحزن، تقترب منها وردة قائلة: مالك يا زهرة؟
وكأنها أعطت لها الإشارة لتنهار فى أحضانها باكية وهى تقول: كان عندك حق يا وردة فى كل كلمة قولتيها...
تحتصنها وردة قائلة: طب اهدى بس وقوليلى مالك؟
زهرة: خلاص يا وردة: كل حاجة أنتهت، أنا فسخت خطوبتى من حسام
تنظر لها وردة فى صدمة قائلة: فسختى خطوبتك؟! طب ليه ب
وقبل أن تجيبها زهرة، يرن جرس الباب، تنظر لها زهرة قائلة: تفتكرى ممكن يكون حسام؟

وردة: ممكن ليه لا، عارف إن أختى مجنونة وجاى يصالحك، ادخلى إنتى وأنا هفتحله وبعدين أندهلك تدخل زهرة إلى الداخل، وتفتح وردة الباب لتجده خالد، تنظر له وردة فى تعجب قائلة: خالد؟
خالد: أنا أسف يا وردة إنى جاى دلوقتى، بس أنا كنت عايز أطمن على فاطمة، وعرفت إنها جتلك
تنظر له وردة فى ضيق قائلة: هى جتلى فعلا، بس
خالد: ومتعرفيش راحت فين بعد كده؟
وردة: لا معرفش حاجة.

ينظر لها خالد فى شك قائلا: وردة إنتى حصل حاجة بينك وبين فاطمة؟ أصل مش طبيعى فاطمة تجيلك وتمشى بالشكل ده ومن غير ما تعرفى هى رايحة فين، دا سرها كله كان معاكى..
تنظر له وردة قائلة: عايز تعرف حصل إيه يا خالد، وانا قولت لفاطمة إيه، أنا بقى هقولك...

ونعود إلى فاطمة، التى تنظر إلى الشخص فى صدمة
قائلة: مش ممكن، خالى يوسف
ينظر لها يوسف فى إشتياق قائلا: كيفك يا بنتى، اشتقتلك كتير
تنظر له فاطمة بعيون دامعة قائلة: ياااه يا خالى، كأنك حاسس بيا، أنا محتجالك أوى وتلقى بنفسها فى أحضانه وهى تبكى، يحتضنها يوسف قائلا: شو بكى يا بنتى، إيه اللى حصلك يا فاطمة، وليه؟

فاطمة: خلاص يا خالى، الكل بعد عنى، مبقاش ليا حد
يخرجها يوسف من حضنه قانلا: كيف تقولى ها الشيء هلا، خالك لساه عايش وفى ضهرك
فاطمة: أنت عرفت مكانى منين يا خالى؟
يوسف: أتوقعته يا بنتى، لما كلمتهم فى الفيلا وعرفت اللي حصل، قلبى حكانى إنك هنا عند عاصم
فاطمة: حسيت إنى محتجاله أوى
يوسف: الله يرحمه، يالا يا بنتى خلينا نروح، بدى أحكى معكى شوى...

ونعود لحديث وردة مع خالد، ينظر خالد إلى وردة قائلا: قولى يا وردة، إيه اللى حصل بينك وبين فاطمة؟
تنظر له وردة فى جمود قائلة: تقدر تقول يا خالد، إنى لأول مرة من ساعة ما عرفت فاطمة أواجهها بالحقيقة.
ينظر لها خالد فى تعجب قائلا: أنهى حقيقة يا وردة؟
وردة: الحقيقة اللي كلكم خايفين توجهوها بيها، الحقيقة إن فاطمة بتحب تعيش دور المظلومة والضحية، ولو ملقتش الفرصة، بتخلق لنفسها المواقف والفرص عشان تفضل أدام نفسها وأدامكم الضحية.

خالد: إنتى بتقولى إيه، إنتى إزاى شايفة فاطمة كده، متقوليش إنك قولتليها الكلام ده؟!
وردة: أه قولتهولها، وقولتيلها اللي أصعب من كده، أنا مش فاهمة أنت إزاى لحد دلوقتى واقف وبدافع عنها وبدور عليها، بعد كل اللى عملته فيك.
خالد: عشان إنتى مش فاهمة حاجة؟ فاطمة فعلا ضحية ومظلومة.
تصرخ به وردة قائلة: كفاية بقى تعاملونى على إنى مش فاهمة حاجة، بطلوا تخلوها مركز الكون اللى كلنا لازم نلف حواليه، منفكرش غير فيها، ومنحسش غير بمشاعرها، تنكر إنها سحبت من تحتك السجادة وخدت مكانك، تنكر إنها رجعت تنتقم منك لكرامتها، أنا مش متخيلة إزاي بعد ما عرفت بخيانتها واقف أدامى وبدافع...

يصرخ بها خالد قائلا: عشان إنتى فعلا مش فاهمة حاجة فاطمة مريضة نفسية، طول السنين اللى فاتت بتححاول تدارى مرضها عننا عشان متوجعناش، فاطمة لا خاينة ولا قاسية زى ما كلنا كنا فاهمين، فاطمة عملت كل ده عشان بتحبنا، افهمى بقى، فاطمة طول عمرها بتيجى على نفسها عشانا، وفى الأخر برضه كلنا جينا عليها..

يتركها خالد فى صدمة منها ويهم بالمغادرة، ولكن يعود لينظر إليها فى شك قائلا: وردة: فى حاجة حصلت بينك وبين فاطمة تانى؟
تهم وردة بالحديث، ولكن تقف الكلمات على لسانها، فتنظر لخالد فى تردد قائلة: لا يا خالد، هو دا اللى حصل بينا وبس.
ينظر لها خالد فى شك ويتركها ويغادر، فتقع وردة على الكرسى وتنهار باكية.

فى إحدى المطاعم:
تجلس فاطمة مع خالها، وتروى له كل ما حدث لها، بعد أن تنتهى ينظر لها خالها قائلا: إنتى غلطانة يا فاطمة؟
فاطمة: بعد كل اللي حكتهولك يا خالى بتقولى غلطانة، بقولك شك فيا.
يوسف: يا بنتى الراجل ليه حق يشك، باللي إنتى بتحكى فيه تصرفاتك كانت مريبة، وإنتى محاولتيش حتى تبرريله إنتى بتعملى كده ليه
فاطمة: المفروض يكون واثق فيا أكتر من كده.

يوسف: يا سلام، يعنى نحط جاز حوالينا وإحنا عارفين إن ممكن أى حد معدى يبقى معاه عود كبريت يولع فينا، دا كلام يا بنت أختى، الثقة موجودة مفيش كلام، لكن إحنا بشر مش ملايكة يا فاطمة، وزى ما الست بتطلب من جوزها يثق فيها، اقل حقوقه عليها الصراحة فى كل تفاصيل حياتها، مينفش تبقى مكتوبة على اسم راجل وتخبى عليه أى حاجة فى حياتك، ولاد الأصول ميعملوش كده يا بنتى.

فاطمة: ما أنا شرحت لحضرتك أنا خبيت عليه ليه
يوسف: وكل اللى حكتيهولى هو كمان مش صح، إنتى غلطانة من البداية يا فاطمة، لما سبتى قلبك هو اللي يمشيكى ولغيتى عقلك، ربنا خلق لينا القلب والعقل، كفتين ميزان، مينفش واحدة فيهم تميل عن التانية، لازم دايما يوزنوا بعض، لو حكمتى عقلك ولغيتى قلبك، هتتحولى لإنسانة جامدة قاسية، ولو مشيتى باستمرار ورا قلبك من غير ما تفكرى، هتلاقى نفسك بتضيعى من غير ما تحسى، ودا اللي حصل معاكى، كل مرة كان اللي بيحدد علاقتك بخالد هو قلبك مش عقلك...،

رغم إنه أتجوز أدامك مرتين، دا كان كفيل يخليك تراجعى حساباتك، مش خالد لوحده اللى غلط يا فاطمة، حتى بعد ما أتجوزتوا إنتى رفضتى تصارحيه بحقيقة مرضك، عشان ميحسش بالذنب على كلامك، وميشوفش العذاب اللى إنتى عايشاه، ودا برضه مش صح، كان لازم تعرفى إن جوزك يعنى نصك التانى، لازم يشاركك كل تفصيلة فى حياتك، يقف جنبك فى الصعب قبل السهل، زى ما إنتى طول عمرك واقفة جنبه، للأسف يا بنتى إنتى مدتيش خالد الفرصة إنه يكون فى حياتك فى الأوقات الصعبة، عشان كده هو متعودش يشوف منك غير الحب وبس، ولما كل ده أتغير ربى الشك جوا قلبه.

تنظر له فاطمة قائلة: يااااه يا خالى، إزا مكنتش شايفة كل ده، اريتنى كنت أتكلمت معاك من زمان.
يوسف: ودلوقتى يا فاطمة، أنا مستنى قرارك، عايزة ترجعى لجوزك، ولا لا، أنا شايف إن الوقت جه عشان تحسمى كل أمورك
فاطمة: مش عارفة يا خالى، فى حاجات كتير عرفتها خلتنى أعيد كل حساباتى فى حياتى، عشان كده محتاجة افكر عشان أعرف أخد القرار.

يوسف: فكرى يا بنتى، وأنا هفضل معاكى لحد ما توصلى للقرار اللي يريحك، حتى لو حكمت أنقل شغالى هنا عشان أفضل جنبك، بس المهم دلوقتى تروحى للولاد اللى بقوا مسئولين منك، هما ملهمش ذنب فى كل اللى بيحصل.
فاطمة: ربنا ما يحرمنى منك يا خالى.

فى شركة الصفدى:
يجلس عادل على مكتبه وهو يتذكر كلمات فاطمة له "يعنى إيه، يعنى أنت بتحبنى، أنت يا عادل، يعنى لما كنت بتساعدنى وتقوينى كل مرة خالد كان بيجرحنى فيها كنت عشان حبيبتك مش أختك، يعنى لما كنت بتقرب بينى وبين خالد وبتسعى فى جوازنا كنت بتجوز حبيبتك، يعنى لما سلمتنى بإيدك لخالد يوم فرحنا كنت بتسلم بإيدك حبيبتك لغيرك، طب ليه، ليه مقولتليش، ليه سبتنى أجرحك بالشكل ده، ليه خلتنى أدوس على قلبك ومنبهتنيش، ليه مصارحتنيش بحبك ليه ملعون أبو سعادتنا اللي تخلينا نجرح الناس اللي بنحبهم سعادة إيه اللي تخلى غيرك يجرح فيا وأنت تداوى جرحى، وسايب جرحك ينزف، أنا دلوقتى كرهت نفسى وكرهت علاقتى بخالد اللى كانت سبب فى وجعك فى يوم من الأيام"...

تنزل دموع عادل رغما عنه، ويقطع شروده صوت الهاتف، لتخبره السكرتيرة بوجود خالد، يمسح عادل دموعه سريعا، ويستقبل خالد بملامح يبدو عليها الحزن، ينظر له خالد قائلا: عادل، فاطمة جاتلك؟
عادل: آه يا خالد جتلى، متقلقش، هى كويسة
خالد: مش عارف ليه مش مرتاح، حاسس إن مقابلتها مع وردة كان فيها حاجة..

ينظر له عادل فى تعجب محدثا نفسه: وردة؟ يعنى فاطمة عرفت بالموضوع من وردة، للدرجة دى يا وردة.
يقطع شروده صوت خالد يحرك كفه أمام وجه عادل.
قائلا: إيه يا ابنى، رحت فين
عادل: لا مفيش، سرحت شوية، عموما فاطمة دلوقتى فى طريقها للفيلا
ينظر له خالد فى سعادة قائلا: بجد؟ يعنى خلاص فاطمة رجعت..

يوميء له عادل بالموافقة فى حزن قائلا: آه يا خالد، رجعت
يهم خالد بالمغادرة، ولكن يعود مرة أخرى، فينظر له عادل فى تعجب قائلا: إيه مش هتروحلها؟
خالد: مش هينفع يا عادل، أنا جرحت فاطمة جرح كبير أوى، وأكتشفت إن كل نظرتى للأمور كانت غلط، أنا مش هقدر أواجهها
عادل: بس هى محتجاك أوى دلوقتى يا خالد، لازم ترجعلها وتفضل جنبها
خالد: هرجع يا عادل، بس بعد ما أحاسب نفسى على كل اللى فات، وساعتها هقدر أواجه فاطمة وأرجعها ليا وأطلب منها تسامحنى
يغادر خالد مكتب عادل، ينظر عادل لأثره قانلا: الكل عارف طريقه إلا أنت يا عادل، يا ترى أخر حكايتك إيه...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة