قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الثامن والعشرون

رواية عاشق المجهول ج2 للكاتبة أمنية الريحاني كاملة

رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الثامن والعشرون
( حب لا يعرف الانتقام )

فى منزل وردة:
تجلس وردة مع زهرة بعد أن روت لها ما حدث معاها ومع حسام، تنظر لها وردة فى صدمة قائلة: فسختى خطوبتك؟ ليه يا زهرة؟
زهرة: عشان طلع معاكى حق فى كل كلمة قولتيها، حسام عايز يتحكم فيا وفى حياتى.
وردة: لا يا زهرة إنتى فهمتينى غلط، يا حبيبتى أنا كان قصدى تحطى حدود فى علاقتكم كمخطوبين، متحسسهوش إنك واقعة عليه، لكن مش لدرجة تفسخي خطوبتك.

زهرة: أمال كنت عايزانى أعمل إيه بعد ما شك فيا، عايزانى أكمل وأتجوزه، وفى الأخر يعمل زى صاحبه يتهم فاطهة بالخيانة
تنظر لها وردة فى حزن قائلة: فاطمة؟!
زهرة: أيوا يا وردة، فاطمة، فاطمة اللى فتحت عينيا على الدنيا عليكى وإنتى بتحكيلى قصة حبها لخالد، فاطمة اللى قصتها هى وخالد مر عليها سنين وسنين، وفى الأخر بعد كل الحب اللى ادتهوله، شك فيها ومداش نفسه فرصة واحدة يشوف الحقيقة، تخيلى بقى دا خالد وفاطمة اللي يعرفوا بعض من سنين، أمال أنا وحسام اللي علاقتنا عمرها شهور.

وردة: الثقة ملهاش علاقة بالعمر سنين ولا الأيام
زهرة: أمال ليها علاقة بإيه يا وردة، فاطمة كانت عملت إيه عشان خالد يشك فيها، فاطمة اللي كانت بتدى الكل من غير ما تفكر هتاخد إيه، فاطمة اللي مفيش حد موقفتش جنبه وتقترب من وردة قائلة: فاطمة اللى لما تعبتى وأنتوا فى ثانوية عامة وجالك دور حمى، كانت بتجيلك كل يوم تراجع معاكى الدروس عشان ميفوتكيش حاجة، ورغم إن كلنا قولنلها إن الدكتور قال محدش يقرب منك عشان ميتعديش، هى ما مسمعتش الكلام، والنتيجة إنها هى كمان خدت نفس الدور.

فاطمة اللى لما عرفتى إن والدها نقل القاهرة وإحنا كنا لسه فى إسكندرية فضلتى تعيطى.
فاطمة اللى كانت بتعتبرك أختها مش بس صديقتها، ولما جيتى تتجوزى كانت مبتفارقيش وكل يوم تنزل معاكى، رغم إنها كانت لسه عروسة، فاطمة اللى لبستك الطرحة بإيديها يا وردة، فاطمة اللى بكت وإنتى بتتزفى عروسة فى الكوشة، فاطمة يا وردة...

تضع وردة يديها على أذنيها مقاطعة إياها وهى تصرخ قائلة: كفاية يا زهرة، اسكتى كفاية.
تنظر لها زهرة قائلة: يبقى أنا كان عندى حق يا وردة، شكى كان فى محله لما شكيت إن فى مشكلة بينك وبين فاطمة، بس لا يا وردة، متغميش عينك على حقيقة عمرها سنين، فاطمة مش بس صاحبتك، فاطمة اللى دايما كانت أقربلك منى، أوعى تصدقى أى كلمة تتقال
عليها، أوعى تكونى إنتى كمان ضدها زيهم، إلا ضربة الصديق يا وردة، دى بتوجع أووى..
ترتمى وردة فى احضان زهرة منهارة فى البكاء قائلة: فاطمة.

فى فيلا خالد:
يركض جميع الأطفال تجاه فاطمة التى تحتضنهم فى حب وتحمل حسن الصغير وتقبله فى إشتياق، ينظر لها جاسر فى إشتياق قائلا: أنا زعلان منك يا ماما، كده تسيبينى وتمشى، مش قولتلك أنا هبقى معاكى ومش هخلى حد يزعلك.
تنظر له فاطمة فى دموع قائلة: حقك عليا يا حبيبى انا خلاص مش هسيبكم تان.

فاطمة الصغيرة: وحشتينى أوى يا ماما، متمشيش وتسيبينى تانى
فاطمة: عمرى يا حبيبتى ما هبعد عنكم تانى أبدا
رضوى: لو مشيتى خدينا معاكى
فاطمة: حاضر يا رضوى
تنظر فاطمة لعادل الصغير الواقف بعيدا قائلة: إيه يا عادل، واقف بعيد ليه يا حبيبى، أنا موحشتكش زيهم.

يحتضنها عادل قائلا: لا طبعا وحشتينى، بس حسيت إن اللحظة دى من حقهم لوحدهم
تحتضنه فاطمة قائلة: لا يا عادل، متقولش كده، أنت زيك زيهم ابنى، أنت عارف لما بعدت كنت مطمنة عشان أنت جنبهم، أنا عرفت بكل اللى عملته وأنا مش موجودة، وعمرك ما خيبت ظنى فيك يا عادل.
عادل: أنا عملت الصح يا ماما فاطمة، البيت ده بيتك إنتى وأخواتى وبس تملس فاطمة على وجهه قائلة: وبيتك أنت كمان يا
يقاطعهما صوت رضوى قائلة: وبابا يا ماما مش هيرجع هو كمان.
تنظر فاطمة ليوسف، ليبادلها نظرة ذات معنى، فتنظر إلى الفراغ وتفكر فى شيء ما.

فى منزل وردة:
تدخل زهرة وراء والدتها فى غرفتها، تنظر إليها أمها
قائلة: تعالى يا زهرة، عايزة أتكلم معاكى
زهرة: خير يا ماما
أم زهرة: حسام كلم أبوكى، وقاله إنك فسختى الخطوبة
تنظر زهرة فى قلق قائلة: كلمه؟ وبابا ...بابا رأيه إيه؟
أم زهرة: يا بنتى أبوكى طول عمره مربيكم على الحرية هو قالى شوفى زهرة عايزة تعمل إيه وهو معاكى، لو مش عايزة حسام، خلاص هو مش هيجبرك تكملى معاه وتقترب منها أمها قائلة: صارحينى يا زهرة، إنتى فعلا مش عايزة تكملى مع حسام، وعايزة تسيبيه؟

زهرة: أنا مش عايزة أسيبه يا ماما، بس هو غلط فى حقى غلط كبير، ولو سامحت فى شكه فيا، هفتح الباب لحاجات كتير بعد كده
والدة زهرة: يعنى إنتى عايزاه، صح؟
توميء لها زهرة بالموافقة، لتكمل والدتها قائلة: خلاص يبقى تربيه.
تنظر لها زهرة فى إستفهام قائلة: أربيه؟
والدة زهرة: آه يا زهرة تربيه، تعرفيه غلطه، وفى نفس الوقت تحافظى عليه
تنظر زهرة إلى الفراغ قائلة: أربيه إ!

فى اليوم التالى:
فى فيلا الصفدى:
ينزل عادل إلى الأسفل ويتوجه إلى غالية التى تجلس على مائدة الطعام وأمامها فاطمة وشهاب، ينظر عادل إلى غالية قائلا: صباح الخير يا ماما
غالية: صباح النور يا ابنى، اقعد افطر
عادل: لا مليش نفس، أنا شايف إنك خدتى على فاطمة وشهاب أوى
تنظر لهما غالية فى حب قائلة: يااااه يا عادل، متتصورش مالين عليا البيت إزاى، خصوصا الواد شهاب الشقى ده، بيفكرنى بيك، نسخة من شقاوتك وانت صغير..

عادل: أنا مبسوط إنك بقيتى بتحبيهم يا ماما
غالية: طبعا وهما كمان بقوا بيحبونى
تنظر لفاطمة وشهاب وتكمل حديثها قائلة: صح يا ولاد
فاطمة وشهاب فى صوت واحد: صح يا تيتة
عادل: طب عال، أطلع منها أنا بقى، بس شكلك قايم رايق النهاردة يا ماما عكس اليومين اللى فاتوا
غالية: يووووه يا عادل، مش اطمنت على فاطمة يا ابنى، متتصورش قلبى كان مخلوع عليها إزاى، الحمد لله إنها رجعت بيتها بالسلامة ومعاها خالها كمان.

ينظر لها عادل فى حزن قائلا: الحمد لله يا ماما إنها رجعت
تنظر له غالية نظرة غامضة قائلة: عادل ! فى حاجة حصلت بينك وبين فاطمة
ينظر لها عادل دون رد، لتكمل فى شك قائلة: هى عرفت إنك ..
يوميء لها عادل رأسه فى حزن، لتكمل قائلة: معقولة، طب عرفت منين؟
عادل: تخيلى عرفت منين، من وردة
تنظر له غالية فى صدمة قائلة: وردة، معقولة وردة تعمل كده؟!
عادل: وردة بقى عندها إستعداد تعمل أكتر من كده
غالية: متزعلش منها يا ابنى، وردة عاملة زى الطير المدبوح، بيفرفر فى كل حتة
عادل: عارف يا ماما، عارف وحاسس بيها
غالية: ربنا يا ابنى يهديك للصواب ويصلحلك الحال.

فى شركة البدر:
تجلس زهرة على مكتبها، فيدخل عليها حسام قائلا:
صباح الخير يا زهرة، ممكن أتكلم معاكى شوية؟
زهرة: خير يا بشمهندس حسام؟
حسام: بشمهندس حسام؟! زهرة أنا حسام خطيبك وحبيبك، مش معقولة تنهى كل ده فى لحظة غضب، أرجوكى إدينى فرصة تانية، وأنا أوعدك أصلح اللي فات.
زهرة: ماشى يا حسام، أنا موافقة أديك فرصة تانية، بس مش وإحنا مخطوبين.
حسام: يعنى إيه؟

زهرة: يعنى أعتبر خطوبتنا مع وقف التنفيذ، لحد ما تثبتلى إنك فعلا أتغيرت، ساعتها ممكن نرجع لبعض حسام: أيوا، بس....
يقطع حديثهما صوت شادى من خلفهما قائلا: أنا أسف على المقاطعة، بس الساعى بلغنى إنك سألتى عليا
تنظر زهرة لحسام، ثم تعيد النظر لشادي قائلة: أيوا يا أستاذ شا دى، كنت عايزة أراجع ميزانية خطة التسويق دى مع حضرتك
ينظر لها حسام فى غضب قائلا: نعععععم، ودا من إمتى إن شاء الله؟

تنظر له زهرة فى هدوء قائلة: فى حاجة يا بشمهندس حسام؟
ينظر لها حسام فى ضيق قائلا: لا مفيش، عن إذنكم
يخرج حسام وهو غاضب، بينما ينظر شادى إلى زهرة
قائلا: هو إيه الحكاية بالظبط؟؟

فى شركة الصفدى:
يدخل عادل الشركة فى طريقه إلى مكتبه، فتوقفه السكرتيرة قائلة: أخت حضرتك منتظراك فى المكتب من بدرى
يبتسم عادل قائلا: معقولة، فاطمة؟!
يتوجه عادل إلى المكتب قائلا: فاااطم...
ولكن يقطع كلمته حين يجد أنها أخته غادة بالفعل، ينظر لها عادل فى إمتعاض قائلا: غادة؟!
غادة: إيه يا عادل، كأنك شفت عفريت على الصبح، مالك؟
عادل: مفيش، مش متعود أشوفك فى الشركة
غادة: لا أتعود بقى، لأن من هنا ورايح هتشوفنى كتير، عشان أنا قررت آجى أباشر أملاكى بنفسى.

ينظر لها عادل فى إستفهام قائلا: أملاك إيه مش فاهم؟
غادة: نصيبى فى الشركة، ولا نسيت إن ليا نصيب فى الشركة من ورث بابا الله يرحمه، ولا فاكر إن فاطمة هى الوحيدة اللي شريكتك.
عادل: بس هى دى الحقيقة، فاطمة الوحيدة هى اللى شريكتى، الشركة دى ملكيش أى نصيب فيها.
تنظر له غادة فى إستنكار قائلة: ماليش نصيب إزاى إن شاء الله، ولا ناوى تاكل حقى عليا وتديه للهانم فاطمة.

ينظر لها عادل قائلا فى غضب: غادة لمى لسانك، أنا مش هاكل حقك، بس دى الحقيقة، بابا الله يرحمه قبل أما يموت كتب نصيبه فى الشركة باسمى، وكتب نصيب ماما فلوس باسمها فى البنك، أما نصيبك فلو ناسية إنتى خدتيه قبل ما تتجوزى وبابا عايش، ولا ناسية المبالغ الضخمة اللى كنتى بتسحبيها من بابا أول بأول، هو أعتبرها نصيبك فى الورث، يعنى الشركة دى محدش شريكى فيها غير فاطمة، لا ومش فاطمة بس فى حد مهم أوى نسيته، جاسر ابن خالك عاصم.

غادة: يعنى إيه، يعنى عايز تقولى إنى طلعت من المولد بلا حمص، وكل حاجة راحت برضه لفاطمة؟!
عادل: متناقضيش نفسك يا غادة، إنتى خدتى وخدتى كتير أوى، بس إنتى طمع الدنيا عامى عينيكى، وعايزة تاخدى كل حاجة حتى لو من حق غيرك.
تتوجه غادة إلى الباب فى غضب قائلة: لسه فى حاجة واحدة مخدتهاش يا عادل، حقى من فاطمة الحديدى، وأوعدك إنى هخده قريب أوى وتتركه وتغادر فى ضيق منه قائلا: كل مادى بتبقى أصعب وأبشع يا غادة، ويا خوفى من اللي جاى على فاطمة وعليكى.

فى فيلا خالد:
تجلس فاطمة مع الأطفال وخالها يتناولون الإفطار، ينظر يوسف إلى فاطمة قائلا: ها يا فاطمة، فكرتى فى كلامى يا بنتى؟
تنظر له فاطمة قائلة: آه يا خالى فكرت
يوسف: ويا ترى وصلتى لقرار فى موضوع خالد ولا لسه؟
فاطمة: وصلت يا خالى، وقرارى هتعرفى النهاردة إن شاء الله، بس الأول أنا عايزة أطلب من حضرتك طلب.

على شاطيء الإسكندرية:
يجلس خالد على شاطيء البحر شارادا، يتذكر كل ما حدث مع فاطمة، وتمر أمامه بعض المشاهد:
"فاطمة: أرجوك خليك عندك متقربش، أنا خلاص تعبت.
خالد: تعبتى؟! تعبتى منى؟
فاطمة: تعبت من كل مرة بتقرب فيها منى، وأقول خلاص هرتاح واكمل الباقى من حياتى فى حلم جميل معاك، وانت كل مرة تفوقنى على صدمة، والاقى الحلم الوردى أتحول لكابوس، كفاية بقى، أنا قلبى مبقاش حمل صدمات تانى، أقرب وابقى فى حضنك وافرح وفى
لحظة تقلب كل حياتى من تانى.
خالد: أنا بحبك يا فاطمة وإنتى عارفة
فاطمة: اللى بيحب حد مبيشوفش غيره، اللي بيحب حد مبيجرحوش، اللي بيحب حد مبيخونوش، وانت عملت كل ده يا خالد، انا من ساعة ما عرفتك وأنا بتوجع بس، بفرح أوقات بسيطة أوى، وباقى حياتى وجع
"

"خالد: خير يا مدام، لسه فى حاجة مقولتهاش
تلتفت له فاطمة قائلة: أعتقد إنى لسه مقولتش حاجة أصلا، لسه مردتش على الأسئلة الكتير اللي سألتها دلوقتى.
تقترب منه فاطمة قائلة: عندك حق، أنا فعلا مبقتش فاطمة اللي حبيتها وأتجوزتها، فاطمة اللي عاشت عمرها كله بتحبك وبتفكر فيك قبل ما بتفكر فى نفسها، أنا فعلا بقيت واحدة تانية، ليه بقى لأسباب كتير، عندك وقت تسمعها...

تزفر فى حرارة وتكمل حديثها قائلة: ليه؟! عشان كل لحظة حسستنى إنى مهمة عندك وبعدها فوقتنى على صدمة.
عشان كل لحظة فكرت فيها فيك قبل أفكر فيا عشان كل مرة خبيت عنك وجعى عشان مزعلكش تكمل حديثها وقد غلبتها الدموع قائلة: عشان كل مرة جيتلى تعترفلى بحبك لواحدة غيرى وتدوس على قلبى من غير ما تحس.
عشان كل مرة كنت بترمى فى حضنى وجعك وعمرك ما فكرت فى وجعى
عشان كل مرة كنت بحضر فيها فرحك وأشوفك فى حضن واحدة غيرى واستحمل واصبر
عشان كل مرة كنت بداوى جرحك عشان تبقى سعيد على حساب جرحى أنا..

أنت عملتلى محاضرة دلوقتى وطلعت نفسك البطل حامى الحمى اللي ربى وحافظ وأدى الامان، ومفكرتش فى كل مرة جرحتنى فيها، نسيت كل مرة كنت بتبلغنى فيها إنك هترتبط بواحدة تانية، وتقعد تحكيلى عن حبك وهيامك ليها، وأنا كنت بالنسبة ليك مهمشة حاجة أتعودت تبقى موجودة فى حياتك، نسيت إن فى اليوم اللي فسخت فيه خطوبتى وأختارتك، أنت اخترت غيرى، نسيت أنك خلفت مرة وأتنين من غيرى ورغم كده كنت أم لكل ولادك لمجرد إنهم حتة منك، أنا استحملت كل ده، ويوم ما طلبت منى انسى واسامح عملت كده، سامحتك ونسيت كل حاجة ووافقت أبدأ معاك من جديد.

وتكمل حديثها فى صراخ قائلة: وفى الأخر خونتنى أيوا يا خالد خونتنى، وافقت تخلى واحدة زى دى بتشتغل عندك لمجرد إنها بترضى غرورك كراجل، كنت مستمتع بدور الراجل المتجوز اللي بتغريه واحدة تانية، كنت بتفكر فى نفسك وفى إرضاء رجولتك ونسيت إنك
كده بدوس عليا وعلى أنوثتى.

عارف كان إحساسى إيه لما سمعتك بتكلم حسام، عارف كان منظرى إيه أدام نفسى وأنا الست اللي فضلت بتحب راجل طول عمرها، ويوم ما بقى جوزها، حب يكسر الملل بواحدة غيرها، عارف كان إحساسى إيه وأنا شايفة ملامح الإستمتاع فى وشك وأنت فاكر إنك بتحلم بخيانتى، مستمتع بلمسة غيرى ليك، مستمتع بقرب غيرى منك، آآآآه لو يعرف كل راجل هو بيكسر الست إزاى بخيانته ليها الخيانة مش جسم وبس، الخيانة مشاعر إحساس رغبة".

"تنظر فاطمة إلى الأرض، فيرفع خالد وجهها بأطراف أنامله وينظر إليها قائلا: ردى عليا يا فاطمة، خلاص مبقتش بالنسبة لك الأمان، مبقتيش بتطمنى بوجودى زي الأول.
تحتضن فاطمة نفسها بذراعيها قائلة: أنا خايفة يا خالد خايفة أوى.
خالد: خايفة من إيه يا فاطمة، خايفة منى؟
تنهال الدموع على وجه فاطمة قائلة: خايفة من كل حاجة، أنت زى ما بتقول كنت بالنسبة لى الأمان، بس حبك علمنى الخوف يا خالد، خايف أقرب والأقيك أنت تبعد، خايفة تجرحنى، خايفة أتوجع تانى منك يا خالد، خلاص مبقاش فى قلبى مكان للوجع، مبقتش مستحملة، وخايفة أبعد عنك، انا مقدرش أبعد عنك يا خالد.
 وتكمل فاطمة فى إنهيار قائلة: مش قادرة يا خالد، بحبك لدرجة إنى ممكن أموت لو بعدت عنى
"

"خالد: من ساعة ما رجعتى، أو بمعنى أصح رجعتك غصب عنك، وأنا حاسس إنك متغيرة، فيكى حاجة غريبة، مش إنتى فاطمة اللى ربتها على إيدى، فاطمة اللي كنت بفهمها من نظرة عينيها، كل ما كنت بقرب منك كنتى بتبعدى عنى، وأنا مش عارف إيه السبب، لما كنتى بتقوليلى إنك هتشوف فاطمة جديدة مكنتش بصدقك، كنت واثق دايما إن فاطمة مهما تعمل جواه لسه أبيض ولسه قلبها بينبض بحبى، حتى لما جيتى وشاركتينى فى الشركة وطلبتى تبقى مكانى، الكل كان شايفنى الراجل اللي مراته مشيته وخدت مكانه، اللي بقى بياخد أوامر من الست بتاعته، لكن أنا كنت شايفها عند منك، كبر ورافضة تبينى إنك بتساعدينى أخرج من محنتى، أديتلك ألف عذر، كل مرة حاولتى تهيننينى وتكسرينى فيها كنتى بدورلك على أعذار، وأقول لا فاطمة مش ممكن تعمل كده يا خالد، هى بس بتعاقبك وشوية وهترجعلك فاطمة حبيبتك اللي تعرفها، لا كنت غلطان، كنت غبى أيوا غبى، لأن فاطمة اللي أعرفها وحبيتها ماتت، وأتخلق فاطمة تانية كل همها تنتقم منى وتكسرنى، بس مجاش فى بالى إن يوصل بيكى الإنتقام إنك تكسرينى فى شرفى يا فاطمة...

تنظر له فاطمة وقد ملأت دموعها وجهها قائلة: شرفك؟! أنت قصدك إيه؟
خالد: قصدى إن خلاص يا مدام، عرفت إنك خاينة، بتخونينى مع راجل تانى بعد كل الحب اللي حبتهولك تنظر له فاطمة فى صدمة قائلة: أنا خاينة؟!
خالد: أيوا خاينة، مش هو دا السر اللي بعدك عنى طول الفترة اللى فاتت، عرفت ليه كل لما كنت بقرب كنتى إنتى بتبعدى، عشان عارفة إن يوم هتقربى هعرف بخيانتك، هحس بيها
".

"يتنفس خالد بقوة ويغمض عينيه فى آلم، وبعدها يفتحهما من جديد قائلا: إنتى طالق يا فاطمة"

يعود خالد إلى الواقع ويضع وجهه بين كفيه وقد نزلت دموعه رغما عنه، ليقطع شروده صوت قادم من جانبه قائلا: كنت واثقة إنك هتبقى هنا.
ينظر خالد إلى صحابة الصوت فى تعجب، يتحول إلى صدمة قائلا: فاطمة!
ويهم أن يقترب منها، ولكن توقفه بيدها قائلة: خليك عندك يا خالد، أنت خلاص مبقتش جوزى يعنى مينفعش تقرب منى.

تنظر فاطمة إلى البحر وتكمل حديثها قائلة: من ساعة ما عرفتك وانا حياتى بقت مرتبطة بيك، مكنتش مصدقة يعنى إيه إنسان يربط حياته بانسان تانى هو أصلا مش شايفه ولا حاسس بيه، إزاى أقدر أحب إنسان وابنى كل حياتى على سعادته، وهو حتى مش قادر يشوف حبى، إزا أبقى مش قادرة أرتبط بحد غيره، وهو بيحب مرة وأتنين وقلبه مفتوح لأى حد عايز يدخل، لحد ما عرفت إجابة سؤالى، لما أكتشفت إنى حبى ليك مكنش غير مجرد مرض، أيوا يا خالد، حبك بقى بالنسبة لى مرض، إدمان بيجرى مع الدم، مش متخيلة اللحظة اللي هتبعد فيها عنى، كنت حاسة فى أى لحظة إنك ممكن تسيبنى وإنى ساعتها هموت، ولقيت نفسى من غير ما أحس الحب بيتحول جوايا لخوف، خوف من كل حاجة، كنت بستنى اللحظة اللى هتجيلى فيها تقولى أنا خلاص يا فاطمة أكتشفت إنى كنت غلطان، وإن مش إنتى الانسانة اللى كنت عايز أكمل معاها حياتى، يااااه كابوس أنا حياتى كانت عبارة عن كابوس من الخوف والحب المرضى، بس حقيقى يا خالد أنا جاية النهاردة وفى اللحظة دى عشان أشكرك..

ينظر لها خالد فى إستفهام قائلا: تشكرينى؟ تشكرينى على إيه؟
فاطمة: أشكرك إنك قدرت تخرجنى من الكابوس، إنك قدرت تفوقنى، اللحظة اللى وقفت أدامى وأتهمتنى فيها بخيانتك، كانت هى اللحظة اللى فوقت فيها، كلامك كان عامل زى الشومة اللى عمالة تضرب فوق دماغى عشان تفوقنى، كنت عاملة زى فاقد الذاكرة اللي محتاج حد يضربه عشان يفوقه، وكملت جميلك لما رميت عليا يمين الطلاق، كنت مستنية تقول للمأذون لا دى مراتى حبيبتى ومش هتخلى عنها، مش هطلقها، بس انت طلقتنى، طلقتنى يا خالد، ودى كانت الضربة التانية اللى بعدها مفيش غير حل من أتنين يا أفوق للأبد، يا أموت بعدها، كنت فى لحظة هيأنس وأفقد حياتى، بس ربنا كريم معايا أوى فوقنى، وورانى حقيقتى، حقيقة ضعيفة هشة، سندت على حقيقة أضعف وهى حبك، ونسيت الحقيقة اللي الكل لازم يسند عليها، وهى إيماننا بالله، فوقت فى اللحظة المناسبة قبل ما أنتحر، وقررت أفوق نفسى، جريت على دكتور أيمن وطلبت منه أتعالج مهما كلفنى الأمر، وأنا دلوقتى أدامك يا خالد بقولك خلاص، أنا بفضلك أتعافيت من حبك.

ينظر لها خالد قائلا فى حزن: فاطمة أرجوكى، أنا عارف إنى غلطت فى حقك كتييييير أوى، وعارف إن مفيش كلام ممكن يصلح اللى عملته، بس أنا فعلا بحبك، ومش قادر أبعد عنك.
ترفع فاطمة يدها فى وجهه قائلة: وأنا خفيت يا خالد، ومش ناوية أرجع تانى لحب مرضى كان هيوصلنى للانتحار، أنا أسفة يا خالد، أنت يمكن تكون الانسان الوحيد اللى حبيته، يمكن يكون المشكلة كانت فيا مش فيك، يمكن يكون أنا حبيتك بطريقة غلط، معرفتش أفهمك صح، يمكن يكون العيب منى، بس الأكيد انى مش هقدر أرجع، مش هقدر أخسر نفسى تانى بعد ما كسبتها، مش هقدر يا خالد، أرجوك سامحنى مش هقدر.

ينظر لها خالد فى حزن قائلا: يعنى مفيش أمل؟
فاطمة: طول الانسان عايش، أكيد الامل الموجود، بس الأمل فى إيه، هو دا المهم، صحيح قبل ما أمشى يا خالد فى حاجة واحدة أعتقد دا وقتها إنك تعرفها، لما رجعت الفيلا جالى أستاذ سيد المحامى فى اليوم اللى أتفقتوا تعرضوا فى جزء من اسهم الشركة للبيع، وحكالى كل اللي حصل، وقالى على الشخص المجهول اللى كان بيحاربك، يومها كلمت خالى يوسف، وطلبت منه باتصالاته يعرفلى مين الشخص ده، وفعلا قدر يعرف مين هو.

ينظر لها خالد فى قلق قائلا: مين يا فاطمة اللي كان بيحاربني؟
فاطمة: علوان الصعيدى، جوز غادة بنت خالك، أو بمعنى أصح هى اللي كانت بتحاربك عن طريقه.
ينظر لها خالد فى صدمة قائلا: مش ممكن، مستحيل؟

فاطمة: المستحيل إنك تصدق إنى أنا اللي ممكن أحاربك، يومها خالى أقترح عليا أروح أنا واشترى الأسهم منك وأوقف الشركة على رجلها من تانى، بس كنت عارفة إن حركة زى دى كانت هتجنن غادة أكتر وأكتر، ودا كان هيخليها تزود الحرب على الشركة، وممكن ساعتها مكناش نقدر نوقفها، عشان كده طلبت من شاد يساعدنى إننا نحاول نوصلك إن إحنا اللى بنحاربك طول الفترة دى، وإنى أشتريت نصيبك عشان انتقم منك للى عملته فيا، وطبعا الكلام ده لما وصل لغادة كان كفيل يخليها سعيدة، ويخليها كمان توقف الحرب عليك، وتكتفى بأنها تشوفنا وإحنا ضد بعض كإنتقام مننا، وهو دا فعلا اللي حصل.

ينظر لها خالد فى صدمة ممزوجة بالسعادة قائلا: يعنى إنتى يا فاطمة معملتيش كده عشان تنتقمى منى صح؟
فاطمة: أنا عمرى ما فكرت أنتقم منك يا خالد، لأن الحب عمره ما يعرف الإنتقام.
تتركه فاطمة وتغادر فى صدمة منه وهو ينظر لأثرها فى ضياع.

فى المساء:
تجلس فاطمة فى غرفتها تتذكر كل مواقفها مع عادل من أول لقاء حدث بينهما، وكل موقف كان لها هو الداعم والسند، وتتردد كلماته إلى أذنيها.

"عادل: أيوا يا ماما، أنا اللي دورت عليها، وجبتها على هنا، كنت عارف إن هنا أكتر مكان هيحافظ عليها، وإن مفيش زى حضن عمتى اللي هيحميها ويضمها، فاطمة دى بنت خالى، عارفة يعنى إيه يعنى دمى ولحمى، أنا عملت اللي كان حضرتك المفروض تعمليه، ولولا خوفى عليها من رد فعلك كنت جبتها على الفيلا"

"تنظر فاطمة إلى حقيبة الهدايا قائلة: إيه دى يا أبيه؟
عادل: دى هدية نجاحك يا فاطمة تأخذ فاطمة الحقيبة من عادل، وتنظر فيها لتجدها موبايل من أحدث الأنواع.
فاطمة: متشكرة أوى يا أبيه، كلفت نفسك ليه؟
عادل: مكلفتش نفسى ولا حاجة يا فاطمة، إنتى ناسية إنك بنت خالى وغالية عندى، وبعدين هو أنا مش زى خالد يعنى
"

"عارفة يا فاطمة، يوم ما جيتى الفيلا عندنا وماما أتخانقت معاكى، ساعتها كان أول مرة أشوفك، وبالرغم من كده كان جوايا إحساس قوى إنك قريبة منى، ولما عرفت من بابا إنك بنت خالى، جريت أدور عليكى زى المجنون، كنت بدعى من جوايا ألاقيكى، ولما شوفتك خايفة وخدتك فى حضنى حسيت ساعتها إنى أنا اللي بطمن نفسي بوجودك مش بس بطمنك، لكن غصب عنى أضطريت أوديكى عند عمتى عشان أبعدك عن غضب ماما وجرحها ليكى، كنت بحاول أكون قريب منك دايما، بس إنتى مكنتيش شايفة أى حاجة بعملها، كان دايما تركيزك مع خالد حتى لو عملك أقل منى كنتي بتبقى مبسوطة، أنا بعترف إنى كنت بغير عليكى من خالد"

"فاهمك؟! دا مفيش حد فى الدنيا فاهم اللي إنتى بتقوليه ده قدى
تنظر له فاطمة فى تعجب قائلة: اشمعنى؟ أبيه عادل هو حضرتك محبتش قبل كده؟
ينظر لها عادل نظرة طويلة، وبعدها ينظر إلى الفراغ قائلا فى مرح مصطنع: أحب إيه يا بت إنتى، هو أنا عبيط، ما أنا شايف جنابك إنتى وخالد الحب مبهدلكم إزاي، حد يجيب وجع القلب لنفسه
"

"وتقترب منه قائلة: المهم أنت يا عادل تفضل جنبى وقت محتجاك، أنا خلاص مليش حد غيرك
ينظر لها عادل فى حب ممزوج بالحزن: عمرى ما هتخلى عنك يا فاطمة
"
"لحد ما أعترفت لنفسى إنى بحبك، أيوا يا فاطمة بحبك، مش أختى، لا بحبك إنتى فاطمة بقلبها وحبها وطيبتها، بحب فاطمة الانسانة، عشان كده كنت علطول بتحجج بالشغل وأسافر، لكن عمرى ما قدرت أنسى الحب ده، بعدك عنى كان بيزود حبك فى قلبى مش بينقصه"

فى اليوم التالى:
يجلس عادل فى مكتبه فى الشركة، يدق الباب فيأذن للطارق بالدخول ظنا منه أنها السكرتيرة، ليتفاجيء بدخول فاطمة، يقف عادل مكانه فى صدمة قائلا: فاطمة؟
تنظر له فاطمة وهى مبتسمة قائلة: معلش دخلت من غير ما أقول للسكرتيرة، بس قولت إنى ليا حق أدخلك فى أى وقت من غير ميعاد، ولا إيه؟
ينظر لها عادل فى تردد قائلا: آه طبعا يا فاطمة، دى شركتك إنتى كمان
تقترب منه فاطمة قائلة: عادل، أنا جاية النهاردة أسألك سؤال واحد
عادل: أسألى يا فاطمة
فاطمة: تتجوزنى يا عادل !!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة