قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل التاسع والعشرون

رواية عاشق المجهول ج2 للكاتبة أمنية الريحاني كاملة

رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل التاسع والعشرون
( حب لا يعرف الانتقام )

تقترب منه فاطمة قائلة: عادل، أنا جاية النهاردة أسألك سؤال واحد
عادل: أسألى يا فاطمة
فاطمة: تتجوزنى يا عادل!
ينظر لها عادل فى صدمة قائلا: إيه، إنتى بتقولى إيه يا فاطمة، إنتى أكيد بتهزرى صح؟
فاطمة لا يا عادل مبهزرش، أنا بتكلم جد، أنا بسألك عندك إستعداد تتجوزنى، مفتكرش إن فى حاجة تمنع
أنت ابن عمتى، يعنى مش محرم عليا، دا غير إنى دلوقتى واحدة مطلقة
ينظر لها عادل فى إستفهام قائلا: طب ليه دلوقتى، ليه فكرتى تتجوزينى دلوقتى عشان عرفتى إنى بحبك مش
كده؟

فاطمة: لا يا عادل، مش بس كده، عشان كل لحظة كنت أنت دايما الدعم والسند ليا، عشان أنا لحد دلوقتى
موقعتش عشان أنت ساندنى، عشان أنا كنت فاهمة الأمان غلط وشايفاه مع حد تانى، وهو فى الحقيقة معاك أنت، عشان أكتشفت إن الحب مش لوحده اللى بيخلق السعادة، وإن فى حاجات كتير الإنسان محتاجها عشان يبقى مرتاح وسعيد، الحاجات دى كانت بتبقى معاك أنت...

يغمض عادل عينيه فى آلم قائلا: لو كنتى قولتيلى الكلام ده من كام سنة فاتت، يمكن كنت هبقى أسعد إنسان فى الدنيا، بس دلوقتى مينفعش يا فاطمة..
فاطمة: وإيه اللى يمنع يا عادل؟
عادل: اللى يمنع حاجات كتير أوى، لأن فى خالد واللى عمرك ما هتقدرى تحبى غيره، وأنا كمان فيه فى حياتى وردة واللى ليها حق عليا، مش بس كده ابنى اللى جاى، وابنك، وفاطمة الصغيرة ورضوى وعادل الصغير وجاسر، يااللااااه دى موانع كتير أوى يا فاطمة..

تضرب فاطمة المكتب فى غضب قائلة: وفى كمان عادل الصفدى، ليه دايما تنساه، ليه دايما حاطه أخر القايمة، أنت من حقك تعيش ولو للحظة سعيد، مش هتفضل عايش طول عمرك تضحى عشان سعادة ناس تانية، وصدقى لو على وردة أنا هقنعها وهقولها إنى مش هسببلكم أى إزعاج فى حياتكم، وهتفضل مراتك وابنك هيتربى وسطكم، بس أفضل جنبك يا عادل.

يواليها عادل ظهره قائلا فى حزن: مينفعش يا فاطمة، مينفعش دا جنان.
تنظر له فاطمة فى حزن قائلة: إظاهر إنى بشحت منك الحب يا عادل، أنا آسفة إنى فرضت نفسى عليك
تهم فاطمة بالمغادرة، ولكن يوقفها صوت عادل قائلا: متمشيش يا فاطمة أرجوكي.
يقترب منها عادل ويكمل حديثه بعينين يملأهما الحب قائلا: متتصوريش قد إيه كنتى بحلم باليوم اللى تعرفى
فيه أنا بحبك قد إيه، وعلى قد ما حلمت باليوم ده، على قد ما كنت عارف إنه هيبقى أصعب يوم فى حياتى، أنا موافق نتجوز يا فاطمة، موافق أدخل الحرب طالما هبقى جنبك ومعاكى.

فى منزل وردة:
تجلس وردة فى غرفتها وتتذكر حديث زهرة عن فاطمة وتعود إليها ذكرياتها مع فاطمة، لتجد الدموع تنهال على وجهها رغما عنها، تفتح وردة أحد الأدراج بجانبها وتخرج منه صورة لها هى وفاطمة فى المدرسة، تنظر إليها وردة فى حزن قائلة: سامحينى يافاطمة، أنا عارفة إنى جرحتك غصب عنى، وعارفة إنك ملكيش ذنب فى حب عادل ليكى، دا يمكن تكون صدمة ليكى، بس  غصب عنى، غصب عنى يا فاطمة جرحتك..
تنظر وردة إلى الفراغ، وبعدها تتحرك نحو دولابها وتفتحه..

فى قيلا خالد:
ينظر يوسف إلى فاطمة فى صدمة قائلا: إنتى أتجننتى يا فاطمة، إيه اللى بتقوليه ده، عادل إيه اللى عايزة تتجوزيه، دا بدل ما تقوليلى هرجع لخالد واعمر البيت اللى أتخرب.
فاطمة: يا خالى أفهمنى، أنا أكتشفت إن عادل عاش نفس الجرح والوجع اللى عيشته مع خالد، عادل كان بيحبنى، وانا مكنتش شايفة حبه ليا، يعنى كل العذاب اللى عيشته فى حب خالد، عاشه عادل فى حبى..
يوسف: ودا مبرر إنك تتجوزيه؟
فاطمة: عادل إنسان غالي عليا أوى يا خالى، ووقف جنبى أكتر مما تتخيل كان بالنسبة لى السند والدعم، أنا كده كده حكايتى مع خالد أنتهت، وطالما مش هقدر احقق السعادة لنفسى، ليه مرجش السعادة للناس اللى..

يوسف: وإنتى كده بقى هترجعى السعادة للناس اللى بتحبيهم، إنتى عارفة كام واحد هيتوجع بجوازك من عادل
فاطمة: وحضرتك عارف، كام مرة عادل أتوجع وهو بيفكر فى الناس دى كلها، كام مرة أتجرح من غيرما حد يحس بجرحه، على الاقل من حقه يعيش السعادة ولو لمرة واحدة زى ما كلهم عاشوها وجربوها.

يوسف: وإنتى؟ هتبقى سعيدة مع عادل يا فاطمة
فاطمة: يا خالى، أنا اكتشفت إن مش الحب لوحده اللى بيخلق السعادة، أنا محتاجة حب وأمان واحتواء، وأنا واثقة إن عادل هيدينى كل ده.
يوسف: مش عارف أقولك ايه يا بنتى، أتمنى تكونى فاهمة إنتى بتعملى إيه
فاطمة: أرجوك يا خالى، خليك جنبى وأدعمنى فى أى قرار هخده إن شاء الله
يقطع حديثهما صوت كريمة قائلة: أنا أسفة قاطعتكم وتنظر لفاطمة وهى تكمل حديثها قائلة: وردة صاحبتك مستنياكى تحت يا بنتى
تنظر لها فاطمة فى صدمة قائلة: وردة؟

فى إحدى السجون:
يجلس علوان يرتشف إحدى السجائر وهو مرتدى زى السجن، وبجانبه إحدى الأشخاص، ينظر له علوان قائلا: ها إيه الأخبار؟
الشخص: كله تمام يا باشا
علوان: يعنى هتبردوا ناري منها؟
الشخص: عيب يا باشا، كلها يوم ولا يومين، ويجيلك الخبر اللى يحرق قلبها ويفرح قلبك
علوان: وأنا مستنى، يا ما نفسى أنتقم منك يا غادة، وأخد بتارى منك..

ونعود لفاطمة ومواجهتها لوردة تنزل فاطمة إلى الأسفل، لتجد أمامها وردة، تنظر لها وردة نظرة طويلة، ثم تحتضن فاطمة وهى تبكى قائلة: سامحينى يا فاطمة، أنا أسفة بجد معرفش قولت اللى قولته إزاى، أنا بجد مكنش قصدى أجرحك، بس أنا كنت موجوعة أوى ومش عارفة أنا بقول إيه..

تقف فاطمة جامدة، وتتجمد الدموع فى عينيها، فتخرج وردة من حضنها، وتنظر إليها قائلة: إنتى مبترديش عليا ليه يا فاطمة، إنتى زعلانة منى صح، أنا عايزاكى تقدرى موقفى، متتصوريش أنا كنت بتوجع إزاى وأنا عايشة مع عادل، وعارفة إنه بيحبك، بس أان عارفة إنك ملكيش ذنب فى كل ده، وعارفة إنك أحسن منى وهتسامحينى.

تتمسك فاطمة فى ملابسها فى قلق، لتكمل وردة قائلة: فاطمة إحنا طول عمرنا ملناش غير بعض، وأنا محتجاكى أوى الفترة دى، زى ما إنتى...
ولكن تقاطعها فاطمة قائلة وهى تصرخ: كفاية يا وردة، أرجوكى كفاية
وردة: لا مش كفاية مش كفاية، أنا مش هسامح نفسى على أى كلمة قولتلهالك.
فاطمة: فى حاجة لو عرفتيها، معرفش مين اللى المفروض يسامح مين.
تنظر لها وردة فى إستفهام قائلة: فى إيه يا فاطمة، وحاجة إيه اللى بتتكلمى عليها؟

تنظر لها فاطمة قائلة فى تردد: أنا... أنا... عادل...
وردة: أتكلمى يا فاطمة، إنتى وعادل إيه، فى إيه؟
فاطمة: أنا وعادل هنتجوز يا وردة.
تنظر لها وردة نظرة طويلة فى صدمة، تبادلها فاطمة نظرة قلق من رد فعلها، ولكن تتفاجيء فاطمة بوردة
تضحك بصوت عالى قائلة: كده صح، لا بجد برافو، كده النهاية الصح، علفكرة أنا كنت متوقعة دا يحصل، واستغربت إنه أتأخر، إنتى صح يا فاطمة، إنتى صح، ما هو يعنى مينفعش عادل يبقى بيحبك، ومتتجوزوش..

تقترب منها فاطمة فى حذر قائلة: وردة، أرجوكى اسمعينى، أنا.
تقاطعها وردة قائلة فى جدية وحزم: إنتى إيه يا صاحبتى، يا صديقة عمرى، يا أختى، إنتى مغصوبة على الجوازة، لا، علفكرة يا فاطمة، أنا مش زعلانة، لا بجد مش زعلانة، لأن انا وعادل عمرنا ما كنا شبه بعض، عمر ما كان فى بينا نقطة نتقابل فيها، لكن صح
إنتى وهو لايقين أوى على بعض، وعشان أثبتلك إنى مش زعلانة، أنا هجى بنفسى يوم الفرح، وهلبسك بنفسى الطرحة، بس يا ترى العريس قالك إنه عنده ولد وبنت، ولا كدب عليكى إنتى كمان.

تنظر لها فاطمة فى تعجب قائلة: ولد وبنت؟! قصدك إيه؟ آه قصدك على شهاب وفاطمة
تنظر لها وردة فى سخرية قائلة: إنتى عارفة انا مش بقولك إنتى وهو شبه بعض، صحيح الطيور على أشكالها تقع وتتركها وردة وتغادر فى صدمة منها.

فى شركة البدر:
تدخل زهرة مكتبها، لتجد حسام يجلس على الكرسى فى إنتظارها، تنظر له زهرة فى تعجب قائلة: بشمهندس حسام، فى حاجة؟
حسام: لا مفيش، كنت عايزة أسألك على حاجة فى الشغل؟
زهرة: طب مبعتليش مع السكرتيرة ليه؟
حسام: تقدرى تقولى بتلكك عشان آجى أشوفك
تنظر له زهرة فى حب، ولكن تتمالك نفسها قائلة: أحم، طب خير فى إيه؟
حسام: كنت هسألك على خطة تسويق مشروع الابراهيمية، خلصتيه ولا لسه؟
زهرة: آه تمام قربت أخلصه، شغالة عليه أنا وأستاذ
محيي، وعملت الكمان الميزانية بتاعته وظبطتها مع شادى.
حسام: طب تمام
ويهم حسام بالمغادرة، لتوقفه زهرة قائلة: طب إيه، مش هتقولى اشتغلتى مع محيي ليه، ولا كلمتى شادى ليه؟
حسام: لا يا زهرة، أنا واثق فيكى، وعارف إنك بتتعاملى فى حدود الشغل، وعمرك ما تسمحى لحد يتجاوز حدوده معاكى

تنظر له زهرة فى حب، فيبتسم لها ويغادر، تنظر زهرة لأثره فى هيام قائلة: بحبك يا حسام وتكمل حديثها فى مرح قائلة: بس إيه ده، مش هيغير تعصب وكده، دا إيه الملل ده.

فى شقة خالد بالاسكندرية:
يجلس خالد شاردا، فيقطع شروده صوت هاتفه، ليجده شادى، يجيب خالد على الهاتف قانلا: أيوا يا شادى...لا ما هى جتلى وأتكلمت معايا... لا شكلها مش ناوية تغير رأيها... يعنى إيه...
يقف خالد فى غضب قائلا: أنت بتقول إيه... مين اللى قالك الكلام ده.... لا أنا نازل مصر حالا.

فى فيلا الصفدى:
تجلس غالية صامتة دون أى رد فعل، وأمامها عادل، ينظر لها عادل فى تعجب قائلا: ساكتة ليه يا ماما؟
غالية: هقول إيه يا عادل؟
عادل: قولى رأيك، قولى موافقة، مش موافقة، قولى أى حاجة
غالية: يا ابنى أنا لو قولت أى كلمة أكيد هتظلم أى حد، لو قولت موافقة يبقى بظلم خالد ووردة، ولو قولت مش
موافقة هبقى بظلمك يا ابنى، مش عارفة، أول مرة أكون مش عارفة أرد.
عادل: أنا كمان يا ماما فى حيرة
غالية: عارفة يا ابنى، اصعب حاجة لما يكون الخيار بين قلبك ووفاءك لأقرب الناس ليك.

يقطع حديثهما صوت الخادمة تعلن عن وصول خاد، فيدخل عادل إلى مكتبه ليستقبله، ينظر له خالد فى غضب قائلا: أهلا، أهلا بأخويا وصديق عمرى، أهلا بتوأمى اللى مفارقنيش فى حياتى أى لحظة.
عادل: آه، يبقى أكيد الخبر وصلك
خالد: طبعا وصلنى، ودى حاجة تستخبى، دا مش برضه المفروض كنت تعرفنى، دا حتى أنا اللى مربيها، وأعتبر أقرب حد ليها، ينفع أعرف من برة يا عادل بيه أنك هتتجوز مراتى.
عادل: لا معلش، اسمها طليقتك، أنا هتجوز طليقتك، فى فرق يا خالد.
خالد: أممم، عندك حق، فعلا فى فرق، بس يا ترى الفرق ده أنت تعرفه من إمتى؟
عادل: قصدك إيه؟

خالد: قصدى يعنى بتحب مراتى من إمتى يا عادل، يعنى لما كنت بجى وأشتكيلك منها، كنت بشتكى لأخويا ولا الراجل اللى بيحب مراتى، يعنى لما كنت بحكيلك عليا أنا وهى، كنت بتبصلها إزاى، يعنى لما كنت بأمنك عليها وأعتبرك زى أخوها، كنت أنت شايفها ساعتها أختك ولا..
عادل: كفاية يا خالد لو سمحت، الكلام دا مبقاش ينفع، لأننا لو فتحنا فيه، كلنا هننجرح.

يصرخ فيه خالد فى غضب قائلا: لا مش كفاية، لأنى من حقى أفهم، من حقى أعرف كنت بتفكر فى مراتى إزا، كأختك ولا حبيبتك
يصرخ به عادل قائلا: قولتلك كفاية يا أخى، ولو دا اللى هيريحك، يبقى حبيبتى، أيوا يا خالد فاطمة حبيبتى من زمان، من قبل ما أنت حتى تشوفها، أنا بحب فاطمة من قبل ما أنت ما تعرف بحبها، بحبها وأنا شايفها بتكبر أدامى يوم ورا يوم، ومش قادر أصارحها بالحب
ده.

ينظر له خالد فى صدمة قانلا: طب ليه، ليه جوزتهالى لما أنت بتحبها، ليه أصلا لفت نظرى لحبها، ليه مقولتش دى فرصة وقربتلها، ليه؟
ينظر له عادل فى حزن قائلا: عشان هى مكنتش شايفة غيرك وغير حبك وبس، سعادتها كانت معاك أنت مش معايا.
خالد: ودلوقتى سعادتها معاك؟
ينظر له عادل دون أى رد.
خالد: خلاص يا عادل، إجابتك وصلت، مكنتش أتصور فى يوم إن الضربة القاضية لما تجيلى،تجيلى من اقرب اتنين ليا فى حياتى
ويتركه خالد ويغادر فى حزن منه قائلا: فتحتى النار علينا يا فاطمة، وربنا يستر من اللي جاى.

بعد مرور عدة أيام:
يجلس عادل مع فاطمة فى إحدى المطاعم، تنظر فاطمة إلى عادل قائلة: جهزت كل حاجة عشان الفرح يا عادل؟
عادل: آه يا فاطمة، كل حاجة جاهزة متقلقيش
ينظر لها عادل فى تردد، لتبادله نظرته قائلة: مالك يا عادل، عايز تقولى حاجة؟
عادل: فاطمة، إنتى متأكدة من قرارك؟ لسه فى وقت نرجع فيه
تنظر له فاطمة قائلة: لو أنت مش متأكد إنك بتحبنى، يبقى أنا كمان مش متأكدة إنى عايزة أتجوزك.

عادل: وعارفة نتايج اللى هيحصل بعد جوازنا
فاطمة: عارفة، ومستعدة لكل اللي جاى
تصل فاطمة إلى الفيلا، لتجد يوسف ومعه الأطفال فى إنتظارها ويبدو عليهم الحزن، تنظر لهم فاطمة قائلة: فى إيه مالكم يا ولاد؟
فاطمة الصغيرة: إحنا زعلانين منك يا ماما
فاطمة: ليه يا فاطمة يا حبيبتى زعلانة من ماما؟
رضوى: عشان إنتى خلاص مبقتيش عايزانا نعيش معاكى.

تنظر لها فاطمة فى صدمة قائلة: مين اللى قال كده يا رضوى، إنتوا ولادى يا حبيبتى وعايشين معايا
فاطمة الصغيرة: لا مش هنعيش معاكى، إنتى هتجيبى
بابا جديد غير بابانا، وكده مش هينفع نعيش معاكى، إحنا عايزين نعيش مع بابا وبس
جاسر: أيوا يا ماما، إحنا عايزين بابا خالد
تنظر له فاطمة قائلة: حتى أنت يا جاسر، أنت مبتحبش عمو عادل؟
جاسر: بحبه عمو عادل عشان هو ابن عمتو غالية، لكن هو مش بابا، أنا معرفش غير بابا خالد
تنظر فاطمة إلى عادل الصغير قائلة: وأنت يا عادل إيه رأيك أنت كمان؟

عادل: أنا ماليش يا ماما، فاطمة ورضوى وجاسر ليهم رأى لأن من حقهم يطلبوا يعيشوا مع باباهم، لكن أنا كده كده غريب بينهم، ماليش بابا، بدور على الحنان مع أى حد بيحبنى، لكن لو حضرتك بتسألينى عن رأيي، أنا صحيح بحب خالو عادل، بس أنا لما جيت هنا، جيت أعيش وسط الأسرة الصغيرة اللي محاوطها حب بابا خالد وماما فاطمة، كيان صغير على بعضه مينفعش حتة منه تنفصل، مترابط بحب أهم فردين فيه، حضرتك وبابا خالد، وأنا شخصيا معرفش ينفع حد فى الكيان ده يتغير ولا لا.

تنظر له فاطمة فى صدمة، وقد غلبتها دموعها، وتنظر إلى يوسف الذى يضع يده على كتفها قائلا: قولتلك يا حبيبتى القرار مش سهل
تصعد فاطمة إلى غرفتها وتنهار على سريرها باكية.
بعد مرور يومين، وتحديدا يوم فرح فاطمة وعادل، يجلس خالد فى مكتبه حزينا شاردا، يدخل عليه كلا من شادى وحسام، ينظر له حسام قائلا: وبعدهالك يا خالد،
هتفضل فى الحالة دى لحد إمتى؟
يرفع خالد عينيه لحسام قائلا فى حزن: عيازنى أعمل إيه يعنى يا حسام؟
شادى: يعنى إيه، هتستسلم، هتسيبها تتجوز غيرك، هضيعها منك للمرة الألف، أنت حتى محاولتش تتكلم معاها ولا ترجعها عن موقفها
خالد: هقولها إيه يا شادى، هقولها هتتجوزى غيرى ليه هقولها بيعتينى ليه ورحتى تتجوزى أخويا وعشرة عمرى، تفتكر فى كلام ممكن يتقال ساعتها.

شادى: بس فاطمة بتحبك، وأنا واثق إنها لسه بتحبك، وإنك لو رحت وأتكلمت معاه هترجع عن قرارها، يمكن بس محتاجة تشوف تمسكك بيها، يا أخى أعمل موقف واحد فى حياتك تثبتلها بيه إنك بتحبها بجد ومش عايزها تضيع منك، هو أنت كده علطول مستسلم، فاطمة فسخت خطوبتها منى قبل جوازنا بأيام عشان مقدرتش تبعد عنك، ورغم إنها مكنش عندها أى امل تحس حتى بحبها، وأنت مستكبر حتى تواجهها
ينظر له خالد فى صدمة من حديثه دون أى رد، فينظر شادى لحسام قائلا: يالا يا حسام إظاهر مفيش فايدة، العند بين الاتنين دول بيهد كل حاجة وهما واقفين يتفرجوا ويخرج حسام وشادى ويتركا خالد فى حيرته وحزنه

فى فيلا الصفدى:
تجلس فاطمة تستعد فى الغرفة، وبجانبها غالية، تنظر فاطمة إلى نفسها فى المرآة، وتعيد ذكريات زفافها مع خالد وكيف كانت فى قمة سعادتها فى هذا اليوم، تخرج فاطمة من شرودها على صوت غالية قائلة: مالك يا فاطمة؟
فاطمة: مفيش يا عمتى، سرحت شوية تقترب منها فاطمة قائلة: عمتى إنتى مش فرحانة؟
غالية: صدقينى يا بنتى، لو كان اليوم ده جه قبل حاجات كتير ما تحصل، كانت سعادة الدنيا كلها مش هتكفينى، بس مش قادرة أفرح سامحينى.
فاطمة: ليه يا عمتى، دا النهاردة فرحى أنا وعادل...

غالية: عشان رغم إن النهاردة فرحك على عادل ابنى، واللي عارفة هو بيحبك قد إيه، مش شايفة الفرحة فى عينيكى، الفرحة بتنور الوش يا فاطمة، بتخلى العين تلمع، وإنتى عينيك حزينة يا بنتى، أنا شوفت فرحتك يوم فرحك على خالد، وشوفت عينيكى كانت بتلمع إزاى لكن دلوقتى عينيكى مطفية
فاطمة: صدقينى يا عمتى، هى مسألة تعود مش أكتر
غالية: ربنا يا بنتى يهديلك الحال، أنا هنزل أتمم على باقى التجهيزات على ما تخلصى
تترك غالية فاطمة التى تعود إلى بحر أحزانها من جديد، وتنزل إلى أسفل، لتتفاجيء بوجود خالد، تنظر له
غالية قائلة: خالد،تعالى يا ابنى، أنا مش عارفة أقولك إيه
ينظر لها خالد فى حزن قانلا: متقوليش حاجة يا مرات خالى، أنا عراف إن كلنا مفيش كلام نقدر نقوله النهاردة، بس أان عندى طلب عايزه من حضرتك، وعارف إنه طلب صعب، بس أعتبريه رجاء
تنظر له غالية فى إستفهام قائلة: طلب إيه يا خالد؟

ونعود لغزفة فاطمة التى رغما عنها تفتح حقيبتها
وتخرج منها صورة لها مع خالد، تنظر فاطمة للصورة فى حزن وتمسح دموعها، ليقطع شرودها صوت يأتى من خلفها قائلا: وتفتكرى كده حليتى مشكلتك وقدرتى تتعافى من حبى؟
تنظر فاطمة للصوت، لتجده خالد، تنظر له فاطمة ف صدمة قائلة: خالد؟ إيه اللى جابك هنا؟

خالد: جيت أسألك عملتى ليه كده يا فاطمة، إنتى قولتى إنك عايزة تتعافى من حبى، مقولتيش إنك عايزة تهربى، ليه يا فاطمة تبيعينى وتروحى تتجوزى، وتختارى مين عادل، عادل اللى يبقى بالنسبة لى تؤامى مش بس أخويا، لسه يا فاطمة مصممة تكسرينى وتكسرى نفسك قبلى.
فاطمة: أنا مبكسركش يا خالد، أنا بدور على الإنسان اللى يحبنى بجد ويقدر يحافظ عليا
خالد: وإنت هتقدرى هتحبيه يا فاطمة، هتقدرى تديله من حبك وقلبك زى ما ادتيلى، هتقدرى تخيلى كل حياتك وقلبك ميشوفش غيره، هتقدرى يا فاطمة.
وهنا تنهار فاطمة قائلة: كفاية بقى يا أخى، إنتى إيه خدتن جارية عبدة، مش كفاية اللى شوفته فى حبك والوجع اللى عيشته طول السنين اللي فاتت، للدرجة دى مستخسر فيا أرتاح وأعيش مع حد يقدر يحبنى ويقدرنى، للدرجة دى أنت أنانى ومبتفكرش غير فى نفسك وبس.

خالد: أنا مش أنانى يا فاطمة، أنا بحبك
فاطمة: وأنا كمان يا خالد كنت بحبك، بس الحب لوحده مش كفاية من غير قوة تحميه
يقترب منها خالد قائلا: أرجوكى يا فاطمة راجعى نفسك، أنا مش هقدر أعيش من غيرك
فاطمة: أرجوك أنت يا خالد، سيبنى أكمل حياتى، لو فعلا بتحبنى فكر فيا وفى راحتى
ينظر لها خالد فى حزن قانلا: يعنى مفيش فايدة يا فاطمة؟
تنظر له فاطمة دون أى رد، ليكمل فى يأس قائلا: ماشى يا فاطمة، طالما راحتك وسعادتك مع عادل زى ما بتقولى أنا هسيبك تعملى اللي إنتى عايزاه، ومش هقف أدام سعادتك، دا لو هى دى فعلا سعادتك ويتركها خالد ويغادر وسط بكاؤها التى لم تستطع أن تخرجه.

فى المساء
فى منزل أهل وردة:
تستعد وردة للخروج، فتوقفها زهرة قائلة: رايحة فين يا وردة؟ أوعى تقوليلى رايحة الفرح
وردة: أيوا يا زهرة رايحة، ولازم أروح وأشوف بعينى تمن خيانتى، أشوف أقرب اتنين ليا وهما بيخونونى
زهرة: ناوية على إيه يا وردة؟
وردة: متخافيش يا زهرة، أنا بس هديهم أخر درس فى حياتهم قبل ما أخرج منها
زهرة: طب أنا جاية معاكى، مش هسيبك تروحى لوحدك.

فى فيلا الصفدى:
يصعد عادل إلى أعلى ليحضر فاطمة، يدخل عادل الغرفة ليجد فاطمة ترتدى فستان الزفاف وبجانبها غالية، يقترب عادل بعينين يملأهما الحب من فاطمة قائلا: جاهزة يا فاطمة؟

توميء له فاطمة على مضض، فيمسك زراعها متجها إلى أسفل، وسط الأغانى وتهنئات المدعوين، وعينين خالد التى تراقبهما فى حزن ودموع، يجلس عادل أمام المأذون وأمامه فاطمة التى ينتفض جسدها من القلق والخوف، ينظر المأذون لفاطمة قائلا: ها يا عروسة، هتبقى وكيلة نفسك ولا هتوكلى حد عنك؟

وقبل أن تجيب فاطمة، يقاطعها صوت خالد قائلا. أنا هبقى وكيلها
ينظر الجميع لخالد فى تعجب، وتنظر له فاطمة فى صدمة، بينما يتوجه إليه عادل قائلا: خالد، ناوى على إيه؟
خالد: ولا حاجة يا عريس، ولا ناسى إن فاطمة دى تربية إيدى وتخصنى برضه، أنا هبقى وكيلها، ولا عندك مانع.
عادل: لا معنديش، أتفضل.
يجلس خالد أمام عادل بجوار المأذون وهو ينظر لفاطمة التى تملك القلق منها، ويمسك المأذون ببطاقة كلا من خالد وعادل، وينظر لهما قائلا، أنا عايزة أعرف مين فيكم العريس
ينظر له عادل قائلا: أكتب يا مولانا، أسم العريس...
ونكمل الفصل القادم والأخير إن شاء الله، ومفاجأت كتير وأحداث غير متوقعة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة