قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الثلاثون والأخير

رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الثلاثون والأخير

رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الثلاثون والأخير

ينظر له عادل قائلا: أكتب يا مولانا، أسم العريس وينظر للمأذون فى تعجب قائلا: ولا صحيح، حضرتك بتسأل على أسم العريس ليه، ما أنا قايلك على اسمه
المأذون: أنا عارف وأنت قولتلى إن العريس هو بشمهندس خالد، بس أستغربت لما لقيته دخل بيقول أنا وكيل العروسة، قولت أتأكد
ينظر عادل إلى خالد المصدوم قائلا: لا يا شيخنا، هو العريس خالد حسن على، بس هو بيحب يهزر شوية.
تنظر فاطمة لعادل فى صدمة، ولا تقل صدمة خالد عنها فيشعر المأذون بأن شينا ما يحدث، ينظر إلى عادل قائلا: هو فى إيه يا عادل بيه، العروسة والعريس مالهم.
عادل: معلش ممكن أستاذن حضرتك نأجل كتب الكتاب
نص ساعة بس، هتكلم معاهم كلمتين
المأذون: مفيش مشكلة، وقت ما تحبوا تبتدوا قولى

ينظر عادل لفاطمة وخالد المصدومان قائلا: أدامى على المكتب، مينفعش نتكلم أدام الناس
يدخل معه خالد، بينما تجر فاطمة رجليها فى حيرة وقلق، وتدخل خلفه هى الأخرى
ينظر خالد لعادل قائلا: عادل، أنا مش فاهم حاجة، مين العريس، هو مش أنت فرحك النهاردة على فاطمة
ينظر عادل إلى فاطمة التى تواليه ظهرها وتنظر إلى الفراغ دون أى كلمة، ويعيد النظر إلى خالد قائلا: يا ابنى، أنت صدقت، فاطمة مين اللى أتجوزها، فاطمة دى اختى الصغيرة، واللي عملته أنا وهى مكنش غير قرصة ودن عشان نربيك، فاطمة عمرها ما هتكون غير ليك يا خالد
ينظر له خالد فى سعادة قائلا: بجد يا عادل، يعنى أنت وفاطمة مش هتتجوزوا، يعنى فاطمة أتفقت معاك على كده عشان تعلمنى الأدب بس، لكن هى هترجعلى مش كده؟

عادل: كده يا أبو الفصاحة، والناس اللى برة دى كلها جايين وعارفين إنهم معزومين على حفلة رجوع جنابك لفاطمة هانم، وأنت دخلت زى أبو العريف، وقعد تقولى أنا هبقى وكيل العروسة، عشان كده الكل كان مستغرب
خالد: طب وكلامك ليا، وحبك ليها طول السنين اللى فاتت، كل ده كان ضمن الخطة؟

ينظر له عادل فى تردد قائلا: أيوا طبعا من ضمن الخطة
فاطمة هتفضل طول عمرها أختى الصغيرة المسؤولة منى، وأنت كمان يا خالد أخويا، زى ما قلت تؤامى
يحتضنه خالد فى شوق قائلا: ياااااه، متتصورش أنا كنت عايش فى كابوس إزاي، ربنا ما يحرمنى من وجودك جنبى يا عادل
ينظر خالد لفاطمة قائلا: خلاص يا فاطمة، دلوقتى نقدر نرجع لبعض يا حبيبتى ولكن فاطمة مازالت تنظر إلى الفراغ دون أى رد، ينظر
خالد لعادل قانلا: هى مالها يا عادل، مش بتقول كانت متفقة معاك على الخطة؟

عادل: فاطمة زعلانة منك يا خالد، بس رغم زعلها عمرها ما بطلت تحبك، ودلوقتى جه دورى، جنابك هتخرج تستنى برة، وأنا هتكلم مع فاطمة وأخرج بيها، عشان أسلمهالك.
يوميء له خالد رأسه فى إمتنان، ويخرج وعيناه معلقتان على فاطمة، تلتفت فاطمة لعادل قائلة: ليه يا عادل، ليه عملت كده؟
عادل: إجابة السؤال ده إنتى جاوبتيها قبل كده يا فاطمة
فاطمة: قصدك إيه؟

عادل: فاكرة لما قولتيلى إن الحب لوحده مش كفاية عشان تكملى مع خالد، أنا كمان أكتشفت نفس الحكااية، حبى ليكى لوحده مش كفاية عشان يخلينا نتجوز، الحب يا فاطمة تضحية وعطاء، ومينفش فى طريق تحقيق الحب ده ندوس على ناس غيرنا، مينفعش يبقى
حبنا إنتقام من ناس تانية، لو أتجوزنا يبقى بنجنى على خالد ووردة، وولادكم، والأهم من ده كله عليكى يا فاطمة، أنا صحيح بحبك، بس حب ميعرفش معنى الإنتقام..

يقترب عادل من فاطمة قائلا: فاطمة، أنا روحت لأيمن وعرفت منه حالات الخوف اللى بتجيلك، وعرفت كمان إنك لسه متعالجتيش منها، وإنك خايفة إنى أبعد عنك لأنك شايفة إنى السند الوحيد اللى فاضلك من أهلك، عشان كده طلبتى منى إننا نتجوز، وأنا عايز أطمنك، مهما حصل يا حبيبتى، هفضل أنا أخوكى الكبير اللى بيدعمك ويسندك، ومهما حصل عمرى ما هتخلى عنك..

فاطمة: طب ليه قولت لخالد إنى مشتركة معاك فى الخطة دى؟
عادل: عشان إنتى كبيرة أوى يا فاطمة، وعايزك تفضلى فى نظر الكل كبيرة، واللى كنتى عايزاه كان هيخسرك ناس كتيرة أوى حواليكى، وأنا مش عايزك تخسرى أى حد
تقترب منه فاطمة قائلة: بس أنت كده بتتوجع أوى يا عادل
عادل: أهون عليا يا فاطمة أتوجع فى حبك وأنت بعيد عنى، ولا إنى أبقى سبب فى وجع ناس تانية ملهاش ذنب، لا وردة ليها ذنب ولا خالد ولا إنتى، فاطمة الوحيد اللى ممكن يساعدك عشان تتعالجى وتكملى المشوار هو خالد، وجوده جنبك هيكون قوة ليكى، وأنا واثق إنه أتعلم الدرس، وعمره ما هيخذلك ولا يوجعك تانى صدقينى.

ويواليها ظهره قائلا: وإذا كان عليا، كل لما أشوفك سعيدة ومبسوطة مع خالد، دا لوحده كفيل يخلينى سعيد، وافتكرى دايما، الحب عمره ما يعرف طريق الانتقام، فهمانى يا فاطمة.
توميء له فاطمة رأسها بالموافقة وتبتسم فى وسط دموعها، ينظر لها عادل فى حب قائلا: ممكن بقى العروسة تمسح دموعها، عشان الغلبان المتشحتف ده، وياريت تمسكوا نفسيكم شوية، مش كل شوية تطلقوا، وأتبهدل أنا فى النص..

تضحك فاطمة رغما عنها، فيأخذها عادل ويخرج بها، فتنظر لخالد فى إشتياق لم تستطع إخفاؤه، ويبادلها هو نظرات الحب والشوق، ليقطع نظراتهم صوت عادل
قائلا: إيه يا أخينا، المأذون الأول وبعدين حبوا فى بعض براحتكم
وبالفعل يتم عقد قران فاطمة وخالد من جديد بعد ما كان عادل هو وكيلها للمرة الثانية، ويشهد كلا من شادى وحسام على عقد الزواج، لتطلق بعدها غالية الزغاريد...

تدخل وردة ومعها زهرة فى اللحظة التى يقول فيها المأذون: بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير..
 لتتسع عينيها وهى ترى أن العريس هو خالد وليس عادل، تقترب منهم وردة قائلة: هو إيه اللى بيحصل، أنا مش فاهمة حاجة
وتنظر لخالد قائلة: هو مين العريس يا خالد؟
يضم خالد فاطمة من كتفيها إليه قائلا: إنتى شايفة إيه يا وردة؟
تنظر لهما وردة فى تردد قائلة: يعنى أنت... وفاطمة.. رجعتوا لبعض، طب وعادل؟

ينظر لها عادل قائلا فى مرح: عادل يا ستى راجل متجوز
طب بذمتك اللى يتجوز مرة، يغلط الغلطة دى تانى، وبعدين ينفع الباشا اللي جاى فى السكة ده يجى يلاقي
أبوه بيتجوز، دا حتى صورتى كأب تتهز أدام الواد
تنظر له وردة فى حيرة قائلة: عادل أنا بجد مش فاهمة حاجة؟
عادل: هتفهمى كل حاجة يا وردة، وهتكلم معاكى وأعرفك كل اللي عايزة تعرفيه بعد الفرح لما يخلص
وردة: اللى عايزة أعرفه أنت لغيت جوازك بفاطمة، ولا مكنتش ناوى تتجوزها من الأول؟

عادل: ما أنا عارفك مش هتصبرى، طب تعالى ندخل نتكلم فى المكتب
يدخل عادل ومعه وردة إلى المكتب، بينما يخرج خالد مع فاطمة إلى الشرفة، ينظر خالد إلى فاطمة فى حب
قائلة: أخيرا رجعتيلى يا فاطمة، متبعديش عنى يا فاطمة تانى
فاطمة: متوجعنيش تانى يا خالد، أنا كل لما ببعد عنك بيبقى غصب عنى، حاول دايما تفهمنى وتقرب منى
خالد: طب ممكن أسألك سؤال، إنتى فعلا تعافيتى من حبى زى ما قولتيلى؟

فاطمة: خالد أنا عمرى ما فكرت أتعافى من حبك، لأن حبك مش مرض، أنا بحاول أتعافى من خوفى المرضى إن حبك يضيع منى، لكن أنا عمرى ما هفكر أحب غيرك، أنا قولتهالك قبل كده، أنت بالنسبة لى حب الطفولة والمراهقة والشباب، حب الزوج والأخ والأب
يقبل خالد يدها قانلا: وأنا بحبك، وأوعدك هتبقى جوا قلبى وعينى، وهفضل معاكى لحد ما تنسى أى خوف جواك.

وفى المكتب:
تنظر وردة لعادل فى صدمة قائلة: يعنى إيه، يعنى كل ده لعبة عشان تربوا خالد، يعنى أنت مش ناوى تتجوز فاطمة
عادل: يا وردة، أنا قولتهالك قبل كده، فاطمة لخالد وبس، وعمرها ما هتكون لحد غيره، إنتى اللى عمرك ما فهمتى الحقيقة دى
وردة: أيوا بس فى حقيقة كمان وهى حبك لفاطمة.
عادل: والحقيقة الأهم إنى أخترتك إنتى، وإن رغم الحب ده عمرى ما تخيلت حياتى غير معاكى إنتى، وقولتلك إنى هحاول أنسى حبها، وكنت واثق إنى هنسي، كنت عارف إن حبك ومرحك والحياة الجميلة اللى هتخلقهالى كفيلة تنسينى أى حاجة ن وتربطنى بيكى أكتر وأكتر..

وردة: يا سلام، وإيه اللى حصل، مقدرتش انسيك؟
عادل: طب أنا مش هرد، خليكى إنتى اللى تردى، بذمتك من ساعة ما أتجوزنا وإنتى وردة اللى أنا خطبتها وحبتها، وردة اللى كان كلها حيوية ونشاط ومرح، بتأوح فى الكل، إنتى من ساعة ما أتجوزنا وعلطول قلبالى البوز شبرين، وبتاخدى أقل حاجة بحساسية، يا
وردة أنا كنت بفكر ألف مرة وأنا راجع البيت، لأن عارف الدراما اللى كنتى بتقابلينى بيها، ودى أصعب حاجة على الراجل.
وردة: يعنى أنا السبب إنك مقدرتش تنساها؟

عادل: يا حبيبتى الرسول عليه الصلاة والسلام حذر أى ست إنها تتكلم أدام جوزها عن واحدة تانية، إنتى مكنتيش بتعملى حاجة غير إنك تفتحى سيرة فاطمة عمال على بطال أدامى، وتلقحى بالسر اللى حكتلك عليه، ما طبيعى الموضوع يفضل فى دماغى، هنساه بأمارة إيه، لكن لو كنتى من أول يوم جوازنا نسيتى الموضوع وكأنه لم يكن ونسيتى أى كلام قولتهولك عنه، وتعاملتى بطبيعتك الجميلة اللى أنا حبتها، أكيد كنت هتساعدينى بدل ما كنتى بتحاربينى، أنا بحبك يا وردة، صحيح مش زى ما حبيت فاطمة، بس حبى ليكى حب مختلف، حب الحلال والشرة الطيبة، وصدقينى لو ساعدتينى الحب دا هيكبر ويملى أى فراغ موجود.

تنظر له وردة فى ضيق قائلة: بتحبنى صح، بدليل إنك مكنتش عايز تخلف منى، ورحت تتجوز عليا وتخلف ولد وبنت، مش كده؟
يضحك عادل قائلا: ولو إنى نفسى أفضل شايفك بتاكلى فى نفسك كده، عشان أفش غلى فيكى فى ظنك فيا، بس هريحك برضه وأقولك الحقيقة، يا ستى شهاب وفاطمة دول يبقوا...
ولكن يقطع حديثهما صوت ضرب نار، ليخرجا الأثنان فى فزع، ويزداد فزعهم حين يروا الجميع يهرولون تجاه فاطمة وخالد فى الشرفة، ليجد غادة تقف أمامهم وتحمل فى يدها مسدس وتصوبه تجاه فاطمة

يصرخ خالد فى غادة قائلا: بتعملى إيه يا مجنونة؟
غادة: بعمل اللي كان المفروض أعمله من زمان، من أول يوم شفتها فيه، وأنا عارفة إنها هتكون سبب تدمير حياتى، مستحيل أخليكم تتهنوا ببعض مهما حصل، مستحيل أسيبها تنتصر عليا وتاخد منى كل حاجة عادل: سيبى المسدس يا غادة، إنتى كده هتودى نفسك
فى داهية؟
غادة: خايف عليا يا أخويا، ولا خايف عليها، أصل حتى أقرب الناس ليا بقت وخداهم لحسابها، خدت الكل من حواليا، ومخلتليش حد معايا.
تبكى غالية قائلة: يا بنتى الله يهديكى، ارمى اللى فى إيدك، دى مهما كان بنت خالك
غادة: بنت خالى آه، خالى اللى كبرتينا على عدواته وكرهه، وفجأة عايزة تزرعى جوايا الحب من ناحيته هو وبنته، عموما خلص الكلام وتضغط على الزناد قائلة: وجه وقت الحساب.

لتنطلق الرصاصة تجاه فاطمة، فيتفاجيء الجميع بسقوط فاطمة فى حضن خالد ويسقط عادل الصغير فى نفس اللحظة، يصرخ الجميع بينما تصرخ غادة وهى تركض نحو ابنها قائلة: عادل يا حبيبى، إيه اللى حصل، مين اللى عمل كده؟
عادل الصغير: دا ذنب ماما فاطمة اللى حضرتك عايزة تموتيها، مش قولتلك يا ماما، أى حاجة هتعمليها هنتحاسب عليها، أنا مش زعلان إنى هموت، عشان على الأقل أخر حاجة هشوفها هى حضنك يا ماما، أصله كان واحشنى اوى بقالى كتير نفسى أترمى فيه
تظل غادة تبكى وهى تحتضن عادل ابنها، وتصرخ قائلة: متسبنيش يا عادل، لا يا ابنى، متموتش وتسيبنى، دا أنت أخر أمل ليا فى الدنيا...

وفى الجهة الأخرى، يحتضن خالد فاطمة ودماءها تغرق ملابسه، يبكى خالد قائلا: لا يا فاطمة، متروحيش وتسيبينى، مش يوم ما ترجعيلى تمشى وتسيبينى.
ينظر عادل إلى فاطمة وعادل الصغير وتنزل دموعه رغما عنه، يأتى رجال الإسعاف ليحملا كلا من فاطمة وعادل الصغير، وتأتى الشرطة بعد أن ألقى حراس الفيلا القبض على من أطلق النار على عادل، وتقبض عليهم ومعهما غادة التى لا تشعر بأى شيء يحدث
حولها من أثر الصدمة.

فى المستشفى:
يقف الجميع أمام غرفة العمليات فى قلق شديد، يستند خالد برأسه على الحائط وهو يبكى، تقترب منه وردة قائلة: هتقوم بالسلامة إن شاء الله يا خالد، متخافش
خالد: خايف أوى يا وردة تضيع منى، بعد ما صدقت ترجعلى تلنى
وردة: هترجع يا خالد، مش ليك بس لينا كلنا
يقف عادل صامت دون أى رد فعل، ولكن دموع قلبه أصعب من أى دموع تخرج من العين، وبجانبه غالية تبكى هى الاخرى، ومعهما زهرة وشادى وحسام، الكل ينتظر خروج الطبيب
يخرج الطبيب بعد عدة ساعات، فيركض الجميع إليه فى لهفة، ينظر إليه خالد قائلا: فاطمة عاملة إيه يا دكتور، أرجوك طمنى؟

الطبيب: متقلقش، مدام فاطمة كويسة جدا، والرصاصة جت سطحية، ومصابتش أى جهاز حيوى
خالد: الحمد لله، الحمد لله
ينظر إليه عادل فى تردد قائلا: طب وعادل يا دكتور، أخباره إيه؟
ينظر إليه الطبيب فى حزن قائلا: ربنا يتولاه برحمته
عادل: يعنى إيه يا دكتور، هو حالته خطيرة للدرجة دى؟
الطبيب: للأسف، الولد مولود بكلية واحدة، والرصاصة جت فى الكلية التانية دمرتها، ومفيش وقت حتى ندور على حد مناسب يتبرعله بكليته.

يضع خالد يده مكان كليته قائلا: الله يرحمك يا عمى عاصم
عادل: أنا ممكن أتبرعله بكليتى
الطبيب: خلاص أعمل التحاليل الازمة يمكن..
يتركهم الطبيب ويغادر، يضع خالد يده على كتف عادل
قائلا: إن شاء الله ربنا هينجيه يا عادل.

فى النيابة:
تجلس غادة أمام وكيل النيابة، وهى تنظر إلى الفراغ دون أى رد فعل، وكأن صدمة إصابة ابنها قد ألجمتها، ينظر إليها وكيل النيابة قائلا: وبعدين يا غادة، لازم تتكلمى وتقولى إيه اللى حصل، سكوتك ده مش ولكن دون جدوى، تظل غادة صامتة وتنظر إلى الفراغ.

فى غرفة فاطمة:
ترقد فاطمة على السرير، وبجانبها خالد، تفتح فاطمة عينيها فى ضعف، فيقبل خالد يدها قائلا: حبيبتى، ألف حمدا لله على السلامة، كنت هموت يا فاطمة لو كان جرالك حاجة.
تنظر له فاطمة فى ضعف قائلة: عادل يا خالد، عادل عامل إيه؟
خالد: ربنا ينجيه يا فاطمة.

فى غرفة الطبيب:
يصرخ عادل قائلا: يعنى إيه يا دكتور، يعنى خلاص ابن أختى هيموت، أرجوك أعمل أى حاجة
الطبيب: أنا عملت كل اللى أقدر عليه يا استاذ عادل، وتحاليلك للأسف موافقتش جسمه
عادل: خلاص يبقى نسفره برة
الطبيب: للأسف الحالة مش هتتحمل تسافر، الأمل الوحيد إننا نلاقى متبرع فى وقت قياسى، وكليته توافق جسم الولد
تضع وردة يدها على كتف عادل قائلة: اهدى يا عادل، وإن شاء الله هيقوم بالسلامة.

بعل مرور يومين:
تجلس فاطمة فى غرفتها مع خالد وعادل، وأمامها وكيل النيابة يأخذ أقوالها، ينظر وكيل النيابة لفاطمة قائلا: يعنى إنتى بتنفى إن المتهمة غادة الصفدى حاولت تقتلك فاطمة أيوا يا أفندم، غادة كانت بتحاول تدافع عن عادل أدام المجرم ده، خرجت الرصاصة غلط، وجت فيا.

ينظر عادل لخالد فى صدمة من حديث فاطمة، بينما يكمل وكيل النيابة حديثه قائلا: أنا طبعا متفهم إن الموضوع فى جزء عائلى، لأن المتهمة تبقى بنت عمتك، بس برضه أنا هشوف شغلى، وبما إنك نفيتى التهمة عنها، فأنا مضطر أفرج عنها.
عادل: طب بالنسبة للمجرم اللى ضرب نار على عادل الصغير؟

وكيل النيابة: المتهم أعترف إن علوان جوز غادة هو اللى حرضه يقتل ابنها، عشان يحرق قلبها عليها
عادل: أدى أخرة دماغها اللى مكنتش بتسمع غير نفسها.
يخرج وكيل النيابة من غرفة فاطمة، بينما ينظر خالد
لفاطمة قائلا: ليه عملتى كده يا فاطمة، غادة تستحق الحبس، ليه تخرجيها بعد ما كانت عايزة تقتلك؟
فاطمة: ليه؟! بتسألنى ليه يا خالد؟! عشان حاجات كتير أوى، عشان غادة تبقى أم رضوى بنتك، تفتكر لو غادة أتحبست أو حتى أتعدمت، بنتك هتعرف ترفع راسها تان لما تكبر وتنظر لعادل قائلة: وعشان غادة تبقى أخت عادل، تفتكر عادل ميسحقش تضحية منى زى دى عشان أحافظ على اسمه وسمعته.

ينظر عادل لخالد قائلا: هى دى فاطمة الحديدى
تكمل فاطمة حديثها قائلة: وعشان حاجة كمان، عشان أخر درس هديه لغادة
دخل الطبيب قاطعا حديثهم قائلا: ها يا مدام فاطمة، جاهزة؟
ينظر كلا من خالد وعادل إليه فى إستفهام وتعجب.
خالد: جاهزة لايه يا دكتور؟
الطبيب: مدام فاطمة صممت تعمل التحاليل عشان تتبرع لعادل بكليتها، والحمد لله تحاليلها وافقت جسمه، ويادوب نلحق ننقل الكلية، وربنا يستر ونلحق فى الوقت المناسب
ينظر عادل لفاطمة فى صدمة قائلة: إنتى عملتى ايه يا فاطمة، إنتى هتتبرعى لعادل ابن غادة بكليتك؟

فاطمة: آه يا عادل، مستغرب ليه، عادل دا زى حسن ابنى، وبعدين أنا مبعملش كده عشان عادل وبس.
ينظر لها عادل فى إستفهام، لتكمل حديثها وهى تنظر لخالد قائلة: أنا بعمل كده لسبب أهم، دين بدأه أبويا قبل كده، والنهاردة جيت أكمله من بعده، واللى ربطه أبويا زمان، النهاردة أنا جاية أقويه، عادل هيقوم وربنا هينجيه إن شاء الله، بس مش عشانى ولا عشان غادة، عشان يكمل القصة اللى بدأتها أنا وخالد.

خالد: إنتى قصدك إيه يا فاطمة؟
فاطمة: وهى دى الإجابة يا خالد... فاطمة.
تنتقل فاطمة إلى غرفة العمليات ومعها عادل الصغير، وتظل داخل العمليات فترة طويلة، وفى الخارج ينتظرها خالد وعادل فى قلق ومعهما وردة التى جاءت بعد أن علمت بالخبر، وبعد عدة ساعات يخرج الطبيب ليطمئنهم بنجاح العملية، وإنقاذ عادل الصغير الذى شاء الله أن يعود مرة أخرى للحياة.

فى اليوم التالى:
تجلس غادة فى إحدى السجون شاردة وهى تبكى، يناد عليها أحد العساكر، فتستجيب لنداءه، وتتوجه لغرفة وكيل النيابة، ينظر إليها وكيل النيابة قائلا: مدام غادة إحنا هنفرج عنك، لأن مدام فاطمة نفت عنك تهمة الشروع فى القتل، تقدرى حضرتك تخرجى بالسلامة.
تنظر له غادة فى صدمة قائلة فى نفسها: معقولة، فاطمة نفت عنى التهمة وخرجتنى براءة.
تجر غادة رجليها بصعوبة إلى الخارج لتتقابل بعادل، تنظر له غادة قائلة: ابنى يا عادل، خلاص راح؟؟

عادل: اطمنى يا غادة، ابنك بخير، وربنا نجاه، والسبب يرجع لفاطمة بعد ربنا.
تنظر له غادة فى صدمة قائلة: فاطمة؟!
عادل: أيوا فاطمة أتبرعت بكليتها لأبنك، ولولا كده كان زمانه راح
تنظر له غادة فى صدمة قائلة: اضربنى بالقلم يا عادل
عادل: إنتى بتقولى إيه يا غادة؟
غادة: بقولك اضربنى بالقلم، عشان تفوقنى، اضربنى بالقلم على كل لحظة مصدقتش كلامكم عن فاطمة.
يحتضنها عادل فتنهار باكية فى حضنه.

فى المستشفى:
تجلس وردة مع فاطمة وتظل تتحدث معها فى ضحك من فاطمة، تنظر لها فاطمة قائلة: كفاية يا وردة ضحك، أنا لسه عاملة عملية
وردة: يا أختى هو لا نكد نافع ولا ضحك نافع، أضحكى الواحد تعب من كتر النكد
فاطمة: على رأيك
تنظر لها وردة فى جدية قائلة: سامحينى يا فاطمة، سامحينى على كل لحظة جرحتك فيها من غير ما يكون ذنب.
فاطمة: صدقينى يا وردة، معرفش مين اللى المفروض يسامح مين، كل اللى أعرفه إننا لازم كلنا ننسى، ونبدأ من جديد، ونرمى ورانا كل اللي فات
وردة: عندك حق

يقطع حديثهما صوت عادل قائلا: يا صباح النم ورغى الستات، جايبين فى سيرة مين؟
فاطمة: متخافش، بطلنا نتكلم عليكم، طمنى الأول عادل عامل إيه؟
عادل: زى الفل الحمد لله، وكلها كام يوم تخرجوا أنتوا الأتنين بالسلامة
يقطع حديثهما صوت هاتفه، يجيب عادل ثم يبدو على ملامحه القلق قائلا: إيه.. من إمتى الكلام ده؟... طب ليه مكلمتنيش؟... أنا جاى حالا.
يغلق عادل هاتفه، وينظر لفاطمة ووردة قائلا: أنا لازم أمشى، بلغونى إن شهاب حرارته عالية أوى ولازم يروح المستشفى
وردة: استنى يا عادل، أنا جاية معاك.

فى المستشفى:
يقف عادل أمام غرفة الكشف، ويبدو على ملامحه القلق، وبجانبه وردة، يخرج الطبيب من غرفة الكشف قائلا.
الحمد لله، قدرنا نسيطر على الحرارة، هيتحجز بس معانا لبكرة عشان نطمن عليه لو عليت تانى
عادل: الحمد لله،يعنى مفيش أى خطورة عليه يا دكتور
الطبيب: إطلاقا، ممكن اسم الطفل بس عشان اتمم إجراءات حجز الأوضة
عادل: اسمه شهاب إسماعيل السيد
تنظر وردة لعادل فى تعجب، وتنتظر إلى أن يغادر.
الطبيب، فتنظر لعادل قائلة: عادل، هو شهاب مش ابنك.

عادل: لايا وردة، لا شهاب ولا فاطمة يبقوا ولادى
وردة: أمال إزاى بيقولولك يا بابا
عادل: تعالى معايا يا وردة نقعد فى كافتيريا المستشفى، وأنا هقولك على كل حاجة.

يتوجه عادل ووردة الى كافيتريا المستشفى، ينظر عادل لوردة قائلا: شهاب وفاطمة بيقولولى يا بابا لأنهم ميعرفوش أب غيرى، من حوالى ست سنين كان بابا ساعتها تعبان أوى، رحت معاه المستشفى، وفى أثناء ما كنت خارج من المستشفى شفت ست غلبانة قاعدة أدام المستشفى عمالة تعيط، قربت عليها وسألتها مالك ، قالتلى إن بنت ابنها بعدد ما ولدت ولد وبنت تؤام جالها تلوث عشان والدة فى مستشفى حكومى، والتلوث أتحول لفيروس فى الدم، والدكاترة قالولها لازم تروح مستشفى خاصة يبقى فيها تجهيزات، وعرفت منها إن ابنها اللي هو ابو الولاد مات قبل ما تود مراته بشهر فى حادثة على الطريق لأنه كان سواق، ساعتها خدتها ورحت حجزت لمرات ابنها فى المستشفى اللى بابا بيتعالج فيها، لكن كان متأخر، لأن مرات ابنها هى كمان كانت ماتت، فضلت اراعى الست العجوزة بولاد ابنها وشوف طلباتهم، لحد ما طلبت منى فى يوم إنها هتكتبلى وصايتهم بعد لما تموت، لأن ملهومش حد غيرها، وزى ما يكون قلبها حاسس ماتت بعدها سنة، وبقى شهاب وفاطمة ولادى بعد ما بقيت متكفل بيهم...

وردة: ياااااه، طب ليه مقولتليش كل ده يا عادل؟
عادل: خفت أجرحك يا وردة، خفت تربطى كفالتى بيهم بتأخير حملك، مش بقولك إنتى كنتى واخدة كل حاجة معايا بحساسية
وردة: وأساميهم أنت اللى سميتها؟
عادل: ابنتى بقولك أنا شفتهم بعد ما أتولدوا بفترة، يعنى كانوا أتسموا أصلا، فاطمة دا اسم صدفة مش أكتر، وعلفكرة دا كان اسم الست العجوزة جدتهم، كان اسمها فاطمة والبنت اتسمت على اسمها.

وردة: عشان كده مكنتش عايز تخلينى أخلف؟
ينظر عادل إلى أسفل قائلا: لا يا وردة، أنا مكنتش عايزك تخلفى عشان إنتى مريضة قلب.
تنظر له وردة فى صدمة قائلة: أنت بتقول إيه يا عادل؟ أنا معنديش القلب.
عادل: للأسف هى دى الحقيقة، لما روحنا نعمل تحاليل الجواز، الدكتور شك ساعتها، وطلب منى اعملك اشعة على القلب، وساعتها انا كمان عملت معاكى اشعه، عشان متحسيش بأى فرق، وأتأكدنا ساعتها إن قلبك ضعيف وميستحملش حمل ولا ولادة، كنت مرعوب من اللحظة اللى هواجهك فيها، لكن جت من عند ربنا والحمل أتأخر، عشان كنت بتهرب منك عشان منروحش نكشف، ولما عرفت إنك حامل عرفت إن المواجهة هتحصل هتحصل، مفيش إنسان ميتمناش يبقى أب، بس إنتى حياتك أهم عندى من إنى أبقى اب.

تنظر له وردة فى صدمة قائلة: يعنى إيه يا عادل، أنا هموت
يمسك عادل يدها قائلا: لا يا وردة، أنا هفضل جنبك وهنتابع مع الدكتور كل لحظة وإن شاء الله ربنا هيقومك بالسلامة وأنا عمرى ما هتخلى عنك.
وردة: بجد يا عادل؟
عادل: بجد يا وردة، انا فعلا بحبك، أرجوكى ساعدينى نكبر نبتة الحب ده
وردة: أوعدك يا عادل.

بعد مرور عدة أيام
تدخل فاطمة فيلا خالد وهى تستند عليه، وبجانبها عادل يسند عادل الصغير، يستقبلها الجميع فى إنتظارها، غالية ووردة وزهرة وحسام وشادى ومعه زوجته حنان، يركض جميع الأطفال نحو فاطمة ويحتضونها، وبعدها يركضوا نحو عادل الصغير، ينظر خالد لفاطمة قانلا: نورتى بيتك يا حبيبتى
فاطمة: أخيرا، البيت وحشنى أوى يا خالد، والولاد كمان وحشونى أوى
خالد: علفكرة خالك يوسف كلمنى يطمن عليكى، دا كان عايز ينزل عشان يشوفك
فاطمة: بلاش كفاية عليه مشاغله، وكمان صحته مبقتش زى الأول
عادل: اسمعوا يا جماعة، بمناسبة لم الشمل قررت إنى أعملكم حفلة، بس المرة دى حفلة من ترتيبى أنا تضع وردة يدها فى ذراعه قائلة، أنت تانى، أنت مبتحرمش...

عادل: يا بنتى خلى عندك ثقة فى جوزك شوية
حسام: طب أنا عندى إقتراح، إيه رأيك الحفلة دى تبقى حفلة جوازى أنا وزهرة
فاطمة: فكرة حلوة أوى يا حسام تقاطعه زهرة قائلة: يا سلام لا طبعا، ومين قالك إنى موافقة، أنا لسه بفكر علفكرة
تقترب منها وردة هامسة: أنا رأيي توافقى، لأحسن عرفت إن فى سكرتيرة جديدة أتعينت عينيها منه
تشهق زهرة قائلة: أنا موافقة علفكرة، روح هات المأذون، قصدى روح هات بابا، يووووووه روح كلم بابا
يركض حسام فى سعادة قائلة: فريرة، دا أنا ما صدقت..

يقطع ضحك الجميع دخول غادة، فيسكت الجميع وينظرون إليها، يقف خالد أمام فاطمة فى مواجهة غادة
قائلا: غادة، المرة دى مش هسمحلك تأذى فاطمة تانى..
تنظر له غادة فى حزن قائلة: متخافش يا خالد، انا جاية المرة دى أعتذر لفاطمة وتنظر لفاطمة قائلة: أنا أسفة يا فاطمة، أسفة إنى
مفهمتكيش صح طول السنين اللى فاتت، أسفة إنى خليت الحقد والسواد يعمونى عن حقيقتك، مكنتش شايفة اللي الكل كان شايفه، أنا كل اللي طالباه منك تسامحينى، ممكن يا بنت خالى تسامحينى، وأنا أو عدك هبعد عن حياتكم للأبد.

تبتسم لها فاطمة قائلة: أنا مسمحاكى يا غادة، مش بس لأنك بنت عمتى، لأنك أخت عادل، وأم رضوى وعادل، مسمحاكى، بس عايزة أقولك متبعديش خليكى وسطينا، واعرفى إن كل اللى حصلك ده، بسبب إنك كنتى بعيد عننا...
توميء لها غادة بالموافقة، وتبتسم فى رضا.
يتجمع الكل إحتفالا بلم الشمل، تجلس فاطمة بعيدا وهى تنظر للجميع وبجانبها خالد، يمسك خالد يدها قائلا.
متخافيش، كل حاجة هتعدى وهتبقى كويسة، وأنا هفضل جنبك لحد ما كل الأزمات تعدى.

فاطمة: ياريت يا خالد، اريت تفضل جنبى علطول توطدت العلاقة بين عادل ووردة التى عادت إلى مرحها وحاولت بقدر المستطاع أن تكسب قلب زوجها وأصبحت أما حقيقية لشهاب وفاطمة، وفى إنتظار حضور المولود الجديد فى قلق منها هى وعادل، أما عن المجنونين حسام وزهرة فقد تزوجا وعاشا فى قمة سعادتهما، غادة عادت إلى بيت والدها لتعيش مع أمها وأخوها، أما عادل الصغير فكان يتنقل بين بيت خالد وبيت أمه حتى يكون بجوارها وفى نفس اللحظة لا يغادر قلبه الذى يتركه مع فاطمة الصغيرة، يواظب خالد على حضور الجلسات النفسية مع فاطمة، والتى تحسنت عليها بشكل كبير خاصة بوجود خالد معاها.

فى عيادة دكتور أيمن:
يجلس أيمن على المكتب، فيدخل عليه عادل، ينظر له
أيمن فى تعجب قائلا: أهلا يا عادل، مصدقتش الممرضة لما قالتلى إنك هنا، خصوصا وإن فاطمة خلاص خفت ومبقتش محتاجة لجلسات.
عادل: لا ما أنا المرة دى مش جاى عشان خاطر فاطمة
أيمن: أمال جاى عشان إيه يا عادل؟
عادل: جاى عشان يا دكتور... أنا عايز أتعافى من حب فاطمة الحديدي!!

وإلى هنا ينتهى الجزء الثانى من عاشق المجهول
( حب لا يعرف الإنتقام )
وإلى اللقاء فى الجزء الثالث من عاشق المجهول
( حب لا يعرف الوفاء)
أمنين الريحانى

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة