قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الرابع والعشرون

رواية عاشق المجهول ج2 للكاتبة أمنية الريحاني كاملة

رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الرابع والعشرون
( حب لا يعرف الانتقام )

فى شقة خالد:
يجلس خالد فى شقته القديمة وسط ذكرياته مع أمه وعاصم، ولم تخلو الذكريات من وجود فاطمة التى لازالت بطلة ذكرياته وأحلامه، يقطع شروده صوت جرس الباب، ينظر خالد إلى الساعة فى تعجب قائلا: مين اللى هيجى دلوقتى؟!
ويذهب ليفتح الباب، ليتفاجيء بوجود عادل أمامه ويبدو عليه القلق والزعر، ينظر له خالد فى قلق قائلا: فى إيه يا عادل مالك؟
ينظر له عادل فى خوف قائلا: فاطمة يا خالد، مش لقينها، عادل أتصل بيا وقالى أنه سمع دوشة فى أوضتها، وبعدها خرجت وميعرفش راحت فين؟

ينظر له خالد فى قلق سريعا ما يتحول إلى هدوء قائلا: طب أقعد وخد نفسك.

عادل: أقعد وأخد نفسى إيه، بقولك فاطمة أختفت ومش عارفين راحت فين.
خالد: ما تبالغش بس يا عادل، أنت عارف فاطمة، تلاقيها راحت هنا ولا هنا
عادل: أبالغ؟! أنت إيه البرود اللى أنت فيه ده، أنا عشان عارف فاطمة قلقان عليها وخايف تكون عملت حاجة فى نفسها
خالد: متقلقش، مش هتعمل حاجة فى نفسها
ينظر له عادل فى شك قائلا: خالد هو انت عارف فاطمة راحت فين؟

خالد: لا مش عارف بمعنى عارف، بس متوقع تكون راحت عند الشخص اللى كانت بتقابله وهى متجوزانى وهنا أنفجر بركان الغضب الخامد بداخل عادل قائلا: لحد هنا وكفاية يا خالد، مش هسمحلك بكلمة واحدة، أنا عارف إن اللى بتتكلم عليها دى مبقتش مراتك، بس كنت متخيل إنها على الأقل هتفضل فاطمة، طمطم اللى أتربت على إيدك، اللى فتحت عينيها متعرفش غير حبك فاطمة اللى كنت بالنسبة لها الأمان والثقة، لكن دلوقتى بس أكتشفت إن كان عندها حق لما طلبت تنفصل عنك، صحيح مش كل شخص بتحبه ينفع تكمل معاه، فاطمة يا بيه الى بتهين فى شرفها وعرضها دلوقتى، كانت بتموت الأيام اللى فاتت وهى مش متخيلة حياتها من غيرك، فجاة حست إنها مش عارفة تعيش وأنت بعيد عنها، فاطمة اللى كانت بتنام وهى حاضنة قميصك اللى فيه ريحتك لمجرد إنها عايزة تحس بوجودك جنبها، بس للأسف مصدر الأمان ليها طلع وهم وسراب.

ينظر له خالد فى صدمة من حديثه، ليكمل قائلا: أنا قلقان على فاطمة لأن الحالة اللى شوفتها فيها ممكن تخليها تعمل أى حاجة فى نفسها، فاطمة بعد ما طلقتها مكنتش فى حالتها الطبيعية.
ويقترب منه عادل ويمسكه من قميصه قانلا فى صراخ: إحنا لقينا دم فى أوضتها، فاهم يعنى إيه، يعنى فاطمة ممكن تكون موتت نفسها، ممكن تكون أنتحرت، أنت فاهم.

ينظر له خالد فى صدمة قائلا: أنت بتقول إيه؟
عادل: بقولك لو فاطمة بنت خالى حصلها حاجة عمرك مش هيكفينى يا ابن عمتى
ويتركه عادل ويغادر.
ينظر خالد لأثره فى صدمة وكأن كلام عادل كان الصاعقة التى أعادت إليه وعيه، ويضع وجهه بين كفيه قائلا: لا فاطمة لا، فااااطمة.
ظل عادل طوال الليل يبحث عن فاطمة فى الشوارع والمستشفيات، ولكن دون أن يجدها.

وفى الصباح:
تجلس وردة مع زهرة وأبوهما وأمهما يتناولان الإفطار ليجدوا جرس الباب يدق، ينظر لهم والد وردة فى تعجب قانلا: خير اللهم أجعله خير، مين اللى جاى على الصبح كده؟!
يفتح الباب، ليتفاجنوا بعادل ويبدو عليه القلق، ينظر الجميع له فى قلق ما عدا وردة التى لا تنظر إليه
والد وردة: صباح الخير يا عادل
عادل: صباح النور يا عمى، أسف إنى جيلكم الصبح كده
والدة وردة: لا يا ابنى دا بيتك.

والد وردة: خير يا ابنى فى حاجة؟
ينظر عادل تجاه وردة التى تتجاهل النظر إليه، فيفهم الجميع أنه يريد الإنفراد بها، وينسحبوا جميعا لإعطاء هم الفرصة للحديث.
ينظر عادل إلى وردة قائلا: إزيك يا وردة؟
تتحاشى وردة النظر إليه قائلة: أخر ما أفتكرت.
عادل: كنت بديكى فرصة تفكرى كويس وتاخدى قرارك من غير أى ضغط.

تنظر له وردة فى سخرية قائلة: أخد وقتى، ولا ما صدقت
عادل: ما صدقت؟! لا يا وردة أنا مصدقتش، بس إنتى بنيتى أوهام فى دماغك، ومكنش عندك أى إستعداد تسمعى ولا تشوفى غير اللى دماغك، عشان كده حبيت أديكى وقتك عشان تهدى.
وردة: وإيه اللى جابك، ولا وقتى خلص؟
عادل: انا جاى أسألك على فاطمة.
وردة: فاطمة؟!

عادل: أيوا يا وردة، فاطمة مش عارفين عنها حاجة من إمبارح، وقلبنا عليها الدنيا ومش لقيناها، وإنتى صاحبتها الوحيدة، فقولت ممكن تكون جتلك.
تنظر له وردة فى يأس قائلة: أنت جايلى دلوقتى تسألنى على فاطمة، يعنى طول الأيام اللى فاتت مسألتش عليا ولا على ابنك، ودلوقتى جايلى عشان تسأل على فاطمة.
عادل: وردة أنا...

تقاطعه وردة صارخة: اطلع برة يا عادل
ينظر لها عادل فى صدمة، فتكمل قائلة: مسمعتنيش، بقولك أطلع برة، وورقة طلاقى توصلنى، يا إما هروح وأرفع عليك قضية خلع، وساعتها هقول كلام معتقدش تحب حد يسمعه.
ينظر لها عادل فى حزن،ويهم بالخروج، فتوقفه قائلة: عادل، لو لقيت فاطمة قولها إن عمرى فى حياتى ما كرهت حد قد ما كرهتك أنت وهى.

فى فيلا خالد:
يدخل عادل إلى الفيلا ويبدو عليه الإرهاق، تركض إليه غالية فى قلق قائلة: لقيتها يا عادل؟
عادل: لا يا ماما، لفيت عليها كل المستشفيات وكل حتة ممكن تروحلها وملقتهاش
تجلس غالية وهى تبكى قائلة: يا حبيبتى يا بنتى، طول عمرك مش عارفة تفرحى، من يوم ما أتولدتى فرحتك مكسورة يا بنتى، هتروحى منى زى ما أبوكى راح، يارب متوجعش قلبى عليها.
وتضع يدها على قلبها فى آلم، فيقترب منها عادل قائلا: اهدى يا أمى أرجوكى، أنا مش حمل تتعبى منى إنتى كمان، إحنا كلنا محتاجينك دلو قتى.

تنظر له غالية فى بكاء قائلة: بنت خالك ضاعت يا عادل
عادل: لا يا ماما، فاطمة مضاعتش، فاطمة هترجع، وأنا مش هيغمضلى جفن غير لما ألاقيها.
ليقطع حديثهم صوت من خلفهم قائلا: قصدك نلاقيها يا عادل
يلتف خالد للصوت فى تعجب، ليجده خالد الذى ينظر لغالية قائلا: أنا عارف إنك زعلانة منى يا مرات خالى، بس أوعدك إن هرجعلك فاطمة، وهصلح كل حاجة، وكل حاجة هترجع زى الأول وأحسن.

غالية: بجد يا خالد؟
خالد: بجد
ينظر خالد لعادل قائلا: عادل، خد مامتك ترتاح دلوقتى عشان شكلها تعبان، وأنا هفضل مع الولاد اخد بالى
عادل: متأكد إنك مش محتاج حاجة؟
خالد: لو أحتجت هكلمك أكيد.
ويقترب منه وهو يبتسم قائلا: هو أنا ليا مين غيرك، وبعدين دادة كريمة والشغالين معايا متقلقش.
يغادر عادل مع غالية ويتركا خالد مع الأولاد
يدخل خالد غرفة جاسر ليجده يبكى على سريره، يقترب منه خالد قائلا: جاسر حبيبى، فى راجل بيعيط.

جاسر: أيوا فيه، هو مش حضرتك عيطت لما ماما مريم ماتت.
ينظر له خالد فى تعجب قائلا: ماما مريم؟! أكيد عيطت يا جاسر دى مامتى وكان لازم أعيط لما تمشى وتسبنى.
جاسر: أنا بقى مشوفتش ماما مريم، لكن شوفت ماما فاطمة، ومعرفش ماما غيرها، يبق إزاى مش عايزنى أعيط لما تبعد عنى.
يحتضنه خالد فى حزن قائلا: ماما فاطمة هترجع يا جاسر، بس عايزاها لما ترجع تلاقيك راجل مبيعيطش، ولا إيه.

يوميء له جاسر فى حزن، فيقبله خالد ويغادر.
يدخل خالد غرفة فاطمة وروضوى ليجدهما يبكيان وبرفقتهما عادل الصغير يحاول تهدئتهما.
ينظر خالد لهما قائلا: فى إيه يا عادل بيعيطوا ليه؟
عادل: من ساعة ما ماما فاطمة مشيت وهما بيعيطوا كده
رضوى: هى ماما مش هترجع تانى يا بابا؟

خالد: مين بس اللى قال كده، ماما هترجع هى رضوى، هى بس زعلانة شوية وهترجع قريب لما تبقى كويسة ويقترب من فاطمة التى تبكى قائلا: إيه يا طمطم بس مالك؟
فاطمة: أنا زعلانة عشان كل لما يبقى عندى ماما، تمشى وتسبنى، ماما حنين ماتت وسابتنى، ودلوقتى ماما فاطمة، هى ماتت هى كمان يا بابا؟
خالد: بعد الشر يا فاطمة، متقوليش كده، ماما فاطمة كويسة، وهترجع قريب أوى إن شاء الله.

ينظر خالد لعادل الصغير قائلا: خليك معاهم يا عادل، وخد بالك منهم
عادل: حاضر يا بابا خالد
يخرج خالد من غرفة البنات ليتقابل بكريمة تحمل حسن الذى يبكى بشدة، فينظر له خالد قائلا: ماله يا دادة؟
كريمة: من ساعة ما فاطمة مشيت وهو على صرخة واحدة ومش عايز يسكت
يحمله خالد قائلا: طب هاتيه وروحى إنتى اطمنى على باقى الولاد.

ينظر له خالد وهو يتجه به إلى غرفته قائلا: إيه بقى يا بشمهندس يا صغير، مالك؟
ينظر له الصغير بعد أن كف عن البكاء، ليحضتنه خالد ثم يضعه فى على السرير ويجلس أمامه قائلا: أنا عارف إنك عايز ماما، بس ماما مشيت، عارف مشيت ليه، عشان بابا زعلها جامد أوى، بابا كان لازم يتكلم معاها ويفهم منها براحة، بس غصب عنى، هى اللى
مسبتليش أى فرصة، تصرفاتها وطريقتها معايا هى اللى خلتنى أفكر كده، بس هى أكيد معملتش حاجة تزعلنى، عشان فاطمة دى تربية إيدى عمرها ما تفكر تغلط، صح يا...

ويقطع حديثه حين يرى الصغير ينام، فيبتسم قائلا: أنت نمت؟! صحيح أنا بقولك كل ده ليه، وأنت مالك بكل ده.
يمد خالد يده أسفل الوسادة، ليجد قميص له وبه رائحته.
ينظر له خالد فى حزن قائلا: ارجعى بقى يا فاطمة، ارجعى وكل حاجة هتتصلح.

فى فيلا الصفدى:
يجلس عادل فى غرفته وقد غلبته الدموع، فتدخل عليه غالية لتطمنن عليه، فيمسح دموعه سريعا، تنظر له غالية فى تعجب قائلة: عادل، أنت بتعيط؟!
ينظر لها عادل بعيون دامعة، لتكمل متساءلة: عادل، أنت بتحب فاطمة بنت خالك؟
ينظر لها عادل دون أى رد، ولكن تظهر الإجابة فى عينيه، تقترب منه غالية وتجلس أمامه، وكأنها أعطته الإشارة ليرتمى فى حضنها وهو يبكى،تنظر له غالية فى حزن قائلة: من إمتى يا عادل، من إمتى وأنت بتحبها؟

عادل: من اول يوم يا أمى جت الفيلا وطردتيها، ساعتها خطفتنى، من غير ما أعرف إنها من دمى، ولقتنى بجرى وأدور عليها زى ما أكون بدور على حتة منى، مكنتش فاهم ولا عارف أنا بعمل ليه كده، بس فهمت بعد كده، كل لما كانت بتكبر أدام عينى كنت بفهم أكتر،
كنت بفهم إنها نصيبى فى الحب، ونصيبى فى العذاب.

غالية: يا حبيبى يا ابنى، كل دا شايله ومستحمل، دا ليه يا ابنى مقولتهاش، ليه استحملت كل ده لوحدك.
عادل: عشان محبتنيش يا ماما، فاطمة محبتنيش،
فاطمة محبتش غير خالد، وسعادتها مع خالد وبس.
غالية: عشان كده سلمتها بايدك ليه؟
عادل: كنت بسلم حتة منى لغيرى، عشان بس أشوفها سعيدة، بس هى مش سعيدة يا أمى، فاطمة تعبانة، وأنا مش قادر أشوفها تعبانة، مش قادر معرفش هى فين، مقدرش مبقاش مطمن عليها.
تشدد غالية على إحتضانه قائلة: ربنا يرجعها بالسلامة يا ابنى، وتحدث نفسها قائلة: أنا عرفت دلوقتى إيه اللى كان واجعك يا وردة

بعد مرور عدة أسابيع بحث فيها كلا من خالد وعادل وحسام عن فاطمة دون جدوى، وفى مكان أخر تجلس غادة مع علوان وأحد الرجال الذى يبدو عليه الثراء، تجلس غادة بجانب هذا الرجل ويبدو عليها التوتر والقلق.
ينظر الرجل إلى علوان قائلا: عفارم عليك يا علوان باشا إنك خليت الهانم ترضى عننا.
علوان: عيب يا باشا، إحنا ميهمناش غير رضاك.

ينظر الرجل إلى غادة نظرات غير بريئة، فتبتسم له فى إمتعاض، يكمل كلا من علوان الرجل الكلام عن الصفقة المشبوهة التى يقومان بيها، ولا تخلو جلستهما من بعض اللمسات المقززة لغادة من قبل الرجل والتى تحاول ان تتجنبها، بعد فترة تقتحم الشرطة المكان ويقبضوا على كلا من علوان والرجل ومن معهما.

علوان: فى إيه يا أفندم؟
رجل الشرطة: إحنا وصلنا بلاغ إنكم بتقوموا بتجارة غير مشروعة
علوان: مش صحيح، إحنا كنا قاعدين قعدة صحاب عادية
تمد غادة يدها باحدى الميكروفونات التى كانت تخبئها فى فستانها إلى الضابط قائلة: اظن يا أفندم حضرتك سمعت بنفسك وأتاكدت من كلامى.
رجل الشرطة: مظبوط يا مدام غادة، وإحنا بنشكر حضرتك على تعاونك معانا.

ينظر لها علوان فى صدمة قائلة: إنتى تعملى فيا كده بعد كل اللى عملته عشانك؟!
تنظر له غادة فى حدة قائلة: قولتلك مية مرة مش غادة الصفدى اللى تبيع جسمها وتاجر بيها، ولعلمك أنا عمرى ما أعتبرتك راجل عشان كده عمرى ما هبقى عليك، وبمجرد ما يتحكم عليك، ورقة طلاقى هتبقى فى جيبي.
ينظر لها علوان فى شر قائلا: وأنا أوعدك هحرق قلبك وأعيشك الباقى من عمرك فى حسرة.
ويتركها ويغادر بعد أن تم القبض عليه.

فى شركة البدر:
يجلس خالد فى مكتبه حزينا شاردا، فتدخل عليه السكرتيرة قائلة: بشمهندس خالد، فى واحد بيسأل على حضرتك برة
خالد: قوليله مش فاضى، مش عايز أقابل أى حد.
السكرتيرة: بس دا بيقول إنه عنده أخبار عن بشمهندسة فاطمة
يقف خالد مكانه قائلا: إيه، فاطمة، دخليه بسرعة.
يدخل شخص غريب، فينظر له خالد قانلا: حضرتك مين
الشخص: أنا الشخص اللى كانت فاطمة بتقابله طول الشهور اللى فاتت، وأنا نفسه اللى يعرف مكان فاطمة.
ينظر له خالد فى صدمة قائلا: أنت مين؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة