قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الخامس والعشرون

رواية عاشق المجهول ج2 للكاتبة أمنية الريحاني كاملة

رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الخامس والعشرون
( حب لا يعرف الانتقام )

يدخل شخص غريب، فينظر له خالد قائلا: حضرتك مين الشخص: أنا الشخص اللى كانت فاطمة بتقابله طول الشهور اللى فاتت، وأنا نفسه اللى يعرف مكان فاطمة.
ينظر له خالد فى صدمة قائلا: أنت مين؟
ينظر له الشخص قائلا: أنا أيمن الشافعى.
يقترب منه خالد فى غضب ويمسكه من قميصه قائلا: يا بجاحتك يا أخى، أنت جاى تقولى إنك كنت على علاقة بمراتى طول الفترة اللى فاتت، وكمان إنها عندك، دا إيه البرود ده.

يمسك أيمن يده وينزلها فى هدوء قائلا: فاطمة كان عندها حق لما قالت عليك مندفع، اهدى يا بشمهندس من فضلك، عشان تعرف الحقيقة.
ينظر له خالد فى شك قائلا: حقيقة، حقيقة إيه؟

يجلس أيمن فى هدوء قائلا: الأول أعرف نفسى تعريف كامل، أنا دكتور أيمن الدكتور المتابع لحالة فاطمة الحديدى، طليقة حضرتك.
ينظر له خالد فى تعجب قائلا: حالة فاطمة؟! هى فاطمة عيانة؟
أيمن: مش بالظبط كده، فاطمة مريضة نفسية، أنا أعرف فاطمة من قبل ما تتجوزك، فعليا من بعد وفاة
والدها بشهور، أول مرة جاتلى فاطمة فى العيادة...

ويبدأ أيمن فى ذكر ما حدث من سنين، فى أول يوم جاءته فاطمة العيادة، تجلس فاطمة أمام أيمن، وتقص له قصتها مع خالد من أول يوم رأته فيه، وكل مرة يفاجنها بصدمة جديدة، إلى صدمتها الأخيرة بزواجه من غادة، بعد أن تنتهى فاطمة ينظر لها أيمن قائلا: قصة
غريبة أوى، معقولة فى حد يحب حد للدرجة اللي إنتى بتحكيهالى دى، من غير ما يحس بيه.

فاطمة: المشكلة يا دكتور، إنى حتى مش عارفة أبعد، رغم كل اللي عمله معايا خالد وجرحه ليا من غير ما يحس، دايما يأكدلى إنى أقرب شخص لى وإنى وجودى بالنسبة له شيء اساسى ومهم، ودا اللي بيصعب الموقف عليا، أنا مش قادرة أعيش حياتى يا دكتور،
مش قادرة أكون إنسانة طبيعية تحب وترتبط، أنا وصل بيا إنى مبقتش حتى عارفة أنام.

وتمسك فاطمة رأسها قائلة: دماغى هتتفرتك من التفكير.

أيمن: طب اهدى يا فاطمة، ممكن أسألك سؤال، أشمعنى دلوقتى اللي قررتى تروحى لدكتور نفسي، مع إن اللي أعرفه إن مشكلتك دى بقالها سنين.
فاطمة: كل مرة كنت بتجرح فيها من خالد، كنت بحس إنى هقع، لكن مكنتش بقع، كان دايما فى ضهر قوى بيسندنى ويحسسنى بالأمان وإن مهما يحصل هو هيفضل جنبى، لكن خلاص الضهر ده مبقاش موجود، الضهر دا كان بابا، وبابا خلاص مات وسابن، سابن أقع مرة ورا مرة وأنا مش لاقية اللي يسندنى ويقومنى، عشان كده كل وجع السنين وضعفها ظهر لما أبويا مات.

أيمن: عندك حق موت الأب فعلا بيكسر.
فاطمة: تفسر اللي عندى دا إيه دكتور، الأرق وقلة النوم والإكتئاب، تفتكر أنا اتجننت.
أيمن: لا يا فاطمة، بس أنا أقدر أشخص اللي عندك على إنه مرض الحب.
تنظر له فاطمة فى إستفهام قائلة: مرض الحب؟! هو الحب مرض يا دكتور؟
أيمن: الحب فى حد ذاته مش مرض، لكن تصرفتا خلاله ممكن يحوله لمرض، لما الإنسان يلغى عقله ويخلى قلبه هو اللى يحركه، ولما يبقى رابط أمانه وحمايته وحياته كلها بالشخص اللي بيحبه، ولما يبقى شايف الدنيا بعينين اللى بيحبه مش بعينيه ساعتها بيبقى
مرض.

فاطمة: وأنا عندى مرض الحب؟
أيمن: من اللي بتحكيه آه، إنتى أرتبطتى بخالد إرتباط مرضى، أعتبرتيه كل دنيتك، لغيتى نفسك وشخصيتك وكرستى حياتك لسعادته وبس، حتى لو هيجى على حساب نفسك، ودا غلط يا فاطمة، لازم تعرفى إن فى فاطمة، لازم تحبيها وتراعيها أكتر ما بتحبى خالد،
عشان لو ضاعت منك، ممكن متعرفيش ترجعيها تانى، ومينفش إنك تربطى سعادتك بوجود أى شخص فى حياتك مهما كان، بصى للدنيا الواسعة بعينيكى إنتى مش بعينين خالد، وأعتبرى خالد مجرد تجربة، صعبة سهلة المهم فى الأخر إنها لازم تعدى.

يعود أيمن إلى الواقع، ليجد خالد ينظر له فى صدمة قائلا: أنا مش مصدق، فاطمة كانت مريضة بحبى لدرجة إنه يعملها حالة نفسية.
أيمن: فاطمة أتصدمت فى حبك كتير، وكل مرة فاطمة كانت بتتصدم فيها كان بيتربى جواها عقدة غصب عنها، للأسف يا بشمهندس اللي حكيته دلوقتى كانت البداية مش أكتر، لكن اللي جاى أصعب، فاطمة فى الوقت ده سمعت كلامي وحاولت تتجنب إنها تشوفك ولا تقابلك زى الأول.

خالد: عشان كده كانت طريقتها متغيرة معايا وكانت بتتهرب من إنها تشوفنى الفترة دى.
أيمن: بالظبط كده، لحد ما فى مرة جاتلى العيادة..
ويعود للوراء من جديد...

يجلس أيمن فى مكتبه وأمامه فاطمة تسير ويبدو عليها القلق، ينظر لها أيمن قائلا: يعنى إيه تروحى تقعدى عنده فى فيلته، إنتى كده رجعتينا لنقطة الصفر يا فاطمة، عارفة ينى إيه تروحى تعيشى فى نفس المكان اللى عايش فيه هو ومراته، وتشوفيهم مع بعض، لا وكمان تربيله ولاده، دا إنتى لو متعمدة تتعبى نفسك مش هتعملى كده.

تنظر له فاطمة فى إرهاق قائلة: اعمل إيه يا دكتور، مقدرتش أقوله لا، مقدرتش أبعد عنه أكتر من كده، مقدرتش محسش بالأمان اللى محدش بيحسسولى غيره، مقدرتش يا دكتور مقدرتش، أنا بشر.
أيمن: وعشان إنتى بشر بقولك كفاية وجع فى نفسك لحد كده، إنتى عارفة إيه اللى هيحصلك لما تروحى تعيشى معاه وهو وبنت خالك.
توميء له فاطمة رأسها فى حزن قائلة: عارفة.
يقف أيمن ويقترب منه قائلا: عموما خليكى دايما متابعة معايا، ولو حصل أى حاجة كلمينى.

ويعود أيمن للواقع مكملا حديثه: وفعلا راحت فاطمة عاشت معاك، بس أقدر أقولك إنها من أصعب الأوقات اللى عدت عليها فى حياتها، مش متخيل كانت بتتوجع إزا لما كانت بتشوفك مع غادة وخصوصا وإنها كانت بتتعمد تضايقها، لدرجة إنها وصل بيها الوضع مكنتش بتنام غير بالمنوم، وكانت عايشة تقريبا بمضاد الاكتئاب.

ينظر له خالد فى حزن قائلا: كمل يا دكتور وبعدين.
أيمن: مرت فترة مش كبيرة على الحالة اللى فاطمة فيها، لحد ما أنت طلقت غادة وبعدها رحت أعترفت لفاطمة بحبك ليها، وفى اللحظة دى الحالة اللى كانت عند فاطمة أتقلبت 180 درجة.

خالد: أتقلبت إزاى يعنى؟
أيمن: يعنى الأول فاطمة كانت مشكلتها إنها بتحبك حب من طرف واحد، وكل مرة زى ما قلتلك أتصدمت فيها منك اتربى جواها عقدة خفية هى نفسها مكنتش شايفها لما عرضت عليها الجواز العقد دى كلها بدأت تظهر فى صورة خوف مرضى، أيوا فاطمة بقت مريضة بالخوف واللى مكنتش سهل بالنسبة لها خالص.

خالد: كانت خايفة منى؟
فاطمة: كانت خايفة من حبك، كانت متصورة فى كل لحظة إنك هتصدمها بأى حاجة، ودا خلاها تخاف من كل حاجة عايشاها معاك، تخاف لو أتاخرت فى الشغل عنها، تخاف لو عينت سكرتيرة جديدة، تخاف لو سافرت من غيرها.

خالد: يا ااه للدرجة دى؟
أيمن: يا بشمهندس، المريض النفسي غير الشخص الطبيعى، بيبقى حساس بدرجة زيادة دا غير إن كل حاجة ممكن نشوفها بسيطة، ممكن هو يشوفها ضخمة وعقله الباطل يهولها، يعنى مثلا لو شافتك بتسلم على واحدة وبتبتسملها، أنت شايف دا موقف عادى، لكن
هى ممكن تشوفه إنها بداية إعجاب بينكم فاهمنى.

ينظر له خالد فى غير تصديق قائلا: أنا مش قادر أصدق، ينى فاطمة عاشت معايا فى بيت واحد كل السنين دى، وهى مريضة نفسية وبتتعالج وانا معرفش، طب إزاى، إزا محستش، إزاى معملتش حاجة أدامى تخلينى حتى أشك.
أيمن: أولا لأن فاطمة مش مجنونة، فاطمة مريضة نفسية وعندها خوف مرضى، ثانيا لأن بالرغم من حالة فاطمة اللي كل مدى كانت عمالة تسوء، إلا إن حبها ليك كانت أكبر من مرضها ودا خلاها بتحاول متظهرش أى تعب أو خوف بتتعرض ليه أدامك، ودا كان بيضغطها أكتر، أنت متخيل لما تكون تعبان أوى وعمال تدارى تعبك ووجعك أدام غيرك، دا بيخليك عرضة فى أى لحظة إنك تنفجر.

خالد: عشان كده لما شافتنى نايم والسكرتيرة بتحضنى فسرتها إنى بخونها؟
أيمن: عقل فاطمة أصلا كان مأهلها لإستقبال أى صدمة منك، تقدر تقول كانت مستنياها، لما سمعت كلامك مع صاحبك عن السكرتيرة دا زود إستقبالها لفكرة الخيانة من ناحيتك، ولما شافتك فى الوضع ده، عقلها أداها إشارة إن هى دى الصدمة اللى كانت مستنياها من فترة كبيرة، وإن خوفها المرضى مكنش مجرد وهم، إحنا أتفقنا إن المريض النفسي بيفسر الحاجة اللى بيشوفها من وجهة نظره.

خالد: يومها لما مشيت وسابت البيت راحت عليك؟
أيمن: لا فاطمة مجتش عليا ولا حتى كلمتنى يومها
خالد: أمال إيه اللى حصل يومها؟
يقطع حديثهم صوت قادم من الباب قائلا: أنا هقولك حصل إيه يومها
ينظر خالد لصاحب الصوت فى تعجب قائلا: أنت؟ وانت مالك ومال الموضوع ده؟
شادى: أنا ركن مهم من أركان الحقيقة اللي عايز تعرفها يا بشمهندس.
أيمن: شادى هو اللى كان معايا من ساعة ما فاطمة سابت القاهرة وراحت إسكندرية، وهو اللي كلمنى.

شادي: لما فاطمة فسخت خطويتنا ورفضت تسافر معايا، سافرت لوحدى وقعدت حوالى تلات سنين برة مصر، ولما رجعت فوجنت إن عادل بيطلب منى اشتغل فى شركة والده اللي كان مشارك فيها عمى عاصم الله يرحمه، ورحت فعلا وقابلت عم يحيي، وهنا أتعرفت على حنان مراتى، كانت الممرضة اللي بتراعى عمى يحيي، وهو بنفسه اللي جوزنا لبعض وفى يوم كنت فى البيت وفوجئت إن عمى يحيي بيتصل وبيطلب منى أحصله على قصر الحديدى، وفعلا رحت أنا وحنان وشوفتا أخر حاجة ممكن أتصورها، شفت فاطمة كانت فى حالة إنهيار عصبى شديد، لدرجة إنها حاولت تنتحر، وأنا وحنان حاولنا نمنعها، لكن حالتها كانت صعبة جدا، حاولنا ندور فى شنطتها على أى مهديء، لكن لقينا كارت دكتور أيمن، وفعلا كلمته وطلبت منه يجى القصر وشرحتله حالة فاطمة، وفى خلال تلات ساعات كان جه من القاهرة لإسكندريه، وهداها وطلب مننا نفضل جنبها.

أيمن: حالة الإنهيار العصبى كانت نتيجة للإنفجار اللي قولتلك عليه يا بشمهندس، وكونى أعرف أهديها مكنتش حاجة سهلة خالص، خاصة إنها كانت فى فترة حملها الأولى ومش أى دوا ينفع معاها، للأسف فاطمة فكرة إنك هتسيبها فى أى وقت كانت مسيطرة عليها بشكل مميت، لدرجة إن عقلها لما شافك فى الموقف ده ، صورلها إنك بتخونها وإن دى اللحظة اللي خلاص هتسيبها فيها، زى ما قولتلك حبك بالنسبة لفاطمة كان حب مرضى.

شادى: فاطمة كان بيجى عليها أيام كنا عشان نرضى تنام نديها صورتك تنام وهى حضناها.
ينظر لهما خالد بعيون دامعة، فيكمل شادى حديثه قائلا: فضلنا على الحال ده كام شهر، كانت حنان مرات هى اللى بتراعى فاطمة وجاسر، لحد ما بدات تفوق وتستوعب الحالة اللى كانت فيها، كانت ساعتها مكسوفة أوى من نفسها مش قادرة تواجهينا، لكن إحنا
وعدناها إن محدش هيعرف بحالتها دى.

خالد: ممكن سؤال، هو عادل يعرف باللى أنتوا بتحكوه ده؟
شادى: لا، عادل ميعرفش أى حاجة غير من بعد وفاة عمى يحيي لما قاله على مكان فاطمة، وهى ساعتها صممت عادل ميعرفش أى حاجة
خالد: طب ليه، وليه خالى الله يرحمه كلمك انت ساعتها ومكلمش عادل ابنه، على الأقل هو أولى بيها.
شادى: صدقنى يا بشمهندس دا أول حاجة جت فى بالى ساعتها وسألت عمى يحيي فيها، لكن هو قالى إن السبب ميقدرش يقوله وفضل يحتفظ بيه لنفسه.

خالد: وإيه اللى حصل بعد كده؟
أيمن: فاطمة ساعتها كانت بتابع معايا بالتليفون، خصوصا وإن سفرى إسكندرية كل شوية كان صعب، لحد ما عرفت إنك عرفت مكانها، وساعتها كلمتنى وكانت خايفة جدا، وقالتلى إنها خايفة الحالة ترجعلها تانى، وإنها مش عايزة ترجع حياتها معاك غير بعد ما
تخف تماما وتتخلص من كل المشاكل والعقد اللى عندها، فاطمة كانت عايزة ترجعلك قوية مش خايفة، لأنها كانت شايفة خوفها المرضى سبب فى تعاسة بينكم، كانت عايزة لما ترجعلك ترجعلك قوية فاطمة اللي بتحبها، مش إنسانة ضعيفة هشة بتخاف من أى حاجة، أنا فاكر مرة قالتلى جملة عمرى ما هقدر أنساها، قالتلى "خالد أكبر بكتير من إنه يتجوز واحدة مريضة نفسية تسودله حياته".

ينظر له خالد فى غير تصديق قائلا: عشان كده كل لما كنت بقرب منها كانت بتبعد عنى.
فيكمل أيمن حديثه قائلا: أيوا يا بشمهندس، هى دى فاطمة الحديدى، فاطمة اللى خافت تقولك بمرضها عشان متحسسكش بالنب إنها بسببك وصلت للحالة دى ،فاطمة اللى كانت بتكتم وجعها وتعبها عنك عشان متزعلكش، فاطمة اللى كانت بتبعد عن حضنك عشان يوم ما ترجعله ترجعله سليمة من غير أى مشاكل نفسية، عشان كده خبت عليك إنها بتتعالج نفسيا، وإنها بتحضر جلسات، كانت بتحاول توهمك إنها قسوة منها أو إنها معدش فارق معاها عشان تدارى عنك حقيقة مرضها، كانت بدارى ضعفها وخوفها بقوتها الزايفة.

خالد: مش قادر أصدق، يعنى فاطمة كانت بتروحلك أنت العيادة، يعنى العمارة اللى كانت بتطلع فيها كانت بتروحلك أنت، أمال إيه حكاية الشقة المشبوهة دى.
ينظر له أيمن فى استفهام قائلا: شقة إيه؟
خالد: أنا لما راقبت فاطمة ولقيتها طالعة الدور السادس، سمعتهم بيقولوا إن فى شقة بيروح فيها واحدة واحدة شمال بيتقابلوا فى الحرام
أيمن: يااااه، وانت بقى فسرتها إن فاطمة هى اللى بتروح فيها، يا شيخ حرام عليك دا لو حد غريب ميعرفش فاطمة مش هيفتكر فيها كده، دى فعلا شقة مش تمام وللأسف جنب عيادتى، بس أنا بلغت عنها وأتقفلت، صدقنى يا بشمهندس، فاطمة جاهدت نفسها
كتير عشان مرضها وحالتها النفسية متأثرش عليك، فاكر لما طليقتك غادة جتلك الشركة، يومها فاطمة سمعتك وأنت بتقول إنك حبيتها أكتر ما حبيت فاطمة.

خالد: يا سلام، وهى بقى عملت زى الأفلام وجريت قبل ما تسمع بقية الكلام، وأعتبرت إنى كده بخونها.
أيمن: بالعكس، ساعتها فاطمة جتلها حالة الخوف، وجريت على مكتبها وكلمتنى، وحكتلى اللي حصل، وساعتها قدرت أهديها ولما سألتها ليه مستنتيش لما تسمعى باقى الكلام، قالتلى إن وجود غادة بيفكرها بالماضى وبكل مرة أنت صدمتها فيها، عشان كده خافت
من الماضى ده وجريت منه، مش لأنها كانت شاكة إنك بتخونها.

خالد: طب والفندق، كانت بتقابلك برضه فى الفندق؟
شادى: لا يا بشمهندس، فاطمة راحت تقابل خالها يوسف فى الفندق، لأنه نزل مصر ساعتها، وطلب من فاطمة متقولكش، لأنه كان مكسوف منك من ساعة ما كدب عليك لما سافرتله لبنان.

يضع خالد يده على رأسه قائلا: مش قادر أصدق، للدرجة دى انا كنت أعمى، للدرجة دى كنت بدوس على فاطمة من غير ما أحس، الأول مكنتش حاسس بحبها، وكنت بجرحها مرة ورا مرة، ولما عرفت وأتجوزتها مشوفتش فيها غير حبها ليا والسعادة اللى عايزها منها، مفكرتش أشوفها من جواها، أحس إيه اللى وجعها، حتى لما سابتنى ورجعتلى تانى، محاولتش أحس إيه اللى مغيرها، شوفتها من الزاوية اللى عايز أشوفها، شكيت فيها وشكى أكيد موتها مش بس وجعها، أنا اللي مريض نفسى مش فاطمة يا دكتور، انا اللي المفروض أتعالج مش هى، هى البريئة اللى موت براتها بغباءى.

أيمن: هو فعلا كان هيموتها يا بشمهندس، فاطمة بعد طلاقها منك، مقدرتش تستحمل عدم وجودك فى حياتى، وتقريبا رجعنا لنقطة الصفر فى علاجها، فاطمة كانت بتحاول تنتحر وتقطع شرايين إيديها، لولا إنها فاقت لنفسها واستغفرت ربنا، وساعتها خافت من نفسها  فقررت تلحق نفسها وتجرى عليا، وفعلا حجزتها فى المصحة عشان أحميها من نفسها فى الفترة دى.

يقترب منه خالد قائلا: يعنى هى عندك صح، عايز أشوفها، أرجوك ودينى ليها ينظر له أيمن فى قلق، ليكمل خالد قائلا: صدقنى أنا خلاص عرفت الحقيقة ومش هوجع فاطمة تانى، بالعكس هطلب منها تسامحنى، هكون جنبها سندها ودعمها بجد المرة دى، أرجوك يا دكتور، ودينى عند فاطمة.

أيمن: حاضر، أتفضل معايا وقبل أن يهم بالرحيل، يقترب من شادى قائلا: فى لغز واحد لسه عايز أعرفه، ليه فاطمة كانت بتحاربنى
عشان تخسرنى، وليه عملتلك توكيل عشان تشترى نصيبى، كانت فعلا قاصدة تخسرنى؟
شادى: دى الحاجة الوحيدة اللى مش هتعرفها غير من فاطمة نفسها.

فى المصحة النفسية:
يدخل أيمن ومعه خالد إلى غرفة فاطمة، ليجدها خالية، وينظر أيمن فى تعجب قائلا: غريبة أوى راحت فين وينادى على إحدى الممرضات قائلا: عزيزة، هى فاطمة فين؟
عزيزة: خرجت يا دكتور، وقالت رايحة مشوار.
ينظر له خالد فى تعجب قائلا: وهى مسمحولها تخرج أصلا؟

أيمن: فاطمة مش مجنونة عشان أحبسها، فاطمة عندها أزمة نفسية، وهى اللي جتلى بنفسها عشان تخرج من حالة الإكتئاب اللى كانت فيها، يبقى أحبسها ليه.
خالد: طب هى راحت فين دلوقتى؟

فى منزل أهل وردة:
تجلس وردة بمفردها تقرأ فى إحدى الكتب التى تتحدث عن تربية الأطفال، بعد أن خرجت أمها مع زهرة لشراء ما يلزمها لزواجها، يدق جرس الباب، فتتوجه وردة إلى الباب وتفتحه، وتنظربعدها فى صدمة قائلة: مش ممكن، فااااااطمة!..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة