قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الرابع عشر

رواية عاشق المجهول ج2 للكاتبة أمنية الريحاني كاملة

رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الرابع عشر
( حب لا يعرف الانتقام )

يدخل خالد فى غضب ويلكم مازن فى وجهه قائلا: تحل محل مين يا روح مامى!
تنظر فاطمة لخالد فى صدمة، بينما يحاول مازن دفع يد خالد المتشبثة بقميصه قائلا : أنت أتجننت يا بشمهندس، إيه اللي بتعمله ده؟

تشتد قبضة يد خالد على قميص مازن قائلا فى غضب : أنا دلوقتى مش بشمهندس، أنا جوز المدام اللي جنابك كنت بتغازل فيها، وعايز تحل محلى.
يترك خالد قميص مازن، ويمسك بالملف الموضوع أمام فاطمة، ثم يلقيه فى وجه مازن قائلا: أتفضل المشروع بتاعك، وأعتبر الشغل اللي بينا أنتهى، مش هنفذلك مشارع.
تنظر له فاطمة فى تردد قائلة : خالد، أنت بتقول إيه ؟

خالد : إنتى تسكتى خالص لما اكون بتكلم ويعيد النظر إلى مازن قائلا: أنت لسه عندك بتعمل إيه، إياك أشوف وشك هنا تانى، أتفضل أطلع برة.
يخرج مازن وهو يتوعد بداخله لخالد، بينما تنظر فاطمة لخالد فى قلق، تحاول أستجماع قوتها، فتعيد النظر إلى خالد قائلة : ممكن تفهمنى إيه اللي عملته ده، أنت عارف أنت ضيعت علينا شغل كان هيدخلنا قد ايه؟

ينظر لها خالد فى غضب قائلا: يدخل اللي يدخله، البيه كان قاعد بيغازل فى جنابك، كنتى منتظرة منى إيه، اصقفله، ولا اقوله كمل يا حبيبى مغازلة فى مراتى.
فاطمة: أظن يا بشمهندس إحنا متفقين إننا نفصل الشغل عن حياتنا الشخصية، وأنت كده دخلت علاقتى بيك كمراتك بشغلنا، ودا خسرنا ملايين، أنا كنت كفيلة أرد عليه وأوقفه عند حده.

خالد: نعم يا أختى، نفصل إيه، يلعن أبو الشغل اللي تخلى واحد يسكت وهو شايف مراته حد بيعاكسها أدامه
فاطمة: لو سمحت لأخر مرة متتعداش حدودك، ومتنساش أنت دلوقتى بتكلم رئيس مجلس الإدارة مش مراتك.

ينظر لها خالد فى غضب قائلا: بقى كده، طب ماشى
يسحب أحد الأوراق الموضوعة على المكتب فى غضب، ويكتب فيهم شيئا ما، ثم يقدمها إلى فاطمة قائلا: أتفضلى
تنظر فاطمة إلى الأوراق فى تعجب قائلة : إيه ده ؟
خالد: دى أجازة، أنا فعلا حاسس إن أعصابى تعبانة عشان كده هاخد اجازة لمدة أسبوع.

فاطمة: يكون أحسن برضه، أنت فعلا محتاج ترتاح
يخرج خالد فى إتجاه الباب قائلا: عن إذنك عشان رايح أرتاح.
ويخرج من الباب، ويدخل مرة أخرى ويبدو عليه الغضب
تنظر له فاطمة فى تعجب قائلة : إيه يا بشمهندس خالد أنت إيه اللي رجعك تانى مش قولت رايح ترتاح
خالد: أنا مش بشمهندس خالد يا مدام، انا دلوقتى جوزك، وخدتلك أجازة من الشغل أسبوع يعنى فضتيلك.

تفتح فاطمة فمها فى دهشة قائلة : اخدت أجازة..
خالد : وحياتك يا حبيبتى المديرة الجديدة دى قعدت تتحايل عليا طب خليك يا بشمهندش، الشغل مش هيمشى من غيرك يا بشمهندس، وأنا أقولها لا ابدا
يقترب خالد منها قائلا: شوفتى بيعت الشغل عشان خاطر عيونك
تحاول فاطمة إخفاء ضحكتها، وتنظر له فى جدية قائلة: بس أنا لسه ورايا شغل يا خالد.

يضرب خالد على المكتب فى غضب قائلا : وأنا جوزك يا فاطمة يا حديدي، ولو متحركتيش أدامى دلوقتى على البيت هتشوفى وش أنا محبش تشوفيه، أتفضلى تنظر له فاطمة فى خوف، فهى لأول مرة تراه فى مثل هذا الغضب، ليكمل حديثه قائلا: سمعتينى، أدامى
تتحرك فاطمة أمام خالد فى قلق تحاول إخفاءه.

فى فيلا الصفدى:
تجلس وردة شاردة، فتقترب منها غالية فى حنان قائلة: إيه يا وردة، مالك قاعدة سرحانة ليه؟
وردة : بفكر يا ماما
غالية : لسه برضه معرفتيش تفاتحى عادل فى الموضوع إياه؟

تزفر وردة فى ضيق قائلة : لا يا ماما مجتش فرصه، عادل علطول مشغول، ولما بيرجع بيبقى تعبان، وأنا كمان مش جايلى الشجاعة إنى أقوله
تفكر غالية قليلا، وبعدها تنظر إلى وردة قائلة : طب اسمعى، ما تعمليها من وراه.

تنظر لها وردة فى صدمة قائلة : إيه اللي حضرتك بتقوليه ده، اعمل عملية من ورا عادل، لا طبعا دا ممكن يقلب الدنيا عليا، دا مش بعيد يطلقنى
غالية : ولا هيطلقك ولا حاجة، هيطلقك ليه عشان عايزة تخلفيله حتة عيل، كل الحكاية هيزعله يومين وخلاص، وإنتى اللي هتبقى الكسبانة
وردة : لا يا ماما لا، أنا هحاول معاه النهاردة وربنا يسهل وأقدر أفتح معاه الموضوع.

تنظر لها غالية فى تردد قائلة : كنت عايزة اقولك على حاجة
وردة: أتفضلى يا ماما
غالية : كنت بقول يعنى غادة كانت عايزة تيجى تشوف ابنها عادل،، فلو ميضايقيش يعنى تيجى تشوفه هنا
وردة: طبعا يا ماما، دا بيت حضرتك وبيتها، أنا عارفة إن غادة مبتحبنيش لأنى صاحبة فاطمة، بس دا ميمنعش إن دا بيتها وتقدر تيجى فى أى وقت
غالية : ربنا يكملك بعقلك يا بنتى.

فى شركة الصفدى:
يجلس عادل على مكتبه يراجع بعض الأوراق، يرن هاتفه فينظر إليه ويبتسم
عادل : حبيبتى، عاملة إيه؟
فاطمة : أنا زعلانة من حضرتك، بقالك كذا يوم مجتش تشوفنى

عادل: غصب عنى يا حبيبتى، اوعدك فى الأجازة هجيلك ونخرج أنا وإنتى وشهاب وافسحكم فسحة جميلة
فاطمة: بجد يا بابى
عادل: طبعا يا روح بابى، هو أنا عندى كام فاطمه، فاطمة
فاطمة : نعم يا بابى
عادل: إنتى عارفة إنى بحبك
فاطمة : طبعا يا بابى
يغلق عادل مع فاطمة الهاتف، وينظر إلى الفراغ قائلا: يا حبيبتى .... يا ... فاطمة.

فى فيلا خالد:
يدخل خالد فى غضب وخلفه فاطمة، يركض جاسر وفاطمة الصغيرة ورضوى نحوهما، فتحتضنهم فاطمة فى حب، ينظر إليها خالد فى حزم قائلا: فاطمة، أنا فوق لما تخلصى حصلينى.

ويتركها ويصعد للأعلى، تنظر فاطمة لأثره فى قلق، يقطع شرودها صوت جاسر قائلا: ماما فاطمة، هو بابا خالد ماله، هو زعلان مننا؟
فاطمة: لا يا جاسر، ليه بتقول كده؟
جاسر: عشان لما دخل محضنيش زى ما متعود.

فاطمة: لا هو مضايق بس شوية، وأول لما يروح هيجيلكم ويحضنكم
تصعد فاطمة إلى غرفتها، لتجد خالد ينظر من النافذة مواليا ظهره لها، ولكنها تشعر من تسارع أنفاسه بما يكمنه داخله من غضب، تقترب منه فى حذر قائلة: خالد أنت كويس؟

يتجاهل خالد حديثها ومازالت أنفاسه متسارعة، تقترب منه فاطمة فى هدوء قائلة : خالد، أنا عارفة إن من حقك تزعل، ومن حقك تغير علي مراتك خصوصا وإن الشخص ده فعلا تجاوز حدوده، بس أنا كمان عايزاك يبقى عندك ثقة أكتر من كده فيا، أنت عارف لو مكنتش أستعجلت ودخلت كنت سمعتنى وانا بوقفه عند حده، وعلفكرة أنا كنت برضه هلغى الصفقة بينا لأنى ميشرفتيش إن شخص بالأخلاق دى يتعامل معانا، خالد أنا كبرت مبقتش البنت الصغيرة اللي كنت بتخاف عليها وتستناها أدام المدرسة عشان لو حد عاكسها، أنا بقيت زوجة وأم، وكفاية عليك تعرف إنى أتربيت على إيديك وعلمتنى إزاى أوقف كل واحد عند حده.

ترى فاطمة خالد وقد بدأت أنفاسه فى الانتظام، فكلماتها له أستطاعت أن تهدأ من غضبه، تبتسم فاطمة وتكمل حديثها قائلة : وبعدين أنت الوحيد اللي مينفعش تقلق ولا تخاف، عارف ليه ؟
يلتفت لها خالد وينظر لها متساءلا، لتكمل قائلة : عشان أنت عارف ومتأكد إنى عمرى ما حبيت ولا هحب حد غيرك، يا راجل دا أنا فضلت أحبك عمرى كله، يعنى حبك عمره جوايا من عمرى.

يبتسم لها خالد قائلا: بجد يا فاطمة، لسه بتحبينى ؟
تنظر له فاطمة فى خجل قائلة : وأنا من إمتى بطلت أحبك يا خالد، أنا حبيتك وأنا طفلة، وشفت فيك حب المراهقة، وعشت معاك حب الشباب، ودلوصى بحبك أكتر وأنت جوزى وأبو ابنى، تفتكر حب زى ده ممكن يتهز أو يتغير فى يوم من الأيام

ينظر لها خالد فى حب قائلا: طول عمرى محدش بيعرف يهدينى غيرك، عارفة ليه، لأنك جوايا أوى، ساكنة فى قلبى، بتعرفى دايما تلمسينى وتهدينى، ربنا ما يحرمنى من وجودك فى حياتى يا حب عمرى كله.
يتبادل كل من فاطمة وخاد نظرات الحب، ويقترب خالد من فاطمة، ولكن قبل أن يلمسها، تبتعد فاطمة قائلة : بلاش يا خالد، لسه شوية.

خالد: لحد إمتى يا فاطمة، أنا تعبت
فاطمة : معلش يا خالد، انا عارفة إنى تعبتك معايا، بس فى حاجات كتير محتاجة أحسمها فى حياتى قبل ما نرجع لحياتنا الطبيعية
خالد : لو أعرف بس إيه اللى بيبعدك عنى كل لما بنقرب من بعض
تنظر فاطمة إلى الفراغ وترتسم على ملامحها القلق.

فى فيلا الصفدى:
تجلس وردة فى إنتظار عادل، يدخل عادل كعادته فى إرهاق تام،وينظر لوردة قائلا: مساء الخير يا حبيبتى!!
وردة: مساء النور يا عادل، أحضرلك العشا ؟
عادل: لا يا حبيبتى أنا كلت فى المكتب، أنا جعان نوووووم
وردة: عادل، أنا كنت محتاجة أتكلم معاك فى موضوع..

عادل: والموضوع ده ميتأجلش لبكرة يا وردة، أنا بجد مش قادر
وردة : لا يا عادل ميتأجلش، بصراحة أنا مأجلاه بقالى كتير، ولازم أحسمه معاك النهاردة
يفتح عادل ذراعيه بطريقة مسرحية قائلا: وردة هانم الصفدى، أتفضلى أتكلمى، أنا كلى آذان صاغية
تنظر له وردة فى تردد قائلة : أنا ... أنا .. أنا روحت لدكتور بخصوص موضوع الخلفة
ينظر لها عادل بلامبالاة قائلا : ها ... وبعدين ؟
وردة: قالى إن فى أمل أخلف لو ....
عادل: أممممم، لو إيه يا وردة ؟

وردة: لو عملت عملية
يواليها عادل ظهره فى ضيق دون أى رد فعل، فتقترب وردة منه قائلة : إيه يا عادل، مبتردش ليه ؟
ينظر لها عادل فى غضب قائلا: عايزانى أقولك إيه يا وردة، عايزانى أفرح وأقولك يالا أرميكى تحت مشرط دكتور لمجرد أوهام فى دماغك، وأفرضى حصلك حاجة هفرح أنا ساعتها، أنا قولتلك مليون مرة أنا موضوع الخلفة دا مش فارق معايا، وأنا راضى وحامد ربنا، عايزة إيه تانى.

وردة: عايزة أبقى أم يا عادل، وأنت كمان من حقك تبقى أب، من حقك محرمكش من الابوة وأعمل كل جهدى إن أحققهالك
عادل: وربنا مأردش، هنعمل إيه، اسمعى يا وردة، أنا مش موافق على موضوع العملية ده، ولو سمحت مش عايز اسمع سيرة الموضوع ده تانى، فاهمة؟
ويتركها عادل وينام فى ضيق وحزن منها.

فى اليوم التالى:
تجلس غالية مع وردة التى تبكى وتحاول تهدأتها قائلة : يا بنتى أهدى مش كده
وردة: قولت لحضرتك مش هيوافق
غالية : هو خايف عليكى يا بنتى ومعذور
وردة: لا يا ماما، عادل مبيحبنيش، عشان كده مش عايز يخلف منى..

غالية : مبيحبكيش ؟! علفكرة بقى إنتى عبيطة، لو مش بيحبك إنتى هيكون بيحب مين ينى، دا إنتى اللي أختارك يا عبيطة دون عن كل البنات، وقالى حديد وبعيد مش هتجوز غير وردة، تقوليلى مبيحبكيش، هو بس زى ما قولتلك خايف عليكى مش أكتر.
وردة: طب والحل يا ماما ؟
غالية : مفيش غير الحل اللي قولتلك عليه، نعمل العملية من وراه
وردة: إزاى بس، ولو عرف هيتخانق معايا.

غالية : ومين اللي هيخليه يعرف، أنا هقوله إنى رايحة المستشفى أعمل الكشف السنوى بتاعى وهقعد هناك تلات أربع أيام، وهحتاجك معايا عشان مبقاش لوحدى، ولما نروح تعملى العملية وترجعى ولا من شاف ولا من دري..
وردة : طب أفرضى يعنى ... يعنى إنى...

غالية : قصدك حملتى يعنى بعدها، طب ياريت، ساعتها هو هينسى كل حاجة ومش هيفكر غير فى إنك هتحققيله حلمه وتجيبله ابنه، ها قولتى إيه؟
وردة: مش عارفة، خايفة.
غالية : جمدى قلبك كده وأنا معاكى متخافيش
يقطع حديثهم صوت الخادمة تخبرهم بوصول غادة، تدخل غادة وتتجاهل وجود وردة وتسلم على أمها.

تنظر لها وردة قائلة : إزيك يا مدام غادة
تنظر لها غادة فى إمتعاض قائلة : أهلا
وتعيد النظر إلى غالية قائلة : تعالى ورينى عادل ابنى يا ماما، وحشنى وعايزة اقعد معاه
وتتركها غادة وغالية فى ضيق منها..

فى غرفة عادل :
يجلس عادل على مكتبه يذاكر دروسه، تدخل عليه غادة فى إشتياق قائلة : عادل حبيبى وحشتنى أوى وتحتضنه غادة فى جمود منه دون أن يبادلها الحضن، تخرجه غادة من حضنها وتنظر له فى إستنكار قائلة : إيه يا عادل، ماما موحشتكش ولا إيه
ينظر لها عادل فى سخرية قائلا: لا إزاى طبعا وحشتنى
غادة: أمال مالك بتتعامل معايا ليه كده ؟

عادل: عايزانى أتعامل مع حضرتك إزا يا طنط
تنظر له غادة فى تعجب قائلة : طنط؟ إيه طنط دى يا عادل، قولى يا ماما
عادل: أسف، متعودش أقولها، لسانى مش واخد عليها، زى ما أنا متعودش على حضن ماما، عشان كده حاسس حضنك غريب عليا
غادة: ودا بقى كلامك يا عادل، ولا كلام حدد قالهولك عنى وقسى قلبك عليا ؟
عادل: اطمنى، محدش هنا بيجيب سيرتك خالص، لا بالحلو ولا بالوحش، إحنا تقريبا كلنا نسيناكى
تقترب منه غادة، وتمسك وجهه بكفيها قائلة : نسيت ماما يا عادل ؟

عادل: سؤال متأخر اوى يا ماما، حضرتك بقالك قد إيه مكلمتنيش، طب أخر مرة شوفتينى فيها كان عندى قد إيه..
ويقف أمام المرآة قائلا: بصى أنا طولت قد إيه، طب بصى ملامحى، كل اللي يشوفنى يقولى إنى شبه خالو عادل، تعرفى لو مكنش خالو حريص يبعتلك صور ليا أنا ورضوى أختى، يمكن كان زمانك متعرفناش لو شوفتينا فى الشارع

تنظر له غادة فى صدمة قائلة : كلامك كبير أوى على سنك يا عادل
عادل: ويمكن أنا اللي كبرت من غير ما تحسى يا.... ماما
يجلس عادل على مكتبه، فتكمل غادة حديثها قائلة : طب أنا كنت جاية أخرج معاك وأفسحك.

عادل: أسف عندى مذاكرة ومش فاضى ويشير للباب قائلا: بعد إذنك اقفلى الباب وإنتى خارجة
تخرج غادة من غرفة عادل بعد أن تلقت الصدمة الثانية منه بعد صدمتها فى أبنتها رضوى، تمسح غادة دموعها التى نزلت رغما، فتقابل غالية قائلة : إيه يا غادة مالك ؟

غادة : مفيش يا ماما، أنا مضطرة أمشى عشان ورايا مشواير لازم أعملها
غالية : ليه يا بنتى مش هتقضى باقى اليوم معانا
غادة: معلش يا ماما، مرة تانية.

فى شركة البدر:
يجلس حسام فى مكتبه ويمسك هاتفه يطلب مكتب زهرة ولكن دون أى رد، فيقرر أن يذهب إلى مكتبها، ولكنه
يجد المكتب خالى، فيسأل السكرتيرة قائلا: مشوفتيش زهرة ؟
السكرتيرة : تقريبا نزلت الكافيتريا تجيب حاجة تشربها
حسام : تمام.

وفى الكافيتريا، تأخذ زهرة كوبا من النسكافيه، وتسير به ولكن تصطدم بحسام رغما عنها فينسكب الكوب منها، تنظر له زهرة قائلة: أنا أسفة جدا يا أستاذ شادى
شادى: لا دا أنا اللي أسف ليكى، تانى مرة أوقع منك الحاجة، بس المرة دى مصمم أصلح غلطتى
زهرة : محصلش حاجة صدقنى.

شادى: طب ممكن أعزمك على كوباية نسكافيه بدل اللي أدلقت دى، لو موافقتيش هعرف إنك مش مسمحانى
زهرة : مش مسمحاك ليه يعنى، دى كوباية نسكافيه، أتفضل
تجلس زهرة وأمامها شادى الذى طلب من النادل أن يحضر لهما المشروبات، ظل شادى ينظر حوله يإشتياق، فهذا المكان كان يجمعه مع فاطمة فى أجمل لحظات حياته، يزفر شادى فى حرارة ويخرج من شروده على صوت زهرة قائلة: يااااااه كل ده؟

ينظر لها شادى فى إستفهام، لتكمل قائلة : أنا أسفة بس حسيت إنك رحت مكان تانى وأنت قاعد مكانك
شادى: بتقولى فيها، المكان دا ليه ذكريات عزيزة عليا أوى
زهرة : طب ممكن أسأل حضرتك سؤال؟
شادى: أتفضلى طبعا
زهرة : هو صحيح حضرتك كنت خطيب بشمهندسة فاطمة ؟

شادى: دا صحيح بس محصلش نصيب، وسبت الشركة
بعدها، بس إنتى عرفتى منين؟
زهرة : ما هو أصل وردة أختى تبقى صاحبة فاطمة
شادى: إنتى أخت وردة، أنا أعرف أختك، تقريبا هى الصديقة الوحيدة لفاطمة
زهرة : طب سؤال تانى معلش، إزاى قدرت ترجع هنا تانى بعد كل اللي حصل.

شادى: يااللااااه الموضوع ده فات عليه سنين، دلوقتى فاطمة متجوزة وربنا يباركلها فى ابنها، وبعدين محدش بيفضل فاكر طول عمره، أكيد بيجى عليه اليوم وينسى، وأنا رغم أى حاجة حصلت بينى وبين فاطمة كنت بعتبرها صديقة ليا، ومقدرش أعرف إنها محتجانى ومقفش جنبها.
تنظر له زهرة بإعجاب قائلة: حقيقى نادر الواحد يلاقى شخص زى حضرتك.

يقطع حديثهم صوت حسام قائلا: لا يا شيخة، طب ما نطلب ليمون بدل النساكافية، شايفه مش مناسب للحضر.
ينظر شادى لحسام ويرى علامات حبه فى عينيه، فيبتسم بداخله، أما زهرة فترتبك عند رؤية حسام قائلة: بشمهندس حسام، أنا...
حسام: إيه اللي خلاكى تسيبى مكتبك كل ده يا أنسة زهرة، اتفضلى على مكتبك، وحسابنا بعدين.
تركض زهرة من أمامه، بينما يهمس حسام لشادى
قائلا: زهرة خط أحمر، لأنها تخصنب، فاهم ؟
ويتركه حسام ويغادر فيبتسم شادى لما يراه أمامه من الحب.

بعد مرور عدة أيام - فى فيلا خالد:
تستيقظ فاطمة من نومها لتجد خالد يجلس أمامها ويتأملها فى حب، تنظر له فاطمة فى خجل قائلة :
صباح الخير يا خالد، هو انا كل يوم أقوم ألاقيك عمال تتامل فيا كده
يقترب منها خالد قائلا: أعمل إيه، بتوحشينى، ساعات مببقاش مصدق إنك جنبى.

يزداد خجل فاطمة، فيكمل حديثه قائلا: وبعدين هو إنتى مش هتبطلى تتكسفى كل لما أكلمك كده، د إحنا بقالنا سنين متجوزين، ولسه بتتكسفى منى.
فاطمة: بطل أنت تكسفنى بكلامك
يرفع خالد يده فى استسلام قائلا: خلاص يا ستى سكت أهو، قومى بقى حضرى نفسك
فاطمة: احضر نفسى ليه ؟

خالد: أنا قررت يا ستى اخدكم النهاردة ونروح نقضى اليوم كله عند عادل بما إننا أجازة
تقوم فاطمة فى فرحة قائلة : الله يا خالد، هروح اشوف عمتى ووردة
خالد : أه يا حبيبتى، مبسوطة يا فاطمة ؟

فاطمة، اوى أوى يا خالد، متتصورش وردة وعمتى وحشونى إزاي
يقبلها خالد من وجنتها قائلا : وأنا ميهمنيش غير إنك تبقى مبسوطة ويكمل حديثه وهو يتجه للخارج، ويالا بقى عشان منتأخرش عليهم يا مدام فاطمة الحديدى
تضع فاطمة يدها على وجنتها التى أصبحت كجمر الناس من أثر قبلته، وتبتسم  قائلة: حصون فاطمة الحديدى بتنهااااار

فى فيلا الصفدى:
تستقبل غالية فاطمة والأولاد فى ترحاب،فتضم فاطمة فى حنان قائلة : كده برضه يا فاطمة : أهون عليكى يا بنتى طول الفترة دى متسأليش عليا
تبادلها فاطمة العناق قائلة : حقك عليا يا عمتى، الظروف عندى كانت ملخبطة أوى الفترة اللي فاتت
غالية : عارفة، وعارفة كمان عملتى إيه مع خالد، ولينا قاعدة طويلة مع بعض.

تحتضن غالية رضوى فى إشتياق قائلة : وحشتينى أوى يا رضوى
رضوى: وإنتى كمان يا تيتة
غالية : الله يسامحه أبوكى، هو اللي مش راضى تيجى تعيشى معايا
تنظر لها فاطمة قائلة : معلش يا عمتى، إنتى عارفة خالد روحه فى رضوى إزاى
غالية : عارفة يا بنتى، وده اللي مهون عليا بعدها ثم تحتضن كلا من فاطمة وحسن الصغير، وحينما يأتى دور جاسر تعانقه غالية وهى تبكى، تربت فاطمة على كتفها قائلة : ولزمته إيه العياط بس يا عمتى دلوقتى.

تمسح غالية دموعها قائلة : بيفكرنى بعاصم أخويا الله يرحمه، صورة منه، الله يرحمك يا اخويا، ويرحمك يا مريم يا عشرة العمر الطيبة، ويرحمك يا يحيي، كاهم سابونى ومشيوا يا بنتى، إمتى أحصلهم بقى.
فاطمة : بعد الشر عليكى يا عمتى، أخس عليكى عايزة تسيبينى لوحدى لمين، هو أنا فاضلى غيرك.
غالية : تعيشى يا بنتى
تلتفت فاطمة نحوها بحثا عن شخص ما، وتنظر إلى غالية قائلة : هى فين وردة يا عمتى!..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة