قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الخامس عشر

رواية عاشق المجهول ج2 للكاتبة أمنية الريحاني كاملة

رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الخامس عشر
( حب لا يعرف الانتقام )

تلتفت فاطمة نحوها بحثا عن شخص ما، وتنظر إلى غالية قائلة: هى فين وردة يا عمتى !!!
غالية: وردة راحت عن أمها يا بنتى تطمن عليها تنظر لها فاطمة فى تعجب قائلة: غريبة أوى، هى مش عارفة إنى جاية النهاردة عشان اقعد معاها.
غالية: عارفة، بس قالتلى إن أختها كلمتها وقالت إن أمها تعبانة شوية
تنظر فاطمة فى ضيق قائلة: لا ألف سلامة عليها، أنا كان نفسي أشوفها وأتكلم معاها، بقالى كتير مش عارفة أقابلها...

وفى داخل غرفة المكتب:
يجلس خالد مع عادل يتحدثان، ينظر خالد إلى عادل فى حيرة قائلة: أنا هتجنن يا عادل مش عارف أعمل إيه معاها، أنا عملت كل حاجة، حايلت وحنيت، قسيت وشديت، أستحملت إنى أقعد فى الشركة وهى تبقى المديرة تقعد تأمر وتنهى، لكن مفيش فايدة، فاطمة
فيها حاجة متغيرة مش قادر أعرفها، كل لما أقرب منها أحسها بتسجيب لقربى، وفجأة ألاقيها بعدت عنى تانى، كأن فى حاجز بينا هى خايفة تعديه، قولى أعمل إيه يا عادل معاها.

ينظر له عادل فى مرح قانلا: يا عينى يا خلود، جننتك بنت خالى.
يضع خالد يده على رأسه قائلا: وأى جنان يا ابن خالى، دا وصلت إن الهانم واحد بيعاكسها أدامى وقال إيه زعلانة إنى ضربته وطردته برة الشركة.
عادل: إيه ده أنت ضربته ؟
خالد: ضربته بس، دا أنا كان هاين عليا أعلقه أدام الشركة، عشان يبقى عبرة لكل اللي يفكر يبص بس لمراتى.
ينظر له عادل فى شفقة قائلا: شكلك بتحبها أوى يا خالد.

خالد: فاطمة دى الحب الوحيد فى حياتى يا عادل، الحب اللي عشت طول عمرى تايه بدور عليه، ولما لقتها ملت حياتى، أنا مش متخيل حياتى من غير فاطمة
عادل: وأنت بقى جايلى أنا عشان أقولك تعمل مع مراتك إيه..
يوميء خالد برأسه فى رجاء قائلا: أيوا طبعا مش أنت ابن عمتها، وكنت دايما تقولى ليك فيها أكتر ما ليا، دا أنت يا أخى اللي مسلمهالى بنفسك يوم فرحنا وكنت وكيلها.

يقف عادل مواليا ظهره إلى خالد، ويرتسم على ملامحه الحزن قائلا: عندك حق، أنا اللي سلمتهالك بنفسى.
يعيد النظر لخالد من جديد بعد أن أخفى ملامح الحزن قائلا: بس دا ميمنش إنك أقربلها من أى حد، يا أخى دا من صغرها مش شايفة غير أبيه خالد، وحنية أبيه خالد، والأمان اللي بتحسه مع أبيه خالد ويربت عادل على كتفه قائلا: رجعلها الأمان ده يا خالد، فاطمة مش محتاجة دلوقتى غير الأمان اللي طول عمرها مبتعرفش تستمده غير منك ويكمل فى مرح قائلا: ويالا بقى روح لمراتك على ما أخلص مكالمة شغل وأجيلكم..

فى حديقة الفيلا، يجلس عادل مع فاطمة الصغيرة وينظر إليها فى حب قائلا: وحشتينى يا طمطم
فاطمة: وأنت كمان يا عادل، ليه مش بقيت تيجى تلعب معايا
عادل: عشان خلاص بقيت عايش هنا مع تيتة وخالو
فاطمة: طب قولهم يخلوك ترجع تعيش معانا تانى، مش أنت بتحبنا
عادل: طبعا، بحبكم قوى.

فاطمة: خلاص قولهم وترجع تعيش معانا، ماما فاطمة وبابا بيحبوك وهيفرحوا لما ترجع تعيش معانا
ينظر لها عادل فى حب طفولى بريء، ليقطع حديثهم صوت جاسر ورضوى، تنظر رضوى لعادل قائلة: أنا زعلانة منك يا عادل، سايبنى لوحدى ومش قعدت معايا، اشمعنى فاطمة.

عادل: لا يا حبيبتى حقك عليا متزعليش
ينظر له جاسر فى جدية قائلا: صحيح يا عادل، أنت سايب رضوى اللي هى أختك وقاعد مع فاطمة
عادل: خلاص بقى أنتوا كلكوا عليا
ينظر جاسر لفاطمة قائلا: طب يالا يا فاطمة تلعب سوا
فاطمة: حاضر يا عمو
ينظر عادل فى إستنكار قائلا: عمو ؟!

فاطمة: أيوا بابا بيقول إن جاسر يبقى عمو، عشان هو أخو بابا
ينظر عادل لجاسر قائلا: يا ابنى دا أنا أكبر منك عمو إيه
جاسر: آه عمو، وهقول لفاطمة متقعدش معاك تانى
عادل: لا وعلى إيه، أدامى يا عمو.

فى منزل أهل وردة:
تجلس وردة مع أمها وزهرة، تنظر أم وردة لها قائلة: وحشتينى أوى يا وردة
وردة: إنتى كمان يا ماما وحشتينى، كلكم وحشتونى
تنظر لها زهرة فى مرح قائلة: إلا قوليلى بقى إيه سبب الزيارة الغريبة دى، إيه عايزة تزوغى من أبيه عادل
تضربها وردة على كفها قائلة: إيه يا بنت أزوغ دى عيب كده
أم وردة: بطلى يا زهرة ترخمى على أختك الكبيرة وسيبيها فى حالها وتعيد أم وردة النظر لوردة قائلة: طمنينى يا وردة، حماتك عاملة إيه معاكى يابنتى، أنا علطول بدعيلك ربنا يهديهالك.

وردة: ودعواتك بتوصل يا أمى، طنط غالية أتغيرت
خالص، وبقت بتعاملنى زى ابنها، بس ....
أم وردة: بس إيه وردة ؟
وردة: ولا حاجة يا ماما
وتنظر إلى زهرة قائلة: وإنتى يا ستى أحكيلى عاملة إيه فى شغلك.

ونعود لفيلا الصفدى، تجلس غالية تلاعب حسن، بينما تلاحظ فاطمة جلوس عادل الصغير منفردا وهو ينظر لباقى الأولاد وهو يلعبون، تقترب منه فاطمة فى حنان قائلة: ممكن يا عادل أقعد معاك.
عادل: طبعا يا طنط أتفضلى.

فاطمة: مالك يا حبيبى، قاعد سرحان ومش بتلعب مع أخواتك ليه ؟
عادل: حاسس إن الوضع غريب عليا يا طنط، متعودش أكون مع حد، أتعود أعيش طول عمرى لوحدى، بابا مات وسابنى، وماما هى كمان أتجوزت وسابتنى، حتى رضوى أختى عايشة معاكم.

تنظر له فاطمة فى حزن قائلة: وأنا يا خالد مش زى ماما، عمو خالد مش دايما بيعاملك زى رضوى وجاسر
عادل: حضرتك وعمو خالد كنت دايما بحس بحنانكم وحبكم عليا، بس دلوقتى أنا عايش بعيد عنكم، عايش من غير بابا ولا ماما، أقول لحضرتك سر

فاطمة: قول يا حبيبى
عادل: أنا ساعات لما بشوف فاطمة ورضوى وجاسر بيقولولك يا ماما ببقى نفسى أقولها زيهم، أنا أصلى محروم من الكلمة دى.
تحتضنه فاطمة فى حزن، وتنزل دموعها رغما عنها قائلة: قولها يا حبيبى، لأنى فعلا زى مامتك، صحيح أنت مش ابنى، بس مين قال إن الأم هى اللي تخلف تخرجه فاطمة من حضنها وتنظر له فى شرود قائلة: ومن النهاردة مش عايزة أشوفك زعلان، لأنى عرفت
أنا المفروض أعمل إيه.

يدخل عادل غرفته مبررا إنشغاله بإجراء مكالمة تخص عمله، ويستغل فرصة إنفراده بنفسه، ويخرج ما به من ضيق، ينظر عادل إلى المرآة التى أمامه وينظر إلى نفسه وقد غلبته دموعه قائلا محدثا نفسه: إيه مالك مستغرب ليه كلام خالد، مش هى دى الحقيقة، الحقيقة أنك أنت اللي سلمتها ليه بنفسك، سلمت حبيبتك لغيرك، منتظر إيه منهم إنهم يحسوا بوجعك، مش لما تعلن عنه الأول يبقى حد يحس بيه، أنت اللي بدأت الحكاية لوحدك وأنت اللي أخترت، وأنت برضه اللي هتعيشها للنهاية لوحدك من غير ما حد يحس ولا يعرف أنت قد إيه بتتعذب من جواك كل لما تشوفها أدامك.

يقطع شروده طرق الباب ونداء الخادمة تخبره بأن الجميع فى إنتظاره لتناول الطعام، يمسح عادل دموعه، ويرسم بسمة ممزوجة بالوجع على وجهه، ويستعد من جديد لمقابلة الجميع فى مرح زائف..

وعلى مائدة الطعام:
يجلس الجميع يأكلون ويتسامرون فى مرح
تنظر فاطمة لعادل قائلة: وحشتنى يا أبيه بقالك مدة مش بتسأل عليا
عادل: يابت بطلى أبيه دى، دا جوزك قاعد أدامك وأكبر مني
يتدخل خالد قائلا: لا أبيه، وبعدين مكنش كام شهر الفرق اللي بينا، علفكرة بقى لولا إنك أبيه عادل مكنتش هخليها تكلمك أصلا إيه رأيك بقى
عادل: رأيى إيه يا عم حقك مراتك طبعا.

تشاكس فاطمة خالد قائلة: حقه إيه، لا طبعا، محدش يقدر يمنعنى عن أبيه عادل، ولا ناسى يا خالد إن هو اللي جوزنا وكان وكيلى، وولى أمرى، يعنى لو زعلتنى هجرى عليه اخدلى حقى
يرفع خالد يده فى استسلام وينظر لعادل قانلا: لا وعلى إيه؟ أنا أسف يا حمايا العزيز
عادل: أيوا كده يا طمطم يا مسيطرة
تقاطع غالية حديثهم قائلا: هو مين دا يا بت يا فاطمة اللي يقدر يزعلك، هو مش عارف هو متجوز مين.

خالد: لا عاااااارف وحااااااافظ، وكل يوم تقولهالى، متجوز فاطمة الحديدي
غالية: أيوا يعنى لو فكرت بس تزعلها ....
خالد: لا وعلى إيه، طمطم دى حبيبتى من زمان، صح يا طمطم
تنظر له فاطمة فى خجل قائلة: طب كل بقى قبل الأكل ما يبرد
ينظر لها خالد فى حب، بينما تراقبهم عين عادل فى حزن

تنظر فاطمة لعادل قائلة: أبيه عادل، ممكن بعد الأكل أتكلم معاك فى موضوع مهم
خالد: موضوع إيه ؟
بعد إنتهاء زيادة كلا من فاطمة وخالد، تعود فاطمة وخالد ومعهما الأولاد إلى فيلتهم، لينفرد خالد بفاطمة قائلا: ممكن تقوليلى بقى الموضوع اللي كنتى عايزة عادل فيه.

فاطمة: عادل يا خالد
ينظر لها خالد فى تعجب قائلا: عادل؟! ماله عادل ؟
فاطمة: قصدى على عادل ابن غادة، عايزاه يرجع يعيش معانا تان، ولا أنت عندك مانع؟
خالد: لا معنديش، أنا بحب عادل جدا وبعتبره زى فاطمة وروضوى وجاسر، بس يعنى إيه اللي خلاكى تفكرى فى الموضوع ده.

فاطمة: أنت عارف إنى أنا كمان بحب عادل، وكنت بعتبره زى ابنى من قبل ما أنا وأنت نتجوز، عادل بيعانى من الوحدة يا خالد، ومش من العدل إنه يعيش لوحده وأخته بتتربى معاك، هو أعترفلى إنه افتقد الحنان والأمان اللي كان عايشهم وسطينا، وأنا عايزة يجى يتربى وسط أخواته رضوى وجاسر وحسن خالد: غريبة مقولتيش فاطمة يعنى ؟
تنظر له فاطمة وتبتسم دون أى رد، فيكمل خالد قائلا: أمممم، دا الموضوع كبير بقى، وشكل قصة حبنا هتتكرر تانى.

فاطمة: ها قولت إيه بقى؟
خالد: انا معنديش مانع، بس المشكلة الحقيقة فى جدته وأمه، أكيد مش هيوافقوا، بس كده هتبقى مدرسة يا حبيبتى، هتقدرى عليها
فاطمة: دى هتبقى أحلى مدرسة دول نعمة يا خالد، ربنا يحفظهم ويفضلوا محاوطينا وحوالينا، ومالين علينا حياتنا
يقبل خالد يدها قائلا: ويباركلى فيكى يا أحلى ماما فى الدنيا.

وفى فيلا الصفدى يفاتح عادل غالية فى موضوع عادل الصغير، فتصرخ قائلة: انت بتقول إيه يا عادل، أنت عايز عادل يبعد عنى زى ما أخته بتتربى بعيد عنى.
عادل: يا ماما افهمينى عادل من حقه يعيش مع أخته
غالية: يبقى خالد يسيبها تيجى تعيش هنا مع أخوها
عادل: إنتى عارفة إن خالد عمره ما هيوافق، وبعدين إذا كان دى رغبة عادل نفسه، وهو نفسه يرجع يعيش مع خالد وفاطمة وبيحبهم
يقطع حديثهم صوت عادل الصغير قائلا: أيوا يا تيتة ياريت حضرتك توافقى.

غالية: يعنى أنت يا عادل، موافق تبعد عنى وتسبنى موافق تروح تعيش مع خالد وفاطمة.
يوميء لها عادل بالموافقة، فتكمل قائلة: على العموم هسأل مامتك وهى اللى تقرر
عادل: دا على أساس إنى فارق مع ماما أوى
ينظر له عادل قائلا: عيب يا عادل تتكلم عن مامتك كده، تيتة معاها حق، الوحيد اللي من حقه يوافق أو يرفض هو مامتك
عادل: أسف يا خالو، عن إذنكم.

فى إحدى الفنادق:
تبلغ غالية غادة بطلب فاطمة، فتصرخ غادة قائلة: دا على جثتى، هى العقربة دى عايزة إيه، مش مكفيها خدت خالد وبنتى رضوى، كمان عايزة عادل ابنى .
غالية: فاطمة يا بنتى مش عايزة حاجة، دا ابنك اللي عايز يروح يعيش معاهم مع أخته، وإنتى عارفة أرتباطه بيهم تنظر غادة إلى الفراغ فى شر، وتكمل حديثها قائلة:
خلاص يا ماما خليه يروح
تحدثها غالية فى تعجب قائلة: يعنى إنتى موافقة يا غادة؟
غادة: طبعا، طالما رغبة ابنى، أنا ميمهنيش غير سعادته
وتغلق مع غالية الهاتف قائلة: جتلك على الطبطاب يا غادة من غير أى مجهود.
يقطع تفكيرها صوت الباب، تفتح الباب لتتفاجيء بوجود شخص ما أمامها، وتنظر إليه فى صدمة قائلة: علوان؟!

بعل مرور يومين:
تذهب غالية مع وردة إلى المستشفى بعد أن تخبر عادل أنها ستقوم بإجراء الكشف السنوى لها، وستحتاج لوجود وردة بجانبها، وبالفعل تستعد وردة لاجراء العملية بعد أن شجعتها غالية على ذلك دون علم عادل تتم العملية وتخرج وردة من غرفة العمليات إلى غرفتها ، وتجلس غالية بجانبها فى إنتظار أن تسترد وعليها، بعد فترة تفتح وردة عينيها فى بطيء قائلة: طنط، أنا عملت العملية.

تملس غالية على رأسها قائلة: آه يا حبيبتى، حمد لله على السلامة
تنظر لها وردة فى ضعف قائلة: الله يسلمك، بس أنا خايفة عادل يعرف لما أرجع البيت
غالية: هيعرف منين، إحنا هنفضل هنا لحد ما تشدى حيلك، والدكتور قال هما يومين وتبقى زى الفل، ولما نروح أتحججى بأى حجة إنك عندك برد تعبانة أى حاجة، المهم عادل ميحسش بأى حاجة، وزى ما قولتلك أول لما ربنا يكرمك وتحملى مش هيفكر فى أى حاجة غير فى ابنه اللي جاى.
تنظر وردة إلى الفراغ فى قلق...

فى فيلا خالد:
يدخل عادل الصغير ومعه حقائبه فى استقبال حافل من خالد وفاطمة، يحتضنه خالد قائلا: حمدا لله على السلامة يا حبيبى، نورت بيتك
عادل: بيتى؟!
خالد: طبعا بيتك يا عادل، أنت ناسى إنك ياما لعبت واتربيت هنا، ومن هنا ورايح أنا بابا خالد، ودى ماما فاطمة.
ينظر عادل لفاطمة وعينيه تترقرق بالدموع، فتوميء له بالموافقة مع ابتسامة قائلة: زى ما بابا خالد قالك يا حبيبى، ومن النهاردة هتنام مع أخوك جاسر فى أوضته، وهتعيش مع أخواتك.
خالد: يالا يا عادل، أطلع غير هدومك وتعالى عشان نتغدى كلنا سوا
ينظر له عادل فى سعادة قائلا: حاضر يا بابا.

وفى الفندق:
تخرج غادة من الحمام وهى ممسكة بمنشفة تجفف بها شعرها، ينظر لها علوان نظرة غامضة قائلا: اعملى حسابك يا غادة عندنا سهرة عمل برة النهاردة.
تنظر له غادة قائلة: سهرة إيه دى، وبعدين وأنا مالى آجى معاك ليه ؟
علوان: مش أنا قولتلك إنى نزلت مصر عشان شغل مهم ،أهو ده الشغل المهم، صفقة مهمة مع رجل أعمال كبير أوى، هيطلعلنا منها مش أقل من خمسين مليون دو لار.
غادة: برضه آجى معاك ليه، دا شغلك أنت ؟
علوان: عشان إنتى مراتى يا حبيبتى، وكل رجال الأعمال هيجيبوا زوجاتهم، ولا إنتى ناسية إنك مراتى ؟
تنظر له غادة فى ضيق قائلة: حاضر يا علوان.

فى شركة البدر:
كانت زهرة طوال الفترة الماضية تتجنب رؤية حسام أو التعامل معه،حتى إذا تعاملت معه تتعامل معه فى جمود وبشكل رسمى مما أثار غضبه وحيرته.
يجلس حسام فى مكتبه ويمسك هاتفه محدثا السكرتيرة قائلا: كلمى زهرة خليها تجيبلى الخطة اللي طلبتها منها السكرتيرة: حاضر يا بشمهندس.
بعد قليل تتصل السكرتيرة قائلة: أنا كلمتها يا بشمهندس قالتلى إنها سلمتها لأستاذ محى يراجعها.

يتحدث حسام فى غضب قائلا: يعنى غيه، أنا اللي طلبتها منها، تديها لمحيى ليه ويغلق الهاتف فى غضب متوجها إلى مكتب زهرة
ويفتحه فى إندفاع، فتفزع زهرة لرؤيته ولكنها تحاول أن تتمالك نفسها.
زهرة: خير يا بشمهندس ؟
حسام: إنتى أديتى الخطة اللي طلبتها منك لمحيي ليه، مش قولتلك شغلك يبقى معايا أنا؟

زهرة: المفروض واللي أعرفه إن أستاذ محيي مديرى المباشر، وهو اللي بيتابع شغلى مش حضرتك
حسام: وانا قولتلك لا تتعاملى مع محيي ولا غيره، ليه مش عايزة تفهمى!
زهرة: أفهم إيه يا بشمهندس، أنا مش فاهمة حاجة، اللي أعرفه إنى شغالة فى شركة وليا مدير مباشر، لكن اللي أنا مش فهمها ومش لقياله مبرر هو اللي حضرتك بتعمله معايا، وبصراحة لو استمر الوضع كده، أنا مضظرة اسيب الشركة.
ينظر لها حسام فى صدمة قائلا: تسيبى الشركة ؟!

زهرة: ما انا مبقبلش حد يعاملنى على إنى دمية يحركها يمين وشمال أنا هنا موظفة زيى زى أى موظف.
تهدا نبرة حسام، وينظر لها فى حب قائلا: لا يا زهرة، إنتى مش زى أى موظف هنا
زهرة: يعنى إيه ؟
حسام: طب ينفع نتكلم هنا، تعالى معايا أعزمك على حاجة نشربها وأنا أقولك قصدى إيه ؟

زهرة: بس هنا فى كافيتريا الشركة
حسام: موافق
تنزل زهرة مع حسام إلى كافيتيريا الشركة، وينظر لها حسام فى حب قائلا: ها يا ستى عايزة تعرفى إيه ؟
زهرة: عايزة أعرف أنا ليه مش زي أى موظف فى الشركة؟
حسام: لأنك يا ستى ببساطة حبيبتى
تنظر له زهرة فى صدمة وهى تفتح فمها قائلة: حبيبتك؟!

حسام: اقفلى بس بوقك ده لحاجة تدخل فيه، أيوا حبيبتى، أنا بحبك يا زهرة، بحبك من أول يوم قابلتك فيه، لقيت نفسك بتشدلك، حسيت كأنك تخصينى حد منى، لقتنى مش قادر أخلى حد يشوفك ولا يقرب منك، أيوا أنا بعترف إنى بغير عليكى، غصب عنى انا واحد أتحرم من الحب طول عمره، وغصب عنى لما لقيته بقيت مجنون بحبك.

تنظر له زهرة ومازالت الصدمة تؤثر عليها، يضحك حسام على منظرها فتسحرها ضحكته وتتسع عينيها فتصبح كالبلهاء، يكمل حسام حديثه قائلا: طب إيه هتفضلى مبحلقالى كده، أنا عارف إنى أمور وأتحب، بس مش للدرجة.
تدرك زهرة نفسها قائلة: ها، لا أمور إيه، أنا كنت بفكر بس؟
حسام: طب إيه رأيك فى كلام؟

زهرة: طب ليه حضرتك مقولتليش طول الفترة دى ؟
ينظر لها حسام فى جدية قائلا: بصراحة خفت.
تنظر له زهرة فى تساؤل قائلة: خفت ؟!

حسام: أيوا يا زهرة خفت، أنا صحيح بدور على الحب من زمان، وصحيح لما شفتك قلبى دق وقالى هى دى، إنتى أول حب فى حياتى يا زهرة، لكن جوايا أتكون خوف، زهرة إحنا فرق السن بينا كبير أوى أكتر من عشر سنين، ودا خوفنى إنك ممكن ترفضينى، أو تحسينى شخص غريب عنك، خفت اتصدم فى أول حب ليا، كنت عامل زى المراهق اللي خايف يعترف لحبيبته لترفضه .

زهرة: ومين قال إنى كنت هرفضك ؟
حسام: يعنى إيه ؟
زهرة: هو صحيح الفرق بينا فى السن مش صغير، بس أنا عمرى ما حسيت بالفرق ده، بالعكس، أنا من ساعة ما شوفتك حسيت إنك حد قريب منى كأنى اعرفك من زمان
ينظر لها حسام فى غير تصديق قائلا: إنتى قصدك... توميء له زهرة قائلة: أنا كمان... يعنى... قصدى... إنى موافقة.
 
يقف حسام فى فرحة قائلا: بجد يا زهرة، يعنى موافقة تتجوزيني ؟
تنظر له زهرة فى خجل قائلة: أيوا، أقعد بقى الناس بتتفرج علينا
يجلس حسام قائلا: طب ممكن تحدديلى ميعاد مع باباك
زهرة: بصراحة أنا أتكسف أقوله، ممكن تكلم فاطمة تخليها تقول لوردة هى تفاتحه.

حسام: بس كده من عينيا يا جميل
تنظر له زهرة فى خجل قائلة: وممكن تبطل تكسفنى
حسام: دا أنا هاين عليا أصرخ وأقول لكل الناس إنى بحبك
تنظر له زهرة فى حب، بينما ينظر لهما شادى من بعيد فى سعادة ممزوجة بالحزن، فحسام يذكره بنفسه فى حبه لفاطمة

فى المساء فى الفندق:
تدخل غادة غرفتها فى غضب وخلفها علوان، ينظر لها علوان فى هدوء قائلا: ممكن أعرف إيه اللي معصبك كده ؟
غادة: بقولك نظرات الحيوان اللي كنت عازمنا معاه دى مش مريحانى، أنا كنت حاسة إنى جايبنى من فوقي لتحتي.
علوان: يا ستى راجل شايف واحدة حلوة أدامه وبيبدى إعجابه
تنظر له غادة فى صدمة قائلة: وبالنسبة لجوز الست الحلوة دى إيه موقفه، عادى كده ؟

علوان: غادة حبيبتى، أنا مش هضيع صفقة بملايين عشان الراجل بصلك بصة معجبتكيش، يا ستى متبقيش تبصى ناحيته، أقولك أبقى غمضى عينك.
غادة: أنت إزا كده ؟
يقبلها علوان من وجنتها قائلا: إنتى بس اللي حمقية شوية، عن إذنك أخد شاور.
تنظر غادة لأثره فى صدمة قائلة: ياربى أخلص من وليد يطلع علوان، كلهم ألعن من بعض.

بعد مرور عدة أيام:
تعود وردة إلى الفيلا مع غالية فى إستقبال من عادل، الذى يلاحظ تعبها، ولكنها تعلل ذلك بأنها مجهدة من الأيام التى قضتها برفقة غالية.
يحاول خالد التقرب من فاطمة والتى كلمها اقترب منها تبتعد عنه رغما عنها حتى قرر أن يرسم خطة لتنفيذ كلام عادل معه.
وفى يوم من الأيام خرجت فاطمة من الشركة تبحث على سيارتها فلم تجدها، نظرت حولها فى قلق، فقطع بحثها صوت خالد من خلفها قائلا: مش هتلاقيها.

تنظر له فاطمة فى إستفهام، ليكمل قائلا: مش هتلاقى العربية بتاعتك، خليت السواق اخدها يروحها الفيلا.
فاطمة: ليه عملت كده، وأنا هروح إزاى دلوقتى ؟
يتوجه خالد إلى سيارته ويفتحها وهو ينحنى قائلا: تحت أمرك يا ملكتى، تسمحيلى أكون السواق بتاع جنابك النهاردة

تضحك فاطمة وهى تدخل إلى السيارة قائلة: مجنون يا خالد، وهتجننى معاك.
يتوجه خالد إلى كرسى القيادة قائلا: لسه بدرى على الكلمة دى يا أفندم.
يقود خالد السيارة وبعد فترة تنظر له فاطمة فى تعجب قائلة: خالد، دا مش طريق الفيلا.
يجيبها خالد دون أن ينظر إليها قائلا: أيوا بالظبط كده
فاطمة: طب ممكن أعرف أنت مودينى فين ؟
خالد: هخطفك!...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة