قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الحادي عشر

رواية عاشق المجهول ج2 للكاتبة أمنية الريحاني كاملة

رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الحادي عشر
( حب لا يعرف الانتقام )

يدخل خالد إلى الشركة تحت نظرات جميع الموظفين وهمساتهم، ويتوجه إلى مكتبه، وعندما يفتح الباب يتفاجيء بفاطمة تجلس على المكتب، يقف خالد مصدوما قائلا: فاطمة.
فاطمة: أيوا يا بشمهندس، مستغرب ليه، مش ده كان أتفاقنا
ينظر لها خالد نظرة غامضة تقابلها هى بنظرة تحدى قائلة : تحب نبدأ من إمتى ؟
خالد: من دلوقتى وحالا
تبتسم له فاطمة، ثم ترفع هاتفها محدثة السكرتيرة قائلة: لو سمحت بلغى بشمهندس حسام إن فى دلوقتى أجتماع فى أوضة الإجتماعات
ينظر لها خالد فى دهشة قائلا: إجتماع إيه ده يا فاطمة؟

فاطمة: بشمهندسة فاطمة، أرجوك يا بشمهندس متخلطش العلاقات الشخصية بالشغل، أنا هنا المهندسة فاطمة الحديدى رئيس مجلس الإدارة، ارجوك مترفعش الألقاب ما بينا ينظر لها خالد فى صدمة يتبعها بسخرية قائلا: طب يا بشمهندسة فاطمة، ممكن أعرف الإجتماع ده بخصوص إيه؟
فاطمة: هتعرف كل حاجة دلوقتى يا بشمهندس، بس الأول لازم شريكنا التالت يبقى موجود
خالد: ماشى يا فاطمة، قصدى يا بشمهندسة فاطمة.

فى فيلا الصفدى بالإسكندرية:
تتحدث غالية مع غادة فى الهاتف وسط ضحكات غادة العالية
غالية : ممكن أعرف بتضحكى على إيه، إيه اللي قولته ضحكك أوى كده ؟
تحدثها غادة ومازالت مستمرة فى الضحك قائلا: بقى بذمتك لما تقوليلى إن الدنيا بايظة بين فاطمة وخالد، وإن المشاكل توصل بيهم إن فاطمة تاخد مكان خالد فى شركته وتهينه وسط كل الموظفين، دى حاجة متفرحنيش.

غالية: ياللاه يا غادة لسه مصفتيش لفاطمة وخالد، معقولة تكونى شمتانة فيهم للدرجة دى ؟
غادة: واكتر من كده يا ماما، متتصوريش فرحتى وأنا شايفة خالد بيتكسر، ومن مين من فاطمة، فاطمة اللي باعنى بدل المرة أتنين بسببها،بس بجد برافو يا فاطمة طول عمرى بقول عليكى مش سهلة، لعبتيها صح.

غالية : معقولة يا غادة تفكرى كده، أنا عارفة إن طلاقك من خالد وجعك، بس مهما كان خالد يبقى ابن عمتك، وفاطمة كمان دى بنت خالك، حاولى تنسى يا غادة.
غادة: عمرى يا هقدر أنسى اللي عملوه فيا، أنا مكرهتش فى حياتى غير الاتنين دول، وخصوصا اللي اسمها فاطمة اللي جتلنا من الشارع والبيه لمها وفضلها عليا، وخلاها رقم واحد فى حياته، وأهى دلوقتى هى اللي بإيديها بتكسره.

غالية : غادة، متنسيش إنك بتتكلمى عن فاطمة الحديدى، مش واحدة من الشارع، متغلطيش غلطتى يا بنتى، متمليش قلبك بالكره ناحية أقرب الناس ليكى
غادة: الكره دى كلمة بسيطة عن النار اللي جوايا، أنا كل اللي هعمله الفترة الجاية إنى أقعد وأتفرج على فاطمة وهى بتهد كل اللي عمله خالد، وبتسحب كل حاجة منه
غالية : ربنا يهديلك نفسك يا بنتى، جوزك عامل إيه ؟

غادة: جوزى علطول مسافر بيباشر أعماله من بلد لبلد
غالية : وإنتى يا غادة مش ناوية تنزلى مصر قريب، أقله يا بنتى أبنك يشوفك
تنظر غادة إلى الفراغ قائلة : لا إزاى، دا أنا لازم أنزل قريب، قريب أوى كمان.

فى شركة البدر:
تجلس فاطمة على طاولة الإجتماعات وأمامها حسام وخالد الذى يحاول أن يمثل الهدوء ينظر حسام لفاطمة قائلا: خير يا بشمهندسة، أجتمعتى بينا ليه؟

تنظر فاطمة لحسام قائلة : أنا أجتمعت بيكم عشان حابة نقسم أدوار العمل ما بينا، مينفعش اللي كان بيحصل قبل كده، واحد يشيل الشغل كله والباقى مريحين
ينظر لها حسام قائلا فى مرح : والله بنت حلال، كأنك حاسة بيا، الواحد تعب...

تنظر فاطمة لخالد بطرف عينيها محدثة حسام : طبعا أنا حاسة بيك وعارفة اللي كان بيحصل، بس معلش بشمهندش خالد مكنش فاضى للشغل، وكان رامى عليك الحمل كله
يكز خالد عن أسنانه قائلا فى هدوء مميت : لو سمحت يا بشمهندسة ياريت نركز فى الشغل وملناش دعوة بالأمور العائلية.

تبادله فاطمة النظرة فى هدوء قائلة : ما هو ده الشغل يا بشمهندس، من النهاردة هتتقسم المشاريع بينا، حد فينا هيبقى مسئول يشرف على المشاريع اللي برة القاهرة، وحد تانى هيبقى مسئول يشرف عن المشارع اللي داخل القاهرة، والتالت هيبقى مسئول عن إدارة
الشركة والمناقصات اللي بتدخلها.

يصفق حسام فى حسام قائلا: هو دا الكلام، وربنا إنتى أجدع رئيس مجلس إدارة
ينظر له خالد نظرة مرعبة، فيتراجع عن التصفيق ويفضل الصمت
تبتسم فاطمة وتكمل حديثها قائلة : أنا طبعا مش هينفع أبقى مسئولة عن المشاريع اللى خارج القاهرة، ودا طبعا لآنى
تنظر لخالد وتكمل حديثها فى تأكيد قائلة : ست متجوزة زى ما انتم عارفين.

حسام : إنتى بتهزرى، ما طبعا عارفين إن أنتى وخ... تقاطعه فاطمة قائلة بشمهندس حسام زى ما قولنا، مش هندخل العلاقات الشخصية فى الشغل، جوزى ملوش دخل فى شغلنا
يؤكد خالد على حديثها قائلا: هى عندها حق يا بشمهندس حسام، مندخلش جوزها فى الموضوع وخلينا فى كلامنا.

يتبادل حسام النظرات بينهم فى دهشة، بينما ينظر خالد إلى فاطمة ويكمل حديثه قائلا: وأنا كمان مش هينفع أتابع المشاريع اللي برة لأن ده هيحتاج منى سفر كتير، وانتوا عارفين إنى أنا كمان راجل متجوز، ومراتى متقدرش تقعد يوم واحد من غيرى.

ينظر له حسام فى دهشة مرحة قائلا: لا حول ولا قوة إلا بالله، ما هى نفسها ف...
يقاطعه خالد قائلا: هى نفسها نفس المشكلة، عشان كده أقترح إن أنت يا حسام اللي تبقى مشرف على المشاريع اللي برة القاهرة
فاطمة : وأنا معنديش مانع لو بشمهندس حسام موافق
يرفع حسام يده قائلا: والله أنا موافق طالما هبعد عن الجنان ده.

يحاول كل من خالد وفاطمة إخفاء ضحكته، وتكمل فاطمة قائلة : كده جميل يبقى بشمهندس خالد هيبقى مسئول عن إدارة المشاريع اللي داخل القاهرة
وتنظر إلى حسام قائلة : بشمنهدس حسام، يا ترى مكتب مدير المشروعات لسه فاضى ولا حد قعد فيه

حسام: لا موجود، محدش أتعين فيه من ساعة ما إنتى سبتى الشركة، خالد كان رافض حد يدخله ولا رضى يعين حد مكانك، كان هو اللي بيقوم بالشغل ده يتبادل كل من فاطمة وخالد النظرات سويا، فتنتبه فاطمة لنفسها قائلة : خلاص يبقى من النهاردة ده مكتب بشمهندس خالد.

يحاول خالد ألا يظهر ما به من غضب مغلفا وجهه بابتسامة باهتة
تكمل فاطمة حديثها قائلة : أعتقد كده خلصنا كل الكلام اللي محتاجة أقوله، ياريت الفترة الجاية كل واحد يقوم بدوره كويس أوى عشان نقدر نوقف الشركة دى على رجلها.

يخرج حسام من قاعة الاجتماعات، بينما يميل خالد على فاطمة هامسا: إنتى صحيح هنا فاطمة الحديدى رئيس مجلس الإدارة، بس الواقع اللي عمره ما هيتغير إنك هتفضلى مراتى هنا وفى البيت ويقبلها خالد فى وجنتيها ويتركها ويخرج فى صدمة منها، تضع فاطمة يديها على وجهها وتنظر إلى أثر خالد، تشعر حينها وكأن قلبها يعلن الحرب عليها من شدة دقاته، وتبتسم رغما عنها ولكنها تتذكر شينا ما، فتتحول نظراتها العاشقة لنظرات تحدى وتمسك هاتفها محدثة شخص ما قائلة : أيوا... محتاجة أشوفك النهاردة ضرورى... لا النهاردة بقولك محتجاك... طيب خلاص استنانى أنا هجيلك.

فى إحدى المراكز الطبية :
تقوم وردة من على السرير الطبى متوجهة للطبيبة ويبدو عليها القلق قائلة : خير يا دكتور؟
ينظر الطبيب إلى وردة قائلا: بصى يا مدام، مش هكدب عليكى وأقولك إن الموضوع سهل وإنك ممكن تحملى، بس فى نفس الوقت مش مستحيل
وردة: يعنى إيه مش فاهمة؟
الطبيب: يعنى صحيح الحمل صعب عند حضرتك، بس ممكن بعملية يبقى فى أمل تحملى
تنظر له وردة فى أرتسم الأمل على وجهها قائلة : بجد يا دكتور، يعنى أنا ممكن أحمل فعلا
الطبيب: بس زى ما قولت لحضرتك الأمل مش كبير

وردة: مش مهم، المهم فى أمل ولو واحد فى المية
بعدها يرتسم القلق على وجهها قائلة : بس العملية دى هتبقى خطيرة، قصدى يعنى...
الطبيب: أنا فاهم، بصى هى العملية مش سهلة، بس كمان فشلها مش هيغير الوضع الحالى، يعنى لو نجحت هيبقى فى أمل كبير إن شاء الله فى الحمل
تنظر له وردة بعد تفكير قائلة : وأنا مستعدة يا دكتور، أقدر أعملها إمتى ؟

فى فيلا خالد:
يدخل خالد الفيلا، فيجد كريمة تجلس وأمامها جاسر وفاطمة ورضوى يلعبون، وتحمل فى يدها حسن الصغير
يقترب خالد منهما وهو يبتسم قائلا: مساء الخير يا دادة
كريمة: مساء النور يا ابنى
يركض كلا من فاطمة ورضوى إلى خالد قائلين : بابا جه بابا جه

يحتضنهم خالد قائلا: حبايب قلب بابا عاملين إيه
ينظر خالد لجاسر قائلا: وأنت يا بشمهندس يا صغير ، عامل إيه وحشتنى
جاسر : كويس يا بابا خالد
فاطمة: بابا، جاسر بيقول إنه عمو، وبيضحك عليا
خالد: لا يا حبيبتى جاسر فعلا يبقى عمو
فاطمة : يا سلام إزاى بقى، وأنا أكبر منه، هو ينفع عمو يبقى أصغر منى
يضحك خالد على حديثها قائلا: أه يا لمضة ينفع، لما يبقى اخو بابا يبقى عمو حتى لو اصغر منك
رضوى: طب وحسن يا بابا ؟

ينظر خالد إلى حسن فى حب قائلا: لا حسن دا حاجة
تانية، حسن دا أخوكم،
فاطمة: أخونا إزاى بقى ؟
ينظر خالد لفاطمة قائلا: إنتى اسمك إيه ؟
فاطمة: اسمى فاطمة خالد
وينظر لرضوى قائلا: وإنتى ؟

رضوى: اسمى رضوى خالد
خالد: وهو كمان اسمه حسن خالد يبقى أخوكم بس مامته هى ماما فاطمة فهمتوا
فاطمة: أمال جاسر اسمه جاسر إيه يا بابا، جاسر خالد يقاطعه جاسر قبل أن يجيب قائلا: لا أنا اسمى جاسر عاصم، مش جاسر خالد، عشان أنا بابايا ومامتى راحوا عند ربنا، عشان كده أنا مش اسمى زيكم ويتركهم جاسر ويغادر فى صدمة من خالد، ينظر خالد.

إلى كريمة قائلا: دادة من فضلك خدى الولاد فوق على ما اروح اشوف جاسر يقترب خالد من جاسر فيجده يبكى، ينزل خالد إلى مستواه قائلا : مالك يا جاسر يا حبيبى، بتعيط ليه؟
جاسر: بعيط عشان كل الولاد عندهم بابا وماما، إلا أنا معنديش لا بابا ولا ماما
يحيط خالد وجهه بكفيه قائلا: أخس عليك يا حبيبى مش أنا بابا خالد، وماما فاطمة مش ماما.

جاسر: أيوا، أنا كنت عارف كده، لما دخلت المدرسة
عرفت أن اسمى جاسر عاصم، مش جاسر خالد، يعنى أنت مش بابا أنت أخويا، وفاطمة مش ماما، فاطمة هى كمان أختى، أنا معنديش بابا وماما، كان نفسى اشوفهم، قبل ما يروحوا عند ربنا، هما أكيد كانوا بيحبونى صح؟

تدمع عين خالد من حديث جاسر قانلا: طبعا يا حبيبى كانوا بيحبوك اوى
جاسر: أمال ليه سابونى ومشيوا؟
يحتضن خالد جاسر بشدة قائلا: الله يرحمهم، سابوك عشان تبقى أجمل هدية يسبهولنا
يخرجه خالد من حضنه قائلا: عارف يا جاسر، يوم ما أتولدت كنت أنا وفاطمة فرحانين بيك أوى، عارف ليه
جاسر : ليه؟

خالد: عشان حاجات كتير، عشان أنت بتفكرنى بمامتى مريم اللي هى مامتك، وعشان بتفكر فاطمة باباها عاصم اللي هو باباك، وعشان أنت أول واحد جمعتني بفاطمة وربطني بيها من غير ما تحس، يعنى على قد حبى لفاطمة على قد حبى ليك، شفت بقى إحنا بنحبك إزاي.
جاسر: صح عندك حق
خالد: يبقى مش عايزك تفكر فى الكلام الوحش ده تانى، أنا بابا خالد باباك وأخوك، وفاطمة تبقى مامتك وأختك، وأخواتك رضوى وفاطمة وحسن.
يحتضنه خالد من جديد وقد نزلت دموعه رغما عنه.

فى فيلا الصفدى:
تجلس وردة فى إنتظار عادل الذى يأتى من الخارج ويبدو عليه الإرهاق
تستقبله وردة قائلة : مساء الخير يا عادل
عادل: مساء النور يا حبيبتى.

يلقى عادل نفسه على السرير فى إرهاق قائلا: مش قااااادر، اليوم كان مميت، الله يسامحك يا بنت عاصم سايبالى الشغل كله على دماغ
تقترب منه وردة فى إرتباك قائلة : ليه، هى فاطمة بطلت تيجى الشركة ؟
عادل: أيوا يا ستى، صاحبتك خلاص بدأت لعبة القط والفار مع خالد، وراحت مسكت الشركة معاه، يعنى كل حاجة بقت فوق دماغى.

وردة : ربنا يقويك يا حبيبى
تنظر له وردة فى تردد كأنها تريد أن تقول له شيء، يلاحظ عادل ترددها قائلا. إيه يا وردة، حاسك عايزة تقولى حاجة
تنظر له وردة فى إرتباك قائلة : أنا، لا، سلامتك، انا هقوم أحضرلك العشا على ما تغير هدومك وتخرج من الغرفة سريعا محدثة نفسها : إيه يا وردة، مقولتلوش ليه على العملية، خايفة يرفض زى ما رفض الحقن المجهرى قبل كده، طب وبعدين ما أنتى لازم
تقوليله، أمال هتعمليها من وراه.

فى فيلا خالد:
تدخل فاطمة الفيلا، فتجد خالد فى استقبالها، يقترب منها خالد قائلا: حمدا لله على السلامة يا زوجتى العزيزة
تنظر له فاطمة فى دهشة قائلة : زوجتك العزيزة؟
خالد: طبعا، هو إنتى مش مراتى حبيبتى ولا أنا غلطان ؟
تنظر له فاطمة فى شك قائلة : لا مراتك، بس يعنى أنا توقعت أجى ألاقيك متعصب متنرفز منى

خالد: لا يا حبيبتى، ما أنا أصل لقيت عندك حق، الشغل حاجة، وحياتنا حاجة تانية، وزى ما إنتى قولتى إنتى فعلا رئيسة مجلس الإدارة فى الشركة وبس، لكن هنا بقى مراتى حبيبتى اللي ليا عليها كل الحقوق، ولا إيه رأيك.
تنظر له فاطمة فى قلق قائلة : خالد، أنت ناوى على إيه بالظبط؟...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة