قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الثاني عشر

رواية عاشق المجهول ج2 للكاتبة أمنية الريحاني كاملة

رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الثاني عشر
( حب لا يعرف الانتقام )

خالد: هكون ناوى على إيه يا حبيبتى، تفتكرى جوزك اللي بيحبك وبتحبيه هيكون ناوى على إيه، هنعيش زى أى أتنين متجوزين حياة طبيعية.
تنظر له فاطمة ببعض الشك قائلة : حياة طبيعية إزاى يعني!
خالد: دلوقتى تعرفى يا حبيبتى
تنظر له فاطمة بقلق، ثم تنادى على كريمة قائلة : دادة كريمة، يا دادة كريمة
يقاطع خالد نداء ها قائلا: خير يا حبيبتى بتنادى على دادة كريمة ليه؟

كريمة : عايزاها تحضر الغدا، هموت من الجوع
يلف خالد حولها قائلا: أمممم، هتموتى من الجووووع، ودى قاعدة رقم واحد من النهاردة مفيش لا دادة كريمة ولا أى شغالين فى البيت.
تنظر له فاطمة فى تعجب قائلة : يعنى إيه الكلام ده؟

خالد: يعنى يا حبيبتى يا مراتى، أنا مشيت كل الشغالين، وخليت دادة كريمة بس عشان تاخد بالها من الولاد، ودا طبعا لأنى عارف إن أربع ولاد كتير عليكى تراعيهم لوحدك، أما بقى الطبيخ والغسيل وشئون البيت فده من اختصاصك من النهاردة، وطبعا أنا راجل حقانى عشان كده هسمحلك تجيبى حد يساعدك فى تنضيف الفيلا مرة كل أسبوع.

تنظر له فاطمة فى صدمة قائلة : خاد ! أنت عايزنى أطبخ وأنضف وأغسل
خالد: وفيها إيه يا حبيبتى، مش ست زى باقية الستات
فاطمة: أيوا بس أنا...
يقاطعها قائلا فى سخرية : عارف عارف
ويكمل حديثه مقلدا إياها : إنتى فاطمة الحديدى، بنت عاصم بيه الحديدى
يكمل حديثه فى جدية قائلا: بس فى الأول والأخر فاطمة الحديدى دى ست، ومش أى ست دى مراتى، مراتى اللي عارفها أكتر من نفسها، وعارف كمان إنك تقدرى.

تكونى ست بيت من الدرجة الأولى، ولا نسيتى إنك تربية أمى، مريم الصفدى ولا نسيتى، أمى اللي عشت معاها طول عمرى باكل من إيديها وبتغسل هدومي بنفسها، وعمرها ما جابت حد يساعدها، إنتى بقى أحسن من أمي.
فاطمة: لا طبعا، الله يرحمك يا ماما.

خالد: يبقى من هنا ورايح مش أكل ولا هشرب ولا هلبس غير من إيدك ويقبل يدها فى صدمة منها قائلا : ويالا بقى يا حبيبتى، مشتاق أدوق أحلى أكل من إيديكى الحلوة، اللي ياما دوقت منها زمان يتركها خالد ويذهب لغرفة المكتب، ولكنه يقف عند الباب قائلا: طمطم، وحياتك استعجلى الأكل لأحسن هموت من الجوع ويدخل المكتب ويتركها، تنظر فاطمة إلى أثره فى غيظ قائلة : بقى كده، ماشى يا ابن ....يا ابن مريم.

تعود فاطمة إلى الواقع، وتنظر إلى الفراغ فى غيظ، لتعود من جديد وتتذكر حديثه معاها فى نفس اليوم مساءا كانت فاطمة فى غرفتها تبدل ملابسها لملابس النوم فيدخل عليها خالد دون أستئذان، فتفزع من فعلته قائلة، خضتنى يا خالد حد يدخل كده.
يجلس خالد على السرير قانلا: أولا محدش يجرؤ يقرب من الأوضة دى فى العالم كله غيرى، ثانيا هو برضه يا طمطم فى راجل بيتسأذن وهو داخل أوضة مراته.
تنظر له فى ضيق قائلة : طب أنت محتاج حاجة، جعان، عايز تشرب قهوة ؟

خالد: لا يا حبيبتى، بصراحة تسلم إيدك، أكلك طعمه لحد دلوقتى فى بقى.
لتجده يمدد رجله وينام بإريحية على السرير، تقترب منه فاطمة فى إندفاع قائلة : إيه إيه يا أخينا، أنت بتعمل إيه ومريح كده
خالد: إيه يا حبيبتى، هنام، منمش يعنى
فاطمة: تنام فين، ما تروح تنام فى أوضتك.

خالد: ما هى دى أوضتى يا طماطم ولا نسيتى تنظر له فاطمة قائلة فى تردد: أيوا بس أنت سبتها لما
خالد : قصدك يعنى لما أتخانقنا، خلاص بقى أنا قلبى أبيض وسامحتك، وقولت لنفسى كفاية يا خالد عقاب لحد كده، لازم ترجع تنام فى أوضتك مع مراتك حبيبتك، خصوصا وأنا عارف يا حبيبتى أنك بتخافى تنامى لوحدك من زمان، بس أنا نسيت أقولك إن دى القاعدة التانية فى حياتنا.

تنظر له فاطمة متساءلة، ليجيب قائلة : يعنى من النهاردة مينفش كل واحد مننا ينام فى أوضة، إحنا مش أجانب يا فاطمة هانم، عشان كده إنتى مخدتيش بالك إن خليت كريمة ترجعلى كل لبسى وحاجتى فى الدولاب هنا جنب حاجتك، ومن النهاردة هنام هنا فى الأوضة دى، وعلى السرير ده تنظر له بفاطمة قائلة فى إرتباك : أنت قصدك.. يعنى عايز...

يضحك خالد على منظرها قائلا: تعالى يا فاطمة نامى، إنتى تعبانة طول اليوم، ومتخافيش مش خالد اللي يغصبك على حاجة إنتى مش عايزها، تصبحى على خير.
ويواليها خالد ظهره، تشعر فاطمة ببعض الحزن، ولكنها تستلم لتعبها وتنام.

فى اليوم التالى صباحا
تشعر فاطمة ببعض الحركات الرقيقة على وجهها، لتفتح عينيها فتجد خالد يداعب وجهها بأطراف أنامله، تنظر له فاطمة فى حب وقد نسيت فى هذه اللحظة الخلافات التى بينهما قائلة صباح الخير
يبتسم خالد قائلة صباح الورد على وردتى، بذمتك ينفع كنتى تحرمينى أصحى كل يوم على الوش الجميل ده أنتبهت بفاطمة لنفسها، لتقوم من مكانها فى جدية قائلة.
هو إحنا الساعة كام ؟
خالد وقد تحولت نبرته لنفس الجدية : الساعة سبعة
فاطمة: أمال مصحينى بدرى ليه كده يا خالد، سيبنى أنام شوية.

خالد: لا يا حبيبتى لازم تصحى بدرى، وعودى نفسك بعد كده تصحى قبلى، عشان تحضريلى لبسى وفطارى، ولما أقوم الاقى كل حاجة جاهزة عشان متأخرش على الشركة..
ويقترب منها هامسا : أصلك متعرفيش، الشركة مسكتها حتة مديرة، أعوذ بالله بومة، بتتلكك على الواحدة، عارفة لما بشوفها بحسها زى الراجل تنظر له فاطمة فى صدمة : بومة ؟! زى الراجل ؟!

خالد : أه وحياتك يا فاطمة، زى اما بقولك كده، أنا عارف جوزها مستحملها إزاى دى، الله يكون فى عونه، أنا لو منه أروح أتجوز عليها
فاطمة : بقى كده، يعنى أنت لو مكانه هتعمل كده
خالد: فشر، وأنا متجوز أى واحدة
تبتسم فاطمة على حديثه، ليكمل قائلا فى سخرية : دا أنا متجوز فاطمة الحديدى
لتعقد فاطمة حاجبيها فى ضيق
خالد: يالا بقى يا طمطم يا حبيبتى حضريلى الفطار، قبل أما البومة دى تروح قبلى.

وهكذا أصبح الروتين اليومى لفاطمة، تستيقظ صباحا قبل خالد ظنا منه أنه نائم، وتقوم بتجهيز ملابسه، وبعدها تعد لهم الافطار، وتوقظه من نومه، وبعدها يقومون جميعا بتناول وجبة الإفطار مع أولادهم وجاسر يذهب كلا منهما إلى الشركة فى سيارته الخاصة، ليبدأ يوم جديد من المعارك الخفية بين خالد وفاطمة فى الشركة، ولكن مع ذلك كانت فاطمة تدير الشركة بحكمة وتنظيم ويد من حديد، فلما لا وهى من تدربت على يد خالد والذى يعد من أكفا المهندسين.

لتعود فاطمة فى نهاية اليوم تعد طعام الغداء ويتناولوه جميعا فى جو من الألفة والدفيء العائلى وبالرغم من أن المعارك والصراعات الخفية كانت تشتعل كل يوم بين خالد وفاطمة، إلا إنها كانت سعيدة بالجو العام الذى أدخلها فيه خالد، وشعرت لأول مرة وكأن هذه الفيلا هى حقا مملكتها الصغيرة التى تتوج عليها. ملكة وحيدة دون غيرها..

تعود فاطمة للواقع وقد أرتسمت على وجهها ملامح الغيظ، ولكن لم تستطع أن تكبح ضحكتها رغما عنها قائلة : بقى أنا بومة وزى الراجل يا خالد، ماشى يا بشمهندس.
ليقطع شرودها صوت السكرتيرة قائلة : بشمهندسة فاطمة، عادل بيه برة وعايز يقابلك
فاطمة: دخليه فورا
يدخل عادل إلى فاطمة فى مرحه المعتاد قائلا: إزيك يا جناب رئيس مجلس الادارة..

تتوجه فاطمة إلى عادل قائلة : أبيه عادل، وحشتنى جدا
عادل: وإنتى بكاشة علفكرة، وبعدين مش ناوية تبطلى أبيه دى، دا أنا حتى بقيت جوز صحبتك، وبعدين هو الفرق بينا كام سنة يا بنتى دا أنا قد جوزك.
تعود فاطمة إلى مكتبها، وتنظر إلى عادل قائلة :
قولتهالك مية مرة يا أبيه، أنت أبيه مش بالسن، أنت أبيه لأنى دايما شايفاك الكبير بتاعى بعد بابا الله يرحمه، شايفاك أخويا الكبير، يمكن بابا، شايفاك دايما أدامي.

حد كبير أوى، مبخفش من أى حاجة لأنى واثقة إن يوم ما أحتاجه هلاقيه دايما معايا.
ينظر لها عادل فى حب، ويشعر كأنه ضائع من حديثها، يخرج من شروده على صوتها وهى تشير أمام وجهه بيدها قائلة : إيه روحت فين يا أبيه
عادل: بفكر فى كل الكلام الحلو اللي قولتيه دلوقتى، مكنتش متخيل إنى مهم عندك كده ويكمل فى مرح قائلا: وبعدين أمال فين أبيه خالد ولا نسيتي.

فاطمة : لا أبيه إيه بقى خلاص، خالد طول عمره بالنسبة لى خالد وبس وأنت أكتر واحد كنت شاهد وعارف
ينظر لها عادل فى حزن قائلا: عارف يا فاطمة، المهم قوليلى عاملة إيه معاه فى لعبة القط والفار اللي عايشينها اليومين دول
تضحك فاطمة قائلة : مبسوطة جدا
عادل: لا يا شيخة، صدق اللي قال الستات دول مجانين، تموتوا فى النكد زى عينيكم.

فاطمة: أنا بتكلم بجد يا أبيه، رغم إنى عارفة إن خالد بيحاول يرسم أدامى إنه مش مضايق، بس أنا أكتر واحدة فاهمة خالد، خالد بيحاول يكسب الحرب معايا لصفه، بيلعب دايما على نقطة المشاعر والحب، بس ميعرفش إنه من غير ما يقصد خلانى أعيش العيشة اللي كنت بحلم طول عمرى أعيشها معاه، بيت واسرة ودفى ولمة، عارف بيجى عليا وقت ببقى نفسى أروح وأقوله إنى خلاص نسيت كل اللي فات وإنى مستعدة اكمل حياتى معاه وارمى كل حاجة ورا ضهرى الشركة والفلوس وكل حاجة.

عادل : ومبتعمليش كده ليه يا طمطم وتريحيه وتريحى نفسك
فاطمة : فى اللحظة اللي بقرب منه واقرر أنهى الحرب اللي ما بينا، بتخيله وهو بيفوقنى على صدمة جديدة وضربة مش متوقعاها، وأنا تعبت أوى يا عادل، مش هستحمل ضربة تانية من خالد، المرة دى بجد هتكسر ومش عارفة أقف تانى
عادل : وأخرة الحرب إيه يا حبيبتى، دا عذاب ليكى وليه؟

تقف فاطمة، وتتوجه إلى النافذة وتنظر فى شرود دون أى رد، ليكمل عادل حديثه قائلا: فاطمة إنتى وخالد الحياة بينكم رجعت طبيعية
فاطمة: ما أنا حكيتلك اللي حصل واللى عمله معايا
عادل: مش قصدى على الطبيخ والغسيل، قصدى على حياتكم مع بعض
تنظر فاطمة الجهة الأخرى قائلة : لا يا عادل دى الحاجة الوحيدة اللي خالد محاولش يغصبنى عليها، ولا يستغل ضعفى فيها.

عادل: عشان هو دا خالد يا حبيبتى، خالد ممكن يستغل حقوقه عليكى فى كل حاجة عشان يرجعك ليه، إلا الحاجة دى، عارفة ليه، عشان خالد راجل يا فاطمة
تنظر له فاطمة فى تفكير قائلة : عندك حق يا أبيه، خالد فعلا راجل
عادل: بتفكرى فى إيه يا بنت الحديدى
تبتسم فاطمة قائلة : ولا حاجة بس زى ما خالد قرر يلعب الحرب بطريقته، أنا كمان ليا طريقتى، وفى الحرب كل الطرق مشروعة، أبيه عادل أنا عايزة شادى يرجع يشتغل معانا تانى.

تتسع عينا عادل قائلا: فاطمة إنتى أتجنينتى، شادى إيه اللي يرجع الشركة، إنتى كده ناوية تقيدها نار، فوقى يا حبيبتى واعقلى، وكفاية إنك صدرتيه ساعة شرا الأسهم.
فاطمة : متخفش يا أبيه، شادى صحيح هيقيد نار، بس مش فى الشركة
عادل: يا خوفى منك ومن تفكيرك هيوصلك لفين مش عارف، المهم إن جنابك مش بس سيبتيلى الشركة فوق دماغى، كمان هتاخد شادى اللي شايل معايا الشغل.

فاطمة : معلش يا أبيه، خليها عليك وأنا ليا مين بس غيرك أتقل عليه
عادل: لما نشوف أخرتها يا بنت الحديدى
وفى مكان أخر فى الشركة، يمسك خالد هاتفه ليطب السكرتيرة، فينظر إلى الهاتف فى تعجب قائلا: ألو، مين معايا
فيجيبه أحد الأشخاص قائلا: أيوا يا أفندم، أنا إبراهيم.
سكرتير حضرتك الجديد.

خالد: سكرتيرى الجديد ؟! أمال فين السكرتيرة بتاعتى إبراهيم : معرفش يا أفندم، أنا بشمهندسة فاطمة هى اللى عينتنى هنا
خالد: بشمهندسسسسة فااطمة، طب هاتلى ملف مشروع العبور من قسم التسويق.
إبراهيم : حاضر يا أفندم
يغلق خالد الهاتف ويعيد الإتصال مرة أخرى وهو يحدث نفسه، لما نشوف أخرتها معاكى يا فاطمة هانم
يأتيه الرد قائلة : خير يا بشمهندس، فى حاجة ؟
خالد: ممكن أعرف غيرتى السكرتيرة بتاعتى ليه من غير علمى، وليه جبتى سكرتير مش سكرتيرة
فاطمة: دا إجراء روتينى يا بشمهندس.

خالد: يا سلام، إنك تغيرى سكرتيرتى إجراء روتينى، ودا بالنسبة لى أنا بس ولا لكل الشركة
فاطمة: لا هو دا بالنسبة ليك لوحدك
خالد: واشمعنى أنا إن شاء الله اللي يبقى ليا سكرتير
تهمس له فاطمة فى الهاتف قائلة : عشان يا حبيبى لما تحب تنام، تلاقى إيد خشنة تفوقك، عن إذنك
ينظر خالد إلى الهاتف فى صدمة، ثم يغرق بعدها فى نوبة من الضحك قائلا: شكلك أتجننتى وهتجننينى معاكى يا بنت عاصم

فى فيلا الصفدى:
تجلس وردة شاردة، تتذكر حديثها مع عادل فى الصباح
تركض وردة خلف عادل الذى يغادر فى عجلة قائلة : عادل، استنى بس، مالك مستعجل ليه ؟
عادل: معلش يا دودو، عندى أجتماع مهم ومتأخر
وردة: طب كنت عايزة أقولك على حاجة
عادل : طب قولى يا ستى، بس بسرعة
تنظر له وردة فى تردد قائلة : أنا... أنا .

عادل: إنتى إيه، أتكلمى
وردة: أنا... أنا هستناك على الغدا النهاردة متتأخرش
عادل: هى دى الحاجة المهمة يا وردة، حاضر يا حبيبتى هحاول متأخرش ويتركها عادل ويغادر
تعود وردة إلى الواقع قائلة : وبعدين يا وردة هتفضلى
تأجلى كلامك معاه لحد إمتى، الوقت بيمر وأنا لازم أعمل العملية فى أقرب وقت
يقطع شرودها صوت الخادمة قائلة : مدام وردة، غالية هانم وصلت تحت وبتسأل عليكى
تنظر لها وردة فى تعجب قائلة : طنط غالية، غريبة، مقلتش إنها جاية.

فى شركة البدر:
يجلس خالد وحسام أمام فاطمة فى مكتبها، يعطى حسام فاطمة بعض الأوراق قائلا: دى يا فاطمة تقارير كل المشاريع اللي أنتهينا منها وسلمناها، الحمد لله قدرنا نسلم مشروع الساحل ومشروع السخنة فى وقت قياسى.
يكز خالد على أسنانه وهو ينظر لحسام قائلا: أسمها بشمهندسة أو مدام فاطمة.

تبتسم فاطمة بداخلها، وتنظر لحسام قائلة : هايل يا حسام طول عمرك قد المسؤلية
تنظر فاطمة إلى خالد قائلة : وحضرتك يا بشمهندس، إيه أخبار المناقصات اللي كلفت حضرتك بيها
خالد: ما إنتى عارفة يا بشمهندسة مناقصة وزارة الإسكان كسبناها بأمر الله، والمناقصة التانية أنا شغال
فاطمة : عظيم، طول عمرك شاطر يا بشمهندس.

حسام: الحق يتقال اللي بجد أثبت كفاءته هو إنتى يا فاطمة، مكنتش متخيل إن الشركة فى الوقت البسيط ده هتقدر تقف على رجلها من تانى
فاطمة : الشركة كانت محتاجة مننا إهتمام أكتر بكل تفصيلة فيها وتنظر لخالد قائلة : وبعدين متنساش يا حسام أنا متربية على إيد أحسن مهندس فى مصر كلها
يتبادل كلا من خالد وفاطمة النظرات بينهما، ليقطع حسام نظراتهم قانلا: أحم، أنا بس اللي مستغربله، إزا بقينا نكسب المناقصات عادى، هو الشخص اللي كان بيحاربنا نسينا ولا إيه.

ينظر له خالد فى سخرية قائلة : ويمكن الشخص ده بقى من مصلحته إننا نكسب مش نخسر
حسام : قصدك إيه ؟ هو أنت عرفت هو مين؟
ينظر خالد لفاطمة دون أى كلام، فتبادله نظرة غامضة، ليكمل حديثه قائلا: مش مهم هو مين، المهم إننا بقينا نكسب وخلاص
فاطمة: على العموم أنا حابة أبلغكم إن فى شخص أنا هعينيه فى الشركة مدير لقسم الشنون المالية
حسام: براحتك، اللي شايفاه صح أعمليه، أنا شخصيا واثق من أختيارك.

خالد: ودا مين بقى الشخص ده إن شاء الله
تبتسم له فاطمة قائلة : شادى، أكيد تعرفه
يقف خالد مكانه فى غضب قائلا: نععععععععععععم... شادى مين ده إن شاء الله اللي تعينيه، مش كفاية كنت عملاله توكيل عشان يشترى الأسهم مكانك، وبعدين هو إنتى لسه بتقابليه ولا ليكى كلام معاه.

تقف فاطمة فى حزم قائلة : بشمهندس خالد، متنساش نفسك، أنا هنا المسئولة عن الشركة، ومن حقى اخد أى قرار من غير ما حد يراجعنى، أظن كلامى واضح
ينظر لها خالد فى غضب ويتركها صافعا الباب خلفه.
ينظر لها حسام قائلا: تقلتى العيار يا فاطمة، وإنتى عارفة خالد
فاطمة: حسام إحنا هنا فى شركة، وخالد لازم يتعلم كويس إزاى يفصل بين الشغل والحياة الشخصية، لأن ده كان السبب الرئيسى فى كل المشاكل اللي وقعت فيها الشركة
حسام: عندك حق، وياريت فعلا يفهم ده.

وفى فيلا الصفدى:
تستقبل وردة غالية فى حفاوة بعد أن تحتضنها قائلة : وحشتينى أوى يا ماما غالية
غالية : وإنتى كمان يا حبيبتى، كده تسبونى لوحدى طول الفترة دى
وردة: معلش حقك عليا، إنتى عارفة شغل عادل
غالية : طب أحكيلى بقى عاملة إيه مع عادل ؟
تنظر لها وردة فى تردد، فتكمل غالية حديثها قائلة :
مالك يا بنتى، فى حاجة عايزة تقوليها ؟
وردة: بصراحة عايزة أتكلم مع حد بدل ما يجرالى حاجة
غالية : طب أتكلمى يا وردة يا حبيبتى أنا سمعاكى.

فى شركة البدر :
تمسك فاطمة هاتفها وتتحدث فيه قائلا: ألو... كويسة كنت مشغولة شوية الفترة اللي فاتت... أنا عايزة أشوفك فى أقرب وقت... أيوا فى حاجات كتير حصلت ومحتاجة أقولك عليها... ماشى هجيلك.

تقص وردة على غالية ما قاله لها الطبيب عن العملية، وترددها للحديث مع عادل فى هذا الموضوع، تنظر لها غالية قائلة : طب وإنتى مش عايزة تقوليله ليه ؟
وردة: مش عارفة يا ماما، خايفة يرفض
غالية : يرفض ليه يا بنتى، حد يكره يبقى أب؟
وردة: مش عارفة عندى إحساس إن عادل مش عايز يجيب ولاد منى
غالية : طب بذمتك دا كلام، دا عادل وقف قصادى أنا شخصيا وكان متمسك بيكى عشان يتجوزك، تقومى تقوليلى مش عايز يخلف منك، شيلى الأوهام دى من دماغك، وطالما الدكتور أداكى أمل لازم نمشى وراه.

وردة: حضرتك شايفة كده؟
غالية : طبعا، ولو تحبى أكلمهولك...
تقاطعها وردة قائلة : لا يا ماما، من فضلك متقوليلوش حاجة، أنا هحاول أقوله وتنظر لها وردة فى تعجب قائلة : هو صحيح إيه اللي
نزل حضرتك القاهرة على فجأة كده.

فى فيلا خالد:
تدخل فاطمة الفيلا، لتجد خالد فى أستقبالها قائلا: أهلا بفاطمة هانم زوجتى المصون
فاطمة: فى إيه يا خالد، أرجوك لو هتتخانق أنا راجعة هلكانة ولسه هجهز الأكل وأشوف الولاد.

خالد: وأتخانق ليه، هو أنا ليا عين أتخانق مع مديرتى، ولا إنتى عملتى حاجة، إنتى حايلة رايحة تعينى خطيبك القديم فى الشركة بتاعتى، وأنا مليش حق أفتح حتى بقى ولا أتكلم.
فاطمة : يا خالد دا شغل، وحاول متربطش الشغل بالعلاقات الشخصية
خالد: إنتى إزاى أصلا...

ولكن يقطع حديثهم صوت جرس الباب، تتوجه فاطمة إلى الباب لتفتحه وهى تتمتم ببعض الكلمات قائلة : الحمد لله الباب أنقذنى من الموشح اللي كنت هاخده..
تفتح فاطمة الباب، لتتسع عينيها حين يظهر أمامها الطارق، تنظر فاطمة فى صدمة قائلة : غادة !

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة