قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الثالث عشر

رواية عاشق المجهول ج2 للكاتبة أمنية الريحاني كاملة

رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الثالث عشر
( حب لا يعرف الانتقام )

فى سيارة عادل :
يقود عادل سيارته فى طريقه إلى الفيلا، ليرن هاتفه فيجدها وردة فيجيبها قائلا: أيوا يا وردة
وردة: أنت فين يا عادل؟
عادل: أنا جاى فى الطريق أهو
وردة: طب يا حبيبى مستنياك
تغلق وردة الهاتف وتنظر لغالية قائلة : جاى فى الطريق يا ماما
غالية : حلو، أطلعى إنتى وضبى نفسك بقى واستعدى، ومش هوصيكى أول لما يجى تظبطيه ودلعيه وبعد كده تقوليله على العملية، هيوافق علطول.
وردة: تفتكرى يا ماما
غالية : طبعا يا بنتى، أسألينى أنا، الله يرحمك يا يحيي.

وفى السيارة
ما زال عادل فى طريقه إلى الفيلا، ليوقفه صوت هاتفه من جديد، فجيب عليه، لتتحول ملامحه إلى القلق قائلا : نعم، إزاى دا يحصل ... وأنتوا كنتوا فين، طب أنا جاى حالا.

فى فيلا خالد :
تنظر فاطمة فى صدمة قائلة : غادة!
تدخل غادة فى إستنكار قائلة : أيوا غادة يا بنت خالى، معتقدش لحقيتى تنسينى
ينظر خالد فى دهشة قائلا: غادة، إنتى مش كنتى مسافرة، رجعتى إمتى؟
غادة: لسه جاية من المطار حالا
ينظر لها خالد فى إستنكار قائلا: ياااااه وجيتى من المطار علينا علطول، إظاهر كنا واحشينك أوى
غادة: أكتر مما تتخيل يا ابن عمتى.

تنظر غادة لخالد ولفاطمة التى ألجمتها الصدمة قائلة :
إيه مش هتقولولى أتفضلى ولا إيه، ولا إيه يا خالد وقبل أن يجيب خالد عليها، أفاقت فاطمة من صدمتها، ووققت أمام غادة قبل أن تدخل قائلة : رايحة على فين يا غادة؟
غادة: داخلة يا فاطمة، ولا هتطردينى، متنسيش برضه إن فى يوم من الأيام كان البيت ده بيتى قبل ما يبقى بيتك ، ولا نسيتى.
تنظر لها فاطمة فى قوة وتحدى قائلة : لا منستش يا بنت عمتى، بس منستش كمان إن دلوقتى أنا فاطمة الحديدى مدام خالد حسن، يعنى البيت اللى أدامك دلوقتى بقى بيتى، وبصراحة يعنى إنتى مش ضيف مرغوب فيه.

تنظر غادة لخالد قائلة : ويا ترى دا رأيك أنت كمان يا خالد، عايزنى أطرد من بيتك، متنساش إن مهما كان بنت خالك وأم بنتك
خالد: بنتى ؟! ياااااه أنت لسه فاكرة إن ليكى بنت... غادة فاطمة عندها حق، إنتى فى يوم من الأيام جيتى وأهنتيها هنا فى بيتها، وهى إعتبارا لصلة الدم والقرابة اللي بينا مطردتكيش من بيتها، أعتقد دلوقتى من حقها تستقبلك أو متستقبلكيش فى بيتها هى حرة.

تنظر فاطمة فى حب لخالد الذى نصرها بحديثه عنها، لتضحك غادة بصوت عالى قائلة : بالظبط كده، هو ده اللي رجعت مخصوص عشان أشوفه
ينظر خالد لغادة متساءلا، لتجيب قائلة : أصلهم قالولى إن فاطمة هانم خدت الجمل بما حمل، وبقت هى الريسة عليك، بس بصراحة متخيلتش إنها تبقى راجل البيت هنا كمان.

ينظر لها خالد فى غضب قائلا: غادة، أحترمى نفسك، وشوفى إنتى بتكلمى مين
غادة: بكلم مين، بكلم خالد اللي سلم نفسه لعيلة تلعب بيه لحد ما سحبت من تحت إيده كل حاجة وتنظر غادة لفاطمة قائلة : من أول يوم شوفتك فيه وأنا مرتحتش ليكى، سبحان الله وطلعت الوحيدة اللي فهماكى صح، بس بجد شابوه فاطمة، بجد أحييكى طلعت أستاذة
وعملتى اللي محدش فينا قدر يعمله.

وتعيد النظر لخالد قائلة : أشرب يا بشمهندس البالونة اللي نفختها وأول ما فرقعت، فرقعت فى وشك، أشرب ، ولسه ياما هتشرب
تقف فاطمة فى وجهها قائلة : أوعى تفتكرى إن إنى هسمحلك مهما عملتى تهدمى بيتى، لا أنسى، فاطمة العيلة اللي زمان كانت بتعيط من أى كلمتين تقوليهم خلاص مبقتش موجودة، واللي أدامك فاطمة الحديدى، وانا بتحداكى يا غادة، عمرك ما هتقدرى تهدى اللي بينى وبين خالد.

وتنظر فاطمة لخالد قائلة : لأن اللي بينى وبينه سنين كتير أوى، عمر بحاله وأقوى بكتير من إنك تهديه يبادلها خالد نظرة الحب..
تنظر لهم غادة فى ضيق وتهم بالرحيل، ليوقفها صوت خالد قائلا: غادة، نسيتى تسألى على بنتك رضوى، معقولة تيجى لحد هنا، وتنسى تشوفيها وقبل أن تجيبه غادة تسمع صوت طفولى قادم ينادى قائلا. ماما، يا ماما.

تنظر غادة تجاه الصوت لتجده صوت رضوى أبنتها التى لم تراها منذ أكثر من أربع سنوات، ولولا أن عادل كان حريص أن يرسل إليها بصورها لكانت لا تعلم شكلها.
نظرت غادة لأبنتها بعيون دامعة، وفتحت ذراعيها لتلك الصغيرة التى تركض منادية "ماما" ظنا منها أنها تقصدها، لكنها صدمت حين ركضت رضوى إلى فاطمة تحتضنها قائلة : ماما، جاسر أخد لعبتى.

تنظر غادة إلى رضوى فى إشتياق قائلة : رضوى حبيبتى، وحشتينى أوى، تعالى لماما.
تنظر رضوى إلى غادة فى خوف، وتتشبث بحضن فاطمة
تنظر فاطمة فى حنان إلى رضوى قائلة : حبيبتى، دى ماما، جت من السفر مخصوص عشان تشوفك
ينظر خالد إلى فاطمة فى حب، بينما تجيب رضوى مستنكرة : لا دى مش ماما، أنا معرفهاش إنتى ماما
تحاول غادة كبت دموعها، بينما تنظر لها فاطمة فى شفقة وحزن

تنظر غادة لكلا من فاطمة وخالد قائلة : أنا مش هسامحكم أنتوا الأتنين ولو أخر يوم فى عمرى
وتغادر فى غضب، بينما تنظر فاطمة إلى أثرها وقد نفذت طاقتها من القوة والتحدى، لتشعر وكأن الدنيا تدور من حولها، وتكاد أن تسقط فاقدة الوعى ولكن تتلقاها يد خالد فيحملها إلى غرفتهما محاولا إفاقتها.

فى فيلا الصفدى :
تستعد وردة فى أبهى زينتها لإستقبال عادل كما قالت لها غالية، تضىء الشموع إستعدادا لعشاء رومانسى مع حبيبها، وتنظر إلى الساعة فى قلق من تاخيره

فى مكان أخر :
يرقد طفل على السرير، ورجليه مربوطة بشاش طبى، وبجانبه المربية الخاصة به، يدخل عادل فى لهفة مقتربا من الولد قائلا : شهاب حبيبى أنت كويس ؟
ينظر له شهاب فى إبتسامة قائلا: أنا كويس يا بابا
ينظر عادل فى غضب إلى المربية قائلا: إزاى ده حصل، وإنتى كنتى فين ؟

تنظر له المربية فى تردد قائلة : هو اللي غفلنى يا عادل بيه، أنا بعمل اللي عليا بس هو اللي شقى ومش بيسمع كلامى زى أخته
ينظر لها عادل فى تحذير قائلا: اسمعى، أنا جبتهم من إسكندرية عشان يبقوا تحت عينى وأبقى مطمن عليهم، لو مش هتقدرى تاخدى بالك منهم قوليلى أشوف حد تانى، أنا مش هسمح دا يحصل لحد فيهم تانى، فهمانى؟

المربية : فاهمة يا عادل بيه، وأسفة على اللي حصل.
يعيد عادل النظر إلى شهاب قانلا: وأنت يا ولد أنت تسمع كلام النانى بتاعتك، ومش عايز اسمع منها أى شكوى تانى، مفهوم.
شهاب : مفهوم يا بابا.
ينظر عادل حوله متساءلا: أمال فين فاطمة ؟

وفى مكان أخر :
تنظر فاطمة حولها لهذا المكان الواسع، وهى تبكى قائلة : أنت فين يا بابا، تعالى بقى، أنا خايفة
يأتى نور من بعيد يقترب رويدا رويدا إلى أن تتبين فاطمة أنه والدها عاصم، فتركض نحوه قائلة : بابا، وحشتنى يا بابا أوى، ليه سبتنى لوحدى
ينظر لها عاصم مبتسما قائلا: إنتى مش لوحدك يا حبيبتى، انا معاكى فى لحظة
فاطمة: بس أنا مش بشوفك يا بابا
عاصم : بس بتحسى بيا يا فاطمة.

ويمد يده إلى فاطمة بشيء ما، تنظر له فاطمة فى تعجب قائلة : إيه ده يا بابا ؟
عاصم : دى كليتى يا فاطمة، هتحافظ عليكى يا حبيبتى، خليها معاكى، متبعدهاش عنك، هى دى أمانك يا فاطمة، حافظى عليها
فاطمة : أنت مش كنت أديتها لخالد يا بابا؟ وتنظر حولها فى لهفة منادية : بابا، أنت رحت فين، بابا.

فتجد أحدهما يمد يده إليها قائلا: تعالى يا فاطمة متخافيش، تعالى
تمسك فاطمة يده فى راحة دون أن تنظر إلى وجهه، فيسحبها من يدها قانلا: تعالى معايا
ولكن ما إن تمسك يده، تشعر بالغربة، لتنادى قائلة : أنت مين، أنت مش خالد، فين خالد
لكنه يظل يتمسك بيدها ولا يتركها دون ان تتضح ملامح وجهه قائلا: تعالى معايا، تعالى معايا
تصرخ فاطمة فى فزع قائلة : خالد، أنت فين يا خالد، خاااااااالد.

تستيقظ فاطمة مفزوعة وهى تنادى على خالد، لتجده بجانبها ينظر إليها فى قلق قائلا: إيه يا حبيبتى مالك ؟
تتمسك فاطمة بملابسه قائلة : خليك جنبى يا خالد، متبعدش عنى يضع خالد رأسها على صدره قائلا: متخافيش يا حبيبتى، انا جنبك يا فاطمة وهفضل دايما جنبك، نامى يا حبيبتي.
فتستجيب له فاطمة وتنام وهو يضمها إليه فى أمان.

فى إحدى الفنادق:
تجلس غادة فى غرفتها بعد أن أصرت ألا تقيم فى الفيلا مع عادل، إذ أنها على خلاف معه منذ أن تزوجت زواجها الأخير، تسير غادة فى غضب وهى تتذكر كلمات أبنتها إليها.
" لا دى مش ماما، أنا معرفهاش إنتى ماما "
ليزداد غضبها، فتمسك بإحدى المزهريات وتلقى بها فى غضب محطمة.

يقطع غضبها صوت هاتفها، فتنظر فيه وتزفر فى ضيق حين رأت هوية المتصل، تحاول غادة أن تهدأ وتجيب قائلة: أيوا علوان
علوان: إنتى فين يا مدام ؟
غادة: نزلت مصر يا علوان
علوان : وهى فى زوجة محترمة تسافر من غير ما تقول لجوزها؟

تزفر غادة فى ضيق قائلة : أنت كنت مسافر يا علوان، وعرفت عن عادل ابنى تعبان وكان لازم أسافر بسرعة
علوان : طب يا غادة، لما أشوفك لينا حساب تانى ويغلق الخط فى ضيق منها قائلة : يا أخى هى نقصاك أنت كمان.

فى فيلا الصفدى:
يدخل عادل إلى الفيلا فيجد الهدوء والظلام يعمها، يتوجه إلى الدرج ولكن يتوقف حين يرى عادل الصغير يجلس فى الظلام وحيدا، يقترب منه قائلا: عادل، إيه يا حبيبى إلى مسهرك لحد دلوقتى، وإيه اللي مقعدك لوحدك فى الضلمة
عادل: عادى يعنى يا خالو، ما أنا طول عمرى لوحدى.
يجلس عادل أمامه قائلا: ليه يا ابنى بتقول كده، إحنا قصرنا معاك يا عادل؟

عادل: لا يا خالو، حضرتك وتيتة غالي حتى طنط وردة عمركم ما زعلتونى، ودايما بتعاملونى كويس، بس أنا يتيم يا خالو، وإحساس اليتم ده صعب أوى يا خالو، أنا عشت طول عمرى لوحدى، بابا مش فاكر منه غير ذكريات طشاش كده، كلها زعيق وضرب، وقالولى
بعدها إنه مات، حتى ماما اللي المفروض تعوضنى عن يتم الأب هى كمان سابتنى وعمرها ما فكرت فيا، يعنى بقيت يتيم الأم والأب مش الأب بس..

ينظر له عادل فى صدمة من حديثه قائلا: كل ده شايله فى قلبك يا حبيبى، كبرت إمتى يا عادل كده ؟
عادل: كبرت من بدرى يا خالو، بس محدش حاسس بيا ولا شايفنى، أقولك على سر يا خالو، أنا زعلت لما ماما أطلقت من عمو خالد
ينظر له عادل فى تعجب قائلا: خالد؟! ليه يا عادل زعلت أنا تصورت إنك فرحت إنها سابته، وإنك مش مبسوط إن ليك جوز أم.

عادل: بالعكس يا خالو، عمو خالد الوحيد اللي كان بيعوضنى حنان بابا، عمره ما فرق بينى وبين رضوى وفاطمة، انا بجد كنت مبسوط أوى لما كنا عايشين معاه، عارف مين كمان يا خالو اللي كنت بحس بحبه وحنيته
عادل : مين يا حبيب خالو، النهاردة يوم المفاجأت.
عادل: طنط فاطمة
ينظر له عادل فى تعجب قائلا: فاطمة ؟ فاطمة بنت خال مامتك؟

عادل: أيوا يا خالو، كانت دايما بتعاملنى أحسن من ماما نفسها، أنا فاكر مرة جالى دور حمى شديدة، وكانت ساعتها طنط فاطمة عايشة فى الفيلا عند عمو خالد وماما، ساعتها ماما سابتنى ونزلت، وهى اللي فضلت جنبى تعملى كمدات، كنت بتمنى ساعتها إن هى اللي كانت ماما.

ينظر له عادل فى فخر قائلا: تعرف إنى فرحان بيك أوى يا عادل، انت بجد خسارة فى أمك، يالا يا بطل قوم نام عشان الوقت اتاخر، ونبقى نكمل كلامنا بعدين، وأوعدك إنى هعملك مفاجأة هتعجبك أوى.
يتحرك عادل ناحية الدرج فيوقفه عادل الصغير قائلا: خالو، هو أنا ممكن أطلب منك طلب
يوميء له عادل بالموافقة قائلا: طبعا يا حبيبى.
تظهر ملامح الإرتباك على عادل قائلا: هو ممكن يعنى، لو ينفع نعزم عمو خالد وطنط فاطمة هنا.

عادل: هو ممكن طبعا، بس ليه ؟
عادل: أصل يعنى جاسر ورضوى وحشونى
يضيق عادل عينيه قائلا: جاسر.. ورضوى.. أممم.. بس كده؟
عادل: آه يعنى وفاطمة كمان بنت عمو خالد، يعنى حضرتك عارف أنا أتربيت معاهم ويعتبروا زى أخواتى
عادل: زى أخواالاااتك، لا دا أنت حكايتك حكاية يا ابن
غادة، شكلك هتطلع دنجوان، قدامى على فوق، والصبح أبقى أعرف حكايتك.

وفى الاعلى:
تنام وردة وهى جالسة على كرسى أمام الطاولة بعد أن أنطفنت الشموع، يدخل عادل الغرفة فتشعر به وردة وتستيقظ فى قلق قائلة : عادل، إيه اللي اخرك كده، قلقت عليك.
يستبدل عادل ملابسه قائلا فى تعب واضح : معلش يا
وردة، افتكرت ورق مهم فرجعت جبته من الشركة.
وردة : طب يا حبيبى، غير هدومك عشان نتعشى سوا
عادل وقد أنتهى من تبديل ملابسه ليلقى بنفسه على السرير قائلا: لا اتعشى إنتى يا حبيبتى، أنا عايز أناااااام.
وقبل أن تجيبه وردة كان قد غط فى سبات عميق، لتذفر وردة فى ضيق واضح.

فى الصباح
فى فيلا خالد:
تستيقظ فاطمة من نومها لتجد نفسها تنام فى حضن خالد ويضمها إليه فى راحة، وما أن يشعر بها خالد فيفتح عينيه قائلا: صباح الخير يا حبيبتى، عاملة إيه دلوقتى؟
فاطمة : الحمد لله، هو إيه اللي حصل يا خالد؟
خالد: مفيش، اغمى عليكى إمبارح، وكنت تعبانة طول الليل

تنظر له فاطمة فى تردد قائلة : عشان كده... أنا... قصدى يعنى...
يضحك خالد عليها قائلا فى حب : عشان كده نمتى وإنتى ماسكة فيا وفى حضنى
ويكمل فى مرح قائلا: علفكرة مش عيب، إنتى تقريبا مراتى علفكرة.
تخجل فاطمة من نفسها، فيقترب منها خالد فى حب قائلا: علفكرة دى عادتك من زمان، وإنتى صغيرة لما كنتى تتعبى كنت أفضل قاعد أدامك طول الليل وإنتى مكنتيش بتطمنى إلا وأنا جنبك، صحيح مكنتش بقدر أضمك ليا زى دلوقتى، بس كنتى دايما تقوليلى إن امانك معايا.

يمسك خالد يدها قائلا: فاطمة، أنا تعبت، تعالى ننسى اللى فات بجد، تعالى نبدأ من اول وجديد، أنا محتاجك جنبى زى ما إنتى محتجانى جنبك، كفاية مأوحة وعند فى بعض، ها موافقة نرجع نعيش حياتنا الطبيعية من تاني؟
تتوه فاطمة فى نظراته لها، وتشعر بدقات قلبها تتسارع، فتوميء له برأسها دليلا على الموافقة، وقبل ان يقترب منها خالد، تسحب نفسها فى هدوء قائلة : ممكن يا خالد تدينى فرصة اهدى واراجع نفسى.
خالد : خد الفرصة اللي إنتى عايزاها يا فاطمة، المهم فى الأخر متبعديش عنى أبدأ.
تنظر له فاطمة فى حب وقد تجدد بداخلها الأمل

تمر الأيام وخالد يحاول التقرب من فاطمة قدر الامكان، أما فاطمة فكلما أقتربت منه وتناست مشاعر الخوف بداخلها، شيء ما يدعوها للتراجع مرة أخرى

بعد مرور عدة أيام - فى شركة البدر:
تسير زهرة فى الشركة وهى تنظر فى عدة أوراق فى يدها، فلم تنتبه لهذا لاشخص القادم نحوها فتصطدم به فى صدمة منها ويسقط منها ما بيدها من أوراق، تنظر له زهرة فى أسف شديد قائلة : أنا أسفة جدا، مخدش بالى.

يبتسم لها شادى قائلا: ولايهمك، أنا اللي أسف
تنحنى زهرة لجمع ما سقط منها من أوراق، فى نفس الوقت الذى ينحنى فيه شادى ليساعدها فى جمع الأوراق ، فيخرج حسام ويجد هذا المشهد، فيصرخ فى غضب قائلا، أنسة زهرة، بتعملى عندك إيه ؟
يبدو ملامح الإرتباك على زهرة، وتسقط الأورق من الأوراق من يدها مرة أخرى قائلة : أصل ... أصل خبطت فى الأستاذ من غير ما أقصد، والورق وقع منى.

فى هذه الأثناء جمع لها شادى جميع الأوراق وأعطاها لها مبتسما، قائلا: أتفضلى يا أنسة زهرة، وأسف مرة تانية
زهرة : ولا يهمك
يهم شادى بالمغادرة، ولكن يعود إلى زهرة مرة أخرى قائلا: علفكرة أسمك حلو أوى
وينظر لحسام قائلا: أزيك يا بشمهندس، عن إذنك.. ويتركهم وحسام يكاد يحرق ما حوله من الغضب، تنظر له زهرة فى إرتباك، وقبل أن تتحدث يقاطعها قائلا: على مكتبك.
زهرة : أصل ...
حسام: قولت على مكتبك، يالااااا
تركض زهرة من أمامه فى رعب، فيزفر فى ضيق واضح.

وفى داخل مكتب فاطمة تجلس ومعها خالد وحسام الذى دخل لاحقا ليبدأ إجتماعه معهم لمناقشة أوضاع الشركة، كانت فاطمة تحاول أن تتجاهل نظرات خالد التى ما إن أستجابت لها ستنهار قوتها بالكامل.
تنظر فاطمة لحسام فى ثبات وتكمل حديثها قائلة : كده تمام يا حسام كده أتفقنا على كل حاجة، وصاحب المشروع جاى دلوقتى عشان نتمم الإتفاق.
يدق الباب، وعندما يدخل شادى يقف خالد فى غضب قائلا: أنت ؟ أنت إيه اللي جابك هنا ؟

حسام: أهدى يا خالد، مش كده
ينظر له خالد فى غضب قائلا: مش ههدى يا حسام غير لما الشخص ده يمشى من هنا
تقف فاطمة قائلة فى حزم: اهدى يا بشمهندس، أظاهر إنك نسيت إنى قولت هعين أستاذ شادى مدير للشئون المالية
خالد: وأنا سبق وقولتلك مش هيحصل.
تنظر له فاطمة فى تحدى قائلة : أظن أنا هنا رئيس مجلس الإدارة، وأنا اللي أقول إيه اللي هيحصل وإيه اللى مش هيحصل
ينظر لها خالد فى غضب، ويخرج صافعا الباب خلفه..

تنظر فاطمة لحسام قائلة : روح هديه يا بشمهندس بعد إذنك
ينظر حسام لشادى فى غضب، وبعدها يعيد النظر لفاطمة قائلا: حااااضر، لما نشوف أخرتها معاكم
يخرج حسام هو الأخر، فينظر شادى لفاطمة قائلا: وبعدين يا فاطمة أخرتها إيه ؟
 تنظر فاطمة فى شرود إلى الفراغ وترتسم على وجهها ملامح القلق...
يقطع شرودها السكرتيرة التى تبلغها بوصول رجل الأعمال مازن الشاذلى، فتطلب منها ان تدخله ويستأذن شادى بالمغادرة

فى مكتب خاد:
يسير خالد فى غضب وخلفه حسام يحاول تهدئته قائلا: وبعدهالك يا خالد، مش أتفقنا نفصل مشاعرنا عن الشغل
خالد: ما أنت مش حاسس بالنار اللي فيا، لو مراتك جابتلك خطيبها القديم يشتغل معاها، وتشوفهم فى الرايحة و الجاية هتبقى بالبرود ده.
حسام: لا يا سيدى هتعصب، مش قبل ما اتعصب هثق فيها، وعايز أفكرك إنها فى يوم من الأيام سابت خطيبها ده عشانك ولا نسيت، خليك واثق فى حب فاطمة ليك، هى مش محتاجة أكتر من ثقتك.
ينظر له خالد فى تفكير قائلا: تفتكر ؟
حسام: أيوا طبعا، جرب كده وأركن غيرتك دى على جنب وحسسها بثقتك، وهتشوف الدنيا هتتعدل بينكم إزاي.
ينظر خالد إلى الفراغ فى تفكير..

أما فى مكتب فاطمة، تكمل فاطمة حديثها مع مازن قائلة: كده انا أديت لحضرتك تصور مبدأى لتصميم المجمع السكنى اللي حضرتك عايز تبنيه.
ينظر لها مازن فى إعجاب قائلا: هايل يا بشمهندسة، بجد شغل فوق الممتاز، ياريتك كنتى مسكتى الشركة من زمان بدل بشمهندس خالد.
تنظر له فاطمة فى ضيق قائلة : مازن بيه، أنا خبرتى كلها بدين بيها لبشمهندس خالد اللي أدربت وأتعلمت على إيده.
مازن : هايل، مش بس مهندسة شاطرة، لا كمان واضح إنك زوجة وفية لجوزها، بجد يا بخت بشمهندس خالد بيكى، ولو أنى سمعت إن فى بينكم خلافات.

تنظر له فاطمة فى إستنكار قائلة : خلافات؟! أولا أنا وخالد مفيش بينا أى خلافات، ثانيا معتقدش إن حياتى الشخصية ليها أدنى علاقة بالشغل اللي بينى وبين حضرتك.
مازن: دا صحيح، يمكن متكونش حياتك الشخصية وعلاقتك بالبشمهندس تهمنى على صعيد الشغل، بس ليه متقوليش إن عندى أمل.
تنظر له فاطمة فى استفهام قائلة : أمل ؟! أمل فى إيه ؟

مازن : يعنى أكون اللي سمعته على خلافاتكم صحيح، ويكون عندى فرصة أحل محل البشمهندس فى حياتك وأفوز بالجوهرة اللي هو مش عارف قيمتها تقف فاطمة فى غضب وقبل أن تنطق بأى كلمة تجد خالد يدخل فى غضب ويلكم مازن فى وجهه قائلا: تحل محل مين يا روح مامي!...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة