قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الثالث والعشرون

رواية عاشق المجهول ج2 للكاتبة أمنية الريحاني كاملة

رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الثالث والعشرون
( حب لا يعرف الانتقام )

يجلس المأذون وبجاوره عادل وخالد، وفى الجهة الأخرى تجلس فاطمة وبجاورها غالية، ويرافقهما حسام، يجلس الجميع فى حزن شديد، ينظر المأذون إلى فاطمة قائلا: ها يا بنتى، مصرة على طلبك للطلاق.
تنظر فاطمة لخالد بعيون دامعة، وقلب ينفطر حزنا، وتتمسك فى ملابسها وهى تغمض عينيها فى آلم، ثم تعاود فتحهما وهى تخرج صوتها فى صعوبة قائلة: أيوا.

ينظر المأذون لخالد قانلا: أرمى عليها اليمين يا ابنى ينظر لها خالد نظرة طويلة، وتنزل دموعه رغما عنه، وهو يتذكر كل لحظة مرت عليهما سويا، ثم يخرج صوته هو الأخر فى صعوبة قانلا: فاطمة، إنتى... إنتى...

يتنفس خالد بقوة ويغمض عينيه فى آلم، وبعدها يفتحهما من جديد قائلا: إنتى طالق يا فاطمة
وكأن الكلمة كانت كالصاعقة على أذن فاطمة، أتسعت عينيها حين سمعتها، وكأنها لم تكن تتوقع مدى قسوة هذه الكلمة عليها.
ينظر المأذون لخالد قائلا: تعالى أمضى يا ابنى يستحيب خالد لطلب المأذون، ويوقع على قسيمة الطلاق ينظر المأذون لفاطمة هى الأخرى للتوقيع على العقد، تتحرك فاطمة فى بطيء شديد، وكأن قدماها لم تعد تستطع أن تحملها، وبعدها تصل إلى المأذون، وتوقع
على العقد بيدين يرتشعان.

يغادر المأذون، فينظر خالد لفاطمة قائلا: فاطمة، البيت دا بيتك، أنا مش عايزك تخرجى منه، عشان كده أنا هسيب البيت تعيشى فيه إنتى وحسن وجاسر، وهاخد رضوى وفاطمة وعادل معايا.
تنجنب فاطمة النظر له، ومازالت تنظر إلى الأسفل بعيون تملأها الدموع.
ينظر خالد لعادل قائلا: من فضلك يا عادل، ساعدنى أنقل حاجتى للعربية، وأخد البنات وعادل يوميء له عادل فى حزن.

يحمل خالد حسن من كريمة التى تحمله، وينظر له نظرة أخيرة قائلا: هتوحشنى يا أبو على، ملحقتش اسمع كلمة بابا منك، بس أنا هستأذن ماما وأجى أشوفك.
ويقبله خالد، ثم يعيده لكريمة لتحمله من جديد، تحت نظرات فاطمة التى أوشكت على الإنهيار
ينظر خالد لجاسر، ويجلس على ركبتيه أمامه قائلا: عارف يا جاسر، أنا هسيب ماما معاك عشان عارف أن معاها راجل صغير هياخد باله منها، صح يا حبيبى.

يحتضنه جاسر قانلا: متمشيش يا بابا، أنا مليش غيرك أنت وماما
خالد: مبقاش ينفع يا جاسر أفضل قاعد، بس هجيلك
مش هسيبك، هفضل أجيلك، وهكلمك كل يوم
يربت عادل على كتفه، فينظر إليه خاد فى حزن قائلا: خد بالك منها يا عادل
يوميء له عادل رأسه من جديد.

وما أن يتحرك خالد بالبنات وعادل، حتى يتركونه جميعا، ويركضوا إلى فاطمة يحتضنونها فى بكاء منهما ومنها هى الأخرى
فاطمة: لا أنا عايزة أفضل مع ماما فاطمة
رضوى: متخليش بابا ياخدنى يا ماما
عادل: أنا كمان مش عايز أسيب ماما فاطمة وأمشى، أرجوك يا بابا خالد خلينا معاها
ينظر خالد لفاطمة فى عتاب، وهنا تنهار فاطمة وتنزل دموعها بغزارة على وجهها وهى تحتضن الأولاد.

تمسح فاطمة دموعها بعد ان تتمالك نفسها، وتحاول أن تخرج صوتها بشكل طبيعى قائلة: بعد إذنك يا خالد، خليهم معايا، أنا هرعاهم وأخد بالى منهم، وتقدر تشوفهم فى أى وقت.
خالد: طب وإنتى ذنبك إيه تشيلى مسؤليتهم؟
تنظر فاطمة للأولاد قائلة: عشان كلهم ولادى، حتى لو مكنوش ولاد بطنى، بس كلهم فى الأخر ولاد قلبى.

وتعيد النظر إلى خالد قائلة: دا أخر طلب هطلبه منك، خلى الولاد معايا
عادل: خلاص يا خالد، خلى رضوى وفاطمة وعادل مع فاطمة، لحد على الأقل ما ترتب أمورك
يوميء له خالد رأسه بالموافقة، ويقبل البنات وعادل الصغير، ويتركهم بعد أن تتقابل عينه مع فاطمة فى نظرة وداع طويلة
بعد أن يخرج خالد، تتركهم فاطمة وتصعد إلى غرفتها، وتنهار باكية.

وفى الأسفل، ينظر عادل لغالية قائلا: خليكى معاها يا ماما اليومين دول، متسبهاش لوحدها
غالية: من غير ما تقول يا ابنى، مقدرش أسيبها فى الحالة دى، تعرف يا عادل، رغم إن خالد طلق بنتى غادة، لكن محزنتش قد ما حزنت دلوقتى لما طلق فاطمة.
ينظر لها عادل فى استفهام، لتكمل قائلة: لأنى اكتشفت إن خالد مكنش بيحب غادة، ولا هى كانت بتحبه، لكن اللى شفته دلوقتى يقولى إن الحب اللى بين خالد وفاطمة أكبر من أى حب شفته فى حياتى، ما هو يا ابنى على قد الحب يكون الوجع.

ينظر لها عادل فى حزن قائلا: عندك حق يا ماما، على قد الحب يكون الوجع.
غالية: وأنت يا عادل، مش ناوى تروح تصالح مراتك، ميصحش يا ابنى تسيبها غضبانة كده وهى حامل
عادل: مش وقته يا ماما، ما إنتى شايفة اللى إحنا فيه، وعموما أنا سايباها تهدى وبعدين هروح أصالحها.

فى مكان أخر:
تتحدث غادة مع غالية ويبدو على ملامحها السعادة قائلة: إنتى بتتكلمى جد يا ماما، يعنى إيه خلاص خالد وفاطمة اطلقوا
غالية: شمتانة يا غادة، شمتانة فيهم يا بنتى، إلا الشماتة يا غادة، متأمنيش الدنيا
غادة: لا النهاردة مش يوم مواعظ ولاحكم يا ماما، النهاردة يوم فرح وسعادة وبس، النهارددة انتقمت من أكتر أتنين أذونى فى حياتى، ويا ترى عادل ابنى فين دلوقتى؟

غالية: ابنك صمم يقعد مع فاطمة، ومرضيش يسيبها لا هو ولا رضوى
غادة: دول بقى اللي محتاجين منى قرصة ودن، وهيرجعولى ورجعلهم فوق رقبتهم
تغلق غادة مع غالية فى سعادة قائلة: أخيرا رجعلى حقى، وشوفتكم وأنتوا بتتحرقوا أدام عينيا
يقاطعها صوت من خلفها قائلا: هما مين دول اللى فرحانة فيهم كده؟

تلتفت غادة للصوت لتجده علوان، تنظر له قائلة: لا مفيش، موضوع كده وخلص خلاص
يقترب منها علوان قانلا: ويا ترى موضوعنا الهانم ناوية تخلصه إمتى؟
غادة: انسى يا علوان، مش غادة الصفدى اللى تعمل كده، أنت مش متجوز واحدة من الشارع، اللى أنت عايزه ده تروح لأى واحدة من اللى بتسهر معاهم وتخليها تعمله.

علوان: كان بودى حبيبتى، بس الراجل إنتى عجباه وداخلة مزاجه، وأنا مش هضيع صفقة بملايين عشان عملالى فيها شريفة
غادة: أخرس، ولا كلمة تانية، أنا شريفة غصب عن أهلك، وندمانة على كل لحظة أتكتب فيها اسمى على اسمك وأنا فكراك راجل
يجذبها علوان من شعرها قائلا: طب اسمعى بقى، أنا من ساعة ما أتجوزتك وأنا ماشى على هواكى، وبعمل كل اللى إنتى عايزاه، وإنتى عارفة إنتى طلبتى منى أعمل إيه كويس، وقصاد ده صرفت ملايين، وجه الدور عليكى ترديلى اللى دفعته، وإلا ههد المعبد على دماغك، فاهمة ولا لا.
ويلقى بها على الأرض فى غضب منها قائلة: ماشى يا علوان، إما وريتك مين هى غادة الصفدى مبقاش أنا.

بعد مرور عدة أيام من طلاق فاطمة وخالد:
فى شركة البدر:
يجلس حسام فى مكتبه وبجانبه زهرة تحاول التخفيف عنه قائلة: وبعدين يا حسام، هتفضل زعلان كده؟
ينظر لها حسام نظرة حزينة قائلا: مش قادر أصدق اللي حصل بين فاطمة وخالد يا زهرة
زهرة: غريبة، مع إن اللى أعرفه إن خالد أتجوز مرتين قبل فاطمة، ومرة فيهم طلق، يعنى دى مش أول مرة ليه.

حسام: بس المرة دى مختلفة يا زهرة، المرة دى اللى طلقها تبقى فاطمة، وإنتى متعرفيش فاطمة تبقى إيه لخالد من قبل حتى ما يتجوزها، يااااه دى قصة كبيرة أوى، فاطمة دى كانت النور اللى بينور لخالد، كانت الوحيدة اللي مسموحلها تفتح الباب عليه فى أى وقت من غير إستنذان، كانت أقرب حضن بيرمى فيه همومه، تصدقى كتير حاولت أدى لفاطمة مسمى فى حياة خالد، كنت بقول لنفسى ممكن تكون زى أخته، بس أرجع وأقول حتى الأخوات العلاقة بينهم مش بقوة العلاقة بين خالد وفاطمة، لحد ما عرفت إن خالد بيحبها وهيتجوزها، ساعتها قولت غبى.

تنظر له زهرة فى إستفهام قائلة: غبى؟! غبى ليه؟
حسام: غبى لأنه ضيع سنين كتيرة أوى من عمره على ما قدر يشوف حب فاطمة اللى جوا قلبه، أنا عشت قصة فاطمة وخالد من قبل حتى ما تشوف الشمس، مش قادر أصدق إن علاقتهم اللى خلتنى أصدق إنه فيه فعلا حب تنتهى بالشكل ده.

زهرة: عندك حق، حاجة صعبة أوى إن أتنين يكونوا بيحبوا ويسيبوا بعض بالشكل ده، بس يمكن أدام الأمور تهدى بينهم، ويرجعوا لبعض.
حسام: ياريت يا زهرة ياريت، معلش يا زهرة، أنا عارف إن كان المفروض أتفق مع باباكى على ميعاد كتبت كتابنا، بس إنتى شايفة الظروف، ومينفعش يبقى صاحبى مجروح كده، وأروح أتجوز أنا.
زهرة: ولا يهمك يا حسام، أنا مقدرة وقفتك جنب صاحبك
حسام: خالد دا مش صاحبى، خالد ده عشرة عمرى وأخويا، أنا معرفش صاحب غيره، ووجعه واجعنى أوى.

زهرة: وأنا بحبك أوى
ينظر لها حسام غير مصدق لما سمعه قائلا: إنتى قولتى إيه؟
زهرة: قولت أنا بحبك أوى، إيه مسمعتنيش؟!
حسام: لا سمعتك، بس مش مصدق إنك أخيرا قولتيها
زهرة: صحيح مقولتهاش ليك قبل كده، بس قولتها لنفسى كتير، انت نعمة ربنا ليا يا حسام.
حسام: لا كده أنا ممكن أبيع خالد وأهله كلهم، ونروح نكتب الكتاب.

تضحك زهرة على كلامه قائلة: مجنون يا حبيبى، بس مينفعش، عشان ظروف وردة هى كمان، أنت عارف إنها زعلانة مع أبيه عادل، وقاعدة عندنا من ساعتها.
حسام: ولسه محاولتوش تصلحوا بينهم
زهرة: وردة رافضة حد يدخل بينهم، ورافضة حتى تقول إيه اللى حصل، وهو زى ما يكون ما صدق، من ساعتها مسألش لا حس ولا خبر، يا حبيبتى يا وردة، طول عمرك فرحتك ناقصة يوم ما تعرفى إنك حامل بعد كل السنين دى، ترجعى بيت بابا وإنتى زعلانة.

حسام: أنا مش عارف إيه اللى بيحصلنا ده بس؟!
تخرج زهرة من مكتب حسام لتتقابل مع شادى فى الخارج متجها إلى مكتب خالد، توقفه زهرة قائلة: أزيك يا أستاذ شادى، هو حضرتك داخل لبشمهندس خالد؟
شادى: أيوا يا أنسة زهرة، داخل لخالد
زهرة: أصله يعنى، أنت عارف من ساعة اللى حصل، هو يعنى...

شادى: عارف، وعارف كمان إنى لازم أدخله، عن إذنك
يجلس خالد فى مكتبه يضع رأسه بين كفيه شاردا، يدخل عليه شادى دون إستئذان ويبدو عليه الغضب، ينظر له
خالد فى غصب صارخا: أنت إيه اللى دخلك هنا، أمشى اطلع برة
يدخل شادى متجاهلا صراخ خالد، فيكمل خالد قائلا: قولتلك امشى اطلع برة
شادى: لا يا خالد، مش همشى، ومش هطلع برة غير لما تسمعنى
خالد: عايز تقول إيه؟

شادى: عايزة أكلمك عن فاطمة
يضرب خالد المكتب فى غضب قائلا: متجبش سيرة فاطمة على لسانك، أنت تقربلها إيه دورك إيه فى حياتها عشان تتكلم عنها.
شادى: وأنت كمان دورك بقى إيه فى حياتها، خلاص مبقاش ليك وجود فى حياتها، وانت اللى اخترت تنهى دورك ده بإرادتك، على الأقل أنا زمان أنسحبت غصب عنى، لما حسيت إن قلبها مش معايا معاك انت، وللأسف كنت غلطان.

خالد: قصدك إيه، وإيه اللى بينك وبين فاطمة، المفروض إنك كنت خطيبها، وعلاقتها أنتهت بيك بمجرد ما فسختوا الخطوبة، إيه اللى رجعك تانى، وإيه دورك الجديد فى حياتها، إيه اللى خلاها تثق فيك لدرجة إنها تعملك توكيل، إيه اللى بينكم معرفوش.

شادى: أخرس، إياك تنطق كلمة واحدة عن فاطمة الحديدى، فاطمة اللى سيرتها أنضف من أى حد عرفته فاطمة اللى أنت بتتكلم عنها دى اللى مقدرتش تكمل حياتها وسابتنى لمجرد إنها مقدرتش تخدنى، مقدرتش توهمنى إنها بتحبنى وهى بتحبك أنت، ورغم إنها كانت فاقدة الأمل إنك تحس بيها، سابتنى وأخترتك أنت، فاطمة اللى بتتكلم عنها دى،أصدق وانضف إنسانة ممكن تعرفها فى حياتك.

ينظر له خالد فى شك قائلا: إيه اللى تعرفوا يا شادى عن فاطمة أنا معرفوش؟
يضحك شادى فى سخرية قائلا: عارف يا خالد، أنا فعلا أعرف كتير عن فاطمة، بس مش هقولك أى حاجة، لأنى مش مسموحلى أتكلم، ولأن مش فاطمة الحديدى اللى أقف أدامك أثبت براءتها وإنها مخانتكش، بس أوعدك يوم ما هتعرف الحقيقة هتندم وهتندم أوى كمان.

خالد: امشى يا شاد من هنا، مش عايز أشوف وشك فى الشركة هنا تانى، أنت السبب فى كل اللى حصل
يفتح شادى ذراعيه قائلا: ومن تانى خالد بيه بيدور على حد يرمى عليه غلطاته وأخطاءه، مش جديدة عليك يا بشمهندس، وكويس إنك لقيت شماعة تعلق عليها غلطتك المرة دى، بس أحب أقولك إنى مش بمزاجك تمشينى المرة دى، انا هنا مكان فاطمة، ومعايا توكيل رسمى منها لإدارة نصيبها لحد ما ترجع وتقف على رجلها، وأوعدك يا خالد إن فاطمة عمرها ما هتبقى لوحدها، ولا حد فينا هيسمح إنها تتكسر من تانى بعدك.
يخرج شادى ويترك خالد الذى يلقى بكل ما على المكتب فى الأرض فى غضب..

فى فيلا خالد:
تجلس فاطمة على طاولة الطعام وأمامها الأولاد وغالية، تأكل فاطمة فى شرود وهى تتذكر لحظاتها مع خالد وتعود بالزمن للوراء.
يدخل خالد على فاطمة المطبخ، ويحتضنها من الخلف قائلا: أممممم، يا سلام على الروايح.

تفزع فاطمة لفعتله قائلة: خضتنى يا خالد
خالد: طب تفتكرى مين اللى يجرؤ يدخل هنا ويعمل كده غيرى، دا أنا كنت علقته على أدام باب الفيلا.
فاطمة: أمممم، عشان كده معين كل اللى فى الفيلا ستات، وهما يا دوبك دادة كريمة ومعاها سعدية.
خالد: عشان أدوق الأكل من إيدك يا طمطم.
تضع فاطمة الملعقة فى فمه قائلة: طب دوق بقى وقولى رأيك.
يتذوق خالد الطعام فى شية قائلا: يا حبيبتى أنا لسه.
هقول رأيي، ما أنا قولته من زمان.
فاطمة: وإيه بقى رأيك ده؟
خالد: تعالى وأنا أقولك.

تعود فاطمة إلى الواقع على صوت غالية تناديها قائلة: إيه يا حبيبتى مبتاكليش ليه؟
تمسح فاطمة دموعها التى نزلت رغما عنها قائلة: أنا كلت يا عمتى، الحمد لله
وتنظر للأولاد قائلة: كلوا أنتوا يا حبايبى، وأنا هطلع أرتاح شوية عشان تعبانة.
تتركهم فاطمة وتغادر، تنظر غالية لأثرها فى حزن قائلة: ربنا يهون عليكى اللى إنتى فيه يا بنتى.

 فى منزل أهل وردة:
تجلس وردة فى غرفتها شاردة، تملس على بطنها فى حزن، تدخل عليها والدتها قائلة: وبعدهالك يا وردة، هتفضلى كده لحد إمتى؟
وردة: عايزانى أعمل إيه يعنى يا ماما؟
والدة وردة: يا بنتى ما قولنالك، أبوكى يروح يكلم جوزك، ويشوف حل معاه..

وردة: لا يا ماما، أنا كرامتى متسمحليش، دا حتى
مفكرش يسال عليا ولا على ابنه اللى فى بطنى، تفتكرى دا بنى أدم يستاهل أكمل معاه
والدة وردة: ما هو يا بنتى إنتى حتى مش راضية تقولى حصل إيه بينكم، ومينفعش يا وردة تقعدى كل ده برة بيتك وإنتى حامل

وردة: أنا عايزة أطلق يا ماما، مش قادرة أكمل معاه
والدة وردة: لا حول ولا قوة إلا بالله، أنا مش عارفة إيه اللى بيحصلكم، إنتى عايزة تطلقى، وفاطمة صاحبتك أطلقت هى كمان، دى عين وصابتكم.
تنظر لها وردة فى سخرية قائلة: فاطمة؟!
والدة وردة: مالك يا وردة؟ إنتى زعلانة مع فاطمة؟
وردة: لا يا ماما، أنا بس بقالى كتير مكلمتهاش، مش حابة أشيلها همى، كفاية اللى هى فيه.
والدة وردة: ربنا يا بنتى يهديلكم الحال.

فى فيلا الصفدى:
يدخل عادل ومعه شهاب وفاطمة، وينادى على أحد الخادمات فتلبى نداءه قائلة: نعم يا عادل بيه
عادل: اسمعى، من النهاردة هتبقى مسنولة عن شهاب وفاطمة، مش عايز أى حاجة تنقصهم، عينك متغفلش.
تنظر الخادمة للأولاد فى إستفهام قائلة: هما مين دول يا عادل بيه؟.
عادل: دول ولادى، فاهمة يعنى إيه ولادى؟
تنظر له الخادمة فى إستنكار قائلة: ولادك؟!

عادل: أيوا ولادى، عندك مانع، أظن عرفتى دلوقتى لو غفلتى عنهم ولا احتاجوا حاجة هعمل فيكى إيه، إنتى مهمتك من النهاردة راحة فاطمة وشهاب، مفهوم.
الخادمة: مفهوم يا عادل بيه.
ينظر عادل لشهاب وفاطمة قائلا: تعالوا معايا يا حبايبى أوريكم أوضتكم اللى هتبقى جنب أوضتى.
يترك عادل الخادمة وهى تنظر لأثرهم فى إستنكار قائلة:
ولاده؟! ودا خلفهم إمتى دول؟

فى فيلا خالد:
تجلس فاطمة الصغيرة وهى حزينة، يجلس بجواها عادل الصغير قائلا: مالك يا طمطم، زعلانة ليه؟
فاطمة: بابا وحشنى أوى يا عادل
عادل: عايزة تروحى تقعدى معاه يا فاطمة؟
تبكى فاطمة، فيمسك عادل يدها قائلا: طب متعيطيش بس مالك؟
تمسح فاطمة دموعها قائلة: أنا عايزة بابا، وعايزاه يرجع يقعد مع ماما فاطمة، عشان أنا بحبهم هما الاتنين، ومش عايزة أبعد عن حد فيهم.

عادل: طب لو مرجعوش لبعض، هتسيبى ماما فاطمة؟
فاطمة: مش عايزة أسيب ماما فاطمة يا عادل، أنا معرفش ماما غيرها، مامتى راحت عند ربنا وأنا مشوفتهاش، ومعرفش غير ماما فاطمة.
عادل: أنا كمان رغم إنى مامتى عايشة، لكن برضه معرفتش يعنى إيه ماما غير لما عشت مع ماما فاطمة.
فاطمة: أنا خايفة يا عادل، خايفة بابا يسيبنى هو كمان زى ماما ما راحت عند ربنا، وخايفة أسيب ماما فاطمة عشان أنا معنديش ماما غيرها، خايفة أبقى معنديش حد.
عادل: متخافيش يا طمطم، انا جنبك أهو، أنا سبت الفيلا عند خالو وتيتة وجيت هنا عشان أبقى معاكى، متخافيش يا حبيبتى طول ما أنا جنبك.

فى الأعلى:
تجلس فاطمة على سريرها، وتملس بجانبها على أثر خالد وهى تبكى فى حزن، يدق الباب، فتمسح فاطمة دموعها قائلة: أدخل.
يدخل جاسر، ويقترب من فاطمة قائلا: إنتى بتعيطى؟
فاطمة: لا يا حبيبى مش بعيط ولا حاجة يمسح جاسر دموع فاطمة بيده الصغيرة قائلا: مش بحبك تعيطى يا طمطم.
تنظر له فاطمة فى تعجب قائلة: أول مرة تقولى يا طمطم، فين ماما؟

جاسر: سمعت تيتة غالية بتقول إن ربنا خلى بابا جابنى هنا، وبعدين مشى عشان أكون جنبك واخوكى الوحيد، وعشان أنا راجل مخلكيش زعلانة، مش أنا راجل يا طمطم؟
تضحك فاطمة من بين دموعها قائلة: طبعا راجل، وأحلى راجل فى الدنيا كلها
جاسر: خلاص بقى، متزعليش، وأنا زعلان من خالد، ومش هكلمه تانى.
فاطمة: لا يا جاسر، خالد يبقى أخوك الوحيد، زى ما أنا أختك الوحيدة
جاسر: أيوا، لكن خالد ولد، وإنتى بنت، يعنى إنتى محتجانى، لكن هو مش محتاجنى
تحضتنه فاطمة وتبكى رغما عنها قائلة: كبرت يا جاسر، كبرت يا حبيبى، يارب أشوفك راجل ملو العين.

فى فيلا الصفدى:
تدخل غالية الفيلا بعد أن حدثتها الخادمة وروت لها ما حدث، يستقبلها عادل قائلا: ماما! إيه اللى جابك،
مقعدتيش ليه مع فاطمة؟
غالية: جيت أشوف اللى بيحصل فى بيتى يا عادل
عادل: إيه اللى بيحصل يا ماما؟ آه دى الهانم متوصتش وأتصلت حكتلك
غالية: كنت منتظرة أعرف اللى بيحصل منك، مش من الشغالة

يقطع حديثهم صوت شهاب وفاطمة، ينزلان من أعلى الدرج، ويناديا على عادل قائلا: بابا، بابا.
تنظر لهما غالية فى إستنكار قائلة: بابا؟!
ثم تعيد النظر إلى عادل قائلة: مين دول يا عادل
عادل: دول ولادى يا ماما.

غالية: والله عال يا سى عادل، متجوز ومخلف عيلين كمان، وكل ده من ورايا، وأتاريك مكنتش عايز الغلبانة وردة تخلف، ولما عرفت إنها حامل خلتها تسيب بيتها، من إمتى كنت ظالم يا عادل، ومن إمتى وأنت حياتك فى الضلمة مش فى النور.
عادل: طب ممكن تسمعينى، وبعدها أبقى أحكمى براحتك
غالية: لما نشوف، أتفضل أحكى.

فى فيلا خالد:
يتحدث عادل مع غادة فى الهاتف قائلا: لا يا ماما، قولتلك مش هسيب هنا
غادة: وأنت ليك هنا ايه عشان تفضل، أنت غريب ملكش حد.
عادل: لا ليا، ليا أخواتى
غادة: إخواتك؟!
عادل: أيوا يا ماما، إخواتى، جاسر ورضوى وحسن
غادة: اسمع يا عادل، أنت ليك أخت واحدة بس هى رضوى، وأنا هتكلم مع خالد وأخدها تعيش معايا، وأنت كمان هتيجى تعيش معايا.

عادل: نعيش معاكى فين ومع مين، مع جوزك، أسف لا أنا ولا أختى هنعيش مع راجل غريب.
غادة: وأنت دلوقتى عايش مع مين؟
عادل: عايش مع ماما فاطمة، وهى محتجانى جنبها دلوقتى، ومش هسيبها وأمشى، عن إذنك يا ماما
يغلق عادل الهاتف فى غضب من غادة التى تتوعد لفاطمة، ليجد عادل خلفه وهو يبتسم قائلا: راجل يا عادل من يومك
عادل الصغير: خالو؟! حضرتك هنا من إمتى؟

عادل: من ساعة ما قولت اللى محدش فينا قدر يقوله لأمك، طمنى ماما فاطمة عاملة إيه؟
عادل الصغير: بتحاول تبقى كويسة يا خالو، بس هى مش كويسة، وكل ما أعدى أدام أوضتها أسمعها بتعيط.
عادل: خليك جنبها وجنب أخواتك يا عادل، متنساش أنت الكبير.
عادل الصغير: أنا عمرى ما هقدر أتخلى عن ماما فاطمة، متتصورش يا خالو أنا محستش بالأمان غير وسط أخواتي وماما فاطمة وياريت بابا خالد يرجع هو كمان.
عادل: ربنا يكملك بعقلك يا ابنى.

فى غرفة فاطمة:
تجلس فاطمة وبيدها قطعة من ملابس خالد تحتضنها، يدق الباب، فتخفى فاطمة ما بيدها أسفل الوسادة، وتذهب لتفتح الباب، لتجده عادل، تنظر له فاطمة قائلة: عادل!
عادل: عاملة يا فاطمة؟
فاطمة: بحاول أبقى كويسة يا عادل.
عادل: مش هو ده اللي كنتى عايزاه يا فاطمة، زعلانة ليه دلوقتى؟

تزفر فاطمة فى آلم قائلة: أنا مش زعلانة يا عادل، أنا بموت من جوايا، زمان لما كنت ببقى خايفة ومش عارفة أنام، كنت بعدى من أدام أوضة خالد، وأسمع أنفاسه وهو نايم، كنت ببقى مطمنة أوى إنه جنبى، حتى لما كان بيبقى مسافر، كان بيبقى حريص يكلمنى قبل ما أنام، كنت ساعتها بحس إنه جنبى وإنى مش خايفة من حاجة، حتى لما أتجوز مرتين، كنت برضه بحس إنه جنبى، مكنش بيبعد عنى، فاكر لما بعدت السنة اللى بعدتها عنه، كنت بخرج بليل وأروح أتكلم من أى محل، واسمع صوته من غير ما أتكلم، صوته كان بيطمنى إنه موجود جنبى، حتى لو عينى مش شايفاه، لكن من ساعة ما أطلقنا وأنا حاسة إن خلاص خالد معادش موجود، خالد مشى خلاص يا عادل، فاهم يعنى إيه، يعنى أنا مش هطمن بوجوده، يعنى مش هصحى الصبح على صوته، يعنى مش هنام وأنا مش خايفة عشان عارفة إنه جنبى ومعايا، خالد مشى يا عادل، يعنى أفضل خايفة، فاهمنى يا عادل، أنا خايفة، خايفة أوووى..

وتضع فاطمة يدها على وجهها وتبكى، فينظر لها عادل فى آلم قائلا: عشان كده حاطة قميصه جنبك.
ترفع فاطمة عينيها إليه قائلة: دا أخر قميص لخالد لبسه، ونسى اخدوا معاه، لسه فى ريحته، بنام وهو فى حضنى، يمكن أطمن وأحس إنه جنبى.
يجلس عادل أمام فاطمة على ركبتيه قائلا: فاطمة حبيبتى، إنتى اللى صممتى على الطلاق، لكن لو حابة إنى أكلم خالد و...

تقاطعه فاطمة قائلة: أوعى يا عادل، أوعى تعمل كده، مش معنى إنى محتجاه ومش قادرة أعيش حياتى من غيره، إنى عايزة أرجعله، أحيانا الحاجة اللى مبنقدرش نعيش من غيرها، بيبقى وجودها جنبنا بيموتنا، وخالد كسرنى يا عادل، عارف يعنى إيه كسرنى، كسرنى
بشكه فيا، كسرنى يوم ما أفتكر إنى بخونه، ومفيش واحدة ترضى على نفسها ترجع لواحد شك فيها..

وتكمل حديثها وهى تنظر إلى الفراغ قائلة: حتى لو هتموت من غيره، الموت ساعتها هيبقى أهون ينظر لها عادل فى قلق قائلا: فاطمة، إنتى كويسة.
تنظر له فاطمة قائلة: متخافش يا أبيه، أنا كويسة.
ينظر لها عادل فى قلق، ويهم بالمغادرة، فتوقفه فاطمة قائلة: أبيه عادل، هى وردة فين؟

فى منتصف الليل:
يستيقظ عادل من نومه على صوت هاتفه يرن، ينظر عادل إلى الساعة، ثم ينظر إلى الهاتف فى قلق قائلا: ألو
ليجد عادل الصغير يحدثه فى قلق قائلا: أيوا يا خالو، من فضلك تعالى بسرعة
يقوم عادل من مكانه مفزوعا قائلا: فى إيه يا عادل؟
عادل الصغير: ألحق ماما فاطمة
يتوجه عادل مسرعا إلى الفيلا ليجد عادل الصغير فى إنتظاره، يركض إليه عادل قائلا: فى إيه يا عادل، فاطمة مالها؟

عادل الصغير: أنا قمت بليل أشرب، لقيت نور أوضتها مولع، دخلت أطمن عليها، ملقتهاش فى الأوضة، بس لقيت، لقيت....
عادل: لقيت إيه أتكلم
عادل الصغير: تعالى معايا يا خالو بسرعة وأنا أوريك يصعد كلا من عادل وعادل الصغير إلى غرفة فاطمة، ليصدم عادل وتتسع عينيه، وينظر إلى عادل الصغير في قلق قائلا: إيه الدم ده يا عادل؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة