قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل التاسع

رواية عاشق المجهول ج2 للكاتبة أمنية الريحاني كاملة

رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل التاسع
( حب لا يعرف الانتقام )

يدخل خالد الفيلا وهو شارد، يفكر فيما تنوى فاطمة على فعله الفترة القادمة،يقطع شروده صوت فاطمة وهى تنزل من أعلى فى أبهى زينتها قائلة: أنت جيت يا حبيبي؟
ينظر لها خالد فى دهشة قائلة: حبيبى ؟!
تبادله فاطمة نظرة حب قائلة: أتأخرت ليه يا حبيبى قلقت عليك
وتقترب منه وهى تحاوط ذراعيها حول رقبته فى صدمة منه: وحشتنى، بقالى كتير مستنياك
يضع خالد كفه على جبينها قائلا: فاطمة، أنت خدتى ضربة شمس وإنتى جاية، إنتى مش من شوية...

تقاطعه فاطمة قائلة: من شوية كنا برة البيت كل واحد فى شغله، لكن دلوقتى أنت خالد حبيبى، وأنا فاطمة حبيبتك، وقاعدين فى بيتنا
ينظر لها خالد فى غموض قائلا: ناوية على إيه يا بنت عاصم ؟
تضحك فاطمة وهى تغادر قائلة: على كل خير يا...
وتتركه وتصعد إلى أعلى فى قلق منه
بعد فترة يصعد خالد لأعلى ويدخل غرفته هو وفاطمة؛ فيجدها تجلس على السرير تقرأ فى كتاب، يقترب خالد منها؛ فتنتبه له قائلة: فى حاجة يا خالد، عايز حاجة ؟
ينظر لها خالد فى تردد قائلا: لا.

فاطمة: أمال جى أوضتى ليه، مش أنت نقلت حاجتك أوضة تانية، يبقى دى أوضتى
ينظر لها خالد فى صدمة قائلا: هو مش إنتى من شوية قولتيلى يا حبيبى، فقولت قررتى تدينى وتدى نفسك فرصة تانية الحياة ترجع ما بينا طبيعية.
تضحك فاطمة قائلة: هو أنا عشان قولتلك يا حبيبى يبقى وافقت نرجع زى الأول، يا خالد يا حبيبى الحقيقة الوحيدة اللي متأكدة منها إنك أنت حبيبى، ومهما حصل هتفضل حبيبى دا واقع يا حبيبى.
خالد: يعنى إيه ؟
فاطمة: يعنى أنا لسه عند كلامى، أدينى وقتى

ينظر لها خالد فى غضب ويخرج من الغرفة صافعا الباب خلفه فى شدة
تنظر فاطمة لأثره قائلة: إما عرفتك مين هى فاطمة الحديدى يا خالد مبقاش أنا.

تمر الأيام ويزداد غموض فاطمة وقلق خالد مما تنوى فعله، أما خالد فكان فى دوامة ما بين مشاكل شركته التى أصبحت فى خطر، وبين معاملة فاطمة التى تتغير معه ما بين الحين والحين، فتارة تعامله فى دلال، تارة تعامله بتجاهل ولا مبالاة،وتارة أخرى تعامله فى جمود حتى إنه أحتار فى أمرها، ولكن الأكيد بالنسبة له أنها تخفى أمرا ما، وأن نظرتها له أصبح يغلفها الغموض؛ فهو ولأول مرة لا يستطيع فك الألغاز التى تحويها عينيها.

فى اليوم التالى تستقبل فاطمة وردة فى ترحاب وتحتضنها فى إشتياق قائلة: وحشتينى أوى يا وردة تبادلها وردة إحتضانها لها فى هدوء قائلة: وإنتى كمان يا فاطمة
فاطمة: شوفتى بقى يا ستى أهو رجعنا القاهرة تانى، مش بقولك مهما هروح القدر هيجمنا برضه
تنظر لها وردة فى ضيق قائلة: عندك حق، مهما تروحى هتجر وراكى برضه.

تنظر لها فاطمة فى دهشة قائلة: مالك يا وردة شكلك مش مظبوط، فى حاجة مضيقاكى ؟
وردة: أنا كويسة، المهم طمنينى عاملة إيه مع خالد؟
فاطمة: بحاول أنسى اللي حصل، بس فى حاجات لما بتحصل بيبقى نسيانها شئ صعب، وكل ما احاول أقرب منه وأهدى من ناحيته ألاقينى برجع استفزه وأضايقه.

كنوع من رد الكرامة، بس فى الأخر أنا بحب خالد، وواثقة إنه هو بيحبنى ودى الحاجة الوحيدة اللي مهونة عليا.
وردة: عندك حق، أصعب حاجة لما الجرح يجى من حد بتحبيه، والأصعب لما يبقى الحب ده من طرف واحد، ساعتها بيبقى عذاب مضاعف.
تقترب منها فاطمة فى قلق قائلة: وردة، أبيه عادل مزعلك ؟

تحاول وردة أن تصطنع المرح قائلة: هو أبيهك دا بيعرف يزعل حد، حتى فى عز خناقنا يقعد يقول إفيهات، حاسة إنى قاعدة مع خليل كوميدى مش عادل الصفدى.
تبتسم فاطمة فى راحة قائلة: الحمد لله، أنا كده أطمنت.

فى شركة البدر:
يسير خالد فى قلق واضح، يدخل عليه حسام ويبدو على ملامحه الحزن ؛ فيركض إليه خالد فى قلق قانلا: ها يا حسام عملت إيه؟
حسام: رفضوا يدونا القرض يا خالد.
يضرب خالد المكتب بيديه قائلا: رفضوا، طب ليه، إحنا طول عمرنا تعاملنا معاهم كويس وبنسدد كل أقساطنا فى ميعادنا.
حسام: بيقولوا إن الفترة الأخيرة وضعنا فى السوق بقى مهدد، خصوصا بعد كل المناقصات اللي خسرناها، بس أنا حاسس إن الموضوع أكبر من كده.

ينظر له خالد فى استفهام قائلا: يعنى إيه يا حسام، تقصد إيه؟
حسام: أنا عارف مدير البنك دا كويس، مش اول مرة نتعامل معاه، بس المرة دى حسيت إنه بيتكلم معايا بتردد، زى ما يكون حد ضاغط عليه عشان يرفض القرض بتاعنا.
يجيبه خالد فى غضب: مين ده بس، مين اللي مصمم يهدنى، مين اللي عمال يحاربنى وعايز يخرب بيتى، مين يا حسام مين؟

يقترب منه حسام قائلا: اهدى يا خالد، خلينا نفكر بهدوء عشان نقدر نلاقى حل للمشكلة دى ؟ بقولك إيه ما تخلى فاطمة تساعدنا، أنت مش بتقول أنها معاها فلوس وفاتحة شركة، ومعتقدش فاطمة هترفض توقف جنبك...
يقاطعه خالد فى غضب قائلا: لا، فاطمة بالذات لا، أنا مستحيل أقلل من كرامتى أدامه وأطلب منها تساعدنى.

حسام: فاطمة عمرها ما هتشمت فيك يا خالد
خالد: مهما حصل، فاطمة مش لازم تعرف أى حاجة، فاهمنى
فى نفس اليوم يعاود خالد من الشركة، ويجلس مع فاطمة يتناولا طعام الغداء، ولكن خالد كان شاردا وكأنه فى عالم أخر
تقطع فاطمة شروده قائلة: مالك يا خالد، مبتاكلش ليه؟
ينتبه خالد لحديثها قائلا: لا أنا باكل أهو
فاطمة: فى حاجة مضيقاك يا خالد ؟

خالد: غريبة، بتسألينى إذا كنت مضايق ولا لا، من إمتى وإنتى بتهتمى بيا
تنظر له فاطمة دون أى رد فعل ويكملا تناول الطعام فى صمت.. فيقطع صمتهما صوت هاتف فاطمة، تنظر فاطمة لرقم الطالب ؛ فتغلق الهاتف سريعا ويبدو عليها الارتباك.

ينظر لها خالد فى دهشة قائلا: إيه مش هتردى ؟
تنظر له فاطمة فى تردد: مش دلوقتى، حد مش مهم
خالد: مين اللي كان بيرن ؟

فاطمة: دا ... دا حد من الشركة إظاهر كانوا عايزين يسألونى على حاجة، على العموم دلوقتى يتصلوا بعادل ويسألوه
ينظر لها خالد فى غموض، ويقوم من مكانه قائلا: إنتى حرة
ويتركها ويغادر فى ضيق منه وقلق منها.

بعد عدة أيام:
يجلس خالد مع حسام و سيد المحامى، ويتحدث فى عصبية قائلا: يعنى إيه الكلام ده، أنتوا عايزينى اسلم الشركة اللي تعبت فيها وبنيتها بعرق جبينى لحد تانى.
حسام يحاول تهدئة خالد قائلا: محدش قال كده يا خالد، كل اللي أستاذ سيد بيقوله إننا نبيع جزء من الأسهم لشريك تالت، وبتمن الأسهم نعوض خسارة الشركة ونوقفها على رجلها.

خالد: وأنت موافق على الكلام ده يا بشمهندس حسام ؟
حسام: خالد أنا كمان تعبت من الشركة دى زيك ويمكن أكتر، وصعب عليا أخلى حد يشاركنا فى تعبنا، لكن الأصعب إننا نسيبها تروح مننا وإحنا وافقين ساكتين.

ينظر حسام لسيد قائلا: يعنى مفيش حل تانى يا أستاذ سيد؟
سيد: للأسف يا ابنى هو دا الحل الوحيد المضمون فى الوقت الحالى عشان نضمن إن الشركة ميتحجزش عليها.
ينظر لهما خالد فى ضيق ويغادر الشركة دون أى رد...

بعد أن يخرج خالد، ينظر حسام إلى سيد قائلا: معلش أنت عارف الموضوع مش سهل عليه
سيد: أنا عارف ومقدر موقفه، بس ما باليد حيلة
حسام: يبقى حضرتك دورلنا فى أسرع وقت على الشريك دد

يخرج خالد من الشركة، ويسير على قدميه شاردا كمن ضيع طريقه محدثا نفسه قائلا: خلاص يا خالد، كل حاجة خلاص ضاعت، كل اللي عملته طول السنين اللي فاتت بيروح من بين إيديك، ضيعت شركتك بغباءك، حتى الانسانة الوحيدة اللي حبتك وحبتها جرحتها مرة وأتنين وكنت هضيعها منك، ويوم ما الحظ حالفك وقدرت ترجعها ليك، مقدرتش تحافظ عليها وضيعتها منك تانى، أنا إنسان فاضل، معرفتش أحافظ على أى حاجة ليها قيمة فى حياتى.

يظل خالد طول اليوم يسير فى الشوارع تحت حرارة الشمس، ولكن كيف يشعر بحرارتها وبداخله نار أكتر توهجا وألما

أما فى فيلا خالد:
تسير فاطمة فى قلق واضح، وبجانبها كريمة قائلة: يا بنتى اهدى، هيرجع بالسلامة بإذن الله، تلاقيه راح هنا ولا هنا .

فاطمة: خايفة عليه أوى يا دادة، حسام قالى إنه خارج من الضهر، ولحد دلوقتى مرجعش، حتى موبايله مبيردش عليه، خايفة يكون حصله حاجة..
وقبل أن تكمل حديثها يدخل خالد الفيلا، ويبدو عليه الإرهاق الشديد، تركض نحوه فاطمة فى قلق قائلة:
خالد، أنت كنت فين كل ده؟ قلقتنى عليك..

ينظر إليها خالد قائلا فى إعياء واضح: أنا تعبان أوى يا فاطمة
وكاد أن يسقط ولكن كانت يد فاطمة أسرع فأسندته قائلة فى صراخ: ألحقينى يا دادة، واسنديه معايا
يستند خالد على فاطمة وكريمة حتى يصعدا به إلى غرفته وينام على سريره، تملس فاطمة بكفها على جبينه، وتشهق فى قلق قائلة: يا خبر ابيض، دى دماغه مولعة، كلمى الدكتور بسرعة يا دادة..

وبالفعل تخرج كريمة لطلب الطبيب، بينما تظل فاطمة مع خالد تحاول أن تبدل لملابسه، يفتح خالد عينيه فى ضعف قائلا: خلاص يا فاطمة كل حاجة ضاعت، كل حاجة ضاعت..

تحاول فاطمة أن تهدأه قائلة: اهدى بس يا خالد، حاجة إيه اللي ضاعت ؟
بعد فترة يدخل الطبيب ويفحص خالد قائلا: واضح إن المريض مشى فى الشمس فترة طويلة لحد ما جاله ضربة شمس.
تنظر فاطمة فى قلق لخالد الذى يتصبب عرقا قائلة: طب وبعدين يا دكتور ؟
الطبيب: متقلقيش، هيبقى كويس، يمشى على العلاج ده، وحد يتابع حرارته كل شوية، وإن شاء الله هيقوم بالسلامة.

تظل فاطمة طول الليل بجانب خالد للاهتمام به، والتخفيف من حرارته، وأثناء جلوسها بجانبه تسمعه يهذى ببعض الكلمات قائلا: متمشيش يا فاطمة ... خليكى معايا ... عمى عاصم ... فاطمة حبيبتى ... جاسر.

تنظر له فاطمة فى حزن وتملس على شعره فى حنان قائلة: أنا جنبك يا خالد، متخافش يا حبيبى، أنا جنبك وعمرى ما هسيبك.
يهدأ خالد من حديثها وينام فى هدوء وتظل هى بجانبه إلى أن تشرق الشمس ويدخل الضوء إلى الغرفة، تفتح فاطمة عينيها وتنظر إلى خالد الراقد فى تعب على السرير، ثم تتجه نحو الشباك وتنظر إلى الفراغ فى حزن شاردة...

وما إن تسمع صوت همهمة خالد، حتى تركض نحوه فى قلق قائلة: خالد، عايز حاجة يا حبيبى أنت كويس؟
يتفحص خالد نفسه قائلا: هو إيه اللي حصل ؟
ويضع يده على رأسه فى ألم واضح قائلا: آه يا دماغى، أنا مش فاكر أى حاجة

فاطمة: تعبت شوية يا خالد، وجبنالك الدكتور
ينظر خالد إلى دورق الماء بجانبه قائلا: إنتى كنتى سهرانة جنبى طول الليل يا فاطمة، شكلى مكتوب عليا أفضل أتعبك معايا
فاطمة: متقولش كده يا خالد، أنت جوزى ودا واجبى ناحيتك
يمسك خالد يدها فى ضعف قائلا: جوزك بس يا فاطمة.

تظل فاطمة تتأمل عينيه وكأنها أشتاقت إليهم، وبعد فترة تنتبه لنفسها قائلة: أنا هروح أعملك حاجة تاكلها.
وتخرج من الغرفة مسرعة، ينظر خالد إلى أثرها قائلا: لحد إمتى هتفضلى تهربى وتعذبينا يا فاطمة
تظل فاطمة تهتم بخالد طوال فترة مرضه، والذى كان يستمتع بها خالد لأنها جعلت فاطمة قريبة منه من جديد
وبعد أنا يتعافى خالد ويستطيع أن يخرج، تعود فاطمة إلى جمودها معه من جديد.

فى يوم جديد يخرج خالد ليستكمل عمله بعد أن تم الله شفاءه، ويذهب للشركة ليجد حسام يخبره أنهم قد وجدوا الشخص الذى وافق أن يشاركهما، وبع ضغط وإقناع من حسام وسيد يوافق خالد على بيع جزء من الأسهم.

فى شركة البدر:
يجلس خالد فى مكتبه يضع رأسه بين كفيه ويبدو عليه الضيق، يجلس أمامه حسام وسيد المحامى الخاص بالشركة، يضع حسام يده على كتف خالد مواسيا إياه، بعد فترة يدخل شخص ما إن يراه خالد يقف مكانه فى غضب قائلا: أنت؟!
يجيبه شادى: أيوا أنا يا بشمهندس، لسه فاكرنى ؟
ينظر له خالد فى غضب قائلا: أنت إيه اللي جابك هنا، أطلع برة

ينظر له شادى بلا مبالاة قائلا: اهدى بس يا بشمهندس، أنا جاى بالنيابة عن رجل الأعمال اللي هيشترى أسهم الشركة بتاعتك، عشان ينقذها من الإفلاس، ومعايا توكيل رسمى منه عشان أقدر أتمم الصفقة.
خالد: يبقى مش هبيع، وأرجع للى باعتك أيا كان قوله كده، أنا مش هحط إيدى فى إيدك
يقترب حسام من خالد قائلا: اهدى يا خالد، ومتنساش إن دا الحل الوحيد عشان ننقذ الشرك
خالد: مش عايز أتعامل مع الشخص ده يا حسام، أفهم بقى.

ينظر له شادى فى سخرية قائلا: متخافش يا بشمهندس تعاملك مش هيبقى معايا، هيبقى مع شريكك الجديد خالد: وهو مين ده بقى إن شاء الله؟
شادى: هتعرف فى الوقت المناسب، ودلوقتى متهيألى نبدأ عشان منضيعش وقت أكتر من كده.
يتمم خالد صفقة الشراكة بينه وبين خالد رغما عنه لانقاذ شركته، وبعد الإنتهاء من توقيع العقود، ينظر شادى لخالد قائلا: دلوقتى بس أقدر أقولك مين هو شريكك اللي أنا جاى بالنيابة عنه.
يفتح شادى باب المكتب ويدخل شخص ما، يقف خالد فى صدمة قائلا: مش ممكن... فاطمة؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة